خالد بودريف
12-14-2009, 12:14 AM
اَلْمُمْسِكُون بالضَّوء..
مَشْيًا عَلَى الْمَاءِ.. أَبْكِي بَيْنَ مَنْ عَرَفُوا
مَا كُنْتُ أَعْرِفُ أَنَّ الْمَاءَ يَـرْتَجِفُ
لَمْ يَتْرُكِ السِّحْرُ لِي بَحْرًا، وَهُمْ تَرَكُوا
أَلْقَيْتُ فِي بَحْرِهِمْ سِحْرًا، وَمَا وَقَفُوا
قَامُوا إِلَى الْحَرْفِ وَاخْتَارُوا لَهُ جَسَدًا
وَالرُّوحُ فِيهِ بِهَذَا الْوَحْيِ تَأْتَلِفُ
اَلْعَابِرُونَ عَلَى أَوْرَاقِنَا طُرُقًا
وَالنَّاطِقُونَ بِصَمْتٍ إِنْ هُمُ انْصَرَفُوا
***
مَاءٌ وَضَوْءٌ، وَمَنْ يَدْرِي مَتَى سُفِكَا
مِنْ رُؤْيَةِ الدَّهْرِ أَدْرِي أَنَّهُمْ سَفَكُوا
قَابِيلُ، هَابِيلُ ، كَانَا أَيْنَمَا ائْتَلَفَا
فِي نُطْفَةٍ، أَلْفَيَا مَا خَطَّهُ الْمَلَكُ!
كَانَا بِصُلْبِ كَبِيرِ الإِنْسِ ،فَاقْتَتَلاَ
وَكَانَ شَرْعًا وَبِالإِنْسَانِ يُنْتَهَكُ
***
مَنْ ذَا يُطِيقُ المَنَايَا لَوْ رَأَى حُلُمًا
هَذَا رَقِيمٌ بِقَبْرِ الكَهْفِ يَعْتَرِفُ
طِفْلٌ عَلَى الرِّيحِ يَمْشِي، يَوْمُهُ سَنَةٌ
كَأَنَّمَا الشَّمْسُ فِي كَفَّيْهِ تَعْتَكِفُ
يَشُمُّ وَرْدَ الْعُلاَ مِنْ هَمِّهِ عَطِرًا
وَالسِّحْرُ فِي نَهْرِهِ يَجْرِي لِمَنْ رَشَفُوا
اَلْمُمْسِكُونَ بِهَذَا الضَّوْءِ قَدْ نَطَقُوا:
اَلشَّمْسُ تَعْرِفُنَا وَالنُّورُ وَالصُّحُفُ
***
مَرُّوا عَلَى أُفُقٍ أَفْنَوْا بِهِ عُمُرًا
لَوْلاَ الْحُرُوفُ لَمَا عَاشُوا وَمَا تَرَكُوا
نَاءَتْ بِهَذَا الْفَتَى فِي أُفْقِهِمْ طُرُقٌ
عَلَى طَرِيقَيْنِ يَبْكِي أَيْنَ مَنْ سَلَكُوا !؟
وَالْعُمْرُ قَدْ سَقَطَتْ أَوْرَاقُهُ تِبَعًا
مَا بَيْنَ بَدْرٍ وَشَمْسٍ عَاشَ يَرْتَبِكُ
***
أَنَا الْيَتِيمُ بِهَذَا الْجُبِّ، مُحْتَرِقًا
أَشْدُو لِمَاءٍ.. بِصَوْتِ الْمَاءِ أَتَّصِفُ
أَرْضٌ كَمَا هَذِهِ الدُّنْيَا نُكَلِّمُهَا
وَالصَّمْتُ مِنْهَا مِنَ الأَوْجَاعِ يَغْتَرِفُ
لَأَتْبَعَنَّ نُجُومَ اللَّيْلِ فِي شَغَفٍ
حَتَّى أَطُولَ بِهَا نَجْمًا بِهِ أَقِفُ
مُسَافِرًا أَحْمِلُ الأَيَّامَ، مِنْ شَجَنِي
أَنِّي بِهِنَّ إِلَى قَبْرٍ سَأَنْصَرِفُ
***
أَلْقَيْتُ نَعْلِي عَلَى الشُّطْآنِ ، مُنْطَلِقًا
أَمْشِي وَحِيدًا، وَلاَ أَمْشِي كَمَنْ هَلَكُوا
أَجْرِي إلىَ النَّهْرِ وَحْدِي جَرْيَ مَنْ ظَمِئُوا
اَلظِّلُّ يَتْبَعُنِي وَالضَّوْءُ وَالْحَلَكُ
أَنَامُ لَيْلِي وَضَوْءُ الْحَرْفِ يُوقِظُنِي
وَاللَّيْلُ شَمْعَتُهُ بِالْحِبْرِ تَشْتَبِكُ
***
لاَ غَيْرَ أَوْرَاقِيَ الثَّكْلَى أُحَاوِرُهَا
ظِلِّي عَلَى وَهَجِ الأَوْرَاقِ يَرْتَجِفُ
مَخَافَةَ الْيَأْسِ، يَجْرِي الْحَرْفُ فِي دَمِنَا
وَيُشْبِهُ الْحَرْفَ مِنَّا ذَلِكَ الأَلِفُ
أَصْحُو شَفِيفًا بِظِلِّ الْحِبْرِ، مُعْتَرِفًا
أَنَّ الظِّلاَلَ وَإِنْ كُنَّا بِهَا تَصِفُ
يَدُ التُّرَابِ تَجُرُّ النَّاسَ مِنْ قُبُلٍ
مِنْ إِرْثِ آدَمَ أَنَّ الْعُمْرَ يُخْتَطَفُ
***
سَأَتْرُكُ الْبَحْرَ إنِّي خِفْتُ مِنْ غَرَقِي
اَلْمَاءُ مِنْ عَرَقِي، وَالدَّمْعُ يَنْسَفِكُ
هَلْ غَادَرَ الدَّهْرُ أيَّامَ الرِّضَا بِدَمِي
رَحْلِي عَلَى كَتِفِ الدُّنْيَا، أيَا فَلَكُ
اَلْمُوجَعُونَ وَهُمْ فِي النَّبْعِ، مَا شَرِبُوا
شَرِبْتُ مِنْ عَطَشِي..فِي مِثْلِهِ اشْتَرَكُوا
***
نَادَيْتُ قَبْلَ قُلُوبِ النَّاسِ أَوْرِدَتِي
كُلُّ الْقُلُوبِ بِهَذَا السِّحْرِ تُقْتَطَفُ
يَا سَاكِنِي الأَرْض، هَذَا الْحُبُّ يَجْمَعُنَا
لِلْعِشْقِ فِي النَّاسِ مَعْنًى لَيْسَ يَخْتَلِفُ
وَإنَّمَا هِيَ أَيَّامٌ سَتَحْضُنُنَا
حَتَّى يُقَالَ لِنَبْعِ الْمَاءِ، مَا رَشَفُوا
لاَ ظِلَّ لِلْمَاءِ ، إنِّي مِثْلَمَا فَهِمُوا
أَجْرِي إلىَ الْجَبَلِ الْمَعْصُومِ، كَيْ يَقِفُوا
خالد بودريف
المغرب
24/08/2009
مَشْيًا عَلَى الْمَاءِ.. أَبْكِي بَيْنَ مَنْ عَرَفُوا
مَا كُنْتُ أَعْرِفُ أَنَّ الْمَاءَ يَـرْتَجِفُ
لَمْ يَتْرُكِ السِّحْرُ لِي بَحْرًا، وَهُمْ تَرَكُوا
أَلْقَيْتُ فِي بَحْرِهِمْ سِحْرًا، وَمَا وَقَفُوا
قَامُوا إِلَى الْحَرْفِ وَاخْتَارُوا لَهُ جَسَدًا
وَالرُّوحُ فِيهِ بِهَذَا الْوَحْيِ تَأْتَلِفُ
اَلْعَابِرُونَ عَلَى أَوْرَاقِنَا طُرُقًا
وَالنَّاطِقُونَ بِصَمْتٍ إِنْ هُمُ انْصَرَفُوا
***
مَاءٌ وَضَوْءٌ، وَمَنْ يَدْرِي مَتَى سُفِكَا
مِنْ رُؤْيَةِ الدَّهْرِ أَدْرِي أَنَّهُمْ سَفَكُوا
قَابِيلُ، هَابِيلُ ، كَانَا أَيْنَمَا ائْتَلَفَا
فِي نُطْفَةٍ، أَلْفَيَا مَا خَطَّهُ الْمَلَكُ!
كَانَا بِصُلْبِ كَبِيرِ الإِنْسِ ،فَاقْتَتَلاَ
وَكَانَ شَرْعًا وَبِالإِنْسَانِ يُنْتَهَكُ
***
مَنْ ذَا يُطِيقُ المَنَايَا لَوْ رَأَى حُلُمًا
هَذَا رَقِيمٌ بِقَبْرِ الكَهْفِ يَعْتَرِفُ
طِفْلٌ عَلَى الرِّيحِ يَمْشِي، يَوْمُهُ سَنَةٌ
كَأَنَّمَا الشَّمْسُ فِي كَفَّيْهِ تَعْتَكِفُ
يَشُمُّ وَرْدَ الْعُلاَ مِنْ هَمِّهِ عَطِرًا
وَالسِّحْرُ فِي نَهْرِهِ يَجْرِي لِمَنْ رَشَفُوا
اَلْمُمْسِكُونَ بِهَذَا الضَّوْءِ قَدْ نَطَقُوا:
اَلشَّمْسُ تَعْرِفُنَا وَالنُّورُ وَالصُّحُفُ
***
مَرُّوا عَلَى أُفُقٍ أَفْنَوْا بِهِ عُمُرًا
لَوْلاَ الْحُرُوفُ لَمَا عَاشُوا وَمَا تَرَكُوا
نَاءَتْ بِهَذَا الْفَتَى فِي أُفْقِهِمْ طُرُقٌ
عَلَى طَرِيقَيْنِ يَبْكِي أَيْنَ مَنْ سَلَكُوا !؟
وَالْعُمْرُ قَدْ سَقَطَتْ أَوْرَاقُهُ تِبَعًا
مَا بَيْنَ بَدْرٍ وَشَمْسٍ عَاشَ يَرْتَبِكُ
***
أَنَا الْيَتِيمُ بِهَذَا الْجُبِّ، مُحْتَرِقًا
أَشْدُو لِمَاءٍ.. بِصَوْتِ الْمَاءِ أَتَّصِفُ
أَرْضٌ كَمَا هَذِهِ الدُّنْيَا نُكَلِّمُهَا
وَالصَّمْتُ مِنْهَا مِنَ الأَوْجَاعِ يَغْتَرِفُ
لَأَتْبَعَنَّ نُجُومَ اللَّيْلِ فِي شَغَفٍ
حَتَّى أَطُولَ بِهَا نَجْمًا بِهِ أَقِفُ
مُسَافِرًا أَحْمِلُ الأَيَّامَ، مِنْ شَجَنِي
أَنِّي بِهِنَّ إِلَى قَبْرٍ سَأَنْصَرِفُ
***
أَلْقَيْتُ نَعْلِي عَلَى الشُّطْآنِ ، مُنْطَلِقًا
أَمْشِي وَحِيدًا، وَلاَ أَمْشِي كَمَنْ هَلَكُوا
أَجْرِي إلىَ النَّهْرِ وَحْدِي جَرْيَ مَنْ ظَمِئُوا
اَلظِّلُّ يَتْبَعُنِي وَالضَّوْءُ وَالْحَلَكُ
أَنَامُ لَيْلِي وَضَوْءُ الْحَرْفِ يُوقِظُنِي
وَاللَّيْلُ شَمْعَتُهُ بِالْحِبْرِ تَشْتَبِكُ
***
لاَ غَيْرَ أَوْرَاقِيَ الثَّكْلَى أُحَاوِرُهَا
ظِلِّي عَلَى وَهَجِ الأَوْرَاقِ يَرْتَجِفُ
مَخَافَةَ الْيَأْسِ، يَجْرِي الْحَرْفُ فِي دَمِنَا
وَيُشْبِهُ الْحَرْفَ مِنَّا ذَلِكَ الأَلِفُ
أَصْحُو شَفِيفًا بِظِلِّ الْحِبْرِ، مُعْتَرِفًا
أَنَّ الظِّلاَلَ وَإِنْ كُنَّا بِهَا تَصِفُ
يَدُ التُّرَابِ تَجُرُّ النَّاسَ مِنْ قُبُلٍ
مِنْ إِرْثِ آدَمَ أَنَّ الْعُمْرَ يُخْتَطَفُ
***
سَأَتْرُكُ الْبَحْرَ إنِّي خِفْتُ مِنْ غَرَقِي
اَلْمَاءُ مِنْ عَرَقِي، وَالدَّمْعُ يَنْسَفِكُ
هَلْ غَادَرَ الدَّهْرُ أيَّامَ الرِّضَا بِدَمِي
رَحْلِي عَلَى كَتِفِ الدُّنْيَا، أيَا فَلَكُ
اَلْمُوجَعُونَ وَهُمْ فِي النَّبْعِ، مَا شَرِبُوا
شَرِبْتُ مِنْ عَطَشِي..فِي مِثْلِهِ اشْتَرَكُوا
***
نَادَيْتُ قَبْلَ قُلُوبِ النَّاسِ أَوْرِدَتِي
كُلُّ الْقُلُوبِ بِهَذَا السِّحْرِ تُقْتَطَفُ
يَا سَاكِنِي الأَرْض، هَذَا الْحُبُّ يَجْمَعُنَا
لِلْعِشْقِ فِي النَّاسِ مَعْنًى لَيْسَ يَخْتَلِفُ
وَإنَّمَا هِيَ أَيَّامٌ سَتَحْضُنُنَا
حَتَّى يُقَالَ لِنَبْعِ الْمَاءِ، مَا رَشَفُوا
لاَ ظِلَّ لِلْمَاءِ ، إنِّي مِثْلَمَا فَهِمُوا
أَجْرِي إلىَ الْجَبَلِ الْمَعْصُومِ، كَيْ يَقِفُوا
خالد بودريف
المغرب
24/08/2009