منى العبدلي
04-08-2011, 12:11 AM
.
.
.
في المانيا ظهر موقع الكتروني تبث من خلاله إشاعات وفضائح وأخبار مكذوبة تمس طلاب المدارس وطالباتها , اطلقها أشخاص بمعرفات مجهولة ويٌروج من خلاله إشاعات ذكر فيها أسماء لطلاب أو طالبات بغرض الإساءة لهم وإهانتهم أمام زملائهم .
وقد تصدى مديرو المدارس لهذه الإساءات المتعمدة في هذه الصفحة الالكترونية بإنشاء فرق من الطلاب هدفها هو مواجهة هذه الإشاعات وذلك بإرسال مقالات متنوعة المحتوى تصل إلى خمسين مقالة بشكل يومي لهذا الموقع متضمنة أخبارا ومعلومات عامة وأخبارا طريفة لتشتيت زوار هذا الموقع عن الأكاذيب المنشورة فيه وإغراقه وبالتالي إضعافه , ورغم عودة هذه الصفحة إلى الظهور مرة أخرى إلا أنها لم تعد بالأهمية التي ظهرت بها أول مرة حيث قل عدد الزوار وقلت على إثره الإشاعات .
كان هذا بفضل الخطة الجيدة التي قام بها الطلاب بمساعدة مدراء مدارسهم للتصدي لهذه الحملة المشينة وبفضلهم عادت الثقة والطمأنينة لنفوس الضحايا من الطلاب والطالبات الذين مستهم تلك الإساءات.
تذكرت وأنا اشاهد هذه الحلقة على القناة الألمانية حادثة مشابهة وقعت لصديقة في عام 2003 في إحدى الثانويات الخاصة حيث تبادلت طالباتها رسائل الكترونية تحمل إساءات للطاقم الإداري والتعليمي وكان تعليق مديرة المدرسة : مراهقات خلوهم يعبرون عن نفسهم !!
ورغم الشكاوى التي قدمتها الموظفات وبلغ عددها 50 شكوى إلا أن المديرة تجاهلت الأمر وطلبت منهن تجاهله أيضا وإلا ستشعر هاته الطالبات بأنهن انتصرن عليهن ! .
رغم موقف المديرة السلبي والمتخاذل إلا أنها تصرفت تصرف الشخص لا يملك أدنى خبرة أو معرفة بكيفية إدارة أزمة قد تتفاقم وتصبح مشكلة اجتماعية وقد تصل إلى المحاكم في حال انتشار هذه الرسائل الالكترونية وبأسمائهن الصريحة , لكن الموضوع بقدرة قادر تم كشفه وانتهت لعبة الطالبات دون عقاب.
لا سبيل للمقارنة بين هاتين الحادثتين ولا بطريقة التصرف في كلاهما. لأننا ببساطة في مجتمع لا يمتلك ثقافة مواجهة الأزمات وحلها وهو مؤشر خطير يجب التنبه له , فالضرورة أصبحت مُلحة أكثر من أي وقت مضى بأن تقوم مؤسساتنا التعليمية بتدريس وتدريب الطلاب والطالبات على كيفية مواجهة الأزمات والتعامل معها وطرق علاجها والتصدي لها . إنه صيانة لأجيالنا وسط كل هذا الكم الهائل من الأزمات على كافة الأصعدة .
الأزمة ليست حدثا يمكن التنبؤ به , لكنه يظهر فجأة ويتسبب بمتفاقمات خطيرة خاصة تلك التي تمس المجتمع والتي ترتبط بعرى وثيقة مع الأزمة السياسية إذ أن المجتمع هو أساس أي دولة وعمودها الذي يحميها من السقوط وصلبها المتين . وشتان بين الدولة التي تمتلك أجهزة خاصة مدربة وفاعلة ومستعدة لأي مفاجأة وتلك التي ترتجل ارتجالا وتخطئ غالبا في حل أي أزمة طارئة والتي بالنهاية تتفاقم وتنفجر مولدة أزمات أخرى أكثر خطورة تساهم في إحداث تغييرات على نحو سيئ وقد يؤدي إلى انهيار مؤسسات هذه الدولة.
هذه الحادثة التي ذكرتها أولا ورغم أنها في حيز اجتماعي صغير إلا أن عملية اتخاذ هذا القرار العاجل والسريع والذكي حد من تفاقهما وتفشيها وساهم أيضا في إعداد جيل واع مدرك لما يحيط به.
فهل سنصبح يوما قادرين على مواجهة أزماتنا بطريقة فاعلة بدلا من تقمص دور النعامة ودس الرؤوس في الرمال ونقول أزمة وتعدي؟
.
.
في المانيا ظهر موقع الكتروني تبث من خلاله إشاعات وفضائح وأخبار مكذوبة تمس طلاب المدارس وطالباتها , اطلقها أشخاص بمعرفات مجهولة ويٌروج من خلاله إشاعات ذكر فيها أسماء لطلاب أو طالبات بغرض الإساءة لهم وإهانتهم أمام زملائهم .
وقد تصدى مديرو المدارس لهذه الإساءات المتعمدة في هذه الصفحة الالكترونية بإنشاء فرق من الطلاب هدفها هو مواجهة هذه الإشاعات وذلك بإرسال مقالات متنوعة المحتوى تصل إلى خمسين مقالة بشكل يومي لهذا الموقع متضمنة أخبارا ومعلومات عامة وأخبارا طريفة لتشتيت زوار هذا الموقع عن الأكاذيب المنشورة فيه وإغراقه وبالتالي إضعافه , ورغم عودة هذه الصفحة إلى الظهور مرة أخرى إلا أنها لم تعد بالأهمية التي ظهرت بها أول مرة حيث قل عدد الزوار وقلت على إثره الإشاعات .
كان هذا بفضل الخطة الجيدة التي قام بها الطلاب بمساعدة مدراء مدارسهم للتصدي لهذه الحملة المشينة وبفضلهم عادت الثقة والطمأنينة لنفوس الضحايا من الطلاب والطالبات الذين مستهم تلك الإساءات.
تذكرت وأنا اشاهد هذه الحلقة على القناة الألمانية حادثة مشابهة وقعت لصديقة في عام 2003 في إحدى الثانويات الخاصة حيث تبادلت طالباتها رسائل الكترونية تحمل إساءات للطاقم الإداري والتعليمي وكان تعليق مديرة المدرسة : مراهقات خلوهم يعبرون عن نفسهم !!
ورغم الشكاوى التي قدمتها الموظفات وبلغ عددها 50 شكوى إلا أن المديرة تجاهلت الأمر وطلبت منهن تجاهله أيضا وإلا ستشعر هاته الطالبات بأنهن انتصرن عليهن ! .
رغم موقف المديرة السلبي والمتخاذل إلا أنها تصرفت تصرف الشخص لا يملك أدنى خبرة أو معرفة بكيفية إدارة أزمة قد تتفاقم وتصبح مشكلة اجتماعية وقد تصل إلى المحاكم في حال انتشار هذه الرسائل الالكترونية وبأسمائهن الصريحة , لكن الموضوع بقدرة قادر تم كشفه وانتهت لعبة الطالبات دون عقاب.
لا سبيل للمقارنة بين هاتين الحادثتين ولا بطريقة التصرف في كلاهما. لأننا ببساطة في مجتمع لا يمتلك ثقافة مواجهة الأزمات وحلها وهو مؤشر خطير يجب التنبه له , فالضرورة أصبحت مُلحة أكثر من أي وقت مضى بأن تقوم مؤسساتنا التعليمية بتدريس وتدريب الطلاب والطالبات على كيفية مواجهة الأزمات والتعامل معها وطرق علاجها والتصدي لها . إنه صيانة لأجيالنا وسط كل هذا الكم الهائل من الأزمات على كافة الأصعدة .
الأزمة ليست حدثا يمكن التنبؤ به , لكنه يظهر فجأة ويتسبب بمتفاقمات خطيرة خاصة تلك التي تمس المجتمع والتي ترتبط بعرى وثيقة مع الأزمة السياسية إذ أن المجتمع هو أساس أي دولة وعمودها الذي يحميها من السقوط وصلبها المتين . وشتان بين الدولة التي تمتلك أجهزة خاصة مدربة وفاعلة ومستعدة لأي مفاجأة وتلك التي ترتجل ارتجالا وتخطئ غالبا في حل أي أزمة طارئة والتي بالنهاية تتفاقم وتنفجر مولدة أزمات أخرى أكثر خطورة تساهم في إحداث تغييرات على نحو سيئ وقد يؤدي إلى انهيار مؤسسات هذه الدولة.
هذه الحادثة التي ذكرتها أولا ورغم أنها في حيز اجتماعي صغير إلا أن عملية اتخاذ هذا القرار العاجل والسريع والذكي حد من تفاقهما وتفشيها وساهم أيضا في إعداد جيل واع مدرك لما يحيط به.
فهل سنصبح يوما قادرين على مواجهة أزماتنا بطريقة فاعلة بدلا من تقمص دور النعامة ودس الرؤوس في الرمال ونقول أزمة وتعدي؟