لمى خالد
08-14-2010, 06:18 AM
للوجع سننُ وواجبات و وجعي حريصٌ على النوافل. وللذكرى ألمٌ : همّ وغمٌ يزيد من حرارة الفقد.
مللتُ حمل الرسائل الأنيقة المزيّنة بوردة ودمعة. سئمتُ كتابة الشعور الذي أعلم أنه لم ولن يصل أبداً. أُسرف في الكتابة لعلّ الحزن يسكن الأوراق بدلاً منّي .حزنٌ لم يمر ببالي قَط.. يتربّع الآن على ناصية فؤادي ، ويستعير حزن الآخرين الذين مضت بهم الحياة. وبين الحزن والآخر ذكرى موجعة تطرق الرأس حتى يتصدّع ، و تستغيث العين حتى تدمع ، وتترك على طرف لساني أحرفاً تمنيتُ لو نَطقتُ بها يوماً لك. علّتي أن ذاكرتي لا تخونني أبداً ، أذكر أدق التفاصيل لتلك الحادثة الموجعة : من بداية ذلك الألم الذي يعصر معدتي حتى نزول أول دمعة. تصديقي للأمر احتاج عتقاً من الجنون وضرباً من العقل. كنتُ استجدي الباب وجهك ، والهاتف صوتك ، والبيت حضورك فيبخلون. جموع المعزّين ، بكاء النساء و المكالمة الصباحية تنخر النسيان باستمرار. ذكراك توقظ الحزن آناء الوحدة وأطراف الزحام. الحنين المحصور بين الدمع و " الذكرى وفقط " هو أشدّ الحنين سطوة . حنيني يبعثرني الآن يا عمّي ولا أملك القدرة على جمعي واستقصاءه. تمرّ الأيام وتقارب على وصول الشهر الرابع واسمك لا يزال يزور حديثي ، يخرج فجأة .. يَدفعه شوقي لك و عدم استيعاب غيابك !
كنت أميل إلى فكرة الابتعاد، تلك الفكرة كانت تعني بعداً مؤقتا يعلّم الانعزال الجزئي ليس إلا. لم أكن أريده بعداً أبديا لا لقاء بعده. لم أنفي وحدتك و لم أتهاون لحظةً عن محاولتي في البحث و رسمك كـ أب لطفلين وزوجٍ لـ جميلة. كنتَ وحيداً وكنتُ أنا القريبة البعيدة. تشابهنا لا نهاية له. قلّة معرفتي بالتعامل مع الرجال كما تزعم يشابه فقرك للتعامل مع الإناث. صمتي البغيض صورة أخرى لعزلتكِ حين غضبك . أشياءُ عظيمة في بساطتها وددتُ قولها لك ، لكن رحيلك المفاجئ لم يترك للبوح وسيلة. ربما لم أخبركَ يوماً أن بين أضلاعك طفلاً طاهراً ، ربما لم أخبركَ يوماً أن جدتي هي من ترسلني للبحث عن سعادتك وأن ذلك لم يكن كرماً مني. ربما لم أخبرك يوماً أني أشتاقك يا عمي. ربما لم أخبرك أني أحمل لك بالقلب ما لم أنطق به يوماً | أبداً .
أدعو الله أن يبدلك بدار خير من دارك و أن يجمعنا بك في الجنة [ :34: ]
مللتُ حمل الرسائل الأنيقة المزيّنة بوردة ودمعة. سئمتُ كتابة الشعور الذي أعلم أنه لم ولن يصل أبداً. أُسرف في الكتابة لعلّ الحزن يسكن الأوراق بدلاً منّي .حزنٌ لم يمر ببالي قَط.. يتربّع الآن على ناصية فؤادي ، ويستعير حزن الآخرين الذين مضت بهم الحياة. وبين الحزن والآخر ذكرى موجعة تطرق الرأس حتى يتصدّع ، و تستغيث العين حتى تدمع ، وتترك على طرف لساني أحرفاً تمنيتُ لو نَطقتُ بها يوماً لك. علّتي أن ذاكرتي لا تخونني أبداً ، أذكر أدق التفاصيل لتلك الحادثة الموجعة : من بداية ذلك الألم الذي يعصر معدتي حتى نزول أول دمعة. تصديقي للأمر احتاج عتقاً من الجنون وضرباً من العقل. كنتُ استجدي الباب وجهك ، والهاتف صوتك ، والبيت حضورك فيبخلون. جموع المعزّين ، بكاء النساء و المكالمة الصباحية تنخر النسيان باستمرار. ذكراك توقظ الحزن آناء الوحدة وأطراف الزحام. الحنين المحصور بين الدمع و " الذكرى وفقط " هو أشدّ الحنين سطوة . حنيني يبعثرني الآن يا عمّي ولا أملك القدرة على جمعي واستقصاءه. تمرّ الأيام وتقارب على وصول الشهر الرابع واسمك لا يزال يزور حديثي ، يخرج فجأة .. يَدفعه شوقي لك و عدم استيعاب غيابك !
كنت أميل إلى فكرة الابتعاد، تلك الفكرة كانت تعني بعداً مؤقتا يعلّم الانعزال الجزئي ليس إلا. لم أكن أريده بعداً أبديا لا لقاء بعده. لم أنفي وحدتك و لم أتهاون لحظةً عن محاولتي في البحث و رسمك كـ أب لطفلين وزوجٍ لـ جميلة. كنتَ وحيداً وكنتُ أنا القريبة البعيدة. تشابهنا لا نهاية له. قلّة معرفتي بالتعامل مع الرجال كما تزعم يشابه فقرك للتعامل مع الإناث. صمتي البغيض صورة أخرى لعزلتكِ حين غضبك . أشياءُ عظيمة في بساطتها وددتُ قولها لك ، لكن رحيلك المفاجئ لم يترك للبوح وسيلة. ربما لم أخبركَ يوماً أن بين أضلاعك طفلاً طاهراً ، ربما لم أخبركَ يوماً أن جدتي هي من ترسلني للبحث عن سعادتك وأن ذلك لم يكن كرماً مني. ربما لم أخبرك يوماً أني أشتاقك يا عمي. ربما لم أخبرك أني أحمل لك بالقلب ما لم أنطق به يوماً | أبداً .
أدعو الله أن يبدلك بدار خير من دارك و أن يجمعنا بك في الجنة [ :34: ]