تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : " ليتني " .. ووجه يعصف في المساء


سحر الناجي
04-30-2010, 09:32 AM
http://www6.0zz0.com/2010/04/30/05/432053537.jpg (http://www.0zz0.com)



** ليتني .. ووجه يعصف في المساء

" ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا "
أنثني بقامتي فوق وجه الأرض وألثم بأصابعي جبين العتبة التي اجتاحتها نسمات ثائرة لألتقط أوراق تناثرت من يدي .. وتبعثرت ..
السماء تعبس اللحظة بغيوم تقمصت كوجه للغضب . وعلى جدار الأفق توارى سرب من النوارس في ضباب كان يلتقم بوادر الرحيل .. طير فقط يتوه عن أقرانه وييم تحليقه صوب المجهول .طير وحيد .. هزيل يتعثر بحقيبة هروبه .. ولا يدل الطريق .. طير وغصة تعالت من أتون ذاتي ثم توقفت تتلبد على مشارف صدري ..فأتنهد ..
كان الصياد في البعيد يلملم شباكه منكس الطرف حزين لنضوب الحظ على حافة الميناء, والموج قد ثار زبده صارخآ في سكون الشاطئ .. وتجهم يرتسم على جبين الكون .. وفزع .. وذلك القادم من الغرب كالويل يتلثم بالعتمة ويزرع في حضوره المستبد على أزقة المدينة بظلال سوداء .. أما الفتية الذين صفعوا الرمال بأقدامهم الحافية .. ونحتوأ على الشاطي بخطى عبثهم , فقد أرعبتهم العاصفة المتجلية فوق هامة المدى .. فجمعوا أصدافهم .. وبقايا وجودهم ..وأخذوا يعّرّون المسافات من عبثهم ..ويتراكضون لواذا بأكواخ نصبت على التلال القريبة ..
ليل .. وألم .. ورياح تلفح وجهي الشاحب بالسقم , ليل .. وتيه يتمدد على وعيي .. فأرتجف ..
" ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا "
على الجانب الآخر من المدينة .. تحضرت القناديل للضوء .. فاستقامت الأعمدة صارمة في حلول الليل.. وفي الطريق .. كان ثمة رجل وامرأة .. يتضاحكان ويتسكعان على الرصيف المقابل للمبنى الشاهق.. كانا يتهامسان ويعانقان المدينة بلواعج الغرام .. كانا يتمطيان فوق ناصية بدت نهاية لرحلتهما المسائية .. وقبل أن يختفيا في بوابة المبنى الكبيرة .. عبرا بجانب بائع الزهور , فتوقف الشاب , وأخرج من جيبه أوراق مالية ثم أعطاها للرجل الكهل .. وانتقى باقة من الزهور وأهداها إلى إمرأته التي انتشت فرحا .. وهي تضم الورود إلى وجهها وتشمها بسعادة ..
" ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا "
يجرجرني ذاك المتربص بقلبي إلى سرداب مغلق في أعماقي . و هناك ..في أحد الأركان المنسية , يستل الألم قيوده ويكبل شهقاتي .. هناك شرعت كل ذكرياتي الدفينة ونشرتها على أحداقي لوعة .. نظرت إلى أوراقي وجلة .. أقرأ للتو في سطور فوضوية على جبين الصفحة القديمة :

دموع .. تجأر بالسقوط
ملبدة على متن الجفن ..
معلقة بالمحجر الحزين ..
دموع .. ووانكماش .. وأنين
وطفلة , تتشبث بطرف الثوب البالي ..
وامرأة شاحبة القسمات .. لا تبالي
امرأة .. وشمعة .. تنفث في وهجها .. رياح المساء ..
كان الغصن الجاف يتتطلع للسماء ..
لكن الريح كسرته ..
ذرته في الدروب أشلاء ..
دموع .. كالعناء
إذ تنهمر وجعا ..
كثيفة .. زئبقية ..
مثل غصة قلبية
أو موت .. يتحضر للحلول ..
دموع .. لا تنحدر هونا ..
ولا يزجرها الألم .. أو يعثرها هطول
كورقة .. تعثرت في وجه المدى .
هي أحزاني .. وصخب الصدى
و .....
توقفت الكلمات هنا .. لما لم أكملها ..؟
وتذكرت .. تذكرت وجهك .. وعطرك .. وابتسامتك التي جعلتني ذات هيام أقف على أطراف الوجود كأنني تملكت العالم في حضرتك , في ذلك الصباح .. قرأت عن امرأة أرملة تعيل ابنتها اليتيمة ولا معين لها غير الله , امرأة تجوب الطرقات بحثا عن قوت يومها .. لهذا تجمعت سحب الهم في عيني .. كنا قد تشاجرنا للتو , وكان النهار يبدو على غير عادته منغصا .. فكتبت هذه .. ولم أكف , نعم أيها الملثم بانسكاب الروعة .. تذكرت حتى حين أقصيتك من عمري , قلت نادما:
- أعلم أنك غاضبة .. ولا أقدر على أن تكوني كذلك .. أنا مقصر معكِ .. أقر ..
قلت تخنقني العبرة : أرجوك .. لا أريد نبش الألم .. دعني وشأني..
- أرجوكِ أنتِ .. لنبدأ من جديد .. ونعيد تفاصيل أيام تلونت بالسحر ..
- لا أستطيع ....
أجل .. لا أقدر على مجاراة قسوتك .. ولا على سخريتك التي كنت تشهرها في اشتياقي كفارس متغطرس لا يجيد سوى مقاتلة الأمل في نفسي العليلة.. لا .. لا أستطيع أن أجتر غيابك ولا مبالاتك .. ولا أن أغفو كل ليلة على انتظار يتربص بجلدي .. ويسطر في أجفاني بأحلام لن تتحقق ..أجل سيدي .. لا أستطيع ..
" ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا "
قلت تحاول التمسك بعرشك ملكآ متوجا على قلبي :
- هل نسيتيني ؟
- ربما ..
- أنا أستحق ذلك ..
ومضيت تجر أذيال قسوتك .. تشد إزارك الملطخ بغرورتزركش بالإنكسار ..وقبل أن تغيب .. همست بحزن :
- أنا آسف ..
وأنا أيضا ..أندم لأنني لم أتبين هطولك مليآ في حياتي .. غيثك الذي تعطر بالفرح حينا .. وفي أحيان أخرى ينتهى كتلك العاصفة التي تتحضر للإنقضاض على المدينة ..أعض على جرحي كي لا يتوقف نزفه .. فأنا رغم طعنتك الغائرة لا مناص أمامي من معانقة متعلقاتك .. أتشمم روائحك في الهواء .. أستعذب صدى ضحكتك المجلجلة .. أترنم حتى على تجهمك في هنيهات العتاب ..
أتبلل - فجأة - الآن بقطرات امتزجت بعبراتي الساخنة .. أرفع رأسي الملبد بالدوار .. وألهج بتمتمة نقشتها دوما على صوتي :
- أعني يا الله ..
أدلف الى غرفتي كي أنساك .. وأنى لي بذلك .. وأنت تسكن في مدني .. ودمي .. وأنفاسي .. أرتمي على فراشي منهكة .. وأجهش ببكاء مرير .. وأصيح :
- ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا

تحيتي

سعد المغري
04-30-2010, 10:58 AM
..

سحر الـ ناجي ..
تكبيتن حزنكِ موتكِ غيابه نسيانه
على شفة الـ غيم..
وبأاصابع الـ ضوء تعنونين سردكِ بـ ""لم أعش كما يليق"
مختلط هذا الـ نص ياسحر بالـ سحر والـ مطر ..
فـ أهلاً بكِ وبحرفكِ في أبعاد .

إغفاءة حلم
04-30-2010, 12:42 PM
ترسمين ياسحر الحرف .. في لوحة محسوسة جداً ..
في صورة قريبة جداً من العين ... ويلمسها القلب ..
لكِ قدرة في جعل الحرف حيّ .. ويتحرك في شعورٍ لا يعرف السكون أبداً ..

أهلاً بأصابعك المطلية بالألوان والمطر .. :)

وديع الأحمدي
04-30-2010, 01:51 PM
سحر الناجي ,
ولك من السِحْر البيان,
و من السَحَر الهدوء ,

غرقت بين الـ ليتني هذه , ذاك الوجه العاصف , في المساء ...


دمت بـ ود


تحاياي

نواف العطا
04-30-2010, 03:25 PM
سحر
أهلا وسهلا بك وبحضورك الرائع
لكلماتك نصيب كبير من إسمك لبيانها وهطولها الوافر
كتبتي فسلبتي الألباب وأدهشتي الحضور وأسرتي الذائقه
أسعدك الله ووفقك وأدام تواجدك العاطر

سحر الناجي
05-01-2010, 04:13 PM
الدهشة : ونسمات هبت من تمطي هذا المساء .. وأغرقتني نورا ..
امتناني بلاحدود .. يامن جعلت لحرفي روائح المطر .. وبياض السحر
بهي اللباقة .. سعد المغري
حضورك .. سبقته إطلالة رائعة نشرت بظلالها هاهنا ..
شكرا سيدي

****

سحر الناجي
05-01-2010, 04:20 PM
الصور يا اغفاءة حلم .. فضفاضة التلقي لكل الألوان والمعاني المتمركزة في الذاكرة المجهدة ..
وبين لون قاتم .. وحرف فضي .. نعلق على جدار الزمن بلوحة مبللة - ربما - بالابداع .. وشئ من الألم ..
ولكِ كذلك قدرة على رسم الفرح وأنت تحضرين غيمتك البيضاء لتسكب اللباقة ..
كوني دوما على ما يرام
مودتي

****

شجـن
05-01-2010, 04:20 PM
سحر ..قلمك فياض

باناقه يسكب المداد

ويسكب رونقا يداعب الروح

مودتي

بثينة محمد
05-01-2010, 04:22 PM
لوحة جميلة جدا .. جدا ..
لديك قدرة تصويرية فاتنة ..
غير أنني احترت في بعض الأجزاء .. أو أن النهاية كانت موقظة من صحوة الخيال أكثر من اللازم ..

أعلم بأن النثر ازدان بك :34: فمرحبا ..

مي العتيبي
05-01-2010, 06:37 PM
كل ّ شيء يقف ..
وتعبرين ياسحر
:
:
بارعه وخالقك
أهلا ً بك

عائشه المعمري
05-02-2010, 12:18 AM
قرأته مذ أن أدرج ..
والنص يعصب بي ، شطر الإبداع ..
ينمي في روحي الحرف
ويزيد شغفي به ،


أهلا بك ..

خنساء بنت المثنى
05-02-2010, 09:42 AM
حللتِ وجعاً يفوحُ عِطراً و وطئتِ نوراً ينبَثق من بين أسطرك أخيتي

ودي

http://www.up.qatarw.com/get-4-2010-3xnz9tvb.gif (http://www.up.qatarw.com)

أسمى
05-03-2010, 01:58 PM
أذِنَ الشعور للفِكرة بأن تُحلِّق وبادرتهُ بتساؤل
أنَّى ذلك وأنتَ الأجنحة _ عبارة طفت فوق رأسي كفُقاعة حين قرأت نصك.
:

سحر... مرَّات لاتُحصى تلك التي قُلتُ لنفسي فيها: هذه السحر أعرفها ولاأدري كيف.!

سحر الناجي
05-03-2010, 11:03 PM
وديع الأحمدي :
نشب العرفان تفاصيله في إدراكي خجلا .. لهذا الحضور المعطر بالروعة ..
ولك من الترحيب لباقة لا تليق إلا بك ..
وشكرا لن أكتبها هنا ..
بل سأضع لك بدلا عنها باقة تقدير .........
سلام سيدي

سحر الناجي
05-03-2010, 11:05 PM
وأهلا بأريج قد فاح بعبيره من ثنايا إطلالتك ..
ولترحيبك معاني نُسجت روعة من أبجديات اسمك الشامخ ..
نواف العطا ..
حضرت فأجدت العبور وعبقت بالبخور ..
عرفاني سيدي

سحر الناجي
05-03-2010, 11:11 PM
شجن ..
وثلة من نور أضاءت ها هنا وخلفت أثر كسراج زاهر على عشب " ليتني " ..
كأنت ِ .. حضوركِ صادحآ بالجمال ..
وقد اكتست تعابيرك بوشاح الجود الأبيض .....
مودتي

سحر الناجي
05-03-2010, 11:13 PM
بثينة محمد .. أيتها المتألقة حلولا ..
النهايات الموقظة من صحوة الخيال .. برأيي المتقزم تواضعا لعملقة بصمتك ..
خير من الإسراف في السرد الذي قد يفقد الجوهر بريقه ..
كلماتك شهد سال على أطراف نهمتي للنقد الرائع ..
وأعلم يقينا .. أن رؤى .. دوما زاهية بكِ ..
لروحك البهاء والصفاء
تقديري

سحر الناجي
05-03-2010, 11:16 PM
أوقفت كل شئ لأجل عبوركِ مي العتيبي ..
التحديق .. والدهشة .. وحتى خطوط الفرح التي تراءت على حواف مبسمي ..
ولو أمتلكت خفقان قلبي , لأوقفته كي يصفق لمرورك القصير العذب ..
لبقة .. ومن إذا أراد شيئا قال له كن فيكون ..
وبكِ

سحر الناجي
05-05-2010, 11:25 AM
هذه الزيادة في الشطر الأخير .. هي ما توجت بصمتي بالبهاء ..
كدبيب للنور يحبو على واحتي باستشراء الزهو ..
هومجيئكِ الذي يجدل في نفسي الغبطة .. حتى تتدلى ظفائر الفرح ..
لكِ مودتي عائشة .. وملونة بالامتنان ,,,

سحر الناجي
05-05-2010, 11:28 AM
قدمتِ بياضا ياخنساء ..
ونثرت عبيرا ألجم نطق الصباح ..
معانيك تراشقت على أحداقي بالخير .. وعذوبة النقاء ..
لقلبك الصفاء

سحر الناجي
05-05-2010, 11:33 AM
قيد ......

فقاعة فضية حملت تعابيرك إلي على جناح الروعة ..

ورغم رائحة الكسل النفاذة في يومي المطل على أرجوحة النهار ..

إلا أن انسامكِ اللبقة حلقت في حواسي ونثرت البخور ..

ربما .. قد تكون أرواحنا جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تنافر منها اختلف

شكرا يا بهية ..

سحر الناجي
05-14-2010, 12:53 AM
http://www6.0zz0.com/2010/05/13/13/680255337.jpg (http://www.0zz0.com)

ليتني .. وليلة استعصت على النقاء .
رحيلك بانسياب على ناصية مغرقة بالصمت .. دون أن تُخلَف ندبة , ليس سوى قبضة تتكور في هاجسي ..
تلصصتُ إلى الطريق وأنت تجر ظلك على الرصيف الأخرس ..
كانت الرياحين تنكس عطورها .. وينكسر رحيقها وهي تواري صوت المساء الحزين في شحوبها ..
كان الزمن يتسمر محلقآ ذاهلا .. ثم يلتفتُ إلى مؤنبآ ..
وحفنة دقائق في جعبته كأنها قذفت خارج دائرة الكون.. لم تستمر , وإنما باتت تسير إلى الوراء..
ليته كان حُلما .. أصحو منه على وجهك الباسم ..
ليتك .. لم تخط تلك الكلمات .." أميرتي" .. " ملهمتي" يا فارس الظلام ..
وليتني أخبرتك قبل أن تدس بقامتك في الغياب بلا عودة : كم أكره الرحيل ..
وأمقت قائمة تترصع بأرقام تتخايل حسنا ..
أجل .. رقمي كان في أعلاها ومزركش بخطوط حمراء ..
وها أنا أمزق ورقتك .. فامضِ راشدا ..

سحر الناجي
05-15-2010, 09:10 PM
http://www14.0zz0.com/2010/05/15/17/144427266.jpg (http://www.0zz0.com)


ليتني وشوق يتربص بقلبي الدوائر..
طفولتي - التي كانت تروقك في أمسياتنا المترفة بالفأل - ها هي تقضي نحبها في هزيع الفراق..
جسدها يتحلل إلى سكون وخواء .. ورفات عفن لم يكن يجرؤ على استوطان بقاعي قبل الآن ..
امنيتي تتلوى في خاطري ب (لو) ..و ( ليت ) .....
لو أنني جمعت رائحتك في وعاء فضي .. ووضعتها على رف ظاهر لذاكرتي ..
ليتني لملمت حديثك من المدى وغزلته دندنة ترفرف على روابي القاتمة ..
وتلك التقطيبة التي كنت ترمقني بها عند حلول الغضب .. بت أحن إليها , ألى حد الحلم بكونها محسوسة منك أتلمسها ..فيكفيني ..
ويحي .. بت أنسى ملامحك .. حتى صوتك الذي نُحت راسخآ على سمعي .. بدأ يذوي ويتلاشى ..
ومشيتك المتبخترة على أرصفة مدينتي .. ها هو ضباب وسواد يلفها حتى توشك على الأفول ..
ولا أنسى أبدا كلماتك الهامسة .. ووشوشتك النافثة في أوراق عمري , لكنها .. ( أيضا ) تتحول إلى همهمات لا أدرك منها حرفا ..
هذه هي مرآتي .. ذاتها .. مرآتي التي كنت أنظر إليها ولا تعكس لي غير صورتك .. تظهر لي للتو - ورويدآ - وجه لمخلوق بلا ملامح أو قسمات ..
بدا لي أنه وجهي ..
هل بت أنساك أنا .. هل أنساك حقا ..؟
ليتك هنا لتُجيبني ..

سحر الناجي
05-19-2010, 01:54 PM
http://www7.0zz0.com/2010/05/18/04/600601075.jpg (http://www.0zz0.com)

* ليتني" .. أتحرر منك

كلما استبقت المرارة مهرولة إلي تعبث بتجلدي .. كلما زاد عنادي للتملص منك ..
في يوم أبتدره بتحايل .. واستميحه أن يمر حافلا بالنسيان ..
لا يجرؤ قلبي على الإطاحة بك .. لا يزداد إلا عنجهية ُترديه منبوذا .. فتحاصره شرذمة من اللواعج كي يتنحى عن السيادة ..
في غمرة الصخب والتناوش .. تلوح لي من بعيد وكأنك مزهوا بانتصارك ..
وحدك ,,, ويقينك بتجذرك في تربة الروح .. ما يضنيني ..
سيريالية التلون بزمن خارج حدود .. أمر لا يُطاق ..
حينها .. أترفع عن مجاراة خيالي .. ألملم إدراكي أو ما تبقى منه لأترك لك المكان ..
أقبض على قسماتي المتوشحة بالشحوب وأدسها تحت خماري واجمة ..
أسرع الخطا نحو مساء قد تجتاحه رتابة منظمة .. أو فوضى متقزمة ..كما هي عادة الأيام بمجملها..
وقفت على إتجاه سلكته الريح , ومن الغرب لاح هواء مغبر بعاصفة وشيكة ..
غصة تراءت لي من الدرب المتجه إلى أعماقي ..
لذلك قفلت عائدة .. إلى بداية ليلة توهمتُ أنني سأصنع فيها حُلما ..
ولكنه حلم لا يخلو أبدا من تفاصيلك ..
لأنك ماكث
ماكثٌ أبدا في شراييني ..

تحيتي

سحر الناجي
05-29-2010, 11:22 PM
http://www14.0zz0.com/2010/05/29/18/646746641.jpg (http://www.0zz0.com)


(((( ليتني ... لم أرك ))))

* وجهك ... يستبين

فزعة .. وذاك المُحدق بهامتي ..
سُقما يعتصر قواي ..
كالشؤم .. يعربد ..
ويرعش قامتي ..
سقم .. وبعض ذكرى .. وألم ..
بل .. سطوة ندم ..
ووجه لك على حدقي ..
يستبين ..
كطفل .. كنت تحبو في حواسي ..
كطيف يزجرني .. يلطمني ..
برفق .. أو دون لين ..
طيف يتشبث بقلبي .. ويتعثر
لاهث ..ولا يخبو ..
فقط يعدو ..
فوق أحداقي ..
ويستبين..
ينحت الويل .. على أوراقي ..
هذا وجهك .. أو رماد ضعفك ..
أم هذه روائح الأنين ..!
وجهك .. والمدى ..
في المرج أنا ..
بين ركام الصمت ..
و صمت الحنين
ذاك الجدار .. وتيك الزهرة ..
.. في المساء تترنم..
تزهو طربآ .. تينع
إذا ما غردت النجوم ..
وتفشت على الأفق غيوم
زهرة .. وأطيار .. وهموم
والأشجار الواجمة
كموج يصفعها ..
ويندي الجبين ..
ريح صرصر ..
مدغدغا .. أوراقا ..
وغصونا ..
وعطش دفين ..
فقط ..يستشري وجهك ..
ويستبين
عيناك .. وعطرك .. وبقايا همسك
كأنت بدر .. يتضاحك ..
من سطحه,, مطلا
مضيئا
إذ تتجلى .. كلمات في قلبي ..
وضجر حزين
وعتمة .. معلقة على الفراغ ..
حين سقطت الخطا التائهة ..
على جسد زهرة
كانت ترقص في المساء
على إيقاع ملامحك
التي ذوت
حين بات وجهك .. رويدا
لا يستبين ..

****

تحيتي

وَرْد عسيري
06-04-2010, 09:22 PM
أنتِ .. هُو .. الذكرياتُ .. الحدثُ المؤقَتُ ، .. و تفاصيلهِ المختبأةِ فيكِ .. و حسرتُه المتأخرَة .. و صوتُكِ المخنوقِ في آخرِ السَطر ،
و كل هذه الأشياء أُفرغَت فِينا نحنُ الواقفِين على جانبِ آخر مِن الحياةِ نُراقبُ مشهدكُم بخوف .. و نشهدُ أن لوقعِ الكتابَة فِيه أثرُ الصُورة .

طبتِ http://www.khozamanajd.com/vb/images/smilies/flower1.gif

سحر الناجي
06-05-2010, 08:23 PM
ورد ..
صوتي هو الذي مكث هنا يتلحف في الحرف ويماطل الرحيل ..
أخوض التسلل على أطراف أصابع الزمن , لكن قلبي ينتبه ويبدأ النحيب ..
تجمهركِ مع الفئة التي تحدق في بحة حرفي .. هو دعم سقط من نجمة باهرة ..
وأشهد أن لعبورك رائحة زكية انبعثت من ثنايا قلب غلفه الطهر ..
شكرآ لوقوفك هنيهة ..
مودتي

سحر الناجي
06-13-2010, 04:21 PM
http://www14.0zz0.com/2010/06/05/23/840091076.gif (http://www.0zz0.com)


شتاتكَ .. المُحلق بي

كترنيمة .. يدندن ذاك الذاهل وهنآ على مدن صدري .. كبحة تجترها شهقة وتقضم شفاه الكلم ..
أتمضمض تنهيدة أخرى كان طعمها أقرب للعفن ..زفراتي وفية لك رغم ضجيجها بالأنين ..
وصمت الجدران صاخب والصور تبدو غير مرئية ..
همس النوارس وأجنحتها المعلقة على السحاب .. وهدير التراب .. وغضب الريح ..
أولئك من وضعوك مجددا في جسدي .. روح أنت تعبث بأرجائي ولا تكف عن السعير
لن أنتثني صخبا , أرخيت ُ السكوت على صوتي وطالبتُ حنجرتي بأن تلوذ للصمت ولا تصدر التنهيد ..
وما أجيده اللحظة .. سوى أن أبث إلى الصمت شكواي حيث رقدت شفاه الشوق على صدري تمتم بالهواجس ..
أمعن في فتورك .. استغرق به وأنا أضمن لك الفراق ..
ثلاث ليال مشطوبة من تاريخ الظلام ..ليال أقصاها الوجع إلى خبايا منزوية حيث قضى جفاكَ مني وطره ...
غبت أنا ولا أجد بقيتي.. سئمت أن أجول الوقت بلذة التسلق للآه التي تعرج بي إلى الخواء ..
لا أريد أن أكرهك رغم قلبك المتيبس .. ولن تكون هذه زفراتي الأخيرة .
لا .. لا أريد أن أنتشي بلحظة ملونة مارة بشبح طيفك .. وعيني تشكوك للضوء الذي جف من غروبك ..عيني الثكلى لمرآك ..لا تزال تبكي ..
جف حلمي وأسرف في الإنسحاق تحت طائلة الوجع ..العالم بأسره لا أعيره لمحة .....رائحتك لا تنفك تعبث بحواسي
أو علمت أي الخوف نشب أظفاره في لحظتي كي أمنحك بارقة بوح ..!
كنتُ كطفلة تركل الصدفة ببراءة الطُهر لتحظى بحلوى الدلال .. كنت كروض غسله المطر وأنفاسه تنتفض لمجئ الشمس ..
وها أنت تمشي في دمي .. يتطاول ظلك على أرصفة الروح ..حتى تلوح وتطوي المسافات وتدنو ..
هذا هو حلمي .. والفأل قد تملص من أبجدياته .. أراكَ .. حقيقة , ولسنَ سوى سراب ..
أرى حشائشي الشائكة لم تردع خطاك .. قلعتي الرابضة بالحذر لا تنحني بوابتها إلا لقامتك .. وعند الشروق جئت تحمل قلبك وتهمس :
- خذيه .. إنه هديتي إليكِ لتكوني لي ,,,
تحيتي

سحر الناجي
07-04-2010, 08:41 PM
http://www6.0zz0.com/2010/07/04/16/388433897.jpg (http://www.0zz0.com)

((( ليتني .. وقامة خائرة .. بدونك )))

** ذات عرج ..

في دهليز أخرس الضوء وشاحب القسمات أمشي أنا .. أتلمظ خطواتي واركلها بفتور على الأرض التي ترمقني بحيرة ..
تحاصرني أنت كظل فكتوري النبضات .. وطيفي يحمل قنديل الفأل ليتبينك وسط عتماتي ..
رويدك علي , فالأرض باتت عهد قديم .. والزمن ساخ في حفر من الماضي ..
لا زلت أنت المهيمن .. وتوهجك بين مدائني الصاخبة , وعلى أرصفتي الزاهدة للتعثر ..كنجم يغدو غربة على طرقات الكون, وعلي أن أقتنصه وأزج به في قفص العيون ..
ولازلت تائهة بين الحلم ومراسيم التمني وانتباهتي تصخب برقص مجنون وهياج لا يكف إلاعن الوفاء لك ..
سديم أنت في بقعة منحازة للسماء ولا تشرف على روابّي إلا ذات حسرة .. أرى قمرك جليا وهو يمد إلي أصابع الضوء كي أكره الظلام ..
ولو زججت بدهشتي في عينيك لأشحت وعيك عني لا تريدني أن ألومك ..
وطال الأمد وانت لا ترتكب الحضور ولا تقترف غواية القرب ..
" قبلكِ لم تكن الدنيا دنيا , وبعدك لن أعتاش إلا على طيفكِ والجوى .. وأنت الحياة بينهما "
تنسل عثرة من قدمي , وتنثني قامتي . أطوي ساقي الناظرة إلي شزرا والم يجتاحني كتفشي الضباب .. ولا أطيع السقوط ,
تمتد يد الفراغ تحتضنني وتتعلق يدي في نتوء للجدار , فينسدل شعري المتطاير ويلقي القبض على خصلة منه حافة اللوحة الكبير ويشدها بقسوة .
فيندي عني صياح لشدة الألم ..
تعوم في عرقي رعشاتي وأنا أشعر بوخز أسفل ركبتي , فأحاول السير مجددآ بعد أن أطلقت سراح شعري من أصابع الإطار ..
ويحي غائمة أنا / هائمة / قائمة / دائمة الآه ..والنخزات لا تفهم وجعي فتستشيط على خطوتي وتزأر ..
أهذا ليل أم صرير لأشباح الوهم المندسة في جمجمتي ..
أهذه أنا .. أم أن روحي مضت معك وتركتني جسدا هامدا ها هنا ..
وتلك الجدران , ما بالها تأزني وكأن قبضتها تتكور في مكان ما من سطحها الأملس وقد يلكمني ..
يمزقني أنني لا أستطيع أن أمسك بياضك الآن لأشعر بشئ من الأمان ..
لا أنهض مرة واحدة .. بل رويدا ..
أغمض عيني وأتمسك بحبل الله وقد أغرورق صوتي بالإختناق : ربي .. ساعدني ..
حين أرتكز بظهري على الباب أتحسس نبضي فإذا به هلعا صاخبا ويفر مذعورا من شعور متوحش ويسكن صدري ..
أنين أطرافي يكفيها أنها تتوقف مليا على صباحات وجهك وتتنفس الحنان من عينيك ..وهذا ما يجعلني أهدأ قليلا ..
تسرق أحداقي من الفوضى لمحة فتتوقف على عقارب السعة المرتخية ببرود والمشيرة إلى الثانية صباحا ..
تستيقظ نية في قلبي وتطل برأسها من تحت غطاء النبض وتتمطى لتلهمني بالصلاة ..
مازالت قدمي تعبة وتنظر إلي من وطأها وترجوني الراحة ..
لا أطيعها .. أشيح بعزيمتي عنها وأمضي بخطوات تصرخ وتدوس على عرجي .. وأتوضأ ..
في الثانية والنصف .. كنت هناك .. أسجد أمام العرش ونشيج صلاتي يدوي في الملكوت :
إلهي إغفر لي وله .. واجعل ما بيننا مباركا إلى يوم الدين ..

تحيتي

سحر الناجي
07-20-2010, 10:49 PM
http://www14.0zz0.com/2010/07/18/00/778584822.jpg (http://www.0zz0.com)

((( ليتنى .. وذكراك أن تبارحني )))

* هل تذكر هذا الوجع ؟
كنت أسبك نفائس الكلم لتكون وصية البوح عند بزوغ اللقاء.. وعظام وجنتي المحبوك بالوهن يشحب بارزالعظم كرقصة تنقب الوجه عن سلوى معبأة بالنضرة ..
فقط .. تتلاقطني أظفار الألم بعد شتاتي - تصطفيني اللجلجة وتصطلي برأسي المكور بالدبيب ..
ذاك المساء .. كان ضجري يسيل ويسبل التنهيد قطرات من الهواء على حواف فمي ..حيث خدش الأنين شرودي فبت أتلظى بشهب مارقة وتحرق هدبي..
كتبت أجر أذيال الهلع على الورق :
بالأمس تغيبتَ عني , كان زمني خاويآ من ضجيج الحياة .. وفجأة الخوف استعرت في جوانحي ..وتغيبت عافية السكينة فاستبد نهاري بتناقضات الوقت ..فأين أنت ؟
أوعزت لي الظنون الماكثة مع قلقلي .. كنائحة ملثمة بالعويل بأن ألملم طمأنينتي وأتأهب ..
كنت أناوش يقظة تسترق الخمول من واعز أرعن للكرى .. حين وجدت رسائلك تنظر إلي بحرف هزيل :
" أنا متعب جدا "
يا إلهي .. بعد أن تجرعتُ حاجتي من قطرات اللوعة إرتميت على فراش الهواجس الذي يخزه التململ ويرفس إستلقائي ..
همسك فقاعة تشاكسني بالعذوبة وتطوف فوق ترقبي وتجهدني.. همسك كحبات من مطر تطهر جزعي :
" أنت دنياي .. لأجلك فقط أحيا , منذ دهر وأنا ميت "
أسدلتُ جفني على بسمتك , وانتعلت خيبتي الملوثة بتعبك حتى تعلقت العبرات برمشي ..
كنت أتململ بحدب ظهري وأستغيث الجليل أن تكون بخير .. كنت أهذي لأجلك .. أنقب جيدا عن روحي ..
" يا أجمل هدية وهبها الله لي "
وكيف أجد ذاتي ومرارة قد تعلقت بحلقي كأني أبتلع العفن..أنى ألقاني وقد غيبني النواح للتو حتى بت كالروح الهائمة على حقولك ..!
أريد أن أتنفس .. أن أتنهد .. أو حتى أختنق ..
قفصي متخم بحفنة من الهواء الحارق وأعجز عن الزفير كما المألوف ..
وبما أن الوجد ذا بهاء أمسي الطير على متن القمر .. أبرح نسمة فارة من نفث الريح ..
ألوح لك أيها الرابض تحت جلدي .. المنزلق في أوردتي ,, أيا حلم تبنى سعدي ولا يعيرني حلوله ..
أيا ندبة توشمت بها روحي ونزفت فيض من العذاب الشهي ..
أشير إليك ووجهي أدسه في صدر وسادتي ..وأعانق الحم الذي يضاحكني بحقيقة أنك ملكتني .. وأنني ملكتك ..
فمتى نلتقي ...؟

سحر الناجي
09-15-2010, 12:17 AM
http://www6.0zz0.com/2010/09/08/01/881405714.gif (http://www.0zz0.com)

* كل عام .. وأنت في قلبي ..
قلبي يزم شفتيه ممتعضآ من محاولتي إبعادك .. فأحايله بضحكتك التي أخبئها وراء ظهري , فيهرع نابضا فرحآ...وذهولي جائع لكسرة وعي ..
لذا يمعن باحثآ عن عشائه الطازج في الحواس ..وعلى مائدة وجهك طفق يلتهم الذكرى بنهم .. ولم يعد مكترثآ للأفول ..
جليل عمري بك ولا شائبة تسوده , جميل وإن كان موشوم بوهم من الوفاء .. عديل .. للروح - أنت - ولا أقدر على الإنشطار عنك ..
أضحك على مضض .. وأذكر حكاية البرتقال ..
كنت جائعا وتطوي الوقت بتقلصات صارخة من معدتك ..
قلت : لا أجد ما آكله غير البرتقال ..
وكأنك التهمت لقيمات من السحر مع ذلك البرتقال المكور .. وكأنك رجل آخر كنت ..
قلت أشاكسك : لن أدع هذا الموقف يمر بسلام .. سأحدث العالم عنه حتى يشغل الناس ..
ضحكت يومذاك وشعرت بأن كف سعادتك تصافح وعيي عبر المسافات ..
ضحكت .. حتى أصبح البرتقال من علاماتنا البهية على جبين الحكاية ..
يقلب الشرود بصري ويأوي إلى السطح بحدق فاغر النظرة .. وأطرافي تلوذ إلى الإستكانة بحثآ عن مأمن من شرنقة رعشة عابرة ...
لكم حلمت بالظلام ومزامير العتمة تصرخ في غياب رشدي ..أطلقت في بوحي سراح كلمة تراءت واجمة من خلف قضبان الجرح ..
أي عيد هو عيدي .. بدونك ؟
أستعير لتجلدي ترتيل أشتقه من غيوم الطهر ..إنحلال قواي وذوبان وجهي في الشرود حتى بات منبسط الوجع .. سائبة أحلامي في مرعى الليل ..
في وجومي يتربص بي كائن أعور الحضور في شقه الأيمن عوج ...
ذاك كان هو هاجسي .. بأن زمني مبتور الفرح أجش العيد بلا صباحك الذي يشرق على وجهي ذات فطر ..
أعتصم بنظرة تلوذ بي فرارآ إلى ركن بعيد من الذكرى ..أردت أن أبادلك كلمات مترفة بالتهنئة ..
تخيلتني أهمس لك على قمة العالم : "عساك من عواده" ..
وتصورتك تبتسم لي وتهتف على مسمع من الخلائق : كل عام وأنت حبيبتي ..
ثم تتأبط فرحي .. ونعدو معآ إلى حدائق السحر ..
هكذا هو دأبي معك .. مجرد خيال ..
وهكذا أهمس بها إليك وإن لم تسمعها :
(( كل عام وأنت في قلبي جرح ))

سحر الناجي
09-15-2010, 12:20 AM
http://www9.0zz0.com/2010/09/06/00/353771708.gif (http://www.0zz0.com)

* ليتني .. قد .. لا أدري ..!!!
على أطراف قلبي .. أبتعد ..
ولا أتجشم عناء الصخب .. وقد حسبتك بدرآ يلهج بالضوء في باحتي ..
على هدب الروح .. يتفشى إثمد الوخز فتخور القسمات وتنحني الحنجرة وتجهش بالزفير ..
أندس بين أوردتي أفتش عن بقاياك .. أنزلق مع قطرات تأخذني إلى مجاهل الذكرى ..
لا أرى قبس من نار أو نور وأنا أنسل إلى سرداب العتمة ..
لا أتبين وجه العذاب وهو يتلصص من نافذة كانت تصرخ بالظلام ..
وعند منحدر الروح أتعثر .. واترنح .. وألوذ إلى إستقامة مباغتة كي أتلمس الطريق ..
فقط هشيم لمرآة .. ظللها الزمن وجعد إطارها فهمهم الغبار ينهش سطحها بأظفاره المدببة ..
يقضمني الحزن .. يتركني أشلاء وأنا أحدق في محيا كأنه شبح هزيل يتراكم حينا ويندس في الخفاء ..
وجه يجهش بي , ولا أقف على حقيقة تكوينه أو ماهية قناعه ..
وجهي يطرق على العتمة , وأبواب الأفق تترنم بصداها المجنون ..
رعشاتي المخمورة يلمع حضورها , وصومعة الفأل لا زالت مغلقة أسوارها حتى حضور الشمس ..
أحجار تتكوم على أعتاب قلعتي , والريح ترفع في لهفتي رماح العودة فتلوح جنود القهر من أسياج الرحيل ..
يبرق ويومض ويسطع وخز مرير على صدري ..
ثم يكور غصة ويدفعها بقسوة إلى حنجرتي التي تقف جانبا ترقب مرور المرار على أحبالي المجهشة ولا يتملص منها صوتي ..
عيني ترف .. وترفرف فأمشطها بإغلاقة كامدة بالقهر وأشرع نظرة مسومة إلى قنديل أجش النور..
قنديل بشعاع لا يخبو غير أنه يلوح إلى الدمع الأخضر ويستجديه أن يكف عن الهذيان ..
لأجلك .. ولأجل الألم حيث يسطو وبمسي مارد أرعن ..طويت تنهيدي الناعس وصففته في جيب شفتي حتى يخلد إلى أنفاس هادئة ..
لماذا يدب في أوصالي الشلل ولا أقوى على صفع تلك القسوة المزهوة على وجه الفراق ..
كيف نبست شفة الصدفة عبر موائد الكلم بهذا الخواء الذي يرثي قصائد لك لم تر النور ..
أبحث في قوافيك عن فاصلة تميزني .. أو تتهجاني .. ولكن وجهي في أبياتك كانت نهاراته مطلية بالغياب ..
لذلك قفلت عائدة إلى ظنوني ..
يا بدرآ يضئ عمري ..

سحر الناجي
09-16-2010, 01:47 AM
http://www14.0zz0.com/2010/09/03/08/532875460.gif (http://www.0zz0.com)

** من مثلكَ ..؟

ومن كأنت .. يرتديك قلبي حُلة نسجتها من خيوط عينيك ..
ومثلك .. في الكائنات .. كحبة أينعت دوحآ على رابيتي القفرة من الحياة ..كأزاهير الهمس التي تنامت ونامت على كتف الحناجر الخضراء ..
أنت يا شطري الغائر في البعد , أمشط القمر بعينيك .. وأرتكب من الظلام سواد أكحل به أهدابي الشاخصة إلى خيالك ..
لا وطن لي سوى قلبك .. وحين يتلبد بي الجفاف , وأشتاق إلى مطر ابتسامتك , أفتش عنك في ضحكات المساء ..
أجد في البحث عنك بين طيات مساماتي ..وعلى وجه جدتي المأفول بالحنو .. وصخب الغلمان في حينا .. وشجار العصافير غادية بطانا .. وخماص الجائع المعتر ..
ومثلي ومثلك .. كيراع أو بتلة انحازت صوب الأنسام الطربة فأثمرت عطور عاجية ..
قلت لي : ملك لكِ أنا , فاصنعي ما شئتِ ..
كنت أسبح في عينيك وأحتمي بدفء أهدابك .. كنت ساقيتي وجنتي الأرضية .. وكائني الفضائي ..
حزمة ألق أنت .. تتخطى الحواجز لتتخذ من عيني مسكنا .. أمتثلك وأستعذب هيبتك حين يتخمني الضعف برتابة لا تطاق ..
تشمرالدنيا جمالها في حضرتك , ويصطف على وجه الغيم ..حاشية الضوء القادمة من القمر ..
السعد / والرعد / والرعد / والوعد , تمسي كائنات تجيد إلقاء الفرح لأنك بقربي ..
حتى أنسامي المكتظة بالفتور تغرد زمهريرا على وقع خطاك ..
والأسطورة التي ينبضها قلبي .. ليس سواك يا أميري من يبللها بالفخامة ..
سيدي .. ومليك قلبي أنت ..
من مثلكَ ..!؟

سحر الناجي
09-17-2010, 01:08 AM
http://www5.0zz0.com/2010/09/16/21/942493037.gif (http://www.0zz0.com)

* ليتكَ .. لا تزهد ببعضي
يغويني النرجس سيدي بأن أكفكف عبرات الحلم ..
وذاك الوازع يرتدي اللون البنفسجي .. ويماطل وعيي بحفنة رزانة .. يبعثرها جأشآ على جمجمتي ..
تراودني شهقة الوردة الراقصة على ذراع الباحة .. بأن أستلهمك من بواقي الضوء ..
وفي زحمة الحيرة , أجدني هناك .. أرمقني مطولآ على وجه القمر المكتظ غيظا ..
وعند مرور غيمة ساهمة / نائمة ومتدثرة بالهزال ,, أتحول إلى مطر يسكن جبينها المجعد بالبرق ..
تعذبني سيولتي .. أأمسي قطرات .. فقط عابئة بالجدب .. ولا تهطل على القفار ؟
أأكون .. أو قد لا أفعل .. تبعآ للهواجس والظنون ..!
حنانيك بي سيدي .. رفقآ بأمثولتي البيضاء ..
فقد يكسرني رعد الظلام , كلما آويتُ إلى لهفة بالإنسكاب على أرضك أنت فقط ..
أتكون بصلاة .. أو تمتمة استسقاء .. وارأب بتكويني صوب السراب ..
أأمكث هناك .. بلا أصابع للحقيقة تشكلني على نواصي مدنك الغارقة بالجفاف ..
أالعهن المنفوش هو دأبي بين جفنيك .. كلما أحضرتني على روابي مناماتك ..!
أو لفافة الريحان المكورة بعطر أرعن .. تلكزني فأفيق على نبضك في قلبي ..
أصارحك .. أحايلك بمطري .. كي أنبت الزنابق في عينيك .. وتضم شذاي إلى حواسك ..
أُرقّمك / أحصيك نبضآ وحين أصل إلى : سبعة هو ثامنهم ..
يؤول بي الحزن إلى تنهيدة غبراء شعثاء .. لا سدى من أنفاسها الواهنة ..
لا ..لا توقفني الآن .. لا تحول بيني وبين أن أتشربك في كوب من ماء الورد المنعش ..
رفقآ .. ولا تلجم تهوري كل مرة ..إنما ترمقني وتضحك كطفل يتلقف لعبته ببيت شعر منهوك العشق ..
لك أن تُبقيني على ناصيتك .. لن أكابد الندم إن أهديتني خمار البر والتقوى ..
لك .. أن أكون لك .. لو جعلتني أسجد وراءك .. وأنت شيخي ..
لك كلي .. فلا تزهد ببعضي
لك أنا ..

نادرة عبدالحي
09-17-2010, 03:31 AM
الحقيقة لا اعرف ما اقول ....وددت ان ابتلع صفحات اخرى
لان كل كلمة قنديل مختلف يضئ ذهني....يجعل الهامي
يتساقط كالنجوم التي اراها في عنينه كل مساءءء
اختي سحر كلماتك افقدتني صوابي وصواب الهامي
حتى اصبح تائهاااا مشتت الفكر.....فل بامكانك يا سيدتي
اان تعيدي لي شتات فكري في خاطرة اخرى فاني انتظرر

سحر الناجي
09-18-2010, 10:30 PM
الحقيقة لا اعرف ما اقول ....وددت ان ابتلع صفحات اخرى
لان كل كلمة قنديل مختلف يضئ ذهني....يجعل الهامي
يتساقط كالنجوم التي اراها في عنينه كل مساءءء
اختي سحر كلماتك افقدتني صوابي وصواب الهامي
حتى اصبح تائهاااا مشتت الفكر.....فل بامكانك يا سيدتي
اان تعيدي لي شتات فكري في خاطرة اخرى فاني انتظرر


نادرة ..
ويح القلب يا عزيزة من وقع حرفك الذي لجمه بسِحر اللباقة ..
وويحي إن لم أستجب لكِ عاجلآ غير آجل ..
كوني على موعد معي .. على جبين الشمس ..
سلم بياضكِ

عبدالناصر الأسلمي
09-18-2010, 10:33 PM
مقاطع تمتع الذائقة
تنير حواراتها المدى
استمري ايتها السحر
فإنه فائق هذا المتصفح

سحر الناجي
09-18-2010, 10:34 PM
http://www8.0zz0.com/2010/07/02/15/385507520.jpg (http://www.0zz0.com)
* طيفكَ .. ووجه أبي
لن أكور الهمس لأدحرجه كرة من صوت بُح على قارعة الوعي ..
قاصمة تلك الليلة , انتبذت دقائقها وخلوت بها خلف سحابة كانت تنتعل خف البياض ..
وحمائم الوهج تحوم على أرجوحة في دوح الفضاء الذي تناثر عشبه الفضي على سفح الأفلاك فأمسى نياط القلب يرتشف وميضه ..
دانية أحاديثك كأعناب شهية تنسدل على رأسي ولا بد لي من تذوقها ..
قلبي كخزينة خاوية إلا من خفوت ضوء لطيفك يأتي من ركن سحيق , فأتتبع أثره الذي يؤدي بي إلى جنانك ..
ولكن مسوخ الفراق ينطلي على الحنين , والوهم يترصدني بمسوح هائم على الثرى وهم أخاله سقيم..
لم يكن وعدك واهيا .. هشا .. لم أتهمك بأكذوبة العشق .. غير أني لا أقوى على تنفس هواء يخلو من شهيقك ..
أمنياتي مرقعة .. مهترئة , حسنآ ,,,!!
ووجودك هو حلمي الذي يزملني بالهدوء .. فأستكين ..وجودك حلم كصيحة رجاء تلتهم ولادات الصمت ..
ليتك تدرك كم وجودك أفترشه بخيالي كعباءتي ودثاري في ندف المطر بزمهرير كأنه القيظ بين جنبات صحراء عطشى لظلال الخزامى ..
آنية .. جانية ,, حانية جفنة على رف حدسي خبأتك فيها ليلة , فكشفت الغطاء وجئتني بطيف أخر يربت على كتفك وينظر لي مؤيدا ..
دعني فقط أواجهك وحدك .. دعني ولا تزج بذاك الصدر الذي خفق بي يوما حتى رحل وماتت الحياة على شفاه زمني ..
دعني .. أفر منك إليك .. ولا تلطمني بصوت رخيم يستل حكمته من غور الحنكة والكياسة ..
دعني .. فأنت .. أو إياه على مقربة من الروح , فلماذا توخزني به في هطولك الليلة ..
أريد لفراشاتي أن تغفو على صدرك بلا تصفيق من وجه أبي ..
حبذا .. لو .. ليتك , تقطف لي النرجس النامي على كفيه المجعدين , ولا ينبس باللوم نحوي ..
أبي , يقدمك خطوة , ويغمرني بمحياه الذي أغرقني بالذكرى ..
ذات ليلة , في ذكرى بالية .. كنت على موعد مع القمر , حين سمعت أزيز الباب ينبهني إلى خطوات تدنو مني ..
التفت .. فقال لي بكل حنو : ما لكِ .. يا ابنتي .. ماهذا الأرق الليلة ..!
رغما عني تلبدت مآقيّ بالدمع , فناداني .. وعاود النداء , ولما لم أرفع رأسي , جلس إلى جانبي وقال بقلق :
- مالكِ يا حبة القلب ؟
آه يا أبي , لو تعلم .. ما فعله بي البشر .. أه لو تدرك كم بصري غائم وبصيرتي غائرة في الحياة ولا تحسن الرؤية في هذا الضباب ..
فقط أنسامك أيها الحكيم ما ترفرف على فجر قلبي وتكنس علائق القهر ..
فقط موجك ما يداعب تسكعي على الشاطئ ويزجر الريح فتلوي إلى الأفق تمتم من هيبتك فزعا ..
فقط أنت وحفنة من دماثتك , كسرب يطوف المدى ويغرس في عيني الفأل ..
وتجاعيد قريتك لا زالت ماثلة على وجهك الباسم ورائحتها تلوح بالبشر ..خطوط باهظة الغور , عميقة الأثر على تضاريس حكايتي ..
صوت النخيل , وتراقص الريحان , وضحكة الصبار كلها مزروعة في صدرك الذي غاب .. فغابت عني الفراسة ..
آه ..
كما هو دأبي , ألتقط دمعاتي وأنفضها على وجه الشمس الناعسة ..لأوقظها ..
لذا .. أُقصيك .. وأتأذن أبي . فيرجع بك القهقري إلى جفنتي الثمينة ..
وأعود أدراجي إلى مرقدي ..
أشتمل التيه .. والوجع .. والحنين ..
لتبدأ معركتي اليومية مع النوم ..
تحيتي

سحر الناجي
09-18-2010, 10:39 PM
مقاطع تمتع الذائقة
تنير حواراتها المدى
استمري ايتها السحر
فإنه فائق هذا المتصفح

عبد الناصر الأسلمي ..
ليت شعري سيدي وعبورك قد نثر على وعيي بتبر الدهشة ..
ومجيئك فائق اللباقة والضوء ..
شكرآ بهية لكَ ..

صالح الحريري
09-19-2010, 11:11 AM
هنا وطن الأمنيات ...
وطنٌ لمن أراد أن يسافر نحو أعماق اللغة ..
وطنٌ الراحلون من معارك الخيبة إلى جداول النثر والمطر ...!

يــ سحر ...
أعقدي عزائم أبجديتكِ...
أجعلي كاهن فكرك ينفث في عقد الكلمات ...
احرقي حطام الحزن ودعي دخان الاحتراق يملأ فضاء انتصاركِ ...


برب هاروت وماروت ...
أن في هذا المتصفح مغتسل أدبي مباح ...!

سحر الناجي
09-20-2010, 05:57 AM
هنا وطن الأمنيات ...
وطنٌ لمن أراد أن يسافر نحو أعماق اللغة ..
وطنٌ الراحلون من معارك الخيبة إلى جداول النثر والمطر ...!

يــ سحر ...
أعقدي عزائم أبجديتكِ...
أجعلي كاهن فكرك ينفث في عقد الكلمات ...
احرقي حطام الحزن ودعي دخان الاحتراق يملأ فضاء انتصاركِ ...


برب هاروت وماروت ...
أن في هذا المتصفح مغتسل أدبي مباح ...!

صالح الحريري ..
ورب الشعرى .. الذي أضحك وأبكى ..
إن في مرورك لزهو يلجم الذات ويحيلها إلى خلايا لا تجيد سوى الامتنان ..
شكرآ كأندروميدا التي لا تشابهها مجرة أخرى في الكون
تقديري

سحر الناجي
09-20-2010, 05:59 AM
http://www3.0zz0.com/2010/09/19/07/726013712.jpg (http://www.0zz0.com)

* لا أريد غير قربك ..
في تكالب الدهشة لا أجيد ممارسة الراحة .. أجفل - ربما - بينما رقعة السراب تستشري في العيون ..
كان المدى يحمل بين ذراعيه وليد لا ينبس ببنت شفة ..
هو غدنا الأبيض .. الذي نحتناه من خفقات قلوبنا ..
بتنا بلا مآل ولا آمال .. وبقيت الذريعة هي المنفس كي نلتقط أنفاسنا من جحور النهار ..
قيل : وما صولة الحلم إلا كرأس إبرة مدببة توخز الوعي .. فتسيل قطرات من اللهفة ..
قد سرقونا سيدي من وجه الحقيقة وزجوا بنا في زنازين الوهم ..
قد تربصوا بنا دائرة الغياب .. فآلوا على حقدهم أن لا يجتمع شتاتنا ..
في دهاليز متشعبة كأحجية رماها القدر في قعر جب بلا قرار ..
وبين أنحاء الأوردة .. تعالت صيحات الدماء الواجمة ..فضاق على الروح جسدها ..
وقامت تنسل رويدآ من مسامات غافية .. لتهرع إلى بوابة العدم ..
حكايا الغيم علقت بأصابعي .. والمطر الغاضب لا ينفك يحيل التراب إلى أوحال حانقة ..
وبجانب القفار وقف الجبل ينزع سفحه .. ويلقي به في وجه الواد ..
انقلبت الموازين يا عمري .. انعدمت .. حتى أينشتاين لو بُعث لن يقوى على مناوشة نسبيته ..
انعدمت الجاذبية .. حتى أمسكت أرواحنا بنتوء الهضاب .. والجسد يلوذ إلى الفضاء فرارا ..
نحن أبناء الخجل .. والفضيلة تنأى بنا عن مغزى الآثام ..
نحن سلالة الريح التي لا تهب إلا برحمة الإله ..
نحن .. الغريب في عهد الغرابة والعجب ..
إلهي .. كن لنا معينا .. وألصقة بي ..
واجعله بقربي ..

سحر الناجي
09-22-2010, 05:06 AM
http://www3.0zz0.com/2010/07/09/23/138608174.jpg (http://www.0zz0.com)

* كفجأة .. دون تنظيم ..
جاء الهزال حبات مدببة تتدحرج على عظامي ..
جروح مزركشة بالوخز تناثرت على مسامات إدراكي اللاجئ إلى الخمول .. والعبوس ..
أهيم فوق جناح غيمة , وعلى قوس ألوان في شطر فراشة ..
وأتسلل على رؤوس شتاتي إلى حيث الحلم يندس في قلب المطر ..
حجرات رأسي عشر , إحداها تظللت بستائر النور وخبأتك أنت - يا سيد نبضي - فيها ..
أنت والنوارس وضحكات ممجوجة من محاجر الزهر ..
وثمة وجوه لا أستبينها وسط الركض ..ترافق حاشيتك ..
ووضعتك في ركن كان عرش الروح ينتظر تنصيبك هناك ..
ربما .. على رابية سبات في مدائن الوهم .. تعمدتَ أ أن تكون هناك أميري ..
وويحه وجهك حين يقتحمني وسط الزحام .. ويحها تيك الابتسامة الخلابة ..
وشوقي أودى بكل مدادي إلى ماوراء الشمس , لا يهطل بحضرتك إلا تلعثمات ..
اهدأي يا نبضاتي .. لا تلثغي وأنت التي تجيدين نقش الخفق على معازف الخلايا الرزينة ..
أنجدني أيها المتعب .. يا ذهني المعطر بالذهول .. ويبصق سبات الحمق ..
كوني بخير يا عيني , ولا تصبي بجام دمعكِِ في قعر فنجاني الخاوي من قهوة كان هو مذاقها ..
أنا .. بهذا الشتات , لا أقدر على اتمام الزمن بشفاه باسمة ..
أنا فقدٌ .. في زمن ضائع .. تكوم فيه العثورعلى أجداث متعفنة , والأحداق لا تفتشني أو تجدني ..
مجرد شبح أمسيت .. وعظامي المحسوسة تبخرت حين أومأت لأطياف وسراب بأن يجالسوا مخيلتي ..
برشفة من آهة تجشأتها غصتي تراءى قلبي خارج جسدي , وتبوأ من الجدار مكانا عليا ..
بكل ما أنوء به من هذيان أجدني عاقلة بدون جمجمتي التي نسيتها على أرصفة الذكرى ..
حتى التو .. لا أعلم أين أنا .. جسدي أستشعره هنا .. والروح تنأى عني في بعد زمني كوني آخر ..
أين أجدني .. والمسافة تبعد عني ما بين الأرض وسدرة المنتهى ..
أين أجزائي ياشطري .. وأنت قد تملكتَ حتى مسامي !
أين يا ساكن الروح والقلب ..
وقد اختار بدني التراب ليلتصق به حيث كينونته الأولى ..
طالما أنت في الغياب ..

سحر الناجي
09-24-2010, 03:03 AM
http://www5.0zz0.com/2010/09/23/20/785518706.jpg (http://www.0zz0.com)

* أنت أُحجيتي العجيبة ..
أعطيني بعضي .. ورد علي قامتي .. التي سقطت على ضفتك في قعر الألم ..
ذاك هو ترابك .. أديمك .. الذي عجنته من صرخة الريح .. وألهبته بحريق قسوتك ..
تتكالب على الأخيلة ,,, تتهافت همهمات وعند الصوت العاشر , تلوذ أمنياتي إلى خدرها بين الخلايا الفارغ من روائحك ..
عيني التي فقدت وجهك في تعاويذ الريح .. المتأرجحة تدحرجآ صوب غيهب لا تنيره الزنابق ..
عيني المقفرة من البريق .. المتهتكة بخدش دمعة اصطلت حممآ للفراق .. المنكسرة تحديقآ حين دنو السطوع من أسرجة المكان ..
عيني ..برحت مصابة بالعمى لأنك يا قنديلها جمعت أنوارك .. وبقيت .. هناك .. مغيبا ..
" أريد أن أراكِ كنجمة تتبختر على سلالم المجد .. أريد أن أكلمكِ .. وألمس حضورك .. أريد .. وأريد .. وأريد "
ما جدوى الأمنيات إن كانت تشح معين معين الصواب .. ما الداع إلى ارتكاب الدهشة والمسافات تزداد بعدآ بين كوكبينا ؟
لن أضع لخريطتي مسارآ وانت تضاريسها الغير مرئية .. لن أفتش مدينتي .. وظلك هو النابت على أرصفتها ..
وعلام .. أبث كل غضبي وأصبه عليك .. وأنا الهفوات التي صنعتها بأصابعي المرتعشة .. حين فضلتك عن العالمين ..
وتينك العينان .. ما هما الا عاقبة النظر بحدة في عمق الضباب .. هما ..اللتان جلبتا إلى ودنا الغضب ..
" والله .. لن أغضب منك أبدآ .. فأنت ملهمتي الماثلة أمامي دومآ .. أحدثكِ .. وأشاكسكِ كيفما شئت "
وأنت ردحآ من الفرح ما يتسلق سياج عمري ويرتق جرحي بخيوط من البهاء .. كفارس أتاني فرسه وحيدآ ذات عاصفة .. ليزيدني حيرة وحزنا ..
أنت من أريد أن أنصت إلى قلبك .. وشرايينك .. وصوتك المتبور بالهمس ..
أنت الخرافة العابرة لأوردتي , ولا أقدر على أن أنزفها حقيقة من حولي ..
" لدي كثير من الحديث معك .. لا يكفيه الليل بطولة "
أتحسس دمك في عروقي .. وأنفاسك في رئتي .. أمسح عرقك عن جبيني , وألوذ بك "
وما التراب المغرق به لونك الأسمر سوى سر آخر يجعلني اقترف الذهول حين أتخيلك "
" أنتِ أجمل سر في حياتي جعلني أتوغل في معرفة جمال كل شئ في الكون "
وأنت السر المعتلي صهوة اهتمامي .. واكتراثي .. حين أقدر على فك كل الطلاسم ..
عدا أُحجية فراقك ..

سحر الناجي
09-24-2010, 03:08 AM
http://www6.0zz0.com/2010/09/03/07/631757878.gif (http://www.0zz0.com)

* ماذا قلت..!!
أزلق إلى حلقي قطرات من التنهيد ..
فبدا مرا وخاوي الطعم .. أجل خائبة العطش أنا ..محشو صوتي بالشهقات..
استرقت قدمي خطوة إلى ركن مبحوح الصمت .. مكفهر الضوء شاحبه ..
ركن وخيم مكتنز بأهاتي المعلقة على الجدار وتحت الكرسي الذي يضع ساق على ساق ,
وعلى جبين نسمة مارة ومعصوبة الإنتعاش .. فتشبث صوتي بها وغاب إلى حيث لا ألاحقه ..
هنا .. لملمت همساتك ووضعتها في وعاء فضي كاد أن يرمقني شزرآ لاكتظاظه بك ..
أمسكتُ بإقرارك ذاك بأطراف أصابعي وقربته إلى وجهي ألثمه ..
كان صوتك حينها مرتعشآ / مرتبكآ / متلعثمآ / يذرف الشموخ المترنح بعثرة بوح صادحة ..
قلتَ لي : ليس علي أن أترجم كل خلجاتي إلى كلم , يجب أن تفهمي كل ما أود قوله ..
قلتُ باستياء : صدرك مشرع للخالق فقط , ولا يعلم خفاياه إلاه ..
وكأن الحرف وأعوانه اصطفوا على متن حنجرتك وتراجعوا القهقري فرارا إلى الصمت ..
قلت بدهشة : ها ؟
قلت تتنحنح وكأنك ستزف إلى خبر أليم : أ ن ا ..أ .. .. ..
وساد بيننا صمت لا أذكر تفاصيله ..
ولكنه بقي بيننا كجدار للحياء , مازال لا ينثني ولا يسقط لمعاول الوصل بيننا ..
حتى برحنا كالغرباء ..

سحر الناجي
09-25-2010, 05:44 AM
http://www9.0zz0.com/2010/09/22/04/371910196.gif (http://www.0zz0.com)
* كن هنا رويدا ..
لا أنفك عن التوجس .. وأحتبيك بباقة أسئلة تزيد من رجفاتي ..
أُخبئ صمتي في حاوية بعيدة من حنجرتي .. ومبسمي يمارس الكذب على مرآتي بضحكة هزيلة ..
أُمعن النظر في حلم .. رسختهُ أنت حقيقة استنبتت الياسمين .. وضحكة الزنبق .. وشقاوة البنفسج ..
وكذا روائح الفرح في فردوس يكمن على الضفة الشمالية من روحي ..
هناك .. وضعتني على كوكب داني البهاء قصة لأميرة سلبت لبك بروحها التي نقشتها عشقا على قلبك ..
كنت تلبسني حلل المطر .. ووشاح قوس قزح وأنت تزرع في كفي الخزامى ..
جعلتني طفلتك .. التي تحتفل بدلالها في حضرتك .. وأقمت لي عرسا على دوح الأفلاك ..
وتحت النجوم كنت تتأبط حواسي .. وتغدق علي برذاذ الضوء كي أنير عمرك ..
دونا عن نساء الأرض نسجت حولي أمنية .. في أن أكون بجوارك .. وأكون لك وحدك ..
ولكن السماء ليست كالأرض سيدي .. والروابي في منأى عن السهل ..
والعيون التي نثرتها حولي من أحداقك .. وتأملاتك لا تنفك توخز إدراكي في غيهب النهارات ..
لا .. أنا لا يكفيني أن أكون حلمك فقط دون أن تسعى إليه بكل أمنياتك ..
لستُ أنت .. ولا أُشبهك , ولكنك خلقت من طين لازب تحيله المواعيد إلى أُعجوبة زمان ..
أتحرش بكينونتي .. والفراغ يرمقني من وراء جدار الليل ويشي بي إلى نجمة كانت تمر لزيارة القمر ..
أحتاج إليك .. إلى الإلتصاق بك لأبرح كاملة بلا بتر ولا تشوه في جانبي الأيمن ..
أحتاج زفراتك لأشعر بأني أتنفس وأني على قيد الحياة ..
لستُ حورية أكتنز بالعوم بين المحيطات حتى ألتقيك على سفح موجة هادرة ..
ولا أنا بالتي تحسن الإنغراس في تربة الحياة كي تمدني بالأكسدة لأنمو على البقاع باسقة ..
أنا .. أنت .. يا دنياي .. وكلينا طلسم يحكي به الكون على مرافئ السماء ..
نلتقي على مقاهي النجوم .. ويعز اللقاء بيننا على هضاب الأرض ..
نعانق الأحلام هناك .. حيث موطن البياض والأمنيات كجنيات من نور ترفرف حول حواسنا ..
وعلى زقاق الأفق .. لا يتوشح خطانا غير الظلام وحفنة من السراب ..
كن هنا رويدا ..
حتى آتيك بكل مملكتي التي توضأت بالخير ولهجت الجواري إلى العظيم كي يدنيك ..
كن هنا .. فقد مزقني الانتظار وأحالني إلى شظايا ..
كن واجمعني .. لأكون -كما تمنيت أنت - بجانبك أبدا ..

سحر الناجي
10-01-2010, 04:23 AM
http://www6.0zz0.com/2010/09/27/01/241013457.jpg (http://www.0zz0.com)

* أنت .. والقمر تيتان
تنازعني نفسي المختنقة بالطيف المتيبس على عنق حواسي .. بأن أطير مع فراشات تهافتت من سور باحتي وتكالبت على سراج هزيل ..
أرمقها وأستسيغ التحليق .. , إقتحام اللامنظور في الكون ..التلاشي في أكوان تمتصها الأسرار ..
أريد أن أشتم عطرك في السحاب وأنا أتشاجر مع وجهك حيث المجرات تخفيك في أحضانها ...
أريد أن أتسلق طيفك وأصرخ في وصالك الممغنط .. المتمدد على بقاع غير مرئية من زماني ..
حيث أنبري في كل مواجهة معك وأقف عاجزة ولا عكاز لدي تحتمي وقفتي به ..
ترى هل تدركني وقتذاك ..؟
حين .. أحلق بعيدآ عبر الوجود ..
في غروب ظلك , أتسلق السماء.. أتلصص إلى خيمة التبانة وأتشاجر مع النجوم .. وأقتطف الهموم ..
حتى نجم سهيل امتعض من حنقي .. وأخفى سطوعه بين كومة من النجوم البعيدة ..
قلت وكأني أغاضبك لذلك الذي يماثلك بعدآ :
تيتان أيها الرابض خجلآ إلى جانب زحل ..
أما كان لدوي صمتك .. أزيزآ يشبه الموج .... أنظر إلى بلوتو الذي أنثنى وراء أفق الشمس ..
تمعن به وهو ذاك المُبعد عن الكواكب لكونه قزمها .. تمعن جيدا .. وكن أنت .. القمر الذي لا يضاهيه آخر بجوار الوسيم زحل ..
حزمة أبراج تدنو منك / تدندن /تجثو / تحنو / ترنو/ تعلو/ تهفو/ تعوم .. وأنت ظلك لا يفارق السماء ..
ظل شاحب , يناوش العتمة ويعض على نواجذ الهزال ..
ألم يحن موعد شروقك على وجه الفضاء وأنت تقهقه ألمآ في وحدتك ..
عزيزي المنصهر في حضور جميل الأفلاك ..
ينبعج تكويرك خجلا .. ولصوت الضوء على سفحك صرير الحزن ..
فأشرق حتى يلثمك حدقي .. أو أغرب عن وجه دهشتي ..

سحر الناجي
11-19-2010, 11:05 PM
http://www6.0zz0.com/2010/11/06/23/105236280.gif (http://www.0zz0.com)
مُغيب ظلك يا أنت
مرفه عن عيني وتتسور أوشحة ذات روائح يبخرها صديد اللامبالاة ..
مجهد إحتباسي في أوردتك وأخال قلبك الشفيف قضبان تسيجني بلهب الحيرة ..
كشمعة في بلورة فاخرة ألفظ ذوباني على مرمى عتماتك .. وأذوي كلما تنفست الريح في اشتعالي ..
أذوي .. ألحظك بعيدا تجر خطاك على مدن السفر ولا تحط أشرعتك فوق روابي ..
أدعك مليآ بعد مناوشة رأفتك .. وأعود أهز رأسي من قطرات الإمتعاض التي بللتني بالقهر ..
كم يهوي بي فؤادي إلى التهلكة , فأمسي في لحظة يغزلها خيالي غصة .. الدانية القاصية من مرآك ..
واعز لتنهيدة أجهدها النحيب وتفتقت من أسفل عتبات اللوم .. واعز لا يستتر من غم يتبختر سطوة على عروقي ..
سعيت وأدركت أن زقزقة القلب لم تكن وجيبا لشوق جاثم .. ولكن هو أزيز وجع يفتش عن الوفاء ..
عبير قصائدك يسيج نافذة الروح وأستطيع الفرار - إن شئت - من بوابة الحنق ..
ولا أقوى .. على البقاء محملة بسوسنة الفرح على تل قريب من قلبك العجيب ..
لا أقدر .. أن استجمعني , وقد قطعني برودك إلى أجزاء متناثرة على حواف الرابية المؤدية إلى السقوط ..
لا أسترجعني منك .. وقد ضعت في أحراش صدرك .. وبين واحات إقراراتك الندية ..
أرجوك .. هبني ذاتي .. لأعود كما كنت ..
أرجوك ..

سحر الناجي
11-19-2010, 11:06 PM
http://www3.0zz0.com/2010/11/06/23/654995317.jpg (http://www.0zz0.com)
* لستُ نادمة
غيرة .. ودرب ملتوي المسافة نحو فضاءآت البعد الذي تفقد فيه خطوتي الشعور بالسير ..
ترددتُ وأنا أنحت على شفاهي رعشة نطقها وجهك المتعب في أمس اشتعلت فيه أصواتنا بالغضب ..
الأركان في قلبك موحشة ..والصدى يعلو من نبضاتك .. وقلبي ينحني ويهز خفقة شاردة بوهن .. ويحي .. ما أصابه ..؟
أسناني .. خلتها تكز على كلمة فرت من صدري ..كانت لوعتي .. الوجع الذي صرخ رغما عني ..
ظلك تلاشى .. اكتنز بالغياب .. أمسكت بطرف طيفك ..وكانت سبابتي هي الوحيدة التي قبضت على جبينك ..
قبلك .. كنت أُستعذب تحركاتك اللولبية على أرصفة تغويك بالرقة .. وبعدك بات تجوالك في اللامكان أزدريه وأعافه ..
لن أندم لأنك عبرتني بشراع النبل .. واجتاحتني أساطيلك البراقة .. لا .. لن أندم .. حتى وإن بت في لحظاتي ذكرى وساعات زاخمة بالفأل ..
لست نادمة على تسللي من خلف أقبية رجولتك .. لأطلق لساقي دهشتي الريح .. وأذهب إلى طرقات نقشت عليها خطواتك ..
وجريرة اليأس التي أقحمتني فيها مودتك الموشاء بالعذوبة .. هي العائق .. الهوة بين الدماء وأوردتك ..
وجهك في كفي للتو ممحو التفاصيل ..الغضب فقط ما يلوح على تقاسيمك التي أغرقها التعب والذبول ..
أنا يا حلمي المسجى بين أصابعي , أرتشف خيبة لا تطاولها حسرات الوجود .. وأبكي .. أتراك تحس بي ؟
قبل أن أبتلع هشيم مناوشتنا .. عُد بي إلى خوالي الزمان حيث كنا .. وكأن لا شئ سوانا ..
عد بي إلى خارطة عمرك .. ودعني كغيمة تظللك من ثرثرة الشمس بمطر ضاحك ..
عد .. فقد ضجرت الشتات والجفاف ..
عد ...........

ميسون الرملاوي
11-20-2010, 01:00 AM
لا أستطيع أن أجتر غيابك ولا مبالاتك .. ولا أن أغفو كل ليلة على انتظار يتربص بجلدي .. ويسطر في أجفاني بأحلام لن تتحقق ..أجل سيدي .. لا أستطيع ..
" ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا "

رُوحٌ سُجِنَتْ فِيْ قِيِنينَةِ حُزْنٍ

فاصْطَبَغَ الْحَرف بِلَونٍ رَمَادِيٍّ
كَانَ مَزِيِجاً
منْ بَيَاضُك وَ سَوادٌ يَرْتَشِفك ،،


أنيقة الحزن سحر:34:

سحر الناجي
12-07-2010, 06:41 PM
[quote=ميسون الرملاوي;685167]لا أستطيع أن أجتر غيابك ولا مبالاتك .. ولا أن أغفو كل ليلة على انتظار يتربص بجلدي .. ويسطر في أجفاني بأحلام لن تتحقق ..أجل سيدي .. لا أستطيع ..
" ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا "

رُوحٌ سُجِنَتْ فِيْ قِيِنينَةِ حُزْنٍ
فاصْطَبَغَ الْحَرف بِلَونٍ رَمَادِيٍّ
كَانَ مَزِيِجاً
منْ بَيَاضُك وَ سَوادٌ يَرْتَشِفك ،،

أنيقة الحزن سحر:34:


[right]الماطرة ميسون ..
عندما يماطل السحاب في المكث ويعم على إثره ظمأ ينهك القلوب الناكسة خفقاتها ..
تأتينا الحروف على استحياء وتحاول أن تمارس دور المطر ..
ولكن هيهات لححم البوح أن تذيب الثلج الحارق في صدورنا .. ليستشيط الوعي لأجلها لهيبآ وجفافا ..
غيمتكِ وحدها شربت جفافي وأروتني بقطرات من السكون ..
سلام على روحك

سحر الناجي
12-07-2010, 06:48 PM
http://www6.0zz0.com/2010/11/25/22/855199503.jpg (http://www.0zz0.com)

* إليك عن بعضي
أنقب عن ذات فقدتها حيث يروم الشمس هبوب المغيب ..
فوجدت بقية مني ملقاة على رصيف مهجور في زقاق منسي من القمر ..
أو تعلم أني بت كدندنة غير مكتملة على شفير حنجرة تحتضر ..!
ليتك تدرك فحسب .. أن الدروب نهشتها أبواب الظلام .. وأن الحلم مابرح غير تنهيدة ليل ..
والطفلة التي عدت وراء ظلك ضاحكة .. قد انتابها التعب فغفت على رصيف قلبي .. تحلم بحورية تنتشلها من قسوة قوافيك ..
طفلة خائرة الحلم .. بتاج من الطهر .. وأنفاس كالحرير ..
لكم جلست على ضفة ذاك النهر .. بجانب مصب الحياة أرقب مركب لصياد لا يعيقه صراخ الريح .. ولا عبوس الموج الغاضب ..
بقي من زمني .. أيام .. وربما أعوام .. ولم أنحت ظلي على جدار المجهول .. لم أكتبه ليبقى مهيب المكث ..
وما اندثر من ذراتي في كنف الهموم , كنت تنبشه بسيل من الأوهام .. صنعت مني قصيدة تنطقها شفة التسويف ..
جعلتني أكابد نفرات الحنين , وأنا في قلب عاصفة لا تشفق على هزالي ..
عند النهر .. وبعد رحيل الإعصار جاءني مركبك .. وكهيئتك المنحنية حيرة كان شراعك يتخبط ويتكسر ..
لا أبالي بالمقت وإن هب علي من أنفاس الليل يشيعني إلى مثوى الفزع ..
لا أعبأ وقد عبرتني سفينة بيضاء ظننت ربانها أميري , أشار لي وابتسم , وأخذني بمعيته على متن سفر لا يجنح في قلب الخيال ..
وسط الحلم تائهة أنا .. وأنت لست سوى بسمة واهنة خرساء في وسط الضباب ..
فدعني أجد في البحث عن بقيتي .. وإليك عن بعضي ..
فقد أزف شروق الشمس وحان لي أن أقتطف منها ما ضاع مني ...
.....................,

سحر الناجي
12-07-2010, 06:51 PM
http://www6.0zz0.com/2010/10/28/16/155303269.gif (http://www.0zz0.com)
* لستُ من أيقظ الشمس
فإن أذهلك ما صار إليه وجعنا . فذاك لأنك على شفير التيه وتعدني نجمة لا تتأوه حين منغصات ..
ولك أن تلبسني رداء الملائكة , وتضعني على متن القمم دون أن تحابي وحدتي التي شحبت من عينيك ..
ولن تعدم سعيآ كي تتخذني شموع توزعها في أرجاء ظلمة اجتاحت عمرك وترنو إلى وميض الحلم
ومن المجدي أن تدع ظلي يطوف في أمكنتك حتى تشعر بوقع إحاطتي بك ..
وعطش الطيور التي تأوي إلى الفنن , لستُ أنا من جفف منابع الروابي .. ليعلو صهيل طمأها في أوردتي ..
لستُ من أيقظ الشمس قبل شروقها , وهتك نضارة السنابل في إمارات الحلم ..
بقيت أنت مجبور العثرة في مكثي وتتطلع إلى أن أمتزج بعروقك فلا تقدر على إزاحتي
عبثآ تغيب عني وتأتي من سفرك أعرج الحضور وشوقك إلي كاحتماء بخميلة تنفض عنك صخب التعب
والقشة التي قد تقصم ظهر جلدي لم يحن أوانها .. ولكن ثورتي باتت وشيكة متهيأة السخونة ..
تقتفي أثري على الينابيع المبعثرة في أحراش الضوء .. وتحضر كطيف صامت وتمضي بلا تؤدة ..
ولم تتيقن يومآ من عذابي .. لم تشعر بسخاء حزني الذي ظلل أحاديثنا في مساءات العتاب
ثم أن موعدنا على رصيف الحقيقة لم تؤت ثماره ..
لأن بتلاتك المخضبة بالجرأة لفظتها تربة المسافات الغائرة بيننا ..
فبرح موعدنا معجزة .. لن يضعها في الأرض سوى مشيئة العظيم ..

سحر الناجي
12-07-2010, 06:56 PM
http://www7.0zz0.com/2010/11/27/01/220607341.jpg (http://www.0zz0.com)

يا عذابي ..
كتبتك ذات حرف .. ونقشتك حيرة على جدار صدري ..
فلا تتوانى عن التفرد بسطوتك ..
لا تندم .. أو يقشعر بدنك ..
لأني أؤمن بأن النهاية وشيكة ..
وتسقط على أهدابي ..
يبثها صوتك المحتقن بالزفرات ..
جدير أنت بثمن باهظ من عتابي ..
حري بك أن تلتفت لتنهداتي .. وعبراتي ..
أنا المتخبطة بخيوط من تشرذمك وأكاد أن أختنق ..
أنا المعجونة من طين لازب وماء مسموم من المصائب ..
أما كفاك أني أحبو بحياة هزيلة على تلال حكايتنا ..!
أرجوحتك المائجة بالصلف ألقت بي على حجارة الموت ..
جراحي أُثخنت .. ونزفي لا تجديه حجامة ..
وأطالبك برفق : حنانيك ..
وأجاهد موتي .. أماطله لأحيا من أجلك ..
ومالي سواك نديم .. يامن بالشوق أنت وخيم ..
تذكرتي أنت .. إما للنعيم أو الجحيم ..
أنت .. ثوبي الأبيض في ليلة زفاف ..
أو كفني الذي لا يغطي مني الأطراف ..
فاختر وانتصف لي منك ..
أو دعني أموت بسلام ..

سحر الناجي
12-07-2010, 07:13 PM
http://www10.0zz0.com/2010/10/17/02/369614435.jpg (http://www.0zz0.com)

* أتبحث عني ..؟
نلتقي .. عن بعد .. على جناح فراشة أو همهمة ضوء يهمس لنا بالموعد المنهوك الوقت .. الواجم الثنايا شحيح الضحك والمسرة ..
نلتقي , مثل نخلتين في واحتين تعانق طلحهما في هبوب مساءات الشوق .. ثم هبت عواصف الدنيا تفرق بين قامتهما الخضراء ..
كمن يحصي خطواته على وجه الصحراء ذات رحيل شاق ومن وراء بصر كليل ليكتشف أنه لم يتحرك قيد أنملة ..
ومنك أشتف الشعر الملبد بالمعاني التي تفتشني مليآ بين صفحاتك المشرأبة لهفة لظلي ..
أتبحث عني .. أتشتاقني .. وتكتب لي وقد تلفح حدقك بنظارة رمادية لا تبصرني جيدآ ..!
قريب انت حد النبض .. وبعيدة أنا كما النسمات التي تغرب عنك كل قيظ .. وتدعك عطشآ .. مجهدا ..
قريب وبعيدة .. وقد تهجمتُ على الكلمات التي تحابيك .. وزرعت في قلبي بديلآ بخفقة مريبة استعرت بي ظنآ ..
ريبة تماطل صدري , وأقل ما يراودني قهرآ حين شوق كلدغة تقتص من قلبي .. الحيرة ..
وأن للألم في مجرى الروح المستقيم .. منحنى غليظ ويتسرب من مسام الجسد إلى زوايا الصدر الناعس ..
في كل حوار لنا حكاية , شبيهة بلثغ الخوف في رواية شهرزاد .. وتأتأة الحيرة ذات موت لكليوباترة ..
ولا تعاودنا تضاريس الفضاء باشتياق غامر لمدن منهوكة الأرصفة على صعيد الأفلاك ..
مه يا صولة العذاب .. كفاك عبورا لحقول الخزامى .. التي تسكن طينتنا في أقصى خريطة للجسد ..
بقيت سبابتي تشير إلى اعوجاج بسمة ولدت مشوهة على شفة الليل ..
وصه يا صوت الغياب .. فقد أصمني الفراق .. وبت كرأس لا يصغي لكل لغاتك ..
إبحث عني .. كما تشاء .. أنا هنا مغروزة في تربتي ..
وأنت هناك لا تستطيع التخلص من عثرات الشتات ..
ابحث عني .. وقد تجدني يومآ أقرب إليك من كل أنفاسك وخفقاتك ..
ابحث ..

سلمى الغانمي
12-07-2010, 07:26 PM
"


سحر / تسجيل حضـور ولي عودة تليق بكِ

,

سلمى الغانمي
12-14-2010, 10:15 AM
"


لقد رحلوا
وتركوا بصمات عودتهم البائسة
لقد رحلوا بكبرياء
وحفروا في أرض المُدن منصات لنكس الرؤوس الضائعة بعدنا
لقد رحلوا
وبقينا لنرحل إذا ما عادوا إلينا .


سحر / أنا أقف هُنا , إجلال لهذه الفاخرة ليس إلا .

,

سحر الناجي
01-08-2011, 09:16 PM
"


لقد رحلوا
وتركوا بصمات عودتهم البائسة
لقد رحلوا بكبرياء
وحفروا في أرض المُدن منصات لنكس الرؤوس الضائعة بعدنا
لقد رحلوا
وبقينا لنرحل إذا ما عادوا إلينا .


سحر / أنا أقف هُنا , إجلال لهذه الفاخرة ليس إلا .

,


سلمى الغانمي ..
أجل يا بهية .. يرحلون لواذا بالجبال الواجمة بالفقد على روابي الزمان ..
يرحلون ويأخذون بعضنا .. فلا تبرح الأنفاس سوى شطر أهوج للصدور المثقوبة ..
لم تخبرني النجوم عن عبورك الزاخم بأضواء اللباقة ..
ولكني شممت عطر حرفكِ الأبيض .. فجئتكِ على عجل .. ممتنة ..
سلام على روحك ..

سحر الناجي
01-08-2011, 09:24 PM
http://www5.0zz0.com/2010/10/07/01/706724358.jpg (http://www.0zz0.com)

** فراق على متن الحلم ..
ذات بدء .. أنفض شعوذة الظنون .. وأسبل أوشحة الفرح .. هزيلة .. كبِلى ..
لعلك دنوت من الروح إلى درجة لا .. أبيح فيها الإنشطار .. كي لا تستل أنفاسي ..
ومما تبخر من أدخنة المزج .. راق للنار المتجمرة بك أن تذروها إلى ميلاد فراغ هرمي الشكل متكدس بأسطورة الخلود ..
ألوك رائحتك بشهقة وقعت على أيسر الحنجرة , حيث الصمت كان يغط بالخرس .. وكان صوتي يعتصم مأخوذآ .. صعقا ..
إنه أوان الخمول .. والهشاشة تأتي أسرابا لتقع على حواسي مخضبة ذبول أجفاني بنعاس تسلل إلي بينما كنت أتحدث إلى ظلك ..
في غيبوبة الحلم رأيتك يا أميري كحمية أتوخاها بعد لهاث الوزن من حراك الثقل ..
كنت ثملآ بالحزن .. منشي بآهة جدباء .. ولا تجيد الهمس إلا بتمتة " لماذا تتركيني .. أنت تقضين علي بالموت شنقآ على مقصلة قسوتك ""
آنست من صوتك لوعة .. وغلقت التعاسة أبواب فجرك .. فلم يعد ينعيك لقلبي شمس ولا نسيم ..
طيور القلق المثقلة بالمكث أو الرحيل .. تحمل على أجنحتها نصف وجهك وبحر مائج ..
وأنا أشيح بقامتي عن شهقاتك .. حتى لا أعاود الغرق فيك ..
وكل ما تناولته من ملامحك قطرات من عرقك أبلل بها جدب قلبي ذات عطش..
أذكرك في حلمي .. تمشي إلي حسير اللوم والبصر .. تصرخ بهبات غضب : " أنا أحتاجكِ .. ولن أفارقكِ "
خلعت عني وجهك .. حين شرعت أهدابي على ضوضاء العابرين في الجوار ..
يد أختي هزتني برفق : هل استيقظت يا حبيبتي .. كيف تشعرين الآن ؟
أصحو .. ولا يزال وجهك معلقآ على عيني .. وأجوب النظر من حولي لأكتشف أنيي ..
طريحة الفراش في المشفى منذ يومين ..

سحر الناجي
01-08-2011, 09:29 PM
http://www4.0zz0.com/2011/01/07/15/354300947.jpg (http://www.0zz0.com)

** " أنا آسف حتى ترضين "
كفي الهزيل يتسلق الفراغ بجموح رجفة لم أعهدها إلا وتسقط به على عيني ..
لم يتوقف صراخ الرعشات وما تجرأت أصابعي .. إلا بإزاحة دموع تجمهرت على مآقي بلثغ الحزن حارقة ..
ورهبة تهوي إلى قلبي .. حسرة .. بنسيج غير مرمم .. منكوش الوجع .. عابس الحزن ..
رهبة اتخذت من تضاريس صدري مفترش لتمارس تعسفها ..
أحداقي أطلقت صرخة لتوقظ الليل الذي التحف بعباءته السوداء وغرق في غطيط الصمت ..
فأطل برأسه الأسود من جدار المدينة وتمتم بامتعاض : دعيني .. فقد مللتُ أن أكون عدوكِ اللدود ..
أومأ ولا أنكسر .. فقط .. أنحني بأنظاري صوب وجهك الذي حملته على كفي ..
قلت لي :
" لا أصدق أن كل ما كان بيننا أصبح سراب "
لم تهدر قسوتك سيدي هباء , ورسائلك الممتلئة جنونآ قد أثقلتني سحبها وجعلت قلبي كأفق بغشاوة ضباب ..
ونبراتك حين تخلو من تفاصيل الكياسة ..تدوي في أركاني وتتأرجح مقتآ على ذاكرتي ..
" أنا آسف حتى ترضين "
أظافر ندمك تنهش عنادي .. وتجردني من لباس الشموخ .. فألتفت بكل الحنين صوبك ..
مزقتني شر ممزق .. كلما تملكتك العنجهية بأهواء صاخبة .. وهكذا تديرني إلى خطواتي الخلفية لأبتعد عنك ..
النزاع لم يخلق بيننا فجوة ولكن جفوة أينعت مرارة فتعملقت على حناجرنا ..
شطحتك نفثتها رماد ساخن على قلب جائع .. وبدن كفنته بالهزال فلم يعد يجيد الحراك ..
سطوتك .. ترتيل مهتوك الحرف شموخآ وأدعى لأن يبلل الصوت بشهقة جافة ..
أدس بالويل تحت كأسي المنسدلة قطراته بماء بات أسود لرمادية عطشي ..
أحاول أن أزج بك خارج قضبان نافذتي ..
ولكن طيفك يعبر شقوق بابي كظل لا يناكف الاذعان البتة ..
لم تتخلى عن هبوبك بإغراقة شوق .. حتى يتململ حيزي صوب سعف نخلة خاوية..
أعانق جزعها خشية الريح في عبورك ..
بأدق أبجدياتك في ناحية الشمال من صدري .. تنحت حرف أو أكثر فقط بزمرة تنهدات منك ..
الدال وحدة تلمظ المكث وتمدد على حنجرتي لا يبارح شفاهي ..
وكل ما يتمتم لي الهاجس ويوسوس بأن أشق غمارك بكذبة طازجة " أنا لا أريدك "
يستغرقني الكذب .. ويجمد جسدي أمام حنوك .. فلا أجرؤ على مقاومتك ..
حقيقة : لا أقدر على الانسلاخ عنك ..