تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : النص الرمضاني : د.فيصل عمران


حوارات رمضانيه
10-12-2006, 10:50 PM
أعضاء أبعاد أدبية الكرام
مساؤكم ورد

هذه ليلة جديدة نطل من خلالها عليكم لنستمتع بالحوار الواعي حول محور جديد يهُمنا كعشاق وممارسين لهذا الهوس المسمى بالكتابة.
محور حوارنا لهذه الليلة:

" النص الرمضاني "

تتعدد كتابة النص طرحا وفكرا وحضورا، فهو قد يرسم البعض والبعض الآخر يمارس رسمه/ النص. ولكن حضور رمضان يضفي على حروف النصوص بعض الخصوصية وقد يمنح أفكار وطروحات البعض منا حدوداً محددة بحضوره. هذا النص الرمضاني وبعض جوانبه المختلفة سوف يكون محور حوارنا مع ضيفنا لهذه الليلة

الكاتب: د.فيصل عمران

فأهلا ومرحبا به


ملاحظة: أعضاء أبعاد أدبية الكرام الرجاء تأجيل جميع الردود والتعليقات إلى نهاية الحوار.. مع شكري وتقديري لمتابعتكم

بعد الليل
10-12-2006, 11:17 PM
د. فيصل عمران
أهلا ومرحبا بك في حوارنا الرمضاني الثاني

وأول الأسئلة
الكتابة بمعناها الواسع. هل تحتاج لطقوس معينة وأجواء خاصة لديك؟

د.فيصل عمران
10-12-2006, 11:21 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آسف لهذا التآخير ، فكل مافي المسألة خلل في جهازي تم تداركه والحمدلله...

بعد الليل
10-12-2006, 11:24 PM
د. فيصل عمران

لا تهتم .. نحن كنا بانتظارك

د.فيصل عمران
10-12-2006, 11:29 PM
شكراً..بعد الليل على هذه الاستضافة والتي ارجو ان اكون في مستواها طرحاً وحضورا...

.
.
الكتابة بمعناها الواسع نتاج الموهبة ، فهي مناخ يتبع كغيره من العوامل المكونة للشخصية ، مناخات أخرى ، هي انعكاس للوضع الاجتماعي ، ومراحل التكوين والتربية ، وكذلك جوهر التجربة من الأشياء، أنا أرى أن الكتابة موهبة قبل كل شيء ، ولكن للمناخ العام بعضاًمن الحروف التي تصطادها سطور الصفحات ...

للحديث شجون ؟

بعد الليل
10-12-2006, 11:32 PM
نعود لرمضان ففيه تتعود اليد على الاتجاه إلى الفم. هل يد الكاتب تُغير هذا الاتجاه إلى الورقة في هذا الشهر؟

د.فيصل عمران
10-12-2006, 11:37 PM
في الحقيقة يكون للكاتب مالا يكون لغيره ، فشهر الصيام أشدّ أشهر السنة على الإطلاق حملاً للذكريات ، والكل يعرف ماتصنعه الذكريات في نفس المبدع الجياشة الى الألم والإحتضار، رمضان كريم في كل شيء ، حتى أشياءه تعني للإبداع نداء الولائم ،كما كل ولائم رمضان ......

للحديث بقية ....

بعد الليل
10-12-2006, 11:40 PM
كانك ستكمل اجابة سؤلنا هذا : :)

في شهر رمضان كيف تجد نفسك من ناحية غزارة كتاباتك الأدبية أو قلّتها؟

د.فيصل عمران
10-12-2006, 11:42 PM
سيدتي الفاضلة :


ارتبط شهر رمضان المبارك، بثروة غزيرة من الشعر العربي في الاشادة به والتبرك بقدسياته، بيد ان بعض ظرفاء الشعراء أو فقرائهم، استغلوا المناسبة للتعبير عن ضيق عيشهم، فتركوا لنا نماذج ممتعة من المدغدغات، وكان من ذلك ما قاله الشاعر الشيخ علي الجواهري في قصيدته الشهيرة «رمضان والافلاس» التي ارتجلها عام 1930 في احدى الجلسات الرمضانية في النجف وضمنها الكثير من الالفاظ العامية على عادة اهل الفكاهة والسخرية. بدأها فقال:
سمعا بياني أيها الثقــلان
ما يصنع الإنسان في رمضان؟
إني ومن خلق الأنام لحائر
في عيشــتي وفـي دياني
لم الق الا في السحور فطوره
فمتى تظن سـحوره يلقاني؟
تالله ما ذقت الكباب وما رأت
عيناي شكل حلاوة و فران
أما الدجاج فما سمعت بذكره
واخاله لفظا بغير معانــي
و كذلك السبزي طيب ريحه
ما شـمه انفي بطول زماني
السبزي هو السبانخ المطبوخ باللحم، وهي أكلة نجفية مشهورة. ويمضي الشاعر فيشكو همه في ليلة القدر:
وفي ليلة القدر(المذبذب) اكلها
حتى الكلاب تذوق لحم الضان
وأنا بها طاو، ابيت وإنما
من جوعه غنى بها مصراني
وهذه اشارة الى بيت شهير آخر من الجوعيات في المناسبة اياها:
فبت والأرض فراشي وقد
غنت «قفا نبك» مصاريني!
وقد سمعنا بشاعر آخر يشكو هموم الفقر في رمضان، فيجعلها عذرا لفطره:
اعدت سرات القوم للصوم عدة
وجاءت بما يغنيهم طيلة الشهر
وكان بمستعص علي شراؤه
فخير شفيع لي بإفطاره فقري!
وانفجر الشاعر ابو عيسى بن هرون الرشيد في لمعة من لمعات ظرفه ودعابته فقال:
دهاني شهرالصوم لا كان من شهر
ولا صمت شهرا بعده آخر الدهر
ولو كان يعديـني الامام بقدره على الشهر
لاستعديت جهدي على الشهر
والظاهر ان الله تعالى، قد استجاب لدعوته فأصابه بالصرع مرات متتالية كل يوم مما منعه من الصوم ما بقي من حياته، فكان لآخر شهر صامه وما صام شهرا بعده آخر الدهر. وهذا ظريف آخر يشكو هموم جوعه في رمضان:
الصوم قيد مني كل جارحة
اصم سمعي وغشّى نعمة النظر
متى يزف هلال العيد لي خبرا
به اعود سويّ السمع والبصر!
وعند حلول شهر رمضان الشريف واطلالة هلاله، كتب الشيخ صالح الكواز، وهو من اكثر الشعراء مزاحا وظرفا يشكو فقره في هذا الشهر المجيد الى العلامة السيد مرزا جعفر القزويني في ابيات يقول فيها:
لقد صام كيسي صوم الوصال
فلا من حرام ولا من حلال
أترضى بأن يغتدي صائما
وانت الجدير برؤيا الهلال؟

د.فيصل عمران
10-12-2006, 11:47 PM
هناك إستثارة لاحد ّلها في هذا المناخ، شهر الصيام، فأينما تمضي وأنت في رحاب مدرسته ، ستجد دلائل الخير تعم الخيال ، الجوع له مضمار ، طيب النفوس ، غياب ماتعودنا عليه من أشياءنا اليومية ، طعامنا ، مشربنا ، غياب كأس الشاي ، السيجارة للمدخنين ، كثرة الكلام في أمور الحياة ، وأشياء أخرى لاحصر لها .....

بعد الليل
10-12-2006, 11:49 PM
اعتمادا على هذه الغزارة ..

أفق الكاتب واسع وفضفاض حرفا وفكرا. ما مدى تأثير الأجواء الروحانية الرمضانية على نوعية إنتاجه الأدبي؟

د.فيصل عمران
10-13-2006, 12:01 AM
التأثير واضح عند من كتبوا نصوصاً تليق بهذا الشهر المستبد بالذكريات ، حدّ العشق ، ولكن لاننكر أن معظم الأدباء في وقتنا الراهن قد ذهبوا عن إبداعاتهم مثلما تذهب شهوة الحديث في المجالس ، وذلك استجابة لرغبة الأكل ، أو مشقة الصيام ، والتي أتت على كل شيء من أجواء الكتابة في نظرهم ، أنا أرى أن الأدب الهادف أو أدب القضية أيّاً كان حجمها هو من يدعو الى الإستفادة من تلك الاجواء الروحانية ، خاصةإن كان مايحمله أصحابها من اتجاه يتوافق وهذا الموسم العظيم

د.فيصل عمران
10-13-2006, 12:03 AM
سيدتي:

رمضان الكريم شهر الصيام. المفروض أن يقل الأكل فيه لنتحسس جوع المعدمين ولكن آخر الإحصائيات تكشف أن ما يستورد ويستهلك في هذا الشهر من المواد الغذائية يفوق ما يستورد ويستهلك في الأشهر الأخرى. أقول مثل ذلك بالنسبة لعقاقير المعدة والتخمة. فلا يفرغ القوم من الإغراق في الأكل عند الفطور حتى يبدأ الإفراط في السحور. عبر عن هذه الظاهرة كثير من الشعراء والأدباء في طرافاتهم ومداعباتهم الرمضانية ومطارحاتهم الإخوانية التي خلد الكثير منها في سجلات الأدب العربي

بعد الليل
10-13-2006, 12:04 AM
أنا أرى أن الأدب الهادف أو أدب القضية أيّاً كان حجمها هو من يدعو الى الإستفادة من تلك الاجواء الروحانية ، خاصةإن كان مايحمله أصحابها من اتجاه يتوافق وهذا الموسم العظيم

رؤية موضوعية

سؤالي التالي ..
رقيبك الذاتي .. ما أخباره في رمضان؟

د.فيصل عمران
10-13-2006, 12:09 AM
هناك أكثر من رقيب ، ولاأدري من سلط كل هؤلاء عليّ، المهم أن النتيجة تشتت ملموس ، ينهال على المساء أحياناً يتغنى بالسحور واجوائه ، وأحياناً تنهال عليه بعض حروف الأمس وقد شاغبها هذا الجوع والعطش ، كأنها تعرفه ..!
المشكلة في المنثور من الكلام فقدان البوصلة في أكثر الأحيان ، ولكن كل ماتلده هذه النفحات ، محبب الى النفس ....

بعد الليل
10-13-2006, 12:11 AM
التجمعات الرمضانية والزيارات الاجتماعية وغيرها من الأجواء الرمضانية الخاصة. هل تعتقد أنها تساعد على بلورة رؤى وأفكار جديدة عند الكاتب من الممكن أن تكون شرارة نصوص جديدة قادمة؟

د.فيصل عمران
10-13-2006, 12:17 AM
سيدتي :

من المؤكد أن لهذه الجلسات المشتعلة في هذا الشهر الكريم الكثير من الموائد الأخرىوالتي لاتشبه موائد الطعام الا في المسمى فقط ، ولكنها تضج بمضمون يفطر عليه من كان ذا قريحة صافية ..

في جلسة من هذه الجلسات الرمضانية، دعا أحد وجهاء لبنان من عائلة اللبابيدي شاعرين من إخوانه هما الشيخ إبراهيم الحوراني والشيخ عبد الحسن الكستي للأفطار معه. وخطر له أن يكمل ألوان الوليمة بشيء عذب من القصيد. سألهما أن يشتركا في نظم قصيدة عن أطايب الطعام على أن يقول أحدهما صدر البيت ويترك العجز للثاني ليكمله. ابتدأ المناظرة الشيخ إبراهيم الحوراني فقال:
حملت كشكول وجدي في هوى الغيد ...
فأكمل عبد الحسن الكستي قائلا:
أبغي به «شورباء» الوصل بالعيد
فقال الحوراني:
ملاعق العذل للأسماء قد قرعت
فأكمل الكستي البيت:
قرع المعاول في صم الجلاميد
عاد الحوراني ليقول:
وفلفلوا «رز» حبي في طناجركم...
فقال الكستي:
وأحسنوا سبكه في صحن مقصودي
فقال الحوراني:
«بفارغ» الصبر قد منطقتمُ أملي...
فأكمل الكستي:
و«برمة» المطل طوقتم بها جيدي
فقال الحوراني:
منو علي «بمعمول» اللقا كرما...
فقال الكستي:
أنا «المربى» على كيس الأجاويد
فقال الحوراني:
«ملفوف» عتبي على أعتابكم نشرت...
فقال الكستي:
أوراقه بين مقصور وممدود
فعاد الحوراني ليقول:
وفي «ملوخية» التعنيف قد زلقت...
فقال الكستي:
أقدام وجدي الى بيت اللبابيدي
وبها ختم الشاعر المناظرة الإخوانية بتحية صاحب الدعوة كما ينبغي لكل شاعر أن يفعل وقد مد الطعام أمامه وأسكتت نكهته قريحة الشاعرين.

بعد الليل
10-13-2006, 12:19 AM
ماأجملها من تجمعات اذا كانت ستكون هكذا !!

د.فيصل عمران
هل تؤجل نشر نص معين كتبته في رمضان مراعاة لخصوصية هذا الشهر الكريم؟

د.فيصل عمران
10-13-2006, 12:25 AM
في الحقيقة لاأؤجل ، لسبب بسيط وهو أن نوعية ماأكتبه صالحة للنشر في رمضان وفي غير رمضان، فكل يغني على ليلاه ، وهو أدرى بليلى من غيره ، ولكن دافع النشر في هذا الشهر ينتابه بعض الالتفات لموسم العبادة الذي يفوق سواه أجراً ....

بعد الليل
10-13-2006, 12:26 AM
ما هو الوقت المناسب للكتابة في رمضان أفي نهاره الجائع أم ليله الملئ؟ :)

د.فيصل عمران
10-13-2006, 12:34 AM
الكتابة تمتد من دهاليز النهار الجائع ، الى نوافذ الليل المليء

لتصحو على شرفاته ، تبتلع نسيمه المغبرّ بالذكريات ، وتناظر أصوات المنادي للسحور ، فتسمعها كما تشتهي ، يامشاق أفق الى عشقك ، فغداً نحن صائمون .....؟

بعد الليل
10-13-2006, 12:36 AM
و طلبي وسؤالي الأخير .. هل لنا بقراءة أحد نصوصك الرمضانية !!

د.فيصل عمران
10-13-2006, 12:51 AM
............

د.فيصل عمران
10-13-2006, 12:52 AM
هذا جزء من نص أتحين الفرصة لنشره لاحقاً ..

" يانايم وحّد الدايم "


أيها الماضي عبر شوارع القلب

بهذا النداء ..

ألا تدري بأن نداءك المشحون بالرجولة

قد أيقظ أنثى

اشتياقي..!


تناديني :


اكتب لأجلي ...

فأنا مازلت سجينة حرف ضعيف

لايقوى صمتي على

أسره ..!!
.
.
.

أبلى الرضيع في حضن الهوى خيرا

حين اكتفى با لوفاء

كانت تعابير الشوارع تنم عن اختباء الخوف

خلف أضلعي ..

النوم لازمهم قبل قدومه..

وشوارعي هي الأخرى

تنام ..


**************************



النوافذ ملئه بالوجوه

وكل ما لدي من هوى

شوق يتيم

فتناهبت أسماءهم سمعي

وتوسلت نبضي الخجول

بعض الحياة




لمن أشتاق هذه الليلة ياترى ....

منزلي الذي هربت جدرانه

تبحث عن عاشق

سواي ..!!

لم يعد لي في موطني

مأوى

توالت الأسباب من غير باب

يردع عن أدمعي

شر العابثين بالقلوب

وأسرارها ..

بعد الليل
10-13-2006, 12:52 AM
متعة الحوار كانت لنا رفقة في هذه الليلة الجميلة. فكما هي الكتابة تسرقنا منا ولكن أكثر منها يفعل بنا الحوار الواعي الجميل يملك منا الحضور والوعي والمتعة. كان الحوار معك د. فيصل عمران متعة جميلة ومفيدة .

وفي ختام هذه السهرة الجميلة أود أن أشكر لك قبولك بمشاركتنا هذا الحوار وأقدر وقتك الذي منحته لنا وحروفك الواعية التي استمتعنا بها. وأشكرك على سعة صدرك لأسئلتي.
وامتناني لكل الحروف والأفكار والردود التي زادت أبعاد أدبية فكرا ووعيا بتواجدها بها.

فشكرا كثيرا لك

وتحياتي وتقديري للجميع وصباحكم ورد

د.فيصل عمران
10-13-2006, 01:03 AM
الشكر موصول لكِ سيدتي، على هذا الحضور الجميل ، والانتقاء المتميز للأسئلة ...

وأعتذر الى كل من رأى في تواجدي هنا ، ثقلاً أو ارتباك ، فلاأدعي الإلمام بجوانب الحوار ، ولكن أتمنى أن يكون فيما أسهبنا عنه قبلاً ، مجالاً للفائدة ، ولو كان يسيراً ..
تمنياتي للجميع دوام العافية ، والابداع ، والاغتنام الأمثل لنفحات هذا الشهر الكريم ، ونحن في عشره الأواخر ...

دمتم بخير ....

قايـد الحربي
10-13-2006, 03:38 AM
د . فيصل عمران
ـــــــــــــــــ
* * *

التجوّل بين فكرك وحرفك هو : الرقيّ
حوارٌ يُشرق
والشمس ليستْ قائمة لأنّ هناك من استبدلها : به .

بعد الليل
شكراً تملأ الزمان والمكان
لما قمتِ به من حرثٍ مثمر .