تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هذيـان روح ..


مشعل الحربي
11-17-2009, 12:53 PM
..

[ بداية ]..

وبكى قلبي بعد أن رآها خلسة في حلم اليقظة ..
لم أشعر إلا وأدمعي تنهمر بهدوء لتصيب أرضي القاحلة بمزيد من الجفاف والذبول ..
لم كل هذا ؟ أتريد جواباً ، لا أملكه ، أتريد وصفاً لشعورٍ لست أستدعيه ..
أظنك تعلم لماذا وضع الخباء !
لكن قلبي لا يحتاج لعينٍ تُورد له صورة لأنه بإحساسه المفعم يستطيع التواصل ، مع ما في الباطن من مخزون يبني عليه ، ويقارن ، ويقارب ، والنتيجة أن يصبح عقلي ضحيةً لهكذا هذيان ..
كنت في الصغر عزيزاً على كل همٍ ، ولمّا أن كبرت بدوت كلعبة في يد طفلٍ طالما حلم بها ..

[ انعتاق .. عند ركوب القطار ]..

يصعدون القطار / قلبي ويعيثون فيه كما يحبون ثم ينزلون عند أقرب محطة توقف ..
يغادرون دونما تذكار كأنما هم في رحلة لا تستحق التوثيق فضلاً عن التذكر.
يسير القطار بسرعة لا أعلمها ربما لأن الأمر لا يشكل فرقاً عندما نعلم أن الوداع نوع من الموت لذا تبدو عربة القطار كملاذ آمن لكل تعبير نفسي يبدو لديك والذي سيستمر عند صعودك لكل عربة.
يبدو الحزن كطيف يترآى لي من بعيد كقطعة من التقويم مسمرة أمام ناظري تبدو لي عندما أفرغ من أي شيء ، حتى لو كانت محادثةً عابرةً في عربة قطار..
الحزن يثيره الشوق الذي ارتضى قلبي كشعار يتدثر به ، و ها أنا أصبحت كالمتزمل يشتكي نصباً تلو نصب.
عقلي عربة قطار تسير دونما توقف حتى ترتطم بدعامات الدين القادرة على قذف كل تلوث عبر النوافذ من شدة الارتطام.

[ تلبسٌ على الفراش ]..

تهاتفني بين الفينة والأخرى ..
أحترق بنار الشوق والأسى ، أحزن على نفسي ونفسها كيف نكوى ونتململ ثم نئن !
ضيق في الصدر يتبعه خدر في الأطراف ، ونفس تبكي كطفل ضاع في زحمة سيرٍ دونما مشفق ..
الكمد يحتويني كما يحتوي الطائر فراخه في العش !
أكاد أغلب حتى على الهواء ..!
يالهذه المعيشة وهذا السواد الذي يكتنف حتى البسمة ..!

[ انعتاق .. عند ركوب الحافلة ]..

الجو هادىء مشبع بالرطوبة لكثرة الأنفاس المتصاعدة من جنسيات مختلفة ، يتخلله نغم خافت لموسيقى هندية ..،
بجواري كهل من الهند بدأ نوبة نومه بمقطوعات صاخبة لا أستطيع نسبتها ..
تسير بنا الحافلة كمخلوق أشم لا يبدي اعتباراً لمن حوله..
ها هي أضواء المدينة تبدو كنجوم اجتمعت لمّا أدركت بعدها عن مسيرها في المجره..
ثم ابتلعتنا المدينة رغم أنات المحرك المستجيرة ، هكذا هي الحال دائماً رغم كل ما كُتب ، فالقوي في النهاية يحتاج لأمرٍ يعزز شعوره بالقوة ، والسطوة ، ونحن الضحية دوماً ولا عزاء..
بدأ الجميع بالإلتفات يمنة ويسرة لا يحدوهم الشوق لرؤية أمثالهم ، إذ المباني تقف عائقاً دون هكذا اتصال ، هذا إن كانت هناك رغبة أصلاً في التعارف..
ليست مدينة وادعة رغم البهرجة ، والجمال ، ربما لأنها تفتقر إلى أهم عنصر من عناصر الجمال وهو البساطة ..
أو ربما لأننا ألفنا شيئاً ، واكتفينا به تحقيقاً لمبدأ الاكتفاء الذاتي ..
أو ربما نحن مجبرون أن نحتفي بالمدن التي قدمنا منها إذ من تطلع لأمر فوق مستواه يخشى عليه من التلف ، والتلاشي ، أو ربما الاعوجاج ..!
لكن أرى أن هذا ما يسمى بالحد الفاصل بين الطبقات ..

[ حديثٌ نحو روح ]..

أخي راكان ..
رحلت دونما إنذار ..!
دونما جملة ، أو كلمة ، أو حرف حتى ..!
رحلت كما ترحل الأصداف على شاطئ البحر .. على شاطئ النسيان !
رحلت كما ترحل الطيور المغردة بعد فتح الأقفاص !
رحلت ، و تركت ذكرى و حبتي مسكن !
رحلت ، وفي القلب ألم لفقدها ، وفي العين دمع لبعدها ، و في النفس اضطراب ، وفي الحلق غصة ، وفي الأطراف خدر ، وذبول ، وفي المكان كآبة ، ولكل حي زفرة !
الألوان باهتة بعض الشيء كذلك الحياة ..
نحن نتمسك بالأمل لكن دون مقابل ، إن الأمل الذي احتمل البشرية جمعاء يبدو في النهاية حزيناً ، يبدو كحلم فتاة نسيته حال مغادرتها بيت أبيها ، لا لأن الحلم تحقق ، وإنما لأن عجلة الحياة تدور بعكس الذي أرادت ، لم يكن رخيصاً لكنه بدى مثالياً كليلة الزفاف في عيون الأم لابنٍ وحيد.

[ هروب ]..

تتربص بي الدنيا في كل خاطرة ..
حتى تحطم الأمل على عتبت بابي فلا جامع له ..
واغتيل الطموح بغتةً فلا باعث له ، وتقاذفتني أمواج الحيرة ، والشهوة ، والشبهة ، فلا يدٌ تنجي غريق ..
حتى خفت أن أغتال على فراشي دون سابق إنذار ..
هكذا هي الحياة تشح بالكثير ، وتهب الكثير ، لكن هذا الكثير قليل في عيني ، هذا الكثير لا يشفي جراحاٍ قد أصبت بها من مجرد النظر إلى من هم في مثل سني أولئك الذين وهبوا خيارات عدة فهم يفاضلون بينها ، بينما نحن - وهم كثير - أنا أحدهم لو وهبنا خياراً واحداً لتشبثنا به كتشبث الغريق بلوح من الخشب .. إن لم تستكثر عليه الأمواج ذلك !

عائشه المعمري
11-17-2009, 04:45 PM
يالهذا الإخضرار يا مشعل ..

روحك تهذي بـ وعي تماماً . .
كما لو أنها على مقربة من الجميع . .

لكل الأشياء التي تضيق بنا ،
لـ ركاب القطارات الذين نسير بهم في أرواحنا ..
الكثير مما نود أن نقوله . . أو نتذكره على الأقل
أينهم فحسب ؟

فلا مزيد من الإنعتاقات . .
لأن الهرب ملاذ أوحد . .
ولكن من أصعبه حينما يكون هرباً أفقياً . .
لا يختلف ما نهرب إليه عما نهرب منه . .
كم نحتاج إلى أن نهرب إلى الأعلى
حتى تبدو لنا الأرض ضئيلة بما فيها ،


،



شُكراً لك يا مشعل

مروان إبراهيم
11-17-2009, 06:07 PM
:

أتعلم يَا مشعل ،
هَذهِ السكينة البَاذخة الحُزن تأتي كَما أول طعم ألم حَفرناه فِيْ ديرِ النسخة الأولى مِنْ القلب ،
عِندما تَتحول القطارات لغايةٍ لا وسيلة مِنْ فرط اليأس ،
عِندما نَقول لِجغرافية الأمكنة هيّت لك .. غيري كَون الذّاكرة فغير شرعيتك
مقبولة بالضروة !


كُنت
تُمسك الرّوح وَاللغة
عَلى قدر واحد مِنْ الإتقان !

إغفاءة حلم
11-18-2009, 08:50 PM
مشعل الحربي ...


تكتب الهدوء برحابة الضباب
فالإتجاهات كُلها ... مُبهمة ... ويغشى عين الطريق الحُزن ....

أصابعك جعلت السماء تُنصت ...
فلاهي التي نبست بالنهار أو الليل
وقفت عند سلطنة الفجر .. ونورٍ ممتدٍ...بطمأنينة ...

سعد المغري
11-19-2009, 10:05 AM
..


مشعل الحربي..
حدث , شوق , رحيل ,وجع, إنعتاق
كلها كانت برفقتك هنا يامشعل..
كلها كانت تنتعل الـ حزن معك وتسير عكس اتجاه الـ ريح
حتى الـ هذيان يكاد ان يشيب ويخيم عليه تجاعيد الـ وقت ..
أركل الـ وجع يامشعل وألبس الـ فرح فـ غيرك يحتاج الـ حزن ..!
لك الـ ورد ياورد ..

وئيد محمّد
11-19-2009, 03:53 PM
القراءة مرة أخرى
لا أظنها ستكون نجاةً عن الصمت والغرق الذي يجب أن يُحكم فعله هنا .

مشعل الحربي
11-30-2009, 09:40 PM
.
.

[ عائشه ] ..

عندما نهرب للأعلى فإننا نصبح في مأمن ..
نمسي في هدوء ..

الهرب للأعلى هو محاولة للابتعاد حتى نرى الأبعاد كلها بشكل واضح ،
بلا غموض ، أو حتى ستائر ..

الهرب للأعلى هو دافع لنعود بحساباتنا ، الموغلة بالوجود ، والمادة ..
والمبتعدة ، والبعيدة عن نسمة روحانية ، نحاول أن نجعلها ترتع ولو قليلاً بالقرب منا ..

أهلاً بنسمات حرفك الندية ..
و كل الشكر لقدومك .

مريم الزيدي
11-30-2009, 10:23 PM
مشعل

ما أجدتُ القِراءةَ يوماً.. إلاّ بـ صمت

تُوقِدُ وجعاً
حطبهُ الحُزن

أجبرتني.. حتى الحرف الأخير

لأجدَ روحي وقد قررت أن تنسَلِخَ بـ "صمت"

.
.

لـ روحكـَ باقاتُ إحترام

مشعل الحربي
12-04-2009, 03:06 AM
.
.

تقتاتنا المسافات يا مروان ..

لذا أحاول التصالح مع التسارع الذي نعيشه لعلنا نحظى بقليل من السكينة ، أو حفنة من هدوء ..

صاخبة هذه الدنيا التي نعيشها ، لكن أن ينتقل الصخب إلى أرواحنا عندها لا أظن أن الوقت المستقطع قد يقلل من حجم الهُوة التي نلقي أنفسنا نحوها بحجة الحرارة ، وأن البرود لا ينتج شيئاً متناسين أن الحرارة ستنتهي برماد تعصف به الريح ، كما أن البرود قد يؤدي إلى تحطم قرب رصيف الزمن الذي شهدنا ، وسيشهد غيرنا لا محالة ، ما دامت الأرض ، والسماء ..

أنت ألق ينعش الروح فكن بخير .

ولاء النهاري
12-04-2009, 05:52 PM
هذيان قلم بعد ما قرأ !!

ياصاحب القلم الأنيق

أتعلم يا مشعل الحربي

بعض الحروف تعزف الحزن مقطوعه لا نهاية لها

والكلمات تئن خلفها من وجع الذكريات

أما السطور وباقي الجمل تحكي لي عن سواد الرحيل وضجة بلا مُحدث !

حركة كبيرة وضوضاء لا يُحتمل وأظل في قمة السكون وكأنه ’, شلل اللا مبالاه . . . "

اصوات عالية وانا لا اسمع سوى صرخات قطاري داخل صدري يعلن صافرة الرحيل او القدوم
او او او او ...
لافرق بعد اليوم ...!!!
.
.
.
فجأة في زحمة أيامي رحل اخي المهند دون سابق انذار

هكذا هو الفراق ليس له صافرات لا يشبه قطار صدري
.
!

الهروب لا يجدي فنحن نهرب منهم وإليهم

ليس المفر من قطار يستوقفني في كل محطة

ولا سبيل لـ التنقل بدون صافرات الرحيل أو القدوم
.
.
.
هذيان روح

امسكت بأطراف قلمي

جعلته ينزف حتى يهذي

ولن يجدي بكاء القلم

ولا حتى بكاء الروح له دموع

فكيف أعلن عن هذيان روحي

و أوفق بين أنواع البكاء والهذيان ..!!
.
.
؟
.


الفاضل \ "مشعل الحربي"

أنت وحدك هنا من تهدي لهذيان الروح دموع

لك معزوفة حنين لا شبيه لها

معطرة برائحة الياسمين

تشق دروبها آمال باهضة الثمن

واحلام تستقر على جفن القدر

وهروب في دائرة السنين

لك محبرة تحمل ألوان الحياة

امتعتني بنصك

المنسوج بغصات الألم

مطرز بحبات الأرق

منقوش بشهقات الماضي

اسعد الله ايامك بكل خير

وبارك الله لك وقتك .

مشعل الحربي
12-06-2009, 09:33 PM
.
.

رد مثل هذا يا إغفاءة ..
يصيب بثمالة أعجز عن وصفها ..
فريشتك المخضبة بشتى الألوان ترسم مشهداً ، بل عالماً أقل ما يقال فيه بأنه ساحر ..

عندما تكون الاتجاهات مبهمة فإن كل الحواس تبدو متحفزة لأي إشارة قد تقود للطريق الصحيح .. لذا كان الإبهام في بعض الأحيان ملهماً لقراءة أخرى ، تعيش الجو ، وبيدها مغزل لتخيط الصور ، واحدة بعد الأخرى حتى يكتمل المشهد ..

إغفاءة حلم ..
وحضور كالغيث ، ينعش الأرض ، ويبعث الدفء ..
فشكراً كثيراً.

مشعل الحربي
12-06-2009, 09:37 PM
.
.

ليس باليد حيلة يا سعد ..

فنحن نولد ، وكل قد سبقه قدره ..
وكل قد عاش ردحاً من الدهر ، عرف خلاله الكثير من الأشياء عن نفسه ، وشعوره .. ، وكيف يُستجلب الفرح .

سعد المغري ..
وحضورك نور يبعث الحزن إلى أقصى الهاوية ..
فدم بخير وهدوء .

مشعل الحربي
12-06-2009, 09:41 PM
.
.

حضورك مرة أخرى يعني الكثير كحضورك أول مرة ..
في بعض الأحيان لا يستلزم الأمر سوى شخص واحد ، لتشعر بشعور مختلف ، يصب في نهر السعادة ، كأروع جدول رأيته ، فما بالك بهذا الجمع الكريم .. أيها القدير .

ممتن لحضورك يا وئيد ..
ولروحك الكادي .

مشعل الحربي
12-10-2009, 06:52 PM
.
.

الصمت صديق لا يخون في الغالب ، وإن غمرتنا موجة الضجيج .

مريم الزيدي ..

كل الشكر أن مررتِ من هنا ..

لروحك السكينة .

مشعل الحربي
12-10-2009, 07:09 PM
.
.

يا ولاء ..

أغدقت كثيراً حتى أجفل الحرف أن يحبر رداً لهكذا شعور ..
أحياناً تعترينا الدهشة لمدة من الزمن ثم نعود لسابق الروتين الذي اعتدناه ، كأن شيئاً لم يكن ، أو أن الأمر مجرد انعطاف لا بد بعده من أن يتوازن الأمر .. لكن أن نستغرق في الدهشة حد التأمل ، حتى الانغماس ، أظن هذا هو ما يجعل بعض الأحداث مختلفة ، ومغيرة بشكل يُلحظ ..

قد تكون بعض الأحداث قوية ، لكن الشعور بالاختلاف داخل الروح التي أصيبت به هو الفارق الذي يؤدي إلى نوع من التغير الطارئ بشكل يجعل البوصلة بلا نفع .

دمت بخير ، وحفظك المولى من كل سوء ..

احترامي .

صالح الحريري
12-11-2009, 01:10 PM
في هذيانك أبجدية وجدان ...!
محطات روح بكل توقف لها لغة ممزوجة بــ روح مشعل الإنسان ...!
قريبٌ أنت كــ الضوء حين يصافح بشروقه كفوف الصباحات المؤمنة بك ...!




محبتي وأكثر ...

مشعل الحربي
12-18-2009, 10:48 PM
.
..

ما أصابنا لم يكن ليخطئنا يا صالح .. !

عندما يتضاعف الوجدان ، فإنه يُحرض على ممارسة ما لا يُتصور .. كأنه يريد بصاحبه أن يفعل شيئاً مختلفاً ، ليبدو مختلفاً ..

صالح ..

كل عام والنور يقتبس منك الصفاء ، والنقاء ..

محبتي ، واحترامي .