الحُبّ بـ ملامح أمّي

[سمية عبد الله]

لا تبكوا.. لا أريد أن أرى دمـوعكم .. تريد منكم أن تبتسموا وتتطلعوا للسماء لتروها وهي تقبل أرواحكم

[سمية عبد الله]

واستبد بي الوقت.. وملهيات الفراغ النائمة تُسرّج ضياعها لتمضي في هروب
تطلق الشعارات المكسورة.. والناس تثمل بالمطر الرمادي
نافذة المقهى المرسوم في دفتر الشاعر المنسيّ أقفلتُها بالطوب والصمت
لم أعد أكرر الأغنية ذاتها.. ولا أرقص برجل وحيدة.. ولا أصرخ في وجه السماء
شفتي يبست
تحت الشقوق عزلة
وبينهما أبدٌ يمسك بي
وبلا استسلام همس خسارة
ولا تفكير يجلّي قلبي الضبابي.. بالغُ الجنون
والمرور المقيم في زوايا غرفة النوم.. بارد كـ نكران الخطيئة
كـ احتدام الامتداد العاري من ظلي المتأخر دائما

لخيالاتهم مسافة بلا قدم
ولعيونهم جغرافيا زمن
وللنبض.. نفَسٌ يخفي وجوهاً مشتتة
بهذا الحزن.. ماذا يريد الخوف مني؟
أيطلقني كي أغفو في كفاية ضفافه .. ؟ أم تراه سيستغرق بي صدفة الرغبة؟؟!

[ .. منحوتة قبل حبس الابتسامة ]

[سمية عبد الله]

( قبله بـ يوم .. الوداع )
19/5/2006


تتوالد في روحي دموع مشوهة.. كان الهدوء في عصرية ذاك اليوم يمشي في ذاكرتي كماء ساخن
وقت عبرت إلى هواء المنزل في الخامسة تقريبا..
كانت تحمل كيساً يحوي قطعا من القماش بـ ألوان ذوقها الملون دائماً
قبل أن تخرج قفز إلى قلبي شعور لم أعره اهتماما.. هي فقط أخذت تنظر إلينا ..
إلى (الصالة) إلى كل الزوايا فيها..
حتى الفراغات.. الهواء.. والحبّ الذي زرعته
كل التفاصيل المعنونة بأن أمي كانت هنا..
ردَّدت عليها : [ شو فيج ؟ ]
جوابها كان نفيا .. هي أنها طبيعية ولا شيء غريب في نظراتها
مرت الساعات متثاقلة.. ومساءً قبل نومها أتتنا تسأل عن الغداء..
بنظراتي المتعجبة أجبتها بأننا اتفقنا سابقا
وخرجت.. كل شيء كان يسير باتجاه الظلام
ليتني لم أتركها تذهب..
لماذا لم أرتمي في أحضانها؟؟
أنا أعلم بأن كل هذه الحروف لن تعيد مسار الوقت.. ولن يتغير الوجع


كل هذا محاولة لـ الابتسام

[سمية عبد الله]

لا أتذكر هيئتي في تلك الساعات المتبقية..
ما أذكره بأني كنت سعيدة.. وأتمازج مع ألوان السماء

ووضعت نقطة النهاية لـ [ كانت مجرد ابتسامة ]

[سمية عبد الله]

20/5/2006


منذ صباحه الباكر وهو يحمل الاختناق في روحي.. يلفني بالسواد فلا أرى الحياة
كانت ممدة.. لا تستطيع الكلام
وحين وصلتُ جثوت على ركبتي وحبوتُ نحوها
أردد: شوفيج؟؟ انزين مافيج شي بتصيرين زينة ... تبغين ماي زمزم
إلى أن غادرت إلى المستشفى في الخروج الأبدي
لم أتمالك نفسي.. كنت أمثل دور المهرجة حين ألعب مع أبناء أخواتي كان يجب عليّ أن أضحك وأغني وابتسم
وبعد ذلك انسحب إلى غرفتي وأتقرفص في محاولة تحديد منطقة الألم.. وأبكي بكاء هستيريا: يارب رجّع لنا أمي
مـلامح أبي كانت تشي بالفقد..ورائحة المستشفى تشي بالوجع
وصوت الأجهزة يشي بالموت

وابتسامتي وشت بالدموع.. فتحجرت

[سمية عبد الله]

25/5/2006


كان الخميس الأول الذي أغادر فيه صباحا إلى المستشفى.. لـ أظل أتنفس بالقرب من غرفة العناية المركزة
أجواء المستشفى الباردة تصيبني بالكآبة والملل غير المعتاد
حاولت جاهدة أن أنسيني بعض الدموع بـ مراقبة المرضى والأطباء واستنشاق رائحة الأدوية المتعفنة

حين دخلت.. القسم ومررت بكل الأصوات المزعجة لقلبي المريحة لـ من كانوا ينامون هناك خالجني شعور بالاشمئزاز مني
أمي كانت نائمة والأجهزة تغني.. صوتها يصم أذني ويرعبني لدرجة الصمت
كنت أحدثها وتحرك عينيها النائمتين في غيبوبة النور



ذاك اليوم معتم في قلبي

[سمية عبد الله]

13/6/2006

كان يوم الثلاثاء..
قبيل العصر.. حين اتصلت أختي
هناك صرخة تضاءل حجمها.. ووقعت أنا أرضاً جامدة / باهتة / خائفة جدا
هبط الضغط إلى الصفر.. وبدأ نزيف في المعدة بعثر في أرواحنا الكثير من النبض المتقطع
في ذاك اليوم لم يخبرونا بأن كل شيء فيها ينهار
حتى ضغطها الذي فرحنا بارتفاعه كانت الأدوية تنجز عملها بقدر استطاعتها
ظلت هكذا.. وبقينا نسابق الدقائق في الدعاء

لكن الرب اختار لها الأفضل

[سمية عبد الله]

15/6/2006
3,10 داقئق ظهراً
يوم الخميس استيقظت فيه صباحا على غير العادة.. وسبقتنا أختي فجرا إلى هناك..
عادت في السابعة وكان النزيف توقف قليلا..
ذهبنا.. ولكني ولأول مرة لا أدخل قسم العناية المركزة.. لم أمشي في الممرات المؤدية إلى الغرفة رقم 9
والغريب أني لم أبارح مكاني.. ما كنت أشعر به هو عدم قدرتي على ابتلاع ريقي
والغريب أيضا أني لم أرجع للبيت..
ظهرا كنت مع أختي الكبرى بعد رجوعنا من الصلاة.. أخبرتني بأنه يجب علي الذهاب للحديث مع الممرضة
دخلت.. لم تكن هناك ذهبت لتحضر دما وأكياس بلازما.. رأيت أمي من زجاج الباب
كانت نائمة عادت كما كانت ..
هي فقط نائمة ومرتاحة
سألتها عن الوضع
وردت بأنه يجب أن تجرى عملية منظار لإيقاف النزيف.. والضغط كان وقتها 46
وافقنا.. وأجريت العملية في الثانية والنصف
بعدها لا أتذكر.. فقط جاء الكل
دخلت أختي.. وقخرجت لتقول: أمي ما تتنفس
رددت عليها ببلاهة: قولي لهم خل يعلون عليه.. خل يبطلونه زين خل يسوون أي شي
كنت صامتة بعدها وأردد في رأسي يارب لا يارب لا يارب لا
فجأة سمعت الجهاز يصفر وأختي تصرخ

وانتهى.. صرخت بكيت تحطمت تناثرت
لم أعد سمية الصغيرة.. بل كبرت مائة عام مؤلمة

[سمية عبد الله]

أتوقف قليلاً.. لأتمكن من التقاط روحي

[سمية عبد الله]

في كل محاولة
لـ النمو
تُكتب لنا استغاثة صامتة

[سمية عبد الله]

[ يمكن اللعب عنا
وأدرك يمكن دفن الأحلام
ويمكنُ أيضاً
دفن
الحزن
هنا]
* خالد الراشد
يمكن...
والقبر.. تنمو عليه دموعي ودعوات خضراء
يهبط الهواء.. ويتصاعد الصمت
والصباح يغتسل كل يوم بذكريات سقيمة..
صوتها ورائحة القهوة
وتفاصيل صلاة ودعاء وحبّ
كل شيء حقيقة.. وإن حولت قسمات وجهي إلى وحدة مفجوعة

[سمية عبد الله]

الحب بـ ملامح أمي

نقاء المطر..

[سمية عبد الله]

الحب بـ ملامح أمي

بياض الغيم

[سمية عبد الله]

الحب بـ ملامح أمي

صلاة الفجر وهي تغسل خوفي بـ ذاكرة يملؤها صوتها الدافئ

[سمية عبد الله]

الحب بـ ملامح أمي

أصابعي تعلمني كيف ألوّن القلوب بـ النور

[سمية عبد الله]

الحب بـ ملامح أمي..

خطوات تقودني إلى الجنة

[سمية عبد الله]

أمي..
قلب صغير أحمله معي في كل خفقة..
يتسع لـ صباحات ممطرة
ومساءات دافئة
في كل خطوة.. أمي
وكل ابتسامة.. أمي
و كل دمعة.. أمي
أمي.. بدايات ونهايات.. حكايات مملوءة بنا
بكل شيء
صوتها/ توبيخها/ صلاتها/ تذمرها
حتى الحليب كان لا يحب إلا أمي أن تصنعه
وهو الآن فقد طعمه





وكل ما فيّ فقد ذاكرته... إلا ذاكرتي لم تفقد أمي

[سمية عبد الله]

لن أجبرني على نسيان رائحة المعقمات..
ولن أفرِّغ أذني من صوت الأجهزة
ولن أمحوَ من عيني صورتها وهي ممدّة.. مبتسمة / نائمة / راضية / تحبنا جداًَ


كل شيء كان يقودها إلى الجنة

[سمية عبد الله]

الحب بـ ملامح أمي
نبض يخلقُ من أنفاسنا حنيناً يقودنا إليها

[سمية عبد الله]

الحب بـ ملامح أمي

فصولُ حياة.. مُتجددة

[سمية عبد الله]

الحب بـ ملامح أمي
سكينة السماوات حين يربت الليل على أكتافها

[سمية عبد الله]

ياربّ..
ارحم أمي.. إنها كانت بي رحيمة

[سمية عبد الله]

ياربّ
ارحمها واغفر لها.. وعافها واعفُ عنها.. وأكرم نزلها ووسع مدخلها.. واغسلها بالماء والثلج والبرد.. ونقها من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس..
اللهم اجعل قبرها روضة من رياض الجنة.. ولا تجعله حفرة من حفر النار
اللهم جافِ الأرض عن جنبيها..
اللهم املأ قبرها بالرضا والنور.. والفسحة والسرور
اللهم افرش قبرها من فراش الجنة..
اللهم اجعل عن يمينها نوراً.. وعن شمالها نوراً .. ومن فوقها نوراً.. ومن أمامها نوراً
حتى تبعثها آمنة مطمئنة في نورٍ من نورك

[سمية عبد الله]

يارب..
اللهم جازها عن الإحسان إحساناً.. وعن الإساءة عفواً وغفرانا
اللهم إن كانت محسنة فزد في حسناتها.. وإن كانت مسيئة فتجاوز عنها يا أرحم الراحمين
اللهم أبدلها داراً خيراً من دارها.. وأهلاً خيراً من أهلها.. وزوجاً خيراً من زوجها
اللهم أدخلها الجنة .. وأعذها من عذاب القبر والنار
اللهم عاملها بما أنت أهله.. ولا تعاملها بما هي أهله .. اللهم ارحمها رحمة تطمئن بها نفسها وتقرّ بها عينها
الهم ارحمها تحت الأرض.. واسترها يوم العرض.. ولا تخزها يوم يبعثون يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم

[سمية عبد الله]

يارب..
اللهم يمّن كتابها.. ويسّر حسابها .. وثقّل بالحسنات ميزانها .. وثبّت على الصراط أقدامها
اللهم إنها كانت لك مصلية فثبتها على الصراط يوم تزلّ الأقدام
اللهم إنها كانت لك صائمة فأدخلها الجنة من باب الريّان
اللهم إنها كانت لكتابك تالية.. فشفّع فيها القرآن وارحمها من النيران واجعلها يا رحمن تترقى في الجنة إلى آخر آية قرأتها وآخر حرف تلته
اللهم ارزقها بكل حرف حلاوة
وبكل كلمة كرامة
وكل آية سعادة
وبكل سورة سلامة
وبكل كل جزء جزاء
اللهم إنها صبرت على البلاء فلم تجزع فامنحها درجة الصابرين الذين يوفون أجورهم بغير حساب
اللهم ألحقها بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين. وحسن أولئك رفيقا
اللهم أسكنها في أعلى الجنات.. في جوار نبيك ومصطفاك.. اللهم ارزقها من يده الشريفة شربة هنيئة لا تظمأ بعدها أبداً
اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام.. ومن تفيته منا فتوفه على الإيمان
اللهم لا تحرمنا أجرها ولا تفتنا بعدها
واغفر لنا ولها يا ربَّ العالمين

[سمية عبد الله]

الحب بـ ملامح أمي

هدهدتها الملائكية لـ قلبي الصغير

[سمية عبد الله]

الحب بـ ملامح أمي

دموع تبتسم للسماء دوماً

[سمية عبد الله]

الحب بـ ملامح أمي

طمأنينة تغمرنا بالحنان

[سمية عبد الله]

ولازال الحزن يهدرني.. حتى أني لم أعد أتعرف خطواتي / وملامحي
ماما..
أنتِ تسمعينني .. وأشعر بذلك
ماما ..
احتضنيني ولو حلماً .. حلماً ماما
أريد أن أسمع صوتك يتردد في دمي عصافيراً تغني عند الشروق


.

[سمية عبد الله]

يارب..
أنا مبتسمة,, وبفضلها أنا موجودة
يارب..
جازي أمي الفردوس ودرجة الشهداء

[سمية عبد الله]

أنا أحبّ أمي ..
أنا أحبّ أمي ..
أنا أحبّ أمي ..


صدقاً.. لا أعرف ماذا أكتب
كلّ كلمة في حقها قليلة / ضئيلة جداً

شكراً يالله .. فقدتها بألم وبحكمة دبرتها أنت ولم أستوعبها لـ الآن
أعلم بأنك ما قدّرت هذا إلا لأنك تحبني وأعلم بي مني ومن كلّ خلقكِ
وأنا أحبك .. وأشكرك وأثني عليك دائماً

[سمية عبد الله]

أحبج يا بعد ناسي .. يا معنى نبضي وإحساسي
حقيقة إنتي يا أمي .. عظيمة ورافعة راسي
أنا ما قدر على فراقج .. لأني صفحة بكتابج
أحبج مووت .. أحبج موووت
أحبج موت يا أمي

أموت بنظرة عيونج .. وأهيم بكلمة شلونك
يا كيف أنساج يا عمري .. وطولة بالج وصبرج
وأنا مهما أعبرلج .. أظل مقصر بحقج

تراها والله تامرني.. وتسمح لي وتمنعني
وأنا همي في هالدنيا .. عساها راضية عني
ترا حاضر وجدامج .. تمني وأنا خدامج
أنزل جبهتي للأرض.. وأحط راسي على اقدامج

[سمية عبد الله]

اشتقت لج ماماتي

والله العظيم اشتقت لج

[سمية عبد الله]

الحب بـ ملامح أمي
لون أبيض / مطر / هواء بارد / شمس دافئة / صدرها الحنون / خطواتي تتعلم المشي
ذاكرة صور
حلم
قلب السماء


الحب بـ ملامح أمي
كل شيء هي .. كل شيء هي