من وحي ضحكة

[بثينة محمد]

أنا السماء ..

أنا الروح الحرة التي تغذي الريح

و تطهر العزاء من العزاء

أنا ابنة الشمس!





ارتجالا.. إهداء لأمي!

[بثينة محمد]

أمي، أمي، أمي ..

أمي تعد لي شايا من الجنَّة ..
كم أكره الشاي
و أعشق جنَّتها!

أمي.. تدفئ قدماي بقرصي مداعبة..
و أحاول أنا حجزها في قلبي..
لا أستطيع..
فلديَّ إخوة كثيرون!

أمي..
شمسي..
ضياء روحي..
تناديني بصوتها المُتْعَب
أن أقرأي لي،
و أقرأ لها ما تريد..
و قلبي يتلو حبي كما تريد!

[بثينة محمد]

كنت أذهب كل يوم
مرتدية قلادة رخيصة الثمن،
تحمل حرفك
و أشعر أنني أحمل قلبك الألماسيَّ حول جيدي!
لا أعلم كيف تجعلينني أحب الخبز الطري
لا أعلم كيف تزينين شكل الورق في عينيَّ
فيبدو الخبز فرنسي الصنع
و الورق مذيلا بالذهب..


هل هي مسألة أمومة؟!
أم أنت فقط؛ شمس الشموس ؟!

[بثينة محمد]

لقلبك الأبيض يا أمي،
أنسج حلما من خيوط الذهب..
أزينه بياقوت أحمر
تاج مرَصَّع بالحب.. الفناء ..
ولابد أن أغزل من دمي..
لك ما يكون ريحانة التاج!
لكِ يا أمي
لكِ يا أمي
لكِ يا أمي
عبق دماء ملونة بكل ما هو فاضل و جميل،
بكل ما هو فرنسي مدلل..
و فارسي ثري..
بكل مابي منك!

[بثينة محمد]

من وحي ضحكة
تبدع دمعة في الظهور بارتجال..
لا جمال حينها
سوى في الصمت!
ضحكْتُ فَبَكَت..
ضَحِكَتْ فَبَكَيْت!
و كلنا ارتجلنا!
من وحي ضحكة..
يطير قلب إلى الشمس!

[بثينة محمد]

أمي،
تبكي!
من سواها يبكي إذ أمرضتني السنون؟!
من سواها يبكي في كل أحوالي..
إذا أبهجتني الأقدار..
إذا ضاحكتني الشموس..
و راقصتني الأقمار..
كل الأمهات يا أمي.. نجوم!
و أنت شمسٌ .. لا تنطفئ
ولا تنتهي انفجاراتها!
نغضب كثيرا من قلقك..
و قد نكون أشرارا و نصرخ بلحظة غضب..
لكننا لا ننام..
لا ننام
لا ننام بغير دفء دعاك..

[بثينة محمد]

تقول لي أمي:
" اكتبي يا ابنتي،
اكتبي للتاريخ ما فعلَ بي..
إنه لا يعلم كم قتلني! "
و أنا أنظر إلى الورق كل يوم و آمره أن ينضج..
أخبره عن أمانيَّ بمسح التاريخ من ذاكرتها..
و شراء مزرعتها التي أحبَّتها !

[بثينة محمد]

أمي فتاة الريف، أجمل فتيات المنطقة.. أكبرهن قلبا، و أنصعهن بياضا..
أمي تنادي الشجر و الريح، فينصتوا لحديثها..
تكلم القمر، فيطرب..
تحاكي السماء، فتبكي ..
أمي تحب كل شيء و كل شيء يحبها..
عذاب الحاسدات؛ أمي
ملاذ الطيبات؛ أمي
كالشمس تماما، مضيئة أبدا!
لكننا ندور حولها فنتقاسم الضياء..
ليلا، و نهارا!

[بثينة محمد]

يقولون أنني أكثر إخوتي شبها بأمي،
و يقفز قلبي من أضلعه..
و تدمع عيناي لضحكاتها المبتهجة..
يراني النساء فيحسبونني إياها ..
و تحمرَّ وجناتي..
من أين لي أن أكون مثلك ؟؟
ما هذه النعمة الكبيرة..
التي أنزلها علي الله، فجعلني ابنتك
فجعلني نسختك الكربونية..؟!
أمي.. كل الظلام إن لم تضحكي يأسرني
كل الموت يغدو حقيقة..
ولا يكتفي بالمنام..
من لي سواك يا أمي؟!

[بثينة محمد]

كم أشعر أن الكلام سخيف..
إذا ما حاولت أن أقول: أحبكِ!
أنظر إليك و أفتح فمي.. و أمسك
كل مرة أحاول تغيير نصِّي ..
ولا أفلح!
لا يعجبني أي شيء أبتدعه..
يا إلهي..
كيف أرد لك حنانك؟!
إن اشتريت لك جاتوه في عيدكِ
بكيتِ!
و إن كتبت لكِ؛ بكيتِ
و إن فعلت أي شيء من أجلك؛ بكيتِ
و بكيت أنا معكِ..
أتعلمين أنني أكتب و أخجل كثيرا أن أريكِ
أخجل كثيرا أن أقرأ لكِ..
أشعر كأنني لا شيء..
و كأنكِ أعظم ناقد..
و كأنكِ سيِّد الُكتَّابْ..
أضيع..
كأن عينيك بحر من الحب..
وعليَّ دائما أن أحضر معي أضحية..
قربانا إلى الله.. ليستمر عطاؤكِ..
و أُحِسُّ أنني فقيرة تماما..
أحيانا أشعر بالغضب من نفسي..
و قد أصرخ بك: لا تبكي!!
و أعود أنا أبكي.. لأني قسوت عليكِ..
لكني، أشعر بالعجز أمامك..
هل أستطيع يوما، أن أكون مثلكِ ؟!
لو كنت نصفكِ فقط.. لما اهتممت أبدا!

[بثينة محمد]

ضحكة أمي،
تطهرني من كل الخطايا..
إذا ما احتضنتها
و ضاعفتها..
من وحي ضحكة..
أشعر أنني رَضِيْت

[بثينة محمد]

في حب أمي،
أعيش..

في حب أمي ،
أنام بلا تشويه ..

في حب أمي،
أكون !

في حب أمي،
جنة!

[بثينة محمد]

تضحك أمي..
فأصمت،
تقهقه العصافير
و تشرب الشاي متلذذة بوجنتيها الفاكهيتين..
و تتخم ثرثرة مع صوتها الرخيم..

و أنتفض أنا..
لا أدرك سوى حلم ضحكتكِ

[بثينة محمد]

كل العيد حزن..
كل العيد رحيل..
أعرف عيدا واحدا فقط..؛
ضحكة أمي!
كلها عيد..
كلها حياة..
و ثوب فرح جديد..

[بثينة محمد]

يقولون يا أمي..
بعد لأيٍ؛ نلنا!
و الحقيقة يا أمي:
بعد لأيٍ؛ صبرنا!
و أعلم يا أمي..
أنك تجتهدين؛ كالشهداء..
و أن الناسَ ناسٌ..
و الأمهاتُ؛ أنقياء..
و الملائكةُ الصغار..
شبهٌ للعصافير..
و العجائزُ أيضا؛ أثرياء..
و أنا و أنتِ..
أبرياء...
أبرياء..
و الحياة تكرر:
الويل للضعفاء..
الليل للأبرياء..
فتضحكينَ،
و ترقص الأشياء..
و يصبح النهار؛
من الأشياء..
و تنزوي تلك الحياة بحلكها..
عن تلكما الأشياء!

[بثينة محمد]

تبكين كثيرا
و من وحي دمعة..
تنبت الأجداث على عينيَّ
و أبكي كثيرا
و من وحي ضحكة
ينمو الطهر في قلبي سريعا
كمن يشرب من نبع الحياة..





* يا رب، اغسل قلب أمي بالماء و الثلج و البرد.. يا رب اشرح صدرها، و فرج همها و افتح لها من أبواب رزقك و نعمتك.. يا رب أعنني على برها و طاعتك و إحضار البسمة لشفتيها المتلألئتين ..

[بثينة محمد]

ما أزال متعبة يا أمي.. في اللحظة التي تغيب فيها ضحكاتك أشيب، و تثقلني السنون.. لست ابنة عشرين عاما.. أنا ابنة عينين من الشمس.. و أنطفئ، إذا غابت عيناك في بحر الهموم.
ما أزال شاحبة يا أمي.. متى تعودين وضاءة البسمة؟! متى أعود لفستاني الأصفر المنفوش ؟! و نخطو في وجه النهار على الغيوم ..
يداي الغضتان في يديك الرحيمتين، و الله يطالعنا من خلف النجوم .. طوبى لتلك النجوم ..

ما أزال أحترق يا أمي..
مقلتيكِ وجوم.. راحتيك عذاب الظلام .. و تنطقين الشهادتين بكل السكون ..
أردد خلف دعائك، و في قلبي شجون ..
يا رب ارحم ضعفها.. يا رب إني أخاف.. أن أصير طفلة في الليل تُبْكِي العيون
متى ما توقفت أمي عن الضحكِ، عن الأنفاس، و غالبت ريقها السموم ..

رباه.. سعادتي في قلبها، و هي تتضائل كالمقشة..
و أنا أضيع.. أضيع.. أضيع في تلك الدموع ..
لا تحرمها الشهادتين، ولا حوض نبيك الينبوع ..
كل ما طَهُرَ: أمي..
و كل ما عليها
كل ما لديها: طهور !

[بثينة محمد]

يا أمي، في كل خسارة يرتكبها الحب في قلبي؛ أعلم كم أنا غنية بكِ..
سأعتني بجروحي جيدا..
سألملم ذاتي مرة بعد مرة. حتى و إن توقف القلب عن الخفقان.. سأظل أكنس آثار الزوابع، و أبقي قلبي لائقا بجلالتك!




* سأنشر الرسالة كاملة بعد حين .. بإذن الله.

[بثينة محمد]

ألم تقل لك السماء أن المطر ممزوج ببركات دموعك ؟!
و أن الشمس من وحي ضحكتك تستقيم ..
بلا سقم..
و حنانك الماء المعين ...

[بثينة محمد]

يا نور السماء
يا من بِرُّكِ مطهرةٌ للقلب من كل إثم ..

فداك أنا يا أمي ..
فداك أنا يا أمي ..
لو كنت رجلا لاخترت أن أجلب لك النجوم، و أرسم لك الضياء.. و أصنع لك هودجا من زهور الياسمين و الريحان ..
لو كنت قمرا لاخترت عكس شمسك ..
لو كنت أي شيء .. لاخترتك أمي في كل مكان ..

[بثينة محمد]

و كأن ضحكتك تطهرني من كل الأفكار الشريرة..
تأخذ مني الهواجس كما كنت تأخذين مني الكبريت
و أنا أنظر إليك ذاهلة..
تسحب روحي من ضوضاء المدن إلى هدوء ريفك..
فأستقيم/ أستريح..
و كأنها ريح من الجنة..

:34:

لا جعلني الله أضيع ضحكتك يوما..

[بثينة محمد]

من الغريب أننا نبحث دوما عن الحب و هو موجود في أعمق بقاعنا التاريخية.. مرسوم على كل سرداب و منقوش على شتى المفاتيح. مَعْلَم العالم في قلوبنا..
إذا التقطنا صورة أمٍ تضحك، كم من الحب سنحوز لسنين عديدة ؟!



كم من الحب سيحيا ؟!

[بثينة محمد]

لا أحتاج أن تمرضي حتى أعرف كم أحبك، حتى أقيس في نبضي كم مرة أحتاجك و كم مرة يهتف دمعي لك ألا تخذليني بالغياب.. أنت يا من لا يجوز عليك الخذلان و محرم على القلب شكه بك..
يكفي أن أمرض و أمرض و أمرض.. و فجأة تبتسمين بحنو الطهر المستحيل.. و يستقيم البياض على عيني..
و أدرك كم أكثر و أكثر أحبك .. يا أمي

[بثينة محمد]

تائه من يعرف اليتم .. و يائس جدا من لم يعرف الطريق إلى صدر أمه ..

[بثينة محمد]

يوما ما.. سيقول لك الجميع حين يكتب رحيلي على النواصي " كتبت لكِ كثيرا، أحبتك أكثر من أي نوع من الأمل و أثارت دموعك أعمق جروح الألم الممضة في عينيها.. و رحلت لتمهد لك طرق الرحمة، عل و عسى أن تستطيع بمعجزة أن تكون لك وقاية .. "
سيقبلون جبينك المبيض نصبا و يقولون: " لا تبكي.. فما كان ليشتت جمعها كما الحزن على عينيك الملهوفتين، و ما كان ليجعل جبروتها عاجزا سوى سحرك .. ولا أكثر، لم ترحل إلا بالمظاهر و المظاهر تخدع الجميع.. هربت من الكل و سكنت عينيك كما كانت صورة شبابك في حياتها.. لا تبكي"!

[بثينة محمد]

و اشتقت إليكِ جدا
أكثر من توقي للضحك
أكثر من حبي لكِ
و أكثر من رغبتي بالهرب إليك و منك..


و آه، كم أحب أن أحبكِ .. يا ضياء روحي.. <3

[بثينة محمد]

و اشتقت إليكِ جدا
أكثر من توقي للضحك
أكثر من حبي لكِ
و أكثر من رغبتي بالهرب إليك و منك..


و آه، كم أحب أن أحبكِ .. يا ضياء روحي.. <3

أحنُّ إلى خبزِ أمّي
وقهوةِ أمّي
ولمسةِ أمّي
وتكبرُ فيَّ الطفولةُ
يوماً على صدرِ يومِ
وأعشقُ عمري لأنّي
إذا متُّ
أخجلُ من دمعِ أمّي

خذيني، إذا عدتُ يوماً
وشاحاً لهُدبكْ
وغطّي عظامي بعشبِ
تعمّد من طُهرِ كعبكْ
وشدّي وثاقي..
بخصلةِ شَعر..
بخيطٍ يلوّحُ في ذيلِ ثوبكْ
عساني أصيرُ إلهاً
إلهاً أصير..
إذا ما لمستُ قرارةَ قلبكْ!

ضعيني، إذا ما رجعتُ
وقوداً بتنّورِ ناركْ
وحبلِ الغسيلِ على سطحِ دارِكْ
لأني فقدتُ الوقوفَ
بدونِ صلاةِ نهارِكْ
هرِمتُ، فرُدّي نجومَ الطفولة
حتّى أُشارِكْ
صغارَ العصافيرِ
دربَ الرجوع..
لعشِّ انتظاركْ..

[بثينة محمد]

الثلاثاء، 28 - 9 - 1431



حسبي من الشجاعة ألا أبكي أمام من يخذلني.. الحمدلله!

نعم، قوية حد الجلد!
هه! و القلب ينكسر حد التبلد !

لا بأس،
أنا يا أمي.. في كل خسارة يرتكبها الحب في قلبي، أعلم كم أنا غنية بك..

كم أنا جميلة !
حقا.. لا يهم من يتركني في طريقي وحيدة. المهم أنني أعلم انك بدأت طريقي معي، و ستكونين بانتظاري في نهايته.. بأي شكل كان.


سأعتني بجروحي جيدا..

سألملم ذاتي مرة بعد مرة. حتى و ان توقف القلب عن الخفقان.. سأظل أكنس آثار الزوابع، و أبقي قلبي لائقا بجلالتك.


كما علمتني تماما، كل يوم أصدق هذه المقولة أكثر و أكثر " مو كل من بكاك يكرهك ولا كل من ضحكك يحبك "
كيف تعلمين يا أمي؟ ها، كيف تجلسين في مجلسك تخيطين و تتلفظين بكل هذه الوقائع؟!


أوووه لحظة يا أمي سأمنح نفسي حيزا للبكاء حتى لا أموت، أو أغدو كالعنكبوت...

سأخبئ وجهي في راحتي و أبكي.. حتى تستريح الدموع.


الزمن لا يمنحنا فرصة العودة فيه و إعادة القلب بهيا كما كان عليه في أول طفولة، لكنه يدع لنا الحرية في محاولة تشكيله بعد كل كسر.. و لليدين فنون !


سأختبر يداي يا أمي، علها تبهج عينيك الغارقتين في الهموم.. علها تُفرِح بك الأيام..
سأدعو، سأدعو جيدا في صلاتي كما لم أدعُ من قبل : أن يبهج بكِ يداي و يفرحكْ بهما!

لن يعود الان يهمني المرض.. من الأفضل أن يكون جسدي عليلا على أن أكون مغترة بشبابي .
من الأحسن أن تكون روحي في قبيل المشيخ، بدفء نهاية الطريق، ببريق الحكمة في عيني الجدات.. على أن تكون طائشة، متهورة.. لا تشبع حتى تطيح !


لاأظن أنني سأدعو في صلاتي بعد اليوم أن أشفى... سأدعو أن أكون لك مسعدا و مسرة؛ فهذا هو كل ما يهم !


http://www.youtube.com/watch?v=VFdLPR36fPE