حسين السبيعي
06-12-2009, 07:35 PM
أيها الأبعاديون والأبعاديات
صباحكم/مساؤكم خير ، وشعر ، وعطر ، وحب
يسرني أيها الأحبة أن أصافح أعينكم وقلوبكم بهذه المتواضعة ، راجيا أن ترتـقي إلى مستوى ذوائـقكم الأدبية الراقية ، وأن تنال بعض الرضا والإستحسان.
ذِكْرَى
تَذَكَّرْتُ لُقْيَانَا جُلُوساً عَـشِيَّةً=عَلَى مُلْتَقَى الْبَحْرَيْنِ في دَارِ طَارِقِ
عَلَى كَاسِرِ الأَمْوَاجِ وَالْمَاءُ حَوْلَنَا=وَلِلْبَحْرِ أَمْوَاجٌ كَنَشْرِ الْبَيَارِقِ
يُظَلِّلُنَا غَيْمٌ لَطِيفٌ تَنَاثَرَتْ=سَحَائِبُهُ في الْجَوِّ مِثْلُ الرَّقَائِقِ
عَلَى رَبْوَةٍ خَضْرًا كَأَنَّ زُهُورَهَا=زَرَابٍ مُحَلاَّةٍ بِشَتَّى النَّمَارِقِ
وَقَدْ فَاحَ مِنْ تِلْكَ الزُّهُورِ أَرِيجُهَا=لِنُصْبِحَ في جَوٍّ مِنَ الْحُبِّ عَابِقِ
يُدِيرُ عَلَيْنَا الرَّاحَ سَاقٍ مُدَرَّبٌ=بِكَأْسٍ لأِمْزَاجِ الْمُحِبِّينَ لاَئِقِ
فَنَشْرَبُ كَأْساً إِثْرَ كَأْسٍ لَذِيذَةً=يَطِيبُ بِهَا الْوِجْدَانُ مِنْ كُلِّ عَاشِقِ
وَنَبْنِي بِهَا صَرْحاً مِنَ الْحُبِّ وَالْهَوَى=سَمَا في سَمَاءِ الْحُبِّ عَنْ كُلِّ سَامِقِ
وَنَنْسِجُ أَحْلاَمَ الْخَيَالِ وَنَرْتَقِي=بِهَا قِمَّةً تَعْلُو عَلَى كُلِّ شَاهِقِ
وَنَسْبَحُ في بَحْرِ الْغَرَامِ جَمِيعُنَا=نَغُوصُ بِلُجَّاتِ الْهَوَى لِلْمَفَارِقِ
وَنَلْعَبُ دَسْتاً كُلُّنَا فِيهِ فَائِزٌ=أَكِرُّ عَلَى شَاهَاتِهَا بِالْبَيَادِقِ
إِذَا أَدْبَرَتْ تَمْشِي الْهُوَيْنَا تَكَاسُلاً=وَإِنْ أَقْبَلَتْ تَمْشِي بِخُطْوَاتِ وَاثِقِ
فَتَسْعَدُ عَيْنُ الصَّبِّ مِنْهَا بِنَظْرَةٍ=لِقَدٍّ رَشِيقٍ غَايَةً في التَّنَاسُقِ
وَوَجْهٍ كَحُسْنِ الْبَدْرِ لَيْلَ تَمَامِهِ=كَسَاهُ الْبَهَا وَالنُّورَ رَبُّ الْخَلاَئِقِ
مُمَيِّزُهَا الرَّحْمَنُ جَلَّ جَلاَلُهُ=بِحُسْنٍ عَلَى كُلِّ الْجَمِيلاَتِ فَائِقِ
فَتَفْتَرُّ عَنْ ثَغْرٍ جَمِيلٍ كَأَنَّهُ=بِجُنْحِ ظَلاَمِ اللَّيْلِ وَمْضَاتُ بَارِقِ
وَتُطْرِبُ آذَاني بِعَذْبِ حَدِيثِهَا=حَدِيثٍ نَدِيٍّ نَاعِمِ اللَّفْظِ رَائِقِ
وَقَدْ لَفَّنَا عَنْ أَعْيُنِ النَّاسِ سَاتِرٌ=وَعُذْنَا بِرَبِّ النَّاسِ مِنْ كُلِّ غَاسِقِ
فَبِتُّ بِذَاكَ اللَّيْلِ وَهْيَ ضَجِيعَتِي=تُعَانِقُني حُباًّ ، أَشَدَّ التَّعَانُقِ
وِسَادَتُهَا كَفِّي ، وَحِضْني مِهَادُهَا=وَفي الأَنْفِ مِسْكٌ مِنْ عَبِيرِ الْعَوَاتِقِ
فَمِنْ لَذَّةٍ ، في نَشْوَةٍ ، ثُمَّ لَذَّةٍ=تَمُرُّ بِنَا السَّاعَاتُ مَرَّ الدَّقَائِقِ
قَضَيْنَا بِهَا وَقْتاً جَمِيلاً وَمُمْتِعاً=لَهُ لَذَّةٌ في ذِكْرَيَاتِ الْعَوَاشِقِ
فَيَالَيْتَ ذَاكَ الْوَقْتُ يَرْجِعُ مَرَّةً=نُجَدِّدُ عَهْدَ الذِّكْرَيَاتِ السَّوَابِقِ
لِتُشْفَى نُفُوسُ الْعَاشِقِينَ ، وَتَلْتَقِي=رَغَائِبُ حُبٍّ دَاخِلِ الْقَلْبِ صَادِقِ
فَمَهْمَا يَطُولُ الْبُعْدُ لَمْ أَنْسَ دَارَهَا=وَإِنْ شَاءَ رَبِّي عُدْتُ رُغْمَ الْعَوَائِقِ
سَلاَمٌ عَلَى تِلْكَ الدِّيَارِ وَأَهْلِهَا=وَزُوَّارِهَا في كُلِّ ذَرَّةِ شَارِقِ
حسين السبيعي
صباحكم/مساؤكم خير ، وشعر ، وعطر ، وحب
يسرني أيها الأحبة أن أصافح أعينكم وقلوبكم بهذه المتواضعة ، راجيا أن ترتـقي إلى مستوى ذوائـقكم الأدبية الراقية ، وأن تنال بعض الرضا والإستحسان.
ذِكْرَى
تَذَكَّرْتُ لُقْيَانَا جُلُوساً عَـشِيَّةً=عَلَى مُلْتَقَى الْبَحْرَيْنِ في دَارِ طَارِقِ
عَلَى كَاسِرِ الأَمْوَاجِ وَالْمَاءُ حَوْلَنَا=وَلِلْبَحْرِ أَمْوَاجٌ كَنَشْرِ الْبَيَارِقِ
يُظَلِّلُنَا غَيْمٌ لَطِيفٌ تَنَاثَرَتْ=سَحَائِبُهُ في الْجَوِّ مِثْلُ الرَّقَائِقِ
عَلَى رَبْوَةٍ خَضْرًا كَأَنَّ زُهُورَهَا=زَرَابٍ مُحَلاَّةٍ بِشَتَّى النَّمَارِقِ
وَقَدْ فَاحَ مِنْ تِلْكَ الزُّهُورِ أَرِيجُهَا=لِنُصْبِحَ في جَوٍّ مِنَ الْحُبِّ عَابِقِ
يُدِيرُ عَلَيْنَا الرَّاحَ سَاقٍ مُدَرَّبٌ=بِكَأْسٍ لأِمْزَاجِ الْمُحِبِّينَ لاَئِقِ
فَنَشْرَبُ كَأْساً إِثْرَ كَأْسٍ لَذِيذَةً=يَطِيبُ بِهَا الْوِجْدَانُ مِنْ كُلِّ عَاشِقِ
وَنَبْنِي بِهَا صَرْحاً مِنَ الْحُبِّ وَالْهَوَى=سَمَا في سَمَاءِ الْحُبِّ عَنْ كُلِّ سَامِقِ
وَنَنْسِجُ أَحْلاَمَ الْخَيَالِ وَنَرْتَقِي=بِهَا قِمَّةً تَعْلُو عَلَى كُلِّ شَاهِقِ
وَنَسْبَحُ في بَحْرِ الْغَرَامِ جَمِيعُنَا=نَغُوصُ بِلُجَّاتِ الْهَوَى لِلْمَفَارِقِ
وَنَلْعَبُ دَسْتاً كُلُّنَا فِيهِ فَائِزٌ=أَكِرُّ عَلَى شَاهَاتِهَا بِالْبَيَادِقِ
إِذَا أَدْبَرَتْ تَمْشِي الْهُوَيْنَا تَكَاسُلاً=وَإِنْ أَقْبَلَتْ تَمْشِي بِخُطْوَاتِ وَاثِقِ
فَتَسْعَدُ عَيْنُ الصَّبِّ مِنْهَا بِنَظْرَةٍ=لِقَدٍّ رَشِيقٍ غَايَةً في التَّنَاسُقِ
وَوَجْهٍ كَحُسْنِ الْبَدْرِ لَيْلَ تَمَامِهِ=كَسَاهُ الْبَهَا وَالنُّورَ رَبُّ الْخَلاَئِقِ
مُمَيِّزُهَا الرَّحْمَنُ جَلَّ جَلاَلُهُ=بِحُسْنٍ عَلَى كُلِّ الْجَمِيلاَتِ فَائِقِ
فَتَفْتَرُّ عَنْ ثَغْرٍ جَمِيلٍ كَأَنَّهُ=بِجُنْحِ ظَلاَمِ اللَّيْلِ وَمْضَاتُ بَارِقِ
وَتُطْرِبُ آذَاني بِعَذْبِ حَدِيثِهَا=حَدِيثٍ نَدِيٍّ نَاعِمِ اللَّفْظِ رَائِقِ
وَقَدْ لَفَّنَا عَنْ أَعْيُنِ النَّاسِ سَاتِرٌ=وَعُذْنَا بِرَبِّ النَّاسِ مِنْ كُلِّ غَاسِقِ
فَبِتُّ بِذَاكَ اللَّيْلِ وَهْيَ ضَجِيعَتِي=تُعَانِقُني حُباًّ ، أَشَدَّ التَّعَانُقِ
وِسَادَتُهَا كَفِّي ، وَحِضْني مِهَادُهَا=وَفي الأَنْفِ مِسْكٌ مِنْ عَبِيرِ الْعَوَاتِقِ
فَمِنْ لَذَّةٍ ، في نَشْوَةٍ ، ثُمَّ لَذَّةٍ=تَمُرُّ بِنَا السَّاعَاتُ مَرَّ الدَّقَائِقِ
قَضَيْنَا بِهَا وَقْتاً جَمِيلاً وَمُمْتِعاً=لَهُ لَذَّةٌ في ذِكْرَيَاتِ الْعَوَاشِقِ
فَيَالَيْتَ ذَاكَ الْوَقْتُ يَرْجِعُ مَرَّةً=نُجَدِّدُ عَهْدَ الذِّكْرَيَاتِ السَّوَابِقِ
لِتُشْفَى نُفُوسُ الْعَاشِقِينَ ، وَتَلْتَقِي=رَغَائِبُ حُبٍّ دَاخِلِ الْقَلْبِ صَادِقِ
فَمَهْمَا يَطُولُ الْبُعْدُ لَمْ أَنْسَ دَارَهَا=وَإِنْ شَاءَ رَبِّي عُدْتُ رُغْمَ الْعَوَائِقِ
سَلاَمٌ عَلَى تِلْكَ الدِّيَارِ وَأَهْلِهَا=وَزُوَّارِهَا في كُلِّ ذَرَّةِ شَارِقِ
حسين السبيعي