تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بقايا ليلٌ في فَمي .. !


نبيل الفيفي
12-08-2009, 08:32 PM
عندَما تطالُني يَدُ إل " لماذا " يمتَلِئُ جِدارُ عقلي شقوقاً مِن إثرِ صُراخِه .. و أصرَخْ ,
يتمدّدُ عقلي .. و تزيدُ مساحَةُ الأسئِلَة .. دونَ منفَذِ إجابَةٍ .. و أصرَخْ ,
تلفّني المتاهات: ورَقَةَ تبغٍ.. يُدخِّنُني اللّيْل.. ينفُثُني عَجزاً .. و أصرَخ ,
أبحَثُ عن وَجهِ أمّي, أنبُشُ صَدري و لا أجِدُ سِوى إصبعها و قد تفرّع مِنها ألفُ غصنٍ يابِس.. و لا أصرَخ بعدَما سلَبَتْ أمّي صَوتي, أرخي جَسَدي على الكَوْن وأنظُرُ إلى الله, أعلّقني في: سمائِه, سحابِه, نجومِهُ و قمَرِه.. و أعلَمُ كَم أنا كامِلٌ بهِ و جميلٌ بهِ و قَوِيْ غيرَ أنّ ذلِكَ الحُزن الذي يقتاتُ جَسَدي, و قلبي, و أركاني ينسينبه و يتركُني في أيدٍ اختَلَطَتْ بنارٍ ومعصيَة – الاعتراف بالخَطيئَةِ تَطهير و التّطهيرُ: دمعَةُ بينَ يَديْ الله -...
لا أدري لماذا حينَما أريدُ فتحَ فمي : يتهيّأ كلّ مَن حولي للابتسام .. يُجبِرُني كُلّ من حَولي على أن لا أحتَجَ على حُزني.. كُلّ مَن حَولي يُفلِتونَ مِن عقولِهِم ثمرَ كلامٍ حَزين تَستَقبِلُهُ أفواهُهُم و يبصقونَ بِهِ في وَجهِي دونَ علمٍ منهم أنّهُ باتَ كقُمامَةٍ تجمَعُ حُزنَهُم و ما أفرَغتُها يوما, لا أستَطيعُ إفراغِه يوما مِن ملامِحهِم.. فرُبّما أتى أحدَهُم و قَد تبرّأتُ مِنهُ ومِن حُزنِه و لا يعرفني حينها ... !
لَسْتُ أوسَعُ صدراً مِن حُزنِهِم علَيْهِم .. و لا مِن عيونهِم إن تدلّتْ مِن أغصانِها دموعهم ! و لكنّي أجسِّدُ دورَ مُهرِّجٍ فاشِل على مَسرَحٍ يُجيدُ فيهِ الحُزن اقتسامَ دورَ البطولَةِ معي فيه.. و أظلّ خارِجَ النّصّ معَهُ كَيْ يملّ مِن كآبَتِه و يملّ الجمهور مِنهُ, لكن دائِماً ما يقرأُ عَيْني: سطراً سَطرا.. و يتفنّنُ في وضعِ الفواصِلِ و الانكسارات الاعتراضيّة .. يطولُ المَشهَد .. و يطولُ الحزن و تبدَأ المسافَةُ بيني و بينِه تتّسِع و أُمَلّ, أشيرُ بسبّابَتي للسّماء: يراني الله , و أحَد الحاضرين يجري مُسدلاً السّتارَ طمَعاً في مَشهَدٍ أطوَل..
لماذا لا أفهَم أنّ الحُزنَ آيَةُ اللهِ على مسرَحٍ اقْتَضّ بالممثّلين..؟!
لماذا لا أفهَم أنّ الحُزنَ يُقرِّبُ دَمعَةً على بابِ الله ؟!
لماذا عندما أحزَن لا أتذكّر سِوى أمّي ومَن أرحلوني منهم..؟!
أيْ أنّهُم فيّ رُغمَ هذا .. – لَسْتُ ذلكَ الوَفيْ الذي لم ينسَ و لَم يقسُ و لَمْ, و لَمْ.. و لمْ – و لكنّهُ الحُزنُ مَن علّمَني : أنّ اليدَ المتعرّقة بهِ أطوَلُ مِن غَيْرِها و أصدَقُ تقبُّلاً و قبولا ...
في أحدِ المرّاتِ سُئلَ طِفلٌ عن أمِّه .. قال: ذَهَبَتْ إلى الله و ستأتي لتأخذنا معها إلى الجنّة,لذا : دائِماً ينظُرُ إلى الله, يُعلِّقُهُ في : سمائِه, سحابِه, نجومِهُ و قمَرِه.. و يعلَمُ كَم هوَ جميلٌ بهِ وكامِلْ .





















رُبمـا !

عائشه المعمري
12-08-2009, 11:24 PM
كنت تجعل الحزن لذيذاً .
تقربه منا كـ سجادة ..
تعلمنا ما معنى أن نحزن وفي داخلنا ألف تلاوة وصلاة
وفي أرواحنا ألف ألف روح ، تحاول أن تسرب الإبتسام لنا على أي حال ..
تنطلق [ الحمدلله ] كـ فضاء نكتمل به .
ونزداد به جمالاً ..


أهلا بك كثيراً يا نبيل ..
لك من الترحيب كما تشاء مدن الفرح

عطْرٌ وَ جَنَّة
12-08-2009, 11:40 PM
وأنا أيضاً يَا نَبيل أعلمُ كَم أنا جَمِيلةٌ بِالله وَ كَامِلة .
الْسَماء فِي عَيني , وأمّي فَوق الْسَماء , تَحتَ الشَجرة , الشَجرة التي فِي الجنَّة ,
لِذا عَليَك أن لا تتخيّل كيفَ شُدّ عِرقِي بِحَدِيثك , رُبما لِلدرجةِ التي أغْرَقَتني دَاخلياً , ولَم أُنقِذ رِئتي .
لأنني أُرِيد أن أَشعُرَ بِخوفِ الْمَوتى مِن الَمْطر , مِن قَلقِي كُلّ مرة : مَن يَرفع عَن وَجهِ أمّي الماء ؟!
أُرِيد الليل الَّذي يُمَيز لِي قَامَتِي هَذهِ اللحظةِ عَن الظلّ الشَرِيد , أُرِيد جِلدي الَّذي أقرضته الّريح , أُريد قَول ( أهلاً ) لَك
بِطريقةٍ لا تُشْعِرُ بالبردِ أبداً .

http://www.qamat.net/vb/images/smilies/a36.gif

وئيد محمّد
12-09-2009, 02:59 AM
صوتٌ من السماء يقترف البكاء ..يرخي دمعه على جبين الطفل الملكوم بالثقوب ويكمده بغيمة دافئة ..
أكثرُ من جميل يا نبيل ..ومؤثر كحزن مباغت .


أهلاً بك بين صحبك
وخذ الصباح كميثاق أن تبقى بفرح وخير

وَرْد عسيري
12-09-2009, 06:27 AM
لن تحضُر الراحةُ في النظرِ إلى ما دُونِه يا نبِيل ، مُملؤُون معكَ بالحَزن .. نستشعِرهُ في صُدورنا
في التفتيشِ عن الآفلِين و إيقانِ أفُولهم الكاسِر لظهُورنا و الصبر .
لكنك و بكل هذه الحرف الحامل لرائحة الطِيبة ، جِئت تُؤنسُ الشعُور بذاتِه و تحملُ في فمكَ نداءٌ - رحمةُ الله واسعَة -
لتجعلنا من بعدِك نقُول / أينهُ قبلاً وهو الذي أثارنا في ليلهِ لنطمئِن.


كل هذا البهاء ، لا يكتُبه إلا البارعون ،
سعيدةٌ بك ، سعيدةُ جداً http://www.khozamanajd.com/vb/images/smilies/flower1.gif


-

لمى الناصر
12-09-2009, 06:51 AM
أغرقتنا بلجة السؤال التي طالما كنا نبحث

عن تساقطات الليل بفم القهر والوجع

عباءات أخرى تستنشق ملامح الصورة بغرس صورة

أمي بتلابيب عرق الجنة بصبر جميل.

ا أجمل استنشاقات الفجر بنسائم نبض

تعود الحزن.

ندي كمطر فجري.

حمد الرحيمي
12-09-2009, 04:10 PM
نبيل الفيفي ...



أهلاً بك كثيراً في أبعادك الأدبية ...



نصٌ تلونت أحرفه بالحزن ... فتهاوت به / منه / له روحٌ مُنْهَكَة ...


و انهمر الوجع ... فغُمِرت أرواح العابرين ...






نبيل ..

حرفك شائقٌ جداً ... شكراً لك عليه ...