تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مدينة العـراة . نموذج مقدم للزميل سعد المغري


حسين الراوي
06-01-2009, 02:21 AM
...
أتعلم أيها الـ.رائع أن هذه وكثيراً مما تكتبه
يدرجون تحت فن الـ.قصة القصيرة جداً إلا أنهم يحتاجون فقط لـ.تعديل بسيط.
وسأراهن على إبداعك في هذا الـ.فن وبقوة...!
هي دعوة مني إليك لـ.لكتابة القصيرة جداً ,
سأنتظرك بـ.قسم الـ.قصص يامبدع.
لـ.روحك الـ.ورد.



كان كل ما حوله يدعوه لأن ينافق! فثلثا مجتمعه يتعاطون النفاق، وفي عملهِ كل يوم يرى أشكالاً وأصنافاً من النفاق، حتى في السوق والشارع والمقهي والدوائر الحكومية يرى الناس هناك يتبادلون النفاق بكل وضوح ومحبة! كان يؤلمه كثيراً ويحزنه انتشار النفاق في مجتمعه، وكان بياضه ونقاؤه ومبادئه تردعه أن يركب الموجة وينافق مثل ما ينافق السواد الأعظم من المحيطين به. ويوماً بعد يوم كانت قناعته في قبح النفاق تذبل شيئاً فشيئاً، وكانت مبادئه كذلك تهتز يوماً بعد يوم أمام انتشار النفاق وسطوته وقوته وسؤدده في مجتمعه عموماً! بينه وبين نفسه جلس ذات مرة يُفكر في أمره، فرأى أن حقوقه ضاعت مراراً بسبب أنه لم ينافق، وأنه يتعب كثيراً في عمله ويجتهد ويخلص ولم يجد أي تقدير من رؤسائه في العمل! بينما الآخرون لم يتعبوا أبداً مثل تعبه ولم يجتهدوا ويخلصوا وحصلوا على الكثير من الترقيات والميزات والتوصيات بسبب نفاقهم لرؤسائهم في العمل، وأن راتبه الشهري منذ أعوام لم تأتِ عليه أي زيادة بعكس زملائه، والسبب هو عدم ممارسته النفاق مثلهم! وأنه أصبح وحيداً بلا أصدقاء يزورونه ويؤنسون وحدته بسبب صراحته المعهودة معهم وعدم منافقته لهم! وأن الكثيرين من أقربائه ومعارفه وجيرانه أصبحوا يتهربون منه ويتجاهلونه بسبب عدم إتقانه النفاق في معاملته معهم! لذا وبعد تفكير طويل وعميق قرر أن ينافق، بل ويفتح باب النفاق على مصراعيه بلا خجل أو وجل. وبعد مرور ثلاثة أعوام على ممارسته النفاق وإدمانه عليه وتغيّر مبادئه، وبعد أن أصبح لديه أصدقاء كُثر وتبدلت حياته المادية للأحسن، التقى بأحد أصدقائه القدامى في أحد الأماكن العامة، فدعاه إلى شرب فنجان قهوة، وفعلاً وافق صديقه على قبول هذا العرض. وفي المقهى، وبعد أن طاب الحديث بينهما بشكل حميمي، أخذ الصديق القديم يشتكي لصديقه عن تردي حالته المالية، وأنه يجازى دائماً بعدم التقدير في عمله رغم أنه يعمل بتفانٍ وضمير، وأن الكثيرين من أصدقائه وجيرانه ومعارفه أخذوا يتهربون منه وعدم الجلوس معه والسلام عليه! فكان «صاحبنا» حينها واضعاً يده على خده يستمع لحديث صاحبه، فعاد بذاكرته أعواماً ثلاثة إلى الوراء وتذكر حالته البائسة التي كان عليها قبل أن يتعاطى النفاق، فأخذ يهمس بينه وبين نفسه، وهو ينظر إلى صاحبه المنهمك بالحديث ويقول: كم أنت مسكين يا صاحبي! لقد عُدت بي أعواماً ثلاثة إلى الوراء يوم أن كنت غبياً ولم أنافق! يوم أن كانت حقوقي يسرقها المنافقون أمام عيناي، وأنا لا أستطيع أن أفعل شيئاً. وفجأة قطع الصاحب القديم حبل أفكار صاحبه في لحظة هزّ بها كتفه. فقال له: أين سرحت؟ وهل استمعت إلى حديثي؟ قال: نعم، لقد استمعت لكل حرف خرج من فمك، والحل بسيط جداً يا عزيزي، فما عليك إلا أن تنافق، وستكون حياتك على ما يرام، وبشكل فوري وسريع! واستطرد قائلاً: يا صديقي أنا كنت أمشي بكامل ثيابي في مدينة أهلها كلهم يمشون عراة من دون أي ملابس تسترهم! وكنت حينما أمر بالقرب منهم يضحكون عليّ كثيراً ويسخرون مني، لأن ثيابي مازالت تغطي عورتي، فقلت في نفسي: لا بد أن أثبت وأتمسك بكل قطعة من ملابسي، حتى وإن كان أهل هذه المدينة جميعهم يمشون عراة. لكن ومع مرور الوقت والأيام لم أرَ أي جدوى أو فائدة لملابسي التي تغطي جسدي في مدينة أهلها يمشون في أرجائها بلا ملابس! في مدينة آخر ما يحترمه أهلها هو الستر والحياء والمنظر الجميل! لذا قررت في أحد الليالي الجميلة، وأنا بكامل عقليتي وأهليتي وإنسانيتي أن أخلع ملابسي قطعة قطعة بكل ثقة، ثم أرميها للكلاب حتى تمزقها أو تأكلها! ومنذ ذلك اليوم وأنا عريان مثلهم وأتمتع بحياة سعيدة، وكل ما كنت في يوم أكثر تعرياً من سابقه كانت سعادتي أكبر!

عائشه المعمري
06-03-2009, 02:29 PM
حسين الراوي :

أهلا بك في زاويتنا الأجمل



( مدينة العُراة )
هي بالفعل كذلك ، حينما تكون الضمائر في جيب الخطيئة ،
وإستعمالها فقط [ لـحين إشعار أخر ] إن كان لها حاجة في يوم .

اللغة مٌباشرة وواضحة ،
ولكن ثمة إلتماعات جميلة أخذتنا إلى فضاءات رحبة
كُنا نحتاجها


شُكراً لك ،


في انتظار سعد المغري

حسين الراوي
06-18-2009, 12:49 AM
حسين الراوي :

أهلا بك في زاويتنا الأجمل



( مدينة العُراة )
هي بالفعل كذلك ، حينما تكون الضمائر في جيب الخطيئة ،
وإستعمالها فقط [ لـحين إشعار أخر ] إن كان لها حاجة في يوم .

اللغة مٌباشرة وواضحة ،
ولكن ثمة إلتماعات جميلة أخذتنا إلى فضاءات رحبة
كُنا نحتاجها


شُكراً لك ،


في انتظار سعد المغري

عايشة
دائما انتي منورة المكان
بلا مبالغة
انتي شمعة هذا الركن .. وابعد .

سعد المغري
06-24-2009, 07:08 PM
..

حسين الـراوي.
لن تكون الـ.سعادة إلابـ.التعري من ثوب النفاق.
أقصوصة سردية واقعية أتت بأسلوب مباشر
إلا أنها طعمت بـ.بعض الومضات الجميلة..
هذا أنت ياحسين متوهج دائماً بأي فن تكتب فـ.تبدع,
تحية لك ولـ.قلمك..