تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : علامَ تعتمد القيمة الأخلاقية ؟


سميراميس
06-05-2010, 01:02 PM
الاكسيولوجيا (axiology ) أو مبحث القيم ، بدأ معْ الفلسفةِ اليونانية خصوصاً عند سقراط وافلاطون و ارسطو ..
ثم انتقلت إلى الأديان الآُخر, كالمسيحية و الإسلام و البوذية "متمثلة بالوصايا العشر التي تكون الخمسة الأولى منها واجبة ، بينما الخمسة الأخرى ليست واجبة إلا على رجال الدين فقط "
و من هُنا جاء الإرتباط الدائم بين الأديان و الأخلاق ، بل أن لو أطلقنا لفظة لأحدهما في الذهن تأتي اللفظة الأخرى تِباعاً ..


و بنظرةٍ دقيقة أكثر نقول أن الأخلاق نشأت قبل الدين ، و لو كان الدين يُرشد إليها و يهذبها إلاّ أن الأخلاق وُجدت قبل الأديان ، فقد كان الانسان يعيش حياة الحيوان بغرائزه, يعيش مع الوحوش يآكلها و تآكله وَ ربما عمد الإنسان في أضعف حالاته عندما يتغشّاه الخوف من الحيوان أن يجعله " طوطم " لإتقاء شّره ، وَ بعد أنْ ظهرتْ الأنثى فى حياة الرجل عملتْ قولبة لحياته ، حيث أنَّها هى من أسسّ للحياةِ المدنية, و مهدت لتطور الإنسان, بخروجها لمساعدته في الأعمال و الإكتشاف شيئاً فشيئاً ، حتى ابتعد المرء عن الحياة الحيوانية البهيمية البدائية ..


و بهذا نتوصل إلى أنَّ القيم الأخلاقية نشأتْ قبل أن يعرف الإنسان الأديان , عن طريق تراكم تجاربه و إستشعارهُ لصوت العقل و إدراك الإرادة الخيّرة التي لا ترتبط بدرجةٍ أولى بالدين و ما يأمر به ـ لأن أول الأمر كانت الأخلاق لم تعرف الدين بعد و بعد أن جاءت الطوطمية تداخلت الأخلاق بالتقديس شيئاً فشيئاً ـ ، و لو كانت القيمة الاخلاقية للأفعال مقتصرة على ما يأمر به الدين فقط لما وجد بعض المؤمنين خُلقهم سيء ، و بعض الملاحدة خلقهم حسن ـ و هنا كتبت بعض تفادياً لأن لا يظن البعض أنني أعُمم أو أسقط أحكاماً عشوائية ـ
الأخلاق إذا توفرّت في ذوات البشر فأنها ستعطيهم القيمة الإنسانية لما يذهبوا إليه من أفعال و أساليب و بالتالي تعمد لبقاؤهم و إستقرارهم . بل حتى الحيوانات تتمتع بالأخلاق (الغريزية) ، و الأخلاق شرط من شروط بقاء الإنسان و مصلحته, و بفقد الأخلاق ينحل عقد الحياة فيذهب الى الفناء . و كانت هناك عدة أراء للأخلاق و النظرة لها على إختلاف المدارس الفلسفية سواء السفسطية أو الافلاطونية و الفيثاغورية أو النفعية و السقراطية و غيرها الكثير ..


هناك من قال بأن الأخلاق مطلقة نعم في البشر ، لكنها نسبية فيما تفرضه المحيطات بالشخص نفسه فقد تتقيّد أو قد تتمدد ، و الأخلاق و مبادئها عرضة للإختلاف على مر الزمان و الأمكنة فما قد يستباح في زمن ما من خُلق كريم بعد سنوات قد يكون ذميماً . قُس على ذلك وأد البنات في الجاهلية كانت عادة مستباحة و لكن الآن عادة ذميمة جداً و هنا لابد من الإشارة للعوامل التي صقلت الاخلاق و نقلتها من وضع لآخر .. فالزمن يهذّب الأخلاق بما يستجّد به من دين أو صحوة أو تشذيب لعرف ما و هكذا ..

ماذا لو سألنا : هل الفعل الأخلاقي قائم بذاته ، أم على ما يترتب من عقاب و ثواب ..؟ جنة أو نار ..؟
ماذا لو لم يكن هناك عقاب و ثواب يترتب على هذا الفعل الأخلاقي ، هل قد يترك لنا الدين إنتهاك الأخلاق لأن الأمر بالأخير لا يحتم جنّة أو نار ، ثواب أو عقاب !؟
الإسلام يأمرنا بالقيام بالأخلاق و تأديتها لأجلها ، للفائدة التي تضبط النفس عليها ليس لأن ثمة عقاب أو جزاء قد يترتب عليها !؟
تقول إحداهن لا يمنعني عن العمل بمجال مختلط إلاّ لأنه " حرام " ، حصرت السبب بـ مجرد حكم " حرام " ، أين القيمة الأخلاقية للفعل هنا ..؟
حري بها أن تتمثل المنع مثلاً لقناعات تمليها أسباب كون ذلك حراماً ، لا لمجرد التشبث بظاهر الحكم ..
اسأم كثيراً إذا وجدت من يختزل القيمة الأخلاقية في الإسلام لمجرد المثوبة أو العقاب ، فالأخلاق هنا عميقة ، رصينة ، تهدف لأهداف تؤدب الإنسان لا تحصره ضمن إطارات جامدة .


(وردات)

غدير المشاعر
06-06-2010, 01:14 PM
ماذا لو سألنا : هل الفعل الأخلاقي قائم بذاته ، أم على ما يترتب من عقاب و ثواب ..؟ جنة أو نار ..؟

ماذا لو لم يكن هناك عقاب و ثواب يترتب على هذا الفعل الأخلاقي ، هل قد يترك لنا الدين إنتهاك الأخلاق لأن الأمر بالأخير لا يحتم جنّة أو نار ، ثواب أو عقاب !؟
الإسلام يأمرنا بالقيام بالأخلاق و تأديتها لأجلها ، للفائدة التي تضبط النفس عليها ليس لأن ثمة عقاب أو جزاء قد يترتب عليها !؟
تقول إحداهن لا يمنعني عن العمل بمجال مختلط إلاّ لأنه " حرام " ، حصرت السبب بـ مجرد حكم " حرام " ، أين القيمة الأخلاقية للفعل هنا ..؟
حري بها أن تتمثل المنع مثلاً لقناعات تمليها أسباب كون ذلك حراماً ، لا لمجرد التشبث بظاهر الحكم ..
اسأم كثيراً إذا وجدت من يختزل القيمة الأخلاقية في الإسلام لمجرد المثوبة أو العقاب ، فالأخلاق هنا عميقة ، رصينة ، تهدف لأهداف تؤدب الإنسان لا تحصره ضمن إطارات جامدة .




اهلا شاميرام
اختلف معكِ قليلاً هنا
اراكِ وقد فصلتي الاخلاق عن الدين
وكأن من قالت ( حرام ) لم تكن تدرك بأن الله حرم الاختلاط دون مراعاة اسباب التحريم
ف خوفنا من الحرام والعقاب ليس خطأ وبنفس الوقت نعلم جيداً ان الله ماحرم شيئاً الا وكان مخالفاً للاخلاق
ف كل الاديان وكما ذكرتي تدعو فى المقام الاول للالتزام بالاخلاق وجاء رسولنا الكريم ليتمم مكارم الاخلاق



الإسلام يأمرنا بالقيام بالأخلاق و تأديتها لأجلها ، للفائدة التي تضبط النفس عليها ليس لأن ثمة عقاب أو جزاء قد يترتب عليها !؟

صدقتي
وأجد هنا انك قمتِ بالاجابة على تساؤلاتك


.
.

تقديري

صالح العرجان
06-07-2010, 03:16 AM
الاكسيولوجيا (axiology ) أو مبحث القيم ، بدأ معْ الفلسفةِ اليونانية خصوصاً عند سقراط وافلاطون و ارسطو ..
ثم انتقلت إلى الأديان الآُخر, كالمسيحية و الإسلام و البوذية "متمثلة بالوصايا العشر التي تكون الخمسة الأولى منها واجبة ، بينما الخمسة الأخرى ليست واجبة إلا على رجال الدين فقط "
و من هُنا جاء الإرتباط الدائم بين الأديان و الأخلاق ، بل أن لو أطلقنا لفظة لأحدهما في الذهن تأتي اللفظة الأخرى تِباعاً ..


و بنظرةٍ دقيقة أكثر نقول أن الأخلاق نشأت قبل الدين ، و لو كان الدين يُرشد إليها و يهذبها إلاّ أن الأخلاق وُجدت قبل الأديان ، فقد كان الانسان يعيش حياة الحيوان بغرائزه, يعيش مع الوحوش يآكلها و تآكله وَ ربما عمد الإنسان في أضعف حالاته عندما يتغشّاه الخوف من الحيوان أن يجعله " طوطم " لإتقاء شّره ، وَ بعد أنْ ظهرتْ الأنثى فى حياة الرجل عملتْ قولبة لحياته ، حيث أنَّها هى من أسسّ للحياةِ المدنية, و مهدت لتطور الإنسان, بخروجها لمساعدته في الأعمال و الإكتشاف شيئاً فشيئاً ، حتى ابتعد المرء عن الحياة الحيوانية البهيمية البدائية ..


و بهذا نتوصل إلى أنَّ القيم الأخلاقية نشأتْ قبل أن يعرف الإنسان الأديان , عن طريق تراكم تجاربه و إستشعارهُ لصوت العقل و إدراك الإرادة الخيّرة التي لا ترتبط بدرجةٍ أولى بالدين و ما يأمر به ـ لأن أول الأمر كانت الأخلاق لم تعرف الدين بعد و بعد أن جاءت الطوطمية تداخلت الأخلاق بالتقديس شيئاً فشيئاً ـ ، و لو كانت القيمة الاخلاقية للأفعال مقتصرة على ما يأمر به الدين فقط لما وجد بعض المؤمنين خُلقهم سيء ، و بعض الملاحدة خلقهم حسن ـ و هنا كتبت بعض تفادياً لأن لا يظن البعض أنني أعُمم أو أسقط أحكاماً عشوائية ـ
الأخلاق إذا توفرّت في ذوات البشر فأنها ستعطيهم القيمة الإنسانية لما يذهبوا إليه من أفعال و أساليب و بالتالي تعمد لبقاؤهم و إستقرارهم . بل حتى الحيوانات تتمتع بالأخلاق (الغريزية) ، و الأخلاق شرط من شروط بقاء الإنسان و مصلحته, و بفقد الأخلاق ينحل عقد الحياة فيذهب الى الفناء . و كانت هناك عدة أراء للأخلاق و النظرة لها على إختلاف المدارس الفلسفية سواء السفسطية أو الافلاطونية و الفيثاغورية أو النفعية و السقراطية و غيرها الكثير ..


هناك من قال بأن الأخلاق مطلقة نعم في البشر ، لكنها نسبية فيما تفرضه المحيطات بالشخص نفسه فقد تتقيّد أو قد تتمدد ، و الأخلاق و مبادئها عرضة للإختلاف على مر الزمان و الأمكنة فما قد يستباح في زمن ما من خُلق كريم بعد سنوات قد يكون ذميماً . قُس على ذلك وأد البنات في الجاهلية كانت عادة مستباحة و لكن الآن عادة ذميمة جداً و هنا لابد من الإشارة للعوامل التي صقلت الاخلاق و نقلتها من وضع لآخر .. فالزمن يهذّب الأخلاق بما يستجّد به من دين أو صحوة أو تشذيب لعرف ما و هكذا ..

ماذا لو سألنا : هل الفعل الأخلاقي قائم بذاته ، أم على ما يترتب من عقاب و ثواب ..؟ جنة أو نار ..؟
ماذا لو لم يكن هناك عقاب و ثواب يترتب على هذا الفعل الأخلاقي ، هل قد يترك لنا الدين إنتهاك الأخلاق لأن الأمر بالأخير لا يحتم جنّة أو نار ، ثواب أو عقاب !؟
الإسلام يأمرنا بالقيام بالأخلاق و تأديتها لأجلها ، للفائدة التي تضبط النفس عليها ليس لأن ثمة عقاب أو جزاء قد يترتب عليها !؟
تقول إحداهن لا يمنعني عن العمل بمجال مختلط إلاّ لأنه " حرام " ، حصرت السبب بـ مجرد حكم " حرام " ، أين القيمة الأخلاقية للفعل هنا ..؟
حري بها أن تتمثل المنع مثلاً لقناعات تمليها أسباب كون ذلك حراماً ، لا لمجرد التشبث بظاهر الحكم ..
اسأم كثيراً إذا وجدت من يختزل القيمة الأخلاقية في الإسلام لمجرد المثوبة أو العقاب ، فالأخلاق هنا عميقة ، رصينة ، تهدف لأهداف تؤدب الإنسان لا تحصره ضمن إطارات جامدة .


(وردات)


شاميرام

عن الجزء الملون بالاحمر أكاد أجزم ان اللبس هو المحور الذي إرتكز عليه ما شاك في عقلي من عدم وضوح وعتم في ترتيب الاشياء
لذا أتمنى ان يتسع صدرك لحروفي

الأخلاق لا تعني على التوالي المعرفة والعكس ايضاً صحيح

ولو رجعنا للاصل في ذلك سنجد ان الله خلق آدم وعلمه الاسماء أي خصه بالمعرفة غير انه اخطاء في اكله من ثمار الشجرة المحرمه
وهذا عصيان سوله الفضول في معرفة شجرة الخلد الذي استغله ابليس في إغوائه اياه يثبت ذلك ما دار بين الله وابليس من حوار وليس نقاش لان ابليس جاهل وهذه الصفه ثبوتها عدم معرفته لما هو آدم وتصاغره لأصله وهذه صفه كبر تختص بالجاهل والنقاش المقنع لا يكون الا بين متكافئين يتسع صدرهما للغة الحوار

وعن خروج المرأة وظهورها
سأخبرك بما اعلم انه سيثير علامات من الدهشة
لا يوجد بالقرآن ما نصه يعني إسم حواء حين خلقها بل توارد اسم زوجك و أزواجاً حين كانت بالجنة وقبل معرفتها بـ ادم هنا إشاره لكسر فكرة انها خلقت من ضلع آدم وهو نائم نحن لنا عقول يجب ان لا تقبل كل ما كان من خارج القرآن إلا بدقة وتحري
هي خلقت من نفس واحده تلك التي يقاسمها ايها آدم ولو كانت قد خلقت من ضلع آدم لورد ذلك بالقرآن ولبين الله لنا صفة تكوينها ولكنها وحسب إجتهاد بسيط مني بقيت غائبة لتكون من الغيبيات التي نؤمن بها
وهذا يترك لي نافذه من ضوء تطل على إعتقاد انها كانت في الجنه قبل آدم والاحاديث في فضلها وتفضيلها على الاب تعزز هذا الاعتقاد

صوت آذان الفجر حآن
لي عوده إن كان هناك بقية

رد ود


http://ro7elb7r.jeeran.com/ثَغْرٍ%20الوٍُرٍٍدِ.gif

عبدالعزيز رشيد
06-07-2010, 09:32 PM
أوفقك في قولك بأنّ الأخلاق أتت بالإنسان قبل الأديان . يقول الرسول_صلى الله عليه وسلّم_ :" انّما بعثت لأتمّم مكارم الأخلاق" .الغريزة الانسانيّة والتي تتضمن أشياء عدّة منها : الرغبات , هي التي قد تعيد ترتيب أولويّات الاخلاق لدى الإنسان نفسه . لاننسى هنالك العقل والقلب وهما قد يختلفان مع بعضهما . دائما مايقف الانسان عند سؤال:
-أين تكمن مصلحتي؟
- وهل هي على حساب أحد؟
هنا مفرتق طرقٌ تتداخل الأخلاق والغريزة الانسانيّة بها .
الأخلاق كالانبعاث الداخليّ قد يطغى عليه ضجيج الغرائز ونحوها ومهما كان لايمكن إنكار وجودها إلا إذا كان مصدر الإنبعاث (وهو القلب بالغالب) غافلا أو محكوما بفعل سيطرة العقل .

الدين , يهذّب العقل ويقوّي القلب . فمثلا: العقل جريء وفضوليّ اتّجاه كلّ ماهو مجهول ويريد معرفته وبفضل التعاليم الدينيّة _أحيانا_ وبقوّة القلب يبقى صامتا ويكتفي بجهله .

سميراميس
06-08-2010, 05:03 PM
شكراً لكم جميعاً ، سعيدة أنا بهذه الردود و بإذن الله اجتاز أقرب إختبار ، و أعود للتعقيب : )

عبدالله العويمر
06-09-2010, 05:05 PM
أهْلا شَاميرام

سأتَسَاءل فِي ثَلاث نِقَاط:
1- كَيْف لَنا أنْ نَرْبِط قَول الرسُول صلى الله عليه وسلَم "مامن مولود إلا ٍيولد على الفِطْرَة ..."إلى آخر الحديث -أو كما قال-، وبين الأخلاق؟

2-حِيْنما خلق َ الله ُ آدم عليه السلام ، هل خَلَقَه ُ وهُو لايَعْرِف الله أم يَعْرِفهَ ؟ فإن كَان يَعْرِف الله وقَد علّمه الله الأسْمَاء حِيْنما أراد أن يَجْعَله خليْفَة ً فَهذا دِيْن وهُو معرفَة ُ الله وتَوحِيْده !وهَل آدم عليه السلام حِيْنمَا خلَقَه الله كَان بِلا خُلِق واكتسب الأخلاق عبْر حياتِه؟!

3-ظُهور مَن لايَكون على خُلق هل هَذا بسبب ِ عَدم تطْبِيْقه لِتَعَالِيْم دِيْنه حَرْفيّاً أم مَاذا؟فَمن الوَاضِح أنْ تعَاليْم الدّين تَقُوم وتحثّ على الأخلاق والرّحمة ومنها حَديث " لايُؤمن أحدكم حتّى يحب لأخيه مايُحب لنفسِه" وماتُحبّه لِنفِسك ينْطوي تحتَه ماتُحب أن يُعاملُوك النّاس به وهُو مِن الأخلاَق

الأديَان كُلّها فِي حقِيقَتِها الّتي أنْزَلَها الله تتّفِق على مضْمون ٍ واحِد إلا أنها حُرّفت ماعدا الإسلام..

وسَواءا ً كَان البَاعِث ُ على الأخْلاق الثّواب أو العِقَاب فَإنني أعتَقِد بِان الدّين هُو المُفَصّل والبَاعِث لَها.


مُجَرّد رَأي
ومَسَاؤك ِ عَطِر

أكرم التلاوي
06-11-2010, 11:49 PM
في البداية أعرج إلى قول الله تعالى " وما خلقت الإنس والجنَّ إلا ليعبدون "
وهنا يظهر أن أساس الخَلق هو ديني بحت ألا وهو العبادة ولا ننسى طبعاً أن الخُلق الحسن عبادة أيضا ً , فالعابد الحسن لا بُدَّ أن يكون خُلقه ُ حسن , وإن وجدنا أمثله كثيرة لكفّار أو ملاحدة يحملون أخلاقا ً حسنة فهذا لا يغير شيئا ً , فالدين ليس هو ما جاء به ِ محمد عليه الصلاة والسلام فقط وقول النبي " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " يبين أن الديانات السماوية السابقة جميعها كانت تحث على مكارم الأخلاق , وحتى الذين يعبدون النار أو يسجدون لبقرة ربما يكون في اعتقادهم أن في هذا تقرب للرب الذي يعبدونه أيا ً كان هذا الرب , لذلك أنا أؤمن بأنه ُ ليس هناك شخص سيء بالمطلق , فحتى الكفار تجد فيهم خصال حميدة وهذا أمر فطري فالنفس البشرية مجبولة على الخير والشر هذين النقيضين اللذين يتفاوتان من شخص ٍ لآخر , فتجد مثلاً شخصا ً قاتلا ً يعطف على طفلة , أو كما أخبرنا النبي عن قصة المرأة الزانية التي أسقت كلبا ً , أو في قصّة النبي عليه الصلاة والسلام مع ابنة حاتم الطائي واعجابه بخصاله , وهذا يبين أنه ُ ليس هناك شخص سيء كليا ً , أما في السؤال عن الأقدم الأخلاق أم الدين أظن معرفة الأقدم لا تغير شيئا ً رغم أني أجزم بأن الدين قبل وذلك لقول الله على لسان الملائكة " قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبّحُ بحمدِكَ ونُقَدِّسُ لك " وهذا يبين أن الدين كان قبل النفس البشرية حتى والله أعلم .


تحياتي لك ِ يا شاميرام وكل الشكر على هذا الطرح الجميل

دمت ِ بخير

سميراميس
06-12-2010, 04:26 AM
اهلا شاميرام
اختلف معكِ قليلاً هنا
اراكِ وقد فصلتي الاخلاق عن الدين
وكأن من قالت ( حرام ) لم تكن تدرك بأن الله حرم الاختلاط دون مراعاة اسباب التحريم
ف خوفنا من الحرام والعقاب ليس خطأ وبنفس الوقت نعلم جيداً ان الله ماحرم شيئاً الا وكان مخالفاً للاخلاق
ف كل الاديان وكما ذكرتي تدعو فى المقام الاول للالتزام بالاخلاق وجاء رسولنا الكريم ليتمم مكارم الاخلاق



الإسلام يأمرنا بالقيام بالأخلاق و تأديتها لأجلها ، للفائدة التي تضبط النفس عليها ليس لأن ثمة عقاب أو جزاء قد يترتب عليها !؟

صدقتي
وأجد هنا انك قمتِ بالاجابة على تساؤلاتك


.
.

تقديري


مُطلقاً لمْ أعمدْ لفصلِ الأخلاق عن الأديان و قد كتبت هذا في غرة مقالي هذا ، و إن ظهر لك هذا اللغط فذلك لـ الإلتباس الذي جعلكِ تربطين قولي بضبابية تحريم الإسلام للمحظورات ، و هذا ما لا أرنو إليه .
أدرك أن التحريم في الإسلام لم يأتِ إلا لحكمة تهذيبية تأديبية ، لكن الحاصل يا عزيزتي أن العديد من الناس ـ خصوصاً من ينساقون ويندفعون بعاطفية للدفاع عما يؤمنون به من عادات صبغوها بقدسية حكم ما ـ باتوا يتشبثون بسطحي الحكم فقط ،
فيقصرون عزوفهم عن أمرٍ ما ، لأن ذلك " محرّم " ، فالقيمةُ الأخلاقية لديهم لا تتوقف على الخُلق ذاته ، لأجله ، أوْ لما فيه من قناعة تهذّب ذلك العزوف ، ثم إن أمراً كالإختلاط يبقى محل خلاف مما يعني أنَّنا لو علقّنا القيمة الاخلاقية
على تحريمه لدينا هنا ، فكيف قد تكون القيمة هذه المختلفة عند من لهم مذهب مغاير عنّا ، و بالتالي يعزفون عن الإختلاط ـ مثلاً ـ لأنَّهم يتمثلون الخُلق لذاته ..هذا الربط يحرج كل من يختزل القيمة الأخلاقية بحكمٍ ما أو نصٍ ما ..

:34:

سالم عايش
06-12-2010, 10:40 AM
شاميرام

هنالك امرين قبل أن أشرع في المداخلة.

الأول خوفي الذي يعرفه الجميع من الأسماء المستعارة (ولكن الموضوع جميل وسأقوم بالرد)، والثاني وجود بعض الهمسات

الشبيهه بالإسقاطات التي تدل على تعمد الكاتب تمرير فكر معين (وأنا أحترم الكتاب الذين يحملون هذا الفكر).

يقول عبدالرحمن منيف : (لا يوجد شيء بدون مقابل، حتى هذا الذي يصلي ترى لولم يكن هنالك جنة هل سيصلي؟) (مقطع من

إحدى رواياته) وأنا أخالفه وأقول أن القيمة الأخلاقية ليست مرتبطة بالفائدة وليست مربوطة بالدين أيضاً.

وأكاد أجزم أن القيمة الأخلاقية في غالبها خلقت مع الإنسان وذات رباط وثيق بالدم والمشارب أي أنها أمر خارج عن السيطرة

وغير قابل للتهذيب أو التربية، وهذا لا يعني القيم ككل بل أن هنالك قيم تتأثر بالعوامل والمعطيات وتتغير معها، فقيم الغنى

وأخلاقياته تختلف عن قيم الفقر وأخلاقياته.

موضوع جميل وأرغمني على المداخلة.

سميراميس
06-13-2010, 06:47 AM
شاميرام

الأخلاق لا تعني على التوالي المعرفة والعكس ايضاً صحيح


أثق أن المعرفةََ كفيلة بأن تعلمّنا العديد من الأخلاق ، تهذّب ما مال منها ، و مِنْ المعرفة جاءت الأديان لتعرّفنا بالفضائل و بذلك تشذّب الأخلاق و تقلّم أظافر السيء منها
و هذا الشيء نسبوي يجب أن نلاحظ ذلك ، إذا ما تتبعنا أن الأفضلية الأخلاقية بين الأديان مغايرة ، فما قد يدعو إليه دين و يحض إليه ، غيره قد يراه فرية كبيرة و ذنب لا يغتفر
لذا تبقى الإنسانية وحدها المعيار الثابت الذي لا تختلف على أثره الأفضلية الأخلاقية ..

شاميرام
ولو رجعنا للاصل في ذلك سنجد ان الله خلق آدم وعلمه الاسماء أي خصه بالمعرفة غير انه اخطاء في اكله من ثمار الشجرة المحرمه
وهذا عصيان سوله الفضول في معرفة شجرة الخلد الذي استغله ابليس في إغوائه اياه يثبت ذلك ما دار بين الله وابليس من حوار وليس نقاش لان ابليس جاهل وهذه الصفه ثبوتها عدم معرفته لما هو آدم وتصاغره لأصله وهذه صفه كبر تختص بالجاهل والنقاش المقنع لا يكون الا بين متكافئين يتسع صدرهما للغة الحوار



الخُلق الذي صدر من آدم و زوجه حواء في الجنّة لم يعقبه تحذير بجنة أو نار ، إنما جاء تحذيراً بصبغهم بالظالمين لو اقترفوا ذلك ، لذا لم يتوقفوا على قيمة أخلاقية للخُلق لمجرد ظاهر هذا التحذير ، و راحوا يتبعّوا ما كان فطريا طبيعياً في خلقتهم حيث العجلة و الإنصياغ للفضول ، و هنا المعرفة التي ساقها الرب عز و جل لهما لم تتجلّى تماماً ، و هذا ما يجعلنا نذهب لأن نقول أن المعرفة بالأديان أو القوانين أو غيرها دورها منوط في التشذيب و التهذيب فقط لا التأسيس

شاميرام
وعن خروج المرأة وظهورها
سأخبرك بما اعلم انه سيثير علامات من الدهشة
لا يوجد بالقرآن ما نصه يعني إسم حواء حين خلقها بل توارد اسم زوجك و أزواجاً حين كانت بالجنة وقبل معرفتها بـ ادم هنا إشاره لكسر فكرة انها خلقت من ضلع آدم وهو نائم نحن لنا عقول يجب ان لا تقبل كل ما كان من خارج القرآن إلا بدقة وتحري
هي خلقت من نفس واحده تلك التي يقاسمها ايها آدم ولو كانت قد خلقت من ضلع آدم لورد ذلك بالقرآن ولبين الله لنا صفة تكوينها ولكنها وحسب إجتهاد بسيط مني بقيت غائبة لتكون من الغيبيات التي نؤمن بها
وهذا يترك لي نافذه من ضوء تطل على إعتقاد انها كانت في الجنه قبل آدم والاحاديث في فضلها وتفضيلها على الاب تعزز هذا الاعتقاد


في أحد ملاحم التراث الهندي سبق و أن قرأت هذه المعلومة إذ أنهم يتشاركون معنا في القول أن الأنثى خلقت من ضلع أعوج في أحد عظام الصدر ، أيضاً اقوال أن المرأة ليست ضلعاً أعوجاً قرأتها كثيراً ، و كانت معظم الأقوال و الشروحات تذهب للسبب الذي ذكرت ، رغم أن للرسول صلى الله عليه و سلم حديث فيما معناه " خلقت من ضلع أعوج " ، و الشارحون للسنّة فسروا قوله عليه الصلاة و السلام بالحنيّة و القرب من الرجل و و و و هلم جرّا مما ذهبوا إليه .. الثابت بالقرآن الكريم أن الرجل و المرأة خلقوا من نفسٍ واحدة ، كلهم بشر كلهم إنسان ، لم يُخلقْ آدم وحده من طين بل حتى حواء و الدليل " من نفس واحدة " و الواحدة هنا تعود للأصل .. العجيب بالأمر أن البعض قد يرى افضلية من الناحية الأخلاقية بين الرجال و النساء ، بحجة أن الأخلاق للرجال

:34:

سميراميس
06-13-2010, 07:04 AM
أوفقك في قولك بأنّ الأخلاق أتت بالإنسان قبل الأديان . يقول الرسول_صلى الله عليه وسلّم_ :" انّما بعثت لأتمّم مكارم الأخلاق" .الغريزة الانسانيّة والتي تتضمن أشياء عدّة منها : الرغبات , هي التي قد تعيد ترتيب أولويّات الاخلاق لدى الإنسان نفسه . لاننسى هنالك العقل والقلب وهما قد يختلفان مع بعضهما . دائما مايقف الانسان عند سؤال:
-أين تكمن مصلحتي؟
- وهل هي على حساب أحد؟
هنا مفرتق طرقٌ تتداخل الأخلاق والغريزة الانسانيّة بها .
الأخلاق كالانبعاث الداخليّ قد يطغى عليه ضجيج الغرائز ونحوها ومهما كان لايمكن إنكار وجودها إلا إذا كان مصدر الإنبعاث (وهو القلب بالغالب) غافلا أو محكوما بفعل سيطرة العقل .

الدين , يهذّب العقل ويقوّي القلب . فمثلا: العقل جريء وفضوليّ اتّجاه كلّ ماهو مجهول ويريد معرفته وبفضل التعاليم الدينيّة _أحيانا_ وبقوّة القلب يبقى صامتا ويكتفي بجهله .


بالضبط أتفق معك، شكراً لك على هذه المداخلة :34:

سميراميس
06-13-2010, 07:25 AM
أهْلا شَاميرام

سأتَسَاءل فِي ثَلاث نِقَاط:
1- كَيْف لَنا أنْ نَرْبِط قَول الرسُول صلى الله عليه وسلَم "مامن مولود إلا ٍيولد على الفِطْرَة ..."إلى آخر الحديث -أو كما قال-، وبين الأخلاق؟



رغم أني لا أستسيغ أن يبدأ النقاش بأسئلة فقط دون أدنى محاولة لإستقراء الإجابات ، لكن عدم الإستساغة هذه لن تكون حائلاً ، تقول مستشهداً بقوله صلى الله عليه و سلم " مامن مولود إلا و يولد على الفطرة فابواه .. ألخ " و هذا الحديث يؤكد أسبقية الاخلاق على ما يتلقاه المولود من دين أو علم او معرفة أو تربية ، فالفطرة تعني الشيء النقي الخالص من كل شائبة كالصفحة البيضاء و هذا البياض قابل للتخطيط أو الرسم أو التلوين بمقدار ما يتلقى من دين أو تربية أو علم و غيره ، يعني الإستعداد للقبول سابق هنا ..
و الأخلاق هنا تترسخ في الفطرة حتى تكون مكتسبة ، و الإكتساب هذا مسبوق بمرتكزات عدة منها الإستعداد و القبول .. و هذا الحديث كما أفهمه أنا يؤكد لي أن الأخلاق مكتسبة و مختلفة من دين لآخر و من عصر لآخر ..


أهْلا شَاميرام
2-حِيْنما خلق َ الله ُ آدم عليه السلام ، هل خَلَقَه ُ وهُو لايَعْرِف الله أم يَعْرِفهَ ؟ فإن كَان يَعْرِف الله وقَد علّمه الله الأسْمَاء حِيْنما أراد أن يَجْعَله خليْفَة ً فَهذا دِيْن وهُو معرفَة ُ الله وتَوحِيْده !وهَل آدم عليه السلام حِيْنمَا خلَقَه الله كَان بِلا خُلِق واكتسب الأخلاق عبْر حياتِه؟!



أنت هنا تختزل الدين بمعرفة الله فقط دون أدنى تكليف من الله للعباد بالقيام بما يرضيه و إنتهاء عمن لا يرضيه ! حسناً ، كثير من الملاحدة و اللا دينيين يعرفون الله و يدركونه جيدا لكنهم لم يؤمنوا ، و بالتالي أضحوا لا دينيين ، لا مؤمنيين
الدين ليس معرفة بالرب فقط ، بل الدين منظومة متكاملة تنظم حياة البشر و تكفل لهم الصراط الحق .. أمّا عن سؤالك عن هل آدم خلقه الله بلا خلق و تعلّم الأخلاق بعد ذلك عندما تعرف على ابليس أو عندما تجول في الجنّة و اكتسب تجارب حتى تكون لديه عُقد إجتماعي أخلاقي فحقيقة لا علم لدي هُنا و ياليت لو لديك إجابة تفيدنا مشكوراً .. أعتقد أنَّ آدم إنسان و بما أنه إنسان فمن الطبيعي أن لا يتحلّى بالخُلق و يكتسبه إلا بعد الحياة ، و لكن لإستثنائية الأنبياء قد يغاير أمراً ـ و هنا لست أرفع الأنبياء عن درجة البشر ـ لكن للأنبياء و الرُسل إستثنائية ..


أهْلا شَاميرام
3-ظُهور مَن لايَكون على خُلق هل هَذا بسبب ِ عَدم تطْبِيْقه لِتَعَالِيْم دِيْنه حَرْفيّاً أم مَاذا؟فَمن الوَاضِح أنْ تعَاليْم الدّين تَقُوم وتحثّ على الأخلاق والرّحمة ومنها حَديث " لايُؤمن أحدكم حتّى يحب لأخيه مايُحب لنفسِه" وماتُحبّه لِنفِسك ينْطوي تحتَه ماتُحب أن يُعاملُوك النّاس به وهُو مِن الأخلاَق



الأخلاق بمجتمعنا و تناقصها يعود هذا كما يقال لنقصان الإيمان بالقلب و تذبذبه ، بيد أن الإسلام جاء داعياً لحسن الخلق و الرسول كان خلقه القرآن و كان أخلاقياً من الدرجة الأولى و حري بنا أن نقتدي به ، و كل من لا يتحلى بأخلاق الإسلام ، يُرجع السبب في ذلك لخلل في الإيمان بالنسبة لديه ، حسناً ، و ماذا عمن من لم يؤمن بالإسلام مطلقا و يُقدم على أعمال خيّرة ؟؟ هل هذا يعود لنقصان بإيمانه !؟
أرى أن الأخلاق مطلقة و لا تنحصر على دينٍ ما ، ولا على قانون ما ، أو مجتمعٍ ما ، بل هي مطلقة كماهية و نسبية بما يحيط بها من مرتكزات

أحترم وجهة نظرك :34:

سميراميس
06-13-2010, 11:13 AM
في البداية أعرج إلى قول الله تعالى " وما خلقت الإنس والجنَّ إلا ليعبدون "
وهنا يظهر أن أساس الخَلق هو ديني بحت ألا وهو العبادة ولا ننسى طبعاً أن الخُلق الحسن عبادة أيضا ً , فالعابد الحسن لا بُدَّ أن يكون خُلقه ُ حسن , وإن وجدنا أمثله كثيرة لكفّار أو ملاحدة يحملون أخلاقا ً حسنة فهذا لا يغير شيئا ً , فالدين ليس هو ما جاء به ِ محمد عليه الصلاة والسلام فقط وقول النبي " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " يبين أن الديانات السماوية السابقة جميعها كانت تحث على مكارم الأخلاق , وحتى الذين يعبدون النار أو يسجدون لبقرة ربما يكون في اعتقادهم أن في هذا تقرب للرب الذي يعبدونه أيا ً كان هذا الرب , لذلك أنا أؤمن بأنه ُ ليس هناك شخص سيء بالمطلق , فحتى الكفار تجد فيهم خصال حميدة وهذا أمر فطري فالنفس البشرية مجبولة على الخير والشر هذين النقيضين اللذين يتفاوتان من شخص ٍ لآخر , فتجد مثلاً شخصا ً قاتلا ً يعطف على طفلة , أو كما أخبرنا النبي عن قصة المرأة الزانية التي أسقت كلبا ً , أو في قصّة النبي عليه الصلاة والسلام مع ابنة حاتم الطائي واعجابه بخصاله , وهذا يبين أنه ُ ليس هناك شخص سيء كليا ً , أما في السؤال عن الأقدم الأخلاق أم الدين أظن معرفة الأقدم لا تغير شيئا ً رغم أني أجزم بأن الدين قبل وذلك لقول الله على لسان الملائكة " قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبّحُ بحمدِكَ ونُقَدِّسُ لك " وهذا يبين أن الدين كان قبل النفس البشرية حتى والله أعلم .


تحياتي لك ِ يا شاميرام وكل الشكر على هذا الطرح الجميل

دمت ِ بخير


حسناً ، أنت تتحدث بصوت قناعة ذاتية رغم وضوح الأمثلة التي جئت بها ، ولا أحبذ أن ندور في حلقة دائرية تُكرر نفسها
أمّا أنك تصبغ الأخلاق بالعبادة فقد قال بذلك أيضاً الفيلسوف كانط حيث ربط الأخلاق بالواجب ، و بما أن العبادة فرض و واجب قد تدخل الاخلاق بهذا السياق

:34:

سميراميس
06-13-2010, 11:21 AM
شاميرام

هنالك امرين قبل أن أشرع في المداخلة.

الأول خوفي الذي يعرفه الجميع من الأسماء المستعارة (ولكن الموضوع جميل وسأقوم بالرد)،



بنظري هُنا أن الإنسان بفكره و بما لديه لا بشخصهِ ، و لا مبرر لأن نتورع عن الإدلاء بموضوع ما لمجرد أن صاحبه يوزرنيم ، فالفائدة بالفكر الذي نقرؤوه لا وراء هذا الشخص المتعيّن بإسم ما
فالأسماء سجون تأسرنا كما جاء على لسان مريض الدكتور النفسي في رواية " الطين " :) , عموماً شكراً لكسرك هذا الطوق و الرد

شاميرام
والثاني وجود بعض الهمسات [/color]

الشبيهه بالإسقاطات التي تدل على تعمد الكاتب تمرير فكر معين (وأنا أحترم الكتاب الذين يحملون هذا الفكر).[/center]

[/b][/color][/center]

أية همسات يا أخي الفاضل !!
ثق تماماً أنني لا أهمس و لا أقصر صوتي أيضاً ، و لا أسقط فكرا ما ، فأنا واضحة جلّية ، و لك أن تسأل الإدارة هنا عن مدى وضوحي الذي يتطلب تعبهم و تعديل أو تغييب بعض مشاركاتي مشكورين : )..
فلست أحملْ أحمل أية فكر إلا فكري هذا المتجلّي ..
شكراً لك على هذه المداخلة ، و ما ربط الأخلاق بفوائد دنيوية أو آخروية إلاّ وسيلة يشرعنها البعض للترغيب بها :34: [/b]

ظافر الهرمسي الهاجري
06-13-2010, 12:02 PM
:34:

سأعود / لا شك في ذلك

ظافر الهرمسي الهاجري
06-13-2010, 01:15 PM
لا بد أن يتعاطى الإنسان معطياتك هذه بطريقة ٍ صحيحة كي يتجاذب معك أطراف الحديث ، دونما اللجوء إلى ( قال الله وقال الرسول ) لأنها تسبب حساسية لدى البعض ، على أنها حتما منقذ للبشر من زخم أبليس وأعوانه سواء الإنس منهم أو الجن ، وذلك بتعليمات وتوجيهات ومعتقدات وشروط الدين ( الصح ) .
:
نجد أن الحضارة الأبنة الشرعية للتاريخ ، نجدها أخفت الكثير من القيم ، ليحل محلها قيم ( كرتونية ) قائمة على التمثيل ، وتمجيد المادة ، وذلك جراء تشويه الوجه الحقيقي للأخلاق النبيلة ، قبل التاريخ وبعده .
فقبل التاريخ ( م / هـ ) نجد أحدهم يقول ( أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب ) ... ونجد أحدهم يهرب من الظلم لينام 300 عام وازدادوا 9 ، ( ليذهب احدكم بورقكم هذا ... ) ، ونجد الإسرائيليات والتي أمتلأ منها كتاب دُرة الناصحين = والعهدة على الراوي = ، ونجد المنقول أكثره يشبه الخيال أو يفوقه ، حتى وجد عالم الفلاسفة ما قبل الميلاد .
يبحثون عن القيم العليا والمثل العليا والفضيلة ، ويحاولون أرساء النفس بالوصايا العشرة أو الوصايا السبع / تلك التي تعيش بين جنباتنا
ليصطدموا بالشهوة ، ولأن أبليس يجري مجرى الدم ، لابد أن يكون هناك أنفصام في الشخص ( ولحد يقنعني أن الفلاسفة لم يخطئوا أبدا ً ) ولو لم يكونوا أصحاب تجارب لم َ وصلت لنا خلاصتهم .
لتتضح الصورة لدينا في الأسواق الوهمية التي دعى أليها أهل السفسطة ومن هم ْ على شاكلتهم ، ليخفون الفضيلة في صناديق أعيان المدينة وأمراء القوم ، كي لا يعكر مزاجهم .. الدعوة التي كان يدعوها ورثة الأنبياء بعلمهم .
:
لنعرج بذلك على أصحاب الفترة هل هم في النار أم في الجنة ، وهي ألــ 40 عاما ً ، بمعتقداتهم وشرورهم وسيئاتهم ، إلى ما سيؤل الأمر بهم ، ... ( ولحد يقنعني أن الصحابة لم يخطئوا أبدا ً ) حتى الكثير منهم أخطأ بشكل ٍ او بآخر ، فكانت الأحاديث التي تحمل لنا العبر تشير أليهم بدون ذكر أسمائهم والاكتفاء بــ (أحد الصحابة .. ) ، مرورا ً بالسلف الصالح وما نقله التاريخ لنا صادقا ً أم كاذبا .
:
وحتى يومنا هذا ، لا يزال هناك قوة ضاربة في الفكر ، تدعو للتفكك وليس للحرية ، بل للتفكيك الفكر حتى يصبح الإنسان ذو المعتقدات الصلبة ، يصبح المعتقد لديه هش إن لم يذاب ويتحلل ، تحت مظلة
( ليس للدين قوام ، إن لم تكن هناك أخلاق ، ليس للأخلاق قوام أن لم يكن هناك دين ) ، ونرى الأمثلة كثيرة ، بأن يوصف رجل الدين بأنه عاري من الأخلاق ، وأنه محرك أساسي يحرك المجتمع حسب رغبة الوالي ، وأنه في الأصل فقير ، ولكنه وبين عشية وضحاها أصبح وجيه يحل المشاكل ويوظف ويندد ويشجب ، ويغير خارطة المدينة التي يسكنها .. فكريا ً ، .....
:
الدعوة تلك وإن كانت صحيحه ، ألا أننا و كون الواحد منا ذا عقل يستهدي به الله ويُرشد به الحيران ، بأن لا نجعل تلك المهازل تسيطر على عقولنا ، نعم الأخطاء كثيرة والدين بريء منها ، والأخلاق بالحضارة لم تعد أخلاق ، ولكن هي تعاون اجتماعي ليس به طموح سماوي أو رفعة إلهية أو ما يسمى ( النبل ) .
:
كل ذلك واقع ، الواقع مر منذ العهد القديم للإسلام ، لذلك نحن في وهن مستمر ، نريد أن نشفي غليل صدورنا بإنتهاج فكر ٍ يتماشى مع ذلك الوهن حتى لا نمرض ، ونختل ، ونثمل من قذارة الآآآآآآآ أخلاق .
:
إذا ً حينما أرشدنا الله والرسول لكل شيء حسَن ، ما هو إلا لأرواحنا واجسادنا وعقولنا ، بدء ً من الصلاة ، بعيدا ً عن الاجر والثواب ، فهي رياضة جسدية وتفريغ شحنات سلبية وتركيز للذهن وصفاء للنفس وتحرر من الواقع ، وحينما قال صوموا تصحوا ، وحينما أمرنا بالزكاة وذكر بأنها دفع بلاء وعافية ، فهي كذلك لأن أي بادرة من أي الجوارح فـ الإنسان تعطي اشارة للمخ بها ، ليعمل على منوالها .
بعيدا ً عن اللحية والثوب القصير ، قريبا ً من الاخلاق السامية ، بعيدا ً عن ليبرلة الفكر ، قريبا ً من أنسنة الفكر .
:
إذا ً .. تعتمد الأخلاق على الإنسان نفسة ، اكان مسلم أم مسيحي ام ملحد ام حتى يهودي .
أكان ناجح أم محبط أم تقي أو شقي أو ورع أو من دعاة الليبرالية الهزيلة والمأسونية البغيضة.
:
... والبعد الحقيقي للأنسان بعد الأخلاق هو الدين ، فالأخلاق اولا ً ومن ثم تأتي الأشياء كلها تباعا ً، ولو كان الدين اولا ً لم أقتصت الشاة القرناء من الشاة العرجاء .


شاميرام ... شكرا ً لك