مشاهدة النسخة كاملة : أنمو مثل قوقعة
وشـــاح
01-09-2010, 11:02 PM
لو أن الليل يمتدّ لساعات, ليحابيني أكثر مما أحابيه
ليعطيني وجهه أكثر مما أعطيه ظهري
ليسمعني .. لو أن أذناه ما سافرت إلى عالم النهار, حتى تسمع صوت الحياة و العصافير
لتسمع دفق الماء في ينابيعه, وخريره كالرمال في يباسنا
لو أنه فقط يستدعي حاسته,
كما لو أنّ الحياة يختصرها "صوت"
والخلاء "ريح هاوية"
وأنا "رغبة واحدة" ..
أذنٌ, لا تدمن السفر إلى عالم النهار
وتُسمِعُها الحياة حين تسمع, خرير الدم في قلبي ..
وشـــاح
01-09-2010, 11:06 PM
كنتُ أفكّر في العلاقة التي تربط الحظ والقدر .. هل الحظ قدر أم القدر بذاته حظ أم كلاهما ينتميان إلى نفس المعنى إن هي كلمة تترجم الأحداث .. ولكن اللغة ترى في ذلك دقّة أكثر!
المهمُ أني أقيسهُ بمدى سعادتي والفجأة والصدفة الحسنة.
فيما مضى, وكم هذا الذي مضى! .. سأكتفي بقول أيام التمهيد للذاكرة المُتخمة بتفاصيل لم أعِشها بالضرورة, كانت عائلتنا توشك على الذهاب إلى اجتماع ليليّ, تمامًا ككل الليال المسروقة التي تجمعني بك على مضض .. وحين نقفلُ عائدين ننوي أن لا نعود, ثم نعود!
تجبر أمي عنادي اليابس دومًا أن أرتدي ذاك الفستان الأخضر المصفرّ, وتتكتّمُ حنقًا وأنا أرتدي البنفسجي الآخر الذي كنتُ أعلمُ قبل أن يلقيكَ الحظ في طريقي أنك تحبه, أرتديه وأتركُ صوتها الغاضب يشحن الحظ البليد بالكهرباء لينتفض و يتوزع بسكون يوشك على الانفجار .. أخذتُ أدور على نفسي وأرى سعادتي "تنتفشُ" وترتفعُ مع الفستان وكلما زدتُ السرعة أصبحتُ منطادًا مشرعًا إلى الفضاء من الفرح, ألقاني الدوار على حافّة الكرسي الخشبي الذي احتطب بالثأر جانب عيني اليمنى, تمامًا كما يفعل البرد بمفاصلي .. كما تأكل السماء بالمنجل وجه القمر حتى أمسى هلالًا, تمامًا كما فعلتَ معي بالمفتاح.
قانعة, أننا لم نجتمع يومًا إلا وداخلنا يذوب بالصمت والحيلة بكيفية الذهاب, أنتَ من ثقب بابي و أنا أبحثُ بعيني عن الرخصة في جيبك, لينسلّ كلانا شيئا فشيئا مثل الغاز السام أسفل الباب ومن الشباك ولا أبالغ إن قلت من سقف الغرفة وفتحات التهوية .. تمامًا كتلك الرغبة في التبخّر حينما قال الحظ للمفتاح أن يعلَق ويحبسني قرابة نصف ساعة في دورة المياه وأنا لتوّي تعلمتُ كيف أقول اسمي بالكامل وأتلوّى من الخوف.
وقانعة, بأن الوسط الفارغ الذي يحوم حولنا ويحول بيننا, ممسوخ الملامح, الحائر بين السعادة و التعاسة سؤالٌ مرهق متحلّق نجهلُ بدايته ونهاية العلاقة التي صغناها بغرابة ونضعُ خلالها مخارج تؤدي لأول الطريق, بطائل الحديث الممتلئ ولا يعبرُ عن الحال على كل حال .. وبالكاد تشعر بوجودي أحيانًا حينما يفيقُ الصبح بمنقار عصفور, وأنا أجهّز لك قصيدة سرقتها من مكان قريب, أهندمها وأنمّق بها تحية الصباح .. ويوم أراك مثل كل مرة أراك فيها أضعها بين فكيّ وأبلعها قوافٍ مكسّرة مالحة لأنها عيناك تسترقُ من الباب مفتاحًا .. ولأنها عيناي تنقّب عن فرجة!
ليست معي تلك الألوان التي ترتديها النساء, ولا تكلّف النساء, وحتى كيف يتصرفن بالبهجة ويختلقنها, ولا معكَ كل الصدق لتؤمن بما تقول وما تنويه فعلًا مقابل عقد الاحترام الذي نقدس معناه ولن يكون تجسيده أبدًا إعادة ترميم الخدش الذي يجاور عيني اليمين, والذاكرة اليمنى التي زهقتَ لبّها بطرف المفتاح وأنت ذاهب تطبّق القدر المكتوب في اليوم البعيد من صغري.
الأمهات بهائل الرحمة من الله يعرفن شيئا من الوحي, فهي تمنعكَ عن قدرٍ بقول لا ..
و تؤمن لك بقدر آخر أقل تعاسة .. في ثوب أخضر وعينٌ لم تُصب بأذى .. ربما!
هل عصيتها يومًا!
حسنٌ .. ما الذي جاء بك!
عائشه المعمري
01-09-2010, 11:38 PM
سيدة النثر : وشاح ..
أهلا بكِ بمقاس اشتياقي لهذا الحرف الذي يكتبك بالطريقة المميزة هذه ..
مدهشة كل التفاصيل والأفكار التي تراشقت في هذا النص ، ومنحته هذه القوة ..
دائماً ما يذهلني في قراءتي لكِ قدرتكِ الفائقة في المحافظة على الفكرة الطائشة الأولى ،
التي ينطلق من خلالها النص ، ويتشكل على نسقها
ولا ينساها النص حتى أخر سطر ،
وكانت هذه الفكرة واضحة وهي حسب ما تبدو لي ، الفرق بين الحظ والقدر ،
إذ أن هذه الفكرة هي من أثارت الذاكرة وأتت بسرد يدعمها ،
متنامٍ كـ الدهشة ،
كـ كلمة [ تماماً ] التي أتت في موضعها الصحيح حتماً ..
..
وأنتِ يا وشاح ، [عذبة كـ الطفولة ]
عطْرٌ وَ جَنَّة
01-09-2010, 11:49 PM
جِئتُ كَمّن لا يَعرفُ الْصَباح .
فَتفاجأ بأن شَيئاً مِن الْعَالم يَحدث , دُونَ أن يُصِب عَينيه .
فِي دَاخلهِ دَهشة , فَرحة , غصّة , بُكاء .. بُكاءٌ يَطردُ مَلامحه مِن أمَاكِنها , بِشَكلٍ يُواجه الْفَزع بالاطمِئنانِ الدافئ .
استريحُ فِي حَرفكِ يَا وشَاح , بَشيءٍ يَملأ فَمي بِكرُةٍ من الهواء أبلعها بِفمٍ مؤصد
- ولا أقُول شَيئاً .
http://www.qamat.net/vb/images/smilies/a36.gif
عبدالله العويمر
01-10-2010, 12:18 AM
وشَاح
وكَأن الحَرْف لايَعْرِف ُ سِواكْ
مُبْهِجَهـ
قايـد الحربي
01-10-2010, 04:50 PM
وشاح
ــــــــــ
* * *
نُرحبُ بك كثيْراً ،
وَ حَقٌ لنَا العُتْبى .
:
الرمَاديّ : الوَاضحُ وَ النّاضحُ كَـ غَيْمةٍ تَكتَنز بالمَاء ،
اسْتحال : مَطراً ...
لذا : حقٌ أنْ تقولي : " أنمُو مِثلَ قَطْرة " ،
لتُعشِب اللغة وَ يَبتهجُ المَرْج .
:
شكراً لك .
مساعد المالكي
01-10-2010, 05:18 PM
القَديْرَة الجَميْلة وِشَاح
عُمْق يَخْتَزِلَهُ فِكْرُك النَّاضِجْ
خَيَال وَدِقَّه
لاَ بُدَّ ليّ مِنْ قِرأَتِهَا مَرَّات
سَلِمَت رُوحُك
وَزَهْرَة رَبيعيّةً بِيَدك
،،
قيْثَارَة الْمَسَاء
:
وأنا أُريد أن أحشر حرفك في درج خزانتي المُقرَّب..لِ يكون بيني وبين حينَ شوقٍ للروعة مُجسَّدْ
هذا الحرف مُميِّز ويستحق الترقب.
_
http://www.qamat.net/vb/images/smilies/a36.gif
حنان عسيري
01-11-2010, 08:03 AM
,
,
حرف يدعو لـ الإصغاء بـ حق
أبتسمتُ كثيراً حين قراءتي لـ ترتيلة أحرفكِ . . http://http://www.d-7lm.com/vb/image.php?u=16367&type=sigpic&dateline=1228867936
وشـــاح
01-17-2010, 07:45 PM
أحسبكِ معي تلك الليلة ..
أخبريني أين اختبأتِ .. بيني وبين الهواء أم في كأس الماء
وهل وضعتِ أذنكِ في عيني, لتسمعين ما تشكّل من كلام!
أنتِ سيدة المكان يا عائشة
وأنا سعيدةٌ جدًا
.
وشـــاح
01-17-2010, 08:14 PM
في عينيك كل شيء حيّ
بياضها وسوادها الصبح والليل معًا
وانتباهتكِ لنا في النص, ومنحنا فرصة التحديق في المكنونين, ما يخلق فينا سرا غامضا
لا نعلمُ تحديده وكيف يثير البسمة والرضا, ومن غير أن لا نقول شيئًا ..
عطر و جنة, وأيّ دلالة جميلة تعبّر عنكِ ..
ممتنة لسلامك وكلامك
.
وَرْد عسيري
01-18-2010, 05:55 AM
أمسكَنِي الأولُ لمراتٍ دُون أُفلتَ لثانِيه ، و حسبِي أنِي قرأتُها فعُدت للأول هارِعَة ،
خشيتُ مِن تشكُل الصدق بهذا القَدرِ مِن اللغة .. البهَاء ، بَل أنني عجِزتُ أن أمضِي خُطوةً أخرَى
لأن ثمةً شيءٌ ملأنِي .. فصمُتْ . http://www.khozamanajd.com/vb/images/smilies/flower1.gif
سعد الصبحي
01-21-2010, 09:58 PM
تركتُني ليلةً هنا ,
وجدتني أقاسمك شكوى الليل والحظ ياوشاح ,
لمن ؟ وإلى متى ؟
لاأعلم
محمد الغشام
01-21-2010, 10:06 PM
,
,
هَل فكَرت ِ بِالصدُفْ ..
أمْ فقَط بِالحَظ والقَدرْ ..
إذاً : الحذَر مِن عصيَانهُا ..
عاطِر التحايا
جــوى
01-29-2010, 03:49 PM
تضغطين على القلم لتكتبي
وبذلك تصنعين له تنفساً طبيعياً حقيقياً
أعجبُ من قلبك
أعجبُ من قدرتك على ابتكار الدهشات التي توصم في الذاكرة
ولا زوال لها .
سعد المغري
02-03-2010, 09:54 AM
..
وشاح ..
الـ قدر أيتها الـ متوحشة بالزنابق .!
هذا الـ نص مصفوق على أصابع الـ غيم
يتمقصل في غياهب الـ روح والـ غصة والـ تعاسة والأوجاع
عودتكِ كريمة لنا ورحيمة علينا
فـ أهلاً بالـ مطر .
وشـــاح
02-04-2010, 09:06 PM
وكأن البهجة لا تعرف إلّاك
عبدالله العويمر, يا ألف أهلًا
وشـــاح
02-04-2010, 09:14 PM
"وما كل الغياب .. غياب"
مثل الغيمة السابحة التي أشرتَ إليها, تراها ولا أراها
أتمناك أن تكونها, تمرّ على كل قوم تهلّ ماءك ونماءك
وقوس ألوانٍ يصبغُ الدنيا
قايد الحربي,
شكرًا حيّة
وشـــاح
03-04-2010, 02:14 AM
وسلمتَ للطفك و وعدك
وفي كل مرة تعود, أهديك بتلة مما معي منك
مساعد المالكي
شكرًا و أهلًا
.
وشـــاح
03-04-2010, 02:18 AM
نجمةٌ أنتِ على كتف السماء
وشهادتكِ, فرحةٌ على وجهي
قَيْدٌ مِنْ وَرْدْ
شكرًا ألف
وشـــاح
03-04-2010, 02:23 AM
نتقاسمُ البسمة إذًا !
لكن قسمتي أكبر, حينما رأيتك
حنان عسيري
يا عطر وردةٍ جبلية
وشـــاح
04-30-2010, 03:37 AM
لأن ثمة إحساس لا ينقله إلا الصمت
لا يجيدهُ إلا الصمت
ونظرة تخترقُ ما دونكِ وتجوب المكان, تبحثُ عن نفيس يقابل ما أخذته منك
ويملأ صدري الثناء في كل مرة أقرأ تصديقك, وأصمت مثلك يا ورد عسيري
وشـــاح
04-30-2010, 03:55 AM
ربّ ليلة على طول سوادها, عكست في عينيك نورًا ومناطق أخرى ساكنة فيك لم تنتبه لها إلا حينما شعّت ..
لا يهم لمن أو إلى متى .. الأهم: متى
سعد الصبحي
أهلا بك
وشـــاح
04-30-2010, 04:07 AM
كلها يا محمد, وكلها رغم تكرارها في لحظة ما قد لا تحسن استقبالها
فتدميك أو تهديك فرحة ما تأهبت لها
ومثلها لك
.
وشـــاح
04-30-2010, 04:24 AM
تزرعين وردة, ساقها يقطعُ أشواطه في قلبي .. ورغم ذلك أزهرُ وأبتسم
جوى
أهلا بك
وشـــاح
04-30-2010, 04:29 AM
سعد المغري
يا شيخ في الكتابة, حضرتَ وزدت على رصيد الوفاء منك إليّ
والثناء إليك مني
إليك الكثير ..
زينَبْ مَنصُور
04-30-2010, 08:14 AM
الحظُ وَ القَدر .. فلسَفةٌ تُعيدُ بي الذِكرى إلى الفلسفات الإغريقية و الرومانِية القَديمة
مُعقَدة / مُتشابِكة / مُوغِلة كتلكَ الفلسفَات
عصيةٌ على الفَهم أحيَانا !! ولكِن ما أستَطيعُ الإيمانَ بهِ أن الحظَ والقدر كُلٌ مِنهُما يصنَعُ الاخر : )
وِشاح
إسمحِ لي أن أتوشَحَ بكِ !
لإنني مُدهشَةٌ حدُ إنثناءِ أحرُفي
اشعرُ أنه منَ المُستحيلِ أن أنسَى وقعَ نثركِ ! و نَادرةٌ هي الأشياء اللي ترسَخُ بهذهِ القُوة
يكمنُ في داخِلكِ فنٌ عظيم .. إسقِنا منهُ مُجدداً !
:icon20:
نَفْثة
06-13-2010, 09:28 PM
فِي الْخفةِ إِلْتِماساتُ رَؤى مُبْغاه
وَ في الْعمقُ بين الْأوسَطِين شيء يَعْبث بالْحِيلة تمامُها ,.
سعد الصبحي
08-01-2010, 11:30 PM
لو أنّ الليل ,
:34:
مي العتيبي
08-02-2010, 09:00 AM
هذا الحديث يـُفضي الى السكينة
وإستدعائنا !
:
وشاح .. ضالعة وأكثر في شجون القلوب ..
وشـــاح
08-30-2010, 08:49 AM
الحظ - جزء من القدر
ولم يكن بالعكس, لأن توزيع الأقدار لم يكن حظًا!
كم يبدو ردّك كفٌ تطبطب على كتفي
زينب منصور
شكرًا على ابتسامتي
وشـــاح
08-30-2010, 08:54 AM
في سطريكِ هذا - خفة وعمق
أنتِ التي قلتها عن نفسك,
وأرددها معك ..
نفثة
ممتنةٌ, ولا كلام آخر يسعفني
وشـــاح
08-30-2010, 09:01 AM
إيّ والله - يا سعد !
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025,