أحمد رشاد
02-28-2010, 11:33 PM
لقد أوشك أن يكمل العقد السابع من العمر وما زال يكظم الغيظ والحزن ويعطيك دروساً في الصبر والجلد, دروساً في المجابهة والمواجهة والرجولة.
إنه والدي الذي أدمنته مصاعب الحياة فأدمن الوقوف في وجهها رغم وَهن العظم منه واشتعال الرأس شيباً.
هو والدي مدرسة الصبر الأولى, هذه المدرسة التي ينهل من نبعها كل وارد فيصدر وقد ارتوى .
هو والدي الذي جرب الحياة بحلاوتها ومرارتها, عجنتها الأيامُ فخبزها معرفةً ودرايةً غير أن للقدر ما يريد ولا راد لقضاء الله سوى الله.
كان قدره بعد أن تجاوز الستين من العمر أن يصبح مختاراً للحي الذي يقطن فيه, فرصة جاءته على طبق من ذهب يقتل من خلالها ساعات النهار الذي أصبح طويلاً جداً بعد أن أُحيل على التقاعد فجاءت (المخترة) لتكون سلوته .
والدي هذا الذي بلغ من العمر ما بلغ ما اعتاد أن يقول لطالب حاجة لا فكيف وهو الآن يمتلك خاتماً رسمياً يقضي من خلاله حوائج الناس و يفرج عنهم كرباتهم.
(( أبي ستدفع عاجلاً وآجالاً ثمن نخوتك وطيبتك وشهامتك )).
أبي كل ورقة ستختمها ستكون جواز سفر وبطاقة دخول إلى ما لا تشتهي وما لا تحب. (( هكذا هي القوانين)) . أبي هم الذي يفتحون أبواب الوقوع في الخطأ وهم الذي يخطئون وهم من يستفيد من هذه الأخطاء وأنت وحدك ستدفع ثمن كل هذا.
يا سيدي و يا والدي! ما عادت الأيام كما كانت وما عاد الناس كما كانوا. لقد ضاعت الأمانة وضاع الآمان.
ذات يوم كانت كلمة الرجل صكاً موثوقاً به, إذا قال أحدهم صدق ,إذا عاهد أوفى وإذا أؤتمن أدى. لكنهم اليوم تغيروا وتغيروا وغيروا, فما عاد لكلام الكثيرين أية قيمة فمعظمهم يعاهد ليخلف وعده ويؤتمن ليخون أمانته وووووووووو........
أبي! لقد خدعوك حين ابتسموا فظننتهم قادمين من ذلك الماضي الجميل, آتين من الأيام السالفة الحلوة. هؤلاء هم أبناء هذا العصر, وما أدراك ما هذا العصر؟! ومن هم الأبناء؟! يقولون ويقولون ولا يفعلون إلا ما يخزي ويخجل ويجلب العار.
والدي من سيعتذر لك عن كل الذي جرى وجري وحدث ويحدث؟ هل يعتذر الأبناء العاقون ؟ هل يعتذر الزمن الذي تغيرت نفوس أهله وتبدلت أخلاق ناسه؟
هل يعتذر لك القانون الذي يأكل ولا يطعم ويشرب ولا يسقي؟ هل يعتذر لك القاضي الذي يعرف طهرك غير أن معرفته لا تكفي؟ هل يعتذر لك رجل الأمن الذي عهد صراحتك وصدقك فقبض عليلك بتهمة محبة الناس ؟
هل يعتذر لك من سلمك الخاتم وقال ها أنت مختار الحي؟ هل سيعتذر لك الخاتم الذي أسكنته قرب قلبك حرصاً منك عليه فلم يحرص عليك؟ من سيعتذر لك يا أبي؟؟؟!
إنه والدي الذي أدمنته مصاعب الحياة فأدمن الوقوف في وجهها رغم وَهن العظم منه واشتعال الرأس شيباً.
هو والدي مدرسة الصبر الأولى, هذه المدرسة التي ينهل من نبعها كل وارد فيصدر وقد ارتوى .
هو والدي الذي جرب الحياة بحلاوتها ومرارتها, عجنتها الأيامُ فخبزها معرفةً ودرايةً غير أن للقدر ما يريد ولا راد لقضاء الله سوى الله.
كان قدره بعد أن تجاوز الستين من العمر أن يصبح مختاراً للحي الذي يقطن فيه, فرصة جاءته على طبق من ذهب يقتل من خلالها ساعات النهار الذي أصبح طويلاً جداً بعد أن أُحيل على التقاعد فجاءت (المخترة) لتكون سلوته .
والدي هذا الذي بلغ من العمر ما بلغ ما اعتاد أن يقول لطالب حاجة لا فكيف وهو الآن يمتلك خاتماً رسمياً يقضي من خلاله حوائج الناس و يفرج عنهم كرباتهم.
(( أبي ستدفع عاجلاً وآجالاً ثمن نخوتك وطيبتك وشهامتك )).
أبي كل ورقة ستختمها ستكون جواز سفر وبطاقة دخول إلى ما لا تشتهي وما لا تحب. (( هكذا هي القوانين)) . أبي هم الذي يفتحون أبواب الوقوع في الخطأ وهم الذي يخطئون وهم من يستفيد من هذه الأخطاء وأنت وحدك ستدفع ثمن كل هذا.
يا سيدي و يا والدي! ما عادت الأيام كما كانت وما عاد الناس كما كانوا. لقد ضاعت الأمانة وضاع الآمان.
ذات يوم كانت كلمة الرجل صكاً موثوقاً به, إذا قال أحدهم صدق ,إذا عاهد أوفى وإذا أؤتمن أدى. لكنهم اليوم تغيروا وتغيروا وغيروا, فما عاد لكلام الكثيرين أية قيمة فمعظمهم يعاهد ليخلف وعده ويؤتمن ليخون أمانته وووووووووو........
أبي! لقد خدعوك حين ابتسموا فظننتهم قادمين من ذلك الماضي الجميل, آتين من الأيام السالفة الحلوة. هؤلاء هم أبناء هذا العصر, وما أدراك ما هذا العصر؟! ومن هم الأبناء؟! يقولون ويقولون ولا يفعلون إلا ما يخزي ويخجل ويجلب العار.
والدي من سيعتذر لك عن كل الذي جرى وجري وحدث ويحدث؟ هل يعتذر الأبناء العاقون ؟ هل يعتذر الزمن الذي تغيرت نفوس أهله وتبدلت أخلاق ناسه؟
هل يعتذر لك القانون الذي يأكل ولا يطعم ويشرب ولا يسقي؟ هل يعتذر لك القاضي الذي يعرف طهرك غير أن معرفته لا تكفي؟ هل يعتذر لك رجل الأمن الذي عهد صراحتك وصدقك فقبض عليلك بتهمة محبة الناس ؟
هل يعتذر لك من سلمك الخاتم وقال ها أنت مختار الحي؟ هل سيعتذر لك الخاتم الذي أسكنته قرب قلبك حرصاً منك عليه فلم يحرص عليك؟ من سيعتذر لك يا أبي؟؟؟!