ماجد الغامدي
11-28-2006, 10:21 PM
كانت تلك المدينه تنعم بالصباحِ البكر والطبيعةِ الحالمه .. الناس طيبون والأواصر ممدوده.. يتعاملون بود ويتحدثون لغةً يفهمها الجميع ليس في مدينتهم فحسب بل في كل المُدن القريبه..!
كانوا يحتفلون في مدينتهم بكل مولود جديد ويُعدّونه ليكون سهماً ضد أعدائهم وكانوا يباهون المدن الأخرى بمواليدهم ويضاهون بهم أندادهم ويقيمون بينهم المفاضلات الحميمه بل وربما يرسلونهم كسفراء لهم.
بدأت المدينه تكبر ويكثر الأهالي فينزل العابرون ويستوطن الزائرون..!
وتباعدت المُدن رغم إقترابها الجغرافي حتى أصبح بعضهم لا يفهم الآخر فهما دقيقا !!
وبالنتيجه تلاشت تلك المحافل وظهر مولدون جدد يحتفل كلٌ منهم على طريقته الخاصه!!
إنتبه العقلاء لإتساع الفجوه وكبر الهوّه بينما استشرى الرضى عند الجموع عن هذه الموجه الإحتفاليه الإنفراديّه وما يصاحبها من بهرجه وملا سنات !
فعكف الكثير من أصحاب الرأي على دراسة المشكله وبحث مسبباتها ووضع الحلول المناسبه !!
وأخيراً اكتشفوا وجود حفره تتسع بشراهه ويسقط فيها الكثير خصوصاً من الأحداث !!
حاولوا التغلّب على المشكله بالحرص على أخذ كل من يسقط إلى مشفى مدينته لتتمكن كل مدينه من حلّ مشكلتها على حده ومن ثم العوده لسالف العهد بإحياء الإحتفالات وتكريم المتميزين والضرب بيد من حنان على قلب كل ساقط واستطلاع آراء الساقطين في تلك الحفر في محاوله لتجنيبهم هذا الإنحدار الملحوظ الذي يعانونه..!
فالتقى العقلاء لمناقشة سير عمل الإنقاذ في كل مدينه !!
قال الأول لقد أجمع شباب مدينتنا على أن يستعينوا بمجموعه من المحافظين و الحريصين ليحيطوا بتلك الحفره وينقذوا من يسقط فيها مباشره وينقلونه للمشفى !!
قال الثاني يبدو أن شبابنا أرقى فكراً من شبابكم فقد اقترحوا أن نبني المشفى بجوار الحفره ونوفر جهد الكادر الذي يقوم بالحمايه والتوجيه والنقل !!
قال الثالث إذن اسمعوا ما طلب شباب مدينتي.. لقد اقترحوا أن ندفن الحفره ونحمي المندفعين الراكضين من خطر السقوط ونحفر حفره بديله بجوار المشفى الأصلي ليوفروا كلفة بناء مشفىً جديد ويحفظوا وقت فريق الإنقاذ وجهدهم..!!
وانفضَّ الإجتماع دون أن يجدوا حلاً للحفره أو الساقطين !
كانوا يحتفلون في مدينتهم بكل مولود جديد ويُعدّونه ليكون سهماً ضد أعدائهم وكانوا يباهون المدن الأخرى بمواليدهم ويضاهون بهم أندادهم ويقيمون بينهم المفاضلات الحميمه بل وربما يرسلونهم كسفراء لهم.
بدأت المدينه تكبر ويكثر الأهالي فينزل العابرون ويستوطن الزائرون..!
وتباعدت المُدن رغم إقترابها الجغرافي حتى أصبح بعضهم لا يفهم الآخر فهما دقيقا !!
وبالنتيجه تلاشت تلك المحافل وظهر مولدون جدد يحتفل كلٌ منهم على طريقته الخاصه!!
إنتبه العقلاء لإتساع الفجوه وكبر الهوّه بينما استشرى الرضى عند الجموع عن هذه الموجه الإحتفاليه الإنفراديّه وما يصاحبها من بهرجه وملا سنات !
فعكف الكثير من أصحاب الرأي على دراسة المشكله وبحث مسبباتها ووضع الحلول المناسبه !!
وأخيراً اكتشفوا وجود حفره تتسع بشراهه ويسقط فيها الكثير خصوصاً من الأحداث !!
حاولوا التغلّب على المشكله بالحرص على أخذ كل من يسقط إلى مشفى مدينته لتتمكن كل مدينه من حلّ مشكلتها على حده ومن ثم العوده لسالف العهد بإحياء الإحتفالات وتكريم المتميزين والضرب بيد من حنان على قلب كل ساقط واستطلاع آراء الساقطين في تلك الحفر في محاوله لتجنيبهم هذا الإنحدار الملحوظ الذي يعانونه..!
فالتقى العقلاء لمناقشة سير عمل الإنقاذ في كل مدينه !!
قال الأول لقد أجمع شباب مدينتنا على أن يستعينوا بمجموعه من المحافظين و الحريصين ليحيطوا بتلك الحفره وينقذوا من يسقط فيها مباشره وينقلونه للمشفى !!
قال الثاني يبدو أن شبابنا أرقى فكراً من شبابكم فقد اقترحوا أن نبني المشفى بجوار الحفره ونوفر جهد الكادر الذي يقوم بالحمايه والتوجيه والنقل !!
قال الثالث إذن اسمعوا ما طلب شباب مدينتي.. لقد اقترحوا أن ندفن الحفره ونحمي المندفعين الراكضين من خطر السقوط ونحفر حفره بديله بجوار المشفى الأصلي ليوفروا كلفة بناء مشفىً جديد ويحفظوا وقت فريق الإنقاذ وجهدهم..!!
وانفضَّ الإجتماع دون أن يجدوا حلاً للحفره أو الساقطين !