مشاهدة النسخة كاملة : معْرَاجُ نبْضَين ومَسْرَى ..
عائشه المعمري
01-20-2010, 10:36 PM
..
(( تاريخ حضارتنا العريقة يعني القتال على الوطن لا من أجله ، أن نتعارك لا من أجل النفاذ بجلد حياة فقط ،
بل من أجل أن ينفذ الموت بالغير ،
يا الله ، كَم هي الحياة أضيق مما تتوقعه الرحابة أو حتى المنافي الغبراء على سفوح جبال مدينتا الشاهقة ،
التي لم تعد آهلة للقيام بمهامها كما يجب ، فالأرض مترنحة والمدينة غدت مسرحاً للأشباح ، تلك الأشباح
القادمة من ظهر مدينتي حيث موقع الجبال تماماً ، فشموخها لا يعني سوى بلادةِ صنمٍ رابضٍ في الصحراء ،
يتضاءل ويتوارى خلف الضباب كلما التفت خلفي وأنا مُتجهٌ إلى الساحل ، فهو نبيذيّ الروائحِ والأرواح ،
والأجسادِ أيضاً ، سأرحل أيتها الجبال وسأستودعكِ للريح .
قررني القدرُ عمداً ، أن أحملنَي في صُندوق ضِيقٍ ضيّقٍ ، وأرمي بي في اليم فعسى الله أن يُرسلَ عطفاً
من السماء يُخبئُني لحينِ القيامة ، فذلك اليم هو الجار ما قبل السابع لمزرعة جدي القديمة والذي علمني
مراراً أن أكون شامخاً كالجبال ، وأن لا أتوارى خلفَ ستارِ خيبتي حتى لو تعاظمَتْ يوماً ، علمني أن
أسلطَ الريحَ في نُحورِ أعدائي ، ما درى أن نحري الضئيل بين أَنيابهم كـعلكة ،
امم ، لكن لا عليك يا جدي فنحري علكةٌ عَصيّه ستُفتت أنيابهم الحادة وستجعلها هشيماً ،
أفففٍ لي ،
لا تليق بي المجازفات مع الأعداء حتى في الحُلم كم أنا ضعيف يا جدي ،
كم أنصهر فيني كُلما استباحت نظراتي حُرمة المقبرة ومررتها حول رأس قبرك الناتئ ،
كُنت أُصاب بـحمى قلاعية بالرغم من أنني لست حيواناً يا جدي
أتعلم أنني لا أتأمل قبرك بحجة الاطمئنان عليك فقط بقدر ما أتأمل ما حوله وأبحث عن
حيزٍ مناسبٍ يتسع همي المستعرض طولا ،
أو لا بأس أن أجاوِرَك لـتتسنى لنا فرصة الثرثرة تحت الأرض عن وصايا القبيلة
وجدتي وبخلاء القرية وجيراننا الدود ونسبنا العريق إن كان لكل ذلك مُتسع تحت الأرض ،
تحت الأرض يا جدي ! ))
عائشه المعمري
01-20-2010, 10:54 PM
" ...
.
.
.... "
عائشه المعمري
01-20-2010, 10:57 PM
يصل إلى سور المقبرة والشمس عالقة بين جبلين تود أن تتكفل له بخيط ضوء لا بأس به حتى يُنهي مهمته ،
يقفز من على السور ليس لأنه قصير إلى حد ما وليس لأن المقبرةَ بـباب مُقفل ، لا ،
فالأشياء في تلك المدينة مفتوحة على كُل شيء حتى على المزابل ، بل لأن الخطوات امتنعت
عن تواتُرِها وخانته في انتعاش ما قبل النهاية فقرر أن يسير قفزاً ، رفع ثوبه الأبيض إلى ركبته
ممسكاً طرفه السفلي بفمه حتى أصبح كـغوريلا تحمل في جيبها صغيراً ينتحب .
وصل إلى حيث يريد ، حيث قبر جده تماماً ،
حَفره بشراسة ، بشراسة غريبة ، وتابع في الحفر ولعاب الغياب يسيل كظل لـشبح على
جدران البيوت المهجورة ،
أفرغ قبر جده مما يود إفراغه ، لم يجد سوى قطعة بيضاء مُتأكسدة بطريقة جميلة في الزاوية
الأقرب لموضع قدم جده ، في حين أنه لم يجد من جده سوى كَومه لعظام مرتبه بطريقة جميلة
أيضاً تنقش الدود عليه درعاً للغياب ،
لم يتقزز أو يتألم ، كَم هو بليدٌ للغاية ، أخذ يلم كل تلك الرتابة بشعث ، وامتطى قبر جده سريراً
استلقى عليه ، لكنه لم ينسى أن يحتطب تلك العظام ويرتبها فوق صدره ، صدره الفارغ من قلب ،
بالرغم من ذلك احتضنها بشبق ،
ثم استطالت يده نحو القطعة البيضاء وكفّن بها نفسه ، وانتظر الريح التي استودع الجبال لديها أن
تُرسل له غراب قابيل يهيل عليه التراب بأجنحته ،
وغابت الشمس .
تمت
أماني بنت محسن
01-20-2010, 11:16 PM
و أشــرقــتِ ...
يــاعزيزتي أتعلمين أن ماقبل
.
وبعد
.
دهشــة
حرف مختلف بنكهة ترابية
وأنـتِ
:
كل الحب
ريانة القحطاني
01-21-2010, 05:44 AM
!
http://i48.tinypic.com/242bkzm.jpg
!
يا الله ياعائشة !!
إلى أين مكان أخذتينا
إلى أي عمق فيه غمستينا حتى شَرِقَ الخيال
تفوقين الروعة ورب محمد
http://i48.tinypic.com/2eq9u9t.jpg
عائشه المعمري
01-21-2010, 10:07 PM
و أشــرقــتِ ...
يــاعزيزتي أتعلمين أن ماقبل
.
وبعد
.
دهشــة
حرف مختلف بنكهة ترابية
وأنـتِ
:
كل الحب
لا شيء كـ إشراقةِ حضوركِ يا أماني
تأخذين من الفجر أمنياته ،
وتضعينها في جيبي ..
كـ قطعة حلوى ..
شُكراً لكِ
حصه العامري
01-22-2010, 04:00 PM
.
.
غابَت الشَمس ولا زال خالي البعيد عَن صُدورنا المُبرحَة بالبارِحَة, يَخابِرُ محاجرُنا السَوداء
عَن طرقات جَدي الغائِصَّ في شرنقاتِ السَماء وأَناشيد الرُطَب .
وألتفِتُ بغضب إلَى أُمي السارِحَة في أعين خالي اللايُشبه جَدي :
" بربكِ أُمي .. والله أعرف جَدي أَكثر " !!
أَعرف مَقبرةِ الغَسق أَكثر مِن تجاعيد راحَة يَدي, أَحاوِرُ طيوف الغائِبين بتلقائِيَة الشَوق في كُلِ لَيلةِ تَرقُب ..
أُباغِت مِداد النِداءات الصُبحية, بِأن عودوا وأعيدوا بِضعة حياةٍ فِيَ وفي أُمي .
أَين النَخيل / الطين / الآبارَّ , تَلاحين مَصائِف الخُضَرة .. وَهيبة التُربة السَمراء .. الأشعار الغَزيرة المَبتورة عَلى شِفة
الأجداد .. طعمُ لَحم التَنور .. وَجه جدي عَلي .
.
.
وأَين نصكِ مُذ زمنٍ عَني ياعائشَة ؟
إغفاءة حلم
01-24-2010, 04:34 PM
دائما ياعوّاشة ..
تكتبين بأصابع لاتُفارقها سُحنة المدينة والأرض ..
تصوّرين أنين صدر مقابرها .. والدمع الذي لم ولن يجف ..
يستدل القارئ من خلالها سلالة الطين .. وطيب أصل النخيل ..
ويسري حرفكِ كجدولِ ريٍ صغير .. يرعى بساتين شتى ...
ويعتلي كسورٍ أقترض من السماء يوماً ما .. رفعتها ... فكان وارف الغيم ..
ليحفظكِ الرب ياهالة القمر .. :)
سميراميس
01-24-2010, 05:28 PM
وَ مِنْ معراج الخيبة و مَسرى اللهفة ثمة تجاويف يهترئ بها الليل و تتعكّزها النجوم
الحكايا الصامتة وَ الثرثرة الخرساء على الأضرحة أسطورة حكتها لي ست بلابل مخبأة في شجرة السرو العتيقة ، و من نحيب الآيل قطفت ذُعر تساؤلي
الذي زرعني غلةُ في أرض مقفرة !
جدّي المريض كان قد أهداني غُصن ميموزا قبل الرحيل ، و همس موجوعاً : لا تنتظري يا صغيرتي من يهديك النرجس و الغصن الأصفر !
ازرعي الميموزا ، و احلبي من تكاوير الشفق حُمرة للقدر ..
وجدت جدّي متسربلاً بجماجمٍ من صمت هُنا و ابتسم لي و غمزت لي ذكرياته بين معراج نبضين و مسرى خيبتين ..
وَ اصبحت مبشّرة بمفردات من " نون "
طبتِ يا عائشة وَ قد غمسك القدر بقارورة بنفسج فواّحة (f)
عائشه المعمري
01-25-2010, 01:33 PM
!
http://i48.tinypic.com/242bkzm.jpg
!
يا الله ياعائشة !!
إلى أين مكان أخذتينا
إلى أي عمق فيه غمستينا حتى شَرِقَ الخيال
تفوقين الروعة ورب محمد
http://i48.tinypic.com/2eq9u9t.jpg
ريانة القحطاني ..
أهلاً بكِ في شُرفتي
كـ ضوء ، كـ نافذة ، كـ حمامة
أحب الإنصات إليها كثيراً ..
رغم أن هديلها قصيراً حد الإيجار ،
حد سعادة تضج في داخلي ولا تهدىء ..
لم يكن ثمة عمق هنا ، بقدر ما أنني مغموسة في الأرض
وأترنح على طول الحد الفاصل بين مفهوم الرحابة من الداخل ،
والضيق من الخارج ، مما يجعلني أتلصص الأكسجين ،
أجده
ولا يبلغ رئتي .
شُكراً لكِ يا ريانة ..
ريم الخالدي
01-29-2010, 09:28 AM
وكأنك تصنعين من طين الأرض وتعجنين بمائها
كل حكاياك المساقة بالدهشة .. !!
تعلمين ياعائشة أن وجودي قليل جداً ..
لكنك تكتبين وتبعثين للقلب سلاما
تقديري لقلبك الوطـن
سعد الصبحي
01-29-2010, 01:12 PM
الحنين إلى الموتى !
هل يُؤدي بنا إلى اللحاق بهم ؟
نص عميـق جدا ًياعائشة ويحتاج لأكثر من كتِفٍ
لأستيعابه ,
رائعة جداً
عائشه المعمري
02-02-2010, 03:06 PM
.
.
غابَت الشَمس ولا زال خالي البعيد عَن صُدورنا المُبرحَة بالبارِحَة, يَخابِرُ محاجرُنا السَوداء
عَن طرقات جَدي الغائِصَّ في شرنقاتِ السَماء وأَناشيد الرُطَب .
وألتفِتُ بغضب إلَى أُمي السارِحَة في أعين خالي اللايُشبه جَدي :
" بربكِ أُمي .. والله أعرف جَدي أَكثر " !!
أَعرف مَقبرةِ الغَسق أَكثر مِن تجاعيد راحَة يَدي, أَحاوِرُ طيوف الغائِبين بتلقائِيَة الشَوق في كُلِ لَيلةِ تَرقُب ..
أُباغِت مِداد النِداءات الصُبحية, بِأن عودوا وأعيدوا بِضعة حياةٍ فِيَ وفي أُمي .
أَين النَخيل / الطين / الآبارَّ , تَلاحين مَصائِف الخُضَرة .. وَهيبة التُربة السَمراء .. الأشعار الغَزيرة المَبتورة عَلى شِفة
الأجداد .. طعمُ لَحم التَنور .. وَجه جدي عَلي .
.
.
وأَين نصكِ مُذ زمنٍ عَني ياعائشَة ؟
يااه يا حصة ..
هذا الرد يحتاج إلى مزيد من الوعي ..
فـ مسائي ممتلىء بالتيه . .
كم أحتاج إلى أن أكون أكثر رتابة .. يا حصة ..
فـ فوضوية الأشياء .. قد تحرمنا لذة الإحساس بما ينبغي أن نشعر به ..
سـ أعود
عائشه المعمري
02-08-2010, 01:39 PM
دائما ياعوّاشة ..
تكتبين بأصابع لاتُفارقها سُحنة المدينة والأرض ..
تصوّرين أنين صدر مقابرها .. والدمع الذي لم ولن يجف ..
يستدل القارئ من خلالها سلالة الطين .. وطيب أصل النخيل ..
ويسري حرفكِ كجدولِ ريٍ صغير .. يرعى بساتين شتى ...
ويعتلي كسورٍ أقترض من السماء يوماً ما .. رفعتها ... فكان وارف الغيم ..
ليحفظكِ الرب ياهالة القمر .. :)
إغفاءة حلم ..
لا أدري ما سبب إلتصاقي بالمدينة إلى هذا الحد من القسوة ..
ما أعرفه بالضبط أنني أشعر بها ،
أشعر بما يقاسيه أبنائها ،
وما يفكرون فيه لحظة اختناق
وتكوم لـ أشياء لا نعرفها في داخلنا
في دواخلنا مدنً في الأصل ..
على إختلاف أنواعها ..
وما أعيه الآن .. أنني مدينة من الحنين ..
لـ الأرض ، والمدينة ، والتفاصيل الجميلة التي تربطني بهما ..
أنتِ هُنا كـ الشمس في وقت أحبه ..
كـ رائحة المطر ..
كـ النور
أهلا بكِ كثيراً
بَسمَة آلْ جَابر
02-09-2010, 02:43 AM
قَدْ إشتهيتُ رشفة مِنْ مزيجْ حرفكِ ومَاخابْ ظني ~
سَلِمْ اليّراع يآ بارِعَة
مملؤةٌ أنا بأبجديتْكِ ولمْ أزلْ !
لاحُرمتْ القُربْ : )
عائشه المعمري
02-13-2010, 09:19 PM
وَ مِنْ معراج الخيبة و مَسرى اللهفة ثمة تجاويف يهترئ بها الليل و تتعكّزها النجوم
الحكايا الصامتة وَ الثرثرة الخرساء على الأضرحة أسطورة حكتها لي ست بلابل مخبأة في شجرة السرو العتيقة ، و من نحيب الآيل قطفت ذُعر تساؤلي
الذي زرعني غلةُ في أرض مقفرة !
جدّي المريض كان قد أهداني غُصن ميموزا قبل الرحيل ، و همس موجوعاً : لا تنتظري يا صغيرتي من يهديك النرجس و الغصن الأصفر !
ازرعي الميموزا ، و احلبي من تكاوير الشفق حُمرة للقدر ..
وجدت جدّي متسربلاً بجماجمٍ من صمت هُنا و ابتسم لي و غمزت لي ذكرياته بين معراج نبضين و مسرى خيبتين ..
وَ اصبحت مبشّرة بمفردات من " نون "
طبتِ يا عائشة وَ قد غمسك القدر بقارورة بنفسج فواّحة (f)
سيدتي العذبة : شاميرام ..
حينما لا نستطيع تنفيذ وصايا القبيلة العشر
تلك التي يستسخفها الزمن رغم أنها هي من صنعته ،
ويرفضها المكان رغم أنها هي من كونته وحددت جيولوجيته الصعبة ،
يُصاب الشخوص بنشازية الأفكار ، رغم أن الأمر مر على من قبلهم بطريقة فطرية . .
لابد لنا البحث عن زمن آخر ، ومكان آخر ، وأرواح أخرى ، تشاطرنا ما نريد
أو أننا نتخلى عن كل تلك الوصايا ، ونموت في كلتا الحالتين ،،
اختيار الموت بطريقة لا تكسر العزة فينا ، مهما كان الأمر إنتصاراً لـ الهزيمة في المقابل
أمرٌ ليس بـ هين ،،
في حين أن الموت داخليا ً أدهى وأمّر ..
شُكراً لـ روحكِ التي شاطرتني ما أبتغي ..
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025,