تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : [ تحت ضوء منارة ] قصة قصيرة ؛


سلمى الغانمي
01-25-2010, 02:09 AM
...

http://up4.m5zn.com/9bjndthcm6y53q1w0kvpz47xgs82rf/2009/11/14/06/v1olnsbs3.jpg (http://www.tobikat.com)

الرصيف أرحب , وإضاءته الملتهبة مطرٌ نوريٌ , يتخلل للداخل ، ويؤنس وحشة الليل , الشارع الساكن الممتد أفضل من شوارع الضوضاء هناك بالأعلى , والساعة الثانية صباحاً تحت المنارة نهار الساعات القلقة في جوف يدعى النور , السيارات نادرة المرور .. هواء الشارع .. والرصيف المقابل لا يرون أمامهم إلا النوم لذلك هي ترى أنها بشبه نفق آمن ؛
مكان مخصص يحتضنها كل ليلة حتى متطفلو الأرصفة لا يفكرون بالاقتراب , رغم أنها تتمنى على الأقل واحداً منهم يبدد معها ما نال المكان منها من تراكمات , لا يهم إن كان تحت القناع ما كان , المهم أن تظفر ولو بشكل مؤقت بضمة تلغي سنين سابقة ولا تخلع القناع حتى تستمر بعيداً ؛
يرونها فتاة وهي في قرارة نفسها بلغت من العمر عتيا , لا تناسبها الألوان الفاتحة ولا الشعر المنسدل ولا حمرة الشفاه والخدين , إعجاب نظرات الغرباء لم تشعرها بعمر الزهور , دهشتهم بعقلها الأكبر لا يضمد بعضاً من شيء , كل ما تكرره في نفسها إحباطها المعتاد " لم أعش مراحلي فمن طفولتي نضوج " , اللعبة للأطفال .. الحلوى المصاص للصغار .. والتدَلُل لفتيات أراقبهم خفية ؛
رسمت على حائط الشارع حادثة قديمة مُخجلة أن تكتب كلاما .. نقشت على ظهر الرصيف تاريخ عام أكثر كآبة .. علقت بالمنارة عُقداً لعزيزة وصورة لا تغيب لراحلين , وانهمر البكاء ليس على تلك وإنما لغصة أخرى .. لهجرها الأقلام وصفوف الدراسة وضحكة الأصحاب ؛
تنسج الليالي دوماً بتقليب الصور والأحداث ورصاصات اللسان وبطش يد ، وتحكم غلقها بحادثة اليوم الجديدة , تربت على أكتافٍ في مُخيلتها تشاركها البكاء وتوعد المنارة والشارع والرصيف بأن لا تبكي بالغد ؛
تبدأ بتلاوة حزنها معهم حتى تنفض عنها مالا ينفضه الزمن – أظنها فقط حتى تستقبل السأم المُقبل وهي مستعدة لضربة أقوى وحتى تلتزم بوعدها معهم- مرة ومرة وألف مرة , لا يسعها الوقت لقراءة مآسي مُختزلة لابد أن تعود للبيت قبل الفجر حتى لا يكشف أحداً أمرها ,
تتصنع النوم بمهارة , تلامس أجفانها بأناملها المرتجفة , وتشد وترخي عضلاتها عندما يأتيها إيقاظ السجون وتبدأ اليوم دون أن تهدأ وينام الأمس .؛

!

سلمى الغانمي ؛ 26 / 11 / 1430 هـ |

عائشه المعمري
01-25-2010, 01:10 PM
سلمى الغانمي ..

كـ ضوء المنارة تُمطرين في ليل الألم ..
الألم المستديم لـ أنثى كـ تلك ،
التي شاخت منذ طفولتها ..
كُنت تسردين الحكاية ، بطريقة تصعد بها الشهقة ..
حتى تنام فيصحو الأمس لـ يوقظها ..


جميلة وأكثر يا سلمى
سُعدت كثيراً بـ عودتكِ

فرحَة النجدي
02-11-2010, 03:04 AM
لم أعش مراحلي فمن طفولتي نضوج " , اللعبة للأطفال .. الحلوى المصاص للصغار .. والتدَلُل لفتيات أراقبهم خفية ؛



عمر دون طفولة ، ألا يكون متعباً طويلاً ثقيلاً .؟!

تذكرت عبارة و أنا أقرأ كنت أرددها باستمرار فيما مضى من أيام قليلة ،
لم يا ترى أشعر و كأنني عشتُ زمناً طويلا .؟!!


سلمى ،
أنت جميلة ..

سلمى الغانمي
04-18-2010, 01:06 AM
سلمى الغانمي ..

كـ ضوء المنارة تُمطرين في ليل الألم ..
الألم المستديم لـ أنثى كـ تلك ،
التي شاخت منذ طفولتها ..
كُنت تسردين الحكاية ، بطريقة تصعد بها الشهقة ..
حتى تنام فيصحو الأمس لـ يوقظها ..


جميلة وأكثر يا سلمى
سُعدت كثيراً بـ عودتكِ

.
::
.

عائشة
ليس هنالك فرح يوازي حضورك ِ
كيف لا ؟ وأنت ِوكلماتك ِترفعوني للسماء
في لحظات غيث
أهلاً بك ِمددا

.
::
.

س

حنان الفايز
04-23-2010, 09:39 PM
سلمى رائعة جداً