أ.د.مصطفى الشليح
08-13-2010, 07:44 PM
.
.
: .. كيفَ القَصيدةُ تُكتبُ .. ؟
أتَسألُني كيفَ القَصيدةُ تُكتبُ = وكيفَ المَعاني في الأواني تُرتَّبُ ؟
وكيفَ أوافيني لأرقُبَ لحظةً = وما هيَ إلا لحظةٌ ليسَ تُرقَبُ ؟
وكيفَ أوفِّي ما الكلامُ يَقولُه = وخُفِّي أنا أرضَ المتاهةِ ينهبُ ؟
وكيفَ سألفي خُطوةً لأسيرَها = وخلفي أمامي .. كالخُطى يَتحدَّبُ ؟
وكيفَ طوافي ضِلَّةً إثرَ ضلَّةٍ = فأنَّى أجيلُ الطرفَ .. ثمَّةَ غيهبُ ؟
.=.
أتَسألُني .. والليلُ خرقةُ موكبٍ = منَ الكلماتِ البيض .. فالليلُ أشيبُ ؟
تَخضَّبَ .. حتَّى لا حُدودَ لصَوته = إذا يَتنادى .. حاديًا يَتخضَّبُ
كأنَّ على الوادي صدًى لذهابِه = وقد نظرَ الوادي إلى حيثُ يَذهبُ
وما إنْ رأى حتَّى انتهَى بسرابِه = إلى لغةٍ لا تَنتهي حينَ يَعجبُ ؟
أمنْ عجبٍ ألقى بكلِّ كتابِه = وأبقى على شيءٍ .. فلا شيءَ يُكتبُ ؟
.=.
أتَسألُني .. عنْ وجهةٍ ليسَ تَنجلي = سوى وجهةٍ .. قيدَ امِّحاءٍ تُصوَّبُ ؟
تُشذِّبُ مَسراها .. وتَحسبُ أنها = خرافتُه .. لكنْ أكانَ يُشذَّبُ ؟
تُقلِّبُ أمرا .. كانَ أمرا مُرتَّبا = وتَنشبُ فيه الحَدسَ مسًّا يُقلَّبُ
وتَكذبُ قولا ثمَّ تَسحبُه إلى = حديقتِها مثلَ النَّدى ليسَ يُسحبُ
وتنسُبُ لي شعرًا كأنِّيَ قلتُه = ولستُ أنا أدري أشعريَ يُنسبُ ؟
.=.
أتَسألُني والليلُ نامَ ؟ وسادةٌ = تَرنُّ كما المعنى يَئنُّ ويَطربُ
أنامُ .. لهذا الليل خيلٌ بأهبَةٍ = فكيفَ يَنامُ الليلُ .. إذ يتأهَّبُ ؟
أيعدو، وراءَ النَّجم، يَطلبُ ثأرَه = ونَجميَ إذ يَعدو .. فلا ثأرَ يُطلَبُ ؟
وما كانَ يكبو .. للفَراشةِ خفقةٌ = تطيرُ به أعلى .. إذا يَتوثَّبُ
وما كادَ يخبو .. للهَشاشةِ دفقةٌ = من الضَّوءِ. نامَ الليلُ. كادَ يُغرَّبُ
.=.
أتَسألُني: هلْ نامَ عندَ بَداهةٍ = بماءٍ بدائيٍّ .. يُصبُّ ويُصلبُ ؟
تسيلُ بطاحٌ بالمَطيِّ فَراكبٌ = يلوحُ، وللإسداءِ لوحٌ ومركبُ
تسيلُ مَطيٌّ بالبطاح فواثبٌ = يَبوحُ بما لا سِرَّ فيه فيُحجبُ
بَداهتيَ اللمياءُ تجترحُ النَّدى = فيمدحُها ليلٌ .. ولا يتعتَّبُ
أيمنحُها طلا .. تَسنَّمَ صَهوةً = أتاها فألفى سَطوةً .. تَترقَّبُ ؟
.=.
أتَسألُني ماءَ الينابيع موهنًا = لعلَّ قصيدًا دامعًا .. يَتعقَّبُ
لعلَّ الينابيعَ الوديعةَ َتنتضي = وشاحَ البداياتِ الذي تَترقَّبُ
لعلَّ البداياتِ احتمالاتُ جدولٍ = به عَذلُ العُشاق سالَ ليشربوا
لعلَّ احتمالاتٍ تُغازلُ غَيمةً = إذا نبغتْ كادَ المَدى يَتأهَّبُ
لعلَّ المَدى عندَ اشتعالاته مدًى = يُنادي قصيدًا دامعًا .. يَتهيَّبُ
.=.
أتَسألُني نارًا قَصيدتُك التي = بها أتَّقي نارًا .. وللجَمر مشجبُ
تَشُبُّ. قليلٌ من كلام أمدُّه = على بُسطٍ خَضراءَ .. لا تَتنكَّبُ
قليلٌ كلامي ما أكونُ كلامَه = ولا شيءَ إلا ومضُه يَتسرَّبُ
يَخُبٌّ عِهادا جذوةً غِبَّ جذوةٍ = كأنَّ به ماءً بنار .. يُهذَّبُ
تَعهَّده سِفرًا سُؤالُكَ شاعرًا: = أكنتَ به شعرًا قليلا يُرتَّبُ ؟
.=.
أتَسألُني ؟ هذا الأثيرُ مُجاجةٌ = من المسكِ أرويه إذا أتطيَّبُ
وهذا النَّميرُ الثَّرُّ مِنحةُ واهبٍ = تَجلُّ عطاياه .. فَيرفلُ موكبُ
وهذا الحَريرُ الخُسروانيُّ جُبةٌ = لذاكَ القليل الثَّرِّ أيَّانَ يُسكبُ
يَطيرُ حمامًا في مرايا إشارةٍ = وعندَ ثَناياها .. بسجعكَ يَطربُ
تَطيرُ إليه منكَ كلُّ عبارةٍ = لتُبقي سِواها .. فالبَيانُ يُحجَّبُ ..
.=.
أتَسألُني كيفَ القَصيدةُ تُكتبُ ؟ = وكيفَ أنا أدري .. فلا شَيءَ يُكتَبُ ؟
.=.
.
.
.
: .. كيفَ القَصيدةُ تُكتبُ .. ؟
أتَسألُني كيفَ القَصيدةُ تُكتبُ = وكيفَ المَعاني في الأواني تُرتَّبُ ؟
وكيفَ أوافيني لأرقُبَ لحظةً = وما هيَ إلا لحظةٌ ليسَ تُرقَبُ ؟
وكيفَ أوفِّي ما الكلامُ يَقولُه = وخُفِّي أنا أرضَ المتاهةِ ينهبُ ؟
وكيفَ سألفي خُطوةً لأسيرَها = وخلفي أمامي .. كالخُطى يَتحدَّبُ ؟
وكيفَ طوافي ضِلَّةً إثرَ ضلَّةٍ = فأنَّى أجيلُ الطرفَ .. ثمَّةَ غيهبُ ؟
.=.
أتَسألُني .. والليلُ خرقةُ موكبٍ = منَ الكلماتِ البيض .. فالليلُ أشيبُ ؟
تَخضَّبَ .. حتَّى لا حُدودَ لصَوته = إذا يَتنادى .. حاديًا يَتخضَّبُ
كأنَّ على الوادي صدًى لذهابِه = وقد نظرَ الوادي إلى حيثُ يَذهبُ
وما إنْ رأى حتَّى انتهَى بسرابِه = إلى لغةٍ لا تَنتهي حينَ يَعجبُ ؟
أمنْ عجبٍ ألقى بكلِّ كتابِه = وأبقى على شيءٍ .. فلا شيءَ يُكتبُ ؟
.=.
أتَسألُني .. عنْ وجهةٍ ليسَ تَنجلي = سوى وجهةٍ .. قيدَ امِّحاءٍ تُصوَّبُ ؟
تُشذِّبُ مَسراها .. وتَحسبُ أنها = خرافتُه .. لكنْ أكانَ يُشذَّبُ ؟
تُقلِّبُ أمرا .. كانَ أمرا مُرتَّبا = وتَنشبُ فيه الحَدسَ مسًّا يُقلَّبُ
وتَكذبُ قولا ثمَّ تَسحبُه إلى = حديقتِها مثلَ النَّدى ليسَ يُسحبُ
وتنسُبُ لي شعرًا كأنِّيَ قلتُه = ولستُ أنا أدري أشعريَ يُنسبُ ؟
.=.
أتَسألُني والليلُ نامَ ؟ وسادةٌ = تَرنُّ كما المعنى يَئنُّ ويَطربُ
أنامُ .. لهذا الليل خيلٌ بأهبَةٍ = فكيفَ يَنامُ الليلُ .. إذ يتأهَّبُ ؟
أيعدو، وراءَ النَّجم، يَطلبُ ثأرَه = ونَجميَ إذ يَعدو .. فلا ثأرَ يُطلَبُ ؟
وما كانَ يكبو .. للفَراشةِ خفقةٌ = تطيرُ به أعلى .. إذا يَتوثَّبُ
وما كادَ يخبو .. للهَشاشةِ دفقةٌ = من الضَّوءِ. نامَ الليلُ. كادَ يُغرَّبُ
.=.
أتَسألُني: هلْ نامَ عندَ بَداهةٍ = بماءٍ بدائيٍّ .. يُصبُّ ويُصلبُ ؟
تسيلُ بطاحٌ بالمَطيِّ فَراكبٌ = يلوحُ، وللإسداءِ لوحٌ ومركبُ
تسيلُ مَطيٌّ بالبطاح فواثبٌ = يَبوحُ بما لا سِرَّ فيه فيُحجبُ
بَداهتيَ اللمياءُ تجترحُ النَّدى = فيمدحُها ليلٌ .. ولا يتعتَّبُ
أيمنحُها طلا .. تَسنَّمَ صَهوةً = أتاها فألفى سَطوةً .. تَترقَّبُ ؟
.=.
أتَسألُني ماءَ الينابيع موهنًا = لعلَّ قصيدًا دامعًا .. يَتعقَّبُ
لعلَّ الينابيعَ الوديعةَ َتنتضي = وشاحَ البداياتِ الذي تَترقَّبُ
لعلَّ البداياتِ احتمالاتُ جدولٍ = به عَذلُ العُشاق سالَ ليشربوا
لعلَّ احتمالاتٍ تُغازلُ غَيمةً = إذا نبغتْ كادَ المَدى يَتأهَّبُ
لعلَّ المَدى عندَ اشتعالاته مدًى = يُنادي قصيدًا دامعًا .. يَتهيَّبُ
.=.
أتَسألُني نارًا قَصيدتُك التي = بها أتَّقي نارًا .. وللجَمر مشجبُ
تَشُبُّ. قليلٌ من كلام أمدُّه = على بُسطٍ خَضراءَ .. لا تَتنكَّبُ
قليلٌ كلامي ما أكونُ كلامَه = ولا شيءَ إلا ومضُه يَتسرَّبُ
يَخُبٌّ عِهادا جذوةً غِبَّ جذوةٍ = كأنَّ به ماءً بنار .. يُهذَّبُ
تَعهَّده سِفرًا سُؤالُكَ شاعرًا: = أكنتَ به شعرًا قليلا يُرتَّبُ ؟
.=.
أتَسألُني ؟ هذا الأثيرُ مُجاجةٌ = من المسكِ أرويه إذا أتطيَّبُ
وهذا النَّميرُ الثَّرُّ مِنحةُ واهبٍ = تَجلُّ عطاياه .. فَيرفلُ موكبُ
وهذا الحَريرُ الخُسروانيُّ جُبةٌ = لذاكَ القليل الثَّرِّ أيَّانَ يُسكبُ
يَطيرُ حمامًا في مرايا إشارةٍ = وعندَ ثَناياها .. بسجعكَ يَطربُ
تَطيرُ إليه منكَ كلُّ عبارةٍ = لتُبقي سِواها .. فالبَيانُ يُحجَّبُ ..
.=.
أتَسألُني كيفَ القَصيدةُ تُكتبُ ؟ = وكيفَ أنا أدري .. فلا شَيءَ يُكتَبُ ؟
.=.
.
.