د. لينا شيخو
11-16-2006, 01:19 PM
صباحُ الشِّعْرِ يا شآم ..
مساءُ النثْرِ يا عمَّان ..!
لم أكن أدري أن القدَرَ سيحملُ لي كل هذه المفاجآت الجميلة ؛ وسيحمِّلُني طائفاً من الذكريات وبطاقات الحبِّ البنفسجية .
تُرى ..هل يغسلُ المطرُ الذاكرة أم ينبِتُها نباتاً حسَناً ؟!
منذ نعومةِ أهدابي تولَّعتُ بقراءة الغيم ...
سَـمَاءُ عمَّان كانت كريمةً معي فاستحالتْ إلى بحرٍ يمور بالكلمات ؛ ورغبةٍ هادرة بمغامرة الإنشاء .
......
في الطريق إلى عمَّان تلتقيكَ " المؤابيَّة "..فتطوي الطريق لتفترعَ تشرين في مفازات عمَّان ومقاهيها وجبالها الزهراء .
في عمَّان الحبّ :
تؤاخي " المؤابية " بين دمعتي الفرح والحزن ، تستدعي فيكَ كلُّ القواميس الأصيلة لتفضَّ الاشتباك القَلِق بينَ جرأة الصمتِ وخجولةِ البوح ..
تعلِّمنا تماماً .. كيفَ أننا في مطارِ الحبِّ ننسى حقائبَ العقلِ ، وتأشيرات الانتباه .
نثملُ في عبَقِ اللَّهفة وحضنِ الاحتواء وجنون الأمكنة ؛ ننسى معاطف الترتيب ونحملُ مظلات التيه ، يذوب فينا ثلجُ الروتين المملّ ونتجمدُ في مشهدِ اللَّحْظة .
في عمَّان :
لستَ معنيَّاً بالخريف والبردِ والخوف ..
أجنحةُ الحبِّ ماهرة في الاصطفاق تكنسُ الورقِ الأصفر ، وبشغَبِ الفرَح
تهَبُ الدفء للوقت وتنْبِتُ الريش في أجنحة الأحلام المقصوصة .
تَصِلُ متعباً من صعودِ تلالِ الهمِّ فيك تنزلقُ كلُّها في وهادِ الحبِّ " المؤابية " .
في عمَّان :
يصحو الندى مبكِّراً ، يسبقكَ الاخضرار وتلمسكَ رائحةُ التفاح ، فتغفو المنافي ويصلّي الوطنُ شكراً ..
سهواً .. يسجد الفؤاد ، وموضع سجوده توليفةُ أرواح أصلها في عليين وفروعها وشائج تمتدُّ في أوردةِ عمَّان وشرايين الشام ..
يلتبسُ عليكَ فهمُ الاختلاف ، تضبطكَ الوجوه متلبساً بالائتلاف وتبقى معفياً من ضرائبِ التفسير حينَ العابرون غارقون في وجَلِ الأسئلة .
في عمَّان :
وعلى ضفاف اللقاءات اللوزيَّة تبدأ فتوحات الدَّهشة ..
تندملُ الجروح وتستشري عدوى الشفاء من مرضِ التوجّس في جوارح الرُّوح .
مساءً ..
يلتقي مطرين في قلبٍ واحد ، يرتِّبُ المطرُ حضورَهُ فتعيشُ رفاهية القلَم وفضَّة اللُّغة ، ويهَبكَ اللَّيْلكُ حرير أوراقِهِ فتحتشدُ أصابعكَ بزرقةِ الكلمات . حتى نزار قارئةُ فنجانِهِ عمَّانيَّة قهوتها برائحة الحبّ .
ليلةُ العيدِ في عمَّان :
سخيةً حدَّ الجنون ..تهبكَ ندفاً من حُبٍّ أبيض ، أزهرَ فيها ياسمين الشام لينتظمَ عقداً في عنقِ عمَّان ، نشَّرَ عطره في ملحمةِ اللُّغة ، فَصيَّرَتْهُ أسطورةً سرمديةِ المَشْهَد ..
" العيْدُ المؤابيّ " :
حافلٌ بأطفالِ البراءة ، وحلوى القصائد ، وشرائط من الوَرَقِ الأنيق .
بانوراما لا منسـيَّة .. تعتذِرُ إليكَ في ذاتِ الوقت عن التأويلِ إلى لُغة ، أو السّجْنِ في برواظِ نصّ ؛ وتبقى مأسوراً لبساطةٍ حاسرةٍ عن رأسها ، وأثيرِ مشاعرٍ ملائكيّ الانتماء ، وحكايا ناعمةِ الهمس .
فتحتفظُ بذاكرة طازجة لكلِّ دهشةٍ التمعتْ في أجواء اللِّقاءات وفوانيس مدن الأحلام ؛ ولكلِّ دفءٍ جذبته عتبات الحنين من خُطَا العابرين .
اليوم : " صباح الشِّعْر يا عمَّان .."
لا تسألي كيفَ كان دفء شمسكِ في الوجيب .؟!
:
حبٌّ طاعن في الخجل ، وكلماتٌ يجوهرها التيه ويتقِنُ رصفها في واجهةِ الحياء .
حلمٌ معصوب العينين ، وملامح محزونة كابية ترقبُ احتمال المطر وفقدُ ذاكرة المواعيد .
تلويحةُ وداعٍ فادحة القسوة ، وتذكرة رحيلٍ في حقيبة المغادرة .
ولأن شموس الوفاء لاتنطفئ .
فَ إلى لقاءٍ يكبرُ فيَّ يا عمّان ..
وَ .. مساءُ النَّثْرِ يا شآم ..
ـــــــــ
عمان الغربية
26 أكتوبر / 2006
باقة ورْد
لكل الوجوه النبيلة التي صافحها قلبي في رحلة المطَر ..
وقبلات الـورد
للحبيبة المؤابية ضفيرة النور " نور الفيصل "
مساءُ النثْرِ يا عمَّان ..!
لم أكن أدري أن القدَرَ سيحملُ لي كل هذه المفاجآت الجميلة ؛ وسيحمِّلُني طائفاً من الذكريات وبطاقات الحبِّ البنفسجية .
تُرى ..هل يغسلُ المطرُ الذاكرة أم ينبِتُها نباتاً حسَناً ؟!
منذ نعومةِ أهدابي تولَّعتُ بقراءة الغيم ...
سَـمَاءُ عمَّان كانت كريمةً معي فاستحالتْ إلى بحرٍ يمور بالكلمات ؛ ورغبةٍ هادرة بمغامرة الإنشاء .
......
في الطريق إلى عمَّان تلتقيكَ " المؤابيَّة "..فتطوي الطريق لتفترعَ تشرين في مفازات عمَّان ومقاهيها وجبالها الزهراء .
في عمَّان الحبّ :
تؤاخي " المؤابية " بين دمعتي الفرح والحزن ، تستدعي فيكَ كلُّ القواميس الأصيلة لتفضَّ الاشتباك القَلِق بينَ جرأة الصمتِ وخجولةِ البوح ..
تعلِّمنا تماماً .. كيفَ أننا في مطارِ الحبِّ ننسى حقائبَ العقلِ ، وتأشيرات الانتباه .
نثملُ في عبَقِ اللَّهفة وحضنِ الاحتواء وجنون الأمكنة ؛ ننسى معاطف الترتيب ونحملُ مظلات التيه ، يذوب فينا ثلجُ الروتين المملّ ونتجمدُ في مشهدِ اللَّحْظة .
في عمَّان :
لستَ معنيَّاً بالخريف والبردِ والخوف ..
أجنحةُ الحبِّ ماهرة في الاصطفاق تكنسُ الورقِ الأصفر ، وبشغَبِ الفرَح
تهَبُ الدفء للوقت وتنْبِتُ الريش في أجنحة الأحلام المقصوصة .
تَصِلُ متعباً من صعودِ تلالِ الهمِّ فيك تنزلقُ كلُّها في وهادِ الحبِّ " المؤابية " .
في عمَّان :
يصحو الندى مبكِّراً ، يسبقكَ الاخضرار وتلمسكَ رائحةُ التفاح ، فتغفو المنافي ويصلّي الوطنُ شكراً ..
سهواً .. يسجد الفؤاد ، وموضع سجوده توليفةُ أرواح أصلها في عليين وفروعها وشائج تمتدُّ في أوردةِ عمَّان وشرايين الشام ..
يلتبسُ عليكَ فهمُ الاختلاف ، تضبطكَ الوجوه متلبساً بالائتلاف وتبقى معفياً من ضرائبِ التفسير حينَ العابرون غارقون في وجَلِ الأسئلة .
في عمَّان :
وعلى ضفاف اللقاءات اللوزيَّة تبدأ فتوحات الدَّهشة ..
تندملُ الجروح وتستشري عدوى الشفاء من مرضِ التوجّس في جوارح الرُّوح .
مساءً ..
يلتقي مطرين في قلبٍ واحد ، يرتِّبُ المطرُ حضورَهُ فتعيشُ رفاهية القلَم وفضَّة اللُّغة ، ويهَبكَ اللَّيْلكُ حرير أوراقِهِ فتحتشدُ أصابعكَ بزرقةِ الكلمات . حتى نزار قارئةُ فنجانِهِ عمَّانيَّة قهوتها برائحة الحبّ .
ليلةُ العيدِ في عمَّان :
سخيةً حدَّ الجنون ..تهبكَ ندفاً من حُبٍّ أبيض ، أزهرَ فيها ياسمين الشام لينتظمَ عقداً في عنقِ عمَّان ، نشَّرَ عطره في ملحمةِ اللُّغة ، فَصيَّرَتْهُ أسطورةً سرمديةِ المَشْهَد ..
" العيْدُ المؤابيّ " :
حافلٌ بأطفالِ البراءة ، وحلوى القصائد ، وشرائط من الوَرَقِ الأنيق .
بانوراما لا منسـيَّة .. تعتذِرُ إليكَ في ذاتِ الوقت عن التأويلِ إلى لُغة ، أو السّجْنِ في برواظِ نصّ ؛ وتبقى مأسوراً لبساطةٍ حاسرةٍ عن رأسها ، وأثيرِ مشاعرٍ ملائكيّ الانتماء ، وحكايا ناعمةِ الهمس .
فتحتفظُ بذاكرة طازجة لكلِّ دهشةٍ التمعتْ في أجواء اللِّقاءات وفوانيس مدن الأحلام ؛ ولكلِّ دفءٍ جذبته عتبات الحنين من خُطَا العابرين .
اليوم : " صباح الشِّعْر يا عمَّان .."
لا تسألي كيفَ كان دفء شمسكِ في الوجيب .؟!
:
حبٌّ طاعن في الخجل ، وكلماتٌ يجوهرها التيه ويتقِنُ رصفها في واجهةِ الحياء .
حلمٌ معصوب العينين ، وملامح محزونة كابية ترقبُ احتمال المطر وفقدُ ذاكرة المواعيد .
تلويحةُ وداعٍ فادحة القسوة ، وتذكرة رحيلٍ في حقيبة المغادرة .
ولأن شموس الوفاء لاتنطفئ .
فَ إلى لقاءٍ يكبرُ فيَّ يا عمّان ..
وَ .. مساءُ النَّثْرِ يا شآم ..
ـــــــــ
عمان الغربية
26 أكتوبر / 2006
باقة ورْد
لكل الوجوه النبيلة التي صافحها قلبي في رحلة المطَر ..
وقبلات الـورد
للحبيبة المؤابية ضفيرة النور " نور الفيصل "