المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إنهم هُــــم وأنــا ، سرقونــي !


محمد القواسمي
07-10-2010, 10:39 AM
http://www.al-akhbar.com/files/images/p12_20070509_pic1.full.jpg



إنـهم يمسكونَ أقلامهمْ ليسطّرونـي شعراً ونثراً وألمْ ،

هُمُ الذينَ كتبوا سيرتـي ، وعلى جهلٍ منهم كتبونــي أحرفاً أخرى !

،



كنتُ أحسبُ أن الحروفَ التي أنزفهـا هي الأنــا تمام
لأنّ ما يكتبهُ النبضُ ، أصدقُ مما ينطقه اللسانُ ويحسبهُ العقلُ حقيقةُ وإن كانت موضوعـة ،

أمـا الآن - وهنــا تحديداً - سأثبتُ لنفسـي كيفَ أنهمْ همُ الأنــا !

وكيف كتبونـي أبياتاً وقصـصاً أخرى !

إنهم هم وأنــا ، سرقونــي !




،

محمد القواسمي
07-10-2010, 10:46 AM
http://www.ngphotos.com/waiting%20man.jpg



في الانتظار،
يُصيبُني هوس برصد الاحتمالات الكثيرة:
ربما نسيت حقيبتها الصغيرة في القطار،
فضاع عنواني وضاع الهاتف المحمول،
فانقطعت شهيتها
وقالت: لا نصيب له من المطر الخفيف

وربما انشغلت بأمر طارئٍ أو رحلةٍ نحو الجنوب كي تزور الشمس،
واتصلت ولكن لم تجدني في الصباح،
فقد خرجت لاشتري غاردينيا لمسائنا وزجاجتين من النبيذ

وربما اختلفت مع الزوج القديم على شئون الذكريات،
فأقسمت ألا ترى رجلاً
يُهددُها بصُنع الذكريات

وربما اصطدمت بتاكسي في الطريق إلي،
فانطفأت كواكب في مجرتها.
وما زالت تُعالج بالمهدئ والنعاس

وربما نظرت الى المرآة قبل خروجها من نفسها،
وتحسست أجاصتين كبيرتين تُموجان حريرها،
فتنهدت وترددت: هل يستحق أنوثتي أحد سواي

وربما عبرت، مصادفة، بِحُب سابق لم تشف منه، فرافقته إلى العشاء

وربما ماتت،
فان الموت يعشق فجأة،
مثلي،
وإن الموت، مثلي،
لا يحب الانتظار


في الإنتظار محمود درويش