المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : || أنَفِضْ غِبَار ذِكْرَى .. ~


ناصر الغامدي
01-16-2010, 12:19 AM
أعْتَدْتُ إخْفَاءَ أبْسَطِ أسْرَارِي ..
أعْتَدْتُ الإحْتِفَاظَ بِهُمُومِي وأحْزَانِي ، وبدَفَاتِر أشْعَارِي
إحْتَرَفْتُ التَظَاهُرَ عَلَى مَرْ السِنِين ، حَتّى صَدّقَنِي الجَمِيعُ ، وصَدَّقْتُنِي !
رُغْمَ أَنّ مَلامِحي وَتَعَابِيرَ وَجْهِي لَطَالَمَا خَانَتْنِي وأعْتَرَفَتْ .. حِينَ يٌفَاجِئُ كِبْرِيَائَهَا رِيحُ ذِكْرَى تَهُبّ مِنْ حَيْثُ لا تَعْلَم
ولاَ زِلْتُ لاَ أجِدُ سَبَبًا مُقْنِعًا ..
رُبّما لأنّي أكْرَهُ تَكْدِيرَ مَنْ حَولِي بِهُمُومِي أنَا ، أو رُبّمَا هُوَ طِينَ ثَقَافةِ مُجْتَمَعٍ نَشَأتُ عَليْها ، زَادُهُ ثَقَافَةُ الخَوفِ مِنَ الحُبّ بَلَلاً
لاَ أدْرِي ..


اسْتَمِيحُكُمْ عُذْرًا هُنَا فِي هَذِه المَسَاحَةِ الصَغِيرة ، " أُفَضْفِضُ " فِيهَا عَنْ بَعْضِ هُمُومِي ، وأَعْتَرِفُ بِبَعْضِ أَسْرَارِي ..
عَلّي أَجِدُ بَعْضَ السُكُونْ ! ..


مُرّي يَا رِيحِي الحَزِينَة عِند بَابَه .. قُولِيْ ضَاقَتْ بِي المَدِينَة مِنْ غِياَبه }

ناصر الغامدي
01-16-2010, 01:13 AM
لاَ أدْرِي كَيْفَ أَوْ لِمَاذا وَصْلتُ هُنَا إلَى هَذَا الشَارِع ؟
والذي يَليِه بِشَارِع مَنْزِلُهَا ..
أَذْكُرُ أنّي كُنْتُ بَعِيدًا جدًا عَنْ هُنَا ، وكُنْتُ مُتّجِهًا إلى .. لا يَهُم !
فَأنَا لا أذَكُرُ إلا أنّي كُنُتُ شاردًا إلى أبعد مدى ، كالعَادَة ..
أقلّبُ دَفَاتِرَ ذِكْرَيَاتِي وأتَصَفّحُ أوْرَاقَ أيّامِها ، والصّوُر كطَيفِ حُلُمٍ تَمُر فِي مُخيّلتِي
وشَجَنُ " طلال " يَزيدُ مَن حَالةِ اللاوَعْي التَي تَعْتَرِيني ..
يَهَبِني الأمَل ويَسلِبني إيّاه ، يُوَاسِينِي ويَجْرَحُنِي ، يُبَعِثرنُي يُشَتِتُنِي يُلَمْلِمُنِي يَجْمَعُني ..
حَتّى وَجَدُتني هُنَا ..
أسْنَدْتُ رَأسِي إلى الخَلْف ، وسَرَحتُ بأحْلاَمي وآمَالِي التِي لاَ أمَلكُ غَيْرَها
حَتّى قَاطَعتني خُيُوطُ الفَجْر ..


وإنّي عَلَى دَرْبِك مِشيت عُمْرِي وَأنَا .. قَلبْي القَدَمْ }

ناصر الغامدي
01-18-2010, 02:08 AM
أعْتَرفُ بِأنّيْ أخْتَلقُ الأعْذَارْ للسفر مَهْمَا كَانتْ وَاهِية ، والسَفَر وَحِيدًا
بإسْتِثْنَاء مُصَاحَبة صُوْت " طلال " ورُوحه لِي ..
أجْد فِي السّفَرِ هُدُوءً وسُكُونًا وخَلْوة ، ورُبّمَا أجدُ فِيه هَرَبًا مِنْ وَاقعِي
والذي غَالبًا مَا أتُرجِمُهُ بِزِيَادةِ سُرْعَتِي حَتّى تَصل إلى حُدُودِ مَجْنُونَة بغيرِ وَعْيٍ منّي
أجِدُ فِي سَفَرِي صَفَاءً لذِهْنِي ولِفِكْري ، وإن زَادَ هَذَا الصَفَاء هَمّيْ ثِقلاً
تِشْعِرُنِيْ رَحَابة البَرَارِي ، وشُمُوخُ المُرْتَفَعَات ، بالرّاحةِ والسِعَة والإنْطِلاَق
أعْشَق حُضُورَ شُرُوقَ الشَمْس .. ومَا تَبعثهٌ فِيني مِن أمَل ، وإنْ سَلَبَهُ مِنّي غُرُوبها ..




أَسَافِر .. كيفْ أَسَافِر ؟ ، وإنْتِي اليومْ والمَاضِي وبَاكِرْ }

ناصر الغامدي
01-16-2011, 10:37 PM
أَنْتَظِرْ ..
وأَمَانِيَّ يًذْبُلُ سَنَاهَا وَيَحْتَضَرْ ، وَتَغِيبُ شَمسي
أَنْتَظِرْ ..
وَأَغَانِيَّ يَخْفِتُ صَدَاهَا .. فَينْتَحِر ، ويَنُوحُ هَمْسِي
أَنْتَظِرْ ..
والإنْتِظَارُ بِجَانِبي يائسًا ينْتَظِر .. لَحْظَةَ يَأسِي !



وَعدِك مِتَى ؟ الصّيف ولّى والشتا .. وأنا على الوَعْد القديم }

ناصر الغامدي
02-08-2011, 12:29 AM
الَمطَرْ .. وِشْ هُوْ المَطَرْ ؟
دَمْعَة سَحَاب ..
عَلَى خَدْ التِرَاب ..
خَطّتْ شِعِر

الَمطَرْ .. وِشْ هُوْ المَطَرْ ؟
مَعْزُوفةْ نَغَمْ ..
تِلْمَسْ جرُوحْ النِّدِم ..
وتَشْجِي الوَتَر

الَمطَرْ .. وِشْ هُوْ المَطَرْ ؟
هَمْسَة حَبِيبْ ..
فِيْ مَوْقِف مُهِيبْ ..
لِقْلُوبْ البَشَر

الَمطَرْ .. وِشْ هُوْ المَطَرْ ؟
يَرْسِم صُوُرَة سَرِاب ..
لِطْيُوف الِلقا ، وطيُوف الغِياب ..
ويَبْكِيني الّنظَر

الَمطَرْ .. وِشْ هُوْ المَطَرْ ؟
فِيْ كِلْ قَطْرَة حِكِايَة ..
تَحْكِي فُصُول الرّوَاية ..
ولَحْظَات العُمُر

الَمطَرْ .. وِشْ هُوْ المَطَرْ ؟
...
..
.



أَتَعْلَمِين أيَّ حُزْنِ يَبْعَثُ المَطَر ؟ .. وَكَيْفَ يَشْعُرُ الوَحِيدُ فِيهِ بالضّيَاعْ }

ناصر الغامدي
05-16-2011, 12:45 AM
http://dc10.arabsh.com/i/02945/dod4qavigbnf.jpg



يا طلال أبسألك ..
هو انت اللي عزفت العود ؟
أو العود على أوتارك عزف
هو بينك وبينه حدود ؟
أو أوتاره وريد .. من قلبك نزف !



في إحساسه أنين
...... له دموع الناي سالت
في نبراته حنيــن
...... له طيور الشوق ناحت



هذي الـ " مقادير " ..
وانت ادرى وخابر
كلنا في شوفها .. مثل الضرير
وكلنا .. على الذنب صابر
انهت خطاك كل المشاوير ..
وانهيت دربك بالوفا .. وكان الدرب غادر !



" لا نفترق " ..
غنّيتها وصوتك مختنق
كنك دريت انك بتغفى ..
وعن كل الدروب .. بتنسرق
نفترق ؟ كيف حنا نفترق ..
دام صوتك حي ، ومع الخلود .. هو متّفق !


البارحة فوق كرسي
جلس موّال ..
كان يصغي في خشوع
كان يرجف بانفعال
قال لي بنظرة خضوع
تحرقه عَبْرة سؤال
اليوم ما عدت أدري ..
هو أنا موّال .. وجراح ؟
أو .. هو أنا " طلال مدّاح " ؟


لثغة طلال ..
ساحرةٌ للقلب .. لا محالة
زادت الموسيقى .. آلة !


انت الطرب يا موجع العود بالعزف
......... سالت حروف الشعر عطر الشجن فاح
كنك تسوق العود سوقٍ إلى الحتف
......... ما كـل قلبٍ .. قاويِ حمل " مدّاح "


لحظة وداعك كانت مريرة
كانت وهي بدون حروف ..
في الشعر قصة وسيرة
العود ارتمى ملهوف ..
على حضنك ، خايف مصيره !
تعب قلبك من الوقوف ..
وصوتك توارى .. يجمع أوراقٍ أخيرة
اختفى صوت الكفوف ..
وفزت قلوبٍ .. بين خوف وبين حيرة
هو صحيح اللي نشوف ؟
لحظة وداعك .. يا هي مريرة




طلال وما في الأيك شادية .. إلا وساجَلَها في كفك الوتر }