المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكـــايا الغيم !


سعيد الموسى
01-14-2010, 12:25 AM
http://www.vp.rghh.com/imgcache/up/21791.imgcache.jpg

مشت مختالةٌ بين الورودِ فقالت : من الأجمل ؟
فهمس لها الشفق ُ أنتِ , فقالت ومن الأعذب ؟ فقال : أنتِ
فقالت : ومن فتنة هذا الكون ؟ فقال : أنتي !
ضحكت وتساقطت من ضحكاتها كرزةٌ صغيرةٌ لتكون من نصيب الأرض !
تلك الأرض هي ذاتها التي تحملها , وتداعب ُ قدميها !
استطردت الجميلة ُ غرورها الأنثوي الـجارفُ فنطقت بكلمة [ آه ] هي لم تردِ الغناء !
ولكنها لكنةٌ تنفسيةٌ تخرج من شفتيها الأطلستين لتفريغ شُحنة ٍ ما,
ولكن !
ماإن عزفتها , حتى تطايرت النوارس ! وغنّت البلابل !
وأمطرت الوديان ُ صدأ !
نظرت تلكَ الطفلة ُ إلى الغيم ِ فسقطت !
سقطت !
سقطت!
على خديّها قطرة مطر ! فداعبت ذلك الخالُ الذي كأنه فوّهة بركان بين أرضٍ خضراء ُ تسّرُ الناظرين !
ثم تدحرجت , وتدحرجت ! حتى شفتيها , تلكَ التي تعبق بجميع ماتنتجه ُ ملكات ُ النحلِ في عامٍ كامل !
فذاقت تلك القطرةُ شفتيها ! وكأنها تجزمُ أنها محظوظةٌ لولوجها بين أنهارالعسل ! وماء الكاديّ وعبق ُ الزيزفون !
فوقفتْ !

سعيد الموسى
01-14-2010, 01:29 AM
http://4.bp.blogspot.com/_G0ovwnHme_U/SQ7hVBa_J2I/AAAAAAAAAF4/9Wfd5dzfBr0/s400/86339-11-absorption.jpg

ثم تسربت ! وتشعبت رويداً رويداً إلى أسفلِ شفتيها ! فسقطت كأنها البرق !
على عنقها الجليدي ! عنقها الذي تملئه رائحة الشذى ! والمسكّ والنرجس !
وكأن هذه القطرة ُ أحسّت أن هذا العنق ُ طفلةٌ وهي تلعبُ دورَ الأم ُ فيه !
ماأن لبثت هذهِ الحوريةُ البشريةُ حتى أخفضت رأسها ! فتدحرجت هذه القطرةُ المسكينةُ إلى العشبُ
وسقطت !
وكأنها تروي لهُ حِكايةُ سندريلاَ !

http://www13.0zz0.com/2009/11/09/02/961916560.jpg

سعيد الموسى
03-24-2010, 11:32 PM
.
.
يفيق العشب من سباته العميق بفجاءة صاخبة !
ليخفض رأسه للأعلى !
ويجد هذه الحورية الصغيرة !
وكأنه الآن فقط علِم بصدق تلك القطرة الصغيرة التي سقطت لتفيقه
من سباته وتشتكي له هذه الطفلة التي زجت بها دون إدراك !
وبكل هدوء !
يحرك جسسسده وكأنه الموج !
ويحتضنها !
فتتمايل خصلات الورود ! وتتراقص على سيمفونية الغيم !
وكأن السماء تغني لهم [ أنشودة المطر ] !
و
يسقط المطر !

http://absba3.absba.org/teamwork6/179706/rain_final.gif

سعيد الموسى
06-03-2010, 02:49 AM
ويُقبّلُ شَفتيِهَا الصغيرتين !
وكأنه يجزم أن شفتيها كوكبان من عسلٍِ لذة ً للشاربين !
ثم يمرر قطراته إلى أسفل خديّها !
وكأنه يُقسِمُ أن خديّها شاطئين من نور !
فيتوقف خجلاً أن تسقطُ قطراتُه على أخرىَ !
وكأنهُ يروي لَهاَ [ حَكايَا الغيمْ ]
لتنام بكل هدوء وتسهرُ كل فراشات الطُهرعلى ضوئها وكأنها حوريةٌ دُريّهْ !