مِريام الكعبي
09-24-2009, 05:26 AM
و هلْ سيحرمني دفءُ يديّ من احتضانكْ هذا المساء قبلَ أنْ أصفعكْ ؟
مهما فعلتْ ، فأنتَ من احتضنَ بقايا روحِي التّي تمزقتْ أمامَ الجميعْ ...
:
قرأتُ بالأمسْ بعضَ رسائِلكَ التِي لم تكنْ لِي مطلقاً ، و شعرتُ بالحُزنْ لحصولِي على رجلٍ لمْ أجعلْ منهُ إلا رماداً !
حرقتُ بعضَ أشعارهْ و شوّهتُ حديثَ نفسِه لِنفسه و أنا التِي ظننتُ بأنّي الخاسِرة الوحيدة فِي هذه المعادلة .
بكيتُ كما لمْ أفعل يوماً ، بعدَ أنْ بعتُ حياتِي لأشتريهْ وجدتُنِي وحيدةً على الرفْ !
وحيدة أنظرْ إليه يقتنِي غيرِي و في قلبه تسكن أخريات ...
حتّى بالنظر إلى وجهه الذّي حوّل بعضاً منِي إلى دميةٍ يلعبُ بها ، و يبنِي لها أحلامها ،
لم أجدْ إلا تجاعيداً تُشبه تلك التِي فِي وجه جدّي !
و لمْ أعلمْ بأنّ التجاعيدْ هِي ذاتها التِي جعلتْ من ذلك الرجل قطعَةً باليةً ،
قدّرتها كثيراً و هِي لا تستحقُ سوى الحرقْ على جبهةِ نجمَةٍ راقصِةٍ فِي ليلةٍ ظلماءْ !
أيُؤسفكَ أنّي وجدتُ حقيقَةً حاولتَ و لفترةٍ طويلَة أن تبتلعها و تُخفيها فِي بطنكَ التِي احتوتْ قلباً يتيماً و شبحاً و قبراً !
أيُؤسفكَ أنّي صنعتُ لِي أرجوحةً لا تُشبهُ نواياكَ أبداً ،
و تأرجحتُ بها منذُ تلكَ الصفعَة التِي أذابتْ جزءاً من وجهِي !
بها تسابقتُ مع طيرٍ جريحْ فسبقنِي ،
و تسمّرتُ في قلبِ زهرةٍ نديّة فأثرتُها غثياناً فتركتنِي أتحلل بداخلها .
لولا رحمة السماءْ يومها لم أكنْ لأتنفس !
فقطراتْ تلك السحب جعَلت مني سمكةً أغرقُ دونَ أن أكترثْ للماءْ الذِي سيخنقنِي .
أخبرنِي مجدداً ، هل يُؤسفكَ أنّي وجدتُ حقيقتكْ ؟
حاولتُ جاهدةً أن أحطم ما قدمته لِي يوماً و حرقهِ و نثر رماده في وجهِي ،
لأستطيع البكاءْ عليكَ و على تلكَ الأيامْ التِي لففتَ فيها عينيّ بمنديلٍ غليظْ كي لا أرى شيئاً !
ألمْ تعلمْ بأنّي عشتُ في الظلمَة سنيناً طويلة و لم يُؤثر بِي منديلكَ !
سمعتُ صوت أنفاسكَ التِي افترستْ أذنيّ و اقتلعتْ يديّ و افترشتْ قلبِي المنقطعْ عن النبضْ !
رأيتُ خطواتكْ الحذرَة في الوصولِ إليّ ، رأيتُ شبحكَ الذي طوّقني و جرحكَ الذِي نزفُته عنك و قطعة السكر التِي حاولتَ أنْ تُنهيِ بكائِي بها !
ألمْ تعِي بعد أنّها محاولة رخيصَة منكْ ؟
بمجردْ أنْ لمستْ قدمِي رُخامَك الباردْ حتّى أفرغتْ ما بجوفهَا منْ دمٍ !
هلْ لكَ أنْ تخبرنِي ، منْ أينَ يأتِي الدمْ ؟
منْ قلبكَ الذِي يضخُ السوءْ فِي أنحاءْ جسدكْ ، أمْ من عنقكِ الذِي لطّخهُ أحمرْ شفاهْ امرأة أجهلها ؟
انتظرْ ، الليلَة ستكونُ ليلتِي لأكونْ تلكَ النجمَة التِي طالما نظرتَ إلى جسدها خلسةً و أنتْ تجتر عينايْ كي لا أُصدمْ بكَ و بدناءتك !
ألحانِي الصاخبَة و عزفِي المتمكنْ سيجعلْ منكَ ما أتمناك عليه !
لذا الزمْ مكانكْ سأرقص على جسدكْ حتّى تنزفْ جراحكْ جراءْ كعبِي الحادْ !
ياااهْ !
الآنْ فقطْ أتمنى أنّ هذه العادة التِي تجعلنِي أكتبْ و أنفضْ تلكَ الأحرفْ التِي تتكئ فِي داخلِي على بعضها ، أن تتوقفْ !
أنْ تنتهِي ! أن تختفِي !
تمنيتُ يوماً أنّي لمْ أبتسمْ لكْ ، لمْ أرقصْ لكْ ، لمْ أحدثكْ ، لمْ أبكِي على صدركْ ، لمْ أتعلقْ بكْ !
تمنيتُ أنّ أحصلْ على تلكَ المناديلْ التِي تخنقْ من يلفها حولَ فمه و أنفه !
تمنيتْ أنْ أبكِي منْ جديدْ ، أنْ أجرحْ نفسِي و أقتلعْ قلبِي ! أنْ أفجّرهُ أمامَكْ !
لكنّي سأصمتْ و لن أفعلْ شيئاً !
يكفِي أنّي شوّهتُ حياتكْ و حياتِي بما فيه الكفاية ، سألزمُ نفسِي و سأنسَى ما قرأتْ و رأيتْ و شعرتْ و ما فهمتْ ..!
:
لا زلتُ متسمرة في وقتِي ذاك و أنا أحاول بقسوة شدّ الستارْ كي ينتهِي ذلك الفصل الذِي احتوانِي به ،
رأيتُه يرحل متقدماً عن المكان الذي أقف به ، و أنا أنتظر !
و لا زلتُ أنتظر إجابةً لسؤالِي العاري من نفسه ، هل كانَ خطأِي عبثِي بأوراقه ؟
أم كانتْ لأرى نفسِي و أراهُ على حقيقتينا !
3-8-2009
مهما فعلتْ ، فأنتَ من احتضنَ بقايا روحِي التّي تمزقتْ أمامَ الجميعْ ...
:
قرأتُ بالأمسْ بعضَ رسائِلكَ التِي لم تكنْ لِي مطلقاً ، و شعرتُ بالحُزنْ لحصولِي على رجلٍ لمْ أجعلْ منهُ إلا رماداً !
حرقتُ بعضَ أشعارهْ و شوّهتُ حديثَ نفسِه لِنفسه و أنا التِي ظننتُ بأنّي الخاسِرة الوحيدة فِي هذه المعادلة .
بكيتُ كما لمْ أفعل يوماً ، بعدَ أنْ بعتُ حياتِي لأشتريهْ وجدتُنِي وحيدةً على الرفْ !
وحيدة أنظرْ إليه يقتنِي غيرِي و في قلبه تسكن أخريات ...
حتّى بالنظر إلى وجهه الذّي حوّل بعضاً منِي إلى دميةٍ يلعبُ بها ، و يبنِي لها أحلامها ،
لم أجدْ إلا تجاعيداً تُشبه تلك التِي فِي وجه جدّي !
و لمْ أعلمْ بأنّ التجاعيدْ هِي ذاتها التِي جعلتْ من ذلك الرجل قطعَةً باليةً ،
قدّرتها كثيراً و هِي لا تستحقُ سوى الحرقْ على جبهةِ نجمَةٍ راقصِةٍ فِي ليلةٍ ظلماءْ !
أيُؤسفكَ أنّي وجدتُ حقيقَةً حاولتَ و لفترةٍ طويلَة أن تبتلعها و تُخفيها فِي بطنكَ التِي احتوتْ قلباً يتيماً و شبحاً و قبراً !
أيُؤسفكَ أنّي صنعتُ لِي أرجوحةً لا تُشبهُ نواياكَ أبداً ،
و تأرجحتُ بها منذُ تلكَ الصفعَة التِي أذابتْ جزءاً من وجهِي !
بها تسابقتُ مع طيرٍ جريحْ فسبقنِي ،
و تسمّرتُ في قلبِ زهرةٍ نديّة فأثرتُها غثياناً فتركتنِي أتحلل بداخلها .
لولا رحمة السماءْ يومها لم أكنْ لأتنفس !
فقطراتْ تلك السحب جعَلت مني سمكةً أغرقُ دونَ أن أكترثْ للماءْ الذِي سيخنقنِي .
أخبرنِي مجدداً ، هل يُؤسفكَ أنّي وجدتُ حقيقتكْ ؟
حاولتُ جاهدةً أن أحطم ما قدمته لِي يوماً و حرقهِ و نثر رماده في وجهِي ،
لأستطيع البكاءْ عليكَ و على تلكَ الأيامْ التِي لففتَ فيها عينيّ بمنديلٍ غليظْ كي لا أرى شيئاً !
ألمْ تعلمْ بأنّي عشتُ في الظلمَة سنيناً طويلة و لم يُؤثر بِي منديلكَ !
سمعتُ صوت أنفاسكَ التِي افترستْ أذنيّ و اقتلعتْ يديّ و افترشتْ قلبِي المنقطعْ عن النبضْ !
رأيتُ خطواتكْ الحذرَة في الوصولِ إليّ ، رأيتُ شبحكَ الذي طوّقني و جرحكَ الذِي نزفُته عنك و قطعة السكر التِي حاولتَ أنْ تُنهيِ بكائِي بها !
ألمْ تعِي بعد أنّها محاولة رخيصَة منكْ ؟
بمجردْ أنْ لمستْ قدمِي رُخامَك الباردْ حتّى أفرغتْ ما بجوفهَا منْ دمٍ !
هلْ لكَ أنْ تخبرنِي ، منْ أينَ يأتِي الدمْ ؟
منْ قلبكَ الذِي يضخُ السوءْ فِي أنحاءْ جسدكْ ، أمْ من عنقكِ الذِي لطّخهُ أحمرْ شفاهْ امرأة أجهلها ؟
انتظرْ ، الليلَة ستكونُ ليلتِي لأكونْ تلكَ النجمَة التِي طالما نظرتَ إلى جسدها خلسةً و أنتْ تجتر عينايْ كي لا أُصدمْ بكَ و بدناءتك !
ألحانِي الصاخبَة و عزفِي المتمكنْ سيجعلْ منكَ ما أتمناك عليه !
لذا الزمْ مكانكْ سأرقص على جسدكْ حتّى تنزفْ جراحكْ جراءْ كعبِي الحادْ !
ياااهْ !
الآنْ فقطْ أتمنى أنّ هذه العادة التِي تجعلنِي أكتبْ و أنفضْ تلكَ الأحرفْ التِي تتكئ فِي داخلِي على بعضها ، أن تتوقفْ !
أنْ تنتهِي ! أن تختفِي !
تمنيتُ يوماً أنّي لمْ أبتسمْ لكْ ، لمْ أرقصْ لكْ ، لمْ أحدثكْ ، لمْ أبكِي على صدركْ ، لمْ أتعلقْ بكْ !
تمنيتُ أنّ أحصلْ على تلكَ المناديلْ التِي تخنقْ من يلفها حولَ فمه و أنفه !
تمنيتْ أنْ أبكِي منْ جديدْ ، أنْ أجرحْ نفسِي و أقتلعْ قلبِي ! أنْ أفجّرهُ أمامَكْ !
لكنّي سأصمتْ و لن أفعلْ شيئاً !
يكفِي أنّي شوّهتُ حياتكْ و حياتِي بما فيه الكفاية ، سألزمُ نفسِي و سأنسَى ما قرأتْ و رأيتْ و شعرتْ و ما فهمتْ ..!
:
لا زلتُ متسمرة في وقتِي ذاك و أنا أحاول بقسوة شدّ الستارْ كي ينتهِي ذلك الفصل الذِي احتوانِي به ،
رأيتُه يرحل متقدماً عن المكان الذي أقف به ، و أنا أنتظر !
و لا زلتُ أنتظر إجابةً لسؤالِي العاري من نفسه ، هل كانَ خطأِي عبثِي بأوراقه ؟
أم كانتْ لأرى نفسِي و أراهُ على حقيقتينا !
3-8-2009