تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نحو رؤية اوضح لتقييم / تقويم النتاج الابداعي


علي السعد
06-28-2010, 02:11 AM
يعتبر التقييم علما معياريا ذا اهمية خاصة على مستوى تصنيف وترتيب المنتج الفكري سواء كان علميا ام ادبيا ومن ثم فهرسته بطريقه تضمن اعطائه المساحة المناسبه للتداول بحيث يضمن هذا التقييم للمنتج الفكري الحيز المناسب معرفيا دون الالتفات الى قيم تسويقية او شخصانية لا موضوعية , ما نحاول ان نسلط الضوء عليه فعلا هو الية تقييم المنتج الابداعي الادبي ومجموعة العوامل الموضوعية والسلوكية التي تؤدي الى هذا التقييم وكيفية العمل على زيادة نسبة الموضوعية في التقييم ومحاولة خنق اي فرصة ممكنة للشخصنه او ازدواجية المعايير في الفكر التقييمي لواقعني الادبي الراهن .

طبقا لارآء مانهايم فان المطلوب من علم اجتماع المعرفه هو دراسه العلاقات الموجوده بين المعرفه و الوجود و لمفهوم الايدئولوجيا دور اساسى فى نظريته فانها ذات معينين جزئى و كلى اما المعنى الجزئى فهو يتعلق بالظروف التى تحاول فيها المجموعه المسيطره للمحافظه على الاوضاع السائده و لا تعير اهتماما بالمشاكل و المسائل التى تجرى فى البلاد اما المعنى الكلى فهو يعبر عن تاثير آراء مجموعه محدده على مواقف الاخرين و هو يتجسد فى مستويين عام و خاص اما فى المستوى الخاص فان الفرد فيه لايرى نفسه عرضه للاسئله و الاثارات بل هى مطلقه بعيده عن ايه نقيصه و فى نفس الوقت‏يلاحظ مواقف المعارضه متاثره بالمواقع الاجتماعيه اما فى المستوى العام فان الفرد يعتبر جميع المواقف بما فيها مواقفه نفسه عرضه للدراسه الايدئولوجيه و علم اجتماع المعرفه يبلور مختلف انواع العلاقات الموجوده بين الجوانب المختلفه للعلم و الظروف التاريخيه و الاجتماعيه قد اشتهر هذاالراى لدى نقاد مانهايم بنظريه النسبيه و للاحتراز عن هذا النقد يابى ما نهايم عن استخدام مفرده النسبيه الا ان عدم استخدامه هذا لاينفى صحه ذاك النقد.
اذن منتجنا الفكري/الادبي يكون خاضعا هنا لنسبية مانهايم (قلت نسبية مانهايم لكي لاتختلط بنسبية اينشتاين رغم انها معروفة حتما) وبالتالي فان معايير التقييم ليست ثابته او مكتوبه بل هي تنبع من الذات (المقيمة) ورغم صحة وواقعية هذا الراي الا انه يتركنا اكثر حيرة من امرنا حيث هذا الراي ينسف اي جدوى او امكانية للوصول الى ايجاد علاقة ترابطية بين المنتج (المبدع) والنتاج (الابداع) والمقيم حيث تختلط هنا المفاهيم وتصبح الحدود اكثر تشوها ومماهاة عما هي عليه فعلا .

ومن اهم العوامل الموثرة في تقييم النتاج الفكري هي :

1 - الجمال :

راى ارسطو ان الجمال يعني التناسب مما يستدعي توفر عنصرين رئيسيين هما العظم والترتيب وهو مقارب او لنقل موازي لما راه افلاطون من ان الجمال يعني الصلاح والفضيله بينما يعتقد سقراط أن الكرامة الحقيقية للنفس إنما تنبثق من العلم الذي هو ميراثها الحق. لكن العلم الذي يعتقد به لم يكن يرتكز، كما هي حالنا اليوم، على ظواهر العالم الخارجي: فقد اتخذ سقراط، منذ البداية، موقفًا معارضًا من منظِّري الطبيعة لافتقارهم إلى الحسَّ الإنساني؛ واتخذ أيضًا، في الوقت نفسه، موقفًا معارضًا من مذهب السفسطائيين، الذين لا يمتلكون موهبة الحسِّ العلمي. فقد جمع سقراط بين المبادئ المقبولة للفيزياء وبين إتقان الجدل وهكذا فان الجمال هنا كما يرى معظم الفلاسفه وخاصة ارسطو ليس نسبي تماما ولا مطلق تماما
لكن من الذي يحدد لنا جمال/عدم جمال منتج ما مادامت المعايير غير واضحة المعالم وتستند لنظرتنا الشخصية التي تلغي بدورها كل موضوعيه في ايجاد معايير ثابته يمكن من خلالها الاستناد الى تقييمات ثابته لنتاج معين دون اخضاع هذا النتاج لنقد قد يخرجه عن خطه الاصلي او يعطيه سمات لا تتناسب والدور المناط به .

2 - القطبية او التضاد :

مبدأ القطبية :
* إقتنع يونج أن العالم بأسره قد وجد بسبب التعارض القائم بين الأشياء فهناك دائما تعارض وهذا التعارض يستدعى الصراع والحياة بدون صراع لا تساوي شيئًا فالصراع هو المادة الخام الأساسية للحياة وهو الذي يدفع للأمام ، فالحياة والحركة وتغيير الاوضاع ممكنة فقط تحت ظروف الضغط والرغبة في إزالته عن طريق القوة المضادة وهي التي تجعل الشيء الأصلي يتحرك في صورة عمل . فكل شيء له مقابل "حياة / لاحياة " " شعور / لاشعور " " ضحك / بكاء " .
وبنقيضها تعرف الاشياء وهذا يعيدنا اصلا الى نسبية المنهج المانهايمي في التحصيل المعرفي ويجعل الاشياء تفلت من ايدينا ثانية ونحن نحاول لملمة ما وصلنا من معارف باعتباره ثوابت شاخصة .

3 - اللاشعور الجمعي :

ولكننا نجد يونغ بعد ذلك يدرك ما اوصلنا اليه من لبس فياتينا بشيء يرى انه الكلمة الفصل في ايجاد تقييم معين للافكار عموما وللنتاجات الفكريه بشكل خاص بشكل يبدو لنا اسطوريا اكثر من كونه علميا بحتا حيث ياتي لنا بمبدا المثال او النموذج المترسخ في اعماق اللاوعي او اللاشعور والذي يختلف فيه كثيرا مع فرويد من ارجاعه الافعال كلها للغريزة حيث راى يونغ ان هذا الاجتزاء غير مبرر من قبل فرويد باعتبار ان الغريزة هي جزء من وليس كل الحاجات الاساسيه وبعد فصله لـ اللاوعي او اللاشعور الفرويدي عن لاوعيه هو او لاشعوره نجده يصرح ان في عمق اللاشعور هناك مجال غير فردي هو منطقه اللاشعور الجمعي وهو ما يمثل خصوصية تصور يونغ للاوعي.
«هذه الصورة السلفية منتشرة بشكل كلي وتمثل جزءا من ألغاز التاريخ العام للذهن البشري و لا تنتمي إلى حقل التذكر الشخصي » على حد عبارة يونغ وهذه الصور السلفية التي ترقد في أعماق أعماق اللاشعور يسميها يونغ النموذج-المثال archetypes . والنماذج-المثال تتعلق من جهة بمخلفات بدائية جدا ومن جهة ثانية بمفاهيم أرفع منزلة تغذي الرموز الجمالية والدينية. و يرى يونغ أن الأفراد بما أنهم يشاركون، باللاشعور، في الروح الجمعي التاريخي، فإنهم يعيشون طبيعيا في حالة لاشعور .

وهكذا نجد ان العوامل التي تتدخل في تقييم او طرح اي منتج فكري لاترقى الى مصاف الموضوعيه باعتبار ان الثوابت التي يقوم عليها هي شخصية تراكمية في داخل اللاشعور
لكنها مع ذلك لا تهبط الى مصاف الشخصنه باعتبار ان هذه العوامل ليست فردية بحته بقدر ما هي جمعيه مما يقربها اكثر من الموضوعيه

ولكن هل كل التراكمات الفكريه المترسبه في اعماق اللاشعور يمكن ان تكون حكما موضوعيا لما نطرحه من نتاجات
هل هناك حاجه حقيقية لغربلة هذه التراكمات غير الواعيه بشكل موضوعي مع افتقادنا اصلا الى الموضوعية باعتبارها
نابعه اولا من ذواتنا الفردية او الجمعيه
ربما حان الوقت لصياغة قوالب ممكنة لتقييم اي منتج ابداعي فكري يدرأ عنا ولو بشكل بسيط اضرار التناول غير السليم
لكل افرازات التقويم / التقييم العقيم النابع من رؤى غير سليمة اومن زوايا معتمة .

عبدالعزيز رشيد
06-28-2010, 10:31 PM
يحتاج موضوعك إلى عودة باذن الله أعود .

بثينة محمد
06-30-2010, 01:00 AM
في دراستنا لكيفية تحليل النصوص تعلمنا كيفية استخراج الثنائيات الضدية و ما تضيفه من جمال للنصوص،
أيضا تعلمنا ما يدعى بالضمير الجمعي للثقافة..
أرغب بسؤالك، أهذا ما تعنيه بمبدأ القطبية و اللا شعور الجمعي ؟!
فقط حتى أكون غير مرتبكة في المفاهيم و أسمائها :)

شكرا لك.

إبراهيم الشتوي
06-30-2010, 09:45 AM
وستظل تلك الآليات والنظم مختلفة في نسبة النجاح والتطبيق خصوصاً في مجالها الأدبي ، كما قلت في هذه الرؤية بختلاف ثقافة المقييم ومدى قناعته في بعض المعايير أو المناهج ، و لما يصاحبه من اختلاف النوعبة الفكرية المراد دراستها وميل الباحث لقناعته الخاصة بتلك المعايير ..

الودق صاحب الفكر المتقد ... على السعد
حضورك حبور وتواجدك نور ..
شكراً لك وللوعي الذي يسكنك ..
تقديري .

علي السعد
06-30-2010, 01:54 PM
يحتاج موضوعك إلى عودة باذن الله أعود .

بانتظارك يا مبدع
ولك مني هذه الـ :34:

علي السعد
06-30-2010, 02:01 PM
وستظل تلك الآليات والنظم مختلفة في نسبة النجاح والتطبيق خصوصاً في مجالها الأدبي ، كما قلت في هذه الرؤية بختلاف ثقافة المقييم ومدى قناعته في بعض المعايير أو المناهج ، و لما يصاحبه من اختلاف النوعبة الفكرية المراد دراستها وميل الباحث لقناعته الخاصة بتلك المعايير ..

الودق صاحب الفكر المتقد ... على السعد
حضورك حبور وتواجدك نور ..
شكراً لك وللوعي الذي يسكنك ..
تقديري .

اهلا ابراهيم
ما يهمنا حقيقة هو وجود الية حقيقية علمية وليس وجود مجرد تقنيات اجتهادية في تحليل وتقويم النصوص
ولو عدنا للتاريخ لوجدنا انفسنا متاخرين حتى عن الرعيل الاول الذين اوجدوا علم الرجال والجرح والتعديل
حيث مانزال نتخبط اليوم في استيراد نظريات تحليلية من واقع تجارب الاخرين ومن مدارسهم لا من مدارسنا
بل ان القاريء الاجنبي اصبح يتعرف على الرواية او المجموعه الشعرية او الفيلم السينمائي من خلال النقد
لا من خلال المتابعه او الاطلاع على الاصل لان النقد الهادف الموضوعي يبرز قيم الجمال ويوضحها للمتلقي
ويترك له مساحة التامل فيها كما يبرز نقاط الضعف للكاتب ويدله على سبل اجتنابها

حضوري بينكم شرف كبير لي يا استاذي العزيز

علي السعد
06-30-2010, 02:18 PM
في دراستنا لكيفية تحليل النصوص تعلمنا كيفية استخراج الثنائيات الضدية و ما تضيفه من جمال للنصوص،
أيضا تعلمنا ما يدعى بالضمير الجمعي للثقافة..
أرغب بسؤالك، أهذا ما تعنيه بمبدأ القطبية و اللا شعور الجمعي ؟!
فقط حتى أكون غير مرتبكة في المفاهيم و أسمائها :)

شكرا لك.

(جميل ٌ) سؤالك يا بثين ُ
بالنسبه للاولى او التضاد اظن الامر متقارب جدا مما تعنين انه اشبه بكتابة احرف باللون الازرق
على قطعة قماش صفراء حيث ان الاشياء تبرز وتتوضح بالتضاد وهذا شيء واضح ومعروف

اما الثانية وهي ما تعنينه بالضمير الجمعي للثقافه فهو مختلف تماما عما قصده يونج باللا شعور
الجمعي مع تشابه التاثير , حيث ان الثقافه الجمعية لمجموعه معينه يتم اكتسابها بشكل مستمر
من واقع البيئة وهذا ما نلاحظه مثلا في انتشار واختلاف الثقافات في العالم حيث يمتلك شعب ما
او فئة ما ثقافه تميزهم عن الاخرين وتجمعهم معا مشكلين بمجموعهم ضميرا جمعيا واحدا لثقافتهم
الخاصة هم وليس غيرهم ولا يشابههم في ذلك فئة اخرى باعتبار خصوصيتهم واذا طبقنا ذلك على
مفهوم النقد نجد ان ثقافة معينه تستجيب لمنتج ابداعي بشكل يختلف عن تلقي وتقييم جماعة اخرى
لنفس المنتج بسبب اختلاف الضمير الجمعي الثقافي لكل من الفئتين المتلقيتين .

اما اللاشعور الجمعي الذي قصده يونج فهو المشاعر الاوليه المتوارثة والتي توطنت في جيناتنا
الانسانية وهي اشياء نولد بها ولا علاقه لها بالبيئة التي نسكنها او الثقافه التي نتلقاها وكما قال
يونج : (ان في عمق اللاشعور هناك مجال غير فردي هو منطقه اللاشعور الجمعي) او ما اسميته
خصوصية تصور يونغ للاوعي حيث هذا الشعور هو شيء جماعي نولد به ويمثل بصمتنا الفكرية
لكن انا نفسي حائر في هذا المفهوم هل انه شيء فطري اي جيني لاعلاقه له بالبيئه ام انه مكتسب
انتقل الينا جينيا عن طريق تجارب اسلافنا , ولم يهتم يونج بتوضيح ذلك لانه حقيقة غير مهم على
مستوى النتائج .
شكرا لك يا اخت بثينه واتمنى عودتك

سالم عايش
06-30-2010, 02:42 PM
علي السعد

كل ماكتبته جميل ، ولكن لن يستطيع أحد في الدنيا ان يجعل معيار ثابت لتحديد الجمال ولو وجد لمات النقد لا محالة.

وتعليلاً لذلك وهو من أهم ميز النقد أنه عبارة عن مجموعة من الآراء والتصورات التي تطورت وأصبحت مدارس وكل مدرسة تطالب بتعميم طرحها

كصيغة نهائية للنقد.

ونحن المتابعين نقرأ لكل المدارس ونتعاطى معها جميعاً .

بثينة محمد
06-30-2010, 04:53 PM
(جميل ٌ) سؤالك يا بثين ُ
بالنسبه للاولى او التضاد اظن الامر متقارب جدا مما تعنين انه اشبه بكتابة احرف باللون الازرق
على قطعة قماش صفراء حيث ان الاشياء تبرز وتتوضح بالتضاد وهذا شيء واضح ومعروف

اما الثانية وهي ما تعنينه بالضمير الجمعي للثقافه فهو مختلف تماما عما قصده يونج باللا شعور
الجمعي مع تشابه التاثير , حيث ان الثقافه الجمعية لمجموعه معينه يتم اكتسابها بشكل مستمر
من واقع البيئة وهذا ما نلاحظه مثلا في انتشار واختلاف الثقافات في العالم حيث يمتلك شعب ما
او فئة ما ثقافه تميزهم عن الاخرين وتجمعهم معا مشكلين بمجموعهم ضميرا جمعيا واحدا لثقافتهم
الخاصة هم وليس غيرهم ولا يشابههم في ذلك فئة اخرى باعتبار خصوصيتهم واذا طبقنا ذلك على
مفهوم النقد نجد ان ثقافة معينه تستجيب لمنتج ابداعي بشكل يختلف عن تلقي وتقييم جماعة اخرى
لنفس المنتج بسبب اختلاف الضمير الجمعي الثقافي لكل من الفئتين المتلقيتين .

اما اللاشعور الجمعي الذي قصده يونج فهو المشاعر الاوليه المتوارثة والتي توطنت في جيناتنا
الانسانية وهي اشياء نولد بها ولا علاقه لها بالبيئة التي نسكنها او الثقافه التي نتلقاها وكما قال
يونج : (ان في عمق اللاشعور هناك مجال غير فردي هو منطقه اللاشعور الجمعي) او ما اسميته
خصوصية تصور يونغ للاوعي حيث هذا الشعور هو شيء جماعي نولد به ويمثل بصمتنا الفكرية
لكن انا نفسي حائر في هذا المفهوم هل انه شيء فطري اي جيني لاعلاقه له بالبيئه ام انه مكتسب
انتقل الينا جينيا عن طريق تجارب اسلافنا , ولم يهتم يونج بتوضيح ذلك لانه حقيقة غير مهم على
مستوى النتائج .
شكرا لك يا اخت بثينه واتمنى عودتك

فإذا ما يعنيه يونغ هي الفطرة البشرية، المشاعر الإنسانية، الضعف الانساني و الطبيعة البشرية الواحدة لكل الناس، أعني بذلك أن بعض المفاهيم تتواجد و تتوارث في الناس لمجرد كونهم بشر و إن تفاوتت نسب هذا التواجد. هل أنا محقة؟! إن كنتُ كذلك فأعتقد أن الأدق هو كلمة فطري بدلا من جينيَّ ..

سأعطيك مثالا على ما عنيت بالثنائية الضدية زيادة في التوضيح لا أكثر:
والموتُ والميلادُ والظلامُ والضياء
فتستفيقُ ملء روحي، رعشةُ البكاء
ونشوةٌ وحشيةٌ تعانق السماء
كنشوةِ الطفلِ إذا خاف من القمر

الموت و الميلاد و الظلام و الضياء ثنائيتان ضدية تنساب تحتهما معظم أوجه التأويل لقصيدة السيَّاب.

شكرا جزيلا لك. :)

علي السعد
07-02-2010, 01:34 AM
فإذا ما يعنيه يونغ هي الفطرة البشرية، المشاعر الإنسانية، الضعف الانساني و الطبيعة البشرية الواحدة لكل الناس، أعني بذلك أن بعض المفاهيم تتواجد و تتوارث في الناس لمجرد كونهم بشر و إن تفاوتت نسب هذا التواجد. هل أنا محقة؟! إن كنتُ كذلك فأعتقد أن الأدق هو كلمة فطري بدلا من جينيَّ ..

. :)

يعجبني استرسالك يا بنينه رغم اننا ابتعدنا قليلا عن دور اللاشعور الجمعي
في ايجاد نظم تقييميه معينه لدى المجموعه والفرد , الا انك محقه في تشبيهك
لمفردة يونج اللاشعور الجمعي بالفطرة مع فارق بسيط هو ان الفطرة ثابته
يولد بها الجميع من ادم الى اخر الزمان , بينما لاشعور يونج الجمعي هو شيء
متوارث في منطقه معينه من المخ لايسيطر عليها الفرد كفرد وانما تحركه
قيم الجماعه وهذه المنطقه من اللاشعور تكتسب صفات متغيرة من جيل الى اخر
اي ربما اخضعها هنا لقانون التطور .

الموت و الميلاد و الظلام و الضياء ثنائيتان ضدية تنساب تحتهما معظم أوجه التأويل لقصيدة السيَّاب.

شكرا جزيلا لك

الشمس اجمل في بلادي من سواها والظلام
حتى الظلام هناك احلى فهو يحتضن العراق

لا اجد تضادات اجمل واعمق وارق على الذائقه الشعريه مما اخترناه
يا اخت بثينه من شعر السياب حتى انه ليشعرنا بجمال الظلام لمجرد
انه يحتضن شيئا حبيبا الى قلبه , لا اجد قصيدة وطنيه او معلقه يمكن
ان تصل الى المعنى الذي اوصلنا اليه بدر شاكر السياب في ابيات قليلة .

شكرا لك يا بثينه:34:

بثينة محمد
07-02-2010, 01:40 AM
يعجبني استرسالك يا بنينه رغم اننا ابتعدنا قليلا عن دور اللاشعور الجمعي
في ايجاد نظم تقييميه معينه لدى المجموعه والفرد , الا انك محقه في تشبيهك
لمفردة يونج اللاشعور الجمعي بالفطرة مع فارق بسيط هو ان الفطرة ثابته
يولد بها الجميع من ادم الى اخر الزمان , بينما لاشعور يونج الجمعي هو شيء
متوارث في منطقه معينه من المخ لايسيطر عليها الفرد كفرد وانما تحركه
قيم الجماعه وهذه المنطقه من اللاشعور تكتسب صفات متغيرة من جيل الى اخر
اي ربما اخضعها هنا لقانون التطور .



الشمس اجمل في بلادي من سواها والظلام
حتى الظلام هناك احلى فهو يحتضن العراق

لا اجد تضادات اجمل واعمق وارق على الذائقه الشعريه مما اخترناه
يا اخت بثينه من شعر السياب حتى انه ليشعرنا بجمال الظلام لمجرد
انه يحتضن شيئا حبيبا الى قلبه , لا اجد قصيدة وطنيه او معلقه يمكن
ان تصل الى المعنى الذي اوصلنا اليه بدر شاكر السياب في ابيات

شكرا لك يا بثينه:34:


تقول أن الفارق هو أن الفطرة ثابتة، و لكن ما يعنيه يونغ تحركه قيم الجماعة و يخضع لقانون التطور..
اعذرني لاسترسالي و اندفاعي عن محور الحديث. و لكن؛ ألا ترى أن الفطرة أيضا تحركها قيم الجماعة؟! أعني؛ أننا لو فتحنا باب علم النفس لوجدنا أن من الفطرة ما يتبع قيم الجماعة.. و أن من الفطرة ما يخضع لتغير الظروف المحيطة بيئيا و اجتماعيا ...الخ. ألا يكون هذا أيضا خاضعا لقانون التطور؟!
نوِّرْني رجاء :)

علي السعد
07-02-2010, 02:02 AM
تقول أن الفارق هو أن الفطرة ثابتة، و لكن ما يعنيه يونغ تحركه قيم الجماعة و يخضع لقانون التطور..
اعذرني لاسترسالي و اندفاعي عن محور الحديث. و لكن؛ ألا ترى أن الفطرة أيضا تحركها قيم الجماعة؟! أعني؛ أننا لو فتحنا باب علم النفس لوجدنا أن من الفطرة ما يتبع قيم الجماعة.. و أن من الفطرة ما يخضع لتغير الظروف المحيطة بيئيا و اجتماعيا ...الخ. ألا يكون هذا أيضا خاضعا لقانون التطور؟!
نوِّرْني رجاء :)

نور الله قلوبنا يا بثينه
بالنسبه لتعريفنا الاسلامي للفطرة فانها صبغة الله وسنته في خلقه
ولن تجد لسنه الله تبديلا وهذا من ثوابت ديننا لان النصوص تشير
الى ان كل انسان يولد على الفطرة كما ورد في الحديث , لذا فهذه
الفطرة ثابته يقينا من حيث معرفة الله واتباع اوامره واجتناب
معاصيه ولا يمكن لقوانين دارون او الدارونيه الجديده ان توثر
فيها وهي شيء مشترك بين جميع البشر اخلافا بعد اسلاف ولا
يختلف فيها سابق عن لاحق لتحقيق عدالة الله التي هي اصل من
اصول الدين , وهكذا فالفطرة هنا لايمكن لها ان تساوي من حيث
القيمة اللاشعور الجمعي لدى يونج بل اذا استخدمنا مفردات يونج
في وصفها قد يعرفها بانها محاوله اولى لفهم هذا اللاشعور الجمعي
بصيغه لاهوتيه غير خاضعه لمنطق علمي .
اما اخضاعنا الفطرة لقوانين التطور فهذا ما لايمكن لنا المجازفه
بتبنيه حيث يرد لدينا في الاثر ان الدين عند الله الاسلام من اول
الزمان الى ان يرث الله الارض ومن عليها وكذلك كانت المحرمات
والمحللات واحدة وان اي محاولة لتحليل ما قد حرم وتحريم ما احل
انما هو انحراف عن الفطرة السليمه , هذا الشيء من ثوابت الفكر
لدى معظم الاصوليين مع وجود مخالفة هنا وهمسه هناك الا انه الراي
الصادح لذا لايمكن لنا ان نخضع الفطرة كما عرفناها بدءا لاي قانون
تطوري الا ان اعدنا صياغة تعريفها , وقد تكون هذه الصياغه الجديده
تطورا بحد ذاته قد يخضع ارائنا فيه بالتالي الى قانون يتيح لنا مجانا
ان نتقي نور الشمس بالتفيئ تحت اعواد المشانق .
واترك الخيار لك في ان تخضعي ما شئت من الاراء لقانون التطور:)
شكرا لاسترسالك الذي قد يجعلني اذهب الى ما لا اريد الذهاب اليه
دمت بكل نور

بثينة محمد
07-02-2010, 02:13 AM
نور الله قلوبنا يا بثينه
بالنسبه لتعريفنا الاسلامي للفطرة فانها صبغة الله وسنته في خلقه
ولن تجد لسنه الله تبديلا وهذا من ثوابت ديننا لان النصوص تشير
الى ان كل انسان يولد على الفطرة كما ورد في الحديث , لذا فهذه
الفطرة ثابته يقينا من حيث معرفة الله واتباع اوامره واجتناب
معاصيه ولا يمكن لقوانين دارون او الدارونيه الجديده ان توثر
فيها وهي شيء مشترك بين جميع البشر اخلافا بعد اسلاف ولا
يختلف فيها سابق عن لاحق لتحقيق عدالة الله التي هي اصل من
اصول الدين , وهكذا فالفطرة هنا لايمكن لها ان تساوي من حيث
القيمة اللاشعور الجمعي لدى يونج بل اذا استخدمنا مفردات يونج
في وصفها قد يعرفها بانها محاوله اولى لفهم هذا اللاشعور الجمعي
بصيغه لاهوتيه غير خاضعه لمنطق علمي .
اما اخضاعنا الفطرة لقوانين التطور فهذا ما لايمكن لنا المجازفه
بتبنيه حيث يرد لدينا في الاثر ان الدين عند الله الاسلام من اول
الزمان الى ان يرث الله الارض ومن عليها وكذلك كانت المحرمات
والمحللات واحدة وان اي محاولة لتحليل ما قد حرم وتحريم ما احل
انما هو انحراف عن الفطرة السليمه , هذا الشيء من ثوابت الفكر
لدى معظم الاصوليين مع وجود مخالفة هنا وهمسه هناك الا انه الراي
الصادح لذا لايمكن لنا ان نخضع الفطرة كما عرفناها بدءا لاي قانون
تطوري الا ان اعدنا صياغة تعريفها , وقد تكون هذه الصياغه الجديده
تطورا بحد ذاته قد يخضع ارائنا فيه بالتالي الى قانون يتيح لنا مجانا
ان نتقي نور الشمس بالتفيئ تحت اعواد المشانق .
واترك الخيار لك في ان تخضعي ما شئت من الاراء لقانون التطور:)
شكرا لاسترسالك الذي قد يجعلني اذهب الى ما لا اريد الذهاب اليه
دمت بكل نور

أعتذر لأني أسأت التعبير فأُسيء فهمي :)
كنت أتحدث من زاوية سيكولوجية عن التطور، و أيضا كنت أعني التطور النفسي لا داروين وما يتبناه من قوانين. حقا اخطأتُ بفهمي في الحقيقة لقانون التطور الذي تقصده. أنا كنت أعني تطورا سيكولوجيا. فطبيعة المرء الفطرية تفرض عليه أن يؤثر و يتأثر بما حوله. لذا؛ هو يتطور.. و أيضا هذا التطور يختلف من جيل إلى جيل تبعا للاختلاف الحاصل في البيئة المحيطة الناتج عن اختلاف الزمن و المفاهيم ...الخ.

لا علم لي حقيقة بداروين، ومن الأدب ألا أتكلم فيما لا أعلم. هل لنا أن نكمل على المحور الذي افترضته ؟!
و للتوضيح أكثر؛ فإنَّ ما أحاول قوله هو التالي: هل من الممكن النظر إلى تعريف يونغ بالشكل الذي طرحته أنا ؟!

علي السعد
07-02-2010, 01:38 PM
أعتذر لأني أسأت التعبير فأُسيء فهمي :)
كنت أتحدث من زاوية سيكولوجية عن التطور، و أيضا كنت أعني التطور النفسي لا داروين وما يتبناه من قوانين. حقا اخطأتُ بفهمي في الحقيقة لقانون التطور الذي تقصده. أنا كنت أعني تطورا سيكولوجيا. فطبيعة المرء الفطرية تفرض عليه أن يؤثر و يتأثر بما حوله. لذا؛ هو يتطور.. و أيضا هذا التطور يختلف من جيل إلى جيل تبعا للاختلاف الحاصل في البيئة المحيطة الناتج عن اختلاف الزمن و المفاهيم ...الخ.

لا علم لي حقيقة بداروين، ومن الأدب ألا أتكلم فيما لا أعلم. هل لنا أن نكمل على المحور الذي افترضته ؟!
و للتوضيح أكثر؛ فإنَّ ما أحاول قوله هو التالي: هل من الممكن النظر إلى تعريف يونغ بالشكل الذي طرحته أنا ؟!

ليس هناك اي سوء فهم او سوء تعبيريا اخت بثينه
التطور لم يعد مجرد نظرية بايلوجية تعتقد ان الانسان والقرد نشآ من جذور بايلوجية او اسلاف واحده
ربما كان الشق البايلوجي لنظرية التطور هو سبب شهرتها او لنقل النقد الذي تلقته النظريه من الكنيسة
والمجتمع كان بسبب الحلقه الاضعف فيها الا وهي التطور البايلوجي رغم ان هذه الحلقه تزداد قوة يوما
بعد يوم بسبب الحفريات والاكتشافات العلمية والجينية تحديدا الا انها تبقى مثار جدل بسبب الطابع الديني
والاجتماعي للمساله , ويحضرني راي لكاتب ايرلندي ساله احد الصحفيين مستفزا بان داروين يقول ان
اصلنا قرود فما تعليقك فاجابه انها مساله عائلية تخص الانكليز .
لكن التطور اصبح اليوم نظرية اشمل واعم تخص كل شيء واي شيء ولا يمثل الجانب البيولوجي فيها
سوى البداية التي انطلق منها داروين وربما كان تحديد التطور بالنشوء والارتقاء والانتخاب الطبيعي
اشبه بتحديد الجاذبية وقوانين نيوتن بسقوط التفاحه على الارض , فالتفاحه لم تكن سوى نقطة البدء.


هكذا وللاجابة على سؤالك اقول , نعم , يمكن النظر الى تعريف يونغ بالشكل الذي طرحته انت , فالانسان
يتطور نفسيا وسلوكيا من جيل الى اخر وهذا ما صرح به يونغ عندما قال ان اللاشعور الجمعي هو( مخزن
لخبرة البشر العرقي ) بمعنى ان خبرات اسلافنا تنتقل الينا جيلا بعد اخر وربما يفهم البعض من كلامه مثلا
انه يقصد انتقالها عن طريق التعلم كاللغة وغيرها , لكنه كان يقصد انتقالها البيولوجي ولاثبات ذلك يمكننا
العودة الى اصل تعريف يونج للاشعور الجمعي بانه (منطقه في المخ لا تخضع لسيطرة الفرد ) اي ان
خبرات اسلافنا تنتقل الينا مع الجسد ولا حاجة بنا لتعلمها ويونغ يرى في هذا التطور النفسي شيئا طبيعيا
وليس حاله مرضيه كما راها فرويد بالعودة الى الانا العليا .
اذن التطور النفسي واقع لا محالة بل هو سمة تميزنا نحن البشر عن باقي المخلوقات ربما بسبب طبيعة
تكوين ادمغتنا التي تسمح بتخزين الخبرات والتجارب ونقلها الى الاجيال اللاحقة .

شكرا لك بثينه

بثينة محمد
07-02-2010, 04:08 PM
:) شكرا لسعة صدرك. كان عليَّ التعليق على محور الموضوع الأساسي لكني لم أقاوم رغبتي في التفرقة بين المفاهيم التي قد تختلط عليَّ. أتعلَّمُ أولا و من ثم أعلِّق: تأثير الدراسة الأكاديمية، اعذرها رجاء :).
قرأت قديما عن الأنا العليا و السفلى و لكني نسيت كل ما قرأته عنها خاصة أني لم أتعمق فيها.
فإذاً؛ عودة إلى محور الموضوع الأساسي و هي عوامل التقييم التي ذكرتَها آنفا، قد أتفق كثيرا مع كل ما ذكرت.. غير أني أحب أن أضيف رأيي بخصوص العامل الأول: الجمال! أعتقد أن ما قاله شكسبير بأن لا وجود للأبيض أو للأسود و أننا نحن من نسمي الألوان تبعا للزوايا التي ننظر إليها ينطبق كثيرا هنا.

:)

شكرا جزيلا من جديد.