تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الآثار الجانبية.. للألم !


راكان عارف
10-19-2010, 09:15 AM
إن أحببت يومًا -لا قدر الله- أن تجرّب الشعور بالخوف فافتح إحدى علب الدواء واقرأ الآثار الجانبية لعلاج الزكام البسيط الذي تمرّ به لتقنع نفسك بأنك تستطيع الصبر على الألم بدلا من معايشة التجربة المرعبة مع استعراضك لعشرات الآثار الجانبية التي تحسّ بأن كاتبها أقرب لعمل المحاماة من الطب.

سألت نفسي: على عكس ما هو معروف.. هل هناك آثار جانبية إيجابية لظواهر سيئة أو مؤلمة؟!

ما لبثت حتى قذف اللاوعي في رأسي بمثلٍ عتيقٍ قد علا عليه الغبار وأحاطه، وفيه مجموعُ جوابٍ لهذا السؤال، وهو (ربّ ضارةٍ نافعة)، وباستحضار العديد من القصص والحوادث الطريفة والغريبة والمؤلمة ستجد أن لها آثارًا إيجابية كانت نافذةَ أملٍ ورجاء لأصحابها.

مثلًا.. سلكٌ كهربائي عارٍ كان سببًا في شفاء الأردني معين عمران من عجزٍ نسبته 75% في جسده فاجأه على صحته وعافيته، وقلب حياته رأسًا على عقب، ولكن الرأس عاد إلى مكانه والعقب إلى موضعه بعد ماسٍ كهربائي كاد أن يفتك به، بيد أنه نجا من موتٍ محقق وسبّب له غيبوبة ثلاث ساعات صحا منها وهو في كامل عافيته.

وبعض الأضرار قد لا ترفع أذى جسديا أو ماديا في المقابل، لكنها تحيي روحًا أنهكها اليأس، وتركها تعيش في جوٍّ سلبي ملوثٍ بمعاني الفشل والرضوخ، ولكم في قصص بعض أصحاب الاحتياجات الخاصة عبرة، ففيها العجب، والقصص كثيرة عمن لم تمنعه إعاقته عن العمل الشريف، والنجاح الجامعي، والاختراع المعقد، كخالد الدخيل المعلم الذي لم يعقه شلل رجليه عن إكمال عمله في سلك التعليم بحزم وإصرار على ما ناله من تثبيط، وعمار بوقس المتميز في مجال الإعلام دراسة وممارسة على حالته الصعبة بالنسبة للكسالى، ومهند أبو دية.. المخترع السعودي المعروف.. الذي أنهكت جسده الأمراض والحوادث غير أنه صار أكثر نشاطًا وحيوية، وغيرهم كثير ممن لم تؤثر آلامهم الحسية على أرواحهم وثقتهم بأنفسهم على عكس من يُطلق عليهم اليوم مصطلح «الأصحّاء المعاقون» ممن صحّت أجسادهم وأعيقت عزائمهم.

قيل: «عندما يُغلق باب السعادة.. يُفتح آخر، ولكن في كثير من الأحيان ننظر طويلا إلى الأبواب المغلقة بحيث لا نرى الأبواب التي فُتحت لنا « مقولة جميلة.. وسيرة قائلتها الأديبة الأمريكية هيلين كيلير شاهدة على ذلك، فقد اجتاحها المرض في سن مبكرة جدا (قرابة السنة من عمرها) حتى تمكن من سمعها وبصرها.. وأعاقها ذلك عن النطق والكلام السنوات الطوال، ومع ذلك فقد تعلمت خمس لغات، وحصلت على الدكتوراة في اللغة والدكتوراة في الفلسفة، وكان لها صولات وجولات في كتابة المقال والتأليف.. .

حين تقرأ سير هؤلاء، تعلم جيدًا أن مصطلح التعجب والاستغراب من الآخرين هم أولى به منّا، إذ حُق لهم أن يعجبوا ممن أنعم الله -تعالى- عليهم بالعافية ومع ذلك فقد رضوا بالقليل من العلم والمعرفة والبذل.. وربما رضخوا للجهل، واستسلموا أمام عقباتٍ ناعمةٍ وبسيطة إذا قارنتها بالعقبات التي واجهتها هيلين ومن هم في مثل حالتها من الناجحين رغم المرض.

وادرين
10-19-2010, 09:39 AM
الكاتب راكان عارف

شكرا لك من القلب ..
اصبحنا في عالم لا ندري ما هو الضار من النافع
قرات قبل اسبوع عن دواء لسكر يستخدمه المرضي لاكثر من خمس سنوات
وتبين اخيرا انه هذا الدواء متوفق في دول اوربا من سنتين ونحن في دول الخليج
لا زال مرضي السكري يصرف لهم من المستشفيات
اصبحنا اخر من يعلم...
نتحمل الالم على اخذ الدواء ولكن بعض الامراض لا تحتمل دون الدواء لعلاج
وكما قلت رب ضاره نافعه

شكرا لك

وادرين

أريام
10-19-2010, 10:46 PM
القدير راكان عارف ..مقوله مستهلكه لكنني أعيد وضعها هنا ..حيث مكانها المناسب ..
( الإعاقه هي إعاقة الفكر والطموح ..وليست إعاقة الجسد ) ..
هذا بالنسبه للأمثله التي تحدثت عنها ..لأشخاص أصيبوا بعاهات جسديه لكنهم
نجحوا وتميزوا في مجالات شتى ..
نعم أخي أحيانا كثيره تكون هناك آثار جانبيه إيجابيه للألم ..فقد يصنع المعجزات ..
وقد يكون دافع يجعل المتألم يحاول التغلب على المه وينشغل عنه ..بأشياء أخرى تجلب السعاده لقلبه ..
مقال رائع لكاتب أروع ..
طبت وطاب حرفك .

أنثى جموح
10-20-2010, 05:32 PM
صدقت أخوي راكان عارف ...
حتى الصداع يحتّ الذنوب حتاً إذا ما وُوجِهَ بالصبر !

يعطيك العافية

فرحَة النجدي
10-26-2010, 10:28 AM
مقال جميل جداً ،
أذكر أن أمي في مسيرة حثها لنا دائماً على تحقيق النجاح تردد شوفو ذيلا !
و تقصد بهم المعاقين الذين لم تعقهم اعاقتهم عن اتمام مسيرة نجاحهم و تكليلها بانجازات كثيرة ناجحة و كانو مضرب مثل في الجد و الاجتهاد ..
كانت تقول : الله ياخذ شيء و يعطي شيء !
و هم قد ظفروا بالعقل اللامحدود العطاء الذي طغى فعله على فعل الاعاقة في حين أن معظم البقية ظفروا بالصحة و الجسد المعافى و لكن بعقل محدود !


شكرا راكان :icon20:

سماح عادل
07-12-2011, 07:14 AM
الحياة لاتكتمل لإحد ,, هكذا أؤمن وبشدة
فعلى قدر ماتسلب منك , تعطيك في الجانب الآخر
سواء أدركت ذلك أم لم تدرك
وعيته ,أم لم تعيه
يقال : لكل ضارة نافعة ,
ويقول رب العزه والجلالة : (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم )


طرح قيم , يستحق الرفع
شكرا لك اخي

عبدالإله المالك
07-12-2011, 01:58 PM
استاذ / راكان عارف ..

تفضلت علينا بما هو جميل ... بما هو جامع لبعض المتضادات اليومية ..

والأمثلة والشواهد الحاضرة ..

صدقت في ذلك حيث أن من يكتب صياغة عبارات الآثار الجانبية على الدواء محام ٍ متخصص في أمور الطبابة .. لسد الثغرات ..
ولكن هذه القائمة تم اعدادها من قبل الخبراء الصحيين المختصين المستندين على الحقائق والأرقام والدراسات العلمية المحكمة المحايدة
ولكن حري بنافلة القول أن هذه الآثار يجب أن تكون شاهدة ومقروءة للعيان.. ولا ضير في ذلك حيث أنها لن تظهر
لكل مستخدم له .. أبدا .. إنما لبعض الحالات المعينة المحدودة فقط
ولا ضير في ذلك حيث توازن المنفعة مع المضرة يرجح ميزان الفائدة من استخدامه ..

راكان عارف شكرا شكرا لك

غدير المشاعر
07-18-2011, 12:54 PM
الله يضع أمامنا الأمثلة الكثيرة التي من المفروض أن تحثنا على العمل والنشاط والجدية
ولكن هيهات ..
لعل من ابتلاهم الله بمرض من الأمراض أو بإعاقة تدفعهم هذه الابتلاءات دفعاً للتحدي والوصول لما يعجز عنه الجسد السليم المعافى .
ولكن الشخص السليم يتلبد بعقله الكسل و تأخذه تحديات أخرى لينسى فيها سنوات عمره ويفني فيها شبابه .
ويخرج منها كما دخل


سلم فكرك ،