ماجد الذيبان
03-18-2010, 05:47 PM
يستيقظ الرائد كوفيليوف ليجد أن أنفه قد اختفى
دون أن يعطي كاتب الرواية السيد نوكولاي قوقول أي سبب لاختفاء أنف بطل روايته
في الفصل الثاني من الرواية يواجه السيد كوفيليوف أنفه في إحدى الكنائس
و يحاول استعادته ولكن أنفه الآن أعلى منه رتبة عسكرية و يرفض الرجوع إلية
بغض النظر عن نهاية الرواية و الأحداث الغريبة التي تتخللها فأن فكرة أن يسقط أنفي أو يختفي ليطور عقلاً و شخصية و هوية خاصة به أمر يهددني بالتلاشي
من وجد في مغامرة البحث عن أنف مفقود فكرة سخيفة فعلية أن يعيد النظر في قيمة الأنف
بالنسبة للهوية
فالأنف لعب دور مهم في تاريخ أعرق حضارتين على وجه الأرض
و بالتحديد أنف كليوباترا / يقول باسكال "
لو أن أنف كليوباترا كان أقصر بقليل لتغير وجه التاريخ" في إشارة لوقوع يوليوس قيصر و مارك أنتوني في حبها
الأنف يرمز للحدس و التوقع و الطموح و الكبرياء " فأنف القوم" هو سيدهم
و ربما لهذا السبب يعلن صغار الرجال عن خضوعهم و توددهم للكبار بتذلل أنوفهم و توددها لأنوف الآخرين
و العرب تقول " رغم أنفه" أي جبراً و رغماً عنه
و لا عجب أن يمثل الأنف الفحولة / فالفحولة يمثلها البروز و من هنا شاع عند العوام أن ضخامة الأنف تشي بفحولة زائدة
ديكارت و الأنف و وجودي
يشك ديكارت ( الفيلسوف الفرنسي و أبو الرياضيات الحديثة)
بمعرفتنا للعالم من حولنا عن طريق الحواس
فالحواس قد تكذب و نتيجة لمذهب الشك يخلص ديكارت بأن المادة موجودة في صورة امتداد و ينفي عن جوهرها كل صفة تُدرك بالحواس
و هكذا هو ينفي عن المادة خواصها الفيزيائية ما عدا خاصية الامتداد بتعبير آخر ما يشغل الفراغ بأبعاده الثلاث ( طول/ عرض/ ارتفاع)
ولأننا كائنات تسعى لتحقيق وجودنا كما تبشر وجودية سارتر
فأننا نريد أن نحقق أكثر امتداد ممكن
و هل حلم الخلود الذي راود الإنسان سوى امتداد في الزمن؟
و هل الإقطاع سوى امتداد في الأرض ينفي امتداد الضعفاء و الفلاحين؟
وهل الفناء و الموت و الزوال ما هو إلا زوال هذا الامتداد؟
ما هو إلا زوال فراغ كنت أملؤه ؟
ولذلك فأن أي تهديد لوجودي هو تهديد لامتدادي
وربما لهذا السبب أجد أنوف الآخرين تستفزني تثير في مشاعر العداء و الاشمئزاز
هذا البروز في وجه من يقابلني يمثل بادرة بالتعدي
أنه يتقدم نحوي كصنبور يريد أن يسكب الآخر في فراغي
هكذا يقتحم الأنف محيطي ككشاف يسبر أي صدع أو شرخ أو شق في كياني ليحشر أنفه بداخله
أن الأنف ببروزه و بامتداده الشاذ بعيداً عن الوجه هو توق الآخر للامتداد نحوي
و بما أن امتدادي يصطدم بالآخر فأن أمكانية تحقيق وجودي تقف عند أنوف الآخرين فأشعر برغبة في كسر أنوفهم
ربما لهذا السبب وجدت ثقافتنا حل ذكي يحقق رغبة لا واعية فبما أن وجود الأبناء يتوقف عند أنوف الآباء فليس هناك من بد إلا بتقبيلها و التظاهر باحترامها
و لكن القبلة هي رمز لرغبة التهام الآخر إنها طقس مخفف لعادة بشرية وحشية هي أكل لحوم من نحب
و من نحبه قد نكرهه كما يقول فرويد/ أننا نُقبّل أنف كل من يهدد وجودنا. أنه نفاق ذكي نظهر فيه احترام من نُقبّله و نخفي في نفس الوقت رغبتنا بزواله
دون أن يعطي كاتب الرواية السيد نوكولاي قوقول أي سبب لاختفاء أنف بطل روايته
في الفصل الثاني من الرواية يواجه السيد كوفيليوف أنفه في إحدى الكنائس
و يحاول استعادته ولكن أنفه الآن أعلى منه رتبة عسكرية و يرفض الرجوع إلية
بغض النظر عن نهاية الرواية و الأحداث الغريبة التي تتخللها فأن فكرة أن يسقط أنفي أو يختفي ليطور عقلاً و شخصية و هوية خاصة به أمر يهددني بالتلاشي
من وجد في مغامرة البحث عن أنف مفقود فكرة سخيفة فعلية أن يعيد النظر في قيمة الأنف
بالنسبة للهوية
فالأنف لعب دور مهم في تاريخ أعرق حضارتين على وجه الأرض
و بالتحديد أنف كليوباترا / يقول باسكال "
لو أن أنف كليوباترا كان أقصر بقليل لتغير وجه التاريخ" في إشارة لوقوع يوليوس قيصر و مارك أنتوني في حبها
الأنف يرمز للحدس و التوقع و الطموح و الكبرياء " فأنف القوم" هو سيدهم
و ربما لهذا السبب يعلن صغار الرجال عن خضوعهم و توددهم للكبار بتذلل أنوفهم و توددها لأنوف الآخرين
و العرب تقول " رغم أنفه" أي جبراً و رغماً عنه
و لا عجب أن يمثل الأنف الفحولة / فالفحولة يمثلها البروز و من هنا شاع عند العوام أن ضخامة الأنف تشي بفحولة زائدة
ديكارت و الأنف و وجودي
يشك ديكارت ( الفيلسوف الفرنسي و أبو الرياضيات الحديثة)
بمعرفتنا للعالم من حولنا عن طريق الحواس
فالحواس قد تكذب و نتيجة لمذهب الشك يخلص ديكارت بأن المادة موجودة في صورة امتداد و ينفي عن جوهرها كل صفة تُدرك بالحواس
و هكذا هو ينفي عن المادة خواصها الفيزيائية ما عدا خاصية الامتداد بتعبير آخر ما يشغل الفراغ بأبعاده الثلاث ( طول/ عرض/ ارتفاع)
ولأننا كائنات تسعى لتحقيق وجودنا كما تبشر وجودية سارتر
فأننا نريد أن نحقق أكثر امتداد ممكن
و هل حلم الخلود الذي راود الإنسان سوى امتداد في الزمن؟
و هل الإقطاع سوى امتداد في الأرض ينفي امتداد الضعفاء و الفلاحين؟
وهل الفناء و الموت و الزوال ما هو إلا زوال هذا الامتداد؟
ما هو إلا زوال فراغ كنت أملؤه ؟
ولذلك فأن أي تهديد لوجودي هو تهديد لامتدادي
وربما لهذا السبب أجد أنوف الآخرين تستفزني تثير في مشاعر العداء و الاشمئزاز
هذا البروز في وجه من يقابلني يمثل بادرة بالتعدي
أنه يتقدم نحوي كصنبور يريد أن يسكب الآخر في فراغي
هكذا يقتحم الأنف محيطي ككشاف يسبر أي صدع أو شرخ أو شق في كياني ليحشر أنفه بداخله
أن الأنف ببروزه و بامتداده الشاذ بعيداً عن الوجه هو توق الآخر للامتداد نحوي
و بما أن امتدادي يصطدم بالآخر فأن أمكانية تحقيق وجودي تقف عند أنوف الآخرين فأشعر برغبة في كسر أنوفهم
ربما لهذا السبب وجدت ثقافتنا حل ذكي يحقق رغبة لا واعية فبما أن وجود الأبناء يتوقف عند أنوف الآباء فليس هناك من بد إلا بتقبيلها و التظاهر باحترامها
و لكن القبلة هي رمز لرغبة التهام الآخر إنها طقس مخفف لعادة بشرية وحشية هي أكل لحوم من نحب
و من نحبه قد نكرهه كما يقول فرويد/ أننا نُقبّل أنف كل من يهدد وجودنا. أنه نفاق ذكي نظهر فيه احترام من نُقبّله و نخفي في نفس الوقت رغبتنا بزواله