تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : " خَمْسُ رسَائلْ .. مِنْ حبّةِ القمْحِ الرّاحلةِ "


رهيــد
02-21-2010, 12:52 PM
.
.


عَلى المقعدِ .. أبدو كمظلّة ,
احْتكرتْ نصفَ عُشّاق باريس .. وتنكّرتْ لعاشقِ حزين .
حسبَ تقديرِ الطقسِ .. تالفة .
وحسبَ تقدير الحُب .. هي منْ أملاك الفقراء .

على جَبينِ أمّي ,
أنا نبتةُ صبّارٍ شائكة ..
تعيشُ على صوتِ الحطّابين ..
وتراقب حزن جذوعها .. قِشرَة ..قِشرَة .

على ظهْرِ البوَاخرِ ..
أنَا شائعةُ الغرَقِ المُعقّدة ,
التي آمنتْ بالفتنَة ..
وضربتْ معَ أحلامهَا .. مواعيداً للقتْل .!

على صدْرك أنتْ ..
أنا صندوق بريدٍ فارغ ..
يستدرّ عطفَ الرسائلِ ..
ويمنحُ المارّة .. طابعاً مجّانيّاً ..
و ساعةً للكلامْ .

لمَاذا أتعلّم الكِتَابة ..؟
لأنتقمَ لنفسي .
لمَاذا لا أفعَلُ شيْئاً غيرَ ذلك ؟!
لأنّ بائعةَ القمحِ تموتْ . وشيئاً لن يعدْ هُنَا .

خمْسُ رسائِلْ , و الحقلُ يشدّ رحالهُ ويبكي .
خمسُ رسَائل .. و الأرضُ تنقضُ الفقرة الأولى منَ العهدِ الأخير .

ياسعادَةً الحُبْ :
فكّر في أنَ نتشابَكْ منْ جديد.
أنْ نتزاحمَ على قطعةِ أرضْ , كانتْ وطن .
فكّر في إحدى جلساتِ العلاج التي انتهتْ بوقوفنَا على الجِسر ..
فكّر في شراء عنقودٍ آخرٍ منَ القمحْ ..
لأشرحَ لكَ الفكرَةَ الغامِضَة مذْ كنتُ فتاةً في طورِ الكِتابة .. لم يلمسهَا قلمْ .

تدبّر أمرَ الهزيمة الواقفة تحتَ الشمس ,
هُنَاكَ طينٌ وماءْ ..
وحزمةُ وعدِ متأخّر ..
وشفاه ..تُخرجُ الفقاقيع !

هُناكَ فوضى في الحيّ الخلفيّ منِ الحياة ..
شجرةُ التوتِ لفّوا حوْلَ عُنقهَا ـ في حضْرَتي ـ ألفَ حبْل ..
وانشغلوا بالنوعِ المألوفِ منَ الصفير .. تتبعهُ دعوَة كاذِبَة !
صوتُ المذياعِ لاينام ْ ..
والأقداح .. تعبتْ من السهرِ في الخَارج .

لا تتضجّر ..
فبائعة القمح نسيتْ حقائبهَا في المزاد ..
وجرّدتْ شعرَهَا منْ خيباتِ أيلول ,
عرفت الطريق إلى لوحةٍ في دار كريستي ..
وهزّتْ رأسهَا لمّا دُعيتْ إلى حفلة شاي ..
تناستْ وجوهَ الزّائرين ..
وتسببتْ في فصلِ مائة فتاة .. منْ مُنشأةٍ كبيرةٍ للحُب !

لا تتوهّم ..
فبائعةُ القمحِ هذه ..
لاتمنحُكَ فرصة للمُزايدة ..
ولا تدبّر مكيدة جديدة ..
إنمَا تروّض نفسهَا للفخْ ..
وللحصولِ على معاطفَ أقلّ مرارة من تلكَ القديمة .

أيضاً ..
لا تتلفتْ ..
فصوتُ الصيفِ قادمٌ منْ نافورةِ الماءِ ..
على صِدغِهِ بقعةُ دم .


.
.

نهله محمد
02-21-2010, 01:03 PM
يارهيد ..
مجرمة الشعر و الشعور , وخاطفة اللحظة أنتِ...
أعترف! ..
أشعر بالإحباط كلما أقرأ لكِ ,
لكني لا ألتفت له مقابل اللذة التي أجدها في القراءة ..و الــ تعمل كتخدير موضعيّ حتى لا أتهالك بعجزي..

القراءة لكِ ركض في كل المتجهات ..
وبأكثر من قدم وقلم وعقل .. سأعود لتفحص النص مرةً أخرى ..

وئيد محمّد
02-21-2010, 01:24 PM
رهيد هَذا المساء , يا حيّ الله بالفراش ِ و المطر .

بثينة محمد
02-21-2010, 04:12 PM
أنا فقط ، مأسورة بهذا النص !.


كتخدير الخيال فعلتِ بي . :)

خالد الداودي
02-22-2010, 09:57 AM
سجلتني واحدا ممن وقعوا في شرك هذا النص

أيا عنيده

الاختباء تحت لغة الكلام
احتباس مطر على كفوف مخملية تعرق رغم البرد
لتلم اطرافها .. لتسيل عبر ماسورة الكلام انهارا زرقاء


تبتعدين الى اجمل ما تكون الكتابه

احالاتك شاعره

وللانصات لك ِ هدوء يشبهك

كيف تبدو رهيد على صدر الورق؟



اجدني منشطرا اشاطرك ان الكتابة للانتقام منّا بلذة الظفر لنا

خ

بدور الشمراني
02-22-2010, 06:28 PM
على صدْرك أنتْ ..
أنا صندوق بريدٍ فارغ ..
يستدرّ عطفَ الرسائلِ ..
ويمنحُ المارّة .. طابعاً مجّانيّاً ..
و ساعةً للكلامْ .

نص آسر قرأته أكثر من مرة
وكان يجذبني لمعاودة إحتضانه مرة بعد مرة !!
والحقيقة تقال أن ماكتب أعلاه كان مبهر حد الدهشة
رهيد هنيئاً للقلم أنتٍ

عبدالرحيم فرغلي
02-23-2010, 09:15 AM
ماذا أقول يا رهيد ..
أنت قلم أتتبع نصوصه .. لأن نص لك يترك فيّ مشاعر لا أستطيع أن أصفها .

نصك هذا .. وضعت يدي على الجرح .. ولكنه جرح ثائر لا يبين تفاصيله .
هناك روح خفية في النص .. تدور معي .. تسرح بي في أمكنة كثيرة .. دون
أن تختار لي مكانا بعينه .. كل الأمكنة له طعم مختلف عما أقرأ .

تحية كبيرة لك يا رهيد

أسمى
02-23-2010, 05:17 PM
أحب حرفك يا رَهيد جداً..
و أُذكِّر نفسي دائماً بشيءٍ جميل تركتهُ خَلفي...حين تكتبين
لأعودَه و جَذَلْ.

http://www.qnadel.net/vb/images/smilies/flowar.gif

وتين
02-25-2010, 07:41 PM
- رهيد
- حبة قمح راحلة
- خمس رسائل
" كلها أشياء جذبتني نحو هذا المتصفح وهي تعدني بالغرق
وغرقت هنا طويلاً بأشياء كأنني كنت أعرفها أو ...... "

- جميل جداَ:34:

سعد الصبحي
03-01-2010, 11:13 PM
أريد يداً مضمومةً جيداً الآن , كي لا يتسرب المطر هذا من بين اصابعي ,
حقلٌ من دهشة والله .

نوف آل محمد
03-01-2010, 11:57 PM
مُتسوسنة أنتِ بِ أشياءٍ [ جَمّة ]
لله در إبداعكِ