المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رواية طويلة بما يكفي ..!!


محمد بن منصور
08-10-2010, 04:39 PM
[1]
بمحاذاة الورق كان يسير بهدوء
دلف إلى السطر الأول , السطر ثاني
السطر الثالث , كان الورق شديد البياض
إلا من حرف أسود يقبع في آخر الصفحه
اقترب منه كان حرف الـ غ
بدأ القلق يتسرّب إلى نفسه
وهو يردد .. ربّما هو الغياب
ألقى به خارجاً , وأكمل السير
بمحاذاة الورق شديد البياض
[تمت]

محمد بن منصور
08-10-2010, 04:40 PM
[2]
كانوا يعتقدون أن دمعه نزغاً من ابليس
وأن أحزانه رجساً من الشيطان
لم يحرص ذات يوم أن يخبرهم عن كنه ذلك الشعور
الذي يعتريه فهو يعلم ان ذلك الشعور بالنسبة لهم ماده للنقاش
ومثارللجدل ليس إلا ..!!
ما أصعب أن تكون الأحزان والمشاعر مادة للجدل والنقاش !!
لذا آثر الصمت بصدق ..,
فالصّادقون وحدهم يُـــكذَبون
[تمت]

محمد بن منصور
08-10-2010, 04:41 PM
[3]
لم يكن يدرك , بأنه سيُلدغ من ذات الجرح مرتين
حاول عبثاً أن يعالج الجرح , ولكنهم أخبروه
أن ما ألمّ به ليس جرح , بل هو استئصال لشيء ما ..,
غادر متكئاً على جرحه , متدثرا بذكراه
كان يسمع قرع أقدامهم في مكان ما وضجيج الناس من حولهم
في تلك اللحظة فقط أدرك انه بدون قلب ..,
[تمت]

محمد بن منصور
08-10-2010, 04:41 PM
[4]
كان مرتبكاً , بما يكفي
لاشيء حوله سوى الصمت والخواء
حتى أنه اعتقد ان ترسّب الصمت بهذا القدر قد يحدث ضجيجاً
لم يكن يطمع في ذلك الوقت الى أكثر من رنين لرسالة في هاتفه النقال
تخبره ان هاتفه النقال ليس أخرس كما هو كل شيء في حجرته
باغته رنين قصير لرساله , قرأها ..
لم يكن محتواها مبهجاً بقدر ماكان الفرح يعم المكان بنغمة الرسالة
التي اخترقت حاجز الصمت لجزء يسير من الثانية ..,
وعاد ليرتبك مره أخرى فالصمت أكثر كثافة من ان تبدده نغمة الرسالة
اليتيمه
[تمّت]

محمد بن منصور
08-10-2010, 04:42 PM
[5]
كان ينفض , ماتبقى من الذكريات عن كتفيه
ربّما اعتقد ان نفضها كفيل بجعله يعود إلى مسار الواقع
حثّ خطاه مستبشراً بما هو آت .
واصل حث الخُطى بثبات ورسوخ
أخيراً وقف على نهاية الطريق , ثمة لوحة مكتوب
بأعلاها وبخط بارز
من هنا طريق العودة إلى الذكريات , ابتسم بهدوء
وعاد لكن في هذه المره , لم ينفض اي شيء من على كتفيه
فهو أصبح مؤمن جداً , بأن الكثير من الذكريات كانت واقعاً ذات يوم
فلا ضير أن يعيش في اروقتها , على الاقل يبقى العيش فيها اختيار ورغبة ..!!
[تمّت]

محمد بن منصور
08-10-2010, 04:43 PM
[6]
تصفح ابنية المدينه الشاهقه ببصره
أخذ يقلبها مبنى .. مبنى
لم يكن يكترث بضخامتها وسكونها
لم يكترث حتى بشحوب الشارع
وذبول الإناره على رصيفه
كل ماكان يلتفت انتباهه تلك النافذه المضيئه
والتي جحظت من بناء شاهق بضوئها الخافت
شعر بأن الأمر يعنيه وحده لاسواه
عاد ببصره إلى الطريق , ركل شيء وهمي أمامه
وكأنه يحتج , على وجود تلك النافذة في الطابق الثامن
[تمّت]

محمد بن منصور
08-10-2010, 04:44 PM
[7]
لم يدر بخلده أبداً ان يتسائل عن ماهيّة السعادة
أو لم يفكر يوماً في الحزن هل هو شيء ملموس ام هو مجرّد شعور عابر
ولكنّه بدأ مؤخراً في التفكير ,,, والسؤال عن اشياء كثيره
كان إستباق الزمن ومعرفة ماستؤول اليه الأيام هل هي تعيسه أم حزينه
هاجسه كسائر الناس من حوله ,,, هنا فقط دبّ الخوف في أوصاله
لأنه حين قطع حبل أفكاره , تأكد انه يسير بمفرده
ولا وجود للنّاس من حوله
[تمّت]

محمد بن منصور
08-10-2010, 04:45 PM
[8]
كان يستعد لرحلة قصيره للضاحية القريبة من مدينته
بدأ في حزم أمتعته القليلة حوله على عجل
بدأ في الهبوط إلى الطابق السفلي , وهو يشاهد
مسار الرحلة في مخيّلته وكيف ستكون , يدرك تماماً أن الطريق هو ذات الطريق
ويدرك أن هذه الرحلة تشبه سابقاتها , جلّ ماكان يؤلمه هو فكرة
أن يغادر ويعود , دون أن يكون هناك من ينتظره , أو يودّعه
................... وداعاً وسأكون في إنتظارك !!!!
التفت إلى مصدر الصوت , لم يكن هناك أحد !!!!!!
يبدوا أن الصوت كان من مخيّلته
[تمّت]

محمد بن منصور
08-10-2010, 04:46 PM
[9]
بدأ يصوّب نظراته بحدّه تجاه ساعة الحائط
كان يشعر بأن الوقت بطيء ويعانده لا لشيء
سوى لأنه ينتظر ..,’
كان يزفر محتنقاً من بطء الوقت ...
وبدون سابق إنذار انفرجت أساريره وابتسم إبتسامة عريضه
أغاظت ساعة الحائط لوهلة
لأنه تذكر في تلك اللحظه فقط , أنه لاينتظر شيء .. أو ينتظر .. لاشيء
شق طريقه للخروج , من الحجرة
التي تضج بصوت عقارب الساعة الرتيب
وابتسامته تتسع شيئاً فشيء
ولم يلحظ أن ساعة الحائط تبتسم هي الأخرى وهو يغادر
لأنها أدركت أن دموعه ستنهمر في منتصف الرواق
وسيعود لتصويب نظرته المحتدّه .. مع شيء من الدموع
وستغيظه ببطء ورتابة
[تمّت]

محمد بن منصور
08-10-2010, 04:46 PM
[10]
إحرص على نفسك
واجعلني ذكرى جميلة , تأنس بها في وحدتك
أنا ذاهبة وربّما سأعود , بدأت تسير في إتجاه لايعلمه
ولو انها التفتت قبل مغادرتها لوجدته , مختنقاً بعبارة
لم يستطع أن ينطق بها كان يحاول أن يقول :
لا أستطيع
[تمّت]

محمد بن منصور
08-10-2010, 04:47 PM
[11]
قبل أيام , شاهدته بمحاذاة سور الحديقة المجاورة لمنزله
كان يمشي بهدوء حول الأزهار ..,
جلس على المقعد الوحيد في الحديقة يبتسم للأطفال
وهم يلعبون بطفوله وبراءه
اليوم حاولت أن أشاهد مايدور في الحديقة
كان المقعد الوحيد صامتاً ..,
والصبية يلعبون حوله بمفردهم .... وبذات البراءة ..!!
[تمّت]

محمد بن منصور
08-10-2010, 04:53 PM
[12]
لم ينس , أن ينظر لنفسه في المرآه كعادته قبل الخروج من منزله
كان ينظر لنفسه بشيء من الإعتزاز والأنفه , فهو وسيم جداً
واضح الملامح , جميل القسمات مثقف وأديب وفيلسوف وكل الصفات الجميله يجدها
تخطب وده , لفت إنتباهه عبارة خُطّت بصغر متناهي في أسفل المرآه
لم يعرها إهتماما من قبل , اقترب منها بفضول وبدأ يقرأها بصوت مرتفع قليلاً ...
( الأبعاد الظاهرة في المرآه غير حقيقية )
هنا فقط أدرك لم كان يرى تلك الصفات تخطب وده
[تمّت]

محمد بن منصور
08-10-2010, 04:55 PM
[13]
لطالما كان مُقتنعاً بأن الأماكن تحتفظ بشيء من ذواتنا حتى بعد مُضي الأيام
اعتاد أن يزور ذلك المكان بشكل دوري , جازماً بأن شيء ما سيحدث في ذلك المكان وبشكل استثنائي
مهما طال إنتظار ذلك الشيء , بدأ يتجول في ألأروقة وبخطوات محددة وبذات الطريقة التي حدثت بها سابقاً أُصيب بخيبة أمل وغادر وهو يقسم بأن لايعود لقناعته البالية , وما ان غادر المكان حتى
حضر شخص آخر وبدأ يتجوّل بنفس الطريقة والخطوات ,, وخرج محبطاً هو الآخر !!!
من المؤكد أن أحدهما حضر متأخراً ... أو أن الموعد كان أحمق مما يجب .
[تمّت]

محمد بن منصور
08-10-2010, 04:56 PM
[14]
أمضى برهه من الوقت في غرفة نومه , في محاولة إستجداء النوم
كان محتنقاً , ويزفر بشدة , توقّف فجأه عن المحاولة بعد أن إستنفذ
كل الوسائل التي اعتاد أن يخدع بها عقله كي يحظى بسبات عميق !!
فقد أيقن بأنه من العبث أن تعود للنوم , وأنت لم تستيقظ سوى من نصف ساعه !!!
" يبدوا أنه كان يعتقد أن النوم ملاذ آمن , لذا كان يحاول وبشدّه "
[تمّت]

محمد بن منصور
08-10-2010, 04:57 PM
[15]
إرتفع صوت المآذن من حوله , شعر لوهلة بأن الأذان في هذا اليوم مختلف
ربّما لإقتراب شهر رمضان , هنا بدأ يسترجع ذكرياته مع الشهر الفضيل
المساجد مليئة بالبكاء والخشوع , الشوارع تصرخ من الإزدحام والنشاط
كل شيء في رمضان يوحي بالإيمان إلا أن ماكدّر صفوه تذكره لأول أيام
العيد فهو يشعرك بأن الإيمان في رمضان .. مجرّد إيمان مؤقت
[تمّت]

محمد بن منصور
08-19-2010, 07:11 AM
[16]
كان المشهد , مخيف جداً وكل ماحول ذلك القصر المهجور والمنزوي في أقصى المدينة
يبعث على القلق , اقترب من القصر بهدوء وحذر وهو ينصت لصوت بكاء طفله ينبعث من الداخل
كان صوت بكائها ونحيبها يعلوا كلما دنى من القصر
توقف بغتة وقرر الرحيل , فهو لايعلم سبب وجودها بالداخل
فلم يكلّف نفسه عناء إخراجها , ثم ان الصوت سيعلوا , والمارة حتماً سيعبرون
سيقوم أحدهم بإخراجها ويفعل ذلك بدلاً عنه
فقد اعتاد على وجود أحدهم يفعل كل شيء من أجله
غادر بهدوء, ولاصوت يعلوا على صوت بكائها في الأرجاء
[تمّت]

محمد بن منصور
08-24-2010, 10:16 AM
[17]
كان يصف الحياة دوماً بالكذبة الكبيرة
ومارس فيها الكذب والصدق كثيراً , ولمآرب عديدة
جلّ ماكان يؤلمه , كشفهم لأكاذيبه في الوقت
الذي كان فيه صادقاً وبلارتوش
[تمّت]

محمد بن منصور
09-06-2010, 03:51 PM
[18]
إرتفع الضجيج من حوله , الجميع يستعد لإستقبال العيد
حتى هو يفعل ذلك , إسترسل لثواني معدودة مع أعياده
التي خلت , كانت متشابهه مع إختلاف المهنئين
باغته أزيز هاتفه النقال , لم يكلّف نفسه عناء النظر إليه
واصل السير بهدوء فهو يدرك بأن المتصل
مهنيء يبارك له حلول العيد , ثم يعاود الغياب
[تمّت]

محمد بن منصور
09-12-2010, 05:12 PM
[19]
تناهى إلى سمعه أصوات الصبية في الخارج وهم يلعبون مبتهجين بالعيد
لم تزعجه أصواتهم قط , كل ماكان يزعجه منظر هاتفه المحمول
الملقى أرضاً وخيط وهمي من الدخان يتصاعد منه , من المؤكد
أن ماترائى له من دخان لم يكن سوى آثار معركة الرسائل التي
ستندلع في العيد القادم , ابتسم وهو يزفر في فوهة الهاتف ليطرد
آثار الدخان الذي ترائى له
[تمّت]

محمد بن منصور
10-01-2010, 03:43 PM
[تحليق]
أفاق من نومه مذعوراً , بدأ يتحسس ذراعيه
لم يكن هناك أثر لجناحين كما شعر مؤخراً
هنا فقط أدرك أن شعوره بالتحليق عاليا لم يكن سوى حلم عابر
يراوده كلّما وجد نفسه قريباً من الأرض
[تمّت]

محمد بن منصور
10-14-2010, 04:26 PM
[أوراق عذراء]
بدأ بجمع أوراقه , وشحذ أقلامه
كان الجو جميل جداً ويشي بأن هناك كلاماً جميلاً سُيقال
استعد جيداً لفض بكارة الورق وإنهاء حالة الصمت
وللأسف لم يدرك بأن كل شيء موجود
ماعدى الكلام !!
جمع أوراقه ولم يشحذ أقلامه هذه المرة
بل جمعها هي الأخرى وأعادها مع الأوراق العذراء
لذلك الرف المنزوي في أقصى الحجرة , وعاد ليمارس صمته بكل صخب
[تمّت]

محمد بن منصور
12-31-2010, 03:25 AM
[ أيها الناس ]
بعد أن غادر الجميع , إعتلى المنبر وهتف
أيها الناس ..!!
[تمّت]

محمد بن منصور
01-22-2011, 01:16 AM
[أحزان لاتحصى ]
باغته صديقه بسؤال عن مقدار أحزانه
أجاب على الفور بأنها لاتحصى بل هي بمقدار شعر رأسه
إبتسم صديقه بهدوء , فقد كان الرجل أصلع تماماً
[تمّت]

محمد بن منصور
03-17-2011, 03:24 AM
[ إدراك ]
لم تدرك أبداً بوجوده معها في كل مكان !!
ولم تدرك بأنه كان ينصت إليها بطريقة مختلفة عن الآخرين
تجعله قادرا على رؤية كل التفاصيل والأحداث !!
فقط لو أدركت ذلك لصمتت طويلاً ,, فليس كل مارآه مبهج !!
[تمّت]