عبد الله العُتَيِّق
04-23-2010, 10:36 PM
حين يحمل الإنسان فكراً، و يحدوه لنشره أملٌ، فهو في صواعقِ الحوار، و لواعج النفسِ، و مباهج الأُفق، لكن أن تواتيه فرصةٌ للبوحِ، و حَيْنةُ فرصةٍ للحديثِ، و مُكنةٌ في الكتابةِ، بحرفٍ عريضِ المعنى مقروء، وصوتٍ فخيمِ العَرْضِ مسموع، حتى يصل المرادُ لِجُلِّ الناسِ على بُعد الأمداءِ. ليس شيئاً غريباً هذا، فهو من لوازمِ الشأن، فإن كان القائمُ بأمر الفكرِ ذو مبدأ و رسالة كانت فيه قوة الاحتمال، و إن لم يكن فليس له إلا أن يكون مُبعداً عنها مَقصياً.
إن كان في ذلكَ فهو مهيئٌ لأمرٍ لم يكن أحدٌ له مهيئاً قبلُ، لأن المكارمَ لا تكون لأهل الدنايا، " والله أعلم حيث يجعل رسالته"، عندها ستكون القوة الكونية لأرباب الفكرِ مع القوة الإيمانية بالفكرِ عواضدُ للشخص القائم بالأمر، و لا يتركانه أبدا، و بعضُ الترْك لا يُحسب، حتى يأتيَ على ما أراد بالانتهاءِ، و يُبلَغ رسالةَ الفكرِ التي آمنَ بها، و لكن لا يكون ذلك إلا بعد تحققه بالصدق لما يُنادي به، أو يدعو إليه، ومتى تنكّبَ الصدقَ، أو نأى عنه، أو عمل بخلافِ ما يُنادي به فإنه يدعو ثبور الخذلان على دعوته، و يأتي بويل الخسران على رسالته، حيث النُّصرةُ لمن صدق، و الأمام لمن سبق، و السَّبْقُ بالصدق.
قانون الكونِ مع أصحاب الأفكار و المبادئ، من الأنبياء و الحكماء و سائر المصلحين، لأنهم متميزون بالصدقِ لما يدعون إليه، و يتصفون بالمرونة لما يؤمنون به، لذلك فإنَّ حقَّهم على التاريخ أن يُبقيَ أمرَهم، و يحفظ ذكرهم، و يُخلد ذكرهم، كحقٍّ لصاحبٍ صدَقَ في شيءٍ اعتقده، و بعد ذلك يكون ما أتى به و نادى له على أرض الحوار و التمحيص، فيخلُد الصحيح و يُبلَّد الرجيح، و يبقى ما ينفع الناس، و الزبد يذهب جُفاءً و هباءً.
تلكَ رؤيةٌ مأخوذة كوامنُ كنائنِ أسرارِها من أعماقِ أحوال المصلحين الذين نهضوا بالأمم و المجتمعات، فليست من خبيئة الفكرِ و لا من بطينةِ الرأي، يَدريها من يَحملُ فكراً ليبني لنفسه خلوداً في جيلٍ يتوارثُ سرَّ فكرِه، متجرداً من ضبْطِ الفكرِ بشخصٍ آفلٌ نجمه، و زائلٌ رسمه، بل يضبط الوصل بالاتصالِ في جوهرِ المعنى، دونَ مظهر المبنى، فلا خلود إلا للجواهر، و لا بقاءَ إلا للحقائق.
_ عذراً، فلا اتِّسَاقَ، حيثُ هو بَوحُ عفوِ خاطرٍ بلا سَاقٍ و لا ساقٌ.
إن كان في ذلكَ فهو مهيئٌ لأمرٍ لم يكن أحدٌ له مهيئاً قبلُ، لأن المكارمَ لا تكون لأهل الدنايا، " والله أعلم حيث يجعل رسالته"، عندها ستكون القوة الكونية لأرباب الفكرِ مع القوة الإيمانية بالفكرِ عواضدُ للشخص القائم بالأمر، و لا يتركانه أبدا، و بعضُ الترْك لا يُحسب، حتى يأتيَ على ما أراد بالانتهاءِ، و يُبلَغ رسالةَ الفكرِ التي آمنَ بها، و لكن لا يكون ذلك إلا بعد تحققه بالصدق لما يُنادي به، أو يدعو إليه، ومتى تنكّبَ الصدقَ، أو نأى عنه، أو عمل بخلافِ ما يُنادي به فإنه يدعو ثبور الخذلان على دعوته، و يأتي بويل الخسران على رسالته، حيث النُّصرةُ لمن صدق، و الأمام لمن سبق، و السَّبْقُ بالصدق.
قانون الكونِ مع أصحاب الأفكار و المبادئ، من الأنبياء و الحكماء و سائر المصلحين، لأنهم متميزون بالصدقِ لما يدعون إليه، و يتصفون بالمرونة لما يؤمنون به، لذلك فإنَّ حقَّهم على التاريخ أن يُبقيَ أمرَهم، و يحفظ ذكرهم، و يُخلد ذكرهم، كحقٍّ لصاحبٍ صدَقَ في شيءٍ اعتقده، و بعد ذلك يكون ما أتى به و نادى له على أرض الحوار و التمحيص، فيخلُد الصحيح و يُبلَّد الرجيح، و يبقى ما ينفع الناس، و الزبد يذهب جُفاءً و هباءً.
تلكَ رؤيةٌ مأخوذة كوامنُ كنائنِ أسرارِها من أعماقِ أحوال المصلحين الذين نهضوا بالأمم و المجتمعات، فليست من خبيئة الفكرِ و لا من بطينةِ الرأي، يَدريها من يَحملُ فكراً ليبني لنفسه خلوداً في جيلٍ يتوارثُ سرَّ فكرِه، متجرداً من ضبْطِ الفكرِ بشخصٍ آفلٌ نجمه، و زائلٌ رسمه، بل يضبط الوصل بالاتصالِ في جوهرِ المعنى، دونَ مظهر المبنى، فلا خلود إلا للجواهر، و لا بقاءَ إلا للحقائق.
_ عذراً، فلا اتِّسَاقَ، حيثُ هو بَوحُ عفوِ خاطرٍ بلا سَاقٍ و لا ساقٌ.