بدور الشمراني
02-14-2010, 12:21 PM
فضول مزمن ... !!
كثرة الحوادث الأخيرة التي شهدتها بلادنا مؤخراً كشفت القناع عن مواهب مدفونة في أوساط الشعب السعودي صغيره قبل كبيره
وأظهرت وبجدارة انه شعب يبرع في موهبة التصوير أكثر من معرفته لأبسط طرق الإسعاف الأولي وأنه قادر على التجمهر أكثر من قدرته على الإنقاذ بطريقة بدائية كأضعف الإيمان !!
كنا نتساءل سابقاً عن أسباب تأخر وصول سيارات الإسعاف لموقع الحادث
وأصبحنا الآن نتفاجأ برغم وصولها متأخرة إلا أنها وغالباً ما تتعثر في طريقها لشق حشود المتجمهرين لتصل بعد معاناة للمصاب الذي بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة !!
وفي خبر سمعته من أحد أقاربي الذين شاهدوا حادث مروري أدى إلى تصادم شاحنة بسيارة محملة بالنساء ويبدو أنهن معلمات قادمات من إحدى القرى المجاورة
قال بعد أن كان الشارع خالياً من البشر إلا من بعض السيارات المتجهة للطريق العام أصبح وبعد عدة دقائق مكتظاً بالمتفرجين الذي أسرع البعض منهم لإخراج هاتفه لالتقاط الصور ليكون له السبق بتصوير الكارثة!!!
( والكارثة في نظري أن يتم تصوير النساء في وضع كهذا ) بدون مراعاة للذوق العام في انتهاك أعراض الناس بهذه الطريقة الفضولية البشعة !!
وبعيداً عن حوادث المرور سنعيد استرجاع بعض الصور المؤسفة حقاً لما حدث في فيضان جده في العام المنصرم
جميعنا شاهدنا كيف ساهم الجميع في عرض الكارثة عن طريق التصوير ومن ثم النشر عبر مواقع الإنترنت المتعددة
التي نشرت عشرات المقاطع المأساوية لمنازل تتحطم بفعل الفيضانات واُسر تغرق وسط مجاري السيول
والكثير ممن كان هناك كان يكتفي بالمشاهدة والتصوير دون أن يحرك ساكناً !!!
حتى طائرات الهيلوكبتر التي انتشرت في سماء جدة حينها اكتفت هي الأخرى بالتصوير لمعرفة حجم الكارثة !!
بينما كانت هناك الكثير من الأرواح تزهق وتحتضر أمام مرأى من الجميع دون تدخل .. بحجة أن الموقف جديد علينا كشعب غير متمكن من السباحة والغوص في مياه لا تتجاوز المترين عن سطح الأرض والعذر هنا أقبح من ذنب !!
ما لفت نظري تلك الأيام هو ذلك البطل (باكستاني الجنسية) الذي عرض نفسه للخطر من أجل إنقاذ أرواح الكثير ....
كنت أتساءل أين شبابنا منه ؟؟ أين هي النخوة العربية ؟؟ وأين هم أصحاب الضمائر الحية ؟؟
هل أصبحت مآسي الناس في السعودية لقطات صالحة للتصوير والنشر فقط ؟؟
أم أن هناك حرية يمتلكها أولائك الفضوليين تجيز لهم التحكم بصلاحيات نشر المواقف المحزنة للآخرين بدون مراعاة لمشاعر ذويهم !!!
هل يرضى هؤلاء الرجال أن تُعرض صورهم أو صور أهاليهم و منازلهم أو سياراتهم في حالة يرثى لها ؟
من أعطاهم الحق بالتدخل في شؤون الآخرين إن كانوا أصلاً لا يمتلكون الجرأة للمساعدة فمن الأحرى الابتعاد نهائياً عن موقع الحدث حتى لا يعيق غيره من تقديم المساعدة لأصحاب الضرر ..
في حديث نبوي قال رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام (( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه))
وهذه الحوادث المتنوعة وبرغم بشاعتها إلا إنها ساعدت مشكورة بكشف القناع عن مواهب الشعب السعودي المصاب بأعراض الفضول المزمن ذلك الشعب الذي لا يمتلك أدنى صفات الشعور بالألم والمواساة فبدلاً من التجمهر لتلقين المصاب الشهادة وتقديم الإسعافات الاولية له تجد البعض منهم مشغولاً بتحليل الحادث والتكهن بأسبابه والبعض الأخر يصور بعدسه هاتفه ليقوم فيما بعد بنشر المقطع عبر تقنية البلوتوث بطريقه احترافية لا يجدها أحد سوى شعبنا للأسف..!!
رسالة أخيرة وخاصة ..لشعوب (الفرجة) و أصحاب (المواهب المدفونة)
اتقوا الله في أنفسكم فقد قال صلى الله عليه وسلم
لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه
انتهى
بدور الشمراني
كثرة الحوادث الأخيرة التي شهدتها بلادنا مؤخراً كشفت القناع عن مواهب مدفونة في أوساط الشعب السعودي صغيره قبل كبيره
وأظهرت وبجدارة انه شعب يبرع في موهبة التصوير أكثر من معرفته لأبسط طرق الإسعاف الأولي وأنه قادر على التجمهر أكثر من قدرته على الإنقاذ بطريقة بدائية كأضعف الإيمان !!
كنا نتساءل سابقاً عن أسباب تأخر وصول سيارات الإسعاف لموقع الحادث
وأصبحنا الآن نتفاجأ برغم وصولها متأخرة إلا أنها وغالباً ما تتعثر في طريقها لشق حشود المتجمهرين لتصل بعد معاناة للمصاب الذي بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة !!
وفي خبر سمعته من أحد أقاربي الذين شاهدوا حادث مروري أدى إلى تصادم شاحنة بسيارة محملة بالنساء ويبدو أنهن معلمات قادمات من إحدى القرى المجاورة
قال بعد أن كان الشارع خالياً من البشر إلا من بعض السيارات المتجهة للطريق العام أصبح وبعد عدة دقائق مكتظاً بالمتفرجين الذي أسرع البعض منهم لإخراج هاتفه لالتقاط الصور ليكون له السبق بتصوير الكارثة!!!
( والكارثة في نظري أن يتم تصوير النساء في وضع كهذا ) بدون مراعاة للذوق العام في انتهاك أعراض الناس بهذه الطريقة الفضولية البشعة !!
وبعيداً عن حوادث المرور سنعيد استرجاع بعض الصور المؤسفة حقاً لما حدث في فيضان جده في العام المنصرم
جميعنا شاهدنا كيف ساهم الجميع في عرض الكارثة عن طريق التصوير ومن ثم النشر عبر مواقع الإنترنت المتعددة
التي نشرت عشرات المقاطع المأساوية لمنازل تتحطم بفعل الفيضانات واُسر تغرق وسط مجاري السيول
والكثير ممن كان هناك كان يكتفي بالمشاهدة والتصوير دون أن يحرك ساكناً !!!
حتى طائرات الهيلوكبتر التي انتشرت في سماء جدة حينها اكتفت هي الأخرى بالتصوير لمعرفة حجم الكارثة !!
بينما كانت هناك الكثير من الأرواح تزهق وتحتضر أمام مرأى من الجميع دون تدخل .. بحجة أن الموقف جديد علينا كشعب غير متمكن من السباحة والغوص في مياه لا تتجاوز المترين عن سطح الأرض والعذر هنا أقبح من ذنب !!
ما لفت نظري تلك الأيام هو ذلك البطل (باكستاني الجنسية) الذي عرض نفسه للخطر من أجل إنقاذ أرواح الكثير ....
كنت أتساءل أين شبابنا منه ؟؟ أين هي النخوة العربية ؟؟ وأين هم أصحاب الضمائر الحية ؟؟
هل أصبحت مآسي الناس في السعودية لقطات صالحة للتصوير والنشر فقط ؟؟
أم أن هناك حرية يمتلكها أولائك الفضوليين تجيز لهم التحكم بصلاحيات نشر المواقف المحزنة للآخرين بدون مراعاة لمشاعر ذويهم !!!
هل يرضى هؤلاء الرجال أن تُعرض صورهم أو صور أهاليهم و منازلهم أو سياراتهم في حالة يرثى لها ؟
من أعطاهم الحق بالتدخل في شؤون الآخرين إن كانوا أصلاً لا يمتلكون الجرأة للمساعدة فمن الأحرى الابتعاد نهائياً عن موقع الحدث حتى لا يعيق غيره من تقديم المساعدة لأصحاب الضرر ..
في حديث نبوي قال رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام (( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه))
وهذه الحوادث المتنوعة وبرغم بشاعتها إلا إنها ساعدت مشكورة بكشف القناع عن مواهب الشعب السعودي المصاب بأعراض الفضول المزمن ذلك الشعب الذي لا يمتلك أدنى صفات الشعور بالألم والمواساة فبدلاً من التجمهر لتلقين المصاب الشهادة وتقديم الإسعافات الاولية له تجد البعض منهم مشغولاً بتحليل الحادث والتكهن بأسبابه والبعض الأخر يصور بعدسه هاتفه ليقوم فيما بعد بنشر المقطع عبر تقنية البلوتوث بطريقه احترافية لا يجدها أحد سوى شعبنا للأسف..!!
رسالة أخيرة وخاصة ..لشعوب (الفرجة) و أصحاب (المواهب المدفونة)
اتقوا الله في أنفسكم فقد قال صلى الله عليه وسلم
لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه
انتهى
بدور الشمراني