المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كما الريشة .


لمى خالد
10-19-2010, 12:29 AM
- كل ما أحتاجه الآن ، حزنٌ أبيض ، صورةٌ تجمع أحبتي ، و جناحيّ حمامة .!

http://im1.gulfup.com/2010-10/12874372031.jpg

ربما علّتي أنني صاحبتُ الدفء عشرين شِتاء والترَف عشرين صيفاَ فجاءتْ هذه السنة لتنشرَ البرد وتسلب القرب. خذلانٌ في أيلول تلِيه فجيعة في نيسان كانتا كفيلتان ببعثرتي. لا أدّعي فرط الإحساس ولا قسوته. كأي فتاةِ أنا ، تهمّها تفاصيلها ويؤلمها تجاهلها. بلغت الاثنين وعشرين دون احتفال يُذكر ، هي المرّة الأولى التي انتظر فيها ذكرى ميلادي، لا أقول عيداَ لأن العيد تجمّع. خُيّل لي أن أبواب الفرح سُتفتح وأن الناي سيعزف وحده. وأن الحَمَام سيطرق نافذتي ليبارك صباحي. تمنّيت عطراً كـ هديّة و فراشة تأتيني مع وردة. وانتهى بيَ الأمر مع كوب قهوة وفلم في غرفة لانافذة لها. لاشيء يستحق الاحتفال.
الغريب في الأمر ، على الرغم من اتساع الكآبة هذه السنة إلا أن الأمل مازال يزاحمني ، أجده بين دمعي ومنديلي. هي أنا فتاة المتضادات، في ذاكرتي وعدٌ كاذب وفي قلبي جرحٌ يتراقص. أغفو على الأوّل ويوقظني الآخر. لم أعد يا عزيزتي كما عهدتني ، فتاةٌ مثلي لم تعهد فراقاً من قبل ولم تشهد عزاءً. تبكي عند إلغاء دعوة عشاء وتنتشي فرحاً لتجمّع عائلي. ترسم قلباً أحمر مكتملاً في منتصف الشهر لتبعثه مع عبارات حب بلهاء وأمنية حمقاء بأن يكون العشق كما تريد. لم تعد كما كانت. كما تؤمن بالقدر تؤمن بقسوة الحياة أيضاً. لا تليق بها بالصدفة ولا تفضل الافتراض. واقعيّة حدّ القسوة وحالمةٌ حدّ الجنون. تحركها رياح الأمل فتفرد يديها رغبةَ في الطيران ليسقطها الواقع بعد أن يبتر قدميها.! صدقني يا سنيني .. أرغب بالفرح. في زاوية الغرفة زرعت حديقة ولم أبالي بالتراب وفي سقفها بنيت عشّا. محاولتي في التخلّص من عاداتي السيئة قويّة ، ها أنا الآن أترك حرصي. حسناً .. لا أبالي بالفم المفتوح أثناء الأكل ، لا يؤلمني هروب عصافير حديقتنا عند خروجي صباحاً. ولا يهمّني تجاهل الخادمة لي عند تحيّتها. ولكن حتى الآن لم أتجاوز حزن الماضي. أصمت في محاولة لـ الانزواء قليلاً تحت ظل الصبر. أما هم فلا يرون إلا فتاةً تجيد فن الصمت. ولا أرى في الصمت أي فنّ يُذكر ، فالصمت إن لم يكن لوعةً فهو في ألطف حالاته محاولة لكتم الغيظ. سابقاَ قُذفت بالبرود ، فأنا الفتاة التي لا تصيبها أحاديث الغير ولا تكترث لما يقال فيها. لم يرق لي ذلك أبداً و أوّلت حديثهم إلى قصور في التعبير والإحساس لا أكثر. هكذا هم ضعاف القلوب ، يجيدون تأويل الحديث يميناً ليتجنبوا الوصول إلى نقطة يدركون عندها أن تسامحهم ضعف و أن قلوبهم ما عادت صالحةً في زمن الخيبات هذا. أحيانا أحتاج المشي مغمضة العينين ، فالإبصار متعب ، والإحساس متعب وكلّ ما يجعلني مستيقظة طوال الليل متعب. ما يمنعني من محاولة المشي هذه هو حديث الناس فقط ، لا خشية السقوط. حتى الآن لم أستطع ممارسة " الـ لامبالاة " بإحتراف.

أعلم يا سنيني أن مصاحبتي لم تعد كما كانت ، وأعلم أن محاولتي للاحتفال بكِ كانت فاشلة. وفقط !

نادرة عبدالحي
10-19-2010, 04:15 AM
اعجب كيف ان الشوق والالهام
وصلا بوقت واحد
وتوقيت واحد
مع انهمااا سارا كل
في طريق
وقي مناسبه العيد الوطني للبعد
قرات جميع وثائقهِ وتسمرت
كاني صماء او اصببتُ......لان نيسااان وايلول
ايضا هنا .....
لمى خالد ...هنيئا لكِ الهام يسير مختال بنفسه
بين الكواكب

سلمى الغانمي
10-19-2010, 09:29 PM
:


حكايات الحُزن ليست أحزن من حلول الغروب على نوافذنا كلما أردنا النسيان
لمى / أنفضيه خلفك ِوأرقصي يا جميلة في مساحات الورق ضحكات تتزايد


هكذا هم ضعاف القلوب ، يجيدون تأويل الحديث يميناً ليتجنبوا الوصول إلى نقطة يدركون عندها أن تسامحهم ضعف و أن قلوبهم ما عادت صالحةً في زمن الخيبات هذا.


بل قلوبهم هي الخيبات بحد ذاتها , مخنوقة رئيتي الزمن بها
كُنتِ جميلة والله

:

س

لمى خالد
10-24-2010, 12:11 AM
نادرة عبد الحي
سلمى الغانمي

سعيدة بوجودكم ، ممتنة (f)*

هلا العريفي
10-24-2010, 01:43 AM
كم أنتِ منهكةٌ من أحاديث الناس هنا ، وفقط!
تلك التي لا تنتهي وغصباً قد يُكترثُ بها.

رقيقةٌ هذه المتعبة، ستخلق خلاصاً لا مبالياً مع مضيّ السنين

:34:

سعد الصبحي
10-24-2010, 03:42 AM
جميل جداً هذا التوغل في الروح بهذا الأندفاع والصدق ,
رائعة يا لمى
جداً .

لمى خالد
10-26-2010, 08:38 PM
هلا العريفي
سعد الصبحي

حضوركم بهجة ، شكراً لكم : )

سحر الناجي
10-26-2010, 10:45 PM
لمى خالد ..
كما الريشة التي تشاكسها أنسام القلوب حلق بوحك على مآقينا ..
وبين الفينة والفينة .. تساقط علينا دهشة شهية ..
شكرآ لريشتك البيضاء

بدور الشمراني
10-29-2010, 09:41 AM
كأي فتاةِ أنا ، تهمّها تفاصيلها ويؤلمها تجاهلها
لمى كان الحزن رفيق هذه السطور
وكنتِ رغم كل ذاك الحزن رائعة ..:34:

رفقا بقلبك يا صديقة فقد تشرق شمس الحب يوما فوق ساحات قلبك
وتبدد ظلمته كلها ووحشته .. فيبدل الله كل مابك من حال إلى حال

.

لمى خالد
10-30-2010, 01:42 AM
سحر الناجي
بدور الشمراني



شكراً كبيرة :34:

نواف العطا
10-31-2010, 08:35 PM
لمى
بل هي ريشه لا ترسم إلا البديع من الكلم
كتبتي فاحسنتي لله درك .
فكوني بخير يا نقيه .

لمى خالد
11-24-2010, 02:17 AM
نواف العطا
:34:

أنثى جموح
11-24-2010, 07:54 AM
أحيانا أحتاج المشي مغمضة العينين ، فالإبصار متعب ، والإحساس متعب وكلّ ما يجعلني مستيقظة طوال الليل متعب



تعبت !





لمى الخالد
لا فرق بين فنّ الصمت وكما الريشة
فأنتِ أجدتِ الفن بكل صوره !


* كل عام وأنتِ بخير بمناسبة الـ 22
محبتي