تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ..!


فيصل الرحيّل
12-16-2010, 10:25 PM
.

.

.

.

.


يقول الكاتب والفيلسوف الإنجليزي ..// برتراند راسل ...:

غاية الفلسفة .. هي الابتداء بشيء في غاية البساطة لدرجة أنه يبدو لا يستحق البداية ..
والانتهاء بشيء في غاية التناقض لدرجة أن أحداً لن يصدقه ..!











بَحثتُ طويلاً عنْ أمرٍ في غاية البساطة .. كي ابدأ به ..
فلم أجد أبسط من ..:

.
.
.
.


.. فيصل الرحيّل ..
لعنةٌ تُطاردُ الجميع ..!

:)

فيصل الرحيّل
08-21-2011, 05:53 AM
.

.

.

.



ليْس شِعراً .. ليس نَثراً ..
حُروفٌ تَعانقت لـِ تَصْنعَ سَطراً ..
إلى امْرَأةٍ .. مِن المَجْهُول .. !





.

.

.



أُحِبُّكِ ..
آه ِ لَوِ تَدْرِيْنَ ..
فَـ أَنْتِ الْجُرْحُ وَالآلَامُ وَالْسِّكِّينْ ..
وَأَنْتِ ضِمادّيّ الْسِّحْرِيِّ .. وَالّمُورِفِينَ ..
وَأَنْتِ عَقِيْدَتِيْ .. شَرِيْعَتِيْ ..
لِيَوْمِ الْدِّيْنِ ..
وَأَنْتِ الْتِّيْنُ .. وَالْزَّيْتُونْ ..
وطورُ سِنِيْنَ ..
وَأَنْتِ الْغَيْمَةُ الْمِعْطَاءة ِ.. فِيْ تَشْرِيْنَ ..
فَـ آآهٍ .. آآهِ .. لَوْ تَدْرِيْنَ ..
كَمْ أَهْوَاكِ يَا امْرَأَةً ..
تَعَلَّمْتُ عَلَىَ يَدِهَا ..
جُنوْنَ الْعَزْفِ وَالتَّلْحِيْن ..
لَوْ تَدْرِيْنَ ..
سَيَبْقَىْ الْحُبُّ .. فِيْ قَلْبِيْ..
لِيَوْمِ الْدِّيْنِ .. !






كُنتُ هنا .. !
:icon20:

فيصل الرحيّل
08-21-2011, 06:49 AM
.

.

.

.

.





[ .. هي و المطر ..! ]


ما زلت أذكر .. كيف كانت ترسم البسمة على وجهنا حينما كنا أطفالاً ..
لحظة مشاهدة قوس قزح .. كنا نسعد برؤيته .. ونطير فرحاً ..
وكيف كنا نتعلم بالمدرسة .. ظاهرة قوس قزح .. فـ حينما تسقط أشعة الشمس ..
على قطرة الماء .. تعمل القطرة عمل منشور ثلاثي ..... وإلخ من الترهات ..!





لكن ..
لِمَ يَنْشَأُ قوس قزح .. ؟!




دَعْكُم مِن النّظَرِيَّات الْمُغْفَلَة ..
وَالْتَّحْلِيْلات الْبَائِسَة ..
وَتَعَالَوْا ..
كَي أُخْبِركُم بالسِرّ .. :



.

.

.



السِر ..
أنهُ كُلَّمَا أَرَادَت حَبِيْبَتِي ..
أَن نَخْرُجَ فِي نُزْهَةٍ ..
وَجَدْتُ حَبّات الْمَطَر ..
تَتَسَاقَط .. تَنْهَمِر ..





تِكْ ..





تِكْ ..





تِكْ ..

لِّتَتْلُو عَلَى وَجْهِهَا ..
آَيَات من الْحُسنِ وَالْجَمَال ..
وَتَرْسُمَ قَوْسَ قُزَحٍ .. وَهُو يَنْحَنِي لَهَا ..
كَي تَسْيِّرَ مِن فَوْقِه ..!






[ .. الفكرة .. ]
حبيبتي .. هي المرأة الوحيدة التي ينحني لها قوس قزح ..!

:icon20:

فيصل الرحيّل
08-25-2011, 12:41 AM
http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMNEW/articlefiles/NM/131105-2p47.jpg

.

.

.

.

.



شمس القصيبي .. أفَلَت في حديقة الغروب .. !
كتبه .. // فيصل الرحيّل - رحمه الله -


حينما يشعر المرء بأن أمواج الحياة العاتية ورياحها الشديدة بدأت تتلاعب بقارب حياته وتتقاذفه يمينا وشمالا , وأن الموت أصبح يتسرب رويدا رويدا في داخله , وهو يصارع جاهدا في إلغاء هذا الشعور بالهرولة نحو قلمه وقصاصات الورق , فتمتزج نشوة الموت مع شهوة الكتابة , وهو يتساءل : هل سيتمكن من إنهاء قصيدته الأخيرة أم أن الشعر سيشهق في حنجرته ويصمت القلم , لقد عاش الدكتور / غازي القصيبي .. رحمه الله , هذه التفاصيل وتذوق ملامحها جيدا , فالساري قد سئم الإرتحال في السبعين من عمره , فسقطت زهرة حياته في حديقة غروبه , ولكن قبيل أن تذبل هذه الحياة نجد « القصيبي » يرتقي بها إلى عنان السماء , متوشحا برداء الفضيلة السامية للإنسان , فجعل نفسه صادقة مع نفسه متغلبا على النفس الإنسانية المتشبثة بالحياة وقد لفت حول رقبتها حبلا من الزيف والخداع , ومن المتعارف عليه أن للعملية الإبداعية الأدبية ثلاثة أبعاد يمر بها الأديب بمراحله العمرية المختلفة , ونلاحظ أن القصيبي قد مر بها في قصيدة واحدة في لحظة واحدة , فنجده بدأ في البُعد الأول وهو «بُعد الأنا» يليه البُعد الثاني «بُعد النحن» حيث تمثل في زوجته وابنته , والُبُعد الثالث «البُعد الإنساني» وجسده في صورة الوطن , كما أضاف أيضا بُعدا رابعا «البعد الإلهي أو الروحاني» مخاطبا به ربه راجيا عفوه ومغفرته وهذا التسلسل الأنيق في استخدام الأبعاد كان له أثر واضح في جمال وروعة النص , ولا أخفيكم سرا أنني مشتاق لهذا الأديب الأنيق , الذي غيب الموت جسده فقط , بينما روحه ما زالت تتجول بيننا , سأسير قليلا في حديقة غروبه لأتنفس عبير حرفه المحيط بالمكان , إليكم نص « حديقة الغروب » للدكتور / غازي القصيبي .. شاركوني هذه النشوة :



خـمسٌ وسـتُونَ.. في أجفان إعصارِ // أمـا سـئمتَ ارتـحالاً أيّها الساري؟
أمـا مـللتَ مـن الأسفارِ.. ما هدأت // إلا وألـقـتك فـي وعـثاءِ أسـفار؟
أمـا تَـعِبتَ من الأعداءِ.. مَا برحوا // يـحـاورونكَ بـالـكبريتِ والـنارِ
والصحبُ؟ أين رفاقُ العمرِ؟ هل بَقِيَتْ // ســوى ثُـمـالةِ أيـامٍ.. وتـذكارِ
بلى! اكتفيتُ.. وأضناني السرى! وشكا // قـلبي الـعناءَ!... ولكن تلك أقداري

***

أيـا رفـيقةَ دربـي!.. لو لديّ سوى // عـمري.. لقلتُ: فدى عينيكِ أعماري
أحـبـبتني.. وشـبابي فـي فـتوّتهِ // ومـا تـغيّرتِ.. والأوجـاعُ سُمّاري
مـنحتني مـن كـنوز الحُبّ.. أَنفَسها // وكـنتُ لـولا نـداكِ الجائعَ العاري
مـاذا أقـولُ؟ وددتُ الـبحرَ قـافيتي // والـغيم مـحبرتي.. والأفقَ أشعاري
إنْ سـاءلوكِ فـقولي: كـان يعشقني // بـكلِّ مـا فـيهِ من عُنفٍ.. وإصرار
وكـان يـأوي إلـى قـلبي.. ويسكنه // وكـان يـحمل فـي أضـلاعهِ داري
وإنْ مـضيتُ.. فـقولي: لم يكنْ بَطَلاً // لـكـنه لــم يـقبّل جـبهةَ الـعارِ

***

وأنـتِ!.. يـا بـنت فـجرٍ في تنفّسه // مـا فـي الأنوثة.. من سحرٍ وأسرارِ
مـاذا تـريدين مـني ؟! إنَّـني شَبَحٌ // يـهيمُ مـا بـين أغـلالٍ.. وأسـوارِ
هذي حديقة عمري في الغروب.. كما // رأيـتِ... مرعى خريفٍ جائعٍ ضارِ
الـطيرُ هَـاجَرَ.. والأغـصانُ شاحبةٌ // والـوردُ أطـرقَ يـبكي عـهد آذارِ
لا تـتبعيني! دعيني!.. واقرئي كتبي // فـبـين أوراقِـهـا تـلقاكِ أخـباري
وإنْ مـضيتُ.. فـقولي: لم يكن بطلاً // وكــان يـمزجُ أطـواراً بـأطوارِ

***

ويـا بـلاداً نـذرت العمر.. زَهرتَه // لعزّها!... دُمتِ!... إني حان إبحاري
تـركتُ بـين رمـال الـبيد أغنيتي // وعـند شـاطئكِ المسحورِ.. أسماري
إن سـاءلوكِ فـقولي: لـم أبعْ قلمي // ولـم أدنّـس بـسوق الزيف أفكاري
وإن مـضيتُ.. فـقولي: لم يكن بَطَلاً // وكـان طـفلي.. ومحبوبي.. وقيثاري

***

يـا عـالم الـغيب ذنبي أنتَ تعرفُه // وأنـت تـعلمُ إعـلاني.. وإسـراري
وأنــتَ أدرى بـإيمانٍ مـننتَ بـه // عـلي.. مـا خـدشته كـل أوزاري
أحـببتُ لقياكَ.. حسن الظن يشفع لي // أيـرتُـجَى الـعفو إلاّ عـند غـفَّارِ؟









« 1 »




يبدأ الشاعر هذا النص على درجة عالية من الشفافية والوضوح مع النفس وقد سيطرت عليه حالة نفسية وانفعالي فرضتها طبيعة السياق الشعري , فالنص الشعري وليد انفعالات ودلالات نفسية عدة تتزاحم في نفس الشاعر مكونة لغة انفعالية هي في الحقيقة لغة شعرية مصبوغة بهذا الجانب الانفعالي , وبما أن النص يندرج تحت عباءة أسلوب الرثاء بشكل عام , ورثاء الذات بشكل خاص , نراه ينعكس على الإسلوب الخطابي في النص فالمخاطب ينصهر في الذات المخاطبة ملتزما بالمنطقة المحايدة المناسبة لمثل هذا الأسلوب من الرثاء , فنجده يبدأ النص بالإفصاح عن عمره « خمس وستون » ليتراءى أمام ناظريه شريط هذا العمر بلمح البصر , لكن ياترى لماذا لم يقل بضع وستون أو وضع مفردة مناسبة بجانب الستين , ما السر من وراء تحديد العمر بهذه الدقة « خمس » ..؟ في الحقيقة هو تعبير عما تفيض به نفس القصيبي , كون حرف الخاء حرف حلقي مصدره داخل البلعوم , يواجه الإنسان صعوبة وقسوة في خروجه أثناء النطق وهي دلالة على الحالة النفسية والانفعالات التي كان يعيش في دوامتها , ونلاحظ كذلك السيل الاستفهامي الجارف في المقطع الأول والذي يدور في بوتقة واحدة حيث قام بتوظيف ثلاثة أفعال ماضية " سئمت , مللت , تعبت " تفيد في بنيتها التأكيد والثبوت , ارتكز فيها القصيبي على التقارب الشديد بينها سواء في المعنى أوالتعبير وذلك لكي تتمكن من استيعاب هذا الكم الهائل من البوح بالهموم والأحزان , إلى جانب كونها تقوم بخلق رتم موسيقي متناسق يؤجج في نفس الشاعر انفعالات أكثر سرعان ما تصل إلى النفوس , ولو تتبعنا الأفعال السابقة جيدا سنجد أنها قد اتبعت ببعض المدود المتتالية مثل :




# « سئمت » أتبعها بـِ « ارتحالا , أيها , الساري »

# « مللت » أتبعها بـِ « الأسفار , وعثاء , أسفار »

# « تعبت » أتبعها بـِ « الأعداء , ما , النار »




حيث من شأن هذه المدود استغراق زمن أطول في النطق والتعبير , وبما أن الزمن المستغرق في التعبير والنطق يصبح أطول بلا شك أن الحزن والألم المصاحب لها سيصبح أطول وأكثر أثرا كذلك فتكون فترة الحزن والأسى طويلة جدا , فالفعل الماضي الأول المتبوع بالمدود يعد دلالة وايحاء على الحالة النفسية , بينما الفعل الماض الثاني المتبوع بمدود مشابهه يعد محاولة لتأكيد هذه الانفعالات والحالة النفسية , أما الفعل الماض الأخير المتبوع بمدود كذلك يعد اثبات قاطع لجميع ما سبق , وبدل من أن يرأب الصدع الذي خلفته الأفعال السابقة , نجده يزيد النار حطبا , بإسلوبين استفهاميين خلف بعضهما البعض زادا من تأجيج النفس وتوترها وتفاقم حزنها المتفاقم أصلا , فتغدو الحالة النفسية التي يعيشها القصيبي في ذروتها موغلة في أعماق الذات , فتأتي المعجزة من أغوار هذه النفس التي ما انفكت حتى كشفت عن بعض اللمحات المتصوفة في داخلها والتي سرعان ما هرولت خلف عباءة التسليم بالقدر , فبالرغم من شكوى القلب للعناء والحزن إلا أن الجانب الروحاني في داخل القصيبي قد رجحت كفته راضيا بما حدث له كونه قدر لا مفر منه .







« 2 »


ومن ثم ينتقل بنا القصيبي في المقطع الثاني وما يليه معتمدا على نداءات مختلفة تحمل أبعادا إنسانية وجمالية فنية رائعة , حيث نجده في بداية المقطع الثاني يقول « أيا رفيقة دربي » حيث يوجه القصيبي هذا النداء إلى زوجته ورفيقة دربه وشريكة حياته وأم أولاده وبناته , فلماذا نجده يستخدم أسلوب نداء للبعيد « أيا » لها , ولم يستخدم معها أسلوب نداء للقريب كونها هي أقرب الناس له ؟ يبدو لنا أن القصيبي قد استخدم المنادى للبعيد على القريب وذلك لما لزوجته من مكانة عالية ومنزلة سامية في نفسه فآثر مخاطبتها بأداة نداء للبعيد تقديرا واحتراما لها , كما نجده أيضا يستخدم أداة تمني " لو " عادةً ما توظف لأمر محبب صعب الوقوع , فأي مكانة كانت تحتل تلك المرأة في قلبه ؟! كما يشهد المقطع الثاني المفارقة بين حقبتين مختلفتين سواء في العمر أو الشكل أو حتى على مستوى الحالة الصحية الخارجية دون أن يتغير شيء في علاقته مع هذه المرأة مما يوحي بأصالة وعراقة العلاقة بينهما , كما نجده يستند إلى العالم الخارجي أو الطبيعة لإيصال صورة أكثر عمقا وفاعلية وقدرة على التعبير « وددتُ البحرَ قافيتي , والغيم محبرتي , والأفقَ أشعاري » نلاحظ من خلالها جنوحه نحو حسن التقسيم والتلاعب الموسيقي وانسجام توالي المقاطع التي تترك أثر جذاب في نفس المتلقي إلى جانب استخدامه لمفردات ذات عطاء وافر لا محدود لا نهاية له , ومن ثم يجسد حالة العشق والحب لهذه المرأة بكل ما فيه من عنف وإصرار وقوة ويضع لنا صورة أخرى تكمن قوتها في كلمة « يأوي » حيث تمثل أسمى لحظات الشعور بالدفء والأمان والحب , ونلاحظ في البيت الأخير من المقطع الثاني أن شعور اقتراب الموت والرحيل ما زال متواجدا في قوله « وإنْ مضيتُ فقولي: لم يكنْ بَطَلاً » فشعور الرحيل والمضي يصول ويجول في رأسه ويطلب منها قول أنه لم يكن بطلا , وهذا دليل واضح على سيطرة هذه اللحظات الصادقة مع نفسه برغم الانجازات القيمة التي حققها والمكانة التي تبوأها في حياته , وما أبعد العار عن هذا القصيبي ..!







« 3 »


يسير القصيبي في المقطع الثالث على نفس النهج فيقول في بدايته « وأنت! » محاولا إثارة الانتباه والتركيز ودعوة القارئ للمشاركة في النص , ليكشفها لنا بإسلوب نداء يخاطب به ابنته , يتضح لنا من خلاله ما يحيط به من هموم ومشاكل كالأسوار بعد أن تقدم به العمر , فهو الآن يعيش حالة من الوحدة التي تعد بوابة العبور نحو الحياة الأخرى , وتتضح لنا الحالة النفسية للقصيبي في هذا المقطع بواسطة عدة رموز من الطبيعة استخدمها لتكون معادلا موضوعيا عن حالته تعكس ما يشعر به , ويعد هذا الزخم من الرموز الطبيعية في هذا المقطع لوحة تشكيلية رائعة حتى ولو كانت بعض الصورة متكررة نوعا ما , إلا أنها تشكل زخما قويا يدوي في عمق النفس , ونلاحظ دعوة القصيبي لإبنته بقراءة كتبه حين قال « لا تتبعيني! دعيني!.. واقرئي كتبي // فبين أوراقِها تلقاكِ أخباري » وحينها تذكرت حديث للناقدة والشاعرة / سعدية مفرح . حول رواية شقة الحرية بعنوان « سيرة لم تنل حريتها إلا في رواية » فكثيرا ما كانت كتابات القصيبي قريبة من نفسه تحوم حول عالمه , وما لبث القصيبي طويلا حتى عاود الكره في نهاية المقطع ليؤكد شعور الرحيل بقوله « وإنْ مضيتُ فقولي: لم يكنْ بَطَلاً » تالله أنك بطل ..!






« 4 »


وبعد الحديث مع الذات ومن ثم الزوجة ومن ثم ابنته , نجد القصيبي في المقطع الرابع يوجه النداء إلى الوطن بقوله « ويا بلاداً » وكما هو متعارف عليه أن " الياء " نداء للبعيد , وذلك لعلو مكانة الوطن ومنزلته العالية في نفسه وهو الذي نذر زهرة عمره لرفعة بلده إلى جانب كون صوت هذا النداء يتشكل من جوف الفم ملتصقا بالصدر وأعماق النفس دلالة على مكانة الوطن السامية في داخله وعلاقته النفسية المرتبطة بهذا الوطن , فالوطن يكمن في قعر أعماقه فلقد قدم الكثير لوطنه وتبوأ العديد من المناصب الوزارية ونال العديد من الأوسمة والشهادات , ونلاحظ في البيت الثاني من المقطع الرابع كلمة « رمال البيد » في الصدر و « شاطئكِ المسحور » في العجز حيث شمل هذا البيت حيزا مكانيا وزمانيا كبيرا من خارطة الوطن في ذاكرة القصيبي ارتبطت بمراحل حياته المختلفة وأفكاره ومختلف مناصبه إلى جانب كونها رموز طبيعة خالية من الشوائب والزيف , فهرولته نحو الطبيعة محاولة لكشف هذا النقاء والصفاء في داخله , وكما عودنا في نهاية كل مقطع يقول « وإنْ مضيتُ فقولي: لم يكنْ بَطَلاً // وكان طفلي.. ومحبوبي.. وقيثاري » ولو تعمقنا قليلا نجد أنه يقدم لنا تسلسل زمنيا جميل جدا ومراحل عمرية مرتبة , فالوطن احتضنه طفلا فهو بمثابة الأم له ومن أحب للطفل من أمه , ومن ثم المحبوب والوطن حبيبته ومن أحب إلى نفس الشاب سوى محبوبته , أما بالنسبة للقيثار , فربما هو دلالة على تقدم العمر كونه متواجدا منذ قديم الأزل .






« 5 »


وبعد هذه النداءات المختلفة , يأتي في القسم الأخير النداء الأخير , نداء خص به الله وهو الملجأ والملاذ الأخير للعبد فيقول " يا عالم الغيب ! ذنبي أنت تعرفُه " كذلك يعد نداء للبعيد وذلك للمنزلة العالية والمقام السامي , فلا منزلة ولا قدرا أعلى من منزلة الله وقدره , فنجده يتضرع إلى الله ويناجيه فهو عالم الذنوب والخفايا وهو عالم كل شيء , ومن هنا نكتشف سر هرولة الشاعر نحو الطبيعة فهي ابتداء هذا الكون وعالم من النقاء والبساطة , كما هو حال القصيبي الآن وقد توشح رداء المتصوف العابد , فنجده أحب أن يلقى الله بعد هذا العمر , فالدنيا في السابق كانت أحب إليه , لكن بعد أن أتعبه المسير في هذه الحياة ونال منه التعب , أراد العودة إلى الله ومعه " حسن الظن " وهذا دليل واضح ورائع ونبيل على سلامة قلب هذا الرجل .





نقش ..:
القلب وردة لا يقطفها سوى من يرويها بدمه .





*
نُشِرَ في جريدة ( الصباح ) الكويتية .. ملف مقامات .. أغسطس 2010 م .
http://www.alsabahpress.com/SPress/Archive/15QKZXWVNBKOREWAABJFTGXHLS.pdf

:icon20:

فيصل الرحيّل
08-26-2011, 01:04 AM
.
.
.
.



[ يغيب النوم .. وتحضر الأحلام ..! ]


الأحلام لا تفارق مخيلة المرء .. لدرجة كوني أحيانا كثيرة أشعر بأنني كائن من أحلام ..
فالمرء بلا أحلام .. لا يمكن أن يكون انساناً .. النوم بلا أحلام .. لا يمكن أن يسمى نوماً ..
أحدهم .. في كل ليلة .. يرش عطر اللافندر على وسادته ..
ممنيا نفسه بأحلام جميلة ..

ترى هل الأحلام بحاجة إلى العطر كي تصبح جميلة ..؟!
أليست الأحلام بحد ذاتها جميلة ..
أليست الأحلام عطر الليل الذي نتنفسه كل مساء ..

إلى جانب أنني أؤمن بأن الأحلام ليست حكراً على المساء فقط ..
الأحلام تحلق وتتمايل بيننا حتى في وضح النهار .. لكن .. لا يلحظها سوى قلة ..!

الأحلام ليست على مقربة من المستحيل .. بل هي المستحيل بعينه ..
حتى أنني أفكر أحياناً .. ماذا لو تحققت أحلامي ..

ترى من أين لي بأحلام أخرى ..؟!
ترى هل ستكون على قدر جنوني السابق ..؟!


الأحلام هم من تبقيك على قيد الحياة ..!
لذا لن أفرط بأحلامي حتى ولو تطلب الأمر أن تتحقق في المقابل ..



.
.
.
.
.


... الفكرة ...
أحلامي ليست للبيع .. كما أنها ليست للتحقيق ..!

:icon20:

فيصل الرحيّل
09-01-2011, 03:18 AM
http://www.aawsat.com/2008/08/10/images/daily1.482263.jpg








.

.

.

.




محمود درويش لا يحتاج إلى جواز سفر ..!
كتبه .. // فيصل الرحيّل - رحمه الله -


يقول الأديب الايرلندي روبرت جريفز « إن لعملية الكتابة قوة دافعة تسمى الصوت وإن هذا الصوت من الناحية الفنية لا يكون ضمن عملية تبدأ في رحلة الكتابة من بدايتها حتى نهايتها فحسب، وإنما هوضمن كل جزء من مهارات عملية الكتابة، وإذا نحن أنكرنا هذا الصوت فإننا نقدم عملية الكتابة كنشاط ميكانيكي خالٍ من نبض الحياة « إن الأديب أوالشاعر دائما ما يبدأ الهرولة في مجال الكتابة في محيط ضيق جدا يدور فيه حول دائرة الأنا أوالبعد الذاتي وهي تعد البُعد الأول للعملية الإبداعية الأدبية والتي يفجر من خلالها طاقاته ويبوح مكنوناته رغبةً منه في تأصيل الذات واثبات الكفاءة والجدارة ، ومن ثم ينضج أدبياً وفكرياً أكثر فتتولد في داخله رغبة في الهرولة بمساحة أكبر ، مساحة تمنحه حرية التحليق أكثر من ذي قبل فتجده يحلق في فلك البُعد القومي أوما يسمى دائرة النحن ليتحدث عن جميع ما يدور في خلجاته تجاه مجتمعه ويثير العديد من القضايا والمواقف ويرى أنه لسان الحق المتحدث عن ظلم البقية ، وبالتأكيد أن الانتقال إلى هذه الدائرة تحتم على المبدع أن يقدم أفضل ما لديه ويجود بأنفس درره فسقف المتابعة بالنسبة له أصبح شاسعا ودائرة الأضواء ازدادت توهجا على ما ينهل به مورده من أدب وفن فنجده يعمل جاهدا على تأصيل ما يسمى ثقافة البناء والمحافظة على الصورة الجميلة التي تكونت ملامحها على مر السنين إلى جانب العمل على نموها وتقدمها فيصبح أكثر عمقا وخبرة لينتقل إلى ما يدعى بالبُعد الإبداعي الثالث ألا وهوالبُعد الإنساني فتجده يدور في فلك غيره ويتحدث عن قضايا وهموم الجميع ويشعُر بما يشعرون به فهو لا يتحدث عن هموم بلده فقط لأنه يشعر في داخله بالإنتماء إلى جميع البلدان فجميع الأوطان هي وطنه وجميع اللغات هي لغته ، وهذا البُعد الإنساني يفتقده العديد لما فيه من عمق وتمكن على الصعيدين الأدبي والفكري ، ولكي تتضح الصورة للجميع سأحاول جاهدا تجسيد أبعاد العملية الإبداعية بأمثلة على أرض الواقع ، ولن أجد أفضل وأجمل ممن غيّب الموت جسده وأبقى روحه المفعمة بالحب لتحيا في قلوب العديد، كيف لا وهوعاشق فلسطين «محمود درويش» رحمه الله.

يمتلك «محمود درويش» موهبة شعرية فذة ومذهلة ورؤية فلسفية تنسج لنا أبجدية من نوع مغاير مكثفة بالصور والدلالات الجمالية، لذا سأحاول أن استعرض مراحل أبعاد العملية الإبداعية لدى «محمود درويش» بصورة بسيطة وواضحة للعيان وستكون البداية مع البُعد الذاتي أوالأنا الذي ستتضح لنا ملامحه من خلال هذه المقتطفات الجميلة من بعض قصائده:






«1»
وأنا البلاد وقد أتت
وتقمصتني
وأنا الذهاب المستمر إلى البلاد







«2»
وأنا، وإن كُنْتُ الأخيرَ،
وجدْتُ ما يكفي من الكلماتِ...
كلُّ قصيدةٍ رسمٌ
سأرسم للسـنونو الآن خارطةَ الربيعِ
وللمُشاة على الرصيف الزيزفون
وللنساء اللازوردْ...
وأنا، سيحمِلُني الطريقُ
وسوف أحملُهُ على كتفي





ما أروع هذه الأنا لدى هذا الدرويش وكأنه يقول للعالم أجمع أنه هوالمرجع الأصلي لك شيء ومن عنده تبدأ الحياة ومن الحياة هويبدأ وكأنه والبلاد صهرا في بوتقةٍ واحدة فهوينطلق منها وهي تنطلق منه، سنلاحظ أن محمود درويش يجد في البعد الذاتي عالم شاسع ورحب يحلق به كيفما شاء لكن الظروف التي تواجد بها الكاتب تزامنا مع احتلال بلده أجبرته طوعا أن ينزع رداء الذات الأنا ويرتدي الذات القومية «النحن» أي يخرج من البعد الذاتي وينطلق إلى البعد القومي الوطني وإليكم بعض المقتطفات التي توضح البعد الوطني في نصوصه:




«3»
ايها المارون بين الكلمات العابرة
منكم السيف ومنا دمنا
منكم الفولاذ والنار ومنا لحمنا
منكم دبابة اخرى ومنا حجر
منكم قنبلة الغاز ومنا المطر
وعلينا ما عليكم من سماء وهواء
فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا
وادخلوا حفل عشاء راقص وانصرفوا
وعلينا نحن ان نحرس ورد الشهداء
وعلينا نحن ان نحيا كما نحن نشاء






«4»
لأجملِ ضفةٍ أمشي
فلا تحزنْ على قدمي
منَ الأشواكْ
إن خطايَ مثلَ الشمسِ
لا تقوى بدونِ دمي!
تعالوا يا رفاقَ القيدِ والأحزانِ
كي نمشي
لأجملِ ضفّةٍ نمشي
فلنْ نُقهرْ
ولن نخسرْ
سوى النعشِ





لقد حمل محمود درويش على عاتقه القضية الفلسطينية وكرس كل جهده وشعره في خدمة قضية بلده وتحريرها من العدوان فلقد كان يحلم باستغلال فلسطين فقط لاغير، فجعل من شعره وسيلة يعبر بها ويخوض من خلالها مسائل مصيرية تتعلق به وبشعبه فلم يكن يحمل حقدا أوكرها أوتعصبا تجاه اليهود فلا تنسوا أنه كان يعشق فتاة يهودية تدعى «ريتا» إنما كان يرفض هذا الإحتلال وهذا الظلم الواقع على وطنه، ومن يتعمق بنصوص محمود درويش يرى لوحةً تعج بالتفاصيل المذهلة والرائعة. أما بالنسبة للبعد الثالث ألا وهوالبعد الإنساني فلقد قدم نموذجا من خلال قصائده ومنها قصيدة «جواز السفر» وقصيدة «أمي» التي تكاد لا تضاهي أبدا، فالنص لم يكن لأمه فقط إنما كان لجميع الأمهات في شتى بقاع الأرض كان موجهً إلى كل أم في هذا الكون، إليكم :





«5»
يا سادتي! يا سادتي الأنبياء
لا تسألوا الأشجار عن اسمها
لا تسألوا الوديان عن أُمها
من جبهتي ينشق سيف الضياء
ومن يدي ينبع ماء النهر
كل قلوب الناس... جنسيتي
فلتسقطوا عني جواز السفر!




فعلاً فهو في قلوب جميع الناس، فجميع الأوطان وطنٌ له وجميع البلدان بلده وكل القلوب مآوى له يرقد بها آمناً مطمئناً،فهومن حلق بنا عشقا وطربا وحزناً وفرحاً، عزيزي القارئ الحديث عن محمود درويش بحرٌ لا ضفاف له فخير ما أنهي به هذا الحديث هو:





«6»
أحنّ إلى خبز أمي
وقهوة أمي
ولمسة أمي
وتكبر في الطفولة
يوما على صدر يوم
وأعشق عمري لأني
إذا متّ أخجل من دمع أمي!



*
نُشِرَ في جريدة ( الصباح ) الكويتية .. ملف مقامات .. 16 / أبريل / 2010 م .
http://www.alsabahpress.com/SPress/A...UTJVSWRFAY.pdf (http://www.alsabahpress.com/SPress/A...UTJVSWRFAY.pdf)

:icon20:

فيصل الرحيّل
02-16-2012, 10:40 PM
أرضٌ لا تخون ..!


كتبه / فيصل الرحيّل - رحمه الله -






عندما تكون للقصيدة عيونٌ تُطل بها علينا من نافذة الأفق ، تقتحم عوالمنا ، وتستبيح كوامننا ، تعبر عن فرحنا و حزننا ، خوفنا وأمننا ، حبنا و كرهنا ، هي اللغة التي لا يفقهها الكثير ، من يتقنها يغدو لها أسير ، هي ابتهالات الروح ، في محراب البوح ، آياتٌ من السحر والجمال ، وتحفة من أجمل الخصال ، تبوح بما يعجز عنه اللسان ، في أي زمانٍ ومكان ، وهي كما قال ابن القيم -رحمه الله- .. وجعل في الجنة مثواه ..: « إن العيون مغاريف القلوب بها يعرف ما في القلوب وإن لم يتكلم صاحبها » فالعيون طبيعتها عميقة وأنيقة ، كالنسمة الرقيقة ، تفضح أسرار العشاق ، من كثرة الحنين والأشواق ، فعندما تتعطل لغة الخطاب والكلام ، من فرط الحب والهيام ، تهب العيون إلى نجدتنا وتتبادل أطراف الحديث ، فتكون أبلغ بكثير من الكلام كما قال أمير الشعراء – أحمد شوقي – في قصيدته يا جارة الوادي ..:



وتعطلت لغة الكلام وخاطبت
عيني في لغة الهوى عيناك



فالعيون هنا ليست من أجل النظر فقط إنما للتواصل أيضا ، وبلغة خاصة بها هي لغة الهوى ، وحينما ننظر إلى نصوص الحب والعاطفة نكاد نراها لا تخلو من وصف العيون أو التحدث عن العيون بطريقة أو بأخرى ، ولننظر إلى فاروق جويدة حينما قال أن الأرض الوحيدة التي لا تخون هي عيون محبوبته في قصيدة « عيناك أرض لاتخون » ..:



لو خانت الدنيا ..
وخان الناس .. وابتعد الصحاب ..
عيناك أرضٌ لا تخون ..



فلقد شد الرحال يبحث عن عيون محبوبته خلف موج الليل وعواصف الحياة العاتية ، بحثا عن عيون حبيبته ، الأرض التي لا تخون من يحبها ، الأرض التي تشعره بالدفء وهو بين ربوعها وتحتويه بكل ما تحمل من حب وعشق ، أما العاشق الدمشقي « نزار قباني » نراه يستجدي الله سبحانه ويتمنى لو أنه أطال بعمره يومين ، ولكن لماذا ..؟! ..:



لا أطلب أبدا من ربي ..
إلا شيئين ..
أن يحفظ هاتين العينين ..
ويزيد بأيامي يومين ..
كي أكتب شعرا ..
في هاتين اللؤلؤتين ..



فهو يطلب ويتمنى من الله أن يطيل بعمره كي يكتب شعرا بعيون حبيبته ، كي يقضي ما تبقى له من العمر وهو منكب على الكتابة بهذه العيون ، فأي عيون كانت تلك ..! وهو الذي قال أيضا ..:



يسكن الشعر في حدائق عينيك
فلولا عيناك لا شعر يكتب



قام بنفي الشعر واقصائه تماما من الوجود لو لم تكن عيون هذه المحبوبة ، فالشعر يقبع في حدائق عينيها ، يرتوي من دموعها وينام على جفنيها وتظلله رموشها ، فلولا هذه العيون ما وجدت الشعر يكتب على هذه الأرض ، أما المثير للجدل « أدونيس » فإنه يخبرنا ما بين عيني من يحبها وبينه في نصه « بين عينيك وبيني »..:



حينما أغرق في عينيك عيني ..
ألمح الفجر العميقا ..
وأرى الأمس العتيقا ..
وأرى ما لست أدري ..
وأحس الكون يجري ..
بين عينيك وبيني ..



لم يستطع أدونيس مقاومة أمواج عينيها العاتية ، فأخذ مركبه يترنح يمينا وشمالا ، حتى صرعته هذه الأمواج وغرق في بحرها ، فنجده يلمح الفجر العميق وما يحمله له ويبصر الأمس العتيق ، ويا لهذا البعد الزماني بينهما ، فيضيع بينهما ويشعر بأن الكون يجري في فلك عينيها ، هكذا هي القصيدة أحيانا كثيرة تغرق في العيون فنمعن النظر بها وأحيانا أخرى تكون هي العيون التي تنظر إلينا وتفضح ما بداخلنا وتكون لنا عالمنا لا تنتهك خصوصيته بتاتا يسير بنا نحو عالم من الحب والهيام .




نقش ..:
بعضُ العُيونِ ملاذُها الحب .. وكُلُ الحُّبِ ملاذهُ عينٌ واحدةٌ كريمة ..!




*
نُشِرَ في جريدة ( الصباح ) الكويتية .. ملف مقامات .

:icon20:

فيصل الرحيّل
03-16-2012, 01:59 AM
.

.

.

.

.




أشعر الإنس والجن ..!
كتبه .. // فيصل الرحيّل - رحمه الله -




أُشيعَ منذ فترة ليست بالطويلة أقاويل حول امكانية تعيين الشاعر الكبير / النابغة الذبياني .. عضو في إحدى اللجان التحكيمية المعنية بالأدب , وبما أن الخبر من إحدى الوكالات التي تفتقر نوعا ما إلى الصحة ولكي لا تُفسر تفسيرا خاطئ ..! المعني هنا هي ( وكالة يقولون ) فما كان مني إلا أن هممت إلى رفع سماعة الهاتف والإتصال على صديقي النابغة الذبياني لتبيان مدى صحة هذا الخبر والذي أكده لي بالفعل فـ غمرتني السعادة والبهجة , ومن خلال هذه الزاوية يسرني أن ازف اسمى آيات التهاني والتبريكات للنابغة الذبياني على هذه الثقة الكبيرة الملقاة على عاتقه .


وبهذه المناسبة السعيدة أرجو المعذرة منكم .. سأستغل هذه الفرصة لأُصحح بعض القصص المغلوطة حول صديقي النابغة , فـ لقد قيل أنه كان يُضرب له قبة حمراء من ادم في سوق عكاظ فيأتيه الشعراء لعرض قصائدهم عليه , ومن جانبه نفى صديقي النابغة هذه المعلومة جملةً وتفصيلا قائلاً : أنه كان يجلس خلف طاولة مستديرة مغطاة بأجود وأفخر أنواع القماش وأخذ يحدثني عن الطاولة وفي خضم هذا الحديث كشف لي النابغة عن سر تفضيله للخنساء على الجميع بقوله ( الخنساء أشعر الإنس والجن ) فـ الجميع على دراية بأنه منحها هذه الشهادة نظير جودة حبكها وسبكها وتمكنها من اللغة , لكن ما خفي عن الجميع أنه في ذلك اليوم وحينما اقبلت الخنساء مقتحمةً الصفوف والعيون تحدق إلى فستانها الأنيق وشعرها الأسود المسدول على كتفيها وعيناها العسليتين .. وكأن لسان حالها يقول ( يا أرض اشتدّي .. ما حدا أدّي ) ونظرا لإقترابها أكثر فأكثر ووقوفها على مقربة من النابغة لتلقي قصيدتها بعلو صوتها .. فما كان من صديقي الذبياني إلا أن يذوب ويصغي إلى صوتها العذب ونبرتها اللطيفة بإنصاتٍ شديد حتى كادت أن تتسمر ملامح وجهه من شدةِ شروده وبيح سدوده , وبمجرد ما أن فرغت الخنساء من قصيدتها حتى أطلق النابغة العنان لحكمه مباشرةً واصفا إياها بـ ( أشعر الإنس والجن ) أسبقها بـ ( والله , لولا أن أبا بصير أنشدني آنفاً لقلت أنكِ أشعر...) وذلك من أجل حفظ ماء الوجه ودرءا للشبهات , متناسيا بذلك عقله الذي يرقد على السرير الأبيض في حالة غيبوبة عميقة جداً منذ لحظة وصولها .


للأسف أن صديقي النابغة لحظة تلقيه القصيدة كان يرتدي عباءة المتلقي السامع متجاهلا بذلك عباءة المتلقي القارئ التي كان من الاحرى به ارتداؤها , فـ القراءة والسمع عنصران مهمان جداً في حالة التلقي فـ لابد أن يدرك المرء ما الأمور المناط بها وفي أي جهة يتوجب عليه الوقوف حتى يتمكن من عملية التقويم والتقييم بالشكل الصحيح , فـ لو تعمقنا قليلاً سنلاحظ أنه لا وجود لمقاييس محددة ولا أسس يتم الإعتماد عليها أثناء الحكم على الجميل أو القبيح من الشعر .. وإن وجدت على أرض الواقع .. لن تُحدِثَ نقلة تاريخية فـ نابغة هذا الزمان يفتقر إلى ما هو أدنى من ذلك .. لذا يمكننا القول أن الأحكام غالبا ما تستند على مدى تأثر المتلقي في الشعر وتأثيره عليه , فـ النص ما هو إلا تعبير عن ذاتية الشاعر وجماعية المتلقي , فـ الشاعر حينما يلقي نصه تجده يهدف إلى لفت انتباه المتلقي واقحامه في الجوّ النفسي الذي يسود النص فـ متى كان المتلقي .. متلقي سامع .. كان فريسة سهلة للنص يعيش معه آلامه وافراحه ورويدا رويدا ينتقل من الحالة الوجدانية إلى الحالة العاطفية فـ يرى القصيدة وكأنها لؤلؤة ساحرة لا تشوبها شائبة .


عزيزئ القارئ .. لن أطيل عليك فـ خير الكلام ما قل ودل .. هي رسالة اوجهها إلى صديقي النابغة وكل نابغة في هذا الزمان .. صديقي النابغة اجعل لنفسك وعقلك مساحة مناسبة ومريحة لإستيعاب النص وفهمه جيداً والخوض في حيثياته وايضاح نقاط القوة والضعف .. فـ هذه المساحة البسيطة كفيلة بنقل المتلقي من متلقي سامع إلى متلقي قارئ , صديقي النابغة .. أنت انسان والإنسان يخطئ ويصيب فمهما علت بك المراتب وبلغ بك العلم فلا مناص من الخطأ .. فـ إياك والتعالي والمكابرة على الأخطاء واجتناب نصيحة الآخرين .



ملحوظة .. :
فائق الإحترام والتقدير للأسماء المذكورة أعلاه .. فـ حيثيات القصة تطلبت مني بعض الخيال ..
فـ الجميع يعلم بأن الخنساء أقرب الشاعرات إلى نفسي وأفضلهن .. حتى أنني أغبط أخاها صخرا
أحيانا كثيرة .. تقول خناس :



يُذُكّرُني طُلُوعُ الشمسِ صَخراً ... وأذكرُهُ لكلِّ غُروبِ شَمْسِ
ولوْلا كثرَةُ الباكـينَ حَوْلي ... على اخوانهمْ لقتلتُ نفسي
وما يَبكونَ مثلَ أخـي ولكِنْ ... اعزّي النَّفسَ عنهُ بالتَّأسي
فـلا واللهِ لا انساكَ حـتَّى ... افارقَ مُهجتي ويشقَّ رمسي
فقَدْ وَدّعْتُ يوْمَ فِرَاقِ صَخْرٍ ... أبـي حَسّانَ لَذّاتي وأُنْسِي
فيا لهفي عليهِ ولهفَ أُمّي ... ايصبحُ في الضَّريحِ وفيهِ يمسي




*
نُشِرَ في جريدة ( الصباح ) الكويتية .. ملف مقامات أدبية .
:icon20:

فيصل الرحيّل
03-30-2012, 04:03 AM
.

.

.

.

.


[ الصياد و الفريسة .. ! ]


ربما لا يختلف الجميع على أن أول مهنة عملها الرجل في حياته .. هي مهنة الصيد ..
وقد استمرت هذه المهنة في حياة الرجل قرون عدة .. حتى أنها أصبحت شغفاً وحباً ..
في السنوات الأخيرة بالنسبة للعديد في ظل التطور والتقدم ..

لكن ربما يختلفون على أثر هذه المهنة في حياة الرجل بشتى المجالات ..
سواء النفسية أو الإجتماعية أو .... إلخ ..

فـ عقلية الرجل تبرمجت منذ القدم على أن الحياة فريسة ..
وفي الركض خلفها شيء من الشعور باللذة والاحساس بالمتعة ..
ودائما ما يختار فيها الصياد الفريسة المغرية التي تثير غريزة الصيد في داخله ..


كذلك هي المرأة بالنسبة للرجل .. فريسة ..
المرأة التي تثير غريزته .. هي التي يلهث خلفها .. رغبةً في صيدها ..
لكن .. كم فريسة يركض خلفها الرجل .. ؟!

في واقعنا .. الرجل يركض خلف أي فريسة .. مجرد ما أن تتاح له الفرصة ..
فما السبب الذي يدفعه إلى ذلك .. ؟!


يجب الاعتراف أن اللذة من طبيعتها في عالمنا .. أنها لا تعير أي اهتمام للرغبة ..
فالرغبة في ملذاتنا .. لا تعدو كونها جسر نعبر من خلاله إلى لحظة الانتشاء ..
فـ نحن في عالمنا لا نمنح الرغبة أي قيمة أو اهتمام إلا في لحظة واحدة .. ألا وهي ..
لحظة التلذذ التي كنا نسعى إليها من وراء تلك الرغبة ..


يبدو أن الصياد في عقلنا أغفل أهمية الرغبة كثيراً ..
وجعل منها جسراً للمشاة فقط .. يصل من خلاله لشعور اللذة فقط ..
مما أفقدها بريقها ووهجها .. وأضاعها بين مطرقة النقص و سندان اللذة ..


يجب أن ندرك جيداً ..
أن الرغبة ليست نقصاً أو حاجة .. نلهث وراء إشباعها ..
الرغبة أسمى من ذلك بكثير .. الرغبة اكتفاء وامتلاء ..
الرغبة في حد ذاتها هدف ..
لا وسيلة للعبور نحو هدف سرعان ما يزول بزوال لحظة النشوة ..





[ ... الفكرة ... ]
الرغبة هي الحاجة .. الحاجة النبيلة الملحة إلى الاستمرارية والتي لا نرغب بتجاوزها .. !

:icon20:

فيصل الرحيّل
04-05-2012, 07:23 PM
.

.

.

.




فيصل الرحيّل يستضيف نخبة من الأدباء والمثقفين في قناة البوادي ..!



يستضيف الكاتب والإعلامي فيصل الرحيّل المشرف العام على منتديات موفن
عبر قناة البوادي الفضائية نخبة من الأدباء والشعراء العرب في لقاءات خاصة
في مقدمتهم الشاعرة السودانية روضة الحاج والشاعر السعودي جاسم الصحيح
والشاعرة والناقدة السورية بهيجة إدلبي .. حيث يدور محور تلك اللقاءات الخاصة
حول الأدب والشعر والثقافة بمختلف مشاربها .. وسوف تعرض هذه اللقاءات
على قناة البوادي الثقافية في المستقبل القريب.


هذا وقد صرح الرحيّل في حديث خاص لـ موفن عن فكرة برنامج ضخم تلوح في
الأفق ستجمع بينه وبين قناة البوادي تدور في فلك الأدب والثقافة .. لن يكشف النقاب
عنها حتى يتم وضع اللمسات الأخيرة والتوصل إلى اتفاق نهائي ويتم توقيع العقد بشكل رسمي .







http://www.movn.net/vb/uploaded/301_1333027116.jpg

( جاسم الصحيح و فيصل الرحيّل )






http://www.movn.net/vb/uploaded/301_1333027086.jpg

( فيصل الرحيّل و بهيجة مصري إدلبي )






http://www.movn.net/vb/uploaded/301_1333027159.jpg


( روضة الحاج و فيصل الرحيّل )







http://www.movn.net/news-action-show-id-2202.htm (http://www.movn.net/news-action-show-id-2202.htm)

http://www.movn.net/vb/images/smilies/14.gif

فيصل الرحيّل
04-06-2012, 01:17 AM
.

.

.

.

.



( زوجوووني .. زوجوووني .. ! )



انعكفت في الأيام القليلة الماضية على بحث ودراسة اعمل عليها ..
تُعنى بـِ شريحة هامة في المجتمع .. ألا وهي شريحة النشء والأطفال ..
تخللت هذه الدراسة بعض الاستبيانات المختلفة للجنسين .. أذكر أنني وأثناء توجهي ..
إلى إحدى مدارس الفتيات وهي مدرسة إبتدائية .. لعمل استبيان على شريحة ..
من الطالبات .. تفاجئت بمجرد دخولي مكتب الإخصائية الإجتماعية ..
بـِ طفلة تصرخ وتبكي قائلة .. :

( زوجووووني .. زوجووووني .. وتستلقي على الأرض .. وتضرب بيديها ..
وتصرخ زوجووني .. مابي مابي زوجوني .. ) :D


لم اتمالك نفسي حينها .. وانفجرت ضاحكاً ..
وقلت زوجوها وأنا أخذها ..
ومن ثم سارعت إلى الاستفسار من الإخصائية عن الفتاة .. ؟!
وما الذي دفع بها إلى قول ذلك .. ؟!

فأخبرتني أن هذه الطفلة أرادت في الأمس أن تغيب .. فطلبت من والدتها ذك ..
فقوبل طلبها بالرفض من والدتها لكن المشكلة ليست هنا ..
المشكلة فيما قالته والدتها لها .. فـ بدلاً من أن تحاول معرفة سبب رغبتها في الغياب ..
واستخدام ما يسمى بـِ ( Encouragement style ) معها .. أي الحث والتشجيع ..
على الذهاب إلى المدرسة كي تصبح طبيبةً في المستقبل مثلاً .. أو لكي تصطحبها ..
في عطلة نهاية الإسبوع إلى مدينة الألعاب .. وهكذا .. قالت الأم لـِ طفلتها .. :

( البنت اللي ما تبي المدرسة .. يقولون الناس عنها تبي العرس ) :D

وهذا ما نتج لدينا في النهاية .. الطفلة لا تريد المدرسة .. ! فما الحل .. ؟!
بكل بساطة تجنح إلى ما اكتسبته من والدتها .. فأصبحت تريد الزواج ..
للتخلص من المدرسة .. ويبدو لي أن ثقافة ( العشيش و الصيهد ) ..
لا زالت تؤثر وبقوة على ذهن وعقل الأم .. !


ذهن الطفل .. عبارة عن فضاء رحب .. يقتصر على التلقي والاكتساب والاكتناز ..
والتعلم بصورة فائقة .. في حين أنه غير مؤهل للتركيب والتوظيف والربط في أي وقت ..
ليس لدى الطفلة القدرة على فهم ما كانت ترمي إليه والدتها في جملتها السابقة ..
فـ عالم الطفل ليس عالماً مصغراً من عالمنا نحن الكبار .. !

عالم الطفل في هذه المرحلة عبارة عن وعاء للمعرفة لا الربط والتركيب ..
الطفلة أرادت الغياب والرغبات بشكل عام مشروعة .. لكن غالباً ما يعبر عنها الطفل
في أحيان كثيرة بصورة خاطئة .. والصورة الخاطئة هنا نتاج شيئين .. :

(1) إما رغبة قوبلت بـِ حرية مفرطة تجاوزت الحدود .. !
(2) أو رغبة موؤدة بصورة بشعة ..!



الاضطراب في سلوك تلك الطفلة .. لم يكن عبثاً بتاتاً .. إنما ناجم من خلل
في ملء واشباع الحاجة التربوية .. فما نقوله للطفل ونقوم بايصاله ليس مجرد
كلمات هرائية .. نظراً لتحول هذه الكلمات إلى مجموعة من الصور في ذهن الطفل
والتي تتحول إلى حقائق مع الوقت فتصبح حقيقة ذهنية في عقل الطفل ..


الطريقة المثلى للتعامل في مثل هذه المواقف هي عن طريق
احداث نوع من الموازنة في ذهن الطفل .. :

موازنة بين منحه الحرية في قول ما يريد وايضاح رغبته ..
وبين ملء حاجاته التربوية وتوجيهها توجيهاً معلوم القدر .. لا افراط فيه ..
يكبح من عمل عقله وذهنه ويحول دون نموهما نمواً متوازناً .. ولا تفريط ..
قد ينعكس سلباً في اسراع عملية انضاجه ..


فالطفل لا يمارس العناد والاصرار على الشيء من باب العناد أو كـ نوع من المخالفة
للوالدين بل يمارسه كـ نوع من الاختبار للتوصل إلى مدى الاستقلالية التي يتمتع بها ..



- الأسرة .. ما الذي تعمل عليه .. ؟!

كل الأسر تعمل جاهدة على إعداد طفلها بشكلٍ جيد ..
والتوصل إلى تنشئة سليمة تصب في مصلحته ..
وتحقق له شخصية متفردة ومتميزة تمكنه من أن يجابه هذا العالم ..
ولكي نصل إلى ذلك .. يجب أن نقوم بأمورٍ عدة ..
أهمها توطيد الروابط بين الماضي والحاضر والمستقبل ..



( الماضي ) ــــــــ ( الحاضر ) ــــــــ ( المستقبل )

لكي نسير على خطى ثابتة .. الماضي يحتاج منّا قراءة جيدة وتمعن وذلك في المقابل
يحقق لنا فهماً جيدأ لحاضرنا الذي نعيش فيه .. والذي يمكننا بدوره من ادراك وقراءة المستقبل جيداً .. !







( ... الفكرة ... )

الموازنة في التعامل .. !
تحقق لنا تضافراً بين نقاء ما يولد في داخلنا من فطرةٍ غريزية ..
وبين انتقاء ما نتعرض له من سلوكيات مكتسبة في العالم الخارجي .. !
:icon20:

فيصل الرحيّل
04-12-2012, 11:57 PM
.

.

.

.

.




( أعطني سترة نجاة .. وارمني في " swimming pool " ..! )







في صباحٍ مشمسٍ مشرق .. كإشراقة وجه الأميرة .. // ماجدة الرومي ..!
التقيت أحد الأصدقاء في فناء الجامعة .. وأخذت أحدثه حول أمرٍ أود المضي فيه ..
وبعد أن اثنى على الفكرة التي قمت بطرحها ختم حديثه لي قبيل أن انصرف بـِ قوله ...:
حظاً سعيداً يا فيصل .. !

التفت لـِ صديقي والابتسامة تعلو وجهي .. وقلت ...:
ماذا قلت .. ؟! حظاً سعيداً .. ! تباً لك يا صديقي .. وما حاجتي للحظ ..
وحده الفاشل والخاسر من يحتاج إلى الحظ السعيد ..


هل للحظ دور في نجاحنا وفشلنا .. في تقدمنا وتراجعنا .. .. .. ؟!
لا أعلم .. لكن هنالك الكثير من الأمثال العربستانية التي تشير إلى أهمية الحظ ..
في حياة المرء والمكانة المتميزة التي يحظى بها .. ( أعطني حظاً وارمني في البحر )
يا راااااجل .. مين اللي ضحك عليك وقالك ان الحظ طاقية الاخفاء .. يعني متخفش ..
أقدع سمكه مش حتشوفك ..

أو ...:
إن حظي كدقيقٍ فوق شوكٍ نثروه .. ثم قالوا لحفاةٍ يوم ريحٍ اجمعوه
صعب الأمر عليهم ثم قالوا اتركوه .. إن من أشقاه ربي كيف أنتم تسعدوه



أمثال عديدة وحكم فريدة ما أنزل الله بها من سلطان تتغنى في الحظ .. وفي الواقع ..
لدينا الكثير من الأمثال والحكم السخيفة .. التي تحتاج إلى إعادة تصنيع وتدوير وتأهيل
من جديد .. كي تتماشى مع النمو الفكري والثقافي في هذه الحياة مع مرور الوقت ..


وبما أننا نتحدث عن مستر " حظ " إليكم هذه الحادثة ...:
في زيارة لي لـِ مدينة الجبيل قبل عدة أيام .. التقيت بمجموعة رائعة من الأشخاص ..
في عشاء أقامه خالي ..// بوفهد .. بمناسبة انتقاله إلى عمله الجديد ..
مجموعة ممن يتمتعون بفكر قويم وخلق عظيم .. أخذنا نتجاذب أطراف الحديث ..
بصورة راقية حول مواضيع عدة .. وأتذكر جيداً أننا تطرقنا لذكر المدعو " حظ " ..
من ضمن الحديث .. حيث أعجبني كثيراً الأستاذ ..// حمود السعدون ..

في حديثه حول الحظ .. والتطرق إلى أهميته وضرورة تواجده ..
فتجاذبنا أطراف الحديث .. وفي الحقيقة .. قلت له ربما .. ربما تكون على حق ..
فيما ذهبت إليه .. لكن من الصعب .. أن أوافقك .. حيث لا يمكننا أن نستدل ..
على أي شيء قاطع يشير .. إلى ذاك المدعو " حظ " ..

فعرضنا مثالاً على ذلك .. تبادلنا فيه فرض المعطيات وسرد الأحداث ...:


المثال الذي ذكرناه .. هو لو أننا فرضنا أن (10 ) أشخاص ..
قرروا السباحة من الضفة ( أ ) إلى الضفة ( ب ) حيث يفصل بين الضفتين ..
بحر عميق تتصارع فيه الأمواج .. ولو فرضنا أن ( 9 ) أشخاص يجيدون السباحة ..
وشخص واحد فقط لا يجيدها .. في هذا الوضع من الطبيعي أن يغرق ذلك الشخص ..
والبقية قد لا يصل منهم إلى الضفة الأخرى سوى واحد .. فرضاً .. !

هنا .. يمكننا قول أن من استطاع اجتياز البحر .. هو الأفضل من بينهم ..
وهو صفوة الصفوة من بينهم .. فبادرني الأستاذ حمود السعدون .. قائلاً ...:

وماذا لو أمسك أحدهم بلوحٍ خشبي .. واستند عليه ..
وأحسن استغلاله في التغلب على البقية .. ألا نسمي ذلك حظاً ..!

بالتأكيد لا يا بوثامر .. ليس حظاً .. فقد يرى أحدهم اللوح الخشبي ..
ويتفاداه خوفاً وخشية من أن يرتطم به .. ويعيق حركته فيخسر ..
وهو في وضعٍ لا يسمح له بالتفكير بهدوء وبتعقل .. فهو أحوج ما يكون ..
إلى قرار سريع يتخذه بلمح البصر .. متحملاً ما سيترتب عليه من عواقب ..

في حين أن من كان خلفه .. لمعت في ذهنه فكرة ما .. جازف في تنفيذها ..
وأمسك اللوح الخشبي .. مستنداً عليه .. ومتجاوزاً من كان أمامه ..
ما حدث هنا .. لا يمكن أن نطلق عليه " حظ " .. فهذا الشخص يعد الأكثر مرونة ..
وذكاء من البقية .. لكن لماذا .. ؟!

لأنه قام باستخدام إحداثيات جديدة للهدف الذي يصبو إليه حسب المتغيرات ..
والمعطيات التي طرأت وطفت على السطح .. موضحاً ومبرهناً على القدرة والموهبة الفذة
التي يتمتع بها في التماس الفرص التي قد تتاح له والاستفادة منها بطريقة جيدة تساهم
في خدمته ..


جميع الأمور والأحاديث والنظريات والطرق التي تتعلق بـِ الحظ ومستلزماته وما يتعلق به ..
تقودني إلى ذات الطريق .. وهو أن الحظ شيء مجهول وغامض .. لا نعرف كنهه ..
ومن الصعب ايجاد منطق فعلي له نستند عليه .. فهو أقرب ما يكون إلى الـِ ( ميتافيزيقية )
وهي عبارة عن مزيج من أسس ومفاهيم أنطولوجية .. تجعلنا في دوامة كبيرة من التساؤلات
الاستفهامية .. الاستفهام حول وجوده .. والاستفهام إلى حول أي حد هو موجود ..
والاستفهام والتساؤل ما إذا كان وجوده .. عقلي أم مادي .. ؟! وإن كان عقليا ..
فلم ليس فكراً خالصاً أو عدماً .. وإن كان مادياً .. فلابد من أساس يدعمه .. لكننا لا نراه .. !


في قضية الحظ .. لا شيء مهم كـ شخصية المرء .. فهي تلعب دوراً محورياً وهاماً ..
في الحظ .. وفي جعل صاحبها محظوظا أم لا .. فمن المستحيل أن يلازم أحدهم الحظ السيئ
على الدوام .. إلا إن أهمل بناء شخصيته .. فـ متى ما امتلك المرء شخصية متميزة ..
تدرك كيف تلاحظ الفرص .. وكيف تكتشفها .. وكيف تستغلها .. وكيف تصنع ..
من أنصاف الفرص .. فرصاً .. تغتنمها وتوظفها لمصلحتك .. حينها تدرك جيداً ما هو الحظ .. !

يجب أن نمنح أنفسنا وذواتنا أفق أرحب لكي نحلق بعيداً .. لا أن نحبس أنفسنا في قم ..
لفكرٍ معين يتطلب منا الخروج منه .. وقتاً طويلاً .. كان كفيلاً بهدر الكثير من الفرص ..
والمتغيرات التي كان بالامكان استغلالها .. لولا تلك الطريقة التي باتت مستهلكة في التفكير
والتعاطي مع أمور الحياة .... في نهاية الأمر .. ما نكون عليه في حياتنا .. وفي تفكيرنا ..
وفي شخصياتنا .. ينبعث منا على صورة وهيئة طاقة .. تنعكس بالتالي إلينا وعلينا ..
من جديد كما لو أننا كنا ننظر إلى ذواتنا في مرآة .. !







( ... الفكرة ... )

حظاً سعيداً .. !
إهداء .. إلى كل فاشل ينتظر سماعها ..
ممسكاً بـِ قطعة نرد .. محكماً عليها بـِ قبضة يده ...!

:icon20:

فيصل الرحيّل
04-19-2012, 07:45 PM
.

.

.

.

.




[ نحن كائنات طفيلية .. ! ]




في أحد أروقة الجامعة جلست أنا و أحد الأصدقاء وهو دكتور في قسم اللغة العربية ..
تحدثنا عن الأدب .. ونظرية التلقي .. وكسر حاجز أفق التوقع .. والعلاقة بين الكاتب والقارئ ..
حيث أجمع النقاد على أن تعريف نظرية التلقي .. هي العملية الأدبية عبارة عن مشاركة فعالة ..
بين المبدع والقارئ .. النص والمتلقي .. فالفهم الحقيقي ينطلق من موقع المتلقي ..
باعتباره المستقبل للنص والمستهلك له .. فقاطعت صديقي قائلاً ..:

هل تعلم أننا كائنات طفيلية .. ؟!




ضحك صديقي بصوتٍ مرتفع .. وقال .. :
شو عم بتكول يا زلمه .. هالسع احنا كائنات طفيلية .. شوو هالسوولافه



- أنا .. :
بلا شك .. !



- صديقي ..:
يا زلمه .. بديش توجع لي كلبي .. هالسع كنا بنتكلم بعكلانية .. شوو بلشنا تيااسه ..



- أنا .. :
هالسع عملية التلقي .. مش عملية يدخل فيها كل من الكاتب والقارئ .. وإلااا .. ؟!
راح بووخذك هالسع للوراء شووي .. بتتذكر معي أيام الدراسة .. أيام ما كنت بتتصرمح
مع رفكاتك .. يوميتها كدحتك ميمتك بالكندره كدح .. وقالت لك بدناش صرمحه وله ..
من هون عالمدرسة ومن المدرسة عالدار ..



- صديقي .. :
مش مسدك حالي .. باينك كنت معنا ..



- أنا .. :
هالسع بشرح لك .. في ايشي اسمه طفيلي .. هاظ الطفيلي من جماعة الطفيليات ..
هي عبارة عن كائنات حية تعيش وتتغذى على كائنات أخرى حية .. تسمى المضيف
أو العائل حيث لا يمكن لها الحياة أو العيش دون مضيف أو عائل .. وهنالك أنواع عدة
من الطفيليات لكن بديش أحكي عنها .. كوني مش مختص .. لكن فيني أكولك ..
في السابق يقولون أن الشعر غالباً ما يكتب لـ .. حزن أو طرب أو شوق أو
غضب .. وهوون بيت الكصيد .. هاظ المتلقي عامل زي الطفيلي يتغذى على ألم
وحزن الكاتب .. أو ما يسمى المضيف .. قد ما بيكون الكاتب حزين ومتألم .. راح
يبدع أكثر .. وبالتالي يستمتع المتلقي أكثر فأكثر ..


هالسع تخيل معي شاعر سعيد ومبسوط .. وحبيبته حدُه .. لشوو بدُه يكتب ..
فش ألم أو حزن جوااته .. وهيك بيموت الطفيلي .. عفوا المتلقي ..



- صديقي ..:
ههههههههههههه شو هاظ .. يخزي العين يا زلمه .. واللهي إن تفكيرك بكتيري .. ورأسك معوشب بالفيروسات ..







[ ... الفكرة ... ]

القارئ كائن طفيلي يتغذى على ألم وحزن الكاتب وتربطهما علاقة طردية ..
فكلما زاد ألم وحزن الكاتب أثناء عملية الكتابة .. زادت لذة ومتعة القارئ أثناء القراءة .. !

:2006102523424873:

فيصل الرحيّل
04-26-2012, 05:26 PM
http://www.movn.net/vb/uploaded/301_1322346873.jpg





.

.

.

.


( خارطةُ طريقٍ لـِ موعد ..! )





# المكان ...:
منطقة البدع .. جوكليت بار ..!



# الزمان ...:
في ساعة متأخرة جداً .. !


# الصورة تحتوي على ...:
بودينغ نوع من أنواع الحلا .. فوندو حلا أيضاً .. فراولة ..
باستا .. عصير برتقال .. وكوكاكولااااا ..


أما بالنسبة للكيس الموجود في أقصى اليسار .. لا ينشغل بالكم كثيراً ..
كيس فافافوم .. وهو متجر لبيع مستحضرات التجميل والمكياج والعطور النسائية ..
يا ليت ما تفهموني صح .. ! :15:









هي ...:
ألوو .. لقد تأخرت في أول موعدٍ لك .. وهذا أمر ليس في صالحك .. !


هو ...:
ألوو .. حقاً .. لو كنت مكانك .. لألغيت الموعد جراء ذلك ..
وهو التصرف الصائب في مثل هذه المواقف ..


هي ...:
لكنني لست على صوابٍ دائماً ..


هو ...:
ههههه حسناً .. انتظري .. هذا ما اقترفته يداك ..!




.
.
.
.






أتيتِ .. وأنتِ تعرفين ما أحب من الألوان ..!
فـ ارتديت كل لونٍ داكنٍ لديك ..


أتيتِ .. وأنتِ تعرفين في أي جهةٍ أجلس .. وكيف أحب أن أجلس .. !
فـ حجزتي كل الطاولات المحيطة بنا .. وجعلتها فارغة ..


أتيتِ .. وأنتِ تعرفين أنني سأدون في رأسي كلاماً كثيراً .. !
فـ بعثرتي بأناقتك فوضويتي التي قضيت طوال الطريق ألملم شتاتها ..


أتيتِ .. وأنتِ تعرفين ما أحب من العطور .. !
فـ كسرتي قنينة عطركِ .. وسكبته على الطاولة ..


أتيتِ .. وأنتِ تعرفين ما أحب من الورود ..!
فمن وردة إلى أخرى .. فـ كانت آخر وردة أنتِ ..


أتيتِ .. وأنتِ تعرفين ما أعانيه من فوضى واضطراب .. !
فـ جئتِ .. كما لو أنكِ عاصفة ..


أتيتِ .. وأنتِ تعرفين أنيّ ثائرٌ .. !
وسوف أكون خلاصك والفساد ..


أتيتِ .. وأنتِ تعرفين أنني لا منتمي .. !
فـ وجدتكِ امرأةً ميتة .. حيث لا منتمون في المقبرة ..


أتيتِ .. وأنتِ تعرفين أني بحار أرى كل الكون بحر .. !
فـ كنتِ سفينةً حيرى .. بلا دفة .. بلا ربان .. لا مرسى ..


أتيتِ .. وأنتِ تعرفين أني لا محالة للجحيم .. !
فـ هل حزمتي أمتعتك يا هالكة ..






أتيتِ .. !
وأنتِ تعرفين ..
وتعرفين ..
وتعرفين ..
كل شيءٍ ..
تعرفين ..



وأنا .. أتيت متأخراً ..
لا أعرف شيئاً ..
لا أعرف حتى من أنتِ ... ؟!

:icon20:

فيصل الرحيّل
05-10-2012, 06:34 PM
.

.

.

.





" دعوةٌ للحياة .. ! "



يقول الأديب الإغريقي .. // هوميروس .. !
مؤلف الملحمتين الإغريقيتين الإلياذة والأوديسة ... :

( إذا أردت أن تتخذ فتاة من الفتيات زوجة لك ..
فكن لها أباً وأماً وأخاً .. لأن التي تترك أباها وأمها وأخوتها لكي تتبعك ..
يكون من حقها عليك أن ترى فيك رأفة الأب .. وحنان الأم .. ورفق الأخ .. )



هذه المقولة الشهيرة .. من أجمل المقولات التي داعبت مسامعي ..
إذا أردت ...... زوجةً لك .. أي شريكة حياة .. فكن لها .. و .. و ..
فـ الجميع يعلم جيداً مدى أهمية العلاقة التي تربط الزوجين .. فهي تعد من أسمى
وأهم وأفضل العلاقات في هذه الحياة .. لمَ لها من قدسية خاصة في حياتنا ..
ولكن .. ما الذي كان يهدف إليه الكاتب حينما أوصى الرجل في علاقته مع تلك الفتاة ..
التي سيتخذ منها زوجة له حين قال .. ( فكن لها أباً وأماً وأخاً ) .. وكأنه أراد أن يوصي
الرجل جيداً كي يحافظ على هذه العلاقة ويحيط بها ويحتويها .. ويعيش حياته مع تلك
الزوجة بكل تفاصيلها وجوانبها السعيدة والحزينة فلا يهمل جانباً على حساب جانبٍ آخر ..
أو يلغي جانباً هكذا دون مبرر ..


منذ فترة وأنا اتساءل .. ترى هل هذه المقولة حكر على العلاقة الزوجية فقط .. ؟!
لا أظن ذلك .. فماذا لو اسقطنا تلك المقولة على معظم العلاقات .. ليس كل العلاقات ..
بل تلك العلاقات المميزة والخاصة التي ننتقيها ونصطفيها ونختارها بعناية وتروي ..
فـ نقول .. إذا أردت أن تتخذ صديقاً لك .. أو شخصاً مقرباً لك .. أو أياً كان ..
نتخذه صديقاً فقط أو زميلاً فقط .. لم لا أكون له صديقاً .. وأخاً .. وأباً .. وأستاذاً .... إلخ
حينها سنتمكن وبجدارة من الإحاطة بمجمل تفاصيل الحياة التي تجمع بيننا ..
فـ لماذا نعيش جانب الصديق فقط مع من يقع عليه اختيارنا ليكون رفيق دربنا .. ؟!


أين نحن من جوانب الحياة الأخرى مع الطرف الآخر ..
فـ الحياة ليست صداقة أو زمالة فقط .. الحياة ليست جانباً واحداً نعيشه ..
فهي أوسع من ذلك بكثير وأجمل وأسمى وأشمل بكثير من أن نحبسها في قم ..
يعد بمثابة الجانب الأوحد للمرء الذي لا يرغب في غيره ..


جميعنا نعلم جيداً أنه ليس بامكاننا التحكم بالأحداث والظروف التي نتعرض لها في حياتنا
في حين أنه بالامكان أن نتحكم جيداً بمشاعرنا واحاسيسنا وتصرفاتنا وعلاقاتنا التي نرتكز
عليها في التعامل مع محيطنا .. ومع من يحيط بنا فيه ..


الغالبية العظمى تعيش جانباً واحداً على مستوى الحياة والعلاقات التي يتم تكوينها ..
دون أن يعتري أحدهم الفضول للنظر إلى الجوانب الأخرى .. فتجد العلاقة مبنية ومختزلة
على جانب واحد فقط .. بغض النظر عنه .. أياً كان ذلك الجانب .. دون أن نسأل أنفسنا ..

ماذا عن الجوانب الأخرى .. ما الذي دفعنا إلى اهمالها وتهميشها ..؟!
وهل ستظل تلك الجوانب فارغة .. أليس من الطبيعي أن يتم ملؤها ..
ولا أظن أنه من الصواب بتاتاً .. أن يقوم بذلك أحد غير المعني بالطرف الآخر ..


وفي نهاية الأمر .. ما الذي سيجنيه المرء من عيشه جانباً واحداً يرغب به ..
لن يجني سوى مساحة من الفراغ تفصل بينه وبين الآخر وقد تبدو لنا تلك المساحة ..
مساحة مادية فقط تقتصر على الاتصال الخارجي والاهتمام والتواصل ..
في حين أن الهوة المعنوية التي خلفتها تلك المساحة أكبر بكثير .. وأكثر خطراً ..
وأشد تأثيراً على الحياة من جوانب عدة كـ السلوكيات والمعاملة و ..... إلخ


وتمضي الحياة بهما .. كما لو أنهما يعيشان في جوف طبل فارغ .. يسمع كلا منهما
الآخر .. لكن في حقيقة الأمر ليس سوى سماعاً ظاهرياً .. فلا يسمع الصوت من في أذنه
صمم .. فـ ينحصر التواصل بينهما على الأساسيات فقط .. دون أن يعرفا شيئاً عن مذاق
التفاصيل .. واللذة التي تنتابنا في مشاركة الآخر أدق التفاصيل .. فما أجمل أن نحيا
الحياة مع من نحب خطوة بخطوة .. بكل تفاصيلها .. حتى نصل إلى مرحلة يشعر فيها كلا
الطرفين بالتوق والشوق إلى تلك اللحظة التي يتقاسمان فيها جوانب هذه الحياة ..


ما بين الولوج والارتباط بعلاقة مع أحدهم .. والانتهاء أو الخروج منها ..
سواء نتيجة اختلاف أو أي ظرف آخر بما في ذلك مفارقة أحدهم الحياة ..
مساحة عمرية .. لا تقاس بالسنين أو الزمن .. بل تقاس بالذكريات واللحظات ..
الذكريات الجميلة .. الذكريات الحزينة .. تقاس بالضحكات التي نتبادلها ..
بالابتسامات التي نرسمها .. بالدموع التي نذرفها .. بالآلام التي نتقاسمها ..
تقاس بكل ما نجود به للآخر .. تقاس بالعطاء الذي لا ينضب .. تقاس بالبذل والسخاء
الذي نمطر به بعضنا البعض .. تقاس بحجم ومدى التأثير في حياة الآخر ..
كم كان لحضورنا مساهمة ومشاركة فعالة في حياة من نحب ..





( ... الفكرة ... )

دعوةٌ للحياة .. !
دعوةٌ لـِ زيارة كل جانب قمنا بإهماله في حياتنا عمداً أو غير عمد ..
كي ننفض الغبار من فوقه .. لـِ نستمتع به .. ونحظى بحياةٍ جميلة من جديد ..!

:icon20:

فيصل الرحيّل
05-17-2012, 05:19 PM
.

.

.

.

.


[ Give me hug ]


في أحد الأيام .. كنت أسير أنا وصديقي الحبيب الذي أعجز عن وصف حبه / عبدالعزيز سعود السماح ..
كنا نسير على شاطئ البحر ولم يكن أحد غيرنا هناك .. فجلسنا ننظر إلى البحر .. وقلت له ... :
أبو سعود .. أود أن أقولك لك شيئا ..

فقال ... :
تفضل ..

قلت ... :
أنا أحبك يا صديقي .. أحبك .. فضحك بصوت مرتفع وقال ... :

أنت شارب شيء .. أجبته لا لكن لطالما وددت أن أقولها لك منذ زمن طويل ..
ولا أعلم لم تأخرت كل هذه المدة .. فأجابني .. : وأنا أحبك يا فيصل ..
أحبك بقدر ما أختلف معك في وجهات النظر .. !



يا الله .. كم تمنيت أن أحضن والدي أو أخي أو أختي أو صديقي ........ كم تمنيت ذلك
أحيانا كثيرة .. كم تمنيت أن أقول لمن أحب .. أنا أحبك .. لكن لا أعلم ما الذي حال دون
أن أفعل أو أقول ذلك .. لماذا نقيد مشاعرنا .. ونحكم الخناق على احاسيسنا .. ونضيق
على عواطفنا .. لماذا سمحنا مجتمعاتنا أن تفرض علينا تلك الثقافة التي ما أنزل الله بها
من سلطان .. لتقمع مشاعرنا واحاسيسنا وتجعلها قابعة في ذواتنا .. فحالت دون أن
نمارس انسانيتنا في التعبير عن العواطف والاحاسيس التي تعترينا .. لماذا ارتضينا أن
نحيا دون أن نعبر عن مشاعرنا واحاسيسنا بكامل حريتنا .. حتى أننا بتنا نعجز عن التعبير
بما يجيش في داخلنا .. ومن فرط ما نقوم به من كبت وحبس لمشاعرنا ومحاولة عدم
التعرف عليها ووصفها والتعبير عنها .. لم نعد نعي وجودها فعلا وما عدنا نشعر بها ..
فما بين وأد فاضح للتعبير عن المشاعر وما بين اهمالها وكبتها .. ضعنا نحن ... !


لماذا ساهمنا في تقوية هذا الحاجز الذي يحول بيينا وبين من نحب .. ما نقوم به بارادتنا
ووعينا في عدم التعبير عن مشاعرنا والتعايش هكذا .. ليس سوى تثبيط نفسي للمرء حيلة
نفسية نستخدمها لتعود علينا بالضرر البالغ مع مرور الزمن .. في الوقت الذي في داخل
كل منا .. مشاعر واحاسيس وعواطف تتشكل وتتكون من خلال التجارب التي يمر بها
المرء ويعايشها ويتعايش معها .. والتي يتذوق فيها مذاق شعوره ولذة مشاعره واحاسيسه
أثناء اتصاله وانصهاره مع الآخر .. فيتعرف على نشوة الحب .. ولوعة الفراق .. وقسوة
المعاتبة .. وأمن الاحتواء .. وحميمية المداعبة .. كل ذلك يساهم وبقوة في رسم ملامح
مشاعرنا وتشكيل احاسيسنا .. وتلوين عواطفنا .. لايجاد لوحة جميلة ومميزة تعد بمثابة
الهوية النفسية لنا عند الآخرين .. لذلك لنحاول أن نحيا تجارب حقة تصب في صالحنا
وتساعد في بناء مستقبلنا .. ولنقدم مشاعرنا واحاسيسنا على طبق من حب و ود لمن
نحب .. لمن يشاطرنا هذه الحياة ويقاسمنا فيها الأفراح والأحزان .. لا أن نستنزف
ونضحي بمشاعرنا واحاسيسنا في الخفاء في زاوية مظلمة مع آخر ليس سوى عابر سبيل
يزول بزوال النشوة .. فنظلم من رافقنا في هذه الحياة .. ليس هنالك ما يسمى قلة اهتمام
واهمال بل هنالك ما يسمى اهتمام يصب في مكان آخر .. الاختيار هنا في غاية الأهمية ..
لذا فلنحسن الاختيار ... !


فالجميع يعمل جاهداً كي يخرج في أجمل وأبهى صورة لا حاجة لأن نشوه ذواتنا بأيدينا ..
لا حاجة لأن نفسد مشاعرنا النقية والطاهرة ونصنع منها مسخا قبيح المنظر .. لنتعامل
برقي مع مشاعرنا واحاسيسنا ولنوظفها جيدا حيث يجب لها أن تكون ..


ما أجمل أن نعبر عن مشاعرنا واحاسيسنا .. ما أجمل أن نشعر بتلك اللحظات .. !
وما أجمل أن نُشعر من نحب بها .. وهكذا قررت منذ تلك اللحظة .. أن أعبر عن مشاعري
واحاسيسي تجاه من أحب دون تردد .. لذا سأقول لكم جميعاً .. سأقول بعلو الصوت لكل
من يقرأ لي ... :


أحبكَ أنتَ .. وأحبكِ أنتِ .. أحبكم جميعاً ... !




# نقش ... :
يجب ألا نخجل من التعبير عن مشاعرنا واحاسيسنا الجميلة تجاه من نحب ..
الأجدر بنا أن نخجل من التعبير عن تلك الأمور القبيحة التي نتبجح بها ونكررها كل يوم ..!





* نُشِرَ في جريدة الصباح الكويتية .. ملف مقامات أدبية ..!
:icon20:

فيصل الرحيّل
05-25-2012, 02:22 AM
.

.

.

.

.




" 18/5/2012 .. وبلغ منتهاه .. ! "


منذ أن كنت طفلاً .. وأنا لم أكن أحب التواريخ .. ولم تكن تجذبني أو تعني لي شيئاً ..
وأبسط مثال .. يوم ميلاد ( 6/2 ) .. لم يكن يعني لي شيئا .. حتى أنني أتظاهر
بنسيانه أحيانا كثيرة .. هكذا هي الحياة لا يعني لنا الأمر شيئا ما لم يرتبط بحدث هام
متى ما ارتبط أمر ما .. بشيء .. يغدو ذا أهمية بالنسبة لنا ..

فنجدنا نهتم به ونحيا تفاصيله ونعترف به في معترك هذه الحياة .. لا أن نركنه على
الرف كما هي معظم الأشياء .. وبالرغم مما أحمل من أحلام وأمنيات ورغبات
للمستقبل .. لم أكن أهتم كثيرا بالزمن ولم أكن ألاحظ تغير التاريخ .. لم يكن التاريخ
يعني لي شيئا .. فاليوم مثل الأمس .. والأمس سيكون مشابها للغد .. نحيا وكأن
ساعتنا متوقفة .. كلما نظرنا إليها .. وجدنا عقارب الساعة لم تبرح مكانها .. كثيرا ما
سرحت في هذا الموضوع .. لكن دون جدوى .. لم أجد لتساؤلاتي مرفأ .. رغم كثرة
الحطام في شاطئي المهجور ..


لماذا لم نعد نهتم أو نتعرف على التاريخ .. ما السر من وراء ذلك .. لا أعلم ..
حتى جاء ذلك التاريخ ( 18/5 ) من بعد ذلك التاريخ .. اكتشفت السر ..
وكأن شيئا ما في داخلي .. يشدني إلى الطبيعة المحضة إلى الطبيعة البدائية النقية ..
إلى حيث ينتمي ما نبحث عنه جميعا .. إلى هناك حيث لا رتوش جميلية أو مساحيق
سلوكية .. فلم ألاحظ شيئا سوى أنني .. ابحث عن القمر .. نعم هو القمر .. فمن
خلال القمر .. ندرك التاريخ .. ويكون له معنى .. لذلك لا نعرف التاريخ .. فنحن لا
نحدق بالسماء .. نكتفي دائما بما هو موجود تحت قدمينا على مد النظر ..


لماذا لا نفتش في السماء عن قمرنا .. ؟!
إلى متى ستظل سماء القلب ملبدة بالغيوم .. ألم يحن الوقت لغيوم هذا القلب ..
أن تمطر .. كي تنجلي .. فتغدو سماء القلب صافية .. كما لو أن تهمس للقمر ..
هيتَ لك .. ولا أظن أنه سيخيب الأمل .. سوف يأتي .. ليتوج السماء بحضوره ..
ويضيء عتمة الليل الداكن .. لنبحث .. ففي سماء كل منا .. قمر .. !
متى ما وجده المرء .. سيتخلص نهائيا من وحشة وكآبة الوحدة والحياة ..


أتذكر جيداً .. حينما كنا أطفالاً .. علمونا في المدارس ماذا يعني الوطن ..
حفظونا حروف اسمه عن غيب .. تعرفنا عليه من خلال الخرائط والورق ..
وعلمونا أيضاً .. كيف يكون الحب في حفظ قصائد العشاق والحكايات الجميلة ..
وحينما كبرت .. لم أجد الوطن الذي أرهقونا به ونحن صغار .. كبرت ..
ولم أتعرف على ذلك الحب في الشوارع والطرق .. كبرت .. وأدركت أن كل المفاهيم
التي علمونا إياها .. كذب .. مجرد هراء .. !

فليس الحب في حفظ القصائد .. وليس الوطن فقط حبرا وورق ..
فـ نصف الوطن فينا .. نحن .. ونصف الحب فينا .. نحن .. ليتهم ..
ليتهم علمونا كيف نبحث عن نصفنا الآخر .. !


نصفنا الآخر .. القمر المفقود .. ترى من تلك التي تستحق أن تكون قمراً
في عالمك .. من تلك التي تود أن تهمس لها وتوشوشها قائلا ... :

لا شكل لي .. لا ملامح .. لا وجود .. لا أمس لي .. لا يوم ..
ليس هنالك من غدٍ .. حتى أرسلتك لي السماء .. يا قمري ..
فوجدت فيكِ كل شيء .. وجدت الافراح والاحزان .. وجدت الكفر والايمان ..
وجدت البحر والشطآن .. وجدت فيكِ كل شيء .. وجدتني أنا .. !
التي لطالما بحثت عنها طويلاً ..

فلا تاريخ قبلكِ .. ولا تاريخ بعدكِ .. من غيرك التاريخ .. !
أنتِ التاريخ .. أنتِ البداية والنهاية .. وأنتِ النقطة التي يلتقيان فيها ..
أنتِ موسيقى للحياة .. وأوتار لها يطرب قلبي .. ويتمايل فرحا نشوانا ..
أنتِ التي فتحتِ علبة حياتي .. وأطلقتِ سراح الألوان .. لتحلق كأسراب الطيور ..
وترسم لي وطنا يحتويني .. جناحين أحلق بهما .. لترسم لي فجرا وضياء ..
أرضا وسماء .. عطرا وهواء .. لترسمني أطيافا من قوس قزح .. !

أنتِ أنا .. أنا أنتِ .. لا يهم .. فما عدت أعرف من منا الآخر .. !





( ... الفكرة ... )

فلسفات التاريخ كثيرة .. !
دائما ما تعيدنا لنتأمل الحياة .. نقدسها في ذواتنا ..
تاريخٌ واحد .. وورقةٌ واحدة .. هي التي تستأثر بكل هذا الحب ..
والتي نمهر لأجلها ليال وأيام حياة بأكملها .. !


:34:

فيصل الرحيّل
07-06-2012, 05:48 AM
faisalalraheil@
سأغردُ بصوتٍ مرتفع .. وأعدكم بأنني سأكون على درجةٍ عاليةٍ من النِّشَاز .. !


;)

فيصل الرحيّل
10-05-2012, 09:02 PM
.

.

.

.


خلعت بعض أحلامِهَا ..
وقدمتها إلى أختها الصغيرة ..
قائلةً ...:

هاكِ .. قد تُلائِمُكِ أكثر منيّ الآن !

فيصل الرحيّل
01-13-2015, 02:06 AM
المدينة التي لا ورد فيها لا تحترم عينيك, المدينة التي لا ترى فيها ألوان مفاتيح البيانو إلا على الرصيف لا تحترم سمعك.

فيصل الرحيّل
01-13-2015, 02:12 AM
أنا من أولئك الذين يواجهون قسوة هذا العالم بوردة، من تخترقهم القصيدة أسرع من الرصاص، من يحاولون مساعدة الطائرة الورقية على التحليق دون أن يكترثوا كم مرةً وقعت فيها على الأرض، من يؤمنون بأن الآلات الوترية بإمكانها أن تخيط جراح هذه الأرض، وتصل بين أي ضفتين متخاصمتين، وأن الحياة لن تكتمل إلا بوجود شريكة رقص، وكل طريق تمر عليه ليس للوصول إلى نقطة ما، إنما لكي لا تقف.

فيصل الرحيّل
01-13-2015, 02:22 AM
لا تمت ..
هذا العالم يحتاجك
كأعمى
يريد أن يعبر الطريق
ما الذي تنتظره؟
سرقوا الكراسي
بينما أنت واقفٌ لتحية العلم
سرقوا الأحلام
وأنت تحرس وطنك في الليل
سرقوا الفراشات
بينما أنت تطفئ المصباح لئلا تحترق
سرقوا الطوفان
بينما أنت تبني سفينتك
هم ليسوا قومك
وأنت لست نوح
ابتكر طريقة أخرى
وتذكر
أنك تريد ربط حذاء طفل
لا حبل مشنقة
تريد زرع الورد في الأرض
لا الرصاص في أجساد الآخرين
تريد حياكة كنزة لطفلتك
لا أن تخيط جراحك المؤلمة
تريد عدسة تلتقط فيها الصور لمن تحب
محاولا إيقاف الزمن
لا منظار بندقية يراقب الأطفال
وهم يعبرون الطريق.

فيصل الرحيّل
01-13-2015, 02:40 AM
لا تمت

نعم يا باروير سيفاك " هناك صلة كبيرة بين صمم بيتهوفن وهذه الانفجارات التي تزداد ضراوة في العالم الآن " هناك صلة كبيرة بين رحيل أنسي الحاج وجوزف حرب ووديع الصافي وبقاء الأوغاد الذين أغرقوا الأرض بالدماء.
لا ذنب لك حينما جئت إلى هذه العالم الوحشي وأنت تصرخ, لكن .. لماذا يصرون على أن تغادره بصرخة أكبر, جئت محاطا بالدم, لماذا تغادر بكل هذه الجروح وبدم أكثر .. كل شيءٍ يبدو الآن أكثر طمأنينة منك, أنت الأكثر جرأة على فتح نافذة وطرح سؤال وصنع وتر, الأقل جرأة على قطف وردة وتصديق يقين وكره بشر .. أنت الوحيد الذي يؤمن أن " الطمأنينة دناءة روحية " فلا تستكين لهم, عول على قلقك .. لا تمت لتصبح اسمًا يجدون به وظيفة لشريط الأخبار .. قاتل, تسلل كالهواء, هاجر إن تطلب الأمر, المدينة التي لا وود بها لا تحترم عينيك, المدينة التي لا ترى فيها ألوان مفاتيح البيانو إلا على الرصيف فقط, لا تحترم سمعك, فتش عن الجمال كمن يغني للريح كي تعانق الأشرعة, فتش جيدًا .. في الشارع أنت لست سيارة فلا تنسى الورود خصها بالتحية .. في العمل أنت لست آلة فلا تدع مزحة تمضي دون أن تودعها بالضحك .. في المترو أنت لست فأرًا فلا تمارس دوره في التنقل تحت الأرض وحاول الخروج من الأسفل كوردة .. لا تمت كل شيء في هذا العالم ينتظرك .. لا تمت ما زال أمامك أن تنقذ موجة, وتدرب الأغصان على هزم الخريف, وتنصت للريح ليلا وتسامر ما تيسر من أغصان الشجر .. لا وقت لديك .. لا وقت لكي تخاصم الغيم على قطرة, الظل يشفع حين يغيب المطر .. لا وقت لكي تقضي حياتك في السير بشكل مستقيم, تمايل قليلا على ألحان تشايكوفسكي, السلم الموسيقي وحده من يوصلك إلى القمر .. لا وقت لكي تسمح لأشجار الوهم بالنمو, درب معول الشك الصغير على جز أعشاب الحقيقة ..
لا تمت .. هذا العالم يحتاجك كأعمى يريد أن يعبر الطريق .. ما الذي تنتظره وقد سرقوا الكراسي, بينما أنت واقف لتحية العلم .. سرقوا الأحلام بينما أنت تحرس وطنك في الليل .. سرقوا الفراشات بينما أنت تطفئ المصباح لئلا تحترق .. سرقوا الطوفان بينما أنت تبني سفينتك .. هم ليسوا قومك وأنت لست نوح .. ابتكر طريقة أخرى, وتذكر .. أنك تريد ربط حذاء طفل لا حبل مشنقة .. تريد زرع الورود في الأرض لا الرصاص في أجساد الآخرين .. تريد التواصل بالغناء لا الشتائم والصراخ .. تريد حياكة كنزة لطفلتك لا أن تخيط جراحك المؤلمة .. تريد عدسة تلتقط فيها الصور لمن تحب محاولا إيقاف الزمن لا منظار بندقية يراقب الأطفال وهم يعبرون الطريق .