حنان العصيمي
09-15-2009, 11:55 PM
(1)
من المعروف أن الملك لويس الرابع عشر كانت له تصرفات غريبة ويبتكر الحيل ...دخل يوماً على أحد السجناء وكان محكوماً عليه بالإعدام ولم يبقَ على موعد إعدامه سوى ليلة واحدة ، وقال له : أعطيك فرصة إن نجحت في استغلالها فبإمكانك إن تنجوا ....هناك مخرج موجود في جناحك بدون حراسه إن تمكنت من العثور عليه يمكنك الخروج والنجاة من الإعدام ، وان لم تتمكن فان الحراس سيأتون غدا مع شروق الشمس لتنفيذ حكم الإعدام ...
فكّ الحراس سلاسل ذاك السجين وخرجوا مع الملك .. وبدأت محاولات السجين في إيجاد ذلك المخرج ، أخذ يبحث طوال الليل عنه ، وهو على ثقة بأن الملك لا يخدعه .. وفي كل مره يكتشف أملاً جديداً... فمرة ينتهي إلى نافذة حديدية ومرة إلى سرداب طويل ذو تعرجات لانهاية له ، ليجد السرداب أعاده لنفس الزنزانة... وهكذا ظل طوال الليل يلهث في محاولات وبوادر أمل تلوح له مره من هنا ومره من هناك وكلها توحي له بالأمل ، لكنها في النهاية تبوء بالفشل، وأخيرا انقضت ليله السجين كلها ... دون أمل ..
في الصباح ، دخل عليه الإمبراطور متعجباً وقال له : أراك لازلت هنا ...! قال السجين : كنت أتوقع انك صادقاً معي أيها الإمبراطور..... ! فردّ الإمبراطور : لقد كنت صادقا... سأله السجين.... لم اترك بقعة في الجناح لم أحاول فيها فأين المخرج الذي قلت لي عنه ؟؟!!!
فردّ عليه الإمبراطور قائلاً .. : لقد كان باب الزنزانة مفتوحاً ، وغيرمغلق ...!
هذه الحالة تُسمى في علم الباراديرم .. (العودة إلى الصفر) ، حيث أنه رفض احتمال أن يكون أكبر المنافذ وأسهلها مفتوحاً ، لذا ظل يبحث عن المنافذ الصعبة ...!
(2)
كان ( جون ) يقود سيارته بهدوء في أحد الطرق المزدوجة والمنحنية وفجأة ظهرت أمامه سيارة في مساره وتفاداها بصعوبة ، ففتح السائق الآخر نافذته وقال له بصوت مرتفع : خنزير ..! غضب جون من الكلمة وبدأ بنعت الرجل بأقبح الصفات ، وبعد تجاوزه المنحنى تفاجأ بخنزير ميت في الطريق واصطدم به.
باردايم (جون ) فسّر كلمة خنزير أنه شَتيمة ، بينما كان الشخص الآخر يقصد بذلك تنبيهه ، ولكنه لم يسْتَعِبُ ذلك فكانت النتيجة أنه اصطدم بذلك الخنزير.
(3)
أراد أحد الأشخاص في دولة عربية أن يحمّل بضاعةً ليست ضمن القائمة الضريبية لدولةٍ أخرى .. فاختار ( البرسيم ) على دبّاب ، فبدأ يمرّ من خلال نقطة الجمارك لينقله للدولة الأخرى .. واستمر الأمر لمدة طويلة وبعد التحقّق من الأمر اكتشفوا أنه كان يهرب كل يوم دباب ..
هذا الشخص خرج عن حدود الباردايم لرجال الجمارك فلم يتمكنوا من كشفه.
(4)
دُعِيَ أحد الدكاترة لإلقاء محاضرة في مركز للمدمنين عن أضرار الخمر فأحضر معه حوضين زجاجيين ، الأول فيه ماء والثاني فيه خمر ووضع دودة في الماء فسبحت ثم وضعها في الخمر فتحللت وذابت، حينها نظر الدكتور إلى المدمنين سائلاً هل وصلت الرسالة؟
فكان الجواب نعم .. من كان في بطنه دود يشرب خمر عشان يطيب !!
هذا الدكتور نظر إلى التجربة من خلال نظرته للأمور ولم يحاول الخروج إلى الباردايم الخاص بالمدمنين.
(5)
تزوج شاب يدعى قيس فتاة اسمها ليلى . في أحد الأيام أوصل زوجته لزيارة صديقتها وطلب منها أن تتصل عليه بعد الانتهاء ؛ لكي يأخذها .
فلما جاء الموعد وتأخرت ، فما كان عليه إلا أن يقوم بالاتصال .. فَردّت عليه والدة صديقة زوجته ، وكان الحوار التالي :
قال: السلام عليكم ، لو سمحتِ ممكن أكلم ليلى .. قولي لها قيس ..
فقالت له صاحبة المنزل : يا قليل الأدب ...
فقال: عفوا أختي أنا قيس الياسين زوج ليلى .
البارادايم الخاص بصاحبة المنزل تمحور وقتها حول صورة الحبيبين قيس وليلى وتوقعت أن هذا المتصل يعبث ويحاول المعاكسة .
***********
ماهو البارادايم ؟؟
اصطلاحًا: هو مجموع ما لدى الإنسان وما كونه من خبرات ومعلومات ومكتسبات ومعتقدات وأنظمة (ثقافة مر بها في حياته) ، مهمتها رسم الحدود التي يسير داخلها الإنسان وتحديد تصرفه في المواقف المختلفة.
إذن هو نظارة العقل .. أو هو نظام التفكير عند الإنسان والعدسات التي يرى من خلالها الحياة ، والبارادايم حاكم للتغيير في كل مراحله وقد يجعل الإنسان يرى الأمور بغير حقيقتها وهذا من أهم أسباب اختلاف البشر.
كيف يتكون البارادايم :
عندما يسير الناس بسياراتهم في طريق سريع تتحلى جوانبه بالشجيرات والورود الجميلة، فقد لا يرى بعضهم هذه الورود؛ لأنه يسير بسرعة كبيرة، وقد لا يراها آخرون لانشغال أذهانهم بحدث أو مشكلة أو ببرنامج إذاعي ممتع ..
وقد يرى البعض الورد ويعجب به .. وهناك من يتمنى زراعة المزيد منه أو إضافة أنواع أخرى ، وفئة أخرى من الناس تتمنى لو أتيحت لها الفرصة للتوقف والتجول بين هذه الأزهار واستنشاق عطورها ووصف جمالها .. وربما جادت قريحتهم بأبيات شعر رائعة تتغزل بالورد وجماله .. وقد يراها البعض مصدرًا للعطور بينما يراها آخرون مصدراً للمبيدات الحشرية.
وتتعدد نظرة كل شخص حسب صورته الخاصة (بارادايم خاص به) يرى به الطريق والورد .. وكل شيء يمر به في الحياة ، وإذا رأى الإنسان شيئاً جديداً فسوف يتعجب ويتوقف .. ولكنه سيبدأ بفتح ملف خاص بهذا الشيء الجديد ومن ثم يكون صورة جديدة حوله.
البارادايم الإيجابي والسلبي:
من الضروري أن يستخدم الشخص البارادايم الخاص به بصورة إيجابية وذلك بتغير إطار الإدراك بحيث يجعل إطار إدراكه للأمور دومًا إيجابياً وذلك سيغير من نظرته للموقف ومن ثم حكمه وتقييمه له، وبالتالي سيغير سلوكه، فأي حقيقة تواجهنا ليست لها نفس الأهمية كأهمية تصرفنا تجاهها لأن تصرفنا هو الذي يحدد نجاحنا أو فشلنا ، فإذا ظنّ الإنسان أنه لا يستطيع القيام بأمر ما، فإنه لا يستطيع ذلك حتى لو كان قادراً في الحقيقة على أدائه .. ولذلك فإن نجاح الإنسان أو فشله بحسب نظام تفكيره .. وقد تكون الفرص أمامه، ولكنه لا يراها لأنه لم يلبس العدسة المناسبة .. فكم قضى وَهْمُ البارادايم على أشخاص وعلى شركات وأسر بل ومجتمعات !!
تقسيم الأشخاص في علم البارادايم: :
1-المبدعون ( المستشرفون ) Shifters :
لا يحبون المماطلة .. يملّون النقاش ‘ وليس لديهم تفاصيل وإثباتات وأفضل طريقة للتعامل معهم هي التشجيع وإظهار الإعجاب مع تقديرهم .. فيجب أن يكون الحوار معهم بشكل مرح ومحفز وخال من الاستهزاء واللوم ..
من جهة أخرى فإن على المبدع أن يبدع في إقناع الآخرين بإبداعه ... كما فعل أديسون عندما اخترع المصباح الكهربائي إذ سأله صحفي : ماذا نفعل لو انطفأ المصباح ؟ .. فرد أديسون ببساطة إبداعية: نعود إلى الظلام الذي كنا فيه أصلاً ..
2-النمطيونSettler :
جدليـّون ؛ يُطيلون الحوار لإثبات خطأ الفكرة الجديدة (في ضوء أفكارهم القديمة والمُستقرة ) خاصة وأنهم يتقنون عملهم في ضوء البارادايم السائد .. وهم كما يصفهم ( جول باركر ) مُصابون بنوع من الشلل الإدراكي الذي يُعيقهم عن رؤية ما هو خارج البارادايم .
ولذلك فأفضل طريقة في الحوار معهم هي الإنصات لهم واحترام وجهة نظرهم ثم محاولة تنويع صور عرض البارادايم الجديد لهم .. وهنا يبرز دور الإبداع في عرض الإبداع .. وكذلك إبراز بعض العبارات الجميلة أمامهم مثل: العقل مثل الباراشوت .. يعمل بشكل رائع عندما يكون مفتوحًا !
3-الرواد Pioneers
محاورون ، هُم الحل الأفضل في الحوار .. ذلك أنهم يتمتعون بمرونة عالية تجاه البارادايم الجديد ( أو ما يخالف ما يرونه ) وهم يتبعون الجديد انطلاقاً من الحدس مع شيء من المعلومات ( الناقصة ).
ويحرص الرواد على تحقيق معادلة صعبة هي دعم المبدع وتشجيعه والاستفادة منه .. وعدم خسارة أو فقدان النمطي الذي يملك ملاحظات ومهارات أيضا تثري العمل والمسيرة عندما يقتنع أو يستوعب ما يطرحه المبدع .
حلولٌ مُقترحَة لتغيير الباراديرم إلى الأفضل :
1-تفادى التعميم ، ومن يتصور أن الناس أغبياء وهو الذكي فالعكس صحيح .
2-استمتع بالمرح واستمتع بالخيال.
3-راجع منظومة القيم (عندك).
4-اقبل فكرة احتمال الخطأ أو عدم صحة رأيك في أي موضوع .
5-اعرف نمطك في البارادايم كي تستطيع تغييره للنمط الأفضل .
6-فكـِّرْ وفقًا لمعايير أو نظم جديدة أو مختلفة .
7- اطرح وأنصت للأفكار السخيفة 'Tom Peter'.
8- حاول تغيير وتنويع مصادر معلوماتك .
9-جرب أفكاراً جديدة ، وتفادى الخوف .
10-اعرف أن هناك أكثر من إجابة واحدة (صحيحة) للسؤال الواحد .. أحيانا على الأقل.
11-غيّر نوع مجالسك، اطلع على محطات إعلامية لم يسبق لك أن شاهدتها 'تلفاز – إذاعة – صحافة ..'.
·قبل أن نضع ردودنا ، أحبّ أن أنوِّه إلى أنه في الفقرة الثالثة من النموذج الأول هناك خطأً مقْصوداً .... كـُتبتْ كلمة إمبراطور وهو في الأساس كان ملكاً لا إمبراطوراً ، وأتمنى أن يكون الجميع لاحظ الفارق أثناء قراءته للطرح ... :)
طابت أوقاتكم ، وشكراً لكم ...
من المعروف أن الملك لويس الرابع عشر كانت له تصرفات غريبة ويبتكر الحيل ...دخل يوماً على أحد السجناء وكان محكوماً عليه بالإعدام ولم يبقَ على موعد إعدامه سوى ليلة واحدة ، وقال له : أعطيك فرصة إن نجحت في استغلالها فبإمكانك إن تنجوا ....هناك مخرج موجود في جناحك بدون حراسه إن تمكنت من العثور عليه يمكنك الخروج والنجاة من الإعدام ، وان لم تتمكن فان الحراس سيأتون غدا مع شروق الشمس لتنفيذ حكم الإعدام ...
فكّ الحراس سلاسل ذاك السجين وخرجوا مع الملك .. وبدأت محاولات السجين في إيجاد ذلك المخرج ، أخذ يبحث طوال الليل عنه ، وهو على ثقة بأن الملك لا يخدعه .. وفي كل مره يكتشف أملاً جديداً... فمرة ينتهي إلى نافذة حديدية ومرة إلى سرداب طويل ذو تعرجات لانهاية له ، ليجد السرداب أعاده لنفس الزنزانة... وهكذا ظل طوال الليل يلهث في محاولات وبوادر أمل تلوح له مره من هنا ومره من هناك وكلها توحي له بالأمل ، لكنها في النهاية تبوء بالفشل، وأخيرا انقضت ليله السجين كلها ... دون أمل ..
في الصباح ، دخل عليه الإمبراطور متعجباً وقال له : أراك لازلت هنا ...! قال السجين : كنت أتوقع انك صادقاً معي أيها الإمبراطور..... ! فردّ الإمبراطور : لقد كنت صادقا... سأله السجين.... لم اترك بقعة في الجناح لم أحاول فيها فأين المخرج الذي قلت لي عنه ؟؟!!!
فردّ عليه الإمبراطور قائلاً .. : لقد كان باب الزنزانة مفتوحاً ، وغيرمغلق ...!
هذه الحالة تُسمى في علم الباراديرم .. (العودة إلى الصفر) ، حيث أنه رفض احتمال أن يكون أكبر المنافذ وأسهلها مفتوحاً ، لذا ظل يبحث عن المنافذ الصعبة ...!
(2)
كان ( جون ) يقود سيارته بهدوء في أحد الطرق المزدوجة والمنحنية وفجأة ظهرت أمامه سيارة في مساره وتفاداها بصعوبة ، ففتح السائق الآخر نافذته وقال له بصوت مرتفع : خنزير ..! غضب جون من الكلمة وبدأ بنعت الرجل بأقبح الصفات ، وبعد تجاوزه المنحنى تفاجأ بخنزير ميت في الطريق واصطدم به.
باردايم (جون ) فسّر كلمة خنزير أنه شَتيمة ، بينما كان الشخص الآخر يقصد بذلك تنبيهه ، ولكنه لم يسْتَعِبُ ذلك فكانت النتيجة أنه اصطدم بذلك الخنزير.
(3)
أراد أحد الأشخاص في دولة عربية أن يحمّل بضاعةً ليست ضمن القائمة الضريبية لدولةٍ أخرى .. فاختار ( البرسيم ) على دبّاب ، فبدأ يمرّ من خلال نقطة الجمارك لينقله للدولة الأخرى .. واستمر الأمر لمدة طويلة وبعد التحقّق من الأمر اكتشفوا أنه كان يهرب كل يوم دباب ..
هذا الشخص خرج عن حدود الباردايم لرجال الجمارك فلم يتمكنوا من كشفه.
(4)
دُعِيَ أحد الدكاترة لإلقاء محاضرة في مركز للمدمنين عن أضرار الخمر فأحضر معه حوضين زجاجيين ، الأول فيه ماء والثاني فيه خمر ووضع دودة في الماء فسبحت ثم وضعها في الخمر فتحللت وذابت، حينها نظر الدكتور إلى المدمنين سائلاً هل وصلت الرسالة؟
فكان الجواب نعم .. من كان في بطنه دود يشرب خمر عشان يطيب !!
هذا الدكتور نظر إلى التجربة من خلال نظرته للأمور ولم يحاول الخروج إلى الباردايم الخاص بالمدمنين.
(5)
تزوج شاب يدعى قيس فتاة اسمها ليلى . في أحد الأيام أوصل زوجته لزيارة صديقتها وطلب منها أن تتصل عليه بعد الانتهاء ؛ لكي يأخذها .
فلما جاء الموعد وتأخرت ، فما كان عليه إلا أن يقوم بالاتصال .. فَردّت عليه والدة صديقة زوجته ، وكان الحوار التالي :
قال: السلام عليكم ، لو سمحتِ ممكن أكلم ليلى .. قولي لها قيس ..
فقالت له صاحبة المنزل : يا قليل الأدب ...
فقال: عفوا أختي أنا قيس الياسين زوج ليلى .
البارادايم الخاص بصاحبة المنزل تمحور وقتها حول صورة الحبيبين قيس وليلى وتوقعت أن هذا المتصل يعبث ويحاول المعاكسة .
***********
ماهو البارادايم ؟؟
اصطلاحًا: هو مجموع ما لدى الإنسان وما كونه من خبرات ومعلومات ومكتسبات ومعتقدات وأنظمة (ثقافة مر بها في حياته) ، مهمتها رسم الحدود التي يسير داخلها الإنسان وتحديد تصرفه في المواقف المختلفة.
إذن هو نظارة العقل .. أو هو نظام التفكير عند الإنسان والعدسات التي يرى من خلالها الحياة ، والبارادايم حاكم للتغيير في كل مراحله وقد يجعل الإنسان يرى الأمور بغير حقيقتها وهذا من أهم أسباب اختلاف البشر.
كيف يتكون البارادايم :
عندما يسير الناس بسياراتهم في طريق سريع تتحلى جوانبه بالشجيرات والورود الجميلة، فقد لا يرى بعضهم هذه الورود؛ لأنه يسير بسرعة كبيرة، وقد لا يراها آخرون لانشغال أذهانهم بحدث أو مشكلة أو ببرنامج إذاعي ممتع ..
وقد يرى البعض الورد ويعجب به .. وهناك من يتمنى زراعة المزيد منه أو إضافة أنواع أخرى ، وفئة أخرى من الناس تتمنى لو أتيحت لها الفرصة للتوقف والتجول بين هذه الأزهار واستنشاق عطورها ووصف جمالها .. وربما جادت قريحتهم بأبيات شعر رائعة تتغزل بالورد وجماله .. وقد يراها البعض مصدرًا للعطور بينما يراها آخرون مصدراً للمبيدات الحشرية.
وتتعدد نظرة كل شخص حسب صورته الخاصة (بارادايم خاص به) يرى به الطريق والورد .. وكل شيء يمر به في الحياة ، وإذا رأى الإنسان شيئاً جديداً فسوف يتعجب ويتوقف .. ولكنه سيبدأ بفتح ملف خاص بهذا الشيء الجديد ومن ثم يكون صورة جديدة حوله.
البارادايم الإيجابي والسلبي:
من الضروري أن يستخدم الشخص البارادايم الخاص به بصورة إيجابية وذلك بتغير إطار الإدراك بحيث يجعل إطار إدراكه للأمور دومًا إيجابياً وذلك سيغير من نظرته للموقف ومن ثم حكمه وتقييمه له، وبالتالي سيغير سلوكه، فأي حقيقة تواجهنا ليست لها نفس الأهمية كأهمية تصرفنا تجاهها لأن تصرفنا هو الذي يحدد نجاحنا أو فشلنا ، فإذا ظنّ الإنسان أنه لا يستطيع القيام بأمر ما، فإنه لا يستطيع ذلك حتى لو كان قادراً في الحقيقة على أدائه .. ولذلك فإن نجاح الإنسان أو فشله بحسب نظام تفكيره .. وقد تكون الفرص أمامه، ولكنه لا يراها لأنه لم يلبس العدسة المناسبة .. فكم قضى وَهْمُ البارادايم على أشخاص وعلى شركات وأسر بل ومجتمعات !!
تقسيم الأشخاص في علم البارادايم: :
1-المبدعون ( المستشرفون ) Shifters :
لا يحبون المماطلة .. يملّون النقاش ‘ وليس لديهم تفاصيل وإثباتات وأفضل طريقة للتعامل معهم هي التشجيع وإظهار الإعجاب مع تقديرهم .. فيجب أن يكون الحوار معهم بشكل مرح ومحفز وخال من الاستهزاء واللوم ..
من جهة أخرى فإن على المبدع أن يبدع في إقناع الآخرين بإبداعه ... كما فعل أديسون عندما اخترع المصباح الكهربائي إذ سأله صحفي : ماذا نفعل لو انطفأ المصباح ؟ .. فرد أديسون ببساطة إبداعية: نعود إلى الظلام الذي كنا فيه أصلاً ..
2-النمطيونSettler :
جدليـّون ؛ يُطيلون الحوار لإثبات خطأ الفكرة الجديدة (في ضوء أفكارهم القديمة والمُستقرة ) خاصة وأنهم يتقنون عملهم في ضوء البارادايم السائد .. وهم كما يصفهم ( جول باركر ) مُصابون بنوع من الشلل الإدراكي الذي يُعيقهم عن رؤية ما هو خارج البارادايم .
ولذلك فأفضل طريقة في الحوار معهم هي الإنصات لهم واحترام وجهة نظرهم ثم محاولة تنويع صور عرض البارادايم الجديد لهم .. وهنا يبرز دور الإبداع في عرض الإبداع .. وكذلك إبراز بعض العبارات الجميلة أمامهم مثل: العقل مثل الباراشوت .. يعمل بشكل رائع عندما يكون مفتوحًا !
3-الرواد Pioneers
محاورون ، هُم الحل الأفضل في الحوار .. ذلك أنهم يتمتعون بمرونة عالية تجاه البارادايم الجديد ( أو ما يخالف ما يرونه ) وهم يتبعون الجديد انطلاقاً من الحدس مع شيء من المعلومات ( الناقصة ).
ويحرص الرواد على تحقيق معادلة صعبة هي دعم المبدع وتشجيعه والاستفادة منه .. وعدم خسارة أو فقدان النمطي الذي يملك ملاحظات ومهارات أيضا تثري العمل والمسيرة عندما يقتنع أو يستوعب ما يطرحه المبدع .
حلولٌ مُقترحَة لتغيير الباراديرم إلى الأفضل :
1-تفادى التعميم ، ومن يتصور أن الناس أغبياء وهو الذكي فالعكس صحيح .
2-استمتع بالمرح واستمتع بالخيال.
3-راجع منظومة القيم (عندك).
4-اقبل فكرة احتمال الخطأ أو عدم صحة رأيك في أي موضوع .
5-اعرف نمطك في البارادايم كي تستطيع تغييره للنمط الأفضل .
6-فكـِّرْ وفقًا لمعايير أو نظم جديدة أو مختلفة .
7- اطرح وأنصت للأفكار السخيفة 'Tom Peter'.
8- حاول تغيير وتنويع مصادر معلوماتك .
9-جرب أفكاراً جديدة ، وتفادى الخوف .
10-اعرف أن هناك أكثر من إجابة واحدة (صحيحة) للسؤال الواحد .. أحيانا على الأقل.
11-غيّر نوع مجالسك، اطلع على محطات إعلامية لم يسبق لك أن شاهدتها 'تلفاز – إذاعة – صحافة ..'.
·قبل أن نضع ردودنا ، أحبّ أن أنوِّه إلى أنه في الفقرة الثالثة من النموذج الأول هناك خطأً مقْصوداً .... كـُتبتْ كلمة إمبراطور وهو في الأساس كان ملكاً لا إمبراطوراً ، وأتمنى أن يكون الجميع لاحظ الفارق أثناء قراءته للطرح ... :)
طابت أوقاتكم ، وشكراً لكم ...