فرحَة النجدي
10-14-2009, 03:53 AM
http://www.gulfup.com/gfiles/12554763741.jpg
ذاكرتي مُجرمة ، و الليل أكثر إجراماً منها .!
تطوف برأسي الآن خيالات مزعجة و ذكريات جمة عادت لتعرض نفسها من جديد في ذهني ، هذه الذاكرة التي لا تتقيد بوقت و لا تنحصر بمدى و لا تتراجع لبؤرة ، هذه الذاكرة اللامسؤولة و ذلك المزيج من الخيالات الجميلة المزعجة الأقرب للعدم منها للحقيقة ، و الليل المتواطئ معهم أشبعو رأسي دورا و أوسعوه ارتجاجا و أثقلوه بما لا طاقة له على استيعابه و تحمله .! كـ يدٍ هم تمتد لتحكم قبضتها حول عنقُ عقلي محاولةً حرمانه من أوكسجين الراحة و بذلك خنقه .! أتمنى أن لو كنت أستطيع القول لتذهب كلها إلى الجحيم و لكنني لا أقوى ذلك ، فمُحيا راشد الباسم على الدوام و فستاني الأبيض الذي ربما أدخل الفرح قلب أمي يوما ما ، هاتان الصورتان حضورهما يطغى على حضور باقي صور الذاكرة في رأسي ، و لأجل ذلك أنا لا أملك إلا أن أستسلم دون مقاومة لهذه الذكرياتِ و الخيالاتِ الكثيرة ..
وجه راشد المتشبث بذاكرتي و التي تتشبث به بدورها أيضاً ، لا زلت أتذكره ، أستطيع وصفه كما لو أنه كان واقفاً على بعد تتلاقى فيه أنفاسه و أنفاسي ، حقاً لا زلت أتذكر تقاسيم وجهه ، حتى أنني أتذكر تلك الندبة التي خلفها جرح صغير عميق نتج عن سقوطه من على سرير والديّ مباشرة على ذقنه ما استدعى الطبيب أن يستخدم غُرزاً معدودة لوقف نزفه ، كنا نتمازح يومها مع أبي . تلك الندبة كانت جهة اليمين تمركزت فوق عظمة فكه السفلي تحديداً ، تلك الندبة حرمت وجهه من شعيرات قليلة كانت ستنبت في محلها ، تلك الندبة ميزته و أعطته التفاتة جميلة ، تلك الندبة لم تؤثر في وجهه بل عرف وجهه كيف يستغلها لصالحه .! و أتذكر أيضاً نبراتُ صوته .. و آه منه ، صوته و ضحكاته و بسماته و أواه من حزنه و سخطه و دمعاته .! ألا أخبركم أمراً .؟! كان حتى و إن غضب لم ينسه الغضب رجولته و شهامته ، كان نبيلا بحق و حسناته كثيرة . مؤلمٌ ألّا أستطيع اخباره كم كان نبيلاً و كم كنت أحبه .!
في أحد أيام الصيف الحارة من عام 1998م ، اصطحبني راشد إلى المدرسة سيرا على الأقدام لأستلم شهادة تخرجي من المتوسطة ، و عاد معي ، و مساء ذلك اليوم ابتاع لي حزاما حيث أن عقدة الخصر كانت تلازمني منذ صغري ، و كان الحزام الذي أحضره كبيرا أيضا .! كـان يوما جميلا أجج ما بقلبي له فناديته و دسست ورقة صغيرة في جيبه ، أن هذه دعها سرا بيني وبينك ، طبعت قبلة [ على الماشي ] على وجنته و مضى كل منا إلى حال سبيله . هذه القبلة تحولت إليّ بعد أن كبرنا لتستقر على جبيني و نبدأ بعدها بالشجار : أنا لست عجوزا لتقبل جبيني .! الورقة الصغيرة كانت رسالة صغيرة كتبت فيها : شكراً لاصطحابي في هذا الحر ، و الحزام كبير جدا ، شكرا لك .. أنا أحبك كثيرا كثيرا أيها الطيب الشرير .. و أنهيتها بـ : دع هذه سراً بيننا .! لا أخفيكم سراً قرأتها و فرت دمعاتٌ منها عيناي ، إذ أنني لا أعلم لم قلت دعها سرا ، و ما المخجل في الأمر ، أن أحبه مثلا.؟! هذه الرسالة الصغيرة ، أعطانيها أخي الكبير بعد رحيل راشد : وجدت هذه بين أشيائه .!
أيامي معه كانت من أجمل الأيام التي مرت عليّ في حياتي .. بعد أن نلت رخصة القيادة ، كنت أفرح إن رأيت راشد في طريقي يقود سيارته ، أقترب منه بسيارتي حتى أصبح موازية له و ألوح له بيدي فيضحك : مجنونة .. كنت أشعر بفرحة غامرة ، هذه الفرحة تشبه في صفتها تلك التي تحدث يوم أن تبتعد الأرجوحة بنا بعيداً في الهواء فينتشر بداخلنا شيء يشبه رذاذ المطرٍ المتساقط برفق ، و تتقافز في حينها فراشاتُ قلوبنا بعشوائية .!
و قريبا ، منذ حوالي أربع سنين مضت مرض والدي ما استدعى الطبيب أن يبقيه في المشفى ليومين متتالين ، كان راشد يعود فيهما أبي منذ إنتهاء ساعات دوامه و حتى آخر الليل ، يبقى معه و يقضي حاجته ثم يمضي لينام . كنت في اليوم الثاني مناوبة في قسم آخر . عصرا ذهبت لأرى أبي فوجدته جالسا على الشرفة بصحبة راشد يتجاذبان اطراف الحديث و يتضاحكان ، انضممت إليهما . كانت دقائق معدودة إلا أنها خلفت ذكرى طيبة في قلبي . راشد كان مزوحا لطيفا و معطاء لدرجة لا تكاد توصف ، و لكم آثر على نفسه ما قربه من قلب أبي .. في تلك الليلة زارني راشد في قسمي و قبل وجنتي و سألني عن حاجتي و مضى ، فهمست احداهن : كم هو لطيف ..!
الشرفة تلك ، كانت تطل على المشرحة . وقفت بها بُعيد رحيل راشد ، كنت أنظر للأسفل و إذ بنعشين محمولين على الأكتاف ، استعدت صورة راشد في كفنه ، دمعت عيناي فهمس أحد الواقفين هناك : قوي قلبك ، إلتفت إليه لم أنبس ببنت شفة ، رمقته بنظرة أنا نفسي لا أعرف كنهها و تركت المكان .. همست : أقوي قلبي .؟؟ أقويه لم لا ؟ أنا رأيت راشدا مضرجا بدمائه خاليا من روح ، لمست وجهه و قبلت جبينه ثلاثا ، حضرت مراسم دفنه و نظرت إليه في كفنه ، كيف لا أقوي قلبي .؟! شغبنا و نحن صغار ، ضحكاتنا ، ألعابنا ، و مغامراتنا ، أيامُ عيدِنا و ذكرياتٍ كثيرة لست أنساها ، يـا للأيام كيف تنقلب ضدنا بين يوم و ليلة ..
يكفي ! هذا يكفي ، فمهما أطلقت يدي و قلبي ليكتبان لن أبلغ راشد وصفاً و لن أستطيع تحجيم عظم قدره في نفسي ..
الفستان الأبيض .!
لن أطيل الحديث عنه ، فأنا كلما خطت قطعة منه اختلت قطعة أخرى ، ما يعني أنني سأبقى أصلحه إلى أن يشاء الله ، و أتمنى أن لو يشاء الله فأمي ملحاحة لا أعلم لم ، و هو كـ الثلج يمشي على الأرض هوناً و عاطفته جليدية / بليدة .! خيالات هذا الفستان تصنع أجنحة بيضاء ترفرف بعنف فوق بعضها البعض ، و سماءٌ رحبة ملبدة بالسحب الخالية من مطر ، و ملاءات كبيرة تلفني و تلفني و تلفني ككفن أو شرنقة حتى أشعر بأنها تقربني من هلاكي ، كل ذلك في رأسي ، فتشعرني بالدوار و أتلهف لأن أرى ما خلفها ، نهايتها ، أحاول انهاء تعاقبها و لكن ذلك لا يحدث لا يبطلها شيء عدا النوم . و مؤخراً أحلامي غدت مزعجة أرى فيها ابتعاده عني و جرياني خلفه دون أن أصل إليه ، و كأنني أركض في مكاني و هو يبتعد فأصرخ به : لا تتركني ، لمن تتركني ، ما أصنع بي من بعدك ، لا تتركني .. فأصحو بغثاء قلبي و ذهني مقيت .. و هكذا أنا و ببساطة لا أنام ، لا أنام إلا أن أنهك نفسي و جسدي حتى إذا تعطش قلبي للنوم سقطت على سريري كخرقة بالية .!
بين أمس و حاضر و مستقبل ، و برغم كل الأرواح الشريرة التي تحفني و تملأ محيطي و تتربص بي ، و قدري الذي أجهله ككل البشر الذين ليس بحوزتهم قدرات خارقة لكشف الحجاب عن أقدارهم ، أنا ما عدت أشعر بالخوف من شيء أعظم من خوفي من مصيبة الفقد .. كل العوارض و القوارض أستطيع مجابهتها بشيء من لا مبالاة و عدم اكتراث ، أما الفقد .! فلم استحدث بعدُ ترياقاً ناجعاً لسمه الزعاف الذي يكاد يفتك بقلبي .!
أنا حين أمسكت القلم لأكتب لم يدُر في خلدي أني سأرتكب كل هذا ، كنت قد عقدت العزم على تدوين السطر الأول فقط ، و لكنها أصبحت سطورا عديدة ..
حسنا لا بأس ، هيّ مساحتي على كل حال ، ثم أن أكتب خير من أن يستلمني الفراغ و يغتالني بكثرة و طغيانِ هواجسه .!
قابل للنقد حتماً ..
ذاكرتي مُجرمة ، و الليل أكثر إجراماً منها .!
تطوف برأسي الآن خيالات مزعجة و ذكريات جمة عادت لتعرض نفسها من جديد في ذهني ، هذه الذاكرة التي لا تتقيد بوقت و لا تنحصر بمدى و لا تتراجع لبؤرة ، هذه الذاكرة اللامسؤولة و ذلك المزيج من الخيالات الجميلة المزعجة الأقرب للعدم منها للحقيقة ، و الليل المتواطئ معهم أشبعو رأسي دورا و أوسعوه ارتجاجا و أثقلوه بما لا طاقة له على استيعابه و تحمله .! كـ يدٍ هم تمتد لتحكم قبضتها حول عنقُ عقلي محاولةً حرمانه من أوكسجين الراحة و بذلك خنقه .! أتمنى أن لو كنت أستطيع القول لتذهب كلها إلى الجحيم و لكنني لا أقوى ذلك ، فمُحيا راشد الباسم على الدوام و فستاني الأبيض الذي ربما أدخل الفرح قلب أمي يوما ما ، هاتان الصورتان حضورهما يطغى على حضور باقي صور الذاكرة في رأسي ، و لأجل ذلك أنا لا أملك إلا أن أستسلم دون مقاومة لهذه الذكرياتِ و الخيالاتِ الكثيرة ..
وجه راشد المتشبث بذاكرتي و التي تتشبث به بدورها أيضاً ، لا زلت أتذكره ، أستطيع وصفه كما لو أنه كان واقفاً على بعد تتلاقى فيه أنفاسه و أنفاسي ، حقاً لا زلت أتذكر تقاسيم وجهه ، حتى أنني أتذكر تلك الندبة التي خلفها جرح صغير عميق نتج عن سقوطه من على سرير والديّ مباشرة على ذقنه ما استدعى الطبيب أن يستخدم غُرزاً معدودة لوقف نزفه ، كنا نتمازح يومها مع أبي . تلك الندبة كانت جهة اليمين تمركزت فوق عظمة فكه السفلي تحديداً ، تلك الندبة حرمت وجهه من شعيرات قليلة كانت ستنبت في محلها ، تلك الندبة ميزته و أعطته التفاتة جميلة ، تلك الندبة لم تؤثر في وجهه بل عرف وجهه كيف يستغلها لصالحه .! و أتذكر أيضاً نبراتُ صوته .. و آه منه ، صوته و ضحكاته و بسماته و أواه من حزنه و سخطه و دمعاته .! ألا أخبركم أمراً .؟! كان حتى و إن غضب لم ينسه الغضب رجولته و شهامته ، كان نبيلا بحق و حسناته كثيرة . مؤلمٌ ألّا أستطيع اخباره كم كان نبيلاً و كم كنت أحبه .!
في أحد أيام الصيف الحارة من عام 1998م ، اصطحبني راشد إلى المدرسة سيرا على الأقدام لأستلم شهادة تخرجي من المتوسطة ، و عاد معي ، و مساء ذلك اليوم ابتاع لي حزاما حيث أن عقدة الخصر كانت تلازمني منذ صغري ، و كان الحزام الذي أحضره كبيرا أيضا .! كـان يوما جميلا أجج ما بقلبي له فناديته و دسست ورقة صغيرة في جيبه ، أن هذه دعها سرا بيني وبينك ، طبعت قبلة [ على الماشي ] على وجنته و مضى كل منا إلى حال سبيله . هذه القبلة تحولت إليّ بعد أن كبرنا لتستقر على جبيني و نبدأ بعدها بالشجار : أنا لست عجوزا لتقبل جبيني .! الورقة الصغيرة كانت رسالة صغيرة كتبت فيها : شكراً لاصطحابي في هذا الحر ، و الحزام كبير جدا ، شكرا لك .. أنا أحبك كثيرا كثيرا أيها الطيب الشرير .. و أنهيتها بـ : دع هذه سراً بيننا .! لا أخفيكم سراً قرأتها و فرت دمعاتٌ منها عيناي ، إذ أنني لا أعلم لم قلت دعها سرا ، و ما المخجل في الأمر ، أن أحبه مثلا.؟! هذه الرسالة الصغيرة ، أعطانيها أخي الكبير بعد رحيل راشد : وجدت هذه بين أشيائه .!
أيامي معه كانت من أجمل الأيام التي مرت عليّ في حياتي .. بعد أن نلت رخصة القيادة ، كنت أفرح إن رأيت راشد في طريقي يقود سيارته ، أقترب منه بسيارتي حتى أصبح موازية له و ألوح له بيدي فيضحك : مجنونة .. كنت أشعر بفرحة غامرة ، هذه الفرحة تشبه في صفتها تلك التي تحدث يوم أن تبتعد الأرجوحة بنا بعيداً في الهواء فينتشر بداخلنا شيء يشبه رذاذ المطرٍ المتساقط برفق ، و تتقافز في حينها فراشاتُ قلوبنا بعشوائية .!
و قريبا ، منذ حوالي أربع سنين مضت مرض والدي ما استدعى الطبيب أن يبقيه في المشفى ليومين متتالين ، كان راشد يعود فيهما أبي منذ إنتهاء ساعات دوامه و حتى آخر الليل ، يبقى معه و يقضي حاجته ثم يمضي لينام . كنت في اليوم الثاني مناوبة في قسم آخر . عصرا ذهبت لأرى أبي فوجدته جالسا على الشرفة بصحبة راشد يتجاذبان اطراف الحديث و يتضاحكان ، انضممت إليهما . كانت دقائق معدودة إلا أنها خلفت ذكرى طيبة في قلبي . راشد كان مزوحا لطيفا و معطاء لدرجة لا تكاد توصف ، و لكم آثر على نفسه ما قربه من قلب أبي .. في تلك الليلة زارني راشد في قسمي و قبل وجنتي و سألني عن حاجتي و مضى ، فهمست احداهن : كم هو لطيف ..!
الشرفة تلك ، كانت تطل على المشرحة . وقفت بها بُعيد رحيل راشد ، كنت أنظر للأسفل و إذ بنعشين محمولين على الأكتاف ، استعدت صورة راشد في كفنه ، دمعت عيناي فهمس أحد الواقفين هناك : قوي قلبك ، إلتفت إليه لم أنبس ببنت شفة ، رمقته بنظرة أنا نفسي لا أعرف كنهها و تركت المكان .. همست : أقوي قلبي .؟؟ أقويه لم لا ؟ أنا رأيت راشدا مضرجا بدمائه خاليا من روح ، لمست وجهه و قبلت جبينه ثلاثا ، حضرت مراسم دفنه و نظرت إليه في كفنه ، كيف لا أقوي قلبي .؟! شغبنا و نحن صغار ، ضحكاتنا ، ألعابنا ، و مغامراتنا ، أيامُ عيدِنا و ذكرياتٍ كثيرة لست أنساها ، يـا للأيام كيف تنقلب ضدنا بين يوم و ليلة ..
يكفي ! هذا يكفي ، فمهما أطلقت يدي و قلبي ليكتبان لن أبلغ راشد وصفاً و لن أستطيع تحجيم عظم قدره في نفسي ..
الفستان الأبيض .!
لن أطيل الحديث عنه ، فأنا كلما خطت قطعة منه اختلت قطعة أخرى ، ما يعني أنني سأبقى أصلحه إلى أن يشاء الله ، و أتمنى أن لو يشاء الله فأمي ملحاحة لا أعلم لم ، و هو كـ الثلج يمشي على الأرض هوناً و عاطفته جليدية / بليدة .! خيالات هذا الفستان تصنع أجنحة بيضاء ترفرف بعنف فوق بعضها البعض ، و سماءٌ رحبة ملبدة بالسحب الخالية من مطر ، و ملاءات كبيرة تلفني و تلفني و تلفني ككفن أو شرنقة حتى أشعر بأنها تقربني من هلاكي ، كل ذلك في رأسي ، فتشعرني بالدوار و أتلهف لأن أرى ما خلفها ، نهايتها ، أحاول انهاء تعاقبها و لكن ذلك لا يحدث لا يبطلها شيء عدا النوم . و مؤخراً أحلامي غدت مزعجة أرى فيها ابتعاده عني و جرياني خلفه دون أن أصل إليه ، و كأنني أركض في مكاني و هو يبتعد فأصرخ به : لا تتركني ، لمن تتركني ، ما أصنع بي من بعدك ، لا تتركني .. فأصحو بغثاء قلبي و ذهني مقيت .. و هكذا أنا و ببساطة لا أنام ، لا أنام إلا أن أنهك نفسي و جسدي حتى إذا تعطش قلبي للنوم سقطت على سريري كخرقة بالية .!
بين أمس و حاضر و مستقبل ، و برغم كل الأرواح الشريرة التي تحفني و تملأ محيطي و تتربص بي ، و قدري الذي أجهله ككل البشر الذين ليس بحوزتهم قدرات خارقة لكشف الحجاب عن أقدارهم ، أنا ما عدت أشعر بالخوف من شيء أعظم من خوفي من مصيبة الفقد .. كل العوارض و القوارض أستطيع مجابهتها بشيء من لا مبالاة و عدم اكتراث ، أما الفقد .! فلم استحدث بعدُ ترياقاً ناجعاً لسمه الزعاف الذي يكاد يفتك بقلبي .!
أنا حين أمسكت القلم لأكتب لم يدُر في خلدي أني سأرتكب كل هذا ، كنت قد عقدت العزم على تدوين السطر الأول فقط ، و لكنها أصبحت سطورا عديدة ..
حسنا لا بأس ، هيّ مساحتي على كل حال ، ثم أن أكتب خير من أن يستلمني الفراغ و يغتالني بكثرة و طغيانِ هواجسه .!
قابل للنقد حتماً ..