المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : | بدَاخِلك خَبينِي !


حوراء آلـمبارك
10-02-2009, 09:41 AM
*




هل علموك أنت أيضاً عادة الغياب !!

صارت الثواني ياصاحبي تمضي بي لآ لشيء إلآ لمزيد من حنين و وجع ! والاغتراب بداخلي بدأ يتكاثر ، لم يترك هنيهة مني إلآ وعاجلها بموعد معه يسرق فيه ماتبقى من عذرية الأمان ويخلق بي فائضاً من منفى ! وبغيابك أنت صيرت البقية الباقية من أحلامي ، ليتامى صغار لآيملكون إلا ظلآل ذكرياتهم معك ، حتى كفك بعيدة لتمسح على رؤوسهم وهم يبكونك !



http://www3.0zz0.com/2009/09/28/05/358396477.jpg (http://www.0zz0.com)


لم يعد ثمة شيء يغري ~

لآأثواب بألوان بهرجة أو فرحة لها مقاس ثرثرة أصابعي ، كلها باهضة بالقرب ، فارهة بالوصال ، وأنا الفقيرة فيك ؛ خاوية إلا من خرقة غياب ! أكتسيها وأغني بها على رصيف من ورق حكايتنا ؛ حين كنا نصنع المعجزات ، ونعلم العصفورة الغناء ، نشكل بالغيم العطاء ، ونرقص تحت المطر بلا حذاء ، كانت الدنيا تبدو مغرية أكثر بساطة وحفاوة ، لم أكن أتبضع الابتسامات وقتها بل أهبها صدقات ، لم أكن أغص بالعتاب وإنما أفجره بطفولية ، ثم أسرِّح رضآي وإياك ، أنتقي الجديلة التي أبغي واللون الذي أشتهي أمرر أصابعي وأتركك بعدها تخلق لي جناحين أحلق بهما فيك ! أصابعي سابقاً كانت تحفل منك ببصمة مميزة كل لحظة ، لم يكن للطابع مسرى هوية فيها ، لكن الآن كلها واحدة ، نهش غيابك ملامح رسمها ، وتركها كشواهد القبور لآتسهم إلآ في خلق الوحشة ! فقط تكرر اسمك وهي ثكلى بالحنين ! ربما لأنه الوحيد الذي لن يعبث الغياب بتفاصيله ولن يقولب البعد هيئته ولآ الهجر عاداته ! سيبقى دوماً كما عرفته ، لن ينقصه إلا فرصة هابطة من السماء تمنحي لذة أن أناديك به ، ولن يزيد فيه إلا أحلامي التي تستصبح وتمسي به !


الآن تخيل أنه حتى ذاكرتي لم تعد تجيد ترتيب الأيام وأنا لم أعد آبه ، منذ هجرتها وماعاد غير غيابك يعرج عليها وانتظاراتي تسكنها ، وهي تحمل صوت الريح ، تعوي بي لأتساقط منها كجفاف خريف مآخلق إلآ ليرتحل بين مدن الحنين ! ذاك الجفاف الذي مهما حط على مسافات من وارفات كان في يوم يتبادل الود وإياهم ، إلا وحُمل لموكب رحيل جديد ! عرفتك ربيعاً تضج بالحياة وتمتلئ بالأمل ، صوتك يبعث في الدنيا الألوان ، واقترابك يهبها فسحة لتمطر بالأحلام ، أما الخريف ياصاحبي ، فإن لم أكن هو فهو رفيقي الذي يشبهني ، دوماً تجهضنا الأوطان ، ونرتحل في استجداء للوصال وعدو خلف الذكريات ، كلانا ياصاحبي ، أنا وهو محض أغراب !! لكن أنت ، هل بدلك الغياب لشتاء !!


تعال ياصاحبي ، فما عاد لي وطن يشتهيني ، أنا المملوءة برائحة غيابك ، المتمرغة في غبار ذكرياتك ، المتسربلة بليال بعادك !
أي وطن يشتهيني ، ولا كف لك تقرع نوافذ صباحي ولآ طريق لي يسرق خطواتك ، ولا ثمة شمس حتى تخلق لظلالنا أبعاداً !
الأوطان ياصاحبي لآتكفل من بصوتهم بحة اغتراب ، أو في لكنتهم خليط حنين وغياب !



فتعال ، ولبدني في حنانيك !
تعال ~

حنان العصيمي
10-02-2009, 10:24 AM
جداً جميلة يا حوراء

تكتبين الغياب بمنتهى الهدوء والجمال
لدرجة أنكِ جعلتني أتمنى غيابي ... لتكتبيني
وإن كان الغياب مُوجعاً ، ولكن أراه هنا جميلاً ..
دُمتِ بتألّقٍ دائم ..
ودّي ..

:
.

نواف العطا
10-02-2009, 10:49 AM
حوراء آلمبارك
همستي فكان جمال ليس له مثيل
نثرتي فأرويتينا حسنناً وبهجه
كتبتي فكان الإبداع حليفاً لحروفكِ
لكِ كل الود

صالح الحريري
10-02-2009, 01:10 PM
الغياب في حرفكِ ...
بدأ وكأنه قوس قزح يداعب الغيم بألوانه ...!


شكرا كالمطر ...

عائشه المعمري
10-02-2009, 08:53 PM
متى يسد الغياب فاهه الفاغر فينا . .
متى يكف عن إلتهامه لـ أنصافنا ..
التي لم يُنصفها الزمن يوماً
ولم يُنصفنا ..


حوراء المبارك ..

أهلاً بكِ في أبعاد أدبية


مُصافحةُ أولى . كـ المطر .
رغم نكهة الغياب المُره ..
إلا أنكِ تملكين قلماً ساحراُ
قادر على إختراق المسافات ،
نحو قلب القارىء


شُكراً لكِ

نورة النفيسة
10-02-2009, 11:32 PM
:

.

:

حروفك تملأ فرآغات الغياب..
لتصرخ المليئة هلم من مزيد ..


مصافحة أولى تعلن عن فجر مقبل... :)

بثينة محمد
10-03-2009, 01:08 AM
أسلوب هادئ في جماله و جذاب في سكونه و تعبه ..


أحببته جدا ..

فلكِ مني كل الود .:)

قايـد الحربي
10-03-2009, 06:42 PM
حوراء المبارك
ــــــــــ
* * *


نُرحبُ بك في أبعَاد ،
فأهلاً وَ سهْلاً يَانعة .

:

وَ للسؤال في البِداية مَا يفْتح المُوارب علَى السمَاء ،
إذ يُحيل الإجابات إلى حَمائم وَ غمَائم ..
الأولى مُمطرة وَ الأخرى مُرفرفة كمَا يقول الحُب لا كمَا
تقول الطبيعة .

:

شكراً عاطرةٌ بك / لكِ .

عبدالله العويمر
10-04-2009, 06:20 AM
حوراء
جَمِيْل ٌ هَذا الحُضُور الأنِيْق ، والمَلِيء بِأحَاسيْس الحُب والاحْتِيَاج

أهْلا ً تَأتِيْك ك َ مَطَر