تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ~ مِنْ سَالِفِ الحُزْن ~


إيمان دعبل
02-03-2010, 07:39 PM
~ مِنْ سَالِفِ الحُزْن ~


مِنْ سَالِفِ الحُزْنِ كَانَ القَلْبُ مُنْكَسِرا
والدّمْعُ يَرْتَدّ عَنْ أحْدَاقِهِ كِسَرا

وكَانَ تَنّورًا مِنَ الأرْزَاءِ مُحْتَدِمٌ
تُهَيّأُ النَارُ مِنْ أوْجَاعِهِ شَرَرا

فَإنْ تَنَهّدَ شَطّتْ نَهْنَهَاتُ دَمِي
وتَرْتَدي رِئَتِي الآهات إنْ زَفَرا

رُؤاهُ يَسْكُنُهَا إلهَامُ هُدْهُدةٍ
الوَحْيُ حَاكَ على جُنْحَانِهَا خَبَرا

مِنْ جَنّةِ الأَرْضِ مِنْ أَبْهَى حَدَائِقِهَا
مِنْ كَرْبَلا عَكَسَتْ أَحْلامُهَا صِوَرا

فَهَامَ يَرْكُضُ كَالمَمْسُوسِ يَتْبَعُهَا
وانْدَسّتْ الرّيحُ فِي أقْدَامِهِ فَسَرى

يُزَاحِمُ الطّيْرَ يَسْتَنْبِي مَوَاطِنَهَا
ويَنْتَضِي الغَيْمَ حُراً يَهْمِزُ المَطَرا

حَتّى إذَا عَبَقَتْ أَنْفَاسُ تُرْبَتِهَا
يُسَاقِطُ الشّوقَ بِالأَشْعَارِ مُنْهَمِرا

وقَالَ يَدْنُوا مِنَ ألأَضْواءِ يَسْأَلُهَا
وإذْ تَكَشّفَتْ الرّؤيَا وصَارَ يَرَى

هُنَاكَ مِنْ جَانِبِ الطّفِ المُقَدّسِِ
كَانَ اللهُ يَرْقَبُ لِلأَرْواحِ مُنْتَظِرا

وكُنْتُ أَنْظُرُ لِلأَرْوَاحِ شَاخِصَةًً
تَوَدّ لَو تَجْتَلي مَا كَانَ مُسْتَتِرا

عَلَى مَسَافَةِ مَوتٍ واحِدٍ وَقَفَتْ
مَا أَهْوَنَ المَوتَ لَو تَقْضِي بِهِ وَطَرا

قٌطٌوفُ وَرْدٍ بِحَقْلِ العِشْقِ قَدْ نُثِروا
باتَ النّدى والشّذَا والشّهْدُ مُعْتَصَرا

ولِلْفَرَاشَاتِ أَحْلامٌ مُرَوّعَةٌ
قَدْ أُطْفِأ الضّوءُ مَنْ يُهْدِي لهَا قَمَرا

تَطَايَرَتْ فِي ذُهُولِ اليُتْمِ يَلْحَقُهَا
شِمْرُ الجُنُونِ يَسَوقُ النّارَ والشّرَرَا

وكُلّمَا سُجِرَتْ أَنْهَارُ لَوْعَتِهَا
يُجَوْهِرُ المَاءَ في آمَاقِهَا دُرَرَا

وسِدْرَةُ الصّبْرِ تُحْنِي جِذْعَها وَجَلاً
تُظَلّلُ الوَرْدَ والأحْلامَ والدّرَرَا

شَيّعْتُهَا تََخْتَلِي بِالحَتْفِ فِي جِهَةٍ
مِنَ الطّفُوفِ وكَانَ الحَقّ مُحْتَضَرا

وحِِينَ ظَنّ الزّمَانُ أَنّهُمْ غُلِبُوا
مَا كَانَ يَدْرِي بِأَنّ الحَقّ قَدْ نُصِرا

فَمَا الرّؤوسُ الّتي فِي كَرْبَلا رُفِعَتْ
إلّا مَنَارُ هُدَىً تَسْتَنْهِضُ الفِكَرا

ومَا الدّمَاءُ الّتي ثَارَتْ بِمَنْبَعِهَا
سِوَى المُحَرِضُ لِلأَحْرَارِ والشُّعَرا

تَقُولُ هُدْهُدَتِي حِيْنَ اسْتَهَامَ بِهَا
حُبّ الحُسَيْنِ ..تَقُولُ الشّعْرَ مُبْتَكَرا

مِنْ سَالِفِ الحُبّ عَاشْوراءُ مُلْهِمَتِي
ومَا يَزالُ خَيالِي يَتْبَعُ الأَثَرا

سعد المغري
02-05-2010, 12:03 PM
..
إيمان دعبل ..
تفاصيل الـ يوم كانت مدهشة بـ هذا الـ نص الباخ
مبنى .! والـ غيم والـ مطر والـ فراشات والـ عصافير
كل هذه لنا ..
والـ معنى لكِ أيتها الـ فاضلة فـ أقطفي حب الـ موصوف من فم الـ غيم
وأسكبيه عليكِ .
لكِ كل الـ ورد .

وئيد محمّد
02-05-2010, 09:12 PM
ومن سالف الغيم وأنت تمطرين ياإيمان , جميلة و خالقك .

نواف العطا
02-06-2010, 11:51 AM
إيمان دعبل
جميل مطركِ وراقي بوحكِ تأسرين
قلوب متذوقيكِ بهذا الشجن وهذه الكلمات
فلكِ كل الشكر ودمتِ بود .

تَرَانِيْمٌ الْهَائِمَةٌ
02-08-2010, 11:21 PM
الْسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُوْل اللهِ وَ الْسَّلاَمُ عَلَىْ الْحُسِيْنِ وَ عَلَىْ عَلِيِّ بِنَ الْحُسِيْنِ وَ عَلَىْ أوْلاَدِ الْحُسِيْنِ وَ عَلَىْ أصْحَابِ الْحُسِيْنِ


" قَصِيْدَة حُسَيْنِيْة " تَنْقَل الْقَارِئ إلى أجْوَاء الْقِيَم الْوَلاَئِيَّة


بَارَكَ الله فِيْ لَفْظَكِ :34:

صهيب نبهان
02-15-2010, 07:01 AM
..

بغض النظر عن الفكر والنهج

هذا الشطر من أجمل ما قرأت :

مَا أَهْوَنَ المَوتَ لَو تَقْضِي بِهِ وَطَرا

..