ناصر الصاخن
06-15-2010, 12:02 PM
موسم الرضاعة
ما أحلاهُ من موسمٍ تجد فيه التخفيضات والتصفيات النهائية لبعض مُنتجات الحليب الطازج أو الأجبان والقشطة ، أما مجتمعنا المسكين فقام بإنتاج فكرة إنتاج الحليب أو اللبن من رُؤى بعض المشايخ ، حيث صُدرتِ الفتوى بجواز أن ترضع المرأة زميلها في العمل إن خافتْ أو خشيتْ الخلوة أو الاختلاط معه ، أو أي شخص آخر يتردد دخوله على مكان يوجد به نساء . فأصبحتْ تلك النساء اللاتي تشتغل مع الرجال صالحة لإدرار الحليب من ثديها إلى أي زميل ورجل أرادتْ الجلوس معه ، فتصبح كالخزان أو البئر الذي لا يبخل على الزملاء والرجال .
هي مُخيفة هذه الفتوى خصوصاً مع تدهور التصورات المشينة الذي اكتسبها الغرب عن الإسلام الطاهر، فبين نقاب وحجاب وجهاد وتفجير ؛ ضاع صيتُ الإسلام بينها وأُخفِيَ رأسه مُنكساً ينتظر من يعينه من أبناء الإسلام الغيورين ، ولكن ؟! ماذ بعد الحق إلا الضلال .. فقبل أيام شاهدنا تقريراً لقناة ما في إحدى مدن أمريكا عندما قامتْ إحدى النساء المُحجبات المُسلمات بالذهاب لأحد المخابز للشراء ؛ ولكنها فوجئت بأن العامل بالمخبز رفض أن يبيعها أي شيء بداعي أنها ترتدي الحجاب وستتبع أسامة بن لادن قريباً وتنتظر جهاداً لتفجر فيه روحها وتقتل من تقتل .
هذا التصور الذي اكتسبه العامل لم يأتي عبثاً وإلهامياً أُلقِيَ في قلبه بلا حفظٍٍ أو تحريك لسان ..! وإنما قام بتفسير ما يدور في الشارع العالمي والإسلامي وتجميع ما يرى من حوادث تحدث باسم الإسلام البريء منهم ، فأخذها وألقاها على عائق مسلمة رآها تشتري في المحل الذي يعمل به . ومع أن طريقة تفسيره للحوداث كانتْ خاطئة إلا أنها تظل في الأخير تصوراً من لدن رجل غير مسلم انخدع بالإسلام واكتشف بأنه دين الإرهاب الأول .
نحن لا نقبل بسماع هذه المقولات أو هذا الهجوم الشرس والذي يبدأ من عقول صغيرة أو غير واعية تماماً لما يحدث من فُروق مُتفرقة في فرق المسلمين ، حيث أن الإسلام اليوم أصبح حديث من لا حديث له ، وألعوبة من لا ألعوبة له ، فصار مثل الكأس ؛ الكل يقذف فيه مما يريد ، فهذا يصب ماءً وآخر يصب زيتاً ؛ حتى لإنك ترى الكأس مبيضاً مصفراً لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ؛ وترى المُسلمين سُكارى وما هم بسُكارى ؛ ولكن تفرقتهم وصحف أعمالهم هي من لعبتْ باسم الإسلام المسكين .
وآخرين بين رضاعة راحوا يُفتشون في كتب التاريخ والأسانيد عن فتوىً تلوذ بهم وتجمع شمل الزملاء والزميلات ، وكأن الإسلام ينتظر أهازيج جديدة بعد الكاريكاتيرات التي خرجت ضد نبينا محمد "ص" ، وما أحد أسبابها الخفية إلا هذه الفتاوى الغريبة والتي ستجعلنا غداً فضائيين بجانب البشر ، وغريبي أطوار ينتظرون حضرة الشرقيين والغربييين أن يطردوهم من المحلات ويُعلقوا إعلانات حليباً طبيعياً من ثدي امرأة مسلمة ، أو بالأحرى يصنعون العروض لمن أراد وظيفة مع مسلمة ذات لبن طازج ، عاشت في الجبال والمناطق الريفية فلم يتلوث لبنها أو حليبها الطازج .
هكذا بعد ١٤ قرناً مليئة بالأهوال والأحوال المريرة والصعبة على الإسلام ، وبعد ترك القضايا السياسية والأخوية الإسلامية والتي تُقرب الشيعي والسني والصوفي وجميع مذاهب المسلمين أجمعين ، أتينا بعد عز عهدناه بالأمس إلى فتوى رضاعة سيستخدمها غداً غربنا المُتلهف للفتاوى كجرائد مُلونة تحكي عن جُل ما وصل إليه المسلمون الناطقون باسم الإسلام وستتكلم الصحف وتمتلئ من سُخريات آخر الزمن ؛ ليس فقط من الغرب وإنما من أبناء الإسلام الذين أدركوا ما يحدث في شارع الفتاوى الإسلامي . فصارت المرأة بعد أن كانت جليسة البيت يُحرم عليها العمل خارج المنزل بتقاليد مقدسة لا تمت للإسلام بصلة ، وبعد التطور ومحاولة مواكبة التحضر العالمي قام المُفتون بكسر هذا الحاجز الأليم بفتوى المرأة المُرضعة كي لا تجلس في البيت بعد اليوم ؛ وليكن عملها شريفاً ونقياً مع رضاعة هنيئة .
لا ولن ولم يتوقف الإسلام في عصر من العصور على اختلاط " لا خلوة " بين رجل وامرأة حتى يبحث الباحثين والمُفتين عن فتوى تُجيز لهما بالجلوس مع بعضهما وابتعاداً عن الحرام حتى تكشف المرأة عن صدرها وتُرضع زميلها الذي يكبرها أو يصغرها قليلاً ، وبداعي كثرة الدخول أو كثرة الجلوس معه .. فلا يعقله المسلمون ، فكيف بالغربيين ؟
يجب علينا كمسلمين عدم التخبط يمنةً و يسرة ، وعلى العلماء أصحاب الكلمة المسموعة بالنقاش بها جميعاً قبل أن تخرج باسم الإسلام والمسلمين ، فالإسلام وبعد الإرهاب الذي التصق باسمه فإنه لا يطيق هموماً أثقل وأعظم من ذلك الهم ؛ خصوصاً وأن العالم الذي هو قرية صغيرة أصبح الملايين بضغطة زر أن يعلموا ما يحدث هنا وهناك ، ولا مجال للتستر .. وإن كانتْ المرأة اليوم مُرضعة فأخبرني ماذا ستكون غداً ؟!
تحياتي لكم ؛
:)
ناصر ؛
ما أحلاهُ من موسمٍ تجد فيه التخفيضات والتصفيات النهائية لبعض مُنتجات الحليب الطازج أو الأجبان والقشطة ، أما مجتمعنا المسكين فقام بإنتاج فكرة إنتاج الحليب أو اللبن من رُؤى بعض المشايخ ، حيث صُدرتِ الفتوى بجواز أن ترضع المرأة زميلها في العمل إن خافتْ أو خشيتْ الخلوة أو الاختلاط معه ، أو أي شخص آخر يتردد دخوله على مكان يوجد به نساء . فأصبحتْ تلك النساء اللاتي تشتغل مع الرجال صالحة لإدرار الحليب من ثديها إلى أي زميل ورجل أرادتْ الجلوس معه ، فتصبح كالخزان أو البئر الذي لا يبخل على الزملاء والرجال .
هي مُخيفة هذه الفتوى خصوصاً مع تدهور التصورات المشينة الذي اكتسبها الغرب عن الإسلام الطاهر، فبين نقاب وحجاب وجهاد وتفجير ؛ ضاع صيتُ الإسلام بينها وأُخفِيَ رأسه مُنكساً ينتظر من يعينه من أبناء الإسلام الغيورين ، ولكن ؟! ماذ بعد الحق إلا الضلال .. فقبل أيام شاهدنا تقريراً لقناة ما في إحدى مدن أمريكا عندما قامتْ إحدى النساء المُحجبات المُسلمات بالذهاب لأحد المخابز للشراء ؛ ولكنها فوجئت بأن العامل بالمخبز رفض أن يبيعها أي شيء بداعي أنها ترتدي الحجاب وستتبع أسامة بن لادن قريباً وتنتظر جهاداً لتفجر فيه روحها وتقتل من تقتل .
هذا التصور الذي اكتسبه العامل لم يأتي عبثاً وإلهامياً أُلقِيَ في قلبه بلا حفظٍٍ أو تحريك لسان ..! وإنما قام بتفسير ما يدور في الشارع العالمي والإسلامي وتجميع ما يرى من حوادث تحدث باسم الإسلام البريء منهم ، فأخذها وألقاها على عائق مسلمة رآها تشتري في المحل الذي يعمل به . ومع أن طريقة تفسيره للحوداث كانتْ خاطئة إلا أنها تظل في الأخير تصوراً من لدن رجل غير مسلم انخدع بالإسلام واكتشف بأنه دين الإرهاب الأول .
نحن لا نقبل بسماع هذه المقولات أو هذا الهجوم الشرس والذي يبدأ من عقول صغيرة أو غير واعية تماماً لما يحدث من فُروق مُتفرقة في فرق المسلمين ، حيث أن الإسلام اليوم أصبح حديث من لا حديث له ، وألعوبة من لا ألعوبة له ، فصار مثل الكأس ؛ الكل يقذف فيه مما يريد ، فهذا يصب ماءً وآخر يصب زيتاً ؛ حتى لإنك ترى الكأس مبيضاً مصفراً لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ؛ وترى المُسلمين سُكارى وما هم بسُكارى ؛ ولكن تفرقتهم وصحف أعمالهم هي من لعبتْ باسم الإسلام المسكين .
وآخرين بين رضاعة راحوا يُفتشون في كتب التاريخ والأسانيد عن فتوىً تلوذ بهم وتجمع شمل الزملاء والزميلات ، وكأن الإسلام ينتظر أهازيج جديدة بعد الكاريكاتيرات التي خرجت ضد نبينا محمد "ص" ، وما أحد أسبابها الخفية إلا هذه الفتاوى الغريبة والتي ستجعلنا غداً فضائيين بجانب البشر ، وغريبي أطوار ينتظرون حضرة الشرقيين والغربييين أن يطردوهم من المحلات ويُعلقوا إعلانات حليباً طبيعياً من ثدي امرأة مسلمة ، أو بالأحرى يصنعون العروض لمن أراد وظيفة مع مسلمة ذات لبن طازج ، عاشت في الجبال والمناطق الريفية فلم يتلوث لبنها أو حليبها الطازج .
هكذا بعد ١٤ قرناً مليئة بالأهوال والأحوال المريرة والصعبة على الإسلام ، وبعد ترك القضايا السياسية والأخوية الإسلامية والتي تُقرب الشيعي والسني والصوفي وجميع مذاهب المسلمين أجمعين ، أتينا بعد عز عهدناه بالأمس إلى فتوى رضاعة سيستخدمها غداً غربنا المُتلهف للفتاوى كجرائد مُلونة تحكي عن جُل ما وصل إليه المسلمون الناطقون باسم الإسلام وستتكلم الصحف وتمتلئ من سُخريات آخر الزمن ؛ ليس فقط من الغرب وإنما من أبناء الإسلام الذين أدركوا ما يحدث في شارع الفتاوى الإسلامي . فصارت المرأة بعد أن كانت جليسة البيت يُحرم عليها العمل خارج المنزل بتقاليد مقدسة لا تمت للإسلام بصلة ، وبعد التطور ومحاولة مواكبة التحضر العالمي قام المُفتون بكسر هذا الحاجز الأليم بفتوى المرأة المُرضعة كي لا تجلس في البيت بعد اليوم ؛ وليكن عملها شريفاً ونقياً مع رضاعة هنيئة .
لا ولن ولم يتوقف الإسلام في عصر من العصور على اختلاط " لا خلوة " بين رجل وامرأة حتى يبحث الباحثين والمُفتين عن فتوى تُجيز لهما بالجلوس مع بعضهما وابتعاداً عن الحرام حتى تكشف المرأة عن صدرها وتُرضع زميلها الذي يكبرها أو يصغرها قليلاً ، وبداعي كثرة الدخول أو كثرة الجلوس معه .. فلا يعقله المسلمون ، فكيف بالغربيين ؟
يجب علينا كمسلمين عدم التخبط يمنةً و يسرة ، وعلى العلماء أصحاب الكلمة المسموعة بالنقاش بها جميعاً قبل أن تخرج باسم الإسلام والمسلمين ، فالإسلام وبعد الإرهاب الذي التصق باسمه فإنه لا يطيق هموماً أثقل وأعظم من ذلك الهم ؛ خصوصاً وأن العالم الذي هو قرية صغيرة أصبح الملايين بضغطة زر أن يعلموا ما يحدث هنا وهناك ، ولا مجال للتستر .. وإن كانتْ المرأة اليوم مُرضعة فأخبرني ماذا ستكون غداً ؟!
تحياتي لكم ؛
:)
ناصر ؛