المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إلى أين وصلنا؟وأين وصلت روايتنا؟؟


عبدالعزيز رشيد
08-16-2009, 09:34 PM
http://www.kuwaite.ws/uploads/72eda94d3f.jpg


لطالما أحببت أن أعرف مايدور بالساحة الروائيّة السعوديّة فكثيرا ماأرى الجدال الذي يدور بها لدرجة تذكّرني بساحة الشعر الشعبيّ لكن مشكلة الساحة الروائيّة أن الدخول إليها أصعب من الشعريّة فأبسط مثال أنّك تحتاج لقراءة العديد من الروايات التي انتجت والتي قد لاترغب بقراءتها ولاتستهويك ولك عذرك إذ أنّك تقف في حيرة من أمرك بين رواية يمدحها وزير ويقلّل من قدرها أديب وأخرى ناقد يمتدحها وماإن تقع عينيك على المؤلّف إلا وتشكّ في مصداقيّة المدح كلّها أوهام قد تكون حقيقيّة لكنّها طبيعيّة على أيّة حال

الكتاب والذي ألّفه الصحفيّ طامي السميري يتيح لنا فرصة أبسط لمعرفة مايدور في تلك الساحة وبصورة أبسط فالكتاب عبارة عن سلسلة من لقاءات لأبرز أسماء تلك الساحة والجميل في الأمر أنّ المؤلّف على قدرٍ كبير من الإلمام في أغلب نتاج تلك الساحة بشكلٍ يضعك في الصورة مباشرة في كلّ اللقاءات

كقارئ كسول لاأحمل في ذاكرتي إلا رواية سعوديّة واحدة أكملتها وهي (جاهليّة) لـ :ليلى الجهني اخترتها بعد تمهّل وتمعّن بالآراء المكتوبة كان ذلك بعد محاولات فاشلة لقراءة بضع روايات لم أكملها واقتناء روايات أخرى لم أفتحها بعد!


- ليلى الجهني:اسمٌ نال الكثير من التصفيق خاصة من ضمن فئات معيّنة مطّلعة وغارقة في النتاج الروائيّ السعوديّ
- محمّد الرطيّان: اسمٌ اشتهر ككاتب مقال وأعمدة صحفيّة خاض تجربة حازت على رضى معجبيه خاصة
- رجاء الصانع: اسمٌ نال التصفيق من القصيبي والغذامي ونال أكبر ضجّة مرّت على روائيّ\روائيّة سعوديّة
- محمّد تراوري: لطالما ذكر اسمه بجانب روايته (ميمونة)
- .. والكثييير


_في الكتاب_
الغذامي قال عن رواية ليلى الجهني أنّها مقاليّة وذكر العبّاس (ناقد) أن الرطيّان كان يحاول في روايته مواكبة شهرته ككاتب ولمياء باعشن (ناقدة) بنت صرحا كبيرا باسم نورة الغامدي (روائيّة) واحتفت بها ورجا عالم اسمٌ نال أغلب الإعجاب تقريبا وبشكلٍ نخبويّ أمّا اميمة الخميس نالت إعجابا ملموسا وتطلّعا واضحا لماستنتجه لاحقا ,قماشة العليّان من الأسماء القديمة الذكر ولم تحز على رضى الكثير من النقّاد رغم أنّها نالت رضى شريحة كبيرة من القرّاء!,(شارع عطايف) رواية بنب بخيت بطلة معرض الكتاب الأخير ولكن عبدو خال كان بطل المعرض من المؤلّفين,صبا الحرز رغم كميّة المدح قالوها صريحة :"روايتها لم تتعدّى مساحة غرفة"!,زينب حفني لغة جميلة ولذيذة لها معجبيها ,محمد علوان كثيرا ماقالوا أنّه صعد برواية لكنّه نزل بروايته اللاحقة,تراوري (وميمونة) ذكرت الرقّ والاستعباد بالمملكة ومع ذلك عدّت روايته اجتهادا رغم انّها عظّمت من القرّاء! وعبدالرحمن المنيف هنالك من لم يعتبر روايته رواية من الأساس! والكثير ....


ومايهم بالموضوع:
ماهي تطلّعاتكم بالرواية السعوديّة؟
وهل هنالك رواية حازت على شيءٍ من تطلّعاتكم؟هل هنالك حقّا روائيّ مرموق بمعنى الكلمة بوجهة نظركم؟

عبدالله متعب الحربي
08-17-2009, 01:23 AM
ماهي تطلّعاتكم بالرواية السعوديّة؟

في رأيي البسيط كقاريء أنها ما زالت تتقدم ولكن ببطءٍ ومعاناة . و ما يجعلنا نتفائل هو أنّها
ساحةٌ مُنتجة وليست عقيمة فقط تحتاج إلى دعم الروائيين الجدد والإهتمام بالكيف لا بالكمّ .

وهل هنالك رواية حازت على شيءٍ من تطلّعاتكم؟

محمد حسن علوان في ( سقف الكفاية ) ، أميمة الخميس في ( البحريات )
عبده خال في ( فسوق ) ويوسف المحيميد في ( فخاخ الرائحة ) .

هل هنالك حقّا روائيّ مرموق بمعنى الكلمة بوجهة نظركم؟

عبدالرحمن المنيف .


تحية تليق بك

فاطمة العرجان
08-17-2009, 02:51 AM
إجمالاً :
الرواية أصبحت تأخذ شكل [ الموضة ] والتقليعة التي يلجأ إليها الراغبون في الشهرة أو إثارة الجدل أو حتى الباحثون عن دخل جديد ..وهذا مايهبط بمستوى الرواية وإن علا صيت الروايات السعودية والروائيين الجدد ..!
عن محمد الرطيان : أنا معجبة جداً بما يكتبه وحتى أوراقه المسماة [ رواية ] راقت لي ولكني في وبعد قراءتي لها آمنتُ بأنها شيء مختلف بعيد عن التصنيف , يعني ليس من العدل توجيه النقد لها باعتبارها رواية أو تصنيف الرطيان كروائي ..!
إلى أين وصلنا؟ وأين وصلت روايتنا؟؟ (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?p=505158#post505158)
وصلنا إلى مجهول ووصلت رواياتنا إلى مذكرات مبتعثين ..!
ولايزال لدينا أمل بقادم أجمل ..
,
عبدالعزيز رشيد
أينما جاء فكرك .. يجيءُ مختلفا
شكراً لك http://www.7c7.com/vb/images/smilies/wh_73073504.gif

خالد صالح الحربي
08-17-2009, 06:05 AM
:
فَقَط
" عبدالرحمن منيف "
فَقَطْ .

نوف عبدالعزيز
08-17-2009, 06:36 AM
الرواية السعودية للأسف تتجه الى الحضيض هذا العهد عهد الروايات الإباحية و لا فخر

بدءاً ببنات الرياض و ليس انتهاءاً بالرواية القذرة لإبن بخيت :)

ماهي تطلّعاتكم بالرواية السعوديّة؟

أطمح لها أن تعبر عن واقعنا عن مجتمعنا ككل بمختلف أطيافه تنبض بثقافتنا المحلية لا أن تعبر فقط عن السيئات و تضخمها أو حتى

تكون الرواية عن الفسق و العهر و اللقاءات المحرمه هذه الأشياء توجد بكل مجتمع و كل بلد لا جديد في الموضوع

أريد أدب اسلامي بشكل أدق يحوي الكلمة الفصيحه و المعنى العذب حينما يقرأها أي انسان من مشارق الأرض و مغاربها سيقول

هذه الرواية ربما حدثت ببلدي أريدها أن تعبر الحدود و أن تكون هذة الرواية خالية من الأخطاء الإملائية و اللغة الضعيفة :)

وهل هنالك رواية حازت على شيءٍ من تطلّعاتكم؟

روايات محمد حسن علوان أراها من أروع الروايات قاطبه و روايات الدكتور محمد الحضيف كذلك

قماشة العليان و أيضاً هناك كاتبة نسيت اسمها جداً رائعه تكتب بصحيفة الرياض قديماً


هل هنالك حقّا روائيّ مرموق بمعنى الكلمة بوجهة نظركم؟

محمد حسن علوان و لا غيره هو من يمثل الرواية السعوديه بمعنى الكلمة

سمو حرف و حرفنه عالية في الكتابة و بالطبع لا انكر جهد غيره من الروائيين لكن حينما تصبح الرواية

دروس اباحية على الهواء مباشرة هنا لا أقول ان هذا روائي بل إباحي يحترف الكتابة

مقال أمتعني سعيدة بالقراءة لك

تهاني سلطان
08-17-2009, 06:47 AM
.



-كم عُمر الرواية السُعوديّة ..لا يتعدى بعض سنوات ..
أنا أتتبعها قدر المُستطاع لِـ أتابع تاريخهَا وكيفية تطورها خلال السنوات ..

- الروايّة السُعودية -من وجهة نظري و ليس الكُل - مازالت تتحدث تحت الطاولة ..
و تُحاول أن تصف المناطق الحمراء بقدر المُستطاع لِـ توصل فكرتها للقارئ رُغم أن القَارئ
لا يحتاج التفَاصيل لِـ هذهِ المنطقة ..

- الرواية السُعودية .. ركيكة بعض الشيء .. تُخاطب فئة المُراهقين و الفئة العشرينية و تهتم
بِـ ابراز مشاكلهم وحلولها ..فَـ الرواية السُعودية .. لا تصلح لِـ من أعمارهُم دون الخامسة عشر
ولا لمن هُم فوق الـ30 ..

- الرواية السُعودية .. في لغتها .. بسيطة جداً .. سهلة .. يستطيع أي طبقة سواءاً مُثقفة أو عامة
أن يقرأها ويفهم مابين السُطور وماتحملهُ من فكرة معيتة ..

- الراويّ السعوديّ .. وكأنهُ يريد أن يحصر تجاربهُ مع الفتيات و مُغامراتهُ عند مراهقتهِ في مجموعة
من الكُتب لأنهُ يستطيع الحديث عنها دون غيرهِ ..

- الراويّ السعودي .. يُبدع في روايتهِ الأولى .. وغالياً ما يجد المدح و الثناء و الانتشار السريع .. ثُم
يقّل مستواهـ إلى مادون العاديّ ..

- الرواية و الراويّ يحتاجون إلى وقت لِـ يندمجا مع بعضهما و يُكونَا الرائع لِـ القَارئ ..

- القارئ السعودي بِـ المناسبة حذق جداً بِـ خلاف الراويّ السعوديّ ..


-من القراءات لِـ الروايات و حازت على إعجابيّ .. "ومات الجسد ..وانتهت كل الحكايات " لِـ د.سعود الشعلان ..
"فسوق " لِـ عبدهُ خال ..


- مازال "عبدالرحمن منيف "
.

أسمى
08-17-2009, 09:26 AM
جغرافياً+مناخياً الرواية السعودية فاشلة،
ولأكون عادلة بنسبة 70%..
ليسَ ذنبا مُنصبَّا على الكاتِب فقط...بل كُل ماباستطاعته النهوض بها.
حقيقة لاأشعُر بثقة الإختيار حين أقف أمام رفوف المكتبة ،الثراء اللغوي مفقود
الوصف لا يجعلك تفرك عينيك بعد أن تنسى الزمان والمكان متعمقاً فيها، المُباشرة
والصِفة المسرحية تجعلك تبحث عن الخُلاصة لِ تقلب الصفحة بملل..لاأُحب أن أُجحِف
إذ أولى أسباب الفشل عدم التشجيع لكن صِدقا أفكِّر دائماً :متى اجد رواية سعودية لذيذة
بكل ماتعنيه كلمة لذيذة _يهمني من الدرجة الاولى الوصف وصف الأشياء الاماكن تفاصيل
الأشكال الوجوه ،الطبيعة...امممه لأتوه مع الرواية .
# يُعلِّل اتجاهات بعض الروائيين للكتابة الصارخة التفاصيل : محاولة الوصول بسرعة،نزع الطابع
الديني أو العاداتي المُتمسك بسرعة،بسرعة وذلك يعني اخفاقات عديدة ،سيئة في حق القارئ أولاً ثم الكاتب والبيئة.
# أن الخطوات الوئيدة لِتطور الفن الروائي أجدر،أنجع لتكون أكثر دقة وتروِّي.
عموماً..
لو اخترت أنا وأخترت أنت واختار غيرنا كُتابهم المفضلين فذلك لا يعني أن
القمة لهم وحدهم لكن لأن فُلان الكاتب ناسبني انا،تطلعاتي انا،ما يستهويني انا
وقِس على ذلك الآراء أيضاً.
+ محمد الحضيف يكتُب لِتنسى من أنت،
نسيت امراً مُهما..أنا ألحَظ أن الكاتب الجنوبي يملك قلماً أروع بكثير ،لِذلك ربما
أُصر على أن للطبيعة الجغرافية دور.




:
عبدالعزيز..
شاسِع المدى فِكرك
و رائع.

حمد الرحيمي
08-17-2009, 09:57 AM
عبد العزيز رشيد ...




أهلاً بك ...



حول هذا الموضوع أقول و باختصار شديد لكل قارئ .. إن لم تقرأ لـ " رجاء عالم " فأنت لم تقرأ روايةً سعودية تستحق القراءة و الدهشة ...





و البقية بين باحثٍ عن الشهرة و آخر داخلاً خط الممنوع المرغوب و آخرون يؤرخون لذاتهم و آخرون يمجدون أنفسهم ...






و شكراً لك ...

جُمان
08-17-2009, 05:09 PM
رُغْمَ انقِطَاعِي الـ لَيْسَ بالقَلِيْل عَن قِرَاءَةِ الرِّوَايَات إلا أَنَّي أجِدُ الفَتْرة التِي قَضَيتُها فِي القِراءة
جَعلتنْي أعذُرُ نَفسي فِي المَيْل رُبما إلى الأدبَ العَرَبِي والعَالمي
الرّوايات السّعودية في غَالبِها تَقليد للأدب العَالمي إمَا فِي الفِكْرة أو المَضْمُون
وإن تَفاوَت مُستَواهَا إلا أنَّهَا وإن تَمَيَّزَت فِي جَانِب نَجِدُها أخْفَقَت في غَيْرِه ..
رُبما الرَّغبة فِي صِنَاعَة جُمهُور هِي مَن دَعت أغلب الرِّوائِيِين الشَّبَاب للإلتفات إلى ما يُريدُه هَذا الجُمهُور
فاتَّجَه أغلَبُهم إلى الغَرائز كأسلُوب تشويق وَجذب .. لـِ تسويقِ بِضَاعَتِهِم المُزجَاة والاتِّجَار بهذا الفَن ..
وهُم يَحسَبُون أنَّهُم يُحسِنُونَ صُنعاً
لا أنْكِر أن الأدَب العَالمي لَم يَعتَمِدْ الغَريزة كَعُنصُر إثَارة.. إلا أنَّ ذلك كَان فِي سِيَاق الرِّواية ولَم يأخُذ دَورَ البُطُولَة كَما فِي أغلَب الرِّوَاياتِ السُّعودِية ..
أَضِف إلى ذلِك افتِقار بَعضِهَا للحَبْكَة الفَنيِّة أو عُنصُر التَّشويق
وهَذا لا يَعنِي تَهمِيش كُل الرِّوايَات ..
- فَهُناك روائِيين تَعَاملوا مَع الرِّوايَة كَـ فّنٍ رَاقٍ ورَسَمُوا خُطُوطهَا بفنِّية ولُغة وحَبْكَة عَالية كـ عبْد الرَّحمن منيف
رَغم أني لَم أقرأ لَهُ سِوى رِوايتَين إلا أنَّهُ أضَاف إلى اللُغة والفِكرة ثَقافة عَالية

محمد حسن علوان و لا غيره هو من يمثل الرواية السعوديه بمعنى الكلمة

سمو حرف و حرفنه عالية في الكتابة و بالطبع لا انكر جهد غيره من الروائيين لكن حينما تصبح الرواية

_دروس اباحية على الهواء مباشرة هنا لا أقول ان هذا روائي بل إباحي يحترف الكتابة
مُحًمد حَسَن عُلوَان فِي رِوَايَتَيْهِ سَقفُ الكِفَايَة وَ طَوقُ الطَّهَارة تميّز بأسْلُوبِة الانْشَائِي الجَمِيْل وَ الَّشِيْق
لكِنَّهُ يَفْتَقِد للسَّرد الرِّوَائِي الجَيِّد وفِي الغَالب أَفكَارُه عَاديَّة تستَهوينِي قِرَاءة مَا يَكتُب ليسَ لأجْلِ الرِّوَايَة بَل لأسُلوبِه الجَميل
ولكِنَّهُ لَم يَبتَعِد عن غَيْرهِ مِن الروائِيِّن فِي المساس بـِ الخُطُوط الحَمرَاء كَما فِي طَوق الطَّهَارة

_ عبده خَال بالكاد أكمَلتُ قِراءةَ روايتَه [ فُسوق ] شَعرتُ بِالمَلل وأستَغرِب مِن ثَنَاء البَعض عَلى لُغتِهِ
_ قمَاشة العَليَان روايَاتهَا بسِيطَة جِداً وتَعتَمد عَلى الأسلُوب الوَصفِي أكثَر مِن الحِواري بَين شُخُوص الرّواية

عبدالعزيز ..
رَحبٌ فكرُك أنَّى اتَّجَه والجَمالُ يؤولُ إليه
موضُوعُك ماتع جداً



.

سـ/ـماء غازي
08-17-2009, 05:42 PM
إن كان ترمومتر الوصول هوَ بانتشار هذه الروايات فأخشى أنّ أقصى وصولها بإبراهيم بادي ومظاهر اللاجامي و رجاء الصانع ! أقول أخشى ذلك

السؤال : كيف يمكننا قياس ماوصلت إليه ؟

الحنين
08-17-2009, 11:46 PM
وعبدالرحمن المنيف هنالك من لم يعتبر روايته رواية من الأساس!

صحيح روايته ليست روايه ، هي روايات بروايه !
ما استغربه انه اُدرج ضمن الرواه السعوديين ، وليته اُعطي قليلاً مما يستحق ..!

بشكل عام الروايه السعوديه مازالت تتعثر بخطواتها ، في الغالب وللأسف مقياس نجاح الرواية عند كاتبها والإعلام هو نسبه المبيعات وهذا معيار خاطيء ..
بين حين وآخر تظهر لنا أسماء لروايات لكنها كفقاعات تتصدر قوائم أعلى المبيعات بسرعه ، وتتبخر من ذهن قارئها بسرعه أكبر ، فمتى ماترك الروائي هاجس المبيعات ، وقدم أدباً يخلد به اسمه ، ستخرج الروايه السعوديه من بوتقه (التفاهه) التي نراها اليوم ..


وهل هنالك رواية حازت على شيءٍ من تطلّعاتكم؟
مدن الملح ملحمة مازلت عاجزه عن الخروج من اجوائها ، جنية غازي القصيبي وان كان يسميها (حكايه) ، قلب من بنقلان لسيف الإسلام بن سعود ، الإرهابي 20 لعبدالله ثابت ، منذر القباني في حكومة الظل ابدع بالعمل واستطاع الخروج من ثوب الرواية السعودية الإعتياديه ..


هل هنالك حقّا روائيّ مرموق بمعنى الكلمة بوجهة نظركم؟
محمد الحضيف يملك قلم جميل لكن خذله الإنتشار ..
ويبقى منيف مختلف ..!


سلمت عبدالعزيز على هذا الطرح ..

شيخه الجابري
08-24-2009, 09:46 AM
مشكلة الرواية السعودية أخي عبدالعزيز أن كاتبها سعودي
ومعنى أن كاتبها سعودي أنها تدخل في إطار المرغوب للكشف عنه بمعنى أن المجتمع السعودي
له خصوصيته التي يتفرد بها عن سائر المجتمعات،والناشر ينظر على أن الدخول إلى هذا "التابو"
مهم جدا،فيسعى من خلال ما يصل إليه من أدب يُقال عنه رواية إلى أن يكشف مافي داخل هذاالمجتمع ذو الخصوصية
الواضحة،والتي تُغري بمزيد من الكشف.
الذين قرأت لهم من روائيين وروائيات سعوديات بعضهم كتب على استحياء،وبعضهم لامس المجتمع من بعيد من
خلال شخوص العمل الذي اشتغل عليه،وبعضهم انساق لما يرتئيه الناشر من رأي أو وجهة نظر فقدّم وجبة ساخنة
بعضهم صفق لها،وبعضهم الآخر سلّط عليها سوط الغضب والرفض القاطع.
والناشر في نهاية الأمر لايهمه سوى الربح المادي بصرف النظر عن الصورة التي ظهر بها هذا المجتمع أوذاك
وكلما أوغلت الصورة في الكشف عن المحظور أكثر ،كلما اتسعت رقعة الاحتواء.

المشكلة إذن تكمن في أمرين : ما يريده الناشر،وما يُعبر عنه الكاتب
لذا تترواح نسب الرضا والقبول،أو الرفض والسخط،وهذا أمر مقبول جدا في عالم كهذا...


تحياتي لك وكل عام وأنت بألف خير

عبدالعزيز رشيد
08-24-2009, 05:29 PM
ماهي تطلّعاتكم بالرواية السعوديّة؟

في رأيي البسيط كقاريء أنها ما زالت تتقدم ولكن ببطءٍ ومعاناة . و ما يجعلنا نتفائل هو أنّها
ساحةٌ مُنتجة وليست عقيمة فقط تحتاج إلى دعم الروائيين الجدد والإهتمام بالكيف لا بالكمّ .

وهل هنالك رواية حازت على شيءٍ من تطلّعاتكم؟

محمد حسن علوان في ( سقف الكفاية ) ، أميمة الخميس في ( البحريات )
عبده خال في ( فسوق ) ويوسف المحيميد في ( فخاخ الرائحة ) .

هل هنالك حقّا روائيّ مرموق بمعنى الكلمة بوجهة نظركم؟

عبدالرحمن المنيف .


تحية تليق بك





صدقت, المهم أنّها منتجة على الأقل بالإمكان أن نتوقّ تعديلا وتطوّرا بوجود إنتاج يرجى منه وكما قلت لازال ساحتهم تزداد ولازلنا ننتظر

(سقف الكفاية) اسم تكرّر كثيرا وعرفت أنّ الكثير أحبّ لغتها القريبة من الخواطر أمّا أميمة وروايتها (بحريّات) للأمانة الإعجاب بها كان ملفتا من قبل فئة ملفته

ولازالت علامة التعجّب (!) موجودة في بالي روائيّ لم يحصل على اعتراف بكونه روائيّ من نقّاد اعتبروا رجاء الصانع روائيّة!

عبدالعزيز رشيد
08-26-2009, 04:36 PM
إجمالاً :
الرواية أصبحت تأخذ شكل [ الموضة ] والتقليعة التي يلجأ إليها الراغبون في الشهرة أو إثارة الجدل أو حتى الباحثون عن دخل جديد ..وهذا مايهبط بمستوى الرواية وإن علا صيت الروايات السعودية والروائيين الجدد ..!
عن محمد الرطيان : أنا معجبة جداً بما يكتبه وحتى أوراقه المسماة [ رواية ] راقت لي ولكني في وبعد قراءتي لها آمنتُ بأنها شيء مختلف بعيد عن التصنيف , يعني ليس من العدل توجيه النقد لها باعتبارها رواية أو تصنيف الرطيان كروائي ..!
إلى أين وصلنا؟ وأين وصلت روايتنا؟؟ (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?p=505158#post505158)
وصلنا إلى مجهول ووصلت رواياتنا إلى مذكرات مبتعثين ..!
ولايزال لدينا أمل بقادم أجمل ..
,
عبدالعزيز رشيد
أينما جاء فكرك .. يجيءُ مختلفا
شكراً لك http://www.7c7.com/vb/images/smilies/wh_73073504.gif




صدقتِ وأجد الإجابة على سؤال منذ متى أصبحت كذلك عندما أجد توافد الأسماء الجديدة الواحدة تلو الأخرى لنيل اسم روائيّ قبل الاسم أو المعرّف أو اليوزر حتّى , أؤمن بوجود قصصيّين كثر لكن لاأؤمن بوجود روائيين كثر فأغلب رواياتنا عبارة عن قصّه مطوّلة

روائيّ اسم جذّاب ومغريّ وكما قلتِ بات تقليعة أكثر من كونه مهنة

وعن الرطيّان مممممم فعلا الكثير قالوا بأنّ مؤلّفه الأخير ليست برواية وباختصار هو طرق مجالا ليس بمجاله هل هذا يثبت كلامك بأوّل الردّ ؟ (":

فاطمة العرجان
08-27-2009, 02:35 AM
صدقتِ وأجد الإجابة على سؤال منذ متى أصبحت كذلك عندما أجد توافد الأسماء الجديدة الواحدة تلو الأخرى لنيل اسم روائيّ قبل الاسم أو المعرّف أو اليوزر حتّى , أؤمن بوجود قصصيّين كثر لكن لاأؤمن بوجود روائيين كثر فأغلب رواياتنا عبارة عن قصّه مطوّلة

روائيّ اسم جذّاب ومغريّ وكما قلتِ بات تقليعة أكثر من كونه مهنة


وعن الرطيّان مممممم فعلا الكثير قالوا بأنّ مؤلّفه الأخير ليست برواية وباختصار هو طرق مجالا ليس بمجاله هل هذا يثبت كلامك بأوّل الردّ ؟ (":

لا .. وأقولها بالفم الملآن لأن الرطيان لاتنقصه الشهرة <<< أدري متعصبة : )
ولكن ربما أراد الخروج من جلباب كاتب المقال والأعمدة الصحفية [ أعتقد إنك تتذكر مقالي " تعليب كاتب " ] ..
أيضاً هو في نظر البعض - ولستُ منهم :) - استحدث نوع مختلف أو طريقة مختلفة في كتابة الرواية .. فهي رواية ولكنها مختلفة عن الطرح السائد ..!

عبدالعزيز رشيد
08-27-2009, 02:54 AM
:
فَقَط
" عبدالرحمن منيف "
فَقَطْ .



هلا :خالد, باسألك ..

فقط لأنّه الوحيد الذي قرأت له أم أنّه الوحيد الذي أعجبك ممن قرأتهم؟

عبدالعزيز رشيد
08-27-2009, 03:07 AM
الرواية السعودية للأسف تتجه الى الحضيض هذا العهد عهد الروايات الإباحية و لا فخر

بدءاً ببنات الرياض و ليس انتهاءاً بالرواية القذرة لإبن بخيت :)

ماهي تطلّعاتكم بالرواية السعوديّة؟

أطمح لها أن تعبر عن واقعنا عن مجتمعنا ككل بمختلف أطيافه تنبض بثقافتنا المحلية لا أن تعبر فقط عن السيئات و تضخمها أو حتى

تكون الرواية عن الفسق و العهر و اللقاءات المحرمه هذه الأشياء توجد بكل مجتمع و كل بلد لا جديد في الموضوع

أريد أدب اسلامي بشكل أدق يحوي الكلمة الفصيحه و المعنى العذب حينما يقرأها أي انسان من مشارق الأرض و مغاربها سيقول

هذه الرواية ربما حدثت ببلدي أريدها أن تعبر الحدود و أن تكون هذة الرواية خالية من الأخطاء الإملائية و اللغة الضعيفة :)

وهل هنالك رواية حازت على شيءٍ من تطلّعاتكم؟

روايات محمد حسن علوان أراها من أروع الروايات قاطبه و روايات الدكتور محمد الحضيف كذلك

قماشة العليان و أيضاً هناك كاتبة نسيت اسمها جداً رائعه تكتب بصحيفة الرياض قديماً


هل هنالك حقّا روائيّ مرموق بمعنى الكلمة بوجهة نظركم؟

محمد حسن علوان و لا غيره هو من يمثل الرواية السعوديه بمعنى الكلمة

سمو حرف و حرفنه عالية في الكتابة و بالطبع لا انكر جهد غيره من الروائيين لكن حينما تصبح الرواية

دروس اباحية على الهواء مباشرة هنا لا أقول ان هذا روائي بل إباحي يحترف الكتابة

مقال أمتعني سعيدة بالقراءة لك



هلابك:نوف ..

قبل (بنات الرياض) لم يلتفت أحد للروايات لاأحد تهمّه الروايات لكنّ رواية رجاء تطرّقت لموضوع يغازل فضول المجتمع أكاد أجزم أن الناس كانت تقرأ بنهم القصص المنشورة في بلوتوثات الجوّالات! قصص فضائح\غريبة ,صحيح كانت الرواية بحاجة إلى جرأة لكن للأسف الجرأة باتت صلب الرواية وانجبت روائيين ماهم بروائيين

لم أقرا رواية "بن بخيت" ولاأستطيع أن أحكم وعلى كلٍّ هو كاتب صحفيّ أصبح روائيّ وعلى كلّ حال نال كلاما طيّبا من النقّاد! , أمّا بخصوص رجاء فيكفيها احتفاءات الغذّامي والقصيبي

(الحضيف:علوان) إذا ؟ , مممم محمد علوان لغته شاعريّة والكثير يقول أنّه ينجرف بها لدرجة أنّه يعطّل السرْد كما حدث مع أحلام مستغانمي وهو اللون المفضّل عندنا على أيّة حال

وبخصوص الإباحيّة أكبر دليل على عدم حاجة الرواية لها رواية (حيّ بن يقظان)

عبدالعزيز رشيد
09-04-2009, 10:54 PM
.



-كم عُمر الرواية السُعوديّة ..لا يتعدى بعض سنوات ..
أنا أتتبعها قدر المُستطاع لِـ أتابع تاريخهَا وكيفية تطورها خلال السنوات ..

- الروايّة السُعودية -من وجهة نظري و ليس الكُل - مازالت تتحدث تحت الطاولة ..
و تُحاول أن تصف المناطق الحمراء بقدر المُستطاع لِـ توصل فكرتها للقارئ رُغم أن القَارئ
لا يحتاج التفَاصيل لِـ هذهِ المنطقة ..

- الرواية السُعودية .. ركيكة بعض الشيء .. تُخاطب فئة المُراهقين و الفئة العشرينية و تهتم
بِـ ابراز مشاكلهم وحلولها ..فَـ الرواية السُعودية .. لا تصلح لِـ من أعمارهُم دون الخامسة عشر
ولا لمن هُم فوق الـ30 ..

- الرواية السُعودية .. في لغتها .. بسيطة جداً .. سهلة .. يستطيع أي طبقة سواءاً مُثقفة أو عامة
أن يقرأها ويفهم مابين السُطور وماتحملهُ من فكرة معيتة ..

- الراويّ السعوديّ .. وكأنهُ يريد أن يحصر تجاربهُ مع الفتيات و مُغامراتهُ عند مراهقتهِ في مجموعة
من الكُتب لأنهُ يستطيع الحديث عنها دون غيرهِ ..

- الراويّ السعودي .. يُبدع في روايتهِ الأولى .. وغالياً ما يجد المدح و الثناء و الانتشار السريع .. ثُم
يقّل مستواهـ إلى مادون العاديّ ..

- الرواية و الراويّ يحتاجون إلى وقت لِـ يندمجا مع بعضهما و يُكونَا الرائع لِـ القَارئ ..

- القارئ السعودي بِـ المناسبة حذق جداً بِـ خلاف الراويّ السعوديّ ..


-من القراءات لِـ الروايات و حازت على إعجابيّ .. "ومات الجسد ..وانتهت كل الحكايات " لِـ د.سعود الشعلان ..
"فسوق " لِـ عبدهُ خال ..


- مازال "عبدالرحمن منيف "
.


السديم:هلابك ..

ممممم هنالك عمرين للرواية السعوديّة عمر ولادتها وعمر الاهتمام بها من بعد (بنات الرياض) بدأ الاهتمام الطاغيّ وبدأ الجهات الفكريّة تهتمّ بها كمنبرٍ لتوجيه أفكارها للمجتمع ولذلك نجد أغلبها عبارة عن خطب منبريّة وتوجيهيّة أتذكّر أسماء قبل رجاء الصانع مثل قماشة العليّان ولايعيرونها أدنى انتباه لأنّها أتت قبل (بنات الرياض) _ربّما_!

الجهات العمريّة التي تخاطبها الرواية لاتزال غضّة وسهلة الانقياد لهذا السبب كان الاختيار

أتذكّر شخصا قال:"كلّها قصص غرامات ومواعيد وبنات وليل"

المشكلة بالإعلام الذي يصنع الروائيّ ويحوّل الشاعر لروائيّ والكاتب الصحفيّ لروائيّ وربّما حتّى سكرتير الصحيفة روائيّ!

مممم بخصوص (ومات الجسد) شاهدت إهتمامك بها فعلا وكذلك شاهدت اهتمام الكثير بروايات علوان وليلى الجهني لكنّ الإهتمام هل يعني النتاج أم الفكر أو التوجّه أم الروائيّ نفسه؟

شكرا لك

خالد صالح الحربي
09-05-2009, 01:46 AM
هلا :خالد, باسألك ..

فقط لأنّه الوحيد الذي قرأت له أم أنّه الوحيد الذي أعجبك ممن قرأتهم؟

:
قرأت لكثيرٍ قليل ياعبدالعزيز ..
ولكن منيف هُوَ الوَحِيد الذي لَو لم يَكُن روائيّاً.. لَمَا كَانَ شيئاً !

عبدالعزيز رشيد
09-11-2009, 10:47 PM
جغرافياً+مناخياً الرواية السعودية فاشلة،
ولأكون عادلة بنسبة 70%..
ليسَ ذنبا مُنصبَّا على الكاتِب فقط...بل كُل ماباستطاعته النهوض بها.
حقيقة لاأشعُر بثقة الإختيار حين أقف أمام رفوف المكتبة ،الثراء اللغوي مفقود
الوصف لا يجعلك تفرك عينيك بعد أن تنسى الزمان والمكان متعمقاً فيها، المُباشرة
والصِفة المسرحية تجعلك تبحث عن الخُلاصة لِ تقلب الصفحة بملل..لاأُحب أن أُجحِف
إذ أولى أسباب الفشل عدم التشجيع لكن صِدقا أفكِّر دائماً :متى اجد رواية سعودية لذيذة
بكل ماتعنيه كلمة لذيذة _يهمني من الدرجة الاولى الوصف وصف الأشياء الاماكن تفاصيل
الأشكال الوجوه ،الطبيعة...امممه لأتوه مع الرواية .
# يُعلِّل اتجاهات بعض الروائيين للكتابة الصارخة التفاصيل : محاولة الوصول بسرعة،نزع الطابع
الديني أو العاداتي المُتمسك بسرعة،بسرعة وذلك يعني اخفاقات عديدة ،سيئة في حق القارئ أولاً ثم الكاتب والبيئة.
# أن الخطوات الوئيدة لِتطور الفن الروائي أجدر،أنجع لتكون أكثر دقة وتروِّي.
عموماً..
لو اخترت أنا وأخترت أنت واختار غيرنا كُتابهم المفضلين فذلك لا يعني أن
القمة لهم وحدهم لكن لأن فُلان الكاتب ناسبني انا،تطلعاتي انا،ما يستهويني انا
وقِس على ذلك الآراء أيضاً.
+ محمد الحضيف يكتُب لِتنسى من أنت،
نسيت امراً مُهما..أنا ألحَظ أن الكاتب الجنوبي يملك قلماً أروع بكثير ،لِذلك ربما
أُصر على أن للطبيعة الجغرافية دور.




:
عبدالعزيز..
شاسِع المدى فِكرك
و رائع.


هلا:قيد ..

البيئة تتأثّر بأشياء كثيرة منها التشجيع وطبيعته ومحلّه , عندما ينصبّ التشجيع على الروايات التي تطرق باب الممنوعات يتأثّر الكاتب وتستفزّه التشجيعات ويسعى جاهدا للسفر بالكتابة إليها وبذلك تفقد الرواية الشيء الكثير من قيمتها!

بالكاد تشتهر رواية بالسعوديّة إلا إذا كانت ممنوعة! وعادة ماتحتلّ أغلفة المواضيع والمجلات والعناوين كونها لامست مناطق حسّاسة جدّا

قضايا كثيرة كالطلاق والوراثة والاختلافا الجغرافيّة بالكاد تلقّت الاهتمام من الروائيين أو ممن حازوا على هذا اللقب من جهات أدبيّة داخليّة

- هربت ستاو في "كوخ العمّ توم" تحدّثت عن الرقّ واختلافه الجغرافيّ
- "البؤساء" لفيكتور هوغو تحدّثت عن غفلة القانون في ظلّ مرور فرنسا بتغييرات قسريّة نتيجة سقوط الامبراطوريّة
- "ديفيد كوبرفيلد" لشارلز ديكنز تحدّثت عن المجتمع الانجليزيّ من الداخل بطريقة خلق كائن سرديّ في وسطه
.. لم تتناول تلك الروايات العظيمة أي جوانب حمراء بشكل صارخ كما يحدث الآن

شكرا لك

عبدالعزيز رشيد
09-11-2009, 10:49 PM
عبد العزيز رشيد ...




أهلاً بك ...



حول هذا الموضوع أقول و باختصار شديد لكل قارئ .. إن لم تقرأ لـ " رجاء عالم " فأنت لم تقرأ روايةً سعودية تستحق القراءة و الدهشة ...





و البقية بين باحثٍ عن الشهرة و آخر داخلاً خط الممنوع المرغوب و آخرون يؤرخون لذاتهم و آخرون يمجدون أنفسهم ...






و شكراً لك ...


هلابك:حمد

رأي جريء ونظرة أجرأ

قرأت رواية "ستر" لرجا عالم ووصلت للصفحة 27 ولم أكمل ولم أفكّر تقريبا لغتها شاعريّة أو تنصرف للمقطوعات الحالمة الرومنسيّة التي تبعدك عن السرد شيئا فشيئا !

وأهلابك

هيثم البوسعيدي
09-12-2009, 04:31 PM
الرواية في الخليج موضوع شيق ...لا اعرف بالتحديد اين وجه القصور ولكن ما حدث في الخليج من تحولات كبيرة خلال الاربعون سنة الماضية يجعل بيئتنا خصبة لافراز الكثير من الروايات التي تتطرق نحو قضايا شائكة ومواضيع حساسة لا زالت تهدد الانسان في هذه المنطقة وربما ما سلف من روايات هنا او هناك لم تعطي الصورة الكاملة او الشاملة او غير قادرة على ملامسة المحظور بشكل جيد سياسيا واجتماعيا ودينيا وخلقيا، لأننا نفتقر لروايات تنتقد الواقع وتستشرف المستقبل وتقدم رؤية صحيحة لما حدث في الماضي ويحدث الآن في الحاضر، أرجوا المعذرة فالرواية بحاجة لرجل مثقف ذو ثقافة عالية وراصد جيد لما يدور حوله في المجتمع والوطن بل لابد ان يكون صاحب مواهب فذة حتى يفرغ كل ذلك على شكل نصوص روائية سبيلها ليس فقط التنبيه وملامسة الوجع وانما تحمل في طياتها الكثير من أفكار ومبادئ التغيير

تهاني سلطان
09-13-2009, 05:32 AM
السديم:هلابك ..

ممممم هنالك عمرين للرواية السعوديّة عمر ولادتها وعمر الاهتمام بها من بعد (بنات الرياض) بدأ الاهتمام الطاغيّ وبدأ الجهات الفكريّة تهتمّ بها كمنبرٍ لتوجيه أفكارها للمجتمع ولذلك نجد أغلبها عبارة عن خطب منبريّة وتوجيهيّة أتذكّر أسماء قبل رجاء الصانع مثل قماشة العليّان ولايعيرونها أدنى انتباه لأنّها أتت قبل (بنات الرياض) _ربّما_!

الجهات العمريّة التي تخاطبها الرواية لاتزال غضّة وسهلة الانقياد لهذا السبب كان الاختيار

أتذكّر شخصا قال:"كلّها قصص غرامات ومواعيد وبنات وليل"

المشكلة بالإعلام الذي يصنع الروائيّ ويحوّل الشاعر لروائيّ والكاتب الصحفيّ لروائيّ وربّما حتّى سكرتير الصحيفة روائيّ!

مممم بخصوص (ومات الجسد) شاهدت إهتمامك بها فعلا وكذلك شاهدت اهتمام الكثير بروايات علوان وليلى الجهني لكنّ الإهتمام هل يعني النتاج أم الفكر أو التوجّه أم الروائيّ نفسه؟

شكرا لك




كانت أختي تحدثنيّ عن محاولات أ.قماشة العليان في محاولة نشر قصصها بواسطة دور النشر السعودية و لم يلقوا لها
أهتماماً .. حتى أنها كانت توزع بعض القصص على صديقاتها وكانت أختي منهن لِـ يقرأن أثناء المرحلة الجامعية ..
و كان أول أصدار لِـ كتابها كَـ نسخه أولى منه أُعطيت لِـ أختيّ .. و لا تزال تحتفظ بِها ..
أ . قماشة ... كاتبة من النوع المُتفرد .. و خصوصاً أنها بدأت في مرحلة عُمريّة مُبكرة و بِـ شكل مُحافظ في الكتابة
القُصصية .. بالرغم من ذلك ياعبدالعزيز لاقت نجاحاً باهراً .. فَـ أول ما يُبادر لِـ ذهني في ذكر كُتاب أو كاتبات سعوديات
تكون هي في المُقدمة ..
رجاء الصانع ربما الدعم و التبني الذي أرتكزت عليهِ جعل منها الشيء الكبير رغم أن روايتها لا تستحق .. كذلك أعتقد
المنع الذي صدر في حقها و عدم بيعها في السعودية دعمها كثيراً وكان لها لا عليها ..

بالنسبة للأعلام .. فعلاً هو كذلك ..
أحياناً يُسلط ضوء فكرة في رأسي لِـ أتعلم الشعر ..
ثم تأتي السُبل الميسره لِـ الرواية و أطمح أن أكتبهَا و أبعثها لأحد دور النشر ربما أحقق سمعة الصانع و ألفاظ السديم..
هكذا هو الأعلام لا يأخذ كُل موهبةٍ بِـ يدهَا .. يأخذ المطلوب شعبياً .. ويترك النادر تحت البلاط : ) ..


أخيراً .. " ومات الجسد " .. هي فكرٌ مُرتكز على قصة ربمَا مر بها البعض و لكنها الأقرب أحساساً بالشخصيَات .. كمَا
أنها تخلو من المشَاهد التيّ يعمد إليها الكثير من الروائيين لِـ جلب المشتري..



.

سالم عايش
09-16-2009, 11:53 AM
العزيز عبدالعزيز رشيد

لك النصيب الأكبر من الجمال دائماً ، ولي عتب أنه دائماً تذكر الرواية السعودية ولا يذكر أسم عبدالرحمن منيف ولو غاب

أسم عبدالرحمن منيف عن الرواية السعودية أو العربية لما كانت هنالك رواية بل هنالك محاولات مضحكة مبكية !!

وسأدخل لأسئلتك مباشرة .

ماهي تطلّعاتكم بالرواية السعوديّة؟

أن تكون أفضل من حالها الحالية التي تخاطب حالة معينة ولم تتقنها أو أنها صرفت النظر عن ما هي الرواية ودخلت فيما

دون ذلك لكسب القاريء البسيط أو المراهق إن صحت التسمية بدءاً بالدكتور غازي القصيبي ومروراً بتركي الحمد

والعدامة والشميسي أو منهم بدرجة أقل أدبياً كرجاء الصانع وإبراهيم بادي وبقية الروائيين السعوديين .

وهل هنالك رواية حازت على شيءٍ من تطلّعاتكم؟

جميع روايات عبدالرحمن منيف من شرق المتوسط إلى قصة حب مجوسية إلى الأشجار وأغتيال مرزوق ومروراُ بمدن

الملح وتعريجاً على أرض السواد وسباق المسافات الطويلة وختمت بأم النذور .

هل هنالك حقّا روائيّ مرموق بمعنى الكلمة بوجهة نظركم؟

سعودياً لا يوجد إلا عبدالرحمن منيف .

عربياً عبدالرحمن منيف .

عالمياً دان براون - غابرييل غارسيا ماركيز - فولتير

مشعل الغنيم
10-06-2009, 10:08 PM
*

كان لي رد " وأكله الذئب " (:
سأعود بمزاج ورد آخر..،

عبدالعزيز رشيد
10-19-2009, 08:57 PM
رُغْمَ انقِطَاعِي الـ لَيْسَ بالقَلِيْل عَن قِرَاءَةِ الرِّوَايَات إلا أَنَّي أجِدُ الفَتْرة التِي قَضَيتُها فِي القِراءة
جَعلتنْي أعذُرُ نَفسي فِي المَيْل رُبما إلى الأدبَ العَرَبِي والعَالمي
الرّوايات السّعودية في غَالبِها تَقليد للأدب العَالمي إمَا فِي الفِكْرة أو المَضْمُون
وإن تَفاوَت مُستَواهَا إلا أنَّهَا وإن تَمَيَّزَت فِي جَانِب نَجِدُها أخْفَقَت في غَيْرِه ..
رُبما الرَّغبة فِي صِنَاعَة جُمهُور هِي مَن دَعت أغلب الرِّوائِيِين الشَّبَاب للإلتفات إلى ما يُريدُه هَذا الجُمهُور
فاتَّجَه أغلَبُهم إلى الغَرائز كأسلُوب تشويق وَجذب .. لـِ تسويقِ بِضَاعَتِهِم المُزجَاة والاتِّجَار بهذا الفَن ..
وهُم يَحسَبُون أنَّهُم يُحسِنُونَ صُنعاً
لا أنْكِر أن الأدَب العَالمي لَم يَعتَمِدْ الغَريزة كَعُنصُر إثَارة.. إلا أنَّ ذلك كَان فِي سِيَاق الرِّواية ولَم يأخُذ دَورَ البُطُولَة كَما فِي أغلَب الرِّوَاياتِ السُّعودِية ..
أَضِف إلى ذلِك افتِقار بَعضِهَا للحَبْكَة الفَنيِّة أو عُنصُر التَّشويق
وهَذا لا يَعنِي تَهمِيش كُل الرِّوايَات ..
- فَهُناك روائِيين تَعَاملوا مَع الرِّوايَة كَـ فّنٍ رَاقٍ ورَسَمُوا خُطُوطهَا بفنِّية ولُغة وحَبْكَة عَالية كـ عبْد الرَّحمن منيف
رَغم أني لَم أقرأ لَهُ سِوى رِوايتَين إلا أنَّهُ أضَاف إلى اللُغة والفِكرة ثَقافة عَالية


مُحًمد حَسَن عُلوَان فِي رِوَايَتَيْهِ سَقفُ الكِفَايَة وَ طَوقُ الطَّهَارة تميّز بأسْلُوبِة الانْشَائِي الجَمِيْل وَ الَّشِيْق
لكِنَّهُ يَفْتَقِد للسَّرد الرِّوَائِي الجَيِّد وفِي الغَالب أَفكَارُه عَاديَّة تستَهوينِي قِرَاءة مَا يَكتُب ليسَ لأجْلِ الرِّوَايَة بَل لأسُلوبِه الجَميل
ولكِنَّهُ لَم يَبتَعِد عن غَيْرهِ مِن الروائِيِّن فِي المساس بـِ الخُطُوط الحَمرَاء كَما فِي طَوق الطَّهَارة

_ عبده خَال بالكاد أكمَلتُ قِراءةَ روايتَه [ فُسوق ] شَعرتُ بِالمَلل وأستَغرِب مِن ثَنَاء البَعض عَلى لُغتِهِ
_ قمَاشة العَليَان روايَاتهَا بسِيطَة جِداً وتَعتَمد عَلى الأسلُوب الوَصفِي أكثَر مِن الحِواري بَين شُخُوص الرّواية

عبدالعزيز ..
رَحبٌ فكرُك أنَّى اتَّجَه والجَمالُ يؤولُ إليه
موضُوعُك ماتع جداً



.


ياهلابك

أعترف بأنّني وجدت نفسي متّفقا معكِ في أغلب كلامك خاصة قولك:
الرَّغبة فِي صِنَاعَة جُمهُور
الغاية تبرّر الوسيلة وان كانت الغاية غير معلنة بطريقة شبه رياضيّة نستطيع استنتاج الغاية عن طريق الوسيلة , أصبتِ كثيرا بوصف علوان الكثير من معجبيه عندما يثنون على رواياته يسهبون بذكر المقاطع النثريّة واللغة الشاعريّة الخلابة وهم بهذه الطريقة ينتقونه في الحقيقة فكلّ ذلك على حساب السرد نفسه لذلك كما أعتقد رواياته تحمل نفس التفكير لكنّه يحاول تعبأة الرواية بلغته

بالكاد نجد هدفا في غاية النبل بالروايات السعوديّة لم نجد رواية تحاول معالجة قضيّة ما عدى عن القضايا الثريّة إعلاميّا والمثيرة للجدل فقط للمشاركة في ذلك الجدل تؤلّف الرواية ليتهم كتبوا مقالا بدلا منها

ألف شكر لك ياجمان

عبدالعزيز رشيد
11-09-2009, 01:13 PM
ترجمة ومقال:حمد العيسى
أعجبني كثيرا ..



البروفيسور روجر آلن... هو أول طالب يحصل على الدكتوراه في الأدب العربي المعاصر من جامعة أوكسفورد العريقة عام 1968. وهو حاليا أستاذ «اللغة العربية والأدب المقارن» ورئيس قسم «اللغات وحضارات الشرق الادنى» في جامعة بنسلفانيا الأميركية. وهو مؤلف كتاب «الرواية العربية»، الطبعة الثانية، 1995. و«مقدمة للأدب العربي»، 2000، وهو ايضا مترجم للعديد من الأعمال الأدبية العربية بما في ذلك خمس روايات لنجيب محفوظ رحمه الله. وهذه الورقة تم تقديمها لتنشر في عدد خاص (من دون تاريخ) من نشرة «وجهات نظر» («يو بوينتس» view points) بعنوان «حالة الأدب والفنون في الشرق الأوسط» التي يصدرها بصورة غير دورية معهد الشرق الأوسط the middle east institute الاستشراقي الشهير في واشنطن دي سي. وحسب بحث المترجم، يبدو أن الورقة كتبت في صيف 2008. هذا وقد أضاف المترجم ملحقا بعد الورقة عبارة عن ترجمة لرسالة الدكتورة الدكتورة مارلين بوث، مترجمة «بنات الرياض» إلى الإنكليزية التي أرسلتها إلى ملحق تايمز الأدبي tls بجريدة تايمز اللندنية حول اشكالية ترجمة هذه الرواية.
الورقة:
عندما كنت أشارك في مؤتمر الرواية العربية في إمارة الشارقة عام 2008 سألني صحافي عربي خلال مقابلة معي عن رأيي في رواية صدرت لها عدة طبعات عربية أخيرا وهي «بنات الرياض» لرجاء الصانع وقبل أن أجيبه، سألته: لماذا اختار هذه الرواية بالذات. أجابني قائلا: إنه كان من ضمن نقاد عدة مهتمين بأنماط الرواية العربية الحديثة والذين أدهشهم كيف ان رواية كتبتها طبيبة أسنان سعودية عمرها 23 سنة فقط، على هيئة رسائل الكترونية متبادلة بين 4 فتيات يعشن في السعودية أصبحت، تستحق الترجمة والنشر باللغة الانكليزية وبواسطة ناشر شهير ليس أقل من «بنغوين بوكس»!
أجبته ان هذه الرواية يمكن تشخيصها كنوع من «البوح الفضائحي» lid-off وتعرية المجتمعات في كتابات الشرق الاوسط، أي أنها رواية يتلهف على خطفها الناشرون الغربيون، لكي يمونوا سوقا من القراء الفضوليين المهتمين جدا بالحصول على إضاءات «لعالم غامض ومغلق بالنسبة لهم». أيضا أشرت إلى أن «بنات الرياض» نقدتها الصحافة الأدبية البريطانية باستمرار وقسوة حول امر جوهري وهو التشكيك في انتمائها لجنس الكتابة الخيالية fiction (تعليق المترجم: أي عدم انتمائها للجنس genre الأدبي المسمى «رواية»، ولهذا قد يصح وصفها كـ «كتاب» لا «رواية»! صورة مع التحية لمعالي الدكتور غازي القصيبي، وطبعا لا ننسى أستاذنا الدكتور عبد الله الغذامي) وأن هذا العمل يبدو جزءا من ظاهرة عريضة في عالم النشر، وهي ظاهرة تفرض تحديات مثيرة ومهمة لمعايير التقييم النقدي، خصوصا في مجال «البين - ثقافي» intercultural في عالمي الترجمة والنشر.
بالإضافة إلى ذلك، اقترحت عليه عملين آخرين: «ذاكرة الجسد» للكاتبة الجزائرية أحلام مستغنامي، و«عمارة يعقوبيان» للكاتب المصري علاء الاسواني وهو مثل الصانع طبيب أسنان أيضا! وهما عملان يثيران قضايا مشابهة. وبعد شهر واحد من هذه المحادثة استخدم الدكتور تيتز روك من جامعة غوتبورغ بالسويد هذا الثالوث الروائي نفسه ليشرح فكرة «انبعاث البست سيلر العربي» في بحث قدمه للمؤتمر الاوروبي الخاص بأساتذة الأدب العربي المعاصر عقد في مدينة أوبلاسا بالسويد.
هنا أيضا نجد انفسنا نواجه حالة بها 3 روايات من مناطق مختلفة في العالم العربي حصلت على تقييمات نقدية متفاوتة من مجتمعاتها النقدية المحلية، ومع هذا، بل وبالرغم من ذلك، باعت جميعها نسخا كثيرة جدا بالعربية بطريقة غير معتادة، وبعد ذلك، ترجماتها باعت أيضا بطريقة ممتازة للغاية في الاسواق الغربية.
وبينما كما أسلفت لست مهتما هنا بتقييم هذه الروايات الثلاث، من المهم أن أذكر إنه من بين هذه الروايات العربية البست سيلر الثلاث فإن رواية مستغانمي حصلت على أكثر استقبال إيجابي من مجتمع النقاد الغربيين على الأقل في نقاش محتواها. ويجب التنويه كذلك أن الأسواني كان موضوع مقال مهم في مجلة الأحد لجريدة نيويورك تايمز بعنوان «من أين يكتب علاء الأسواني» في 27 أبريل 2008.
في الفقرات التالية، أود ان افحص هذه الحالة بتفصيل اكثر، وعند فعل ذلك، المساحة لا تكفي لإضافة رأي إضافي عن التقييمات النقدية الأخرى التي ظهرت بالفعل. وبدلا من ذلك سوف أركز على بعض المضامين لحالة يكون فيها جمهور القراءة العام لكل من الرواية الاصلية والمترجمة يبدو أنه يصل إلى استنتاجات تقييمية عبر تطبيق معايير مختلفة للغاية عن مجتمعات النقد المحلية سواء في المجال الأدبي العام أو الأكاديمي.
وفي مقاربة نظرية للقضايا المطروحة، أتذكر أنه في مؤتمر أوبلاسا المذكور سابقا، لفت الدكتور ستيفن غوث من جامعة اوسلو الانتباه لمشروع جديد عن «ما بعد بعد الحداثة» post postmodernism. وضمن سياق الرواية العربية، لاحظ «عودة» أنماط كتابة تقليدية لـ «ما قبل بعد الحداثة» للواقعية النقدية، والكرونولوجي (الزمن) البسيط، وعدم التشظية، والراوي العليم» بينما كما قلت سابقا يأتي هؤلاء الروائيون الثلاثة من مناطق مختلفة من العالم العربي وينتهجون طرقا مختلفة للسرد إلا أنهم متحدون في تجنب الغموض، والشك، وتعقيد الأسلوب وتعقيد الجنس الأدبي genre الذي يعتبر خاصية مميزة للإنتاج الروائي العربي في السنوات الاخيرة وبواسطة كتاب مختلفين تماما مثل إلياس خوري وابراهيم نصر الله وإبراهيم الكوني على سبيل المثال لا الحصر.
خلال عقد الثمانينات عرّف الروائي المصري إدوارد خراط خاصية اخرى خلال المناقشات النقدية عن الحداثة عندما ابتكر مصطلح «الحساسية الجديدة» لكي يصف موضات حديثة في أنماط كتابة الرواية العربية لعل أهمها العودة إلى الكتابة «عبر النوعية» trans-generic للجنس الأدبي، والتعقيد الأسلوبي المتعمد (مقدما أمثلة عديدة في إنتاجه الروائي)، وفي سياق كهذا فإن الروايات الثلاث السابقة يبدو أنها بالفعل تقدم «عودة إلى التقليد» (مستعملين وصف غوث)، وابتعادا عن الغموض والتعقيد لرواية ما بعد الحداثة، والتحول من الاسلوب الحواري إلى دور الراوي والسرد في الرواية (إذا استعملنا مصطلح ميخائيل باختن الشهير) لصالح أسلوب المونولوج. بينما بعض هذه الروايات يستخدم السرد لوصف وجود أكثر من صوت، وهذه دعوة للقارئ لكي يرتاح ويترك السارد يروي له بدلا من أن يشرح له.
ومع هذا وضمن المستوى النظري، فإن عددا من القضايا تبرز بخصوص ترجمات هذه الروايات، وأسباب اختيارها وعمليات الترجمة ذاتها.
واتذكر هنا المقال الشهير عن طريقة الترجمة للفيلسوف الالماني فريديرك شلايرماخر الذي اقترح احد الاحتمالين: «إما أن يترك المترجم المؤلف بسلام قدر الإمكان وينقل القارئ نحوه. أو يترك المترجم القارئ بسلام قدر الإمكان وينقل المؤلف نحوه».

عبدالعزيز رشيد
11-09-2009, 01:20 PM
تكملة للمقال السابق ..


... لورنس فينوتي عالم الترجمة الشهير يشير إلى خاصية غير محببة للأنماط الحالية من العولمة الاقتصادية قائلا: ضمن عالم الاستعمال اللغوي هناك ميل متزايد نحو التوحيد اللغوي في العديد من القطاعات وانه في عالم الترجمة يقود إلى ما أسماه الأسلوب التوطيني domestication وبخاصة في عالم النشر باللغة الإنكليزية، وهذا يعكس بوضوح الاحتمال الثاني السابق ذكره للفيلسوف الالماني شلاير ماخر. ان عملية ترك «القارئ بسلام» تبدو واضحة في القضية رغم اختلاف الدرجة مع هذه الروايات الثلاث وبالاخص في رواية «بنات الرياض» لأن المترجمة مارلين بوث لهذا العمل بالانكليزية كما كتبت في رسالة توضيحية إلى ملحق تايمز الأدبي... (قام المترجم بترجمة نص الرسالة الكامل بعد هذه الورقة) جاء فيها: «النص النهائي مع لغته المستهلكة/ المبتذلة ومسح الحِكَم العربية التي ترجمتها، ووضع هوامش غير ضرورية أسفل الصفحات، كل هذه التدخلات لا تعكس الاهتمام الذي بذلته لإنتاج ترجمة بلغة حية وطبيعية وسلسة».
وفي مستوى عملي أكثر ولكن مع هذا في ضمن نفس سياق الترجمة واستقبالها، تتم الإشارة دائما أن نوع الكتابة في هذه الروايات «شجاع» من حيث ان هؤلاء الروائيين يعالجون قضايا حساسة، ويكتبون عنها داخل مجتمعات يكون وجود وتطبيق فكرة «حرية التعبير» على أحسن الأحوال مبهم وخاضع للعديد من الضغوطات المحلية غير المحببة. إنها، بالطبع، هذه الفكرة بالذات التي تجلب في الأصل انتباه الناشرين الغربيين وقرائهم المؤمولين لهذه الأعمال. إذا كنا نتحدث عن جزائر مستغانمي أومصر الاسواني أو سعودية الصانع، وإذا كان الموضوع سياسة، أوفساد، أو جنس فإن هذه الأعمال تجد قراء جاهزين لما تحاول كشفه بصورة «خيالية» روائية. وبالرغم من كون ترجمات هذه الروايات تستحق امتياز التفسير/ التحليل/ الفهم الخيالي والساخر، فإنه تتم قراءتها دائما على أنها «تعرية» لمجتمعات غامضة. ويمكن للمرء أن يتساءل على سبيل المثال: كم عدد القراء الذين قرأوا «بنات الرياض» وقرأوا أيضا أو يمكن إقناعهم بقراءة أعمال حنان الشيخ، أو هدى بركات، أو سحر خليفة، أو رضوى عاشور، أو ليلى أبو زيد؟؟ على سبيل المثال كروائيات نسائيات من نفس المنطقة العربية وجميعهن مرة اخرى يطرحن قضايا في مبادئ علم الجمال ومن يطبقها، وعلى أي أساس.
ولهذا وجدت هذه الروايات الثلاث جمهورها في عالم أصبحت فيه العولمة موحدة، المرئي يميل ليحل مكان النص المطبوع والترجمات تتطلب توطين domestication في جميع الحالات التي تتضمن اللغة الإنكليزية والطبائع والمعايير الثقافية والفنية لقرائها.
تفضيل شلاير ماخر الواضح لمصطلح «تغريب الترجمات» foreinerization يواجه بوضوح مشاكل عميقة عندما تكون قرارات النشر مبينة على «التسويق» في الاساس (أي الاقتصاد) التي تشتملها المعايير السابقة.
وفي حقل الرواية العربية وترجمتها ودراستها اقترحت من وقت لا بأس به أنه كما يحتاج التاريخ لإعادة كتابة بصورة مستمرة ( كما ذكرنا أوسكار وايلد) فإن هذا أيضا ينطبق على التأريخ الأدبي. تركيزي حتى الآن كان على بدايات الرواية في القرن التاسع عشر، ولكن، الأمثلة التي تمثلها الروايات الثلاث تتطلب بوضوح، كما في مشروع ستيفن غوث ومقالة تيتز رووك، نظرة اخرى على العناصر التي بموجبها يمكن تقييم الموضات الحديثة ودمجها في أي تحديث لتاريخ الرواية العربية.
انتهت الورقة
ملحق من اختيار المترجم بعنوان: فضيحة ترجمة «بنات الرياض»
أرسلت الدكتورة مارلين بوث، وهي مترجمة «بنات الرياض» إلى الإنكليزية الرسالة التوضيحية التالية إلى ملحق تايمز الأدبي tls في جريدة تايمز اللندنية بتاريخ 28 سبتمبر 2007 بخصوص عملية ترجمة، ثم نشر «بنات الرياض» بالإنكليزية. والعنوان السابق من اختيار المترجم.
سيدي: اسمي يظهر في صفحة عنوان «بنات الرياض» للمؤلفة رجاء الصانع كـ «مترجمة مشاركة»! ولهذا قد يبدو شاذا أو غريبا عندها، عندما أقول أنني أتفق تماما مع ما قاله الروائي والناقد الكندي الدكتور ستيفن هينغهان في مراجعته لـ «بنات الرياض» في ملحق تايمز الأدبي tls في 27 يوليو 2007 عندما قال: «الفضيحة في النص الإنكليزي تكمن في الترجمة». إنه على صواب حول أوجه الإخفاق العديدة في النص الإنكليزي. ولكن هناك «فضيحة» هنا لا يعلم عنها هينغهان. فعندما سَلّمت ترجمتي إلى دار بنغوين بوكس كاملة باستثناء مصطلحات عامية من اللهجة سعودية وعدتني المؤلفة بمساعدتي في ترجمتها، أخبروني أن المؤلفة تنوي أن تعيد كتابته (تعليق المترجم: هناك احتمالان: إعادة كتابة النص العربي أو الإنكليزي لـ «بنات الرياض»، ولكن من سياق رسالة بوث يتضح أنها تعني قيام الصانع بتنقيح النص الإنكليزي! وهذه جرأة غير محمودة مطلقا في أي زمان ومكان لعدم وجود خبرة في الترجمة عند الصانع حسب معلوماتي ونتج عنها كارثة ثقافية كما سبق ذكره)، ولهذا وبعد ذلك، تم إبعادي تماما خارج عملية إنتاج الكتاب في الطبعة الإنكليزية!. النص النهائي مع لغته المستهلكة/ المبتذلة ومسح الحكم العربية التي ترجمتها، ووضع هوامش غير ضرورية أسفل الصفحات، كل هذه التدخلات لا تعكس الاهتمام الذي بذلته لإنتاج ترجمة بلغة حية وطبيعية وسلسة وهي عناصر حاسمة في رسالة الرواية لنقد المجتمع السعودي المتعولم! وبالطبع قراري بترك اسمي على صفحة العنوان وهو بالمناسبة القرار الوحيد الذي سمح لي به الناشر في عملية نشر النص باللغة الإنكليزية (!) يعني أنني أبقى مسؤولة جزئيا على عمل لم أعط أي مسؤولية حقيقية لصنعه!
من المؤسف أن رواية مكتوبة بلغة مرحة ومليئة بالمجانسة والتلاعب بالكلمات من لغات عدة، تم تنقيحها بواسطة مؤلفة النص العربي!
لكن ربما كانت الفضيحة الأكبر، مع هذا، هي النظرة الدونية من قبل بعض الناشرين والمؤلفين للمترجمين بحيث يعتبرونهم خدما وضيعين بدل كونهم فنانين مبدعين. وهذه نظرة تشكلت عبر تقليد قديم في الثقافة الأنجلو أميركية باعتبار المؤلف عبقريا فريداً، والنظر للترجمة كعملية ميكانيكية! وتم تعزيز هذا المفهوم الخاطئ بنظام النجوم التي تمنح عند تقييم العمل في عالم النشر. ولذلك لا يجب أن يتفاجئ المترجمون عندما أقول ان الناشر والمؤلفة لم يحترما مهنيتي وخبرتي الكبيرة ولم يستمعوا لتحذيراتي بأن قراراتهم سينتج عنها عمل رديء.
الدكتورة مارلين بوث، مديرة برنامج دراسات الشـــرق الأوســـط وجـــنوب آســـيا في جامعة إلينويز الأميركية، أربانا، إليــــنويز.

عبدالعزيز رشيد
12-22-2009, 03:29 PM
إن كان ترمومتر الوصول هوَ بانتشار هذه الروايات فأخشى أنّ أقصى وصولها بإبراهيم بادي ومظاهر اللاجامي و رجاء الصانع ! أقول أخشى ذلك


السؤال : كيف يمكننا قياس ماوصلت إليه ؟




سماء غازي
ياهلابك ..

المشكلة أنّ مشاهد الإيروتيكا في بعض الروايات كثيرة أكثر مما ينبغي وكان تقبّل الأدباء لها أكثر مما ينبغي كذلك أعتقد أنّهم يبحثون عن مايثير أيّ شيء حولهم , المقياس لم يعد أدبيّا .

عبدالعزيز رشيد
12-27-2009, 11:53 AM
رواية"شارع العطايف" أفضل رواية سعوديّة 2009م
http://www.alriyadh.com/2009/12/27/article484576.html

مشعل الغنيم
12-28-2009, 03:56 PM
*

بخيت صاحب الرواية الأفضل وعبده خال الثاني
هذا يعيدنا إلى نقطة الصفر (:

الغريب أن بعض آراء القرّاء المنشورة تحت الخبر (والتي لا تعبّر عن رأي الرياض الألكتروني..) أكثر مصداقية من الخبر نفسه

وكل عام وأنت بخير

عبدالعزيز رشيد
12-28-2009, 05:50 PM
رواية"شارع العطايف" أفضل رواية سعوديّة 2009م


http://www.alriyadh.com/2009/12/27/article484576.html




سبقتني يامشعل مشكلتي أوردت الخبر قبل التعليق لعجالتي

1-عدد الروايات 60
2-عدد المستفتين 72
3-العديد منهم اعتذر!
كلّهم مرتبطون بأشياء معيّنة ويكوّنون شريحة معيّنة ويعرفون بعضهم ,كان اختيار بن بخيت ملاذا محايدا لأيّ صوت فهي روايته الأولى ولاننسى بأنّها نالت الاحتفاء من قبلهم كثيرا وكتبوا عنها كذلك ,الأمر أشبه بان يقوم حزبٌ معيّن بعمل استفتاء حول أفضل سياسيّ وكلّ الأسماء مطروحة من نفس حزبهم!


.. وكما قلت يامشعل عودة لنقطة الصفر

عبدالعزيز رشيد
02-28-2010, 07:21 PM
في مسابقة حائل للرواية تمّ انتخاب بضع روايات للقائمة النهائيّة ومن بينها رواية "شغف شمالي" لـ شتيوي الغيثي

كان هنالك مقال عنها يمتدحها كثيرا وبالمقابل كان هنالك مقالات لاتمدحها أبدا! ومثل هذه الحالات كثيرة عندنا قد يكون المدح والذمّ بعيدا عن تأثير النصّ وهو مايتبيّن من خلال الكلام الذي دار حول الرواية نفسها

مقال شتيوي:

يمكن اعتبار الشغل السردي السعودي في مجمله اشتغالاً على مسألة البحث عن الهوية على الرغم من كل الإدعاء الثقافي لمحددات الهوية المحلية في خطاباتنا الثقافية الرسمية وغير الرسمية؛ لكنه يأخذ شكل الهوية السردية كما يطرحها بول ريكور، ولذلك تصبح العملية الروائية نوعاً من التسريد الهووي للذات في غياب الهوية الحقيقية، أو في مصادرة هذه الهوية لهويات أخرى مختلفة، وهذا ما فعله حمد مرزوق بطل رواية (شغف شمالي) لكاتبها: القاص والروائي فارس الهمزاني والصادرة عن (الدار العربية للعلوم ناشرون) 2009، إذ يتنحى الروائي ويترك كامل المجال للبطل في سرد تفاصيل حياته، وشغفه المبالغ بالشمال: شمال الفخر والكرم والفضائل التي ربما ليست موجودة إلا في المخيلة المسرودة على صفحات الرواية منذ بداياتها، وحتى آخر سطر من سطورها. ذلك الشمال الحافل بتاريخيه الاجتماعي وقصصه التي لم تدون بعد على اعتبار أن كل هذا البحث إنما هو بحث عن الشخصية الشمالية التي غابت من أجل هويات رسمية أخرى على الرغم من كل ما تمتلكه تلك الهويات من ميزات حضارية سابقة على الهوية الحالية المفروضة.
جاءت رواية فارس الهمزاني لتكشف عن عمق المأساة الشمالية التي فرضت عليها الكثير من القيم التي لم تكن من قبل ولم تكن في الشخصية الشمالية ذات الرؤية المتسامحة والمضيافة والمتقبلة للآخر مهما كان هذا الآخر، والتاريخ المحلي لأهل الشمال حافل بتلك القيمة التي يحاول حمد المرزوق في الرواية أن يعيد جزءاً من المتخيل الشعبي في السرد الشغوف لذلك الشمال، فمنذ أول الصفحات في الرواية يضع حمد المرزوق ذاته في مقابل تلك القيم المتحولة في الخطاب الديني الذي موضع ذاته قسرياً على المجتمع الشمالي كما هو في كل المجتمعات الأخرى غير الشمالية لكن يبقى الشغف الشمالي منحازاً إلى القيم السابقة على القيم المفروضة.
حمد المرزوق شاب شمالي الهوى والنزعة والتهور والملامح والتكوين، وكل ذلك يسوقه في السرد الروائي إلى البحث عن الهوية الذاتية لذلك الشمال في مقابل الهوية التي فرضتها الشخصية المقابلة لشخصية حمد: سارة بنت الطبقة المخملية والتي جعلتها الصدفة تتصل بهذا الشمالي الذي ظن في لحظة من لحظاته أن هذا الشمال يمكن أن يكون قيمة بحد ذاته، ومن هنا يصارع صراعاً دراماتيكياً من أجل قيمه التي أراد أن يعيدها في ظل وجود سارة، وهذا الاتصال يقود هذا الشمالي الشغوف إلى هاوية غير متوقعة، وأقرب إلى عبث الأقدار في مصير شاب في مقتبل العمر في قضية خاسرة من البداية، لكن ذلك الشغف من أجل الذات الشمالية يصر على أن يبقى في تحديه تجاه الهوية المفروضة من قبل سارة ولتنكشف له الكثير من الأسرار التاريخية التي كان يحفل به شماله. وبطريقة عبثية بحتة، ومن أجل اللهو فقط، تفرض سارة على حمد المرزوق أن يحضر إلى مسكنها في تلك المدينة الكبرى لينكشف السرد الروائي عن عالم ربما هو أقرب إلى الخيال منه إلى الحقيقة في مجتمع يرفع شعار المحافظة، إذ تقوده سارة إلى عالم اللهو المخملي ليصبح حمد ذاته جزءاً من هذا اللعب، ولتصبح هويته الشمالية محل تندر وفكاهة في الوقت الذي كانت تحمل له هذه الهوية الكثير والكثير مما يفتقده هذا العالم المخملي من قيم، وفي الأخير تتعمد انتهاك عرض حمد بسلطتها المادية كنوع من الإذلال المبالغ فيه لتضمن العبودية المطلقة ليصور لنا حمد المرزوق كيف هو عالم الطبقات المخملية التي تفعل المستحيلات من أجل متعها الصغيرة حتى ولو كان على حساب الإنسان والإنسانية.
وكعادة أكثر الروايات السعودية والعربية ينتقل السرد من المحلية إلى العربية أو العالمية كنوع من المقابلة مابين الـ(نحن) و(الآخر) رغم تماثل الـ(نحن) في الداخل لكنه تماثل يجعل الذات في حالة من الضياع بين قيم الـ(فوق) وقيم الـ(تحت) لكن تشترك هذه النحن للطبقيتين في الدونية تجاه الآخر في أكثر من موضع خفي في الرواية، حتى يصعد التحدي في بعض صفحات الرواية لتصبح المفاخرة بين القيم الشمالية البسيطة والقيم المخملية موضع صراع طبقي وهووي بين الشخصيتين: سارة وحمد ليخسر بالطبع حمد، بحكم تحتيته، الرهان على هذا الصراع كل مرة؛ لكن الشغف الشمالي هو ما يجعله دائم الصراع لفرض الذات حتى تقوده النهايات إلى الغياب النهائي والحتمي من أجل الشمال الموهوم كنوع من الغياب التام لتلك الهوية الشمالية.
بين صفحات هذا الصراع تبرز شخصيتان رئيستان في الرواية على الرغم من هامشيتهما في العمل السردي من الناحية الدرامية، لكن تبقى الرؤية الترمزية لكلا الشخصيتين هما الأصل في العمل: (عواد النهار ومها الضاحي)، ورغم عدم حضورهما الكامل في العامل إذ يغيب عواد النهار في منتصف الرواية وتغيب مها الضاحي في مجمل العمل إلا من رسائل غرامية كانت ترسلها لحمد المرزوق كنوع من الصفاء الإنساني والعشق الملائكي، وكنوع من الصفاء النضالي والقيمي من أجل تحقيق الذات بالنسبة لعواد النهار في مقابل التوحش القيمي لدى سارة وأمثالها.
وجود شخصية عواد النهار في الرواية يكشف عن جزء من التاريخ المحلي للهوية الشمالية التي كانت مؤمنة بقيم الحرية والنضال التاريخي أو القومي، وجزء من الشغف الذي قاد عواد إلى النهاية كما يقود حمد المرزوق (الشخصية الرئيسة في الرواية) للنهاية فيما بعد، وكما هو الشغف الطهراني لهذا الشمالي، والذي قاد مها الضاحي إلى التضحية بذاتها من أجل بقاء الصفاء الإنساني متحققاً في داخل ذلك الشمالي الشغوف، لتنتهي مسبقاً كما انتهى عواد النهار وحمد المرزوق، حتى لكأن الرواية في مجملها هي نوع من شغف النهايات من أجل الشغف بالهوية الذاتية المغيبة من أجل الهويات المفروضة.
ولغة الرواية تحاول أن تكون أقرب إلى البساطة السردية بحيث اعتمدت على الطريقة التداولية المحكية مع مزيج من اللغة الشاعرة في ذكريات الحب مع مها الضاحي حتى لتكاد هذه اللغة تختلف عن السياق اللغوي السردي التي جاءت عليه الرواية، وربما كانت بساطة اللغة هي سر العمل هنا بحيث جاء بشكل سلس ومن غير أي تكلف مطلقاً، فالروائي منحاز إلى الجانب السردي أكثر منه إلى جانب اللغة الجمالية التركيبية.
والرواية من الناحية السردية ممتعة وذات خط تصاعدي واحد رغم بساطة لغتها السردية، وكأننا في شريط سينمائي متواصل يسرد لنا تفاصيل سريع وصغيرة تكشف عن تحولات كبيرة على المستوى التاريخي والقيمي والإنساني لرجل الشمال الشغوف بشماليته.


وهنا ماقاله عبدالواحد الأنصاريّ مناقضا كلام شتيوي حول الرواية :



1
الغيثي بين هوية السرد وسرد الهوية


على رغم أن كثيرا من النقاد السعوديين يظهرون متأففين ويبدون شعورا بعدم الرضا من الأعمال الروائية الجيدة محليا، فإننا نواجه مع عدد منهم حالات استثنائية من الإشادة والاحتفاء بنصوص سرديّة دون المستوى المأمول، بل إن بعضها لا يمتلك الهويّة السرديّة.

نشهد ذلك مع نقاد جائزة حائل وأضراب آخرين أصدقاء لهؤلاء النقاد، ويحضرنا المثال جليا صارخا في رواية شغف شمالي لكاتبها فارس الهمزاني، الفائز بجائزة أفضل قصة منشورة في صحيفة الرياض في العام نفسه الذي اختتم فيه رواية شغف شمالي أي 2005م.

ومع أن العمل يفتقر إلى الهويّة السردية بوصفه لا يحتمل إطلاق الوصف السردي، إلا أننا نفاجأ بأنه يدخل قائمة اقتراح عدد من النقاد في لجنة حائل بترشيحه ليستنم إحدى أفضل أربع روايات سعودية من بين 20 رواية كتبها عدد من الروائيين السعوديين الشباب والمخضرمين. ويتمادى هذا الطرح النقدي المتساهل في اعتسافه حينما يصف العمل الروائي الفاقد للهوية السردية بصفة معاكسة وهي "السرد الهُوَويّ" كما جاء في مقالة شتيوي الغيثي في قراءته للرواية التي بين أيدينا.

من خلال الرجوع إلى أرشيف نقد الرواية لدى كاتب صحافي كشتيوي الغيثي نجد مفاجأة مميزة، وهي أنه لم ينشر أي قراءة نقدية إلا عن عملين كلاهما دخلا إلى القائمة القصيرة في جائزة حائل، وهما عملا "أوراق محمد الوطبان" و"شغف شمالي" لروائيين اثنين من منطقته ومن ذوي قرابته هما، الرطيّان، والهمزاني.

ومع أن رواية أوراق الوطبان تحتوي عددا من الملحوظات الفنيّة إلا أن النزاع على هويتها السرديّة غير وارد، بل إنها احتوت مزايا سرديّة تستحق العناية والدراسة، ذلك أنها انتحت الشقّ النقدي، وحاول كاتبها توليد تقنيات سردية خاصة به، نختلف معه أو نتفق عليها، ولكن يظل العمل متمسكا بهويته السردية، على خلاف "شغف شمالي" التي تتمحض في اعتباط سردي لمجموعة من الخواطر المبنية على تصورات مغلوطة تماما لمفهوم السرد والحبكة وبناء الشخصيات.

ومع ذلك لم يتورّع نقاد لجنة حائل عن اعتبارها عملا سرديا هو أحد أفضل الأعمال السردية السعودية لهذا العام، إضافة إلى اجتراح "شتيوي الغيثي" لهوية هذا العمل تسمية سردية متكلفة هي: "السرد الهُوَوِي".

وقبل أن نتطرق إلى دراسة العمل نناقش مع الكاتب الصحافي شتيوي الغيثي مفهوم "السرد الهووي" ما هو؟

يقصد به نسبة السرد إلى الهويّة، في اشتقاق صرفي مغلوط، حيث اللفظة بصورتها السابقة "هاء مضمومة ثم هاء مفتوحة ثم واو مكسورة ثم ياء مشددة" غير ممكنة في الاشتقاق العربي. إضافة إلى أن النسبة توهم باشتقاق اللفظة من "الهوى" لأن من ينسب إلى "الهوى" هو من يقال عنه "هووي" بفتح الهاء، في الاشتقاق الصرفي. وعلى رغم أن لفظة الهوى مشتهرة في أدب العرب شعرا ونثرا قديما، إلا أن إلحاق ياء النسب بها لم يشتهر إلا في الدراسات الصرفية المحضة. وهذا يشي بأن "الغيثي" يتوهّم أن الهوية مشتقة من "الهوى" لا من ضمير "هو". وعلى رغم هذه الملحوظة الشكلية إلا أن النسبة القياسيّة إلى الهويّة تعد ثقيلة في اللسان العربي، لأنه مصدر مولّد مشتمل على ياء النسب وتاء التأنيث، وإن لم يكن بدّ من النسبة إليه فلا بد من تطبيق القياس الصرفي عليه بأن يقال "التسريد الهُوِيِّيّ" بضم هاء الكلمة وكسر الواو وياءين مشددتين بعدها. وبغض النظر عن هذا التعقب الصرفي المحض في جذر الكلمة إلا أنه لم يكن من المنتظر أن يطلق على عمل يفتقد الهوية السردية جزافا أنه ينتمي إلى سرد الهويّة!



مضامين مبنية على الادعاء التاريخي


بالدخول إلى عالم شغف شمالي الذي يحفر بخصوصيته المفرطة في عوالم غير سردية نجد أن الرواية تتحدث عن منطقة حائل وجبال شمر بوصفها مدينة شماليّة، وهذا ما تختلف معه أكثر الأدبيات التاريخية والمعلومات الجغرافية وعدد من القصائد الشعبية الموروثة التي تعد المنطقة امتدادا لنجد، بل إن كثيرا من الإطلاقات العرفية تصفها بعاصمة نجد، غير أننا لا نتوقف عند هذه النقطة طويلا، وإنما يهمنا منها علاقتها بالموضوع حيث يتم تصوير المنطقة على أنه تم اقتحامها من قبل الحكم السعودي باغتصاب نسائها وقتل المصلين في صلاة مساجدهم لصلاة الفجر، وبعد استتباب الأمر له بدأ النظام فيها سياسته النظام لتغيير هويّتها، وأنها بعد الفساد المستشري في البلد اختارت عن طريق كبارها ومفكريها الطريق الاشتراكي القومي، الأمر الذي تم قمعه بوسائل من التعذيب والتنكيل لا تخطر على بال أحد، وجاءت بعد ذلك أجيال متمثلة في بطل الوراية "حمد آل عبد الكريم" ليحفر هذه السيرة، متمثلة في سيرة الاشتراكي القومي المعروف "ناصر السعيد" الذي تقدمه الرواية باسم مستعار هو "خالد البعيد"، متوصلا إلى حقيقة تاريخ بلده المستلب. تسيطر على العمل فكرة القومية الاشتراكيّة وتستحوذ عليه وتصور حائل وكأنها منطقة مستقلة بذاتها تم ضمها عنوة إلى مناطق لا تواصل بينها، مع أن البعد السياسي والجغرافي لحائل مضاد لهذا التصر تماما، إذ إنها لو افترضنا أنه يمكن فصلها فستكون دولة داخلية محاطة بالصحراء من جهاتها الأربع، ولا تمتلك مواردها الخاصة، وهو الأمر نفسه الذي كان يعيه الحكم الرشيدي في أثناء الدولة السعودية الثانية عندما كان يحاول ضم الكويت وأجزاء من الخليج إلى المنطقة، لكن الرواية لا تقدم هذا التصور موضوعيا، بل تقدمه بهياج سرديّ غير موضوعي. تصف حائل من خلاله على أنها منطقة انتزعها النظام المتدين من هويّتها، وحال بينها وبين حلمها الاشتراكي القومي بطرق التعذيب والتنكيل، وتصور الامتداد الديني الذي وصل إلى حائل نتيجة لتدين الدولة السعودية على أنه محاولة لطمس هويتها وخصوصيّتها، الأمر الذي تقدّمه في سياقات تبالغ في وصف النشاطات الدينية والتوعوية وكأنها أعمال تخريبيّة، وتصورها في سياقات كاريكاتيرية، فعلى سبيل المثال: يقوم نشاط المراكز الصيفيّة على أساليب مرعبة في الدعوة من بينها: الدعوة بالصعق الكهربائي، بأن يتم إدخال الشخص الذي تهدف الدعوة إلى ضمه في قبر معدني ويتم صعقه فيه، حتى يتذوق خطورة الموت ويتوب. وتنتهي قصة البطل بأن يخوض في عوالم من الدمار ناتجة عن حرمانه من حبه الطاهر "مها"، وانقياده لفتاة مليارديرة ذات قوة أسطورية توقعه في الكوكائين، إضافة إلى تورطه في علاقات شخصية مع ناشط قومي سابق أقرب إلى الجنون، تنتهي به في السجن السرّي معذبا، مهانا مجنونا، لتغلق الرواية دفتها على هذه الصورة. وتحاول الرواية في تقديسها للناصرية أن تستعير جميع وسائل التعذيب المشتهرة في العهد الناصري في مصر في السجن الحربي وسجن القلعة، أن تستعير هذه الوسائل وتدعي خلوّ الناصرية منها وأنها إنما تنحصر في ممارسات التعذيب في السجون السرية السعودية في منطقة البطل الشمالية وجبالها الشماء. مؤكدة أن الشعب الشمالي إنما هو صامت مقهور بسبب هذا القمع الذي يجعله يحاول تناسي ماضيه والاستكانة إلى الخيبة والإذعان، بعد مضي الرجال الشرفاء الأشداء وانتهائهم في زنازين التعذيب مسفوكي الدماء، إما شهداء كما مضى خالد البعيد "ناصر السعيد" إلى مصير لا يعلمه أحد، أو كما انتهت إليه حال المناضل القديم "عواد النهار" وبطل الرواية "حمد آل عبد الكريم". مع معرفتنا بأنه لا تشتهر في الشمال أسرة بهذا الاسم وإنما هو معروف لعوائل قريبة من الرياض تقطن أطراف "المجمعة" و"ملهم".


3
اعتباط السفه السردي

قد يقول قائل إن الاعتراضات التي قدمتها على طبيعة العمل تقوم على اختلافات ورؤى اعتقادية وفكرية أو سياسية، وليس لها اتصال بالحكم الفني على التقنية السردية وإدارة الوقائع والشخصيات، وهذا يضطرنا إلى محاولة لإظهار الاختلال في مفهوم السرد في هذه الرواية من حيث تصور السرد في نفسه، لا من حيث ارتكاب أخطاء فنية في عمل يتصف بالهوية السردية، ولن ألتزم بتقسيم الأخطاء سردية تحت قوائم خاصة بها، وإنما سأكتفي بوضع أمثلة صارخة للأخطاء الفنية المقصودة حتى يطلع القارئ على المقصود بوجه عام.

أخطاء في بناء الشخصيات والوقائع:

1. إخوة حمد آل عبد الكريم في بداية العمل هم أربعة ص7، حمود وسارة، وفرحان، وآخر العنقود حصة. لكن في الصفحة 17 يظهر لنا أن الإخوة خمسة، وأن آخر العنقود هي ياسمين.

2. في لقاء الاستراحة بالفتيات تنزل من السيارة ص 26 ثلاث فتيات هن: خلود، وعبير، وهدى، ولكن في الصفحة التالية 27 يصبحن أربع فتيات والرابعة فجأة هي: ابتسام.

3. في صفحة 34 يظهر أن عواد النهار يمتلك أسنانه الأمامية فقط، ولكن في صفحة 83 أنه لا توجد في فمه إلا سن واحدة فقط.

4. في صفحة 53 تغطي سارة المليارديرة عيون حمد آل عبد الكريم بشريط أسود، لكيلا يعرف الطريق إلى قصرها حيث يمارس معها الجنس، لكنه في طريق العودة ص 86 لا تعصب رأسه بأي شريط أسود؟

5. يصور الكاتب أن الأمن السري يقبض على أي كاتب وتعذيبه لمجرد مطالبته بقتنين القضاء ص89، وهذا مخالف للوقائع، ولدي من مقالات جريدة الحياة نفسها مقالات تطالب بتقنين القضاء، بل يوجد قضاة هم أنفسهم يطالبون بتقنين القضاء.

6. طيلة الرواية يتحدث الكتاب عن الرياض بوصفها المنطقة الوسطى كلها، مع أنها تدخل فيها حائل، ثم فجأة في صفحة 135 أنه يصرح بالعاصمة، ولكنه يصف حائل بالمنطقة الشمالية، ومع ذلك فعندما يتحدث عن بيروت ولندن، يصف الشوارع والمدن بدقة شديدة.

7. يعاني كاتب الرواية من ضعف الثقافة العربية، فهو عندما يتحدث في صفحة 37 عن مقولة عمر الشهيرة: "إن الله ليزع بالسلطان ما ليزع بالقرآن" فإنه يرويها عن عمر قائلا: "من لم ينزعه الله بالقرآن نزعه السلطان".

يتبع...

13. في صفحة 151 يدعي البطل أن "قبائل الجنوب" الساكنة في الشمال، تمتنع من تزويج "قبائل الشمال".

14. يزعم البطل أن في الشمال أحياء خاصة بالغجر، وأن فتيات هؤلاء "الصلب" لا يمانعن في مضاجعة الضباط وأصحاب المناصب.

15. في صفحة 45 يذكر أنه بعد اتصال بنت المليونير به وإجبارها إياه على الحضور إلى الرياض، يتصل به سائقها فيقول له: علامتي أنني "لابس غترة"، وكأنها علامة مميزة في مدينة الرياض.

16. في صفحة 55 يتحدث عن بنت الملياردير التي تجبره على الحضور وهو في الـ22 من عمره أنها في منتصف العقد الثاني من عمرها، أي أن عمرها 15 سنة فقط.

17. في صفحة 51 يتحدث عن أنه يستحم، لكن في ص 117 يصل إلى منزل الفتاة التي في منتصف عقدها الثاني بعد أن يتعرض للضرب في "أكبر برج بالمنطقة الوسطى"، وملابسه غير جيدة، فيجد أنها قد فصلت له ثوبا، فيسألها: كيف فصلت لي ثوبا دون أن تأخذي لي مقاسا، فتقول له: إنهم أخذوا مقاسات ثوبه في المرة السابقة التي خلع فيها ثوبه عندما كان يستحم.

يتبع...

. في صفحة 71 يتحدث عن كونه طالب رياضيات في الجامعة ولا يعرف من الإنجليزية إلا كلمة "هابي بيرث دي تو يو" مع أن تخصص الرياضيات لا يصل إليه الطالب إلا بعد تأهيل في مادة الإنجليزية، والتخصصات تدرس معها الإنجليزية.

19. في صفحة 118 تطلب منه خادمة فلبينية أن "يركع القرفصاء" متعريا، فيمتثل و"يركع القرفصاء" وبالطبع كما نعلم أن الركوع ليس من جنس جلوس القرفصاء أيضا، ونعلم من خلال المشهد أنها تنوي حلاقته، وتفحص البروستاتا الخاصة به حتى تعلم إن كان صالحا جنسيا للمليارديرة.

20. في صفحة 128 في حادثة انتحار والد سلمى، الذي يحضر أكبر مسؤول في البلد، وبين يديه ابنته الميتة التي احتاجت لعملية في أمريكا، ولم تحصل على الأمر، ولكن الغريب ليس هنا، الغريب أن والد سلمى يقتل نفسه أمام الجمع المتجمهر انتحارا ويوصي أكبر مسؤول في المنطقة بأن يرسل المرضى المحتاجين للعلاج في الخارج لإجراء عملياتهم. ويحضر العسكر بشاراتهم "ثيابهم" المكوية هذا الحدث الفظيع، ويحاول أحدهم أن ينتزع منه سلاحه قبل أن ينتحر فيطلق عليه النار ولا تصيبه الرصاصة ثم ينتحر، أمام أكبر مسؤول في الشمال، وعند أكبر مبنى في الشمال، وبين يدي أكبر تجمع في الشمال، ويسقط صريعا بجوار ابنته الميتة، ويشاع عنه في الصحف أنه ليس صاحب قضية ولكنه مجنون ومدمن كوكايين.

21. في صفحة 89 يتعرض البطل للقبض عن طريق الأمن السري، وطيلة الصفحات التالية يتعرض للتعذيب الشديد، حتى بالركل والضرب ويصل التعذيب إلى الجلد، ويتعدى إلى التعذيب عن طريق شدّ اللسان، ثم بعد الإفراج عنه عن طريق اتصال خارق من المليارديرة نكتشف أنه ص 109 بعد التعذيب يذهب للاستراحة ويستحم ويعود لمنزله وحياته الطبيعية دون أن تظهر عليه أي آثار للتعذيب، مع أن المفترض في حالة مثل هذه أن يكون جسده منهارا من التعذيب، ويحتاج لتأهيل صحي جسدي ونفسي لا يقل عن أشهر عدة.

يتبع...


22. نحن الآن في "أكبر برج في المنطقة الوسطى" صفحة 111، ويصف من فيه بأنهم جميعا يغازلون، لكن فجأة تدهمه الهيئة في الصحفة نفسها، أربعة رجال وزن الواحد منهم فوق الـ100 كيلو غرام، لكن بمجرد تدخل المليارديرة ينهار الرجال الأربعة أمامها ويعترف أحدهم أمامها ص 114 بأنه موظف فقير وصاحب سوابق، ويجثو عند رجليها راكعا مبتهلا طالبا منها ا، تعفو عنه.

23. في صفحة 43 يصف حراس قصر المليارديرة بصفات أشبه بشخصيات الـfbi، فهم حراس أجانب، لا يرتدون بزات أمنية، ويضعون سماعات لاسلكية في آذانهم ويواصلون الدوران حول القصر باستمرار، وهذا يتكرر مرات عدة في أوضاع مشابهة.

24. في صفحة 64 يريد أن يصف البذخ في قصر المليارديرة فيقول: إنه عندما أراد أن يستحم اكتشف أن الدش الذي يخرج منه الماء عبارة عن "أسد ذهبي" يخرج من فمه رذاذ قوي.

25. في صفحة 171 من الرواية نكتشف أن البطل الذي يعرف في النضال ويقرأ في الأدب ودرس في السعودية بعد انتصافه للعقد الثالث من عمره يكتشف وجود العادة السريّة عند النساء.

26. في صفحة 234 وفيما بعد عام الـ2000 م يهدده رجال الأمن السري باغتصاب أخته حصّة، لكي يعترف بانتماءاته القومية والاشتراكية، وعقوبة له على أنه شتم المليارديرة وعلى أنه ظهر أمام باب السجن السري وشتمتهم ص 211، وهذا أمر متبع لدى الكاتب كما في ص 143، لأنه يستعير أسلوب الامن السري الذي يظهر في أدبيات مساجين الاستبداد الناصري، ويحاول إلصاقه بوضع الأمن المحلي، من تعذيب بشتى أنواع الامتهان بل يصل إلى إسالة الدماء في المقاعد، وشد اللسان، والتهديد باغتصاب محارمه..

27. في صفحة 163 يتحدث عن اقتحام المحتلين للشمال وأن الخونة الذين كانوا مع الجيش اغتصبوا نساء الشمال، وقتلوا الناس وهم يصلون الفجر في المساجد كما تراه في الصفحة التالية 164.

يتبع...


. يصف المضيفين في الرحلات الداخلية بأنهم عابسو الوجوه، على خلاف مضيفي الرحلات الدولية.

29. في صفحة 138 تقول له المليارديرة التي في منتصف عقدها الثاني: أرسل لي صورك وسأصدر لك جوازا وسأضع لك فيه أختام جميع الدول الغربية والأوربية. ولكن في صفحة 181 نكتشف أنه ذاهب إلى لبنان وليس إلى أي دولة غربية. ولا يعلم البطل أنه ذاهب إلى لبنان إلا وهو ف يالطائرة. ومع ذلك نكتشف في ص 215 أنها لم تخرج له أي فيزا غربيّة، بل يرسل لها جواز سفره عبر البريد لتصدر له الفيزا في ساعة واحدة.

30. في صفحة 218 يحدثه القواد العربي في بريطانيا مخبرا إياه أنه لا توجد إنجليزيات يمارسن البغاء، ولا تتوفر نساء للبغاء إلا عربيات، ويحدثه في الصفحة التالية 219 أن هناك خليجيات في لندن يدفعن مبالغ للرجال لأجل ممارسة الجنس معهم، فيكتشف حمد العبد الكريم البطل أن الجنس والانفلات في علاقات الشباب والتحرش الجنسي والخطف والاغتصاب واللواط بالصبية في بلاد العرب يفوق ما هو موجود في الغرب.






للأمانة أوافق كلام عبدالواحد والغريب أنّنا قد نجد من يفسّر اهتمامه بالرواية ومحاولة انتقاصها بسبب الغيرة أو الكره وماإلى ذلك من تعليقات تشبه أحاديث الصبيان! وقد نجد من يقول:"ويسهر القوم.." !

عبدالعزيز رشيد
02-28-2010, 07:32 PM
من 1- 30 ان طابق ماقيل فيها ماكان موجودا بالرواية فالأمر مؤسف أن نجد مقالا مادحا يحتلّ مكانا في جريدة يوميّة مشهورة !


حائل بالمنطقة الشمالية


هي اشكاليّة قديمة فمنذ القدم أنّ منطقة حائل وماجاورها تسمّى نجدا وتشمل القصيم كذلك في حين الرياض وماحولها كانت تسمّى باليمامة لكن الأسماء في هذا العصر اختلفت!


27. في صفحة 163 يتحدث عن اقتحام المحتلين للشمال وأن الخونة الذين كانوا مع الجيش اغتصبوا نساء الشمال، وقتلوا الناس وهم يصلون الفجر في المساجد كما تراه في الصفحة التالية 164.


على بلاطة ممكن يقصد الأخون المسلمين ممم وللأمانة سمعت بشيء يشبه ذلك كان قد حدث في الطائف وتربة كذلك

وبعد قراءة ماسبق بالفعل أقول إلى أين وصلنا؟!!!!!!

مشعل الغنيم
02-28-2010, 10:22 PM
*

بو سعود،
خلاص ياخي لا تحبطنا أكثر (:

عبدالعزيز رشيد
03-08-2010, 02:22 PM
مشعل هوّنها (":


بالمناسبة عبده خال فاز بجائزة بوكر وهي لم ترشّح رواية سعوديّة واحدة بالعام الماضي!

عبده خال
زار كليّتنا وأذكره جيّدا الانطباع الذي أخذته منه من نظرته أعجبتني وأعبجني الرجل وككاتب لم أقرأ له لكن أعرف من لايجد في صحيفة عكاظ إلا عاموده وأخ لي امتدح روايته "الموت يمرّ من هنا" كثيرا .

شمس
03-08-2010, 03:58 PM
شكرا لك عبدالعزيز
وبالمناسبة :


حوار مع " عبده خال " وروايته الجديد " ترمي بشرر
خال أراد من "ترمي بشرر" أن تكون عَلماً اعتمدت تركيبة كيميائية تنتمي لعناصر منصهرة داخلي لكتابتها
جدة: الوطن
يواصل الكاتب عبده خال دأبه في كتابة الرواية، وبإصداره الأخير (ترمي بشرر)، يكون خال قد تجاوز خلال أقل من عقدين كتابة أكثر من ست روايات منذ صدور روايته الأولى (الموت يمر من هنا) عام 1996، مما يؤكد غزارة إنتاجه بين رفقائه من كتاب الرواية. خال تحدث لـ"الوطن" عن عمله الأخير، مؤكدا أنه لم يشف من شخوصه بعد، كي يعاود كتابة الرواية مجددا.هنا نص الحوار:
* ترمي بشرر هي الرواية السابعة لك، لماذا عدت للجملة في تركيب عنوان روايتك؟.
- هل علي أن أذكرك بأغنية فيروز(أسامينا).استلهم تلك الأغنية كما تشاء.عنوان الرواية كان محل خلاف بيني وبين الناشر عندما استلم المسودة، وبعد قراءتها من قبله آمن بهذه التسمية، ولو قرأتها ستؤمن باسمها كما آمنت ببقية الأسماء للروايات السابقة. إن راقت لك تلك التسميات.
* لو لم أقرأها ما سعيت لإجراء هذا اللقاء، وقبل أن أتعمق معك، أ قول: إن مسميات المفردة الواحدة نجحت بها حين سميت رواياتك (الطين) و(نباح) و(فسوق).. ألم تجد عنواناً ملائما غير "ترمي بشرر"؟.
- هناك مناطق تنتشر بها أسماء بعينها، ويصبح شخوص هذه المنطقة يعرفون بنبزاتهم أكثر من أسمائهم، وحين يأتي شخص ويسمي اسما غير منتشر في المنطقة يكون هذا المولود علما بذاته.ربما أردت ذلك، أن يكون اسم الرواية علما بذاته من غير أن تنسب إلي.
*استطيع أن أكمل (ترمي بشرر كالقصر) فهل المكان هو البطل الحقيقي للرواية بالرغم من شخصياتها المتعددة؟.
- يمكن أن أنساق لهذا السؤال وأقول لك: نعم إن المكان هو البطل في هذه الرواية ولكن لا أريد الانزلاق بهذا التهافت، فالمكان والزمان والاحداث هي عناصر يتم صهرها لتشكيل أجواء النص، والكتابة الروائية هي أشبه بتحضير مركبات كميائية لا يعرف نسب مكوناتها وجزئياتها سوى المحضر لتلك المركبات.
وفي رواية (ترمي بشرر) اعتمدت على إحداث تركيبة كيميائية تنتمي للعناصر المنصهرة في داخلي.
* في روايتك (ترمي بشرر) فقر مدقع وفيها غنى فاحش بينهما فجوة متسعة سقط فيها كل ما هو إنساني.ماذا يرسل عبده خال للقارئ من خلال هذا العمل؟ وهل هي حرب على الطبقية؟.
- هناك أقلام فاخرة بآلاف الريالات، وهناك أقلام تسعيرتها بنصف ريال، والقلم الغالي والرخيص قادر على كتابة ما يدور في خلد الممسك به. وبين الغنى الفاحش والفقر المدقع تهرس أجساد كثيرة كحشوة أو لبدة تخفي شراهة ذلك السحق.
وهناك من يرى أن هذا سلوك اجتماعي طبيعي، وفي الرواية وقفت في هذه الزاوية ولم أجد أن الأمر طبيعي، تأكدت أن السخرة هي الانزلاق الأول لصفائح لب القشرة الاجتماعية. فحين توجد السخرة توجد العبودية ومن هناك تتوالد الصيغ الاجتماعية للسيد والعبد. للرغبة والحاجة، وكلما رغبت احتجت أو العكس. وهي بهذا ليست حرب طبقات بقدر نشوء رغبة والسعي لتحقيقها حتى الأثرياء يمكن أن يعملوا في السخرة متى ما كان الفقير يلبي رغبة ما متأججة عند هذا الثري.
* طارق، عيسى، أسامة، عمر، يوسف، حمدان، إبراهيم، تهاني، موضي، لمعة، سلوى عشرات الأسماء والأحداث وكل منها خيط لرواية مستقلة، لماذا تحشد كل هذه المشهدية في أعمالك الروائية وكان بالإمكان اختصار الشخصيات والأحداث؟.
- أحب الإنصات لضجيج الحياة الصاخب حين تقف كل الشخصيات بتقاطعاتها وأحداثها في خلق عشوائية الحركة الظاهرية بينما جميعهم يعزف لإيصال ضجيج الآلات قبل وأثناء وبعد العزف.
إن القطعة الموسيقية ما هي إلا مجموعة لحظات تجمعت أثناء العزف بينما هي حاضرة في الكون قبل اعتقالها وتسخيرها كقطعة موسيقية يمكن أن تسمع وتثير الشجن أو الإزعاج.
* ألم تخش أن تتذبذب بعض الشخصيات أمام الشخصيات الأخرى في العمل؟ وكيف تمكنت من جعل كل هذه الشخصيات متماسكة طوال خط الرواية؟.
- لحظات الجنون تتولد كفعل غير متسق لكنه يمتلك منطقيته حينما يدخل إلى عالم الجنون، والجنون لحظة مقبولة لو أيقنا أن المصدر لتلك الأفعال مجنون، وكذلك الرواية هي أفعال تم تسجيلها في لحظة افتقار الحياة لحالة اتزان غير طبيعي.
* "وبسببها لم أحاذر بقية حياتي من أي دنس يعلق بي، سعيت في كل الدروب القذرة وتقلدت سنامها". هل اتساخ ثوب العيد يمكن أن يجعل من الإنسان متسخا طوال حياته؟.
- الاتساخ حكم نحن من يطلقه على الآخرين بينما هؤلاء الآخرون يشيرون من أماكنهم نحونا بأننا أكثر اتساخا منهم. وكل فرد يسير لقدره وينظر إلى من يعاكسه بأنه غير جدير بلقب إنسان.
* تهاني، وشهلا وموضي، ومرام نساء معشوقات لكن السؤال: لماذا يمثل الحب في رواياتك بؤرة للدمار؟.
- ليس الحب ذاته هو البؤرة بل الأشكال اللانسانية المتخفية خلف مفردة الحب تولد ذلك الدمار.
* ألم ترهقك الشخصيات المتعددة في الرواية، وكيف استطعت الإمساك بهم جميعا؟.
- على الكاتب أن تكون لديه مئة إصبع لتحريك كل شخصية في حينها.
* هل تعلم بأنك تسير بالقارئ إلى هاوية سحيقة وتقذف به.؟
- كلنا ذلك الأعمى الذي يطلب منه أن يوصلك للطريق المؤدية للضفة الأخرى.
* من أين لك كل هذا المحزون الحكائي؟.
- إذ علمت أن لكل إنسان بصمة متفردة عليك أن تأتي بحكاية متفردة تخصه، من هنا تعلمت كيف استحضر عملية التخصيب التي تفرخ الحياة مرة أخرى.
* قام بإهداء الرواية بطلها (طارق فاضل) وأنت حضرت في الرواية بشخصيتك الحقيقية من خلال فصل البرزخ هل كان هذا تنصلا من بطل الرواية؟.
- ثمة خيارات على الروائي أن يسلك ما يروق له، وقد وجدت أن هذا الخيار هو المتاح أثناء الكتابة.
* نساء القصر هل هن شخصيات حقيقيات؟.
- هذا السؤال يعيدني للسؤال الذي قبله، فنحن قراء مفتونون بمقارنة العمل الروائي بحياة الروائي نفسه، هل هو البطل أم لا، وسؤالك عن نساء القصر يؤكد أننا لا نستطيع الفصل بتاتا بين المتخيل والواقع.
* رواية ترمي بشرر محفزة للسخط عليك هل كنت تبحث عن هذا السخط لتكمل به سخط رواية فسوق؟.
- نرى جروح الآخرين لكننا لا نشعر بآلامهم. وإذا سردت سيرة من جرحهم تكون كمن يحمل الماء في غربال.نحن نسمع الصرخات العظيمة لكننا لا نشعر بأصحابها، وإذا شعرنا انحبست مشاعرنا عند اللحظة الأولى لانطلاق صرخاتهم. فأي سخط هذا الذي يحدث بينما لا نقدر على تضميد جرح ينكأ في كل حين.
* إلى أين ستكون رحلتك القادمة فقد نشرت القليل من (الهنداوية) فهل ستكون الهنداوية محطتك القادمة؟.
- لا أعلم تحديداً، فقط أريد (هذه الأيام) أن أشفى من أبطال رواية "ترمي بشرر".

عبدالعزيز رشيد
03-08-2010, 08:46 PM
صحيح روايته ليست روايه ، هي روايات بروايه !
ما استغربه انه اُدرج ضمن الرواه السعوديين ، وليته اُعطي قليلاً مما يستحق ..!

بشكل عام الروايه السعوديه مازالت تتعثر بخطواتها ، في الغالب وللأسف مقياس نجاح الرواية عند كاتبها والإعلام هو نسبه المبيعات وهذا معيار خاطيء ..
بين حين وآخر تظهر لنا أسماء لروايات لكنها كفقاعات تتصدر قوائم أعلى المبيعات بسرعه ، وتتبخر من ذهن قارئها بسرعه أكبر ، فمتى ماترك الروائي هاجس المبيعات ، وقدم أدباً يخلد به اسمه ، ستخرج الروايه السعوديه من بوتقه (التفاهه) التي نراها اليوم ..



مدن الملح ملحمة مازلت عاجزه عن الخروج من اجوائها ، جنية غازي القصيبي وان كان يسميها (حكايه) ، قلب من بنقلان لسيف الإسلام بن سعود ، الإرهابي 20 لعبدالله ثابت ، منذر القباني في حكومة الظل ابدع بالعمل واستطاع الخروج من ثوب الرواية السعودية الإعتياديه ..



محمد الحضيف يملك قلم جميل لكن خذله الإنتشار ..
ويبقى منيف مختلف ..!


سلمت عبدالعزيز على هذا الطرح ..




حيّاك أختي:الحنين

ليتني قرأت لعبدالرحمن منيف حتّى أحكم عل رواياته لكن بصراحه ألا ترين أنّه نال مايستحقّ؟ مثلا كتبه مصفوفة بجانب بعضها بواجهة العديد من المكتبات ,كان سيأخذ مايستحقّه أكثر لو نوقش بجديّة كون رواياته ليست روايات ..

عبدالله ثابت لاأدري لكنّني أعتقد بأنّه متطرّف لكن بالجهة المقابلة خاصة برواياته ومواضيعها ولاأعتقد أن أغلبها تناول الموضوع بشكل تحليليّ أو على شكل دراسة بإطار سرديّ روائيّ فمثلا لم يتجوّل في أعماق الفكر الذي يكتب ضدّه على الأقل ليقدّم ماوجده كدليل على مايقول

شكرا لك

عبدالعزيز رشيد
03-08-2010, 08:51 PM
مشكلة الرواية السعودية أخي عبدالعزيز أن كاتبها سعودي
ومعنى أن كاتبها سعودي أنها تدخل في إطار المرغوب للكشف عنه بمعنى أن المجتمع السعودي
له خصوصيته التي يتفرد بها عن سائر المجتمعات،والناشر ينظر على أن الدخول إلى هذا "التابو"
مهم جدا،فيسعى من خلال ما يصل إليه من أدب يُقال عنه رواية إلى أن يكشف مافي داخل هذاالمجتمع ذو الخصوصية
الواضحة،والتي تُغري بمزيد من الكشف.
الذين قرأت لهم من روائيين وروائيات سعوديات بعضهم كتب على استحياء،وبعضهم لامس المجتمع من بعيد من
خلال شخوص العمل الذي اشتغل عليه،وبعضهم انساق لما يرتئيه الناشر من رأي أو وجهة نظر فقدّم وجبة ساخنة
بعضهم صفق لها،وبعضهم الآخر سلّط عليها سوط الغضب والرفض القاطع.
والناشر في نهاية الأمر لايهمه سوى الربح المادي بصرف النظر عن الصورة التي ظهر بها هذا المجتمع أوذاك
وكلما أوغلت الصورة في الكشف عن المحظور أكثر ،كلما اتسعت رقعة الاحتواء.

المشكلة إذن تكمن في أمرين : ما يريده الناشر،وما يُعبر عنه الكاتب
لذا تترواح نسب الرضا والقبول،أو الرفض والسخط،وهذا أمر مقبول جدا في عالم كهذا...


تحياتي لك وكل عام وأنت بألف خير


أختي: شيخة
وصلتي لحقائق جميلة ..
مشكلة الروائيّ السعوديّ\يّة مادة دسمة وسلعة ثمينة يسهل استغلالها! كأداة لكشف المستور في مجتمعاتهم ,المشكلة بأنّنا قد لانلمس الجديّة بتقديم العمل الروائيّ فمثلا عندنا كتب فيكتور هوغو عن ثورة تموز 1830م كان قد تعب كثيرا وهو يكوّن الشخصيّات التي قامت بالثورة لاحقا وكأنّه كان يتتبّع ولادتها!!

عبدالعزيز رشيد
03-30-2010, 06:28 PM
لا .. وأقولها بالفم الملآن لأن الرطيان لاتنقصه الشهرة <<< أدري متعصبة : )
ولكن ربما أراد الخروج من جلباب كاتب المقال والأعمدة الصحفية [ أعتقد إنك تتذكر مقالي " تعليب كاتب " ] ..
أيضاً هو في نظر البعض - ولستُ منهم :) - استحدث نوع مختلف أو طريقة مختلفة في كتابة الرواية .. فهي رواية ولكنها مختلفة عن الطرح السائد ..!


حيّاك يافاطمة ..
وبعيد عن التعصّب (":
قبل الكلام تظلّ هنالك مشكلة بالنسبة لي لأنّني لم أقرأ رواية الرطيّان وهذا مايعطّل الكثير من الأمور الممكن مناقشتها فقط في حال قراءة الرواية لكن بخصوص استحداث نوع مختلف بكتابة الرواية هل تلك الطريقة التي قام بها تسمّى رواية حتّى نقول أنّه استحدث؟ وهل ذلك يشبه ماقاله القصيبي والغذامي حول (بنات الرياض) ؟
لدينا مشاكل كثيرة قد نقول بأنّنا لانملك روائيين حقيقيين كثر لكن وبنفس الوقت هل نملك كتّابا قادرين على تحليل الروايات؟

منوّرة ,

عبدالعزيز رشيد
03-30-2010, 06:30 PM
:

قرأت لكثيرٍ قليل ياعبدالعزيز ..

ولكن منيف هُوَ الوَحِيد الذي لَو لم يَكُن روائيّاً.. لَمَا كَانَ شيئاً !



خالد ,عربيّا إقرأ (ثمانون عاما بحثا عن مخرج).

عبدالعزيز رشيد
03-30-2010, 06:35 PM
الرواية في الخليج موضوع شيق ...لا اعرف بالتحديد اين وجه القصور ولكن ما حدث في الخليج من تحولات كبيرة خلال الاربعون سنة الماضية يجعل بيئتنا خصبة لافراز الكثير من الروايات التي تتطرق نحو قضايا شائكة ومواضيع حساسة لا زالت تهدد الانسان في هذه المنطقة وربما ما سلف من روايات هنا او هناك لم تعطي الصورة الكاملة او الشاملة او غير قادرة على ملامسة المحظور بشكل جيد سياسيا واجتماعيا ودينيا وخلقيا، لأننا نفتقر لروايات تنتقد الواقع وتستشرف المستقبل وتقدم رؤية صحيحة لما حدث في الماضي ويحدث الآن في الحاضر، أرجوا المعذرة فالرواية بحاجة لرجل مثقف ذو ثقافة عالية وراصد جيد لما يدور حوله في المجتمع والوطن بل لابد ان يكون صاحب مواهب فذة حتى يفرغ كل ذلك على شكل نصوص روائية سبيلها ليس فقط التنبيه وملامسة الوجع وانما تحمل في طياتها الكثير من أفكار ومبادئ التغيير

هيثم قلتها

الرواية بحاجة لرجل مثقّف

الكثير منهم لايؤمنون بذلك!
ماحدث من أحداث بالخليج على مدار 40 عاما لم يتمّ التطرّق له بشكلٍ جيّد بالروايات كلّ ماتمّ التطرّق له تقريبا قضايا حاضرة بالإمكان حصرها ومناقشتها في أعمدة الصحف

عبدالعزيز رشيد
03-30-2010, 06:42 PM
كانت أختي تحدثنيّ عن محاولات أ.قماشة العليان في محاولة نشر قصصها بواسطة دور النشر السعودية و لم يلقوا لها



أهتماماً .. حتى أنها كانت توزع بعض القصص على صديقاتها وكانت أختي منهن لِـ يقرأن أثناء المرحلة الجامعية ..
و كان أول أصدار لِـ كتابها كَـ نسخه أولى منه أُعطيت لِـ أختيّ .. و لا تزال تحتفظ بِها ..
أ . قماشة ... كاتبة من النوع المُتفرد .. و خصوصاً أنها بدأت في مرحلة عُمريّة مُبكرة و بِـ شكل مُحافظ في الكتابة
القُصصية .. بالرغم من ذلك ياعبدالعزيز لاقت نجاحاً باهراً .. فَـ أول ما يُبادر لِـ ذهني في ذكر كُتاب أو كاتبات سعوديات
تكون هي في المُقدمة ..
رجاء الصانع ربما الدعم و التبني الذي أرتكزت عليهِ جعل منها الشيء الكبير رغم أن روايتها لا تستحق .. كذلك أعتقد
المنع الذي صدر في حقها و عدم بيعها في السعودية دعمها كثيراً وكان لها لا عليها ..

بالنسبة للأعلام .. فعلاً هو كذلك ..
أحياناً يُسلط ضوء فكرة في رأسي لِـ أتعلم الشعر ..
ثم تأتي السُبل الميسره لِـ الرواية و أطمح أن أكتبهَا و أبعثها لأحد دور النشر ربما أحقق سمعة الصانع و ألفاظ السديم..
هكذا هو الأعلام لا يأخذ كُل موهبةٍ بِـ يدهَا .. يأخذ المطلوب شعبياً .. ويترك النادر تحت البلاط : ) ..


أخيراً .. " ومات الجسد " .. هي فكرٌ مُرتكز على قصة ربمَا مر بها البعض و لكنها الأقرب أحساساً بالشخصيَات .. كمَا
أنها تخلو من المشَاهد التيّ يعمد إليها الكثير من الروائيين لِـ جلب المشتري..




.




ياهلابك
مايميّز قماشة أن فترتها وظهورها رافق البزوغ الأوّل لاهتمام الشباب وخاصة الشابّات بالروايات لذلك نجد الكثير منهنّ يتحمّسون لها ويؤيّدونها وهي بنظري تستحقّ ذلك ولأنّ رواياتها لم تتلقّى كلمات إطراء من شخصيّات كبيرة+ منع لم تشتهر رواياتها كثيرا إذ أن ذكلّ ذلك يعتبر من أهم المقادير لاشتهار رواية معيّنة
أعتقد بأنّ الرواية السعوديّة كانت بحاجة لخبطة مستغربة لتحريك الساكن من اهتمام الناس بالروايات وهذا ماحدث لكن إلى متى وذلك الاضطراب؟

عبدالعزيز رشيد
04-10-2010, 03:46 PM
الروايات المحلية واشتراطات النهوض *

مقاربات العنوان
اخترت كلمة الروايات، لأنني لا أحب وصف الإنتاج الروائي السعودي بأنه يحمل هوية واحدة، بل إنه يحمل هويات عدّة، فثمة لدينا الرواية الإصلاحية، سواء أكانت تصب في الجانب الوعظي، أم في جانب مجابهة التيار الديني. ولدينا رواية السيرة الذاتية. ولدينا الرواية المونولوجية الذاتية. والرواية النسائية الصارخة. كما أن لدينا الرواية الإبداع بالمفهوم الأجناسي للنص الروائي.
واخترت كلمة المحليّة لرغبتي في ربط موقفي من الرواية انطلاقا من مشهدها المحلّي، كتابة وقراءة ونقدا، بيد أن مفهوم العمل الروائي السعودي يطرح إشكالات أخرى منها إشكالية مدى حضور التصنيف نفسه "سعودي" في العالم العربي، وهل هناك وجود لمفهوم "الرواية السعودية" لدى البلدان المجاورة لنا كما هو موجود مفهوم "الرواية المصرية"؟
واخترت كلمة اشتراطات بدلا من شروط، للتأكيد على أن هذه الاشتراطات إنما هي حتمية ويفرضها البحث عن العمل الروائي نفسه، فهي مشترطة من جهتين: من جهة اعتماد الذائقة الجمالية –أيا كانت- لها، ومن جهة طبيعة الجمال الروائي نفسه الذي لا يمكن تحققه في العالم الكوني من طريق كثافة النشر ولا إقبال القارئ على اقتناء الروايات.
واخترت كلمة: النهوض، بدلا من النهضة أو الإحياء واليقظة، لأن النهضة مفهوم اصطلاحي كثر استخدامه في العالم فيما يتعلق بفكرة هزيمة الأمة وظهور أسئلة النهضة الحضارية بدأ من القرن التاسع عشر الميلادي وحتى الآن. كما أن مفهوم النهضة الأدبية من حيث الإطلاق ينتمي لمرحلة زمنية سابقة، كما جرى في مصر بعد دخول الاستعمار الفرنسي إليها، وذلك التوصيف لا يتطابق مع موضوعنا، لذلك لم أحب استخدامه. وكذا هو يطلق على انتقال أوربا من العصور الوسطى إلى العصور الحديثة، أو على نهضات أدبية وفنية حصلت كنهضة إيطاليا في القرن الرابع عشر، وليس هذا التناول ما نقدم له اشتراطاتنا.
كما أن مفهوم اليقظة أو الصحوة عائد إلى استخدامات أخرى أغلبها دينية ووعظية، ولا مجال هنا لاستصحابها.
واخترت النهوض بدلا من التقدّم والتأخر، لأنني لا أعتقد أن الرواية السعودية عاشت مرحلة تأخر دائمة، بل أرى أنها عاشت مرحلة تقدم تلتها مرحلة تأخر، وبهذا يكون دعوتي للتقدم هو دعوة لعودة إلى مرحلة كانت متقدمة، ولذلك تلافيت كلمة: التقدم والتأخر، مع أنها مشتركة بين الإطلاق المعاصر وألفاظ الموروثة من الوحي، كقوله تعالى: "لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر".
أما مفهوم النهوض فهو اشتقاق مصدري حر، لا ينتمي إلى عالم الاصطلاحات، فعل ذاتي غير ناتج من استشعار لهزيمة، ولا لنزعة وعظية في إطار الخطاب، وإذن فهو ليس ردة فعل، ولا فعلا عاطفيا، بقدر ما هو رغبة ابتدائية لدى الفرد أو المجتمع في أداء أفضل.
لكن ماذا لو تعمدنا المقاربة بين لفظ النهوض، وألفاظ كاليقظة أو الإحياء؟
سنجد أنه فيما يتعلق بالموروث العربي يعنى القرآن الكريم بألفاظ إيقاظ الحواس والإدراكات، مثل: أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها، فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور". ولفظ آخر: "فإنك لا تسمع الموتى". ولفظ آخر: "أو من كان ميتا فأحييناه". ولفظ آخر: "وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات".
فالموروث الإسلامي ركز على مفهوم حسي ومعنوي وهو مفهوم إيقاظ الحواس والإدراكات أكثر مما ركز على المفهوم الحركي وهو مفهوم: النهوض. الذي نجده شائعا لدى الغرب، في كتب الفلسفة والتاريخ فيقال: عصر النهضة. وليست هذه الورقة المختصرة بمجال لاستقراء الشواهد على ذلك. لكن ما يهم هنا أن ندرك أنه نتيجة لاختلاف التناولين نجد أن الخطابات الإسلامية تنطلق من مفاهيم إيقاظ الإدراكات والإحياء في مسايرة لنصوص التراث وهي: الإيقاظ، والصحوة، وأن الخطابات الغربية تنطلق من مفاهيم حركية كالنهضة، بيد أن الخطاب الغربي استأثر بالمفهوم المشترك بين الدين والتغريب وهو مفهوم: "التقدم والتأخر" واستأثر كذلك بمفهوم قرآني آخر في المضمار نفسه وهو مفهوم "التغيير" الذي جاء في قوله تعالى: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" وكل هذه المفاهيم باشتراكها في المعنى الذي تتناوله الورقة تعنينا، ويعنينا استخلاص الاشتراطات المطلوبة لنهوض الرواية عن طريق المقاربة بينها .
على أن المفهوم الحركي للتطور من المفضول إلى الفاضل وضده موجود في القرآن، فنجد أنه ينتقد من "أخلد إلى الأرض". ويقول عنه: "ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض". ونجد مفهوما حركيا آخر عن بني إسرائيل وهو: "حملوا التوراة ثم لم يحملوها". ومن السنة النبوية مثالا حركيا آخر: وهو رفع الرأس كما في حديث: "ومثل من لم يرفع بذلك رأساً، ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به".
كما أننا نجد ألفاظا محايدة لا تتعلق بالجانب الحركي ولا بالجانب المعنوي الحسي، فمن الحديث السابق أيضا نقتنص مفهوما آخر يتعلق بالقابلية نفسها، بغض النظر عن مفهوم الإيقاظ أو مفهوم النهوض، وهو مفهوم مشترك بينهما وهو: الخصوبة والنقاء وضدهما". فقد جاء في الحديث: "الأرض النقية" "والأجادب التي تمسك الماء" "والقيعان التي لا أنبتت كلأ ولا أمسكت ماء".


الاشتراطات
بالمقاربة السابقة التي وفَّقنا فيها بين مفردات عنوان الورقة والمفردات التي تجنبناها نجد أننا في كل تلك الاصطلاحات نبحث عن ثلاثة اشتراطات رئيسية:
عن أرض خصبة نقية.
وعن إيقاظ للإدراكات.
وعن نهوض ذاتي.


اشتراط الأرض
الخصوبة والنقاء.. وعكس العلاقة بين العلة والمعلول
يمكن أن نفسر الخصوبة فيما يتعلق بالآداب والفنون بالاستعدادات الموجودة ابتداءً لدى مجتمع ما لتقبل نوع معين من الآداب والفنون. وتنقسم هذه الاستعدادات إلى قسمين:
استعدادات فطرية: وهي الاستعداد الفطري لدى الإنسان لتقبل الجمال والتأثر به.
واستعدادات مكتسبة: وهي ناتجة عن وجود أرضية ثقافية تشربت الأعمال الإبداعية المهمة في هذا الفن محليا وعربيا وعالميا، وتكوّن منها ذوق اعتباريّ يصح أن يستنبت منه تصور حقيقي لهذا الفن –ونعني به الرواية- وأن ينطلق القارئ والناقد والكاتب من هذا التصور الموحّد للتكوين الأوليّ لهذا الفن.
وهذه الأرضية لا تتكون من نواحٍ تنظيرية، ولا من رصيد من القراءات النقدية، ولا من مجمل المقالات المنشورة في الصحافة، ولا من استقراء مبيعات الأعمال الروائية وأيها أشد جذبا للاقتناء من الآخر. لأن كل الأمور آنفة الذكر لا يصح وصفها بالأرضية، أولا لأنها ليست ثابتة، وثانيا لأنها مخرجات لمعطيات مجهولة.
كما أن هذا المفهوم "الخصوبة" لا يقصد به أن نبحث عن إجابة عن سؤال الماهية. فبالنظر إلى مفهوم الفن بصورة عامة نجد أن التأسيس الذائقي له غير متعلق بسؤال: ما هو الفن! بل هو متأسس على سؤال: ماذا نعرف عن الفن!
وإذن فالتأسيس هنا مبني على جانب معرفي متعلق أولا وأخيرا بالاطلاع على الفن ذاته، ومن ثم بعد ذلك يأتي تصوره.
بيد أن ما نراه يجري في وسط الروايات المحلية الآن، هو أن القارئ والكاتب يبحثان عن تصور ذاتي للفن الروائي قبل الاطلاع الجيد عليه. فتنعكس العلاقة بين العلة والمعلول. ويصبح التصور السابق على الاطلاع هو المتحكم في الاطلاع نفسه. ما ينتج حتما ذائقة غير جمالية تحاول أن تحدد ما هو جمالي.
فقبل أن نحدد تصورنا لماهية الرواية يجب علينا أن نطلع على أهم الأعمال الروائية، بدءا من الكلاسيكيات المؤسسة لها بدءا من الملاحم، كالإلياذة، والأوديسة، ثم ألف ليلة وليلة، والديكاميرون، وبالاطلاع على الموروث العربي في هذا المجال مثل كليلة ودمنة ورسالة التوابع والزوابع ورسالة الغفران ورسالة الملائكة وحي بن يقظان، مرورا بالكوميديا الإلهية لدانتي، وبالفردوس المفقود والفردوس العائد لجون ميلتون، واطلاعا على بدايات تشكل الرواية الأوربية في صورتها الاستئنافية كما في الدون كيشوت، بالتنويع بينها وبين أعمال لا يشترط أن تكون روائية مائة في المائة كمسرحيات شيكسبير وفاوست يوهان غوتة. كما على المتذوق أن يطلع بعد هذه الكلاسيكيات على نتاج الرواية الرومنسية لدى روسو وهيغو وإيميلي وشارلوت برونتي وبوشكين وغوتة وطاغور. وأن يتوقف عند بدايات الرواية الطبيعية والواقعية لدى فلوبير وزولا وبلزاك وستندال وتولستوي وديستوفسكي وغيرهم. ثم ليعرّج بعد ذلك على كلاسيكيات القرن العشرين مثل أعمال بروست وكافكا وبيرل باك ومورافيا ومورياك وكامو وفوكنر وغولدينج وشتاينبيك وهيمنغوي وغيرهم، وعلى الأعمال العربية المهمة، فيعرف الفرق بين الرواية ذات البعد التاريخي، والرواية التسجيلية، والرواية الواقعية، ورواية تيار الوعي، ورواية الواقعية السحرية. وبهذا تتحصل عنده أرضية الخصوبة والنقاء، وتكون ذائقته مستعدة لاستقبال الأعمال الروائية في الألفية الميلادية الجديدة.
لكن ما الذي حدث؟ الذي حدث هو العكس، فرأينا أن عددا كبيرا من القراء والروائيين السعوديين بدؤوا قراءة الأدب انطلاقا من أعمال ماركيز وزوسكيند وقد تسبقها اطلاعات متقطعة على منيف ومشري، وجرد سريع لشقة الحرية وروايات تركي الحمد. وثنوا ذلك بقراءة أعمال عبده خال وتخللتها قراءات لأحلام مستغانمي. ثم خاضوا جدلا حول رواية بنات الرياض، هل هي رواية أم لا؟ وانفجرت قنبلة المحاكاة وأدخَلت الصراعات الأيديولوجية في أتونها كل وسائل التعبير وكل الفنون بما في ذلك الكوميديا والشعر الشعبي والرواية، فأصبح دور هذه الفنون تعبيريا محضا عن المشكلات وإصلاحيا في بعض الأحوال، وفضفضة عن الذكريات أحيانا، ومرة لتسويق اسم أدبيّ سهل في وسط مستعد للإشادة بكل غلاف كتبت عليه رواية وتلقى مديحا في الصحافة. وغفل الوسط والمشهد كله تقريبا عن اشتراط الخصوبة والنقاء، بل ونتج عن ذلك تهميش أعمال روائية عالية المستوى وإقصائها من دائرة الضوء، بخاصة روايات الأطراف.


اشتراط إيقاظ الإدراكات
بين إنكار البديهيات... والتسليم بالنظريات
بعد أن يتحقق اشتراط الخصوبة نأتي لاشتراط الإدراك، وهو تحرير الذائقة الخصبة من كل ما سوى البديهيات الجمالية التي لا تحتاج إلى برهنة، والنظر في كل مسألة تصديقية بعين مستقلة تعتمد على المعرفة الواعية المكتسبة.
فنحن نقرأ جميعا أن أعمال كافكا تألقت بالغموض، ونقرأ أن الغرائبية السحرية بصمة خاصة بماركيز، ونسمع أن أفضل القصص الواقعية هي قصص تشيخوف، وأن المونولوج الداخلي أو تيار الوعي عائد لجيمس جويس، وأن الوهم والأحلام الخرافية صنعة سرفانتس صاحب الدون كيشوت، وأن الجملة الطويلة ابتكار مارسيل بروست. إلى غير ذلك من النظريات التي أصبحت مسلمات في واقع قراءتنا اليومية. وفي الوقت نفسه نجد من يقول عن رواية العالم العربي: أحلام مستغانمي روائية اللغة. وبراعة نجيب محفوظ في رواية الحوار. ومنيف يكتب الرواية التسجيلية الرمزية. وعبده خال روائي معاناة الطبقات الدنيا. وهكذا... تتحول مجموعة من الأمور النظرية التي ينبغي عدم الاكتفاء بها، وإنما يجب البحث فيها والتساؤل: هل هي ثابتة أم مختلف عليها؟ تتحول إلى مسلمات.
وثمة نوع آخر من أنواع النظريات التي يستبدهها كثير من القراء، وهي تحتاج إلى إيقاظ الإدراكات، كتلك المتعلقة بأن الخروج على الثوابت، ومصادمة التابو هي ما يمنح العمل الفني قيمته، فيما يقول آخر: إن الفكرة السامية للموضوع هي ما يمنحه قيمته الفنية، أو يقول: إن إبراز كوامن النفس البشرية هو المكون الجمالي في الرواية، أو إن إظهار المطحونين وكشف وحشية الإنسان هو سر الإبداع. فكل هذه جمل خبرية، ناتجة عن آراء فردية تم تعميمها، لأشخاص يمتلكون أرضيات خصبة كأرضياتنا، ولكنها استنتاجات خاضعة للنقد والتمحيص، فلا ينبغي التسليم بها إلا بعد عرضها ودراستها.
ونتج عن ذلك أن القارئ صاحب الذائقة الجيدة أصبح متلقيا "مفعولا به" فيما يتعلق بما يتردد عن الأعمال الروائية، فعلى رغم امتلاكه الأدوات إلا أنه ينساق إلى تصديق بعض المقولات النقدية على أنها حقائق، ويجد نفسه فيما بعد مقيدا تحت تأثير ما ينشر في وسائل الإعلام أو في بعض الدراسات دون أن يملك اختياراته الخاصة.
أما ما يخص جانب إنكار البديهيات، فنقول: إن عملية إفساد البديهيات النقية تجري للأسف ليس في الأوساط التسويقية فحسب، بل وفي الأوساط النقدية أيضا، ونتج عن التشكيك في البديهيات إلغاء دور الحصيلة القرائية والثقافة الروائية، فعلى سبيل المثال: أصبحنا نرى نقادا كبارا يثنون على أعمال روائية لا تتصف بأدنى أوصاف الأجناس الأدبية، فضلا عن أن تؤطر بتسمية "رواية"، وأن روايات لم تكتب بلغة عربية سليمة، ومليئة بالأخطاء المعرفية، والتناقضات في أوصاف الشخصيات، وفي الأحداث، وتكاد تخلو من عنصر الإقناع، وأن بعض الصياغات الشفوية المفرغة على ورق أصبحت أيدي النقاد تتلقفها وتنظّر لها وتستحسنها وتتكلف المحال في إثبات المقومات الجمالية لها، وكأن هذا الفن لا توجد له أساسيات بديهية تحدد ما ينتمي إليه وما لا ينتمي إليه.
إن كارثة إنكار البديهيات وانطلاقها من بعض أوساط النقاد بخاصة وتقبل الرأي العام القرائي لها ستفضي إلى "لاأدرية" شاملة سينتج عنها تحول تلقائي لمفهوم فن الرواية إلى شيء هلامي لا يمكن تحديده، بل يمكن أن يكون أي عمل جيدا أو رديئا بحسب اليد التي تتلقفه إن بالاستحسان أو بضده. وهذا الوزر يتحمل عبأه ما قام به في بداية الألفية الثالثة عدد من الأسماء الأدبية والنقدية المعروفة من إبراز أعمال رديئة أو هاوية وفتح الساحة لها، وهو ما جعل القارئ البسيط والعاميّ الأمي والروائي الهاوي والروائي المحترف يقفون على قدم مساواة أمام القراء والنقاد، ومقالات المديح والمبيعات هي ما يحكم المشهد المحلي الروائي.


اشتراط الذاتية
النهوض العصامي... والمبدع المتخاذل
مسؤولية النهوض الذاتي تقع على الروائي المحترف نفسه، إذ بدأنا نلحظ أنّ انكباب المشهد على أنواع أخرى من الروايات غير الجيّدة بدأ يؤثر في الروائي المبدع نفسه، "فأخلد إلى الأرض" "ولم يرفع بالإبداع رأسا"، و"مشى في الظلمات" وتخلى عن تميّزه الإبداعي، ودخل في مغامرة الترويج والبحث عن المديح والمبيعات. أو نجد أنه خاض رهاناً يسميه بعضهم "خوض الساحة" بيد أنه لم يلتفت إلى أمر مهم، وهو أن الترويج والمديح سيشاركه فيه جميع أصناف كتاب الرواية في المشهد المحلي، وقد يتم تقديمهم عليه، وهو إذن ليس رهانا إبداعيا خالصا.
إما ذلك الرهان وإما أنه اقترب إلى محاكاة بعض الأعمال المشتهرة، بالبحث عن أسباب اشتهارها، وإدراجها في عمله، مع محاولة المحافظة على الناحية الفنية فيه قدر المستطاع، فنجد أن روائية مثل رجاء عالم تخلت عن خطها الفني وخاضت هذه الغمار في روايتيها: غير وغير –التي كتبتها باسم هاجر المكي- وستر، التي عبرت بها إلى عوالم رواية المنطقة الوسطى فتخلت عن خصوصيتها. والأمر نفسه جرى مع عبده خال في رواية فسوق، إذ رأى أن الرواية التي يتم الإقبال عليها والترويج لها هي رواية المركز التي تحمل خطابا مباشرا يهاجم التيار الصحوي. في حين كانت روايات الأطراف معناة بخصوصيتها البيئيّة والاجتماعية وخصوصية مواضيعها، كما رأينا في أعمال ليلى الجهني وعواض العصيمي وعبدالله التعزي وصلاح القرشي وماجد الجارد وعلي المجنوني مؤخرا في روايته السعودية الأولى للأطفال: إجازة الشمس.
لقد اختار المبدع رهان "الضوء" أو "خوض الساحة"، فانجرف إلى روايات المركز ودخل منافسات المبيعات والترويج والبحث عن مقالات المديح المجانية التي ينالها هو وينالها معه الروائي غير المبدع، فيما اختارت قلة قليلة من كتاب المركز وكتاب الأطراف بصورة عامة "رهان البقاء"، بمعنى: أنهم راهنوا على أن الرواية الجيدة هي ما سيبقى وسينسى السجل الإبداعي الروايات الرديئة. وأعتقد أن هذا الرهان أيضا غير مضمون النجاح، لأن ما جرى للروايات التي اشتهرت لم يكن فقاعات وتلاشت، بل كان ينتمي إلى عالم الظواهر، والظواهر الكبرى لا تندثر وتنسى بتلك السهولة المفترضة.
من هنا فإنه لا خيار أمام المبدع سوى النهوض و"التحمل" و"رفع الرأس"، والتركيز على الجانب الفني للعمل، وعدم الإبحار إلى ضفاف أخرى لا تهتم بالاشتراطات الفنيّة.
وعلى المبدعين الحقيقيين أن يُعنى بعضهم ببعض وأن يركزوا على توفر الاشتراطات الفنية في كتاباتهم الروائية ومراجعاتهم، دون الالتفات إلى ما يمكن أن يحدث في عالم الفوضى الذي تحكمه قواعد المديح والترويج وعدد المبيعات، فتلك عوالم تحكمها شريعة السوق الذي يلعب بما يكسب، بغض النظر عن كونه جيدا أم غير جيد.

مبايض الورقة
باولا. إيزابيل الليندي.
2. البقع الأرجوانية في الرواية الغربية. حسن حميد.
3. تاريخ الرواية الحديثة. ر.م. البيريس.
4. رائحة الجوافة. لقاء مع ماركيز.
5. رسائل إلى روائي شاب. ماريو يوسا.
6. رسائل كافكا. فرانز كافكا.
7. الستارة. ميلان كونديرا.
8. في النقد الأدبي الحديث. محمد غنيمي هلال.
9. لصوص النار. لقاءات مع روائيين عالميين.
10. مدار الحكاية. علي الشدوي.


* ورقة ألقيت في النادي الأدبي في أبها، بتاريخ 5/4/2010.

قمر
04-10-2010, 04:55 PM
ماهي تطلّعاتكم بالرواية السعوديّة؟

يتراءى لي تحمل الطابع المأساوي... ولا أدري لما ...!



وهل هنالك رواية حازت على شيءٍ من تطلّعاتكم؟

همممم صُـوفيآ و سَـقفْ الكِفآيّة لـ محمد حسن علوان

هل هنالك حقّا روائيّ مرموق بمعنى الكلمة بوجهة نظركم؟

محمد حسن علوان روائي غني عن التعريف



أصبحت الروايات كثيرة
وأصبحنا نحن نبحث عن التميز
والروايات المتميزة اثنين او ثلاث فقط
اما باقي الروايات فهي عبارة عن يوميات ومذكرات روتينيه ...
الرواية المتميزة في نظري ان تكون أولاً ثرية بالثراء اللغوي
ان تتنوع بين الواقع والخيال
يبتعد عن افكارتقليدية إنما يجعلها تحمل أفكار خارج عن المألوف
هذا سيجعلها مشوقة ومحببة للقراءة
تحمل المتعة والفائدة معاً



شكرا لك عبدالعزيز

عبدالعزيز رشيد
04-18-2010, 04:06 PM
العزيز عبدالعزيز رشيد

لك النصيب الأكبر من الجمال دائماً ، ولي عتب أنه دائماً تذكر الرواية السعودية ولا يذكر أسم عبدالرحمن منيف ولو غاب

أسم عبدالرحمن منيف عن الرواية السعودية أو العربية لما كانت هنالك رواية بل هنالك محاولات مضحكة مبكية !!

وسأدخل لأسئلتك مباشرة .

ماهي تطلّعاتكم بالرواية السعوديّة؟

أن تكون أفضل من حالها الحالية التي تخاطب حالة معينة ولم تتقنها أو أنها صرفت النظر عن ما هي الرواية ودخلت فيما

دون ذلك لكسب القاريء البسيط أو المراهق إن صحت التسمية بدءاً بالدكتور غازي القصيبي ومروراً بتركي الحمد

والعدامة والشميسي أو منهم بدرجة أقل أدبياً كرجاء الصانع وإبراهيم بادي وبقية الروائيين السعوديين .

وهل هنالك رواية حازت على شيءٍ من تطلّعاتكم؟

جميع روايات عبدالرحمن منيف من شرق المتوسط إلى قصة حب مجوسية إلى الأشجار وأغتيال مرزوق ومروراُ بمدن

الملح وتعريجاً على أرض السواد وسباق المسافات الطويلة وختمت بأم النذور .

هل هنالك حقّا روائيّ مرموق بمعنى الكلمة بوجهة نظركم؟

سعودياً لا يوجد إلا عبدالرحمن منيف .

عربياً عبدالرحمن منيف .

عالمياً دان براون - غابرييل غارسيا ماركيز - فولتير



قبل كلّ شيء:"ماأجمل أن نختلف مع من نحبّ محاورتهم "

أخي :سالم

عدم ذكري لعبدالرحمن منيف لايُنقص من قيمته والجزم بأنّه وبشكلٍ مطلق يجب ذكر اسمه كأحد أبرز الروائيّين العرب ليس إلا خطأً أجزم بفداحته !, من العرب هنالك الكثير مثلا:الطيّب صالح،ابراهيم نصر الله ، امين معلوف، جبرا ابراهيم جبرا,واسيني الأعرج وغيرهم الكثير عندها نستطيع القول بأنّ عبدالرحمن منيف أحدهم بكلّ جدارة

ممم من كلامك ادركت بأنّك تميل كثيرا كثيرا لعبدالرحمن منيف(": حسنا إقرأ لأمين معلوف _لبناني يكتب بالفرنسيّة_ وستجد مايعجبك

أشكرك كثيرا

عبدالعزيز رشيد
04-18-2010, 04:07 PM
*

كان لي رد " وأكله الذئب " (:
سأعود بمزاج ورد آخر..،


ومثل مانتظرنا سابقا
سننتظر ..

عبدالعزيز رشيد
04-29-2010, 11:20 PM
كنت أودّ الحديث عن أمرٍ ما ولم أجد أفضل من اتّخاذ هذه الرواية كنموذج لماأريد قوله.


http://www.pen-ar.com/File/Smrqnd.jpg (http://www.pen-ar.com/File/Smrqnd.jpg)

رواية:سمرقند
لأمين معلوف

... قبل اقتنائها كان أحدهم قد امتدحها لي وقال:"أحببتها لأنّني كنت أريد أن أعرف عمر الخيّام أكثر" , الغريب أنّني اقتنيتها وكأنّني سمعته يقول:"الغزالي" بدلا من الخيّام! لأنّني كنت أريد معرفة الرجل أكثر وتاريخه وأكثر من ذلك تاريخ ذلك الشطر من البلاد والتاريخ وعلى كلّ حال زمن عمر الخيّام كذلك جذبني رغم أنّ الرجل لم يجذبني لاهو ولارباعيّاته.


كنت قد تساءلت وأردت أن أعلم:من الأفضل الروائين العرب الذين يكتبون بالعربيّة أم باللغة الأجنبيّة؟.

عند الكتابة باللغة العربيّة _خاصة عندما يتمّ اللجوء إليها لغاية ما_ بالإمكان إغراق الرواية باللغة الشاعريّة الخلابة في حين لايمكن فعل ذلك بنفس الدرجة بلغة أجنبيّة,لكن عندما يكتب العربيّ بلغة أجنبيّة فهو يريد اطلاع الآخرين ونقل الأحداث لهم وبلغتهم لذلك تكون هنالك جديّة أكثر في العمل الروائيّ رجوعهه للتاريخ والوثائق ومحاولة خلق إطار سرديّ مناسب لكلّ ماحدث لأنّ الخلط بين الخيال والوقائع التاريخيّةعملٌ يستوجب:الدقّة,المعرفة, التفصيل.


بصراحة الرواية استحقّت جملة:"عمل روائيّ" , أجد هذه الجملة تحوي أكثر من السرد وتقليب الأحداث باختصار يحتاج إلى عملٍ من الأجمل الشروع بكتابة رواية.


لكن هنالك عدّة عوائق قد تعرقل عمل الروائيّ إذا اتّخذ هذا المجال:
1- بالشخصيّة التاريخيّة تكون مقيّدا في تحريكه وتوجيهه
2- أنت ملزمٌ بالأخذ بالأحداث التي عاصرته بدلا من التحرّر منها
3- عليك أن تعرف الشخص أكثر:معتقداته,لغته,طباعه,ملامحه_أحيانا_

وأيضا عندما يكتب الروائيّ ردّات فعل الشخصيّة من الأحداث قد يكون هنالك خللٌ ما وماأعنيه هو أن ردّة الفعل قد لاتكون دقيقة إلا بالخيال أيّ لو افترضنا حدوث الحدث المسبّب لردّة الفعل بالواقع قد تكون ردّة فعل الشخصيّة مخالفا لما كُتب.

أكرّر إعجابي لأمين معلوف وأكرّر رغبتي وأمنيتي بوجود عملٍ روائيّ يتناول قضيّة ما عندنا لها جذور كانت قبل التأسيس. أمين معلوف كتب للعالم مايودّ معرفته فمن يكتب لنا مانودّ معرفته عن بلادنا؟.

نقطة:عندما كان أميل زولا يريد كتابة رواية له كان يتجوّل في شوارع باريس ولطالما شوهد برفقة أصدقائه الانطباعيين ومعه ورقة يدوّن بها مايريد وكأنّها رسومات أوّليّة لأعمالة.