المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (( تفــاحة قلبه ))


وشم
12-26-2009, 07:23 AM
لا يستيقظ دفعة و احده ..


.

يفتح عينيه ، ثم يتأهب لحل لغز أطرافه التي تكورت على بعضها ، يمد يده تحت وسادته متحسسًا رنين منبه الجوال ..!!






ايقاف !!


يتنفس بعمق وَ ينشئ رسالة قصيرة ..
( نبضُكِ بخير ، وَ صباحي لك ذكرى ) !!
و ينتظر برهة لـ يتم تسليم ( شعوره ) ، و لا يتم !!



.



دقائق يقظة على السرير ..
فيقظة الأطراف وحدها ليست كفيلة ليقف على قلبه !!
نعم .. نواياه ( بيضاء ) لا تقف على جرثومة الأرض .. لذا لا يجد لها ( موطأ و لا وطنًا ) إلا قلبه ...!!
فمشاهد الحياة كملحمة يرتعد فيها قلبه / فلا يجد سبيلا للصمود إلا بالوقوف عليه !!
يغتسل بالماء حتى يزداد بياضه طُهرًا ، و يشعل قلبه بكثير من الأمنيات الباردة ..
فيبحث عن رفقته الصالحة ..!!!
رفقته مجموعة السكاكر تلك ، تضفي على مذاق القهوة المر كثيرًا من اللذة !!
يآآآآآآآآآآه .. كم يدين لهم .. بل إنهم قد فاقوا عطاء رفقته العاتية !!



.

يخطف النظر لعقرب الساعة الثامنة .. مازال متسع من الوقت ..
يجلب جريدة الصباح ..ليشتم رائحة شواء اللحوم في مهرجان صفحاتها الرياضية !!
و قبل أن يتبسم لكاريكاتير الصفحة الأخيرة ، يختنق بصفحة الحوادث في ذات الجريدة
فهي صفحة كفيلة بأن ( تسيل الدموع لتحرق صدعيه )!!

فيقدم النوايا : ( ليتني أملك و أعطيكم !! صحةً أو مالاً أو حتى ولد .. فالحب لا يرويهم دون عطاءٍ ملموس ) !!
يطّبِقُ الجريدة و يتكئ على راحة يديه ليسند قوامه و يستعين ياااااااااربْ !!



.


يااااااااارب

فما زالت طقوس الصباح تُجدد - في ذاكرته - ذكراها ، رغم أنه استخدم كل مضاد لينحر أيامها.. إلا أن ذاكرته أبت أن تستجيب !!
و ما زال يواظب على تلحين ذكراها مع كلخفقات الصباح ، لذا ما استطاع لنسيانها سبيلا !!
كان كلا منهما يهدهد الآخر ..
كان لها سند الحياة و ربح الأيام و مكسب دنياها !!
لمْ تكن له فاكهة مثيرة ، لم يرها نصف الفراولة الأملس ..
و لا غواية التوتْ المحمر ..
و لا عناقيد العنب الشهية ..


.


كانت تفاحته ..
آآآآآآه .. تفاحته التي أوصاه بها طبيب قلبه ..
تفاحته .. التي قطفها الله في موسمها !!
من أعلى غصنٍ في قلبه إلى تراب الأرض !!



.



في كل صباح يسلك طريقًا لذكراها ..
حبرًا ، جمرًا ، أو حتى خمرًا ...!!
كمعتوه ، دخل المتاهة فأصابه فزع ، فازدادت خطواته انفراجًا .. و نبضاته اضطرابًا ...!!
باحثا عن فتيل شعلتيهما ..
....................... التي كادت أن تطفئها فاجعة ( ضمورها ) !!
حتى إذا وجدها .. بين زوايا الحنين و مناجاة القدر ..
أيقظ على ضوئها .. شيئا من الذكرى بحبر الأمنيات الصادقة !!
.................................................. ...... البيضاء !!
.................................................. ...... الخالصة !!
.................................................. ...... المنتظرة !!





فيكتب لروحها :
صباحك تفاح .. يتخبط بي الأمل .. و يقيني أنك بخير
لذا لمْ أسأل الله أن يردك لهم .. فقد تولى الوقت أمرهم
لكنني أسأله أن ياخذني إليك .. فلن يتولى أمري إلا هو ....!!



http://tratil.net/vb/images/smilies/1%20(20).gif

عبدالرحيم فرغلي
12-26-2009, 08:53 AM
جميل .. جميل هذا النص .. اشعل الصباح رغبة في الاستزادة من شمس متوهجة بالتألق .

مجازك رائع هنا .. يتأهب لحل لغز أطرافه ، ليتم تسليم شعوره ، ليقف على قلبه ، نصف الفراولة الأملس ، غواية التوت الأحمر ، عناقيد العنب الشهية .

وبعض الرمز الذي أضفى على نصك شهية السؤال .. كمعتوه دخل المتاهة فاصابه فزع .

والخاتمة جاءت لتليق بقامة النص وحضوره وجماله .

شكرا لك .. أنت أهديتني صباح بهي بقدوم نصك

ألف تحية وتقدير

أسمى
12-26-2009, 05:50 PM
فيقظة الأطراف وحدها ليست كفيلة ليقف على قلبه !!
،

كان كلا منهما يهدهد الآخر ..
كان لها سند الحياة و ربح الأيام و مكسب دنياها !!
لمْ تكن له فاكهة مثيرة ، لم يرها نصف الفراولة الأملس ..
و لا غواية التوتْ المحمر ..
و لا عناقيد العنب الشهية ..


،
صباحك تفاح .. يتخبط بي الأمل .. و يقيني أنك بخير





أنظري إلى لغتك يا أشواق..

هذه أنتي و لا غرو.
تُشعلينَ الذهول عشرُ شمعاتٍ أعلى الزهو..
بل أصابع.
+ .

عائشه المعمري
12-27-2009, 12:40 PM
وشم ،

أشعلتِ في داخلي فتيلاً ، كنت أنتظر أن أشعر به بطريقة أو بأخرى
وليست كل النصوص قادرة على أن تمس شعرة نبض من قلوبنا وطرف فكرة في أذهاننا .
هو : أبيض كـ القدر الهائل من الإيمان في كلمة الـ ( يا رب )
تلك الكلمة التي يعيش عليها ، ويكمل به الباقي من عمره ..
عمره الذي لا يريده أن يكبر دونها ،

ياه :
تلك الرسالة اليتيمة التي تذهب إلى [outbox] تلقائياً ،
وتموت وحدها هناك . . دون أن تبلغ مبلغها .
وحدها بما فيها من ثقل الـ [ آه ] وامتدادها ،
قادرة على أن تقتل كل حب لا يعي معناه الحقيقي ،
وتبنيه من جديد . .

ثقيلٌ هذا النص يا وشم على قلب قارىء ضعيف [ مثلي ]


همسة :
لغتك في كتابة مثل هذه النصوص لها لذة فائقة ،
كم كنت أتمنى أن لا يتوقف النص عند نقطة ،
فـ سردك لتفاصيل حياته الدقيقة ، رائع ومدهش ومؤثرٌ [ جداً ]




كل الشكر لـ روحك ،

وَرْد عسيري
12-27-2009, 02:39 PM
هذا السَردُ مِن حقه ِأن يُستغل في الكتابَة القَصصية ، و هَذه الكتِابة جميلة للحد الذي يجعل من القَاريء جُزءً مِنها ،
إذ أن ملكَاتها الكتابية تُفرغ ما فِينا لتملأنا بِها هي و فقط ، و لأنكِ الوعي المُوجد إياها .. الشُكر في حقكِ وفير


-

وشم
02-26-2010, 12:24 AM
شكرا لك .. أنت أهديتني صباح بهي بقدوم نصك


..

أخ عبد الرحيم ، شاكرة لك و لصباحك الذي أحضرك لتتوج حرفي بـ وسام فخر ..!!

وشم
03-20-2010, 05:48 PM
أنظري إلى لغتك يا أشواق..

هذه أنتي و لا غرو.
تُشعلينَ الذهول عشرُ شمعاتٍ أعلى الزهو..
بل أصابع.
+ .



قيد ، ورد

هل ترينها حية تـسعى ):

ودي

إبراهيم الشتوي
03-20-2010, 11:51 PM
هنا تفاحة لغة تغري ذائقة السرد ..
في رؤية دقيقة أنيقة لحياة واسعة شاسعة ..
فشكراً لكِ وللعطاء الذي يسكنكِ ..
دمتِ باسقة وارفة .

وشم
03-21-2010, 01:25 AM
وشم ،

أشعلتِ في داخلي فتيلاً ، كنت أنتظر أن أشعر به بطريقة أو بأخرى
وليست كل النصوص قادرة على أن تمس شعرة نبض من قلوبنا وطرف فكرة في أذهاننا .
هو : أبيض كـ القدر الهائل من الإيمان في كلمة الـ ( يا رب )
تلك الكلمة التي يعيش عليها ، ويكمل به الباقي من عمره ..
عمره الذي لا يريده أن يكبر دونها ،

ياه :
تلك الرسالة اليتيمة التي تذهب إلى [outbox] تلقائياً ،
وتموت وحدها هناك . . دون أن تبلغ مبلغها .
وحدها بما فيها من ثقل الـ [ آه ] وامتدادها ،
قادرة على أن تقتل كل حب لا يعي معناه الحقيقي ،
وتبنيه من جديد . .

ثقيلٌ هذا النص يا وشم على قلب قارىء ضعيف [ مثلي ]


همسة :
لغتك في كتابة مثل هذه النصوص لها لذة فائقة ،
كم كنت أتمنى أن لا يتوقف النص عند نقطة ،
فـ سردك لتفاصيل حياته الدقيقة ، رائع ومدهش ومؤثرٌ [ جداً ]




كل الشكر لـ روحك ،


عائشة ،
أتممتي النص بطريقتك ..
رائعة جدا .. ممتنة لحرف جذبك لـ هنا

تراتيل القمر
03-21-2010, 02:02 AM
وشم

من أين سقطت هذة التفاحة ؟

سعد المغري
03-22-2010, 04:16 PM
..
وشم ..
لكم يتوق إلى قضم الـ فواصل
وقشرها الـ مبتور الـ قابع في فمه .
يغسل
روحها من لوعته
يحمل
بذراعه نخلة .
يشنق
سعفه على مقصلة الأمل
يذري يرسل
رماد روحه على جنبات الــ غيم .
يختم
صباحك طهر من وضوء حزني ,.
في كف الأغاني زرعتِ غيمة ياوشم .

صبا الكادي
03-22-2010, 09:19 PM
وشم
لا يُنسى مثل هذا النص..

مربك بالفعل..وأثار زوبعة من المشاعر

سلمت وسلم قلبك