منفى ..

[عون القحطاني]

خلف الاسوار .. شمسُ عالقة
تحاول الوصول قبل ان تقفل ابواب المدينة ..

[عون القحطاني]

.

ظلال الاسوار تمشي مُتعبه
والأغريق لا زال يتجاهل صوت الاجراس
وكأنه لم يعد يحتاج لنهارٍ آخر ..

.

[عون القحطاني]

.

الجميع يختبئون خلف تروس الفضة
اعينهم للسماء ..
الافق يتجه نحو الشمس
يحاول الخلاص من نظراتهم
والوقت يقف ساخراً
ينفث سم عقاربه .

.

[عون القحطاني]

.


صوتٌ من آخر المدينة
يلوي اعناق الشوارع
انه الرجل الاعمى
صاحب الثياب الرثة ..
فَقَدَ عصاه عند ناصية الظلام
لايأبه لما يحدثُ حوله .. يركل الخوف بلا تردد

[عون القحطاني]

.

يصرخ . .
ويعلو صوته باحاديث ٍ غامضة
لتشاركه احجار الطريق تلك الثرثرة
الرماد يشتعل ..
تقف الريح مشدوهة على امتداد الطريق
ذلك السواد الحالك يترنح ..
يسقط ..


.

[عون القحطاني]

.

وتتساقط معه تلك الأقنعة
يبتلع الظلام ملامحهم جميعاً .
تتعرى اصواتهم ..
الا من صوت ذلك الأعمى فلا زالت همهمته تخبىء في نبراتها
نغمة حريرٍ تلفّ احاديثه الغامضة .


.

[عون القحطاني]

لم يعد هناك وجهٌ للاغريق ووجهٌ للاعمى .





.