تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أسـرار


معجب الشمري
12-13-2010, 09:54 PM
http://www.wesaalup.com/wesaal1/wesaal_28602246.png

لست بشيطان، لاأكره القبر ولاأحبك، لاأبحث عن وجهي بين مرايا المنزل في كل مرّة تأتين اليّ بها
انا مجرّد عَبد صغير، ينتعل حذاء قديم جداً، يأكل من فتات الخبز لكن ذلك لايحدث في كل مساء
لايعرف طعم الكعك.. لأنه لم يأكله منذ ان ولد لكنه يراه كثيراً.
وجهي ليس بأسود، ولاأمرض دائماً لكن تربطني علاقة جيّدة بالمستشفيات..
عندما اضع سجادتي لأصلي أجدها مقلوبة، اقوم بتعديلها قبل أن (اُكبّر) ويسرقني
الحائط بعد ان (اُكبّر) لأبدا بالعد مع عقرب الثواني المُثبّت في وسط الساعة.
أسمع، احكي، وابكي لكن لايحدث ابداً ان اشكي.
اضحك، اغضب، أكذب لكن من اجل الاصعب.
اسافر في كل يوم 4 ساعات اليك واعود مُنهكاً من عناء السفر
لااحصل على خصم لأنال أقل قيمة لتذكرة الطيران، مدينتك عاصمتي المهجورة لكن شيئاً بي لايُحبك،
لاتغضبي لكن.. انا كلي لااُحبك.

معجب الشمري
12-13-2010, 09:56 PM
http://www.wesaalup.com/wesaal1/wesaal_62833535.png

اكتب العُمر بين حواجز التاريخ لِ تُدوّن سنيني بأرقام معدودة
أترك الارض التي يقطنهـا الغائبون كي لاتنتقل اليّ عدواهـم
اهجر الشاطئ الذي تتنزه عليه عشيرة النساء لأني اخشى نفسي
اُغرِق رأسي في ماء الصبر لتنقطع انفاسي الخالية منه وليبقى هو
ابيع شهوتي لأشتري بها ثمن الانصات الى صوت بكائك القاتل
اشتري بثمن الفرح في حياتي دقائق نومك في حضني الحـرام
افعل كل ذلك لأنني فقط.. احبك جداً.

معجب الشمري
12-13-2010, 09:57 PM
http://www.wesaalup.com/wesaal1/wesaal_43164752.png

1
اليوم الاول. اي لازال امامي 29 يوماً لأكمل الشهر، و11 شهر آخر لأكمل السنة
1
الشهر الاول. اي انه اصبح امامي 11 شهراً لتكتمل السنة تلك.
1432
اي انني اصبحت قادراً على ان اقول: قُتلت قبل عام من الآن.

معجب الشمري
12-13-2010, 09:58 PM
http://www.wesaalup.com/wesaal1/wesaal_26360814.png

الرعب لايسكن في جوفي الا عندما يأتوا بإسمك..
ليس لأنه يفعل بي ذلك، لكنني اخشى أن يتبعه خبر الرحيل.

معجب الشمري
12-13-2010, 10:00 PM
http://www.wesaalup.com/wesaal1/wesaal_47232650.png

اُريد ان اكون طفل ابي الذي لايكبر، اُريد ان اكون الرجل الذي لاتتكئ على كتفه الحياة
علمت أن الواقع الذي نعيش به مختلف جداً، لكن يقيني لم يأتي الا في الوقت بدل الضائع
تمنيّت لأول مرّة في حياتي ان اكون رجُلاً (غيري)، لأكون صديقاً لي،وصاحباً لي وحبيباً
لي. اُريد حقيبة فارغة الا من كتاب العُمر الذي مضى، اصبحت بحاجة الى قراءة صفحاتي.
لم اتذكّر الا الآن.. لم أتذكر انني بحاجة ان اُعرِب الكثير من جُمَل الحيـاة المُريبة الا بعد
أن مضى الزمن.

معجب الشمري
12-13-2010, 10:01 PM
http://www.wesaalup.com/wesaal1/wesaal_84858485.png

لأنكِ نور الحيـاة.. اصبح العُمر في غيابك ظلام.
اُحذرك من 3 : السفر ، البكاء ، الصمت
واوصيك ب 1 : أنتِ ، وقلبي ، وانا.

معجب الشمري
12-13-2010, 10:04 PM
http://www.wesaalup.com/wesaal1/wesaal_73312023.png

في كل مرّة احاول ان اخوض تجربة الكتابة عن مايسمى بـ (الخفـوق) لاأنجح ، أعترف أنني لم أستطع السيطرة على القلم لأن مابداخل ذلك المُجرم الصغير لايمنحني فرصة التركيز على جزء محدد في ذاكرة تاريخي ، كي لااكون مُجرماً كبير ومن اجل ان لااكون قد ارتكبت جريمة تؤخـذ بعين الاعتبار ثم تُضاف في رصيدي المزوّد بالقائمة السوداء مضيت من بين طُرقات الحياة وانا احفر بعد كل خطوة حفرة لأغرس بها زرعي ويثمر ذات يوم.. كنت قد نذرت على نفسي ان اتحدّث عن الحصاد قبل موسمه إن بُذِر وطالما أنه حدث ذلك سأخبركم بأن الارض هي مَن قالت لي أنها تُربة غير صالحة للزراعة.

معجب الشمري
12-13-2010, 10:05 PM
http://www.wesaalup.com/wesaal1/wesaal_28204898.png

تعلّمت منذ ان كنت صغيراً ان لاأهرب عن الواقع الذي سيدوم لي طويلاً، تعلمت أن لااكسر غصن رطب، تعلمت ان اُسقي كل جذور اليباس حتى لاتنكسر، تعلمت في صغري ان لاأتحسر على الماضي الذي عشت به، الماضي الذي ولدت وانا ارسم خطط العيش بمستقبله، عندما كنت صغيراً تعلمت أن لاابكي ابداً لأنني اسرفت بذلك قبل ان اكبر وانا سيّد اليقين بأنني لن استطيع فعلها إن كَبرتْ. تعلمت عندما كنت صغيراً ان لاافتح شفتيّ لتنحدر منها شكوى العجز او الاحساس بالفشل الذريع، تعلّمت أن لايكون لحزني مقر يعرفه احد اولئك الذين احاطوا بي، تعلمت أن لاأكون الا الطفل الذي لايكبر في الحُب، تعلّمت ان اخاف من كل الوجوه، من كل الاشياء، من كل الحياة، تعلمت أن لاأثق الا بأمي، تعلّمت أن اخون وطني عندما لايمنحني هبة الانتماء، تعلّمت أن اكبر كما اُريد أن افتخر بي، لكنني عندما كبرت منحني الزمن المشيب لأكبر، والكبار هُم مَن يملكون شفاعة النسيان لأنهم لايملكون قدرة على رد قضاء (الخَرَفْ). ليت الحياة علّمتني كيف اُمزّق الاوراق التي تُعيد ثقب جراحي من جديد بمجرد تمرير عدسة عينيّ عليها، الآن آمنت بأن القراءة جريمة وأن الورق الذي يخبئها لنا هو المجرم الملعون.

معجب الشمري
12-18-2010, 02:20 AM
http://www.wesaalup.com/wesaal1/wesaal_28498111.png

قلوبنا التي تنبض طويلاً لم تشعر بالتعب من العبور، تذكرت حديثي في العقد الماضي من عُمري وكيف كنت اطوف من الحيّ الذي يقع منزلنا في منتصفه، كنت اخرج من امام قصر الطين دون أن اعرف جهتي، المهم ان اخرج الى اي جهة اُخرى.. (البستان) كان المكان المُفضّل بالنسبة لي لكن المسافة التي سأقطعها لأصل اليه تبدو مُخيفة قليلاً لأن العودة ستحتاج الى وقت أطول ولأنني سأكون بغير قوتي التي أتيت بها لأنني مشيت طويلاً. الفكرة المفضلة لديّ أن لاأكون برفقة احدهم، فأنا لااستطيع هضم اسئلتهم المتكررة ولااُحب ان يُطرح عليّ ماأفعله لذلك كانت خطواتي فارغة من الاصدقاء، في احد الايام اتجهت الى البستان وانا على يقين بأن المساء سيأتي قبل ان اعود، كانت المجازفة الاكبر في مساحة عمري الصغيرة، عندما وصلت الى شجرة الورد الأبيض وقفت امامها في حيرة، اُريد ان اعرف ماذا يقول الغصن عندما اقطف منه (وَرْدُهْ) ؟ حاولت ان اعرف اجابة لكن الصمت حال بيني وبين قطفها لااتذكر كيف انتهى بي المطاف في المساء لكنني اتذكّر جيداً انني وضعت يدي على اسفل الغصن لأكسره ف جاءت نحلة لاتعرف لها مرسى حتى كان هبوطها فوق الوردة البيضاء، لم اجِد مايُشغلني الا اسئلتي التي لم تغفو منذ ذلك الزمن، هل كنت سأكسر شيئاً مما اتخذته لها وطن، كبرت وانا لااعرف حتى اكتملت فصول العقل بي، لاُعيد شريط الذكريات وافهم الآن بأننا قد نكسر في لحظة ماسُهِر عليه سنين.

معجب الشمري
05-07-2011, 06:46 AM
يخيفني الصمت لأنه يجلب لي ذاكرتي المملتئة بك، ذاكرتي التي تعرض عليّ شريط اللحظات منذ ان التقينا امام مقهى الحُب. يخفيني الصمت لأنه مُر، لأن سُكّر الصبر اصابني بالاعياء الشديد، ولازلت اضع في فمي كسرة من بقايا الصمت، فقط كي لاأكون رجُلاً عاصي في دستور الذات، انا لااُحب نفسي كثيراً لكنني احترمها جداً.. واحياناً نموت ليعيش الصمت، ونعيش بقلوب اماتها الصبر.

معجب الشمري
05-07-2011, 06:48 AM
الشتاء غُربة.. ووطن للباحثين عن اقصر المسافات الى الهروب، الشتاء هُم وبقايا/هم، الشتاء نحن عندما لانعود في ذاكراتنا الى الخلف خوفاً من سياط تجلد اجسادنا التي لانستطيع لمسها، الشتاء ذكرياتنا، لأننا نواجه صعوبة قصوى في العودة الى الزمن القديم ولأنننا نحتاج الى اكبر جهد ممكن للتغلب على دمع الحنين اصبح الشتاء لغة (البـَرْدْ) الباكية. الشتاء ايدينا التي جففت ملامحهم بعد ان نادوا الى الذكرى.. الشتاء أنا عندما اُبيح حدود الاعتراف علناً بأنني لم اخشع في صمتي لكنني توضأت من الذكرى ولم يجف وجهي حتى الآن.

معجب الشمري
05-07-2011, 06:48 AM
وجوههم قبيحة، اختبئوا طوال السنين خلف ارائك يكسوها الظلام لأن خوفهم من المرآة عظيم، هُم الاوراق الخاسرة في تاريخ العُمر.. هم كذبات ابريل، هُم الاغصان اليابسة في حدائق الحياة الطريّة، هُم اصحاب الرسائل السوداء، هُم العاهات المستديمة في جسد العُمر.. هُم وقت الكسوف في تقويم الأرض، هُم الخطوط الحمراء في اسفل الجُمل المُعربة، هُم الارقام السابقة للصفر، هُم المساحات الباقية في الارض حتى وإن اتخذنا الرحيل وطن، حتى في محاولة الطيران الى السماء.. هُم البقع السوداء الكبيرة في سطح الارض.

معجب الشمري
05-07-2011, 06:50 AM
برمجة الارواح والتصاقها ببعض هي اقرب ماتكون الى تكوين سكة القطار الحديدية وآلية العبور في الممرات المتواصلة به. في الغالب محاولة السير على على التراب ستصنع كارثة قد تودي بحياة كل من على متنه، بينما الفرز في اختيار اما اليمين او الشمال في اخذ المنحينيات هو الخيار الذي تُحدده الوجهة المقصودة، ف محاولة العبور بجميع المسارين هي طريقة مستحيلة لايمكن لها ان تحدث ابداً، تماماً مثلما يحدث في ارواحنا عندما نُفكّر ان نتخذ الارواح ك سكك حديدية للسير في اكثر من جهة، لذلك دائماً ما نسمع بأن رجُلاً يخون فتاة وانثى تُحب الف رجُل.

معجب الشمري
05-07-2011, 06:51 AM
انتِ طفلة، طفلة لاتكبر ابداً.. ظننت التاريخ يرصد عمركِ في كل عام بإتجاه الصعود الى الاعلى لكن الظنون لاتُصيب الا نادراً.. لااُخفيك سراً يامُدللة انني تمنيت ذلك كثيراً، تمنيّت أنكِ كما انتِ الآن.. فأنا احببتك طفلة، والتصقت بك طفلة، ثم اقسمت امامكِ طفلة، وكبرت بكِ طفلة، حتى انني سأموت معكِ طفلة، هل تعلمين لماذا حدث كل ذلك..؟ فقط لأنكِ طفلتي التي لااريدها ان تكبر ابداً.

معجب الشمري
05-07-2011, 06:52 AM
قُل لي: كيف تكون الصابر وانتَ تشكوا اليها ضعفك، قُل لي: كيف تكون العزيز وانتَ الذليل في غيابها،قُل لي: كيف تكون الزاهد وانتَ الطامع في قُربها، قُل لي: كيف تُريد ان تكون، وانتَ لم تُبقي لكَ شيئاً من قلبك..؟ لاتمنحني اجابة اضعها في (حصالة) السنين فأنا منذ ان خُلِقت وانا جاعلها حبيسة القفل كي لاتخرج منها رائحة الاكتفاء، انا انتظرت طويلاً لأعرف اين ستكبر طفلتي، انتظرت طويلاً لأعرف مع مَن سأكبر، انتظرت طويلاً لأعرف متى س أستطيع ان ارى ملامح وجهك وانتِ تبتسمي في وقوفي من بين وجوههم، في انتصاف جسدي لزحام كتوفهم وانا ارفع اوراقي التي كتبتكِ بها، انا انتظرت طويلاً فقط لأقرأ سِرّك وانتِ تصرخين من بين الحضور بصوت عالي: هذا الرجُل حبيبي.

معجب الشمري
05-07-2011, 06:53 AM
- لماذا افشل في كل محاولة للهرب عنك..؟
- لأنكِ تسلكين الطُرق التي تؤدي اليّ.
- لاسبيل لي بذلك، فأنا اعتدت على وجهك في ممرات ايامي.
- لكنكِ تهربين.
- اهرب عنك.. لأنني على يقين بأنكَ ستكون الملاذ.
- وماذا عن الملاجئ..؟
- هجرتها منذ ان عرفتك.
- كيف اثق بأنكِ لن تفعلي ذلك معي.
- مثلما وثقت بأنكَ لم تتخذ من قبلي ملاذاً.
- احتاج فقط لشيء واحد..
- ماهو..؟
- ان اُصدّق.
- وانا احتاج لشيء واحد..
- ان تستطيعي نسياني..؟
- لا، فقط احتاجك انتْ.

معجب الشمري
05-09-2011, 06:14 PM
!
اُسافر بعيداً عن ارضي.. متغرّب عن كل الاشياء التي انتمي اليها الا وجوههم في ذاكرتي، رائحة العطر في ثوبي الابيض
والمسبحة التي اُلقي بها على صغيري لـِ يأتي بها اليّ ثانية، حياتهم، فوضاهم، صخب المنزل وزواياه المشحونة بالحياة والضحك..
كل ذلك لم يمنعني أن أصرخ بأعلى صوتي في مدائن الحنين لأتخذ قراري..
فإما الانكسار حُزناً، او العودة واحراق اوراق البُعد.
ادركت حينها أن الغُربة: سُم يُشوّه، لكنه لايقتل.

معجب الشمري
05-09-2011, 06:15 PM
!
لايأخذكِ الحنين الى ابوابي، انا بعيد جداً عن منازله، انا في المدينة التي لايستطيع الوصول اليها الشعراء
لم اعُد اسكن باريس، ولم تعُد تغريني مدريد، لاتبحثي عنّي..
انا راحل بلا جواز سفر يسمح لي بعبور الحدود، راحل بهويّة دنّسها تاريخ حبكِ الموبوء بجسدي
انا المعضلة التي ستواجه ممراتك، الحكاية التي لن تنتهي في كتاب مستقبلك..
لأنني لم اُخلق في جزء، ونهايتي لاتُكتب في جزء.
انا السحر الذي ستحاولين ان تقرأي عليه طويلاً لتُحلّ عُقده
.لكن.. دون جدوى.

معجب الشمري
05-14-2011, 03:39 AM
ايها العُمر المشلول في محطات الغياب.. لم تعُد رحلاتك قابلة لقص التذاكر والركوب بها
لم تعُد رائحة الحنين تطير.. كل شيء بنا كبُر، وجه امي، غضب ابي، حتى الغياب لم يعُد
كما كان اصبح الغياب اكبر، واكثر الاوفياء في مسرح الحُزن الاصيل.
ايها العُمر المشلول في ساحات الحنين.. ماذا نفعل بأوراقنا القديمة، بشوارعنا التي مشينا بها طويلاً
ب ضحكاتنا التي حُنِّطت في متحف الخلود.
ايها العُمر المشلول في حضرة البُكاء.. ماذا نقول لأطفالنا القادمون، كيف نُخبرهم عن ابائهم
العاجزين عن النسيان.
ايها العُمر المشلول في اعيننا.. قد يُحدث الله امراً لانعلمه، لكننا لن نعود بعد أن سقطنا من مضاجع دمعنا..
لن نعود الا للطين.. الا لقبورنا.

معجب الشمري
05-14-2011, 03:40 AM
!
لم اجِد عذراً امحو به حبر فراقنا، صنتكِ كما يفعل الجندي في قَسَم الولاء لوطنه، اخترتكِ من بين عشيرة النساء وانا البعيد عنهن، اقتربت حتى لم يبقى لي من نفسي شيئاً الا ووهبتكِ اياه حتى ايقنت بأن الظلال لايكون الا للهاربين عن النور، تركت كل شيء خلفي وخرجت من حجرتكِ الصغيرة، اطفأت انوار الحنين ثم خرجت لأوصد من خلفي باب الحُب واقفله، لم اعود حينها منذ ان علّقت على المنزل: هذا المكان لايسكنه احد لكنه ليس للبيع ولم يكن يوماً للإيجار.

معجب الشمري
05-14-2011, 03:43 AM
!
كنت صغيراً على الادراك لكنني ملكت عقلاً يجعلني ارفض الصدقات منهم، فضلّت الجوع على ان اخذ من ايديهم قطعة حلوى في العيد وانا طفل يجهل نفسه التي تتدثر بالعزّة عن شتاء انفسهم الدنيئة، لم احزم حقائبي وارحل ، لكنني لم ابقى امام اعينهم اتقاسم مع وجوههم الضجر، كنت طفل لايعصي لكنه لايطيع دائماً، يعرف كيف ينسحب كما تفعل ابرة جدته عندما تدخل وتخرج في دوائر الصوف، يترك كل شيء من اجل ان ينال لحظة يمسح بها على جبين امه المُتعبة من غياب والده، يقرأ الصبر في خصلات رأسها البيضاء بعد كل محاولة تقوم بها وهي تدسها تحت غطائها الاسود كي لايراها احدهم، تهرب من بين اعينهم لتملؤها بصبغ اسود فقط لتقنع نفسها بالمرآة ان هذه الامرأة لازالت صالحة للحياة، احببت امي كثيراً دون أن يُخلط بحبي برّها، كان حُباً يحدث ان يكون لانسانة تمنحها العُمر طويلاً، انسانة تقتبس من جرائد الغياب اخبار الرحيل، رحيل زوجها الذي تعرفه المُدن عابراً يطوف شوارعها دون ان يمكث بها طويلاً، وابنها الذي كبر على ذات السؤال : لماذا يسافر أبي كثيراً..؟
اصبحت بحاجة العودة لشراء جرائدنا القديمة اريد ان ارتديها في ليل حاجتي اليك وانتِ بعيدة، منحتكِ هبة الانتماء، ومنحتني هبة البُكاء.

معجب الشمري
05-14-2011, 03:45 AM
!
بخيل جداً لدرجة أنني لااُسقط دمعي الا عليك
وكريم جداً لدرجة أنني انفقت ثورة الحُب وسجلّتها باسمك.
قوي جداً لدرجة أنني أكلت من الانتظار جمرا، وضعيف جداً لدرجة أني لااشتكي منك الا اليك.

معجب الشمري
05-15-2011, 11:42 AM
!
ياغربتي انا املك بركان لا يثور، كان مختبئاً في عينيّ طويلاً، لم تستفيق حممه الثائرة الا من بعد أن جلبوا حديث السفر.
ياغُربتي انا اكره النظر الى الحقائب، أنا عدوها الأول والقديم منذ ان آمنت بأننا ك صخور البراكين، إن تدحرجت من فوق جبالها لاتعود الى الاعلى ابداً، ونحن عندما نثور، لن نستطيع ان نتوقف ابداً.

معجب الشمري
05-15-2011, 11:11 PM
!
أنا عجوز تجاوز العقد السابع من جوع الصبر.
وأنتِ رغيف حُزن لايُسمن ولايُغني من جوع.

معجب الشمري
05-15-2011, 11:14 PM
!
ياشوارعنا القديمة كيف لاتجف رائحة العطر وانتِ اقدام العابرين، كيف لاننتهي منك وألف روح تطوف من فوقك.. نحن كتبنا على جدار الحيّ.. وعلّقنا به مسمار الحنين منذ طفولتنا كي لايسقط لكن مطرقة الغياب لازالت تضرب على رأس المسمار حتى اعوّج، ليتشظى الجدار وتُصبح أعينهم مقابر للانتظار.

معجب الشمري
05-16-2011, 02:27 PM
!
لاتلقي على مسمعي بسلامك وانتِ اول من جرّد روحي منه، لو كنت حمامة تستطيع الطيران لما تسلّطت على سجائري وانا احرقها
ك مدينة دمّرها جيش الاحتلال، يامُحتلّة انفضي عن قلبي مابقي من عاصفة خذلانك واخرجي دون ان ان تطبع اقدامك الملطخة بطين الحب، لاتنسي ان الحروب الاهلية لاتُحرق بها الاوطان لكنها تتدمر عندما تُصبح حربا عالمية.

معجب الشمري
06-06-2011, 07:11 AM
!
انا رجُل شرقيّ، احمل من الهويّات مايوبخني قبل أن اُصاب بمس الحُب.. احمل شرقيّتي، احمل قبليّتي، احمل جسدي..
لكنني لم استطيع ان اُشفى منكِ بعد.

معجب الشمري
06-06-2011, 07:12 AM
!
السبت : رجُل وامرأة تلتصق بهما اُغنية مع قنينة عطر هي الغواية.
الاحد : مقهى وفنجان قهوة، التقيا به، تحدثا ، وهبته قُبلة ثم اعتذرت لتأخر الوقت.
الاثنين : هديّة مغلّفة بشريطة حمراء، في اعلى صندوقها رسالة رُسِم عليها قلب.
الثلاثاء : مكالمة طويلة، امتدّت الى ساعة ونصف بمجلس الرِجَال مختبئاً بها عن زوجته.
الاربعاء : رسالة عبر الهاتف المحمول، ليُخبرها بأن اللقاء سيكون غداً في شقته القديمة.
الخميس : فراش وجسدها العاري من فوق حضنه، شفتيّها لم تترك بقعة في جسده الا وطبعت عليه.
الجمعة : إستيقظ باكراً ثم اتجه الى المسجد، دخل فأقاموا الصلاة ، اعتلى المنبر ثم خَطَبْ.

معجب الشمري
06-06-2011, 07:15 AM
!
بدأت الآن برفع مطرقة المزاد في يدي..
مَن سيشتري لأضرب بها على طاولتي وانا اقول لقد تم البيع..؟
هذه عروبتي.. لكنني لن أبيعها بثمن باهظ، فهي لم تعد تساوي شيئاً..
مَن يأخذها وأدفع له مقابل ذلك، حتى وإن طَلب من مناجم الجنة ذهبها.

معجب الشمري
06-06-2011, 07:15 AM
!
لستُ سيئاً الى الحد الذي يجعلني اتنازل عنك، انا لااُمارس حبك ك طقوس يعيش بها العاشقين..
هل تتذكرين كم مرّة احتسبت اجر الصبر على مصائب الخصام، وكم مرّة فضّلت نار الصراخ على جنّة المجاملة، وكم مرّة احتضنتكِ وانت تبكين وتضربي بكفيّك على صدري بقولكِ افهمني انا احبك، ماذا افعل ان كنت لاافعل ذلك..؟
انا احترمك لكنني لااستطيع ان احبك، صدّقيني لااستطيع.

معجب الشمري
06-07-2011, 01:31 AM
!
أكره صفة التشابه في كل شيء، الأسماء - الدول وعواصمها - الشوارع
لكنني بعد أن كبرت، علمت أن علاقتي بالتشابه انتهت منذ أن اكتشفت بأن ماأتى سريعاً.. سيرحل سريعاً.

معجب الشمري
06-07-2011, 01:31 AM
!
لاأتذمر، لكن صمتي لايعني بأنني قد شُفيت..
انا في اول سرير ابيض من أسوار المستشفى..
اسأل الأطباء عن ساعة الدخول الى التخدير وكل هذا الهرب لأنني احاول ان اُخرجكِ مني لبعض الوقت، حتى وإن كان لدقائق معدودة.

معجب الشمري
06-07-2011, 01:32 AM
- لماذا تُقحم نفسك في كل الامور..؟
- عن أي امور تتحدثين، مستقبلنا الذي أصبح يتأرجح من أعلى جبل الحلم في كل مرّة أُحاول خوض عراك الحديث معك..
- ولماذا يكُن عراكاً..؟ ألم تُعلّمك أمك كيف تتعامل مع النسـاء..
- بل علّمتني أن لاأقترب منهن.
- وأنا..؟
- أنتِ لم تقتربي، لكن الزمن قذفني ك قنينة ماء في طريقك.. حتى أصبحت أُجدّف بك هارباً عن حيتان الغياب.
- الغياب أكثر رحمة مما تفعل بي.
- وماذا فعلت..؟ منذ أن دخلتكِ سجناً عن كل الوجوه وأنا لاأعرف الا صمتي.. وأنا مسجون مظلوم، أصبح بألسنتهم سجّاناً ظالماً.

معجب الشمري
06-18-2011, 10:35 AM
!
إحفري قبركِ قبل أن تموتي، أخشى أن تتسابقا روحي وروحكِ إلى الموت فداء..
ف لاأستطيع دفنكِ ولاتفعلين..
لانحن بقينا.. ولانحن بمنسيين.

معجب الشمري
06-18-2011, 10:35 AM
!
اسير خلف مقابرهم عسى أن اجِد مايُخرس صراخ تلك الطفلة الجائعة، لم تعُد تحمل معها رائحة الفصول الماضية، هي تبكي كثيراً دون أن تعلم بأن سُبلها في الاحتيال لن تجدي نفعاً مع أشباح القبور النائمة، تنام وتستيقظ على حافة قبر، وتأكل وتشرب على جانب قبر آخر، لكنها لم تتذكر ان تحفر قبرها حتى الآن، غافلة إلا عما فعله الراحلون.

معجب الشمري
06-18-2011, 10:36 AM
!
لعبة الاختباء ، كنت مغرماً بها في طفولتي.. أستطيع أن أخادعهم جميعاً بالإختباء في أكثر الأماكن سرية، وأصعبها في الوصول إليّ لكن ذلك لم يدُم طويلاً.
بعد أن بلغت الثامنة كان سبيلي في تكرار لعبها ضئيل جداً، لأنني لم أعُد استطيع إختيار مكان للإختباء بعد أن اصبحت جميعها مكشوفة أمامهم وقابلة للإحتمالات في أن أكون بإحداها.
كبُرت دون أن أعلم أن عقدي مع اللعبة إنتهى وأنني بحاجة مكان يليق بي مع سنّي الذي أصبح مائلاً للمراهقة ثم اجتيازها، بحثت طويلاً عن مكان يليق بي دون جدوى ، لكن ذلك لم يمنعني من إتخاذ قراري في الخلود بمكان واحد..
فاتخذت السماء مخبأ ووطن لي ، لأنها الوحيدة التي تستطيع أن تكشف لي دوران الارض.

معجب الشمري
06-18-2011, 10:38 AM
!
تربّص الحُزن بعينيها حتى شاخت منه، تبتسم والأمنيات تُغنّيها بصوت ناي حاد
كبيرة جداً لكنها في عُمر جورية صغيرة، حكاية طويلة لكنها لاتعرف النهاية أبدا.
ماذا فعل الحزن بك ياغرام..؟
لماذا أرى أودية الصبر تهتّز من مكوثك الطويل هناك، أنتِ تسكنين بغار من صمت
تأكلين من رغيف الحُزن ألذّه، وتشربين من ماء البُكاء دون أن يعلم عن ذلك احدا
ماذا فعل الحُزن بك ياغرام..؟
أنتِ مُجهدة من عناء السفر الى مُدن النسيان، تذاكرك القديمة ممزقة من البكاء.
روحك الباكية تصارع التعب لتصعد الى اعلى قمة جبال الدمع، لتبقى وحيدة عن كل
وجوههم، لتسهر، لتصرخ في أعلى صوتها، لتفقد عينيها بعد أن أحرقها الصبر.
أنتِ غرام تلطّخ بالحنين إلى الرحيل، إلى أي مكان آخر بعيداً عن وجوه البشر.
أنتِ حكاية من ألف خيط رقيق عُزلوا عن ألف دولة كبيرة لتسكن في محراب ضيّق
نشيدهم الوطنيّ: موطني قد عشت حُزن العابرين.
أنتِ الجهة الأخيرة من أول اُغنيات الحُب الموجعة، أغنيات الحنين، أغنيات البكاء.
أنتِ طفولة شرقيّة لم يمسسها الكِبر لكنها تشيخ ألف عام بحزنها الملتوي علي
ملامح عينيها.
ماذا فعل الحُزن بها..؟
وماذا سيفعل الأموات إن لم يشربوا من نهر حزنها زلالاً يُشفي بكائهم ، لاأحتاج أن أبكي
ياغرام.. لكنكِ فعلتِ ذلك بي.
-
خروج:
تعطرّت ملائكة الحُب من دمع عينيها ، غرام: ابنة ال 15 ربيعاً لكنها عن قبيلة
من أعظم أرواح الحُزن في أرض الله ، لن تتكرر في الأرض ويقيني لن يزول حتى أزول.

معجب الشمري
06-18-2011, 10:39 AM
!
محاط بك ، وأكافح فقر شوقي الى كوخك القديم..
إنتميت اليه ك لوحة ارشادية تُعرّفهم الى طريق فرحي العميق..
تركت كل شيء لأحفر بئر أضع به قصتنا الطويلة ، لكنه لازال غير قابلاً لإستخراج الماء
لأنه لايفعل ذلك الا بثورة فيضان قد تُدّمر البلاد بأكملها.

معجب الشمري
06-22-2011, 12:26 AM
!
قلّمت أظافري بمقص أنيابي المرتجفة ، خائفة من آخر أخبارك القادمة
تخشى من سُبل الموت المحتّم بين يديك..
لأنكِ لم تزرعي في أرضي كالوجع ، ولم تُبقى لي شيئاً أُخبئه في ادراج الأيام إن جاءت بنا على أغنية حزينة.
ياربيع أمنياتي الحمراء ، ياصوتي المبحوح على صرخة نائم فاق ، ياحُلمي الأبيض والأسود
كُل شيء من بعدكِ ساقط..
الفرح والأمنيات والضحك.. حتى البشر.

معجب الشمري
06-22-2011, 12:26 AM
!
لو كان لي من الأمر شيئاً لكنت قد استأصلت ورم الذكرى الذي تضخّم بي
لاأخشى الموت.. لكنني أخاف أن يُقال :
رحمة الله عليه ، لقد قتله الحنين.

معجب الشمري
06-28-2011, 04:45 AM
!
نظموا ثوراتهم ، أعلنوا قيام حُروبهم ، نفضوا غبار الغضب ثم هتفوا بصوت واحد: ارحل.
هل يعلمون بأن هناك مَن يشكو الى عصافير النوافذ غيابها الطويل..
ينام على سؤال ويستيقظ عليه:
ألم يحين أن يعود الراحلين من بعد كل ثراء الحزن هذا..؟

معجب الشمري
06-28-2011, 04:45 AM
!
أيها الغار الأسود خلف قريتنا الصغيرة ، تركت بكَ سرّي الصغير لينمو بك ، أوصيتك بأن تُحافظ عليه حتى أعود
الآن شارفت على بلوغ ربع قرن من الحياة ، حيث ينتهي وعدي لك وتنتهي منك عهودي.
قُل للسماء أن تنفث على وجه ترابك المتعرّج ، قُل للأعشاش أن تسقط وتطير طيورها ، قُل للمارّة من الرُعاة أن لايقفوا هناك طويلاً
سأعبر لأضع في فم أمنيتي العجوز قطعة خبز ليّنة لأنني لم أُنكِر لها جميل الصبر ، ولأنني الآن فقط.. أخشى عليها من الجوع.

معجب الشمري
07-08-2011, 03:22 PM
!
تركت من خلفي الطوفان وأنا أركض عن عاصفة من رماد ، لم تكُن بداية التراب ولا هي بأول النار
خشيت أن أنال من الحِمم مايطبع على جسدي دون أن تُشفى في مستشفيات (الغفران)
رغم أنّي المريض الذي لايبحث عن علاج، والطبيب الذي لايمنح الوصفات الطبيّة.

معجب الشمري
07-08-2011, 03:23 PM
!
أيتها القديمة في أدراج صدري ، ثمة مهاجرين من حولكِ كُثر..
تلك الشقراء ذو العنق الطويل ، هي طفلة لم تُكمل عامها الخامس والأربعون بعد
لاتستطيع أن تكبُر في العشرة أعوام إلا سنة واحدة..
لكنها لاتنسى أن تكبُر ببطء ، فهي تخشى من شيخوخة الحُب البريء قبل الاوآن.

معجب الشمري
07-08-2011, 03:24 PM
!
ويل للصبر إن شاخ دون أن نحتفل بميلاده على حافة جبل من الأحلام القديمة
كافح شاباً منذ صِغره حتى أكمل عقداً يتبعه عقد ، وبعد أن شارف على الدخول
إلى قُرى الحُب ، بكى أمام الله طويلاً لئلا يُخرجه منها إلا جثة هامدة فاستجاب الله.
.
مخرج:
لم يُصلّوا عليه لكنهم لم ينسوا بأن يقرؤون عليه تلاوة النسيان.
كان خبراً يطوف بين ألسنتهم في كل فعل يقوم به ، وأصبح الآن في (خبر كان).

معجب الشمري
07-08-2011, 03:25 PM
!
تخمّر الشوق وأنتِ الغُربة..
هيّا..
هيّا ارتدي من دمعي عُذراً لرحيلك القادم
هيّا اصنعي قدراً لايعرفني بهذا الحجم من الهشاشة..
هيّا اصرخي في وجهي باكية من حسرتكِ العجوز..
هيّا انفضي عن وجهكِ أتربة الندم العتيق..
هيّا العني المطارات وأعلنيها منافي للعمر ..
وأنني وطنكِ الذي تخليّت عنه منذ سنين..
منذ أن كنت أرضع من ثدي الصبر علقم البكاء بلا صوت أو صراخ.

معجب الشمري
07-08-2011, 03:26 PM
!
ماذا يسكُن في هذا القسم المركون بدرجة برودة عالية..؟
أعرف عن الماء الذي تجمّد حتى أصبح ثلجاً
وأعرف عن قطعة اللحم المحصورة بالخوف من أن تفسد
لكن الذي لاأستطيع أن أعرف عنه:
لماذا لاأجد في حافظة الإنتظار بقلبي ، ولو رسالة باردة
عسى أن تُطفئ مايفعله جمر الخوف في غيابك.