تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فَضُلتْ؛ ولكن في الرذيلة!.


مبارك الهاجري
07-28-2009, 12:05 PM
تعرَّفَتْ عليه في إحدى غُرف المحادثات الكتابية الإنترنتية. راق لها هزلُهُ، وأعجبها جِدُّهُ، فَحَسُنَ له حديثُها، وزانت له الحكمةُ الضالة من أسلوب تعبيرها المنمَّق، فاستظرفتْهُ واستلطفها حتى جرى منها بموضعِ جرت عادةُ من مثلها فيه بأنْ تملأ به الشاغِرَ منها، لتشغل من وقتِ فراغه شيئاً مسَّ فيه غريزة لم تشبعها تلك التي سكنتْ قلبه!.
صدقته حينما قالت له بأنَّها متزوجةٌ ولديها طفلان، بينما كذب هُو حينما أجابها عن عدم ارتباطه بفتاة قط، بل ظنَّ أنَّها إنَّما تضيَّق عليه بسؤالها ذاك؛ ولكنَّها في حقيقة الأمر لم تكترث بفكرة الارتباط من عدمها؛ وما سألته إلا لفضولٍ عابر، أو لشيءٍ هو من بواعث تحقق ذلك الرجل من صدق ميلها إليه في جانبٍ عَلِمَ به بعد أن مضت أربعةُ أشهر؛ عندما طلبت منه بأن يشدُّ الرحال إليها، وهو من تعرف نزقَهَ وطيشَه في أن يفعل ما هو أكبر من ذلك.
لم يمنحها لحظةً من التفكير بالعدول عن رأيها، بل توجَّه إليها قاطعاً المئات من الكيلومترات، وهو على شمس من الأمل لا تغيب في أن ينعمَ بالجحيم الذي أصبح جنَّةً في عين شهوته، وهو الذي أمِنَ تغليق أبوابها عن زوجها البائس الذي ارتبط مع عمله في نوبةٍ لمدة أربع وعشرين ساعةً، استجمع لها قُوَّةً من نومٍ، وكَنَزَ لها طاقةً من راحة؛ فمضى في سبيل رعاية أسرته، وأن يؤمن لهم حياةً كريمة؛ ولكنَّه ما عَلِمَ بأنَّ ذلك الأمان الذي ظنَّ أنَّه مطوِّقٌ لأسرته؛ إنَّما يُقيَّدُ عليهم دونه بحضرةِ رجلٍ غريب، وما رواحه ذاك إلى عمله إلا كَدٌ في عرضه، وشرفه، لا في بَدَنِهِ وقوته!.
وثُّمَّ إنَّه ليس إلا أن قيل للغريب: هيتَ لك!.

وليس بأولى من أن يُلام، ويهوي من سماء الفضيلة سوى تلك المرأة التي لولا أن ارتضت على نفسها؛ لَما انتُهِكَ عِرضٌ، وذهب شرف، واهتزَّ عرش، وَلَما تلطَّخَت الدنيا بدم العفاف، وأنا حينما أتحدث بهذا أحيل الاغتصاب الذي هو شأنٌ آخر خارج هذه الورقة، لنكون على بيَّنةٍ من أمرنا؛ ولئلا يقذفنا من لا يفهم في هذا الحديث إلا التطرف الذكراني ضد النساء، وتعليق رذائل الأمة في جلباب المرأة، وهوى نفسها؛ حتى لو لم تُرخِ عليهما؛ ولستُ لأقِفَ موقفي هذا ضغينةً، أو تتبعاً لمعايب أجتزئ منها ما يؤكد تلك الضغينة؛ ولكنَّه الألم الإنساني الذي اهتزَّت له مشاعري في هذه القصة. وقد بَلَغ بي الحَزَن مبلغه حينما تفكَّرتُ في حال الزوج الغافل، وفي عيونٍ بريئةٍ لطفلين لم يُغمضْهُما القليل من حياء تلك الأم التي نَزَعَتْ مِنْ نفسِها صفة الأمومة، وأقرَّتْ أن تصبح مدرسةً؛ ولكن على الضفاف الآخر مما قاله شوقي، وهي لا تفتأ عن أن تكون بمنأى عن فضيلة إعدادها وتخريجها لشعبٍ صالح، لا يحتمل معه طفلين أبت تلك السيَّدة أن تمنحهما نظرةً لا تكسرها حادثةً عابرة من حوادث الأيام؛ وزوجاً ما حَفِظَتْ له غيباً، ولا راعت له غفلةً ما كانت لتكون إلا رعايةً لها في وظيفته التي رزقهم الله بها. ولا كانت محلاً لثقته التي أولاها إليها في أن تنوب عنه؛ ولكنَّها ما استطاعت إلا أن تغدُر به في مقامه، وأن تخون أول ما تخون نفسها، وأن تنكث العهد الذي أبرمه الحياء مع النساء، وأن تطفئ غضب العفاف بماء خضوعها لشهوتها، وأن تسعى في خراب بيتها!.
وقد يقول قائلٌ شغوفٌ بخلق الأعذار، بأنَّها إنَّما فَعلت ذلك تلبيةً لحاجةٍ جنسيِّةٍ ما قضاها زوجُها لها، أو أنَّه ما أتى على تمامها. وقد يقولُ آخر بأنَّ الفراغَ غوايةٌ لها فيما أقدمت عليه!. وليس لذلك وجْهٌ وقد قيل:" لا عُذرَ في غدر"!.
وإن أخذنا تلكم الأعذار مأخذاً صادقاً للبحث عن سببٍ وجيه، فلن نُكَذِّبَ إلا عقولنا؛ لأنَّ المعاني التي تبْرِزُ لنا الشرف والعفاف والحياء والوفاء؛ إنَّما يكونُ سبُبُها من المرأة. ولا تزال تلكم المعاني في شَرَفٍ وفضلٍ ما استَقَرَّتْ روحُ المرأة بين جنبيَّ ألفاظها، الأمر الذي يُخَلِّدُ في تلك الغايات النبيلة، والمقاصد السامية افتقاراً إلى طبيعةِ تلكم الروح التي إن اعتورها نقصٌ، وأرمضها خللٌ فما هي إلا أن تتولَّد معاني الفسق والفجور والغي؛ فلذلك لا يُبَرَّرُ عن الكبير بما هو أصغرُ من صغيره، ولا يُعتذرُ عن العلو بما هو دون دونهِ في المنزلة، ولا يُبحَثُ عن سببٍ لسبب؛ وعليه فليس للمكتسَبات يدٌ على المرأة؛ لأنها هي من تسقي تلك الأشياء مِن خلائقها وطبائعها؛ إن فضيلةً وإن رذيلة!.
كما أنِّي أتمنى أن أقَعَ على الكيفية التي تَمَكَّن بها نساء المسلمين من أن يَحْفَظْنَ فروجهنَّ، ويَصُنَّ أعراضَهُنَّ، وَأنْ يَكُنَّ سِمَةً للعفة والشرف؛ برغم الدواعي التي تضعفهنَّ الضَعْفَ الذي كان قوةً في تلك المرأة الخائنة؛ أقول أتمنى أن أقع على تلك الكيفيَّة حتى أجِدُ لصاحبتنا باباً تدخُل فيه؛ ولكنني أنكفئُ إليها وقد كفاني طِيْبَهُنَّ عناء ذلك!.

اللهم احفظ نساءنا ونساء المسلمين يا رب العالمين، واجعلنا وإياهُنَّ مؤمنين صالحين، ولا تجعلنا فيهنَّ من المغبونين، ولا عنهنَّ من الغافلين!.

فاطمة العرجان
07-28-2009, 03:22 PM
يمكننا سوق مئات الأعذار لتبرير خطيئتها
ولكنه يبقى غدراً لاتقبل معه الأعذار ..!
,
مبارك الهاجري
أهديتنا عذب الحديث وصفائه ..
بارك الله فيك
وشكراً لك http://www.7c7.com/vb/images/smilies/wh_73073504.gif

د. منال عبدالرحمن
07-30-2009, 08:14 PM
من الواجبِ أن نبحثَ في أسبابِ التّشتتِ الأسريّ , عدم التّوافق الرّوحي - كأفضل الاحتمالات - بين الأزواج .. الضّياع العاطفي , النّقص الهائل في امكانية الحوار بين الزوجين , سيادة قاعدة : كلّ ما يُصبحُ في اليد , يفقد قيمته !
يجب ايجاد طريقة للتّفاهم العاطفي و الاجتماعي و الماديّ و الشّخصي بين الزوجين و محاولة تخطّي مسألة تقسيم الأدوار إلى سيّدٍ و تابع و آمرٍ و مأمور , بغضِّ النّظرِ عمّن يتقمّص كلا الدورين !

هذا لا ينفي بشاعةَ ما حصل إلّا أنهُ قد يضيفُ شيئاً ما إلى محاولتِكَ القاءَ الضّوءِ على الحادثةِ كقضيّةٍ اجتماعيّةٍ هامّة .

شُكراً لكَ أستاذ مبارك .

حمد الرحيمي
07-31-2009, 10:12 PM
مبارك الهاجري ..



أهلاً بك ...




مشكلة اجتماعية / نفسية بحاجة لإجراء الكثير من الدراسات حول دواعيها / بواعثها و بحاجة لجهد توعوي أكثر من قِبل المنظمات المجتمعية و قبل ذلك كله الإرشاد المنهجي في المقررات الدراسية ...







مبارك الهاجري ...

شكراً لكبير / كريم وعيك ...

نورا إسماعيل
07-31-2009, 11:12 PM
لاأعلم لم ربطت خيانتها بالشبكة العنكبوتية فهي حتى وإن كانت في الهواء الطلق مستعدة وجاهزة لسد الفراغ الذي تركه الزوج الذي ظهر هنا فدائيا محاربا في سبيل البيت والأولاد وكأن الحياة أكل وشرب وأطفال ..
والرواية أطول من أن تستوعبها هذه الصفحات وهي قصة أزلية بطلاها هو وهي وليس هي فقط

الجميع في ساحة الإجرام زوجة وزوجة وغريب شد الرحال

والله أعلم

أسمى
08-01-2009, 12:52 AM
حينَ يكون رقيب الذات_ وأقولُ الذات لأن الرقيب المحسوس لن يُجدي
طالما لم يكُن هُناك تكاتف في الأهداف والمباغي ،فإن كانَ الدافع من
عدمه ذاتياً فستقل بشكل شبه نهائي وأقول شِبه لأنَّ داعي الشيطان
لايموت ،ولأنَّ الخطأ قد يكون في لحظة تراجُع صغيرة جداً ،
وَ للسن والتربية والتأسيس والوازع الديني أدوارٌ كذلك...
والقضية أيضاً لا تحمل مُذنباً واحدا.


"
سعيدة بالقراءة لك.

فاطمة العلي
08-01-2009, 05:46 AM
لايوجدعذراً للخيانة أبداًمهماتفاقمت الأسباب ومهماطغت المعاناة..ولكن هي النفس الأمّارة بالسوء..
وللأسف واقعناسهّل الكثير من الطرق وجعلهامُعبّدة لمن أرادَ أن يقترِفَ ذلك الإثم العظيم..
ويبقى الخوف من الله ومراقبتهِ هو الواقي ضدهذه الفتن..



القدير/مبارك الهاجري..
لحرفكَ ثورة وأنين..
حفِظكَ الله ياطهر..
وحفظ المسلمين جميع..

مبارك الهاجري
08-02-2009, 03:01 PM
يمكننا سوق مئات الأعذار لتبرير خطيئتها
ولكنه يبقى غدراً لاتقبل معه الأعذار ..!
,
مبارك الهاجري
أهديتنا عذب الحديث وصفائه ..
بارك الله فيك
وشكراً لك

بك بارك الله يا فطمة!.
دمتِ بود!.

مبارك الهاجري
08-02-2009, 03:08 PM
من الواجبِ أن نبحثَ في أسبابِ التّشتتِ الأسريّ , عدم التّوافق الرّوحي - كأفضل الاحتمالات - بين الأزواج .. الضّياع العاطفي , النّقص الهائل في امكانية الحوار بين الزوجين , سيادة قاعدة : كلّ ما يُصبحُ في اليد , يفقد قيمته !
يجب ايجاد طريقة للتّفاهم العاطفي و الاجتماعي و الماديّ و الشّخصي بين الزوجين و محاولة تخطّي مسألة تقسيم الأدوار إلى سيّدٍ و تابع و آمرٍ و مأمور , بغضِّ النّظرِ عمّن يتقمّص كلا الدورين !

هذا لا ينفي بشاعةَ ما حصل إلّا أنهُ قد يضيفُ شيئاً ما إلى محاولتِكَ القاءَ الضّوءِ على الحادثةِ كقضيّةٍ اجتماعيّةٍ هامّة .

شُكراً لكَ أستاذ مبارك
عفواً منال؛ ولكنَّ الفضيلة تجلو بحسنها مسببات الفتنة، والأعذار القائمة عليها!.
حفظكِ الله!.

مبارك الهاجري
08-02-2009, 03:09 PM
مبارك الهاجري ..



أهلاً بك ...




مشكلة اجتماعية / نفسية بحاجة لإجراء الكثير من الدراسات حول دواعيها / بواعثها و بحاجة لجهد توعوي أكثر من قِبل المنظمات المجتمعية و قبل ذلك كله الإرشاد المنهجي في المقررات الدراسية ...







مبارك الهاجري ...

شكراً لكبير / كريم وعيك

وعظيم امتنانٍ أبعثه إليك يا حمد!.
دمتَ بود!.

مبارك الهاجري
08-02-2009, 03:14 PM
لاأعلم لم ربطت خيانتها بالشبكة العنكبوتية فهي حتى وإن كانت في الهواء الطلق مستعدة وجاهزة لسد الفراغ الذي تركه الزوج الذي ظهر هنا فدائيا محاربا في سبيل البيت والأولاد وكأن الحياة أكل وشرب وأطفال ..
والرواية أطول من أن تستوعبها هذه الصفحات وهي قصة أزلية بطلاها هو وهي وليس هي فقط

الجميع في ساحة الإجرام زوجة وزوجة وغريب شد الرحال

والله أعلم
وأنا لا أعلمُ من الذي أوحى إليكِ أختاه بأنني قد ربطتُ تلك الخيانة بالشبكة العنكبوتية. القصة حقيقة فأحببتُ أن أذكر كل شيءٍ بتمامه، وفي موضعه، هذا عدا أني أُريتُ في ردك تعصباً لبني جنسك، أقصى بالكثير من الواقعية فيما جئتِ به؛ ولكنَّ هذا لا يحجبُ عين الحقيقةِ التي ترى الخطيئة من المرأة في هذا الشأن، أشدُّ جرما، وأعظم خطراً، من إقدام الرجال عليها، ولا داعي لبيان ذلك وقد تقدم ما يبين القليل منه في النص، والأكثر في العقول خبيرٌ بذلك!.

شكراً لهذا الحضور!.

مبارك الهاجري
08-07-2009, 06:50 PM
حينَ يكون رقيب الذات_ وأقولُ الذات لأن الرقيب المحسوس لن يُجدي
طالما لم يكُن هُناك تكاتف في الأهداف والمباغي ،فإن كانَ الدافع من
عدمه ذاتياً فستقل بشكل شبه نهائي وأقول شِبه لأنَّ داعي الشيطان
لايموت ،ولأنَّ الخطأ قد يكون في لحظة تراجُع صغيرة جداً ،
وَ للسن والتربية والتأسيس والوازع الديني أدوارٌ كذلك...
والقضية أيضاً لا تحمل مُذنباً واحدا.


"
سعيدة بالقراءة لك.

حقٌ ما قلتِ، وإني لسعيدٌ بمشاركتكِ إيانا هذا الموضوع!.
دمتِ بخير!.

أمجاد محمد
08-09-2009, 07:04 PM
لا تخون المرأة زوجها أو تنحرف إلا لاضطراب في نفسيتها أو بسب ظروف نشأتها الاجتماعية غير السليمة بالإضافة إلى عوامل أخرى تتضافر لتدفعها إلى الانحراف منها على سبيل المثال ضعف الوازع الديني وغياب الضمير

شكراً لك

مبارك الهاجري
08-14-2009, 05:29 AM
لايوجدعذراً للخيانة أبداًمهماتفاقمت الأسباب ومهماطغت المعاناة..ولكن هي النفس الأمّارة بالسوء..
وللأسف واقعناسهّل الكثير من الطرق وجعلهامُعبّدة لمن أرادَ أن يقترِفَ ذلك الإثم العظيم..
ويبقى الخوف من الله ومراقبتهِ هو الواقي ضدهذه الفتن..



القدير/مبارك الهاجري..
لحرفكَ ثورة وأنين..
حفِظكَ الله ياطهر..
وحفظ المسلمين جميع..
اللهم آمين!.
أسعدني حضوركِ يا فاطمة!.

مبارك الهاجري
08-14-2009, 05:34 AM
لا تخون المرأة زوجها أو تنحرف إلا لاضطراب في نفسيتها أو بسب ظروف نشأتها الاجتماعية غير السليمة بالإضافة إلى عوامل أخرى تتضافر لتدفعها إلى الانحراف منها على سبيل المثال ضعف الوازع الديني وغياب الضمير

شكراً لك

عفواً!.
ممتنٌ لكِ يا أمجاد!.