ماجد الذيبان
03-06-2010, 12:19 AM
كنت أهرب الى الشرفة في صباح كل يوم لأنفض ما تبقى من خدر البارحه
هناك على طاولة كنت قد وضعتها في الشرفة
ينزل قمر البارحة ليستحيل قمحاً
خُبزَ على شكل قرص لفّعتهُ حرارة تنور أمي
هكذا في كل صباح التهم قمر البارحه
هكذا يتحول لحم القمر الى خبز
و أصبح أنا يهودا الخائن بعد أن أكلت لحم يسوع
الليل خبزاً و شربت دمه قهوة
و أغتسل بصوت فيروز من خطيئة النوم
كنت أكتب أحلامي في لفافات و أعلقها على أغصان شجرة الزيزفون
المطلة على شرفتي تماماً ككاهن بوذي يعلق أمانيه في دواليب معابد بوذا
لحظة دقيقة
أول شي بيتنا ما فيه شرفة حنا عندنا " دريشة" بس شرفة ما عندنا
ثانياً أمي ما عندها تنور ;) .. اللي عندنا فرن و خبزنا نشترية من البقالة
و بعدين شجرة الزيزفون عمري ما شفتها .. ما عندنا في الحوش الا نخلة وحده و عمري ما شفت حوش سعودي فيه شجرة زيزفون كل اللي نزرعه في حوشتنا يا نخل يا شجر كنار
أما القهوة عمري ما شربتها في الصباح
و اذا حبيت أمخمخ كلها كاسة شاي في قلاس جبن
أما فيروز صراحة ما عندي وقت أسمعها
يدوب ألحق على محل كبدة حاشي لزوم فطور الزملاء.. عمرك شفت واحد ياكل كبدة حاشي مع الصبح و يسمع فيروز؟ ما تركب
.. فيروز يبيلها زاتونات مع زعطر مو كبده حاشي
أنا توني عرفت ليه أفلاطون كان ناوي يمنع الشعراء من دخول مدينته
مع أحترامي للشعراء ألا أن هذا العصر هو عصر النثر..
لسبب بسيط أن النثر هو لغة العقل و الشعر لغة الزيف و الكهانه أي لغه اللامعقول
في الماضي كان الشعراء يدعون أن شرعيتهم تتأتى من معرفتهم للنفس البشريه و لكن في عصر علم النفس هل نحتاج للشاعر ليخبرنا عن النفس البشريه؟
يرى أفلاطون أن الشعراء يلبسون الباطل لباس الحق بتحويرهم لمعاني المفردات و المبالغه. و ادعاء المعرفة الباطنية
تقرأ كلام لا يُفهم فيقال لك المعنى في بطن الشاعر و يُراد لك أن تقتنع
يدافع محبي الشعر بأن الشاعر و إن لم يقول الحقيقه فهو على الأقل يعبر عن خلجات نفسه و عواطفها بشكل ساحر حري بنا أن نشاطره في رحلته النفسانية تلك..
طيب اذا الدعوه دعوه خلجات و عواطف و فيض نفساني ذاتي.. مو الأولى أني أصغي لخلجاتي أنا؟ أوليست أحلامي هي ايضاَ حديث نفساني يستخدم لغة الرمز و الإيحاء و المبالغة
و بذلك تكون أحلامي أكثر صدقاً و أغنى تجربة لي؟ فما بال الشعراء يريدون لنا أن نقدم تجاربهم النفسانيه على تجاربنا؟
منطق الشعراء هو السفسطه القائم على البلاغة. ليس له علاقة بالتجارب الإنسانيه و لا يُفضي الى معرفة إنسانية
فكم من شاعر و صف خوف الجنود و شجاعة القادة وهو لم يشهد قط المعركه
أنا شخصيا مش ضد الشعر أنا ضد دجل الشعر ضد تقديسه ضد أسبقيته على باقي الفنون أو أجناس الأدب
مقولة أن النص الشعري حديث اللاوعي هي مقولة مغلوطه لم يقل بها الشعراء السابقين حتى أبدع التحليل النفسي الفرويدي " اللاوعي"
و من حينها تشبث بها الشعراء كطوق نجاة بعد أن تراجع النص الشعري ليعلن الشعراء تفردهم و تميزهم من جديد.
كان الشعراء يكسبون تميزهم عندما كانت اللغة الرمزيه و الإيحائيه هي لغة الحقيقة. فالإنسان فسر كل مافي الكون على أنه رموز للحقيقه
كانت الطبيعه مكتوبه بلغه رمزيه. أعتاد الأنسان على أن يعتبر كل شيء رمز يخفي ورائه الحقيقه. كانت الحقيقه مواربه متستره فالكون شفره لا يملك حلها سوى مرهفي الحس
هنا برزت الكهانه. فالكاهن ينظر في الكون و يقرأ الرموز و يتنبأ الحقيقه. و هنا ارتباط الكهانه بالسجع و الكنايه و التشبيه و الإيحاء. كانت هناك وحدانيه كونيه كل شيء يفضي الى شيء عالم متصل من الرموز
فمصير الأرض مرتبط بما يحدث في السماء. تمتلك اللغه نفس هذة البنيه فاللغه هي كلمات و الكلمات رموز لإشياء و الكون يطبع سره في كل شيء فالجزء يحمل تكوين الكل
و لا عجب أذا ما قرأنا بأن الأنسان هو عالم صغير يماثل العالم الاكبر كيف لا ف"فيه أنطوى العالم الأكبر"
و اذا ما أردنا أن نبحر في عمق الكون فما علينا ألا ان نبحر في الذات الإنسانيه فرؤيه في منام قد تتضمن مصير صاحبها ولكن ليس كل أنسان يستطيع أن يملك حل رمزيه الحلم و هنا يأتي دور الكاهن.
و لا عجب أذا ما أكتسبت الكلمة قوه سحريه طالما أن اللغه هي أيضا عالم أنطوى فيه العالم الأكبر
فالانسان آمن بأن أسماء الأشياء ليست فقط رموز لما تعنيه بل هي ايضا حقيقه ما تعنيه. ألم يدعي كل قوم بأن لغتهم من عند الله؟ الأسم يملك حقيقه مُسماه. فحين يعلم الساحر أسم الشخص أو أسم أمه فهو قادر على إذائه.
يقول أرسطو " مالا يوجد في اللغه ليس له وجود" أي مالا أسم له فلا وجود له.
أقترنت الأسماء بالأسرار و المعرفه
و علم آدم الأسماء كلها
لا عجب أن يطلب الله من ملائكته السجود لآدم بعد أن علمه الأسماء.
و لكن قبيل القرن التاسع عشر تغيرت نظره الإنسان للكون فلم يعد مكتوب بلغه الرمز أو اللغه
الكون الآن مكتوب بلغه الحساب كما قال جالليو لغه الحساب هي مفتاح الكون حتى الأنسان تحول الى ميكانيكا بالنسبه لديكارت فلم يعد اللغز الذي أنطوى فيه العالم الأكبر
حتى أتت الوضعيه العلميه لتشكك باللغه. فاللغه لم تعد جديره بأن تكتب العلم لم يعد العلم يحتاج لكلمات فالعلم الآن يحتاج الى المنطق في اقصى تجريد و الى الرموز الرياضيه
أصبح الشاعر غريباً يعيش في كون كتب بلغه غريبه عنه لا يفهمها أصبح العالِم الفيزيائي و الرياضي
هو كاهن الحقيقه. حتى أتى فرويد بإكتشاف اللاوعي هنا وجد الشاعر فرصه لسحب البساط و استعاده قداسته في معبد الثقافه
أدعى الشعراء أنهم الكهنه مالكي مفاتيح عالم اللاوعي و هو أدعاء باطل فالأسطوره و الحلم هما مفتاح اللاوعي وليس الشعر ففرويد أكتشف اللاوعي في الحلم و الإسطوره وليس في الشعر
لم يعد الشعر سيد الفنون بل تراجع و لذلك كان القرن العشرين هو قرن الروايه وليس القصيده. لا أريد أن انفي الشعر و الشعراء ولكن أريد أن يأخذو أماكنهم الحقيقيه في الثقافه
هناك على طاولة كنت قد وضعتها في الشرفة
ينزل قمر البارحة ليستحيل قمحاً
خُبزَ على شكل قرص لفّعتهُ حرارة تنور أمي
هكذا في كل صباح التهم قمر البارحه
هكذا يتحول لحم القمر الى خبز
و أصبح أنا يهودا الخائن بعد أن أكلت لحم يسوع
الليل خبزاً و شربت دمه قهوة
و أغتسل بصوت فيروز من خطيئة النوم
كنت أكتب أحلامي في لفافات و أعلقها على أغصان شجرة الزيزفون
المطلة على شرفتي تماماً ككاهن بوذي يعلق أمانيه في دواليب معابد بوذا
لحظة دقيقة
أول شي بيتنا ما فيه شرفة حنا عندنا " دريشة" بس شرفة ما عندنا
ثانياً أمي ما عندها تنور ;) .. اللي عندنا فرن و خبزنا نشترية من البقالة
و بعدين شجرة الزيزفون عمري ما شفتها .. ما عندنا في الحوش الا نخلة وحده و عمري ما شفت حوش سعودي فيه شجرة زيزفون كل اللي نزرعه في حوشتنا يا نخل يا شجر كنار
أما القهوة عمري ما شربتها في الصباح
و اذا حبيت أمخمخ كلها كاسة شاي في قلاس جبن
أما فيروز صراحة ما عندي وقت أسمعها
يدوب ألحق على محل كبدة حاشي لزوم فطور الزملاء.. عمرك شفت واحد ياكل كبدة حاشي مع الصبح و يسمع فيروز؟ ما تركب
.. فيروز يبيلها زاتونات مع زعطر مو كبده حاشي
أنا توني عرفت ليه أفلاطون كان ناوي يمنع الشعراء من دخول مدينته
مع أحترامي للشعراء ألا أن هذا العصر هو عصر النثر..
لسبب بسيط أن النثر هو لغة العقل و الشعر لغة الزيف و الكهانه أي لغه اللامعقول
في الماضي كان الشعراء يدعون أن شرعيتهم تتأتى من معرفتهم للنفس البشريه و لكن في عصر علم النفس هل نحتاج للشاعر ليخبرنا عن النفس البشريه؟
يرى أفلاطون أن الشعراء يلبسون الباطل لباس الحق بتحويرهم لمعاني المفردات و المبالغه. و ادعاء المعرفة الباطنية
تقرأ كلام لا يُفهم فيقال لك المعنى في بطن الشاعر و يُراد لك أن تقتنع
يدافع محبي الشعر بأن الشاعر و إن لم يقول الحقيقه فهو على الأقل يعبر عن خلجات نفسه و عواطفها بشكل ساحر حري بنا أن نشاطره في رحلته النفسانية تلك..
طيب اذا الدعوه دعوه خلجات و عواطف و فيض نفساني ذاتي.. مو الأولى أني أصغي لخلجاتي أنا؟ أوليست أحلامي هي ايضاَ حديث نفساني يستخدم لغة الرمز و الإيحاء و المبالغة
و بذلك تكون أحلامي أكثر صدقاً و أغنى تجربة لي؟ فما بال الشعراء يريدون لنا أن نقدم تجاربهم النفسانيه على تجاربنا؟
منطق الشعراء هو السفسطه القائم على البلاغة. ليس له علاقة بالتجارب الإنسانيه و لا يُفضي الى معرفة إنسانية
فكم من شاعر و صف خوف الجنود و شجاعة القادة وهو لم يشهد قط المعركه
أنا شخصيا مش ضد الشعر أنا ضد دجل الشعر ضد تقديسه ضد أسبقيته على باقي الفنون أو أجناس الأدب
مقولة أن النص الشعري حديث اللاوعي هي مقولة مغلوطه لم يقل بها الشعراء السابقين حتى أبدع التحليل النفسي الفرويدي " اللاوعي"
و من حينها تشبث بها الشعراء كطوق نجاة بعد أن تراجع النص الشعري ليعلن الشعراء تفردهم و تميزهم من جديد.
كان الشعراء يكسبون تميزهم عندما كانت اللغة الرمزيه و الإيحائيه هي لغة الحقيقة. فالإنسان فسر كل مافي الكون على أنه رموز للحقيقه
كانت الطبيعه مكتوبه بلغه رمزيه. أعتاد الأنسان على أن يعتبر كل شيء رمز يخفي ورائه الحقيقه. كانت الحقيقه مواربه متستره فالكون شفره لا يملك حلها سوى مرهفي الحس
هنا برزت الكهانه. فالكاهن ينظر في الكون و يقرأ الرموز و يتنبأ الحقيقه. و هنا ارتباط الكهانه بالسجع و الكنايه و التشبيه و الإيحاء. كانت هناك وحدانيه كونيه كل شيء يفضي الى شيء عالم متصل من الرموز
فمصير الأرض مرتبط بما يحدث في السماء. تمتلك اللغه نفس هذة البنيه فاللغه هي كلمات و الكلمات رموز لإشياء و الكون يطبع سره في كل شيء فالجزء يحمل تكوين الكل
و لا عجب أذا ما قرأنا بأن الأنسان هو عالم صغير يماثل العالم الاكبر كيف لا ف"فيه أنطوى العالم الأكبر"
و اذا ما أردنا أن نبحر في عمق الكون فما علينا ألا ان نبحر في الذات الإنسانيه فرؤيه في منام قد تتضمن مصير صاحبها ولكن ليس كل أنسان يستطيع أن يملك حل رمزيه الحلم و هنا يأتي دور الكاهن.
و لا عجب أذا ما أكتسبت الكلمة قوه سحريه طالما أن اللغه هي أيضا عالم أنطوى فيه العالم الأكبر
فالانسان آمن بأن أسماء الأشياء ليست فقط رموز لما تعنيه بل هي ايضا حقيقه ما تعنيه. ألم يدعي كل قوم بأن لغتهم من عند الله؟ الأسم يملك حقيقه مُسماه. فحين يعلم الساحر أسم الشخص أو أسم أمه فهو قادر على إذائه.
يقول أرسطو " مالا يوجد في اللغه ليس له وجود" أي مالا أسم له فلا وجود له.
أقترنت الأسماء بالأسرار و المعرفه
و علم آدم الأسماء كلها
لا عجب أن يطلب الله من ملائكته السجود لآدم بعد أن علمه الأسماء.
و لكن قبيل القرن التاسع عشر تغيرت نظره الإنسان للكون فلم يعد مكتوب بلغه الرمز أو اللغه
الكون الآن مكتوب بلغه الحساب كما قال جالليو لغه الحساب هي مفتاح الكون حتى الأنسان تحول الى ميكانيكا بالنسبه لديكارت فلم يعد اللغز الذي أنطوى فيه العالم الأكبر
حتى أتت الوضعيه العلميه لتشكك باللغه. فاللغه لم تعد جديره بأن تكتب العلم لم يعد العلم يحتاج لكلمات فالعلم الآن يحتاج الى المنطق في اقصى تجريد و الى الرموز الرياضيه
أصبح الشاعر غريباً يعيش في كون كتب بلغه غريبه عنه لا يفهمها أصبح العالِم الفيزيائي و الرياضي
هو كاهن الحقيقه. حتى أتى فرويد بإكتشاف اللاوعي هنا وجد الشاعر فرصه لسحب البساط و استعاده قداسته في معبد الثقافه
أدعى الشعراء أنهم الكهنه مالكي مفاتيح عالم اللاوعي و هو أدعاء باطل فالأسطوره و الحلم هما مفتاح اللاوعي وليس الشعر ففرويد أكتشف اللاوعي في الحلم و الإسطوره وليس في الشعر
لم يعد الشعر سيد الفنون بل تراجع و لذلك كان القرن العشرين هو قرن الروايه وليس القصيده. لا أريد أن انفي الشعر و الشعراء ولكن أريد أن يأخذو أماكنهم الحقيقيه في الثقافه