المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وأكثرُ .. مِن حِكاية


موزه عوض
12-10-2010, 10:41 PM
وأكثرُ من ..حكاية

http://www.motayam.com/album/albums/userpics/10001/Verstoppen.jpg

هناك كانت أمي تُخيط ثوب العيد الأزرق
هناك صديقتي التي كبرت وضفائرها ( منفوشه ) مع ضباب الفجر
هناك منزلي القديم الذي بات محصورا على حكايانا الصغيرة وتعويذة الحنين ..
هناك جدتي التي نقشت على جدارننا شجرة الحب الكبير الذي لا يموت..
وأكثر من حكاية ..
التفت على عصا العجوز الهرم الذي فقد سمعه
واتسعت أحداقه بفضاء الوطن الكبير ..
هو كان هناك يتنفس برئة المغادرين خيامهم ووحده يرمقني بالعتاب
كان يرمم أحداثه اليومية المتكررة ثم يمارسها خفية عن أعينهم ..
ينكز بأصبعه زر الصعود الى الأعلى
وتسقط أحلامه الأخرى على الأرض المتدثرة أمنياتنا الكبيرة باكية ..
هو يراني كفراشة تُحلق بجناحيها حول معصمه ..
كالزهرة التي قطفها بالأمس وذبلت اليوم ..
هو الذي اشتم رائحتها مع نسيم الليل الطويل
كان يأتي خلسة كي يمشط أهداب حيرته ويباغتني بِقَبلة
ثم يرحل نحو تلك الأماكن كي يمارس شعوذة الهروب المستمر
أكثر من حكاية مرت بذاكرتي البليدة ..
إحداها هي التي أصبحت أرملة
الثانية ..هي التي أضرمت النار بقلبها
والثالثة هي التي استوحت من الخيال خليلاً لها .
الرابعة ..تلك التي انهت حياتها بالموت ..
والأخيرة هي من تزوجت وعقلها صغير ..
منذُ الأول من تشرين الثاني أغلب الحكايات خيالية / مُربكة
تصحبُها الموسيقى الحالمة وفنجان القهوة وقطعة السكر الغير محلاه
هناك كانت صديقتي تعاتبني لأني غادرت مدينتي من دون أن أُخبرها ..
وهناك زميلتي في المدرسة كانت تفتعل الأحاديث كي يبقى الشجار مستمرا ..
هناك تلك الساحة التي رسمتُ على أرضها علم وطني ..
وقفت أتذكر سويعات الرحيل وعيني صِغار الحي حين بدأت بالشحوب
تذكرت أنني كُنت أحبه ولا أريده ثم أريده ولا أحبه ..
توقفتُ على صوت سيارته القديمة التي يزعج بها الجيران ..
وبخته ....وازداد في وسامته ..!
مددتُ له يدي فَقَبّلها بنشوة ..!
هُناك كانت حكاية أخرى رحلت مع بساط الريح
وأخرى تناقلها الرواه بحديث يائس ..
كانت أغلب الحكايات دافئة في الشتاء ..جافة بالصيف
تُخبرك أن من اليقين أن ترسمها في معارض الفنانين العظماء ..
أن تدونها على مذكراتك وتحلق معها بجناحيكَ نحو الشمال ..
تذكرت لحظة انفلات الحب من بين يدي
وتلك الساعة الكبيرة على حائط منزلي القديم
تكتكتها كانت تحرض قلبي للإشتياق ..
قبلته التي طبعها في ليلة قمرية ..
عينيه التي كانت تلامس جذوة أنوثتي ..
تحرضني على لقياه كل يوم ..
تذكرتُ أنني رحلت بعيداً عنه
كُنتُ ابحث عنه في ملفات قلبي ..
ذاكرتي التي عطبت منذ سنين ..
بحثتُ عن أسمه ..عن إقامته ..عن وطنه الساكن أضلعي ..
عن من تكون التي تربعت قلبه بعدي ..
كان بحثي مملا / محفوفا بالمخاطر ..
اليوم شعرتُ أن بعض الحكايا تنتهي ..لتموت ..
وتُدفن بمقبرة النسيان ..
كان هناك حلم وحب صغير جمعنا
حكايه امتدت عبر سنوات الفرح وسنبلة الشمس الطويلة ..






مخرج :

http://www.motayam.com/album/albums/userpics/10001/index_03.jpg

أي ذكرى هي التي تبقى عالقة على صفحات حياتنا بلون مختلف ؟
مالذي قد يُعيد للنسيان ذاكرته ؟
ما هي حكاياتنا التي تبدأ وتنتهي للحظة خوف منا ؟
كيف لي أن لا أسألني كثيراً ؟
ليوم ما كتبتُ حكايا مزجها الحبر بمشاعر أنثى باتت تتسائل
وتبحث عن حقيقتها بين النساء الأخريات ..!
فأي الحكايا التي قد تُشعرك بالحنين منك ؟






كانت بـ 6 ديسمبر
2010


width=1 height=1

نواف العطا
12-11-2010, 12:57 AM
موزه عوض
هنا لغة ترف جاوز النغم عذوبه
هنا حكايه لجمال الاحرف
وهنا رسمٌ عبقري ونسج ابداع
وهنا حسن الكلمات
ودمتِ بود .

ابتسام آل سليمان
12-11-2010, 07:50 AM
شكرا لهذا السلسبيل الدفاق ...! رغم الأنين !

نادرة عبدالحي
12-11-2010, 10:11 AM
وتبقى الحكايا تطوف تصلي وتتعبد في محرابها ....ومن ثم تعبث في فرح يطيبُ لنا

حكايا اي ذكريات لا تنتهي ما دامت الروح تشع ليزرات حياتية

موزة عوض ...لروحكِ الطيبة مليون :2006102523424873:

صالح الحريري
12-11-2010, 04:43 PM
أنثى الوجع ...
وهذا الحرف المتسربل بالحزن والألم ..
يحمل على متون آهاته حقائب نزف لعمر ما زال يحتضن تلك الحكايا ...!

غيمة أنت ..
تمنح صحراء السطور مطر الحبور ...

دمتِ في خير ..

صبا الكادي
12-11-2010, 07:07 PM
ونة ألم...

كنتُ أتمنى ان لا ينتهي حديثك..مثل تلك الذكريات..

رافقني الحنين هنا رغم الألم وبه سعدت كثيراً...شاكرة لك

سلمت وسلم قلبك من كل سوء

حنان العصيمي
12-11-2010, 07:35 PM
هنا قلمٌ يحيك الألم بخيوط ذهبية على نسيج الذكرى ..
مُوجعة بجمال :icon20:

وشـــاح
12-11-2010, 08:33 PM
بجمر الحكايا, تكوى الأفئدة ..
أحسستُ بالفصول طقسًا ورقمًا في استرداد آخر حكاية أو أولها
وليس هذا إلا لأنكِ أخذتِ بيدي

موزه,
ككل أعجبتني ..

فرحَة النجدي
12-12-2010, 10:56 PM
ليس ثمة ما أقوله سوى أنني منذ زمن لم أقرأ نصاً له نفس الوقع الذي خلفه نصك في نفسي ،
رُبما كان الحزن الذي ينبعث منه كعبق المورينغا الندي ، أو رُبما هي الحكايا و الحنين !


تحية لك يا ونة :34:

عائشه المعمري
12-18-2010, 02:11 PM
النسيان حينما يقتل الحكايا
يُحييها في بطن الذاكرة بوقع مُختلف

،

مؤثر هذا الحرف ،
صداه أبلغ مما تستوعبه الذكريات ..


شُكراً لـ الأنامل التي منحت لتلك الروح القابعة خلف الحرف هذا المتنفس

موزه عوض
12-20-2010, 10:57 AM
نواف العطا

اهلا بحضورك الجميل
لا عدمتك

موزه عوض
12-20-2010, 10:59 AM
ابتسام آل سليمان

الأنين مصاحب الوجع
يبلله صبح مساء سيدتي

أهلا بنوركِ