مشاعل السبيعي
07-30-2009, 08:27 PM
أجيال من ورق
سنحت لي أحدى الفرص السعيدة أن أكون متواجدة في منتزه شمال مدينة الرياض .. فقد كنت أتجول في جنبات المكان وتوقفت بعد أنا ألحت علي صغيرتي أن أشتري لها كوب من الذرة الصفراء من أحد المحلات المتواجدة هناك ..
وقفت وطلبت من العامل كوب ذرة فإذا بجواري ثلاث فتيات صغيرات في عمر الحادية عشر أو الثانية عشر تقريبا أي بمعنى أقرب للعامة مرحلة مابين السادس ابتدائي إلى الأول متوسط ..
كانت الفتيات يحدثنا فوضى مع العامل الهندي وفيما بينهن وقفت لأستطلع الأمر فقالت إحداهن لي : اشتريت بمائة ريال ولا أعلم كم يرجع لي البائع لأنها طبعا لم تثق فيه وتريد أن تتأكد من المبلغ استغربت قليلا وسألتها كم دفعتي قالت مائة ريال وقلت : بكم اشتريتي ؟؟ قالت: بخمسة عشر ريال وأردفت بسرعة كم يرجع لي ؟؟!! قلت لها : خمسة وثمانون ريال طبعا البائع الهندي ارجع المبلغ وكان صادق وحسبت بيدي المبلغ فقلت لها المبلغ صحيح وقالت : شكرا وذهب استوقفتها وقلت مازحة : إنك ضعيفة في مادة الرياضيات لو كنت معلمتك لم أتركك تنجحين !!! قالت : أنا بحق مستغربة إني نجحت في الرياضيات ؟؟!! وذهبت هي وصديقاتها ..
تسعى وزارة التربية والتعليم إلى تطوير البنية التحتية للمدارس والمباني بخدماتها ومرافقها وإلى استحداث طرق للتدريس وتسخر كل طاقاتها جاهدة لتطوير المعلمين والمعلمات وجميع منسوبيها في دورات تطويرية وتستخدم طرق تعليمية وأيضا تربوية حديثة تواكب العصر وهذا لا ينكره عاقل وتهتم بالمقاصف والتغذية والشؤون الصحية نسبيا و لكن نقطة هنا يتفق معي فيها الجميع بل ويؤيدوني بشدة ألا وهي تطوير وتغذية العقول الناشئة والمحافظة عليها وصيانتها وذلك بالتساهل في تقييم الطالب بحيث يعطى فرص النجاح بسهوله وهو لا يستحقها في أحيان كثيرة ... أنا هنا مع الطالب ولست ضده فحين يتخرج الطالب من الثانوية بشهادة ويفرح ويدعو الأصحاب والأحباب إلى حفلة نجاح تنتهي فرحتها بانتهاء تناول الكعكة !! فيعود يبحث عن كلية أو جامعة تحتويه ليكمل تعليمه لا يجد طبعا ملاذ له !!! استثني من ذلك من لديه واسطة أو شفاعة أو حتى نقود بحيث انه يدخله والده أومن يتولى أمره كليات أو جامعات خاصة هنا أو في الخارج حيث أنا هنا أتحدث عن السواد الأعظم من المواطنين ولست أركز على حالات فردية .. حيث أنهم الغالبية بعد تناول كعكة النجاح يضع أو تضع شهادته تحت المخدة وينامون عليها !! أليس من حقهم أنا ينالوا قسط كافي من التعليم الجامعي ؟؟!! أليس من حقهم أن يخفقوا في المدرسة نعم يخفقوا ويعيدون الدراسة لسنة أخرى لكي يتلقوا العلم الصحيح ؟؟!! ويحصلوا على نسبة أفضل ؟؟!! ليس ليخترعوا معادلة من الدرجة التاسعة وينافسوا أباطرة الرياضيات وعلمائها بل لكي يعرفوا مبادئ الرياضيات الصحيحة ويعيشوا بثقة أكثر .... و يعرفوا أساسيات اللغات والعلوم ومبادئ النحو والفقه والدين !!! ... أنا لست ناقمة على الطلاب بل أكثر معلمة قريبة من الطالبة أكاديميا ونفسيا ولست أزكي نفسي ... لكن تركيزي هنا على عقول هي أمانة في أعناقنا ؟!! على أجيال سوف تكون هي الراعية لأبنائنا وبناتنا نحن في المستقبل ؟؟؟!! نعم فكثيرا من الطالبات صارت تهمل بعض المواد نهائيا لأنه يوجد نظام اسمه ( التجاوز ) حيث يتجاوز عن المادة دون اختبار ؟؟!! وأنظمة كثيرا يسمونها دائما ( في مصلحة الطالبة ) لا والله فأنا شخصيا اسميها أنظمة ضد مصلحة الطالبة وهي ( للتخلص من الطالبة وتهميشها ) هل يا ترى نحن نتطور في التعليم أم نتدهور ؟؟!!! هل لأننا دولة بترولية ؟؟!! المواطن يكره المجاني ويريد أن ( يرش فلوسه ؟؟! ) أم لكي نفتح سوق للتجارة المعاهد والأكاديميات الخاصة ؟؟! أم لكي يفرح سماسرة الوساطة ؟؟!! هل من حقي على الوطن أن أتقرب من فلان أو فلانة لأنال كرسي دراسة لولدي أو ابنتي ؟؟!! هل راتبي يكفي لمصروفي ومتطلباتي الأساسية أم للمعهد والجامعة الخاصة ؟؟!! هل فرض علي أن أكون مواطن بالاسم ؟؟!! ومقيما بالفعل ؟؟!!
سؤال بحق أحتاج إلى إجابة شافية وأتمنى أن تكون من أكاديمي أو تربوي أو ولي أمر أو مواطن غيور حتى ولو لم يصرح عن نفسه ؟؟!!
سنحت لي أحدى الفرص السعيدة أن أكون متواجدة في منتزه شمال مدينة الرياض .. فقد كنت أتجول في جنبات المكان وتوقفت بعد أنا ألحت علي صغيرتي أن أشتري لها كوب من الذرة الصفراء من أحد المحلات المتواجدة هناك ..
وقفت وطلبت من العامل كوب ذرة فإذا بجواري ثلاث فتيات صغيرات في عمر الحادية عشر أو الثانية عشر تقريبا أي بمعنى أقرب للعامة مرحلة مابين السادس ابتدائي إلى الأول متوسط ..
كانت الفتيات يحدثنا فوضى مع العامل الهندي وفيما بينهن وقفت لأستطلع الأمر فقالت إحداهن لي : اشتريت بمائة ريال ولا أعلم كم يرجع لي البائع لأنها طبعا لم تثق فيه وتريد أن تتأكد من المبلغ استغربت قليلا وسألتها كم دفعتي قالت مائة ريال وقلت : بكم اشتريتي ؟؟ قالت: بخمسة عشر ريال وأردفت بسرعة كم يرجع لي ؟؟!! قلت لها : خمسة وثمانون ريال طبعا البائع الهندي ارجع المبلغ وكان صادق وحسبت بيدي المبلغ فقلت لها المبلغ صحيح وقالت : شكرا وذهب استوقفتها وقلت مازحة : إنك ضعيفة في مادة الرياضيات لو كنت معلمتك لم أتركك تنجحين !!! قالت : أنا بحق مستغربة إني نجحت في الرياضيات ؟؟!! وذهبت هي وصديقاتها ..
تسعى وزارة التربية والتعليم إلى تطوير البنية التحتية للمدارس والمباني بخدماتها ومرافقها وإلى استحداث طرق للتدريس وتسخر كل طاقاتها جاهدة لتطوير المعلمين والمعلمات وجميع منسوبيها في دورات تطويرية وتستخدم طرق تعليمية وأيضا تربوية حديثة تواكب العصر وهذا لا ينكره عاقل وتهتم بالمقاصف والتغذية والشؤون الصحية نسبيا و لكن نقطة هنا يتفق معي فيها الجميع بل ويؤيدوني بشدة ألا وهي تطوير وتغذية العقول الناشئة والمحافظة عليها وصيانتها وذلك بالتساهل في تقييم الطالب بحيث يعطى فرص النجاح بسهوله وهو لا يستحقها في أحيان كثيرة ... أنا هنا مع الطالب ولست ضده فحين يتخرج الطالب من الثانوية بشهادة ويفرح ويدعو الأصحاب والأحباب إلى حفلة نجاح تنتهي فرحتها بانتهاء تناول الكعكة !! فيعود يبحث عن كلية أو جامعة تحتويه ليكمل تعليمه لا يجد طبعا ملاذ له !!! استثني من ذلك من لديه واسطة أو شفاعة أو حتى نقود بحيث انه يدخله والده أومن يتولى أمره كليات أو جامعات خاصة هنا أو في الخارج حيث أنا هنا أتحدث عن السواد الأعظم من المواطنين ولست أركز على حالات فردية .. حيث أنهم الغالبية بعد تناول كعكة النجاح يضع أو تضع شهادته تحت المخدة وينامون عليها !! أليس من حقهم أنا ينالوا قسط كافي من التعليم الجامعي ؟؟!! أليس من حقهم أن يخفقوا في المدرسة نعم يخفقوا ويعيدون الدراسة لسنة أخرى لكي يتلقوا العلم الصحيح ؟؟!! ويحصلوا على نسبة أفضل ؟؟!! ليس ليخترعوا معادلة من الدرجة التاسعة وينافسوا أباطرة الرياضيات وعلمائها بل لكي يعرفوا مبادئ الرياضيات الصحيحة ويعيشوا بثقة أكثر .... و يعرفوا أساسيات اللغات والعلوم ومبادئ النحو والفقه والدين !!! ... أنا لست ناقمة على الطلاب بل أكثر معلمة قريبة من الطالبة أكاديميا ونفسيا ولست أزكي نفسي ... لكن تركيزي هنا على عقول هي أمانة في أعناقنا ؟!! على أجيال سوف تكون هي الراعية لأبنائنا وبناتنا نحن في المستقبل ؟؟؟!! نعم فكثيرا من الطالبات صارت تهمل بعض المواد نهائيا لأنه يوجد نظام اسمه ( التجاوز ) حيث يتجاوز عن المادة دون اختبار ؟؟!! وأنظمة كثيرا يسمونها دائما ( في مصلحة الطالبة ) لا والله فأنا شخصيا اسميها أنظمة ضد مصلحة الطالبة وهي ( للتخلص من الطالبة وتهميشها ) هل يا ترى نحن نتطور في التعليم أم نتدهور ؟؟!!! هل لأننا دولة بترولية ؟؟!! المواطن يكره المجاني ويريد أن ( يرش فلوسه ؟؟! ) أم لكي نفتح سوق للتجارة المعاهد والأكاديميات الخاصة ؟؟! أم لكي يفرح سماسرة الوساطة ؟؟!! هل من حقي على الوطن أن أتقرب من فلان أو فلانة لأنال كرسي دراسة لولدي أو ابنتي ؟؟!! هل راتبي يكفي لمصروفي ومتطلباتي الأساسية أم للمعهد والجامعة الخاصة ؟؟!! هل فرض علي أن أكون مواطن بالاسم ؟؟!! ومقيما بالفعل ؟؟!!
سؤال بحق أحتاج إلى إجابة شافية وأتمنى أن تكون من أكاديمي أو تربوي أو ولي أمر أو مواطن غيور حتى ولو لم يصرح عن نفسه ؟؟!!