ذياب العسكر
08-21-2009, 06:15 PM
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أعضاء وزوّار منتدى : أبعاد أدبيّة أسعد الله أوقاتكم بما يحبّ ويرضى ..
-
-
الجهراء مدينة الصّمود ، و بوّابة التّحرير، إستقبلت الحزن ذات مساء أذاب القلوب ، وألجم المشاعر، وقبضت القلوب وتسارعت نبضاتها ، وأتّجهت الأذهان لمعرفة الحقيقة ، وبين تصديق وتكذيب ، وبين تأكيد وإشاعة ، فالمصيبة كانت أكبر بكثير من حجم المشاعر الإنسانيّة التّي سادها الذّهول وتلعثم بها التّعبير .
فقد كانت السّاعة التّاسعة و النّصف تقريبا ، عندما وصل ( مسج ) عن طريق الهاتف المحمول لواحد من الأصدقاء أثناء وجوده عندي ، وكان هذا المسج يحمل خبر : نشوب حريق في إحدى الخيام المنصوبة بمناسبة حفل زفاف بمحافظة الجهراء ، ( منطقة العيون) ، وهذه الخيمة كانت تخصّ حفل النّساء .
وماهيّ إلّا دقائق قليلة حتّى إنتشر الخبر كسرعة النار الّـتي إلتهمت تلك الخيمة ، وأودت بحياة أكثر من 45 إمرأة وطفلا ، وأكثر من 60 حالة إصابة .. !!
لم يكن مجرّد حادث حريق عاديّ كالكثير من حوادث الحرائق بما يخصّ حجم الحالة و الإصابات البشريّة ، إنّما كان فاجعة مأساويّة أثّرت بالجميع ، وأضرّت بالكثير ، وكارثة ألمّت ليس فقط بأهلها ، إنّما الكويت ككلّ شعبا وحكومة ، لا زلنا إلى هذه اللحظة نتحدّث عن هذا المصاب الجللّ بمشاعر الحزن تجاه الضّحايا وذويهم ، و النّكبة الّتي نسأل الله أن يلطف بمن أصابتهم ، و لا يرينا وإيّاكم مكروها بعزيز وغالِ .
فليس جميع أهل الجهراء لهم أقارب من اللاتي إستشهدن ، أو أصبنّ بهذه الحادثة ، لكن حجم الخسارة جعلنا نشعر بعميق الحزن و المشاعر الّتي نحملها إليهم بهذا المصاب ، بالإضافة إلى وجود من تربطنا بهم صلة النّسب كأبناء عمومة ، أو ممّن تربطنا بهم علاقة إجتماعيّة ، فإنسانيّتنا تجعلنا نتألّم ونحزن لهذه الحادثة الّـتي تسبّبت بها غيرة إمرأة تصرّفت بروح شرّيرة أزهقت العشرات من الأرواح البريئة الّتـي لا ذنب لها غير أنّها جاءت تشارك الآخرين فرحتهم بما تحتمه علينا ديانتنا الإسلاميّة ، وروابطنا الإجتماعيّة .
وها قد مرّ إسبوع ، ومازال الحزن والتمعّن بحجم الكارثة يساورنا جميعا ، وخاصة عندما نسمع ونرى عبرات ذوي الضّحايا ، أو حين نشاهد لوحات التّعزية الّتي ملأت شوارع الجهراء ، أو حتّى حين نتطرّق لهذه الحادثة لأيّ سببّ من الأسباب ، وسيبقى 15/ 8 / 2009 تاريخا مكتوبا على صفحات الجهراء الحزينة ، وستبقى ذكراه مصحوبة بالحزن و الأسى ..!!
فنسأل الله العليّ القدير أن يرحم الأموات وأن يتقبّلهم من الشّهداء بإذنه تعالى ، وأن يلهم ذويهم الصّبر والسّلوان ، ويمنّ على المصابين بالشّفاء العاجل ويأخذ بأيديهم حين يتذكرون ماحدث ذلك المساء ، وتمرّ أمام مخيّلتهم وذاكرتهم وجوده أحبّة فقدوهم إلى الأبد ، و لاحول و لا قوّة إلّا بالله ، وإنّا لله و إنّأ إليه راجعون ..
-
-
نشر في جريدة الرؤية ، بتأريخ اليوم : الجمعة 21/8/2009
-
-
أعضاء وزوّار منتدى : أبعاد أدبيّة أسعد الله أوقاتكم بما يحبّ ويرضى ..
-
-
الجهراء مدينة الصّمود ، و بوّابة التّحرير، إستقبلت الحزن ذات مساء أذاب القلوب ، وألجم المشاعر، وقبضت القلوب وتسارعت نبضاتها ، وأتّجهت الأذهان لمعرفة الحقيقة ، وبين تصديق وتكذيب ، وبين تأكيد وإشاعة ، فالمصيبة كانت أكبر بكثير من حجم المشاعر الإنسانيّة التّي سادها الذّهول وتلعثم بها التّعبير .
فقد كانت السّاعة التّاسعة و النّصف تقريبا ، عندما وصل ( مسج ) عن طريق الهاتف المحمول لواحد من الأصدقاء أثناء وجوده عندي ، وكان هذا المسج يحمل خبر : نشوب حريق في إحدى الخيام المنصوبة بمناسبة حفل زفاف بمحافظة الجهراء ، ( منطقة العيون) ، وهذه الخيمة كانت تخصّ حفل النّساء .
وماهيّ إلّا دقائق قليلة حتّى إنتشر الخبر كسرعة النار الّـتي إلتهمت تلك الخيمة ، وأودت بحياة أكثر من 45 إمرأة وطفلا ، وأكثر من 60 حالة إصابة .. !!
لم يكن مجرّد حادث حريق عاديّ كالكثير من حوادث الحرائق بما يخصّ حجم الحالة و الإصابات البشريّة ، إنّما كان فاجعة مأساويّة أثّرت بالجميع ، وأضرّت بالكثير ، وكارثة ألمّت ليس فقط بأهلها ، إنّما الكويت ككلّ شعبا وحكومة ، لا زلنا إلى هذه اللحظة نتحدّث عن هذا المصاب الجللّ بمشاعر الحزن تجاه الضّحايا وذويهم ، و النّكبة الّتي نسأل الله أن يلطف بمن أصابتهم ، و لا يرينا وإيّاكم مكروها بعزيز وغالِ .
فليس جميع أهل الجهراء لهم أقارب من اللاتي إستشهدن ، أو أصبنّ بهذه الحادثة ، لكن حجم الخسارة جعلنا نشعر بعميق الحزن و المشاعر الّتي نحملها إليهم بهذا المصاب ، بالإضافة إلى وجود من تربطنا بهم صلة النّسب كأبناء عمومة ، أو ممّن تربطنا بهم علاقة إجتماعيّة ، فإنسانيّتنا تجعلنا نتألّم ونحزن لهذه الحادثة الّـتي تسبّبت بها غيرة إمرأة تصرّفت بروح شرّيرة أزهقت العشرات من الأرواح البريئة الّتـي لا ذنب لها غير أنّها جاءت تشارك الآخرين فرحتهم بما تحتمه علينا ديانتنا الإسلاميّة ، وروابطنا الإجتماعيّة .
وها قد مرّ إسبوع ، ومازال الحزن والتمعّن بحجم الكارثة يساورنا جميعا ، وخاصة عندما نسمع ونرى عبرات ذوي الضّحايا ، أو حين نشاهد لوحات التّعزية الّتي ملأت شوارع الجهراء ، أو حتّى حين نتطرّق لهذه الحادثة لأيّ سببّ من الأسباب ، وسيبقى 15/ 8 / 2009 تاريخا مكتوبا على صفحات الجهراء الحزينة ، وستبقى ذكراه مصحوبة بالحزن و الأسى ..!!
فنسأل الله العليّ القدير أن يرحم الأموات وأن يتقبّلهم من الشّهداء بإذنه تعالى ، وأن يلهم ذويهم الصّبر والسّلوان ، ويمنّ على المصابين بالشّفاء العاجل ويأخذ بأيديهم حين يتذكرون ماحدث ذلك المساء ، وتمرّ أمام مخيّلتهم وذاكرتهم وجوده أحبّة فقدوهم إلى الأبد ، و لاحول و لا قوّة إلّا بالله ، وإنّا لله و إنّأ إليه راجعون ..
-
-
نشر في جريدة الرؤية ، بتأريخ اليوم : الجمعة 21/8/2009
-
-