مشاهدة النسخة كاملة : العقـل أمْ الإيمـان ؟
سميراميس
05-20-2010, 12:08 PM
أهلاً بكم ، هذه شذرة شكوكية في " ليسيوم" مُصغّر ، ليست مقالاً ذاتياً ولا موضوعياً و لا تستوفِ شروطهما ، و آمل أن يكون القسم ملائم :)
ربما لكم أن تعتبروه " مورفيناً " للعديدِ من المفكرين و الباحثين عن الحقيقة , حيث الطمأنينة و اليقينية الحيادية ، فلا وثوقية و لا إنحيازية في هذا الموضوع ..
هناك مقولة لباسكال :
" الإيمان هو المرشد الذي يفضل للعقل , فللعقلِ حـدود .. أما الإيمان فلا حدود له "
أيضاً يقول " للقلب عقل ، لا يعرفه العقل "
فما رأيكم ؟ و هل من نظريات تنقض هذه النظرية ؟
هل تؤمنون بحدودية العقل ، و لا حدودية الشعور و من ذلك عجزنا أمام الأمور الماورائية ، لذا
أدركناها بإيمان قوامه القلب قبل العقل .. !
هل قد نجمع بينهما كما حاول القدّيس توما الاكويني ، و كما قالت الحركة الإسكولائية " المدرسية " ..؟
أجدني اتساءل !
الهنوف الخالدي
05-20-2010, 02:19 PM
أهلا بفيلسُوفتي الصغيره .
على إفتِراض ماتقدم , لاقدم لي بالخطوات الآتيه , أذ أنه مِن المُسلم بهِ ماجاء للعقل فقطْ .
لاحاجة لي بفصل توأمة الفرضيه عن بعضِهما , ماساقُه الأيمان هو النطفةُ الأولى للعقلْ .
اتخيل لو فقُد العقل من الخلقه , مادور الأيمان الحقيقي للانسان ؟!
ألاتعتقدين معيّ ان البادئ الأول لكل شيء , هو إيمانه ؟!
لاأدري صراحةً ,انا روحيةً جداً من خلال هذا العمقْ , اشعرُ ان الأيمان هو العرق الذي لايمُوت .
ليس باللزم ان يكُون الايمان بالأله او بالكُتب , الايمان بشكل مطلق اعنيِه , آمممم ثمة ُ أمور عائِمه في هذا الدركِ الأسفل من الفكِره ,
لكن قد اقول بالمختزل المفيد أن الايمانْ الروحي هو البذرة الأولى , وعلى اثره كان للعقل تنميقْ الإجراءات المتبعه .
وليست النهايه , اذا اني اؤؤمن بمجيئي كثيراُ لليسُيوم .
قُبلاتي .
سـ/ـماء غازي
05-20-2010, 05:40 PM
و إني أخالف الهنوف و آتي من الجهة المعاكسة : )
فـ قبل أن أقرأ موضوعك ومن خلال العنوان قلت : العقل ثم الإيمان
وليس العقل الذي يعنيه باسكال بل العقل الذي تعنيه المسلمات , فبالعقل يحصل الإيمان , و بالشعور يُتَمّ .
سأكون هنا ,
أشكرك .
محمد آل ابراهيم
05-20-2010, 07:33 PM
،
،
،
إن كلَّ الحقائق في هذا الكون نسبية ، وبالتالي ، يصبح العقل هو المقدم على الإيمان والمسلّمات المتوارثة بطبيعة الحال ، ولذا يتوجب علينا نبذ ثقافة اليقين المطلق بثقافة الشك الداعية إلى البحث والتقصي والتفكير الفلسفي المتسائل والناقد والنافي للرضى التامّ بكلّ ما هو موجود ، فالشكّ يرغم العقل للدخول في حركةٍ دائمة تبحث عمّا هو مقنع ، وغير مكتفٍ به أيضاً ، ليبحث عمّا هو أكثر أقناعاً وهكذا ، إن هذا الشكّ يعتبر استزادةً في الإيمان وتجديداً له ، ولولاه لما وُجد الأنبياء الشاكّين بالثقافة السائدة من حولهم ، ولعبدوا الأصنام والأوثان واكتفوا بذلك ، ولذا نجد النبيّ إبراهيم يتسائل شاكاًّ وغير مقتنع بحقيقة الربوبية وهو يقول : " أرني كيف تحيي الموتى " فقال الله : " أولم تؤمن ؟ " فقال إبراهيم : " بلى ولكن ليطمئن قلبي " أي أنَّ الشك لا يزال في قلبه حتى رأى إعادة الخلق أمام ناظريه ؛ ويقول النبي محمد حول هذا أيضاً : " نحن أولى بالشك من إبراهيم " ، إذن لا بد أنَّ نقدم الشكَّ على اليقين لكي نتبيّن اليقين الذي يكون نسبياً ما بعد الشكّ ، لأنه لو كان مطلقاً - اليقين - لاستحال بنا إلى حالةٍ من الخمول والركود والاغتباط والتعالي به على الآخرين . فهنالك حديثٌ يقال أيضاً : إنه عندما سُئل النبي محمد عن الشك قال : " هو صريح الإيمان ، ومحض الإيمان " لأنه يجعلنا دائمي البحث والتفكير والحراك الذهني ، إذن ، إنه لولا الشك لما أصبح اللاديني دينياً ، ولما أصبح الديني لادينياً أو دينياً بشكلٍ آخر ، ولما وجد الفلاسفة والمفكرون .. وهل يمكننا اتخاذ الديكارتية نموذجاً ؟! <<<< بدا يشك http://www.ab33ad.com/vb/images/icons/icon10.gif
شاميرام
عذراً على الإطالة :)
،
،
،
عبدالله الحربي
05-20-2010, 10:47 PM
العقل هو الذي يعقل المسلمات و الأخطار التي تواجه الإنسان نفسه على أرض الواقع
فالعقل هو التفكير إذاً ..
و لذلك العقل هو الطارق الأول للإنسان في حكم الأمور !
فالعقل له حدود ، كما للتفكير حدود و لذلك العقل هو الفكر !
اعتذر لقصر مشاركتي و خفة كميتها من حيث الفائدة !
لاني أحيان تصعب علي الفلسفة الإنسان العصرية :) !
و لو في وضح أكثر كان أفضل !
و شكراً
قايـد الحربي
05-20-2010, 11:06 PM
شاميرام
ــــ
* * *
كُلّ الترحيْب بك .
:
قَبسُ سؤَالٍ بهِ يهْتدي القَلق ،
وَ يَقتدي الفَلَق - أيضاً - .
:
الإيمان بِالعقْل : مِن المُسلّمات ..
أمّا العقْل بالإيمان فيَستَحيل بِـ دَليل :
- حَديث : " اسْتفتِ قلبك " .
- قوْل عُمر بن الخَطاب : " إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك " .
- " لو كان الدين بالعقل لكان مسح أسفل الخف أولى من أعلى الخف " .
:
قبْل السؤال : " العقل أمْ الإيمان ؟ "
هَل نحنُ في [ اَمّ ] السؤالِ مُخيّرون أمْ مسيّرون !
:
شاميرام
شكراً كَـ غمام .
ماجد الذيبان
05-21-2010, 03:27 AM
الأيمان (حدود) يا شاميرام إن سلط على العقل
العقل يكتشف ماهيته ثم يكتشف حوله وهو بهذه المعرفه (الأكتشاف) يخلق الحياة ( فيخلق الأيمان)
لا حدود للعقل فالعقل يجتاز حتى قوانينة ( يتفوق على ماهيته )
وحتى هذا ليس مفهوم مطلق يتم نفيه او إثباته
فما يثبته مثلاُ (كانت) او (فولتير) قد ينفية احد الوجوديون الملحدون كـ ( سارتر)
شاميرام / شكراً لا محدودة
عبد الله العُتَيِّق
05-21-2010, 04:06 AM
شاميرام. و إبداع فلسفي سامق باسق سابق
العقل هو الباحث الحارث، و الإيمان باعثٌ و مُرشدٌ، الإيمانُ يتخللُ العقلَ بأن هناك شيء ما فينبعث العقلُ باحثاً في الوجود حارثاً في أرض الكون لينتهي إلى اكتشافاته، فيأتي الإيمانُ الخارجي يُوجِّه و يُرشد العقلَ . الإيمان الخارجيُ عُرضة لما يؤمن به العقلُ ذاتياً، فيُمحَّصُ ما فيه بأحكام العقلِ. و لا يُمكن أن تكون الأديان الربانية معارضةً للعطية الربانية.
قال الشافعي: لكل شيء حد. حتى العقل. في ذكره العقل إشارة إلى بُعد حدوده، فكأنه يقول: حتى العقل الذي لا مُنتهى له في عقل الإنسان له حد ينتهي إليه. و حد العقل هو عتبة المستحيل، و لا مستحيل إلا ما كان خاصا بالرب، وما عداه فهو ممكن. و الممكنُ مُؤْمَنٌ به، و إلا لما تحقق شيءٌ منه.
في عالم العقلِ نحتاج إلى فهم للعقل، فالكثيرون لا يُدركون أسرار العقل و قُدراته. لذا من لم يعرف قيمة عقله حاربَ ذا العقل.
شاميرام. تتوالى الفلسفة ميسورة من رسم رقْم يدك. فشكرا لك
أحمد الملاح
05-21-2010, 04:20 AM
ربما ما قصده باسكال بالايمان الذي لا حدود له هو الخيال
لان العلم له حدود معلومة بينما الخيال لا حدود له او افاق
اما الايمان بمعناه الاصطلاحي الاجتماعي وليس المعنى العلمي الباسكالي فهو ربما الحدس
اي توقع الشيء دون الحاجة الى براهين علميه رغم مطاطيه معنى الحدس الا اننا نستعملها
عادة للتعبير عن حصول شيء دونما مبرر احصائي او علمي لوقوع هذا الحدث فالمزارع قد
يبذر الحب ويحرث الارض بانتظار غمامة قد تسقي موعد الاحباب او لا كما ان البحار حين
يداهمه خطر الغرق قد يتمتم بصلاة لا يدري لمن ولايعلم ان كانت تنفع ام لا لكن يحدوه ايمان
ان هذه الحركات التي تمارسها الشفاه ستنقذه من الهلاك
نحن ابناء العقل نعم لكن نحن عبيد الايمان ولا شك فرغم ان الايمان جائنا عن طريق العقل
الا انه اصبح السيد المتوج على قلوبنا وافكارنا واصبح العقل مجرد متمم للامور التي لا نحتاج
فيها الى الايمان
هكذا هي صفاتنا الانسانيه وهذه هي الضاهرة الانسانيه كما نعرفها الان
إغفاءة حلم
05-21-2010, 02:49 PM
الإيمان هو المُربي والبيئة الصالحة للعقل ...
والعقل هو الطريق المؤدي للإيمان ...ومعرفة الرب
فكلما زاد عقلنا علماً ودراية ومعرفة ... كُلما زاد إيماننا ...
فكلاهما لا حد له ..
وكلاهما يجعلانا ... نُصدق الغيبيات ... ونؤكد بوجودها ... والغيب يدفعنا للمسير ...والسعي من أجل أكتشافه
وإلا ماكنا سنُبهر يوماً بعصر جديد ... وحضارة تخصه تفوق العصر الذي قبله ...
وماكًنا سنخشى الجنة والنار ...
ويتضح لنا ذلك من قصة إبراهيم...فالبعقل والتدبر والتفكر السليم نصل للرب الرب الذي جعل الكون أكبر آية تُدلنا على أن هُناك مُسير ومدبر لأمور الكون وخالق له ولنا ...
يستحق أن نؤمن به ...
في قوله تعالى :
وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (78)
شاميرام ...
لكِ :icon20:
خالد صالح الحربي
05-21-2010, 02:57 PM
:
العقل أم الإيمان ؟!
إن لم يكونا وجهان لعملةٍ واحدة .
فـ سأختار :
[ العقـ/إـيمان ] ! :)
سميراميس
05-22-2010, 07:15 AM
أهلا بفيلسُوفتي الصغيره .
على إفتِراض ماتقدم , لاقدم لي بالخطوات الآتيه , أذ أنه مِن المُسلم بهِ ماجاء للعقل فقطْ .
لاحاجة لي بفصل توأمة الفرضيه عن بعضِهما , ماساقُه الأيمان هو النطفةُ الأولى للعقلْ .
اتخيل لو فقُد العقل من الخلقه , مادور الأيمان الحقيقي للانسان ؟!
ألاتعتقدين معيّ ان البادئ الأول لكل شيء , هو إيمانه ؟!
لاأدري صراحةً ,انا روحيةً جداً من خلال هذا العمقْ , اشعرُ ان الأيمان هو العرق الذي لايمُوت .
ليس باللزم ان يكُون الايمان بالأله او بالكُتب , الايمان بشكل مطلق اعنيِه , آمممم ثمة ُ أمور عائِمه في هذا الدركِ الأسفل من الفكِره ,
لكن قد اقول بالمختزل المفيد أن الايمانْ الروحي هو البذرة الأولى , وعلى اثره كان للعقل تنميقْ الإجراءات المتبعه .
وليست النهايه , اذا اني اؤؤمن بمجيئي كثيراُ لليسُيوم .
قُبلاتي .
أهلاً بالصديقة العزيزة :34:
نعم ، أتفق معكِ أن الإيمان سابق للعقل و مُتقدم و منها إيماننا بالغيبيات و الماورائيات
لكن الغير مؤمنين بذلك من لا أدريين و ملاحدة أو لا دينيين ماذا تبصرين بحالهم ، فقد انكروا هذا المتقدم و قدمّوا العقل الحسي .. و هُنا يكون الصراع
هل تثق بما يمليه عليك قلبك رغم غيبيته و لا إتصاله بالماديات من حولك ؟
بعضهم قالوا أن العقل محدود جداً لذا يعجز عن إدراك هذه الماديات المحيطة و من ذلك خرجت نظرية الحدودية للعقل ، ليأت الآخرون بعد ذلك بحين و يقولون بمبدأ اللا حدودية للعقل
و إن لم أخطئ أن هذه المبدأ لم يؤتى به إلا في 2004 تقريباً ...
في الشرع الرأي مقدّماً للإيمان و أن العقل بالقلب و من ذلك أدلة عديدة منها القلب مضغة لو صلحت صلح الجسد كله .. عله قريب مما قصده باسكال لكن باسكال مقولته رمزيه مجازية
أنا الأخرى يا الهنوف روحانية شكوكية تُكثر التأملات :o
:34:
سميراميس
05-22-2010, 07:23 AM
و إني أخالف الهنوف و آتي من الجهة المعاكسة : )
فـ قبل أن أقرأ موضوعك ومن خلال العنوان قلت : العقل ثم الإيمان
وليس العقل الذي يعنيه باسكال بل العقل الذي تعنيه المسلمات , فبالعقل يحصل الإيمان , و بالشعور يُتَمّ .
سأكون هنا ,
أشكرك .
اها ، إذاً أنتِ تقدميّن العقل و بنظرك أن العقل هو الذي يأتي بالإيمان لأن مالا يمكن إعتقاده عقلياً لا يمكن الإيمان به ، كثيرة هي الأمور التي لا تُقبل عقلياً
و مع ذلك نفعلها لأننا فقط مؤمنين بها و من ذلك حادثة تقبيل عُمر بن الخطاب ضي الله عنه للحجر الأسود و أيضاً الحج هي شعائر نفعلها بكامل قوانا الإيمانية قبل العقلية من رجم للجمرات مثلاً
أكاد أجزم أننا نفعل ذلك لأننا مؤمنين بهذا الشيء قبل أن نعقله ... كذلك النبي إبراهيم عندما أمره الله بأن يذبح ابنه إسماعيل ككبش فداء هنا الإيمان يتقدم على العقل أيضاً
أنتِ هنا تفعليّن ما قاله القديّس توماس إكوايناس " توما الاكويني " بأن العقل هو الذي يجلب الإيمان و تبعته الحركة الإسكولائية بذلك ..
العقل و الإيمان من وجهة نظري تؤامان سياميان كل منهما يرشد الآخر و يفعل مالا يفعله لو عُطب الآخر
شكراً لك يا عزيزة :34:
سميراميس
05-22-2010, 07:26 AM
حقاً سُررت كثيراً أن هذا الليسيوم حفل بهذا الحضور الثري و المداخلات الرائعة :)
محاضرتي لم يتبقّ عليها وقتاً ، و ما أن أخرج إلا و سأكمل التعقيب اللذيذ جداً هنا
للجميع :34:
خنساء بنت المثنى
05-23-2010, 07:44 PM
تسجيل حضور :)
إحترامي لفكرك أخيتي
ودي
http://www.up.qatarw.com/get-4-2010-3xnz9tvb.gif (http://www.up.qatarw.com)
سميراميس
05-25-2010, 07:31 AM
،
،
،
إن كلَّ الحقائق في هذا الكون نسبية ، وبالتالي ، يصبح العقل هو المقدم على الإيمان والمسلّمات المتوارثة بطبيعة الحال ، ولذا يتوجب علينا نبذ ثقافة اليقين المطلق بثقافة الشك الداعية إلى البحث والتقصي والتفكير الفلسفي المتسائل والناقد والنافي للرضى التامّ بكلّ ما هو موجود ، فالشكّ يرغم العقل للدخول في حركةٍ دائمة تبحث عمّا هو مقنع ، وغير مكتفٍ به أيضاً ، ليبحث عمّا هو أكثر أقناعاً وهكذا ، إن هذا الشكّ يعتبر استزادةً في الإيمان وتجديداً له ، ولولاه لما وُجد الأنبياء الشاكّين بالثقافة السائدة من حولهم ، ولعبدوا الأصنام والأوثان واكتفوا بذلك ، ولذا نجد النبيّ إبراهيم يتسائل شاكاًّ وغير مقتنع بحقيقة الربوبية وهو يقول : " أرني كيف تحيي الموتى " فقال الله : " أولم تؤمن ؟ " فقال إبراهيم : " بلى ولكن ليطمئن قلبي " أي أنَّ الشك لا يزال في قلبه حتى رأى إعادة الخلق أمام ناظريه ؛ ويقول النبي محمد حول هذا أيضاً : " نحن أولى بالشك من إبراهيم " ، إذن لا بد أنَّ نقدم الشكَّ على اليقين لكي نتبيّن اليقين الذي يكون نسبياً ما بعد الشكّ ، لأنه لو كان مطلقاً - اليقين - لاستحال بنا إلى حالةٍ من الخمول والركود والاغتباط والتعالي به على الآخرين . فهنالك حديثٌ يقال أيضاً : إنه عندما سُئل النبي محمد عن الشك قال : " هو صريح الإيمان ، ومحض الإيمان " لأنه يجعلنا دائمي البحث والتفكير والحراك الذهني ، إذن ، إنه لولا الشك لما أصبح اللاديني دينياً ، ولما أصبح الديني لادينياً أو دينياً بشكلٍ آخر ، ولما وجد الفلاسفة والمفكرون .. وهل يمكننا اتخاذ الديكارتية نموذجاً ؟! <<<< بدا يشك http://www.ab33ad.com/vb/images/icons/icon10.gif
شاميرام
عذراً على الإطالة :)
،
،
،
المسلّمات المتوارثة بالذات يا أخي نجدها تفعّل الإيمان أكثر من العقل بدليل قولهم بأن المنقول أفضل من المعقول و حجتهم بذلك أن العقل حجة النقل ،لدي قناعة أن المنقول يعتمد على الإيمان أكثر من العقل و لا بأس لو تضافر العقل مع الإيمان به ؟ لكن مالأمر لو كنّا مطالبين بالإيمان دون العقل فيما نُقل إلينا ..؟ ( هنا مربط الفرس ) جميلٌ جداً يا إبراهيم لو شغلنا العقول في هذه الحقائق النسبية و التي قد تختلف من عصرٍ لآخر بدليل أن كل حقيقة تكون عرضة للتمحيص و النقد و لا حقيقة يقينية إلا الموت هي الحقيقة المتفق عليها حتى الآن .. إسهابك عن الشكوكية و تفضيلها على الوثوقية نقطة جديرة بالإهتمام و سبق و أن تناقشنا حولها في قصة الفلسفة اليونانية و المتعصبين هم الواثقين القاطعين باليقين دوماً بينما الحكماء و الأذكياء تجدهم مملوؤون بالشكوك و هذه شذرة عقلانية إذ أنَّ الإيمان ينفي الشك و يفضي للطمأنينة بالشيء و من الخطأ أن نظن أن الشكوكية إيماناً إلا لو اعتبرت العقلانية عقيدة فسأقول لك أن الإيمان الذي يرحب بالشك هو هذا المصنّف.. ما تلوّن بالأخضر وقفت أمامه اللا دينية قد تعتبر ديناً إذا ما احترمنا لـ اللا دينيين إقصائيتهم للأديان و هذا يعتبره لهم البعض ديناً ( إيدلوجيا) ، لكن ماذا تقصد بأن الديني يكون ديني أو لا ديني ..؟!
الديكارتية هي المبشّرة بالأنطولوجية و عقيدة الإنسانية و قد نتناولها بهذا الليسيوم " اللوغوس " الفلسفي المصغّر :)
شكراً لك و آمل عودتك :d :34:
سميراميس
05-25-2010, 07:34 AM
العقل هو الذي يعقل المسلمات و الأخطار التي تواجه الإنسان نفسه على أرض الواقع
فالعقل هو التفكير إذاً ..
و لذلك العقل هو الطارق الأول للإنسان في حكم الأمور !
فالعقل له حدود ، كما للتفكير حدود و لذلك العقل هو الفكر !
اعتذر لقصر مشاركتي و خفة كميتها من حيث الفائدة !
لاني أحيان تصعب علي الفلسفة الإنسان العصرية :) !
و لو في وضح أكثر كان أفضل !
و شكراً
ما تلوّن بالأحمر إختزال لتفضيل العقل و إعتراف صريح بحدودية العقل و قد أتفق معك بتلك الحدودية
لكن هل تظن تماماً أنَّ العقل هو الطارق الأول للإنسان في حكم الأمور خصوصاً في مجتمعنا هذا الذي يعتمد على الإيمان أكثر !؟
مشاركتك رائعة يالحربي :34:
سميراميس
05-25-2010, 07:41 AM
شاميرام
ــــ
* * *
كُلّ الترحيْب بك .
:
قَبسُ سؤَالٍ بهِ يهْتدي القَلق ،
وَ يَقتدي الفَلَق - أيضاً - .
:
الإيمان بِالعقْل : مِن المُسلّمات ..
أمّا العقْل بالإيمان فيَستَحيل بِـ دَليل :
- حَديث : " اسْتفتِ قلبك " .
- قوْل عُمر بن الخَطاب : " إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك " .
- " لو كان الدين بالعقل لكان مسح أسفل الخف أولى من أعلى الخف " .
:
قبْل السؤال : " العقل أمْ الإيمان ؟ "
هَل نحنُ في [ اَمّ ] السؤالِ مُخيّرون أمْ مسيّرون !
:
شاميرام
شكراً كَـ غمام .
أعجبتني جداً عبارة أن الإيمان بالدين (القلب) يستحيل بدليل ، و هذا الدليل هو حجة العقل الذي يتخذها النقل دوماً
ذكر بوزانكيت في فلسفته المثالية أن الدين فوق مستوى العقل لذا استثنى الدين من مبدأه العقلاني المحض ، الأمثلة التي دعمت بها وجهة نظرك
جاءت موضّحة و مفصّلة لأن بعض الأمور و ربما الثوابت منها الغير قابلة للنقاش نطبقّها من باب الإيمان لا العقل أو الإيمان قبل العقل بمعنى أنني لا أنفي العقل هنا بتلك العبادات و الشعائر
لكنني أجزم أننا نفعلها بناء على الإيمان قبل العقل به منها شعائر الحج و الدعاء و غيره ..
مخيرون أو مسيرون .. نقطة جديرة بأن تجعلنا ننقاش التخيير و التسيير و حرية الإرادة في هذا المورفين في مراتٍ قادمة ، لكنني مبدئياً أعتقد أن الإنسان مخيّر و مسيّر و إختياراته تلك هي التي تسيّره
و تفرض عليه حتميات معيّنة ، أقوال الجبريون و المفكرون الإسلاموين هنا تتسع و لو أشرت إليها لربما توسّع النطاق و لا آمل بذلك حتى أنهي مجمل الردود
شكراً لك سيد . الحربي آثرت الموضوع :34: بمداخلةٍ بسيطة ثرية
سميراميس
05-25-2010, 07:54 AM
][
الأيمان ([color="darkred"]حدود) يا شاميرام إن سلط على العقل
العقل يكتشف ماهيته ثم يكتشف حوله وهو بهذه المعرفه (الأكتشاف) يخلق الحياة ( فيخلق الأيمان)
لا حدود للعقل فالعقل يجتاز حتى قوانينة ( يتفوق على ماهيته )
وحتى هذا ليس مفهوم مطلق يتم نفيه او إثباته
فما يثبته مثلاُ (كانت) او (فولتير) قد ينفية احد الوجوديون الملحدون كـ ( سارتر)
شاميرام / شكراً لا محدودة
قال لي أحدهم من الأساتذة المثقفين جداً أن هذه الحدود التي تبدو كسياج على العقل ماهي إلا حامية له مؤطرة و هذا الإطار هو ما يُعرف بالإيمان
فمتى ما توازنت تلك السياج مع العقل كانت العظمة بإستئثار الشكوك من وقت لآخر ، و متى ما ارتفعت تلك السياج قل على العقل السلام لأنه سيتم تغيبه
و إن زاد الإيمان على العقل بشيء ضئيل فلا بأس لكن أن يمحوه و يحرّمه و يجرّم المعقول بحجة تقديم المنقول (الإيمان ، القلب ) فذلك هو التغييب و الأدلجة الفعلية ..
بلا ، هناك حدود للعقل يا عزيزي و لن نجتاز حدوده تلك و أنا شخصياً لم أؤمن بعد بنظرية اللا حدودية للعقل التي قالوا بها مؤخراً إذ أنني حتى الآن لم أجد من يقنعني بأن عقلي قادر مثلاً
على تصوّر طبقات السماوات العُلى أو أو شيء ميتافيزيقي لم تصافحه الحواس و بالتالي سيعجز عنه العقل إلا بالخيال و الخيال ضرب من الإيمان و القلب لو كان من إجهاد العقل ..
و بالفعل ما قد يثبته كانط أو الألوهي فولتيير أو ديدرو مثلاً قد يكفر به الوجودي سارتر لأنه يوثّق عقله قبل قلبه بينما هم العكس
:34: شكراً باسقة لك يا صديقي
سميراميس
05-25-2010, 07:56 AM
شاميرام. و إبداع فلسفي سامق باسق سابق
العقل هو الباحث الحارث، و الإيمان باعثٌ و مُرشدٌ، الإيمانُ يتخللُ العقلَ بأن هناك شيء ما فينبعث العقلُ باحثاً في الوجود حارثاً في أرض الكون لينتهي إلى اكتشافاته، فيأتي الإيمانُ الخارجي يُوجِّه و يُرشد العقلَ . الإيمان الخارجيُ عُرضة لما يؤمن به العقلُ ذاتياً، فيُمحَّصُ ما فيه بأحكام العقلِ. و لا يُمكن أن تكون الأديان الربانية معارضةً للعطية الربانية.
قال الشافعي: لكل شيء حد. حتى العقل. في ذكره العقل إشارة إلى بُعد حدوده، فكأنه يقول: حتى العقل الذي لا مُنتهى له في عقل الإنسان له حد ينتهي إليه. و حد العقل هو عتبة المستحيل، و لا مستحيل إلا ما كان خاصا بالرب، وما عداه فهو ممكن. و الممكنُ مُؤْمَنٌ به، و إلا لما تحقق شيءٌ منه.
في عالم العقلِ نحتاج إلى فهم للعقل، فالكثيرون لا يُدركون أسرار العقل و قُدراته. لذا من لم يعرف قيمة عقله حاربَ ذا العقل.
شاميرام. تتوالى الفلسفة ميسورة من رسم رقْم يدك. فشكرا لك
أهلاً بالأستاذ الفاضل عبد الله العتيّق
وفقك الله كتبت فأبدعت كعادتك ، حقاً أجدني مذهولة لمعنى ارتأيت إليه و قطفته من هذه المداخلة الثرية و السامية جداً
العقل رحب و جداً و يتمدد بالشكوكية و بالرغم من إتساعه هذا إلا أن له حداً و هو المستحيل و المستحيل هو الله ..
أعجب كثيراً يا أستاذي ممن يقولون أن الشك قمة الإيمان كيف يجتمع الشك و التوجّس مع الطمأنينة أظن أن كل منهما ينفي الآخر و يشتته
و لست أعلم عن صحة قوله صلى الله عليه و سلم " الشك صريح الأيمان ، الشك محض الإيمان " كيف يجمتع الشك و الإيمان
الإيمان يعني الطمأنينة و الخلوص للشيء بقناعة سواء عقلية أو إيمانية كما نفعل نحن بالغيبيات المتصلة بالرب .. قرأت هذه الشذرة بأحد الردود
و أحببت أن اسألك أخي الكريم لأنك ذو باع في ذلك : ) وفقك الله و حماك
:34:
سميراميس
05-25-2010, 08:05 AM
ربما ما قصده باسكال بالايمان الذي لا حدود له هو الخيال
لان العلم له حدود معلومة بينما الخيال لا حدود له او افاق
اما الايمان بمعناه الاصطلاحي الاجتماعي وليس المعنى العلمي الباسكالي فهو ربما الحدس
اي توقع الشيء دون الحاجة الى براهين علميه رغم مطاطيه معنى الحدس الا اننا نستعملها
عادة للتعبير عن حصول شيء دونما مبرر احصائي او علمي لوقوع هذا الحدث فالمزارع قد
يبذر الحب ويحرث الارض بانتظار غمامة قد تسقي موعد الاحباب او لا كما ان البحار حين
يداهمه خطر الغرق قد يتمتم بصلاة لا يدري لمن ولايعلم ان كانت تنفع ام لا لكن يحدوه ايمان
ان هذه الحركات التي تمارسها الشفاه ستنقذه من الهلاك
نحن ابناء العقل نعم لكن نحن عبيد الايمان ولا شك فرغم ان الايمان جائنا عن طريق العقل
الا انه اصبح السيد المتوج على قلوبنا وافكارنا واصبح العقل مجرد متمم للامور التي لا نحتاج
فيها الى الايمان
هكذا هي صفاتنا الانسانيه وهذه هي الضاهرة الانسانيه كما نعرفها الان
الإيمان قد يكون الخيال نعم و الخيال لا قيود له ، فتراهم ينسجون الخيالات حتى يؤطرونها بعد ذلك
بإطارات مقدّسة تتصل بها الخرافة أحيانا كما في أديان الإغريق القدماء و كما في بعض العادات لا العبادات بل المعاملات أعني التي يروّج لها بعض دعاتنا و رجال الدين بيننا
، و يضيفوا عليها معاني مقدّسة مما يسلّم عقول العامة لأن يكفوا و لا يبحثوا ..
حتى سقراط و أفلاطون المثالي و ارسطو المادي العقلاني رغم عظمة عقولهم تلك إلا أنهم لم يكونوا مؤمنين توحييدين بل أنهم قالوا بتعددية آلهتهم آنذاك و بجمهورية أفلاطون " بلاتو" مايدعم ذلك ، لأن الرب ليس مرئياً فأننا نجدهم ركزوا على مايشغلهم من المرئيات حتى توصلوا للتجريد شيئاً فشئياً ، معنى ذلك أنهم استنطقوا العقل بعد أن استقر الإيمان بتعددية الآلهة لديهم و لأنها متعددة لم تشغلهم كثيراً ،
نحن أبناء النقل لا العقل بيد أن من يقّدم العقل قبل النقل قد يُفسّق ..
الملاح مداخلة رائعة و أحب حضورك :34:
سميراميس
05-25-2010, 08:10 AM
سأعود لبقية الردود ، برب محاضرة :) :34:
نواف العطا
05-25-2010, 11:26 AM
هما اثباتان لوجود
محمد آل ابراهيم
05-26-2010, 05:57 AM
المسلّمات المتوارثة بالذات يا أخي نجدها تفعّل الإيمان أكثر من العقل بدليل قولهم بأن المنقول أفضل من المعقول و حجتهم بذلك أن العقل حجة النقل ،لدي قناعة أن المنقول يعتمد على الإيمان أكثر من العقل و لا بأس لو تضافر العقل مع الإيمان به ؟ لكن مالأمر لو كنّا مطالبين بالإيمان دون العقل فيما نُقل إلينا ..؟ ( هنا مربط الفرس ) جميلٌ جداً يا إبراهيم لو شغلنا العقول في هذه الحقائق النسبية و التي قد تختلف من عصرٍ لآخر بدليل أن كل حقيقة تكون عرضة للتمحيص و النقد و لا حقيقة يقينية إلا الموت هي الحقيقة المتفق عليها حتى الآن .. إسهابك عن الشكوكية و تفضيلها على الوثوقية نقطة جديرة بالإهتمام و سبق و أن تناقشنا حولها في قصة الفلسفة اليونانية و المتعصبين هم الواثقين القاطعين باليقين دوماً بينما الحكماء و الأذكياء تجدهم مملوؤون بالشكوك و هذه شذرة عقلانية إذ أنَّ الإيمان ينفي الشك و يفضي للطمأنينة بالشيء و من الخطأ أن نظن أن الشكوكية إيماناً إلا لو اعتبرت العقلانية عقيدة فسأقول لك أن الإيمان الذي يرحب بالشك هو هذا المصنّف.. ما تلوّن بالأخضر وقفت أمامه اللا دينية قد تعتبر ديناً إذا ما احترمنا لـ اللا دينيين إقصائيتهم للأديان و هذا يعتبره لهم البعض ديناً ( إيدلوجيا) ، لكن ماذا تقصد بأن الديني يكون ديني أو لا ديني ..؟!
الديكارتية هي المبشّرة بالأنطولوجية و عقيدة الإنسانية و قد نتناولها بهذا الليسيوم " اللوغوس " الفلسفي المصغّر :)
شكراً لك و آمل عودتك :d :34:
* في نظري ، إن أفضل ما طُرح في مسألة تعارض العقل والنقل هو ما يذهب إليه الفكر المعتزلي في قراءة النص حيث إنهم يقدمون العقل عن النقل لكي لا يسلّم العقل بشيءٍ لا يدركه ، أو يُعطل إن صحّ التعبير .
* إن ما ذكرته عن الشكّ وارتباطه بالحكمة والذكاء والعقلانية ، وعن اليقين المطلق والقطعي وارتباطه بالتعصّب والتشنج وتعطيل العقل هو ما كنت أرمي إليه تماماً في هذه المسألة .
* أما عن التحولات النوعية في المعتقد فمن الطبيعي أن يكون الشكّ هو العامل الرئيس والمشترك بين الباحث والتحول ، بل هو النافذة الأولى للقفز من الرديء إلى الأفضل أو من الأفضل إلى ما هو أفضل منه وفقاً لفهم الباحث ومدركاته ، لأننا قلنا بنسبية الحقيقة من قبل :) .
شكراً شاميرام
واسمحي لي بالمتابعة :34:
محبتي
،
،
،
حمد الرحيمي
05-28-2010, 11:13 PM
شاميرام ...
أهلاً بك ...
أجد هيوم محقاً في قوله : " إن العقل قد بولغ جداً في تقديره " و لأني إنسانٌ مؤمنٌ بالموجودات و الماورائيات ... أجزم أن العقل لابد و أن يقف عند حدودٍ لا طاقة له بها ... يقول الفيلسوف الشهير كانط في كتابه أسس ميتافيزيقا الأخلاق " وضعتُ حدّا للعقل لأفسح في المجال للإيمان" ...
و أيضاً أنا على يقينٍ من أن العقل يقود للإيمان ...
شكراً للباحثة عن الحكمة / شاميرام ...
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025,