سعد الصبحي
02-04-2010, 02:05 PM
( سلام منّي ياشِجَرْة القضيمة ,, ياللي تِحد الدرب من مطلع الشمس )
و(القضيمة) لمن لايعرفها , قرية كان يعبرها الزمان مُسرعاً او بالاصح لا يمر عليها ابداً لأنه يتوقف قريباً منها في ( ثُول ) ليملأ بطنه ويمر, من تعب البحّارة الكادحين الذين يسبقون النوارس للغناء صباحاً وهم يجرجرون شِباكهم نحو البحر و ( يافتاح ياعليم ) يغنّون للموت للبحر , يبتهلون حتى في مواويلهم الذي يحِد من صوتها ازعاج مواطير قواربهم التي يُشفق حتى البحر عليها ,
هذه القرية وماحولها من قرى الساحل الممتدة بين جدة ورابغ التي كانت تعجن الفطرة لها صباحها مع كاسة الشاهي وتطرب ليلاً وتسهر وتردد بكامل جدرانها مع العم مرسال :
( عيني ترف ومبشرتني بغايب ,, عساه ياعيني من اللي تودّين ) وآلة السمسمية تُمرجحهم شيباً وشباباً بين اوتارها الخمسة ,
تذكرها الزمن فجأة كالموت , وتوقف بكامل هيبته في حضنها , اصبحت تصحو على اصوات الجرّافات وغبار الاسمنت , الذي اتعب صدر العم مرسال وحنجرته التي تساوي عند اهل هذه القرى ( كاوست) وجميع من يدرس فيها , اصبحت تتصدر الصحف ومجالس الخلاف بين التيّارات , عجائز القرية يخافون الخروج الآن لشراء الخبز فالعمالة الآسيوية غدَت اكثر من السمك الذي يأتون به البحّارة مسائاً , الصدام الحضاري المفاجيء بين السمسمية والغيتار ربما , سيخلف فراغاً روحياً هائلاً لدى الجيل الصاعد من اهلها , بعد أن يرون ( شِجَرْة القضيمة ) التي كان يتغنون بها , تتزين لعيد الكريسميس الذي سيأتي به الأجانب لتبدو( كفتاة تلبس فوق عبائتها بدلة للرقص ) , الشباب الذي كان منُتهى احلامه ان يقف بكامل جُنديته وحماسه امام بوابة مركز القوات البحرية في القضيمة , بدلاً من الغُربة والبعد في المدن الكبيرة التي يخافها دائماً اهل الرّيف ,
والآن بعد أن جاد الزّمن عليهم بأكبر سمكةٍ وقعت في شِباك بحّارتهم اليائسين ,
هل سيكون لهؤلاء الشباب ابناء البسطاء فتاتُ من كعكة الميلاد الهائلة التي يتمرّغ بها الأجانب بجوارهم ؟
أم سيكتفون بحراسة البوّابات ب (1200 )حسرة !
ويعودون في الليل يتحسرون على حظّهم مع العم مرسال :
( طلّت عليّا من ورا الباب ,, ياحسرتي ماكلمتني )
و(القضيمة) لمن لايعرفها , قرية كان يعبرها الزمان مُسرعاً او بالاصح لا يمر عليها ابداً لأنه يتوقف قريباً منها في ( ثُول ) ليملأ بطنه ويمر, من تعب البحّارة الكادحين الذين يسبقون النوارس للغناء صباحاً وهم يجرجرون شِباكهم نحو البحر و ( يافتاح ياعليم ) يغنّون للموت للبحر , يبتهلون حتى في مواويلهم الذي يحِد من صوتها ازعاج مواطير قواربهم التي يُشفق حتى البحر عليها ,
هذه القرية وماحولها من قرى الساحل الممتدة بين جدة ورابغ التي كانت تعجن الفطرة لها صباحها مع كاسة الشاهي وتطرب ليلاً وتسهر وتردد بكامل جدرانها مع العم مرسال :
( عيني ترف ومبشرتني بغايب ,, عساه ياعيني من اللي تودّين ) وآلة السمسمية تُمرجحهم شيباً وشباباً بين اوتارها الخمسة ,
تذكرها الزمن فجأة كالموت , وتوقف بكامل هيبته في حضنها , اصبحت تصحو على اصوات الجرّافات وغبار الاسمنت , الذي اتعب صدر العم مرسال وحنجرته التي تساوي عند اهل هذه القرى ( كاوست) وجميع من يدرس فيها , اصبحت تتصدر الصحف ومجالس الخلاف بين التيّارات , عجائز القرية يخافون الخروج الآن لشراء الخبز فالعمالة الآسيوية غدَت اكثر من السمك الذي يأتون به البحّارة مسائاً , الصدام الحضاري المفاجيء بين السمسمية والغيتار ربما , سيخلف فراغاً روحياً هائلاً لدى الجيل الصاعد من اهلها , بعد أن يرون ( شِجَرْة القضيمة ) التي كان يتغنون بها , تتزين لعيد الكريسميس الذي سيأتي به الأجانب لتبدو( كفتاة تلبس فوق عبائتها بدلة للرقص ) , الشباب الذي كان منُتهى احلامه ان يقف بكامل جُنديته وحماسه امام بوابة مركز القوات البحرية في القضيمة , بدلاً من الغُربة والبعد في المدن الكبيرة التي يخافها دائماً اهل الرّيف ,
والآن بعد أن جاد الزّمن عليهم بأكبر سمكةٍ وقعت في شِباك بحّارتهم اليائسين ,
هل سيكون لهؤلاء الشباب ابناء البسطاء فتاتُ من كعكة الميلاد الهائلة التي يتمرّغ بها الأجانب بجوارهم ؟
أم سيكتفون بحراسة البوّابات ب (1200 )حسرة !
ويعودون في الليل يتحسرون على حظّهم مع العم مرسال :
( طلّت عليّا من ورا الباب ,, ياحسرتي ماكلمتني )