مشاهدة النسخة كاملة : رسائلٌ ..لاتنتهي..!
ساره بنت محمد
11-24-2009, 06:26 AM
أخاطب ذاتي منذ الصباح ..
أنا أهذي فقط
إذاً أنا أُصاب بالجنون
مؤقتاً ..مؤقتاً ليس إلاّ
ساره بنت محمد
11-24-2009, 06:28 AM
عندما تردد الصوت بشكل جيّد في أذناي
شقيقٌ يخاطبني ..وأنا لست معه فِكراً
يأمرني بهدوء أن أنصاع لـ متطلبات أبي
هه؟!!
تذكرت جيّداً بعد مدة من الزمن أن هناك من ظلّ دقائق معدودة بإتقان
وحنجرته تمتلئ بي
..
أبي عذراً لست هنا ..أبداً
ساره بنت محمد
11-24-2009, 06:29 AM
منذ الصباح الباكر..
وحتى توقف المطر عن مدينة الرياض
وتحديداً عن منزلنا الكائن في إحدى زوايا الأحياء المعهودة بـ الحيوية الغير مفرطة
كنت..فقط كنت ،مثل كل يوم أجمع مؤونة تكفي لبث الإنتشاء لـ أي عصفورة قد تكون بقرب النافذة
أتركها ترقص،،حتى تنام وعلى جبينها حكاية الرضى
ساره بنت محمد
11-24-2009, 06:30 AM
ثم أبتهل بشكلٍ خاضع لله
أحاول معه أن تبللني أية دمعة حتى لو كانت غصباً
كي أمسح بها جزءاً غير يسيراً من ذنوب الأرصفة المسنّة
ساره بنت محمد
11-24-2009, 06:30 AM
اليوم تحديداً كان الإصرار مختلف
متخلف تماماً..ربما لأنه كان ثمة سراً قد خبأته منذ أمد ليس ببعيد،، قديمٌ هو
لكنّ تحريره كان يحرّك فيّ تلك الحكاية الماضية
كـ سردٍ يتبعة إقتفاء أثر الرمل المفتعل
تظل الريح تنفيه لأبعد حد عن عيني
ساره بنت محمد
11-24-2009, 06:31 AM
عندما نظرت إلى الأعلى
أيقنت أنني لن أنظر إلاّ إلى السماء
لي معها حكايات عديدة
ورسائل إلى الله لا أملّ ترتيبها
والإكتفاء بعدها بـ أخذ نفساً عميق
يوحي بصعود تلك الرسائل شيئاً فـ شيئاً حتى يأخذها الله برفق وأمان
ويقذف في نفسي الصمود
هكذا منذ عدة سنين ..
ساره بنت محمد
11-24-2009, 06:32 AM
قالت لي أمي يوماً وهي تنظر إليّ من نافذة منزلنا المُمِلّ وقت الظهيرة
عندما تشيخ قدماك من أثر الإقتفاء
سيكون الحزن أجلّ يا إبنتي
سيأخذك النعاس إلى عوالم الأوهام
والأوهام موجعة حد الجنون
ساره بنت محمد
11-24-2009, 06:34 AM
قالت لي بعد أن أصابني الجنون
هكذا نهاية تدّبر ما مضى
هكذا نهاية من يبتلع علقماً
هكذا نهاية من لا يلوذ إلى فؤاد أمه حين يجرح الحزن خاصرته
هكذا نهاية من يرتدي الصمت وشاحاً أزرقاً
شخصت ببصري نحوها وأطلقت إبتسامة نفاق
أمي، ليس ثمة ما أواريه عنكِ
كل ما كان في ذلك المشهد مني ،يوحي بالخديعة
سأخدع أمي هذه المرة..
حتى أُكمل أعوامي السبعة والثلاثون وأنا على وتيرة واحدة تتسم بالصمت فقط
ثم أنام بشكل أبدي مثلما فعلت عمتي لولوة
وتظل عصفورة الصبح تشتاق لـ أي شيء يسدّ حاجتها
تماماً مثلما أشتاق لـ عمي عَبْدُالله
الذي رحل دون أن يقول لي وداعاً
وأنا لا زلت أنتظره عند الباب الذي شهد يوم ذهابه
الكثيرون ذهبوا مرة دون أن يعودوا
حتى جارنا الذي كان خالداً في قعر مسكنه منذ خمسة أعوام
كان قد نفض أرديتة وأتكأ على خذلانه وغادر
ساره بنت محمد
11-24-2009, 06:35 AM
عندما تقدسّت في نفسي أشياء الراحلين ،وصوتي المفضوح من قبل عيني
وجدار غرفتي الذي كتبت عليه ذات مرة ذكرى وأبت أن تختفي
وفتاوى والدي الموسومة بالفضيلة
ومواعظ إذاعة تُبَثّ منذ عدد سنين عمري الثلاثة والعشرون
وأنا عندما أكتب قصيدة يتيمة ، قصيدة حبّ مثلاً ،أو قصيدة صديقين غادر أحدهما عن الأخر بتذكرة سفرٍ عاجلة، دون عودة,أو قصيدة مجنونة لأعبئ الفراغ المركون في نفسي، وأضحك كمحاولة لإيجاد الفرح لأنجازها
ثم ينتهي الأمر إلى إخماد كل شعور قد أينع من بين كل الأسطر
ثم أقتلها ...!
ساره بنت محمد
11-24-2009, 06:36 AM
عندما دبّ في جسدي جرحاً أسوداً غير قابل لـ الشفاء
مادامت أصابع يداي العشر تحاول إنتشال أولئك الأحياء الذين إعتادوا على أن يمشون على أرضنا كرهاً
وهم قد لايفقهون جيّداً معنى الإحساس السائد المتمثل في الشفافيّة القصوى ...!
ساره بنت محمد
11-24-2009, 06:38 AM
على زاوية أخرى
أولئك الأشخاص المتعصبون دائماً لأفكارهم التي قد تكون خاطئة جداً
وذات فشل ذريع، مشبّعون إلى أقصاهم بحياتهم المخمليّة.
وفي مقابل ذلك درس رجل الدّين، يوم أن قبّل رؤوس القوم بغية أن يحذوا حذوه الآخرون
كي ينالوا الإعتزاز من الله
حتى عندما قصّ عليّ أبي أقصوصة رجل الدّين ذاك، وهو ينبؤني أن لا أنتمي لطائفة الحانقون المغمورون حد الإمتلاء بـ الشر
يقول لي دائماً..كوني بيضاء
كوني بيضاء
ساره بنت محمد
11-24-2009, 06:39 AM
قد كنت يا أبي
قد كنت
وسأكون حتى تكتفي الأيام من سرد أي وجع كان قد سكن في أوردتي
وحتى أنجز السبعة والثلاثون بسمو
ساره بنت محمد
11-24-2009, 06:39 AM
وسأقول للذين أحببتهم على الدوام
أنني لن أكتفي من ذلك
وسأطبق وصيّة الله في الطريقة التي أنتهجها معهم
الأهم أنني لن أَكُفّ عن ذلك
لن أكُفّ
سيكون لي عمُر آخر
أغلفة بعقد من نرجس لـ يظهر كما الشوكولا التي أأخذها خلسة من يدي طفلة أخي
أو كما حبات (الفول السوداني) التي غالباً لا أفضلها
لكنها دائماً تكون سهلة بأن يحتفى بها وحتماً لأنني أشبهها بعقد لؤلؤ تصطف على كف البائع
ساره بنت محمد
11-27-2009, 06:57 PM
على حده
في اليوم الذي يقال عنه أنه عيدُ أضحى
وفي الصبح الذي يزرع فيه الأطفال أمنياتهم البسيطة ،،
وكبارنا الذين يضجون بـ الفوضى التامة، في كل نهارٍ يقال عنه عيدٌ
يراودني الإحساس ذاتة، الإنتظار ذاتة..ثم الإنكسار ذاتة
10\12\1430
4:30ص
ساره بنت محمد
11-27-2009, 06:57 PM
عيدُ إبراهيم هذا العام سيكون بعيداً عن قريتنا التي أَلِف أهلها تبجيله
سنكون بمثابة الحمقى، اللذين يمارسون الفقد وهم يثرثرون على التل الأخضر
يتوجعون، في حين أنهم لايدركون ماهية وجعهم
وسأكون كما عهدني حبيبي في الأعوام الماضية
عندما يطلّ علي الساعة التاسعة صباحاً، يهديني مايشاء ويظلّ يمطرني بـ الأمان المتكوم في قلبه
ثم يقبّل كفي، ويمضي
أنا يتيمة هذا العيد
ليس ثمة من يهديني الإحساس المفقود ذاك
سأبحث عنك ،،
من بين كل الأجساد ، والنوايا، والأوراق
كل عام وأنت بخير يا جدّي
كل عام والقبر روضة لك
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025,