المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [ في السابعة عشرة من رمضان الحزين.. بكَت أم رحلْت ؟ ]


سعد الصبحي
08-26-2010, 09:43 PM
في مثل هذا الحُزن تقريباً , قبل عشر سنواتٍ عَبرتني بكلّ مافيها من مواسم , الصف الثاني مُتوسّط بأصابع تكتُب بصعوبةٍ بالغة في إيجاد الأحرف , كنت أكتب بدهشةٍ بالغة و أسئلةٍ خجولةٍ في صدري ( ... بَكت أم رحلْت ؟ ) عن ماهيّة هذا الإحساس وهذا الشجّن الذي يفتحُ سَهلاً لا نهائيّاً لأحتمالات الأجوبة , أكتُب بفرحٍ وحماسٍ شديدين يُخفيهما خجلي كلّ قصائد ديوانه الموشوم بـ ( زهرة الأفيون المتوحّشة ) , أمرّ على الدهشات بلهفةِ جائع , لكن لم يوقفني شيء لقراءة مابعده كهذه القصيدة ( في السابعة عشرة من رمضان الحزين ) , , لأتسائل حقاً لماذا هذه القصيدة تُشبهني إلى هذا الحد وفي هذا الوقت من الفقد ؟ , كيف كَتبت هذا الجيل هذه القصيدة وبهذه الدقّة ؟,
من اين له هذا الشيء وكيف له الجمع بين هذا اليوم الذي نُصِر فيه إسلامنا وتحويرها بقدرةٍ عجيبة إلى ركضٍ في معركة خاصّةٍ به ثمّ اصبحت معركة خاصّة بنا وتعنينا جميعاً , كيف جاءالرّبط بين يوم كانت الأحتمالات الأكبر بأنتصار الشرّ في وقتٍ كان الله يمكر وهو خير الماكرين, وبين هذا الصراع اللانهائي بين الحياة والموت , نعم الموت الذي يتسكّع في بدرٍ كأهلها الطيّبين تماماً , يُصافح الذين يلعبون ( البلوت ) تحت سوره , ويدفُع عجوزاً لعبور تلٍ من الرمل حتى يصل إلى مزرعته , هذا الذي ينام بجوارنا , نحن الذين نتبادل التحايا والصباحات معه في طريقنا للخُبز , نحن الغافين في حضن جبلٍ الملائكة , وكيف يختمها بوصول الشهيد الخامس عشر وحيداً مُتأخراً كأعتراف , كيف وصل ؟ ومن أين جاء ؟ ومن أي معركةٍ يقطُر دماً ؟ لا تسألوني .
مُذ كتبها و الإجابات تتطاير كالرؤوس في ذلك اليوم الذي خُلّد فيه كلّ شيء ,





[في السابعةَ عشرةَ من رمضان الحزين .. بكَت أم رحلْت ؟]


... وبكتْ
فرأيتُ أنّي أعبرُ الدردنيل ْ
وعلى بوّابة بلدتنا رجل ٌمشنوق ٌ..
يداه مربوطتان إلى السحاب ْ
عيناه بلا دمعتين ِ
كلّما ملأتهما ريح الصبا سقط المطر غزيرا ً
وانتثرَ الضباب ْ
يغطّي بدرا ً بأصوات النايات ِ
مرّة أخرى
وبكت
فرأيت أنّي أعبر الدردنيل ْ
وعلى بوّابة بلدتنا رجل مشنوق ُ ُ
كلّما عاد رمضان الحزين ْ
بعثته الذكرى
وغنّى مرّة أخرى
ليبدأ هذا الرحيل
وبكت
فرأيت أنّي أعبر الدردنيل ْ
ودخلت الكمنجة حرّا ً
وأرسلت ُالحنين ْ
من عشرة أعوام تقريبا ً
في السابعة عشرة من رمضان ا لحزين ْ
بكتْ فمتّ للمرّة الأولى
وولدتُ غريبا ً
آهاتك َكانت باكية ًفي صوت مؤذن حارتنا المبحوح ِ
عشْ خنزيرا تحت حدائق بسمتها
أو فابعث جمجمة الروح ِ
لأدمعها مبخرة يتضوّع منها مسك الجنة
في السابعة عشرة من رمضان ا لحزين ْ
بكت ريحا ًتقذفكَ إلى الشارع
قشّة ًسقطتْ قبل قليل ٍ
من تسعة أعوام تقريبا
من أطول أشجار النخيل ِ
في عينيها بكت ريحا تدفعك إلى تبن الأيام ِ
حيث الغربة وطنُ ُ
أمسا مجروحا
لا يطرح سنبله عذرا
وغدا مقتولا
يرفضه الكفن ُ
وبكت ريحا
تغطّيك بأصوات النايات ِ
مرّة أخرى
بلا دمعتين كلّما غسلت بدرا
رائحة الصلوات ِ
وأتربة الذكرى
في السابعة عشرة من رمضان ا لحزين ْ
بكت ريحا ما زالت تدفنك على جمرات ٍ
من نظرات ٍ
تحفر قبرا
في رمضان وقبرا
في عينيك َلتعيش البرزخ فيه ِمرّة أخرى
ودخلت قبرا
دخلت الكمنجة حرّا
من عشرة أعوام تقريبا
في السابعة عشرة من رمضان ا لحزين
بكت فمتّ للمرّة الأولى
وولدت غريبا
لا يسأل بحر عنّي لمّا أتأخّر ْ
لا أمّ تعذلني : لماذا لم أكبرْ؟ْ
لا أنتظر حبيبا ً
ولا تفتقد مناجاتي امرأة ٌ
لمّا في الآهة أتبعثرْ
وبكت في السابعة عشرة من رمضان الحزين ْ
فانبعج المنفى من دمعتها و جرفني
كأنّني خطوة ٌ
أو سبع عشرة خطوة ً
تختفي ثمّ تبين ْ
من خلال الرماد ِ
أبحث عن دمعة ندم ٍتشبه وطنا مختبئا في رمضان َ
أسأل عن أجمل زمن ٍيمكن للشاعر أن يغسله في عينيها
قبل الدمعة ِ
في السابعة عشرة من رمضان ا لحزين ْ
بكت فانفطرت ْآمالي
وتساقط دمها ا لأسود في غصّة موّالي
وامتصّ الفجرُ الخارج منّي أحزان َالبحرِ الزرقاء ْ
فتنهّدت ُ
ومضيت ُعلى الماء ْ
بيديّ شظايا إنسان ٍ
منبوذ من شعب الآمال ِ
و قداماي بغير حذاء ْ
على البرزخ كان ارتحالي
وكان إلى الدمعة موالي
وأدخل كلّ الكمنجات ِ
قبرا حرّا ً
وأعبر كلّ انتحاراتي
حرّا قبرا ً
وأرسل طير الحنين ْ
إلى الغابة عذرا ً
من عشرة أعوام تقريبا ً
في السابعة عشرة من رمضان ا لحزين ْ
بكت فمتّ للمرّة الأولى
وولدت غريبا ً
أ تمادى في ألوان المدن ِ
فتتمادى فيّ النايات ُ
حتّى أطفئ آخر وطن ٍ
في ظلّ البرزخ ِ ..
يتمدد بين أيادي الأطفال ِ
وبيني ..
قبر ٌمفتوح ٌكسؤال ٍ
يختبئ من الميّت حينا
يعترف و يعترف و يعترف حزينا ً
حتّى يملأني طينا ً
ثمّ يدخن ُ
ويغنّي للسابعة عشرة من رمضان الحزين ْ
بكت فمتّ للمرّة الأولى وولدت يتيما ُ
أ خلقُ من روح الدمعة
بابا ًمنسيّا ًودميما ً
وولدتُ يتيما
تهتزّ على رمشي سوسنة ٌ.. وغراب ْ
و تتسوّل تحت وعود الأحباب ْ
مئذنة ٌ في غربتها أمشي
وأكتب في صرختها نجمة ً
تختفي في الخراب ْ
منذ السابعة عشرة من رمضان الحزين ْ
بكت ْ فاختلطت قادمات الدروب ِ
بالمدبرات إلى الغياب ْ
وارتعشت في القلوب ِ
أغصان ٌشائكات ٌمن دوحة اليأس
ِ يهزّها الإشراق ُ
بريح الذنوب ِ
من السابعة عشرة من رمضان الحزين ِ
بكت فمتّ للمرّة الأولى
وولدت بدريّا ًشريدا ً
الخمسة عشر شهيدا ً بدؤوا الوصول َ
وأيقنوا الآنَ أنّ القبر الأخضر يتخندق في قلبي
الخمس عشرة آهة دخلت حقولا
حينما نشبت في صوتي
في السابعة عشرة من رمضان الحزين
بكت ْ أم رحلت أنادي :
يا ليلة قدري
المطر يغسّل الوادي
و النايات تغرّد ُفي بدر ٍ
يا ليلة قدري هي دمعة جدّا غزيرة
وأنت ِفي رمضان الحزين
ليلة ُموتي
كأوّل ميتة ٍبعد الأخيره !










القصيدة للشاعر : خالد حسين الصبحي .
الذي يصطاد الفكرة من فم الموت ومن فوق شواهد القبور , وهذا الحرف يا خالد ,
انا الخارج منه العائد إليه الواقف تحت مطِره المتطرّف فيه , وتلك المرحلة المُدهشة شعرياً التي لم استطع تجاوزها ولم تستطع انت تجاوزها كما كنت اقول لك في كلٍ حوار سريع عن أصابعك حينها ,لكنّك استطعت أنت تكتب جيلاً بدريّاً يُشبه ذلك اليوم وذلك الرّجل من عشرةَ أعوامٍ تقريباً .







http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-83cf38b9dc.jpg (http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-83cf38b9dc.jpg)

سعيد الموسى
08-26-2010, 10:14 PM
أردت تعديل مشاركتي فقمت بحذفها !
ماذا فعل بي هذا المتصفح ياسعد !
ليس عادي والله فلقد أربكني حتى الرد به !

أمل الحربي
08-26-2010, 11:54 PM
وقفت كثيراً هنا لا اعلم لماذا خنقتي العبرة وانا مسترسلة بكل اهتمام في قراءة هذا النص ..

كل الشكر استاذي /

عثمان الحاج
08-27-2010, 12:33 AM
للحزن ألف باب
وللدمع مداخل متراصة..
المشهد يرسف في خاطر الموعد ويمشي بمهل..
غلبة التوقيت وذكري الموعد ..
لتبقي / وتبقي ..
أستاذنا سعد الصبحي:
ثوي الحرف في المعني بإتقان حزين..

سعد الصبحي
08-27-2010, 02:01 AM
في جببي الكثـير عن هذا اليوم وعن هذا الشاعر وعن ذلك الرّجل وعن تِلك البلدة وذلك الجيل !
عائدٌ إلينا .

سعد الصبحي
08-27-2010, 02:44 AM
ثم يبدأ الركض
إلى الوطن في الوادي الضيّق بين جبال الحِجاز المكتظّة بالنخيل , برائحة الحنين , الحنين إلى الوطن الحُزن أو الحُزن الوطن , ثمّ المنفى , المنفى الذي يتسرّب في الأوردة ويعشوشب في الطين تماماً كما يحضن هذا الوادي السيول الغاضبة من رؤوس الجبال,
يتوسّد جبلاً ويبدأ في التأمّل ,
قوافل العائدين إلى الله استراحت هنا يوماً , وهذه المنطقة برائحة الجنّة التي ترجّل عبيدة بن الحارث عن حصانه فيها اصبحت راحةً للعابرين و أمناً للغرباء ,
هذا الصحابي الذي آمن بالجنّة وبالحرّية وفاز بالجنّة , عبيدةَ الذي تربّى اغلب هذا الجيل في المدرسة التي تحمل اسمه, وتغذّى من روحه التي يعبق بها المكان ..
وهذا الشاعر والقفز إلى الوراء بتهوّرٍ وجنونٍ بالغيْن والتشبّع من هذا العَبق في الجوار وذلك اليوم الذي يسكننا جميعاً , وهذا الأنغماس في روحِ بدرٍ والتسكّع في شرايين التاريخ بقدرةٍ تزيد معها دهشتي كلّما مررت على هذه الجداريّة !







http://www.ab33ad.info/up/uploads/thumbs/ab33ad.info-4639fc94d1.jpg (http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-4639fc94d1.jpg)





عبيدة بن الحارث *





لم يكن الأول .. لم يكن الثالث ْ
و بعد ثلاثين ميلا ً
و ثلاثة عشر شهيدا ً
سقط بن الحارث
ثلاثون ميلا ً
ينزف أشواقا ... ودعاء
ثلاثون ميلا
يثعب مسكا ... و دماء ْ
و كأن الخطوة سلّم ُ ُيزداد ُطولاً
و كأن التوحيد معراج الرغبة الأولى
أرخى للحصان عنانه
و سار كما ينبغي أن يسير الشهداء ْ
سار جميلا ..
سار نبيلا
و بعد ثلاثين ميلا
وصل ابن الحارث للسماء
ومنذ أول سيف ودماء ْ
و الحمراء *
واحات نخيل خضراء
و آبار مياه عذبه
و حكاية إيمان .... تلمع في غربه !







القصيدة ايضاً للشاعر : خالد حسين الصبحي .
إذ أنّه الوحيد الذي آمَن بأبديّة المكان الذي يكتُبه ونَذَر كل عبقريته لكتابته وكتابتنا .







* أحد شهداء غزوة بدر الكبرى
* الحمراء هي المكان الذي استشهد فيه عبيدة ابن الحارث وكان أصيب في غزوة بدر ثم استشهد فيها وهي تبعد عن بدر 30 ميلا تقريبا 0

بثينة محمد
08-27-2010, 03:11 AM
كل ما يأتي من جيبك إبداع يا سعد
لا غرابة في أن تكون مبدعا و أنت تتأثر بالمبدعين
كل قصيدة أروع من الاخرى للصبحي
و أنت صبحي آخر ..
اسم الصبحي بالنسبة لي معلم خير..


عرفت أستاذة لغة عربية في المدرسة الثانوية ، لم أجد حتى الآن معلمة أروع منها رغم أنها لم تدرسني يوما أي مادة لكنها كانت كل خير ..

كلكم صبحي اسم على مسمى والله

سعيد الموسى
08-27-2010, 04:30 AM
أهطل ... ثم أغزر ياسعد !
ولن أحمل أي مضّله !
.
.
مستمتع ٌ والله :)

:34:

حنان العصيمي
08-27-2010, 10:53 AM
مُتابِعة بِـ ألمٍ يبتسم ...
و .. :34:

سعد الصبحي
08-27-2010, 05:58 PM
يقول نفس الشاعر في مقطع من (المعلّقة الصبحيّة ) وهو المتجذّر في بيئته وفي هذا اليوم الذي غيّر الكثير من الأشياء في العالم .


و احـنــا ورثــنــا الــــدمّ .. دمّ الـصـحـابـه ,,, أربـــــع عــشـــر قــبـــرٍ تــولّـــد إجــابـــه
عـــن بـــذرة المـنـفـى وحــــزن الـربـابــه ,,, فـرســان فـالـغــزوة ولـــو بيـنـنـا دهــــور

سعد الصبحي
08-27-2010, 06:31 PM
الشاعر ابن بيئته كما يقولون ,
لكنّ الكثير تخلّى عن هذا الشيء او تغاضى عنه وتجاوزه وذهب يُطارد الصور والفكرة في مكانٍ مُزدحم جداً في حين أن فكرةً بِكر و صوراً لم تُدنّس تأكُل العُشب في الجوار , وهذا مافعله خالد في هذه القصيدة وهو المُسلتهم للأشياء الغير مرئيّة للآخرين ليحولها إلى لزمةٍ شعريّة في كلّ قصائده من ( مقبرة الشهداء ) التي تسكننا إلى سورها الأصفر الذي علّق عليه قلبه دهراً !



http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-41f58ea14c.jpg (http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-41f58ea14c.jpg)






تردّدت ُكثيراً






بدأتُ الرحيلا
بدأتُ الوصولا
و ما بينهما كنت أحدّث ُ أولاد الرحلة عن مدرسة في أعلى الغربة لم تفتح بعد ُ..
و كان الأستاذ حرفا نحيلا ..
أنا لا أستعمل الشارع المرصوف يا حلوه
و تبسّمت ُ لدمعتها ..
فأنا مطلوب ٌللموت على صارية الندم بميدان التوبة ِ..
و إن ْكنت ِمن البلدة ِ
حتما ً صلبوك ِبأعلاه ُ ..
مضيت ُلدمعتها
و مسحت رحيلي عن وجنتها
قالت : هذا وطنٌ يتهيأ لدخول المستشفى
و بكيت ُلكلمة مستشفى
فأنا أعلم أنّ الموت يعيش هنالك مجانا ً
يتخذ المرضى جسرا ليفر ّمن الشاعر ِحين يكون مريضا ًبالموت ...
و محقونا بخلود ٍ مرتبك ٍ...
أو منتحرا في اللاجدوى
و رأيت ُالبحر َالأحمر َأكثر َمرجانا ًفي عينيها
و رشفت تناهيد القهوه
رمدت ْيا عابرة ُنوايا الغرباء بأمّ أخرى
لم يبق لهذا الجسد المتشقق في فكرته الكبرى شهوه ..
و نحاول منذ سنين ٍنفس الموعد .. نفس الدمعه
نتوسل من هذا الباب المتكرر فينا ريحا مختلفه
لقد كانت هند ُ ُمعترفه
حين تناولت الوردة من رحلتها و اعترفت بهدوء ٍ...
ستنطفئ كعادتها الشمعه
و نكرر نفس الخطوة من نفس الدرب ذهابا .........................أو رجعه
قبيل خروج الطفل من التابوت المتكاثر فينا
يجتمع ُفراغ ُالموتى خارج بيتي
لن أخرج أبدا ً.. حتى لا تبكيَ بدر ٌ
و أغيب ُوقد نامت مقبرتي
ترددّت ُكثيرا بين اللحنين المدفونين بعيني بدر ٍ
و فاتـتْـني صرخة ُمحبرتي
سمّرتُ على سور الشهداء الأصفر قلبي
و وقفتُ أشير إليه ِ..
و أنادي الناس َلأقرأ ما فيه ِعليهم
و قرأت ُعليهم أنفسهم ..






للشاعر البدريّ جداً :
خالد حسين الصبحي .

بندر الصقر
08-27-2010, 09:10 PM
الله عليكم آل صبحي ..

ماكتب هنا يفوق أي مقال والله ..

سعد الصبحي
08-28-2010, 12:59 AM
ثـقل المكان تاريخيّاً يا سعيّد وعبقه اللانهائي كفيلٌ بكلّ ذلك
وحين اقول المكان فأنّي اقصد بدراً ,
شكراً ياكريم .

أمجاد إبراهيم
08-28-2010, 04:33 AM
مامن حرف يليق بهذا المتصفح
فالصمت في حضرة الجمال جمال
وهنا مافاق البدر الوضاء!

سعد الصبحي
08-28-2010, 05:58 AM
الحيْرة , هذه اللهفة نحو الحريّـة والأمنيات والحب في وقتٍ يكون لزاماً على الشعراء أن تكون الأرض هي حبّهم الوحيد والأبديّ , و لزاماً عليه أن يكون ( عفويّـاً كاللاجدوى في بلدتنا العفويّة ) , ان لايتبع بوصلة قلبـه ولا يتبع قوافل المارّين على مقبرة الشهداء , وأن لا ( يجرّ الحزن إلى ما تحت الكعبين ) , تولد الكثير من الحيرة والتأرجح وعدداً لا نهائياً من الأسئلة !




http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-bbdb193aff.jpg (http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-bbdb193aff.jpg)



بين رحيلي .. و بداية عينيها
ـــــــــــــــ



إذا عادت الأيام ُللموتى
ببعض الخبز ِ..
و بعض الملح و الأحلام ِ والضجر ِ
أكون بعيدا عنك يا قدري
فإنّك قبري خارج القبر ِ
و أنّي رفاتك خارج الموت ِ
و سوف أغادر رغبة الأرض ِ
كعادة المطرود من جنة الصبر ِ
و أدخل غابة الرفض ِ
غريب الوجه ِفي بَدْر ٍ
و أحلق ُشَعر الظل عن روحي
أحبّ الليل حتى أصرع الوقت َ
و نمضي الليل عشاقا بلا وقت ٍ
صفحة العمر بيضاء َ
كصفحة عمر أجدادي
و نحن منتصرون على نداء الدرب الخالد ِ
و الأصدقاء ْ
سكنوا بهدوء ينتظرون العشرق حتى يزهر في طين بكاء ْ
فلا تبكي يا نخلة سلطان الغور ِ
و لا تدَعي سارق أحجار الأيام يخادعنا
أنا لازلت بأول الطور ِ
نصف َأغنية ٍ..
و مقبرة مفتوحة ًللمدى
و نوايا آهات للعيد المقبل ِ
و صدى ..
ترتدُّ منه جبال السروات عبيدا ... و ردى
لا اهتدى ..
من علقني في سدر الغربة قِرْبة َوجد ٍو مضى ...
تعشقني مزرعة الحنّاء ِ
و أطفال الشارع فوق الدراجات ِيجرون تناهيدَ الآباء ِ
على الأسفلت الكالح ِ..يرمون الغدا
بزجاج العمر المتكسّر فوق القهر ِ
أنا لازلت بأول الطور ِ
و ما عادت الأيام للموتى
بأيّة شيء غير الصمت المتحدث باسم القبر ِ
و كنت سجينا خارج القَدَر ِ
عشقتُ الضحى قبل تعامد اليأس في بلدي
ثوب الميّت من عامين على جسدي
رطبٌ ...
و يفوح رماد الغيب من الذكرى في الجيب العلويِّ
قالت و الدمع نشيد ٌفي العينين ِ
لماذا تلبس تاريخَ الحقِّ الرامد َ..؟
و تجرّ الحزن إلى ما تحت الكعبين ِ ؟
ونحن نريد الحبَّ ، ولا شيء ٌآخر ُغير الحبِّ نريد ُ
و أنت تكرر قبرا ًفي أنفسنا .. تنبشه ٌ
و نحاول أن ْ ننساه ُ
و غطتني الآه ُ
من قبلتها .. آه ُ
من دمعتها آه ُ
من هجرتها قبل الموعد بثلاث دموع ٍ
و أنا أدفن في عينيك الآن رجوعي
لكني لا أحتمل الحزن العسليَّ
و أحترم الزهرَ الأسود َيتمايل ُفي نظرة ِشهوتها الأولى ..
عفويا .. كاللاجدوى في بلدتنا العفوية أيضا ً
وجدوني خمسة َألوان في دفتر كفيها ..
وجدوني مقتولا ً
في منتصف الدرب الأغبر بين رحيلي و بداية عينيها
و كتبنا اسم الطفل الأول فوق جدار المقبرة الأبدية في نظرتنا البدرية ِ
مقبرة تتمدد ُ
في نظرة وطن يتجدد ُ
حسب هبوب الريح ِ..
و رغبة من تتعهدُ تأثيث ضريحي
و ابتعنا لحظتها حشف َالأمل من النخلة مغسولا
و نشرناه على بهجة سواح الجنة ِ
و أخذنا منهم تبغا ً.. و مساء مبلولا ً
في لهجة غرباء َيعيشون بمنزلنا
رحلنا و كان البقيع قريبا ً
رُبَما كان حبيبا ً
و ليست الأوطان حبلى بغير المنافي
قرى في حنان الجبال تشيخ ُ
و هذا المطرب الشعبي يطير في شجن ارتجاف الدفِّ للعود الرخيم ِ
غنوا لنا أسماءنا التي نستحي من ذكرها
حرقوا الوجد في خطواتنا
ثم انتظرنا خروج الجواري
من خيام الصبح ِ..
بعد أنْ مرّتْ كمنجة ٌلا تشبه إلا معجزةً مهملة في لحن البوح ِ
و كنت ُوحيدا أصلي
وحيدا أداري
حقيقة َظلّي
و قبر َنهاري
و كانت ليلة السبت ِ
و كنا نعود ..
و نرضع كلمة الخبت ِ
و نكبر في البحر حتى الثماله
و تنمو فينا الصحاري
و نرسو فوق الحثاله
و طنيّيون على ظهر سؤال ٍ
و ناقة النسيان يسبقها جواب ُ ..
كالعادة أي جواب ٍيسبقها
تمادت علينا يهود الليالي
و كفارنا آمنوا ... ثم غابوا
ألا تحبون دمع المساء و قهوة ُاليأس تغلي
و كيف تموتون عطشى
و طابخة الغيم فيكم
باعوا الطريق إليهم بثمن مناسب ٍ ...
و بعت جمالي
و عدتُ أحدّث الموتى أكثر َمن جارنا ..
بقينا على قارعة الرياح ِ
و فات احتمال الصباح ِ








ايضاً للشاعر البدريّ : خالد حسين الصبحي .

سعد الصبحي
08-28-2010, 09:57 PM
أمل الحربي ,
شكراً لحضورك يا كريمة
و اهلاً بك في أبعاد .

سعد الصبحي
08-28-2010, 10:02 PM
تماماً يا عثمان
غلبة التوقيت وذكرى الموعد
غلبة التوقيت وذكرى الموعد !
وشمٌ في ساعِد التاريخ .
شكراً لك يا كريم .

سعد الصبحي
08-29-2010, 06:17 PM
اهلاً يا بثينه ,
أنا من هنا , من هذا الحي وهذا الحرف شربتُ من بئره دهراً , خارجٌ من رحِم الموت وأتبادل معه الصباحات والتحايا !
بالمناسبه , الشاعر خالد حسين الصبحي : عضو في أبعاد هنا وهذا لا يعرفه الكثير ربما ,
شكراً ربيعيّة يا بثينه
شكراً .

سعد الصبحي
08-30-2010, 11:41 PM
ثم أين الطريق المؤدّي إلى بدْرٍ أو إلى اي وجهةٍ تُشبهها , الحريّـة هدفٌ وإن وقف في طريقنا نحوها الكثير من الأشياء , لذا وُجد الشعر ,
فالشعر جسرٌ نحو السماء لا تقيده حواجز اهل الأرض !



http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-9d75bcdc4f.jpg (http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-9d75bcdc4f.jpg)




حواجز


:

قفز حصان الجوع سياج الطبيعة ِ
فانهدت ناطحة سحاب الذكرى
و انتثر العرق يبللُ بدرا
برائحة الأسماك المشوية ِ
في مقهى مكتظ بالصيادين الجوعى
على حزن اسطنبول ْ
اسدلت الآن على وطني عذرا
قلت للوجه المبلول ْ :
بدأتْ سباقات الخيول
الحاجز الأول دمعة أمي
الحاجز الثاني أسوار اللامعقول
والحاجز ما قبل الوصول
عينا امرأة في بدر أو في اسطنبول
تسمع الآن وترى ما أقول
ومن يسكن بدرا
و يرى لياليَ تحت الصدأ
سيغني للظمأ
و من يسكن بدرا
ويرى ما تحت القبور
سيغني للعبور
و من يسكن بدرا
و يشبُّ من فوق القبور
سيغني أغنيات لن تبور






الشاعر : خالد حسين الصبحي .

سعد الصبحي
09-01-2010, 11:53 PM
اهلاً بك ياسعيّد مرّة اخرى ,
واهلاً بك في كل مرة يا مطر !

سعد الصبحي
09-01-2010, 11:54 PM
شكراً حنان على حضورك ومتابعتك
شكراً يا كريمة .

سعد الصبحي
09-03-2010, 06:11 PM
حضورك يا بندر يملأه بالجمال ,
شكراً يا كريم .

سعد الصبحي
08-17-2011, 04:00 PM
بكت ام رحلْت ؟

صمــــود
08-17-2011, 04:46 PM
أستمتعت حد الغياب في متصفحك ..

الصبحي , سعد :2006102523424873: